• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

الدين والعلم: تكامل أم تضاد؟

د. مولاي المصطفى البرجاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/12/2014 ميلادي - 13/2/1436 هجري

الزيارات: 11089

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدين والعلم: تكامل أم تضاد؟


تنزلُ علينا مقالات تَتْرَى تحاول إحداثَ شرْخٍ عميقٍ بين الدين والعلم، كأنَّ الدين الإسلامي - على حدِّ تعبير العلمانيين - هو المعَرْقِل لمسيرة الأُمة؛ وذلك بدعوتهم للتخلُّص من قيود الميتافيزيقا والغيْبيَّات، والأخْذ بالمنهج العِلْمي الذي لا يقرُّ إلا ما تثبتُه التجاربُ العلميَّة، وقد سبقَ لي أن توقفتُ عند مقالات متعددة في هذا المجال والتي تحاولُ اختزالَ تخلُّف البُلدان العربيَّة والإسلاميَّة في الركون إلى الغيبيَّات، وكأنَّ الإسلامَ يقفُ حجرَ عثْرة وعقبة كَأْدَاء أمام مُسايرة البُلدان المتقدمة؛ يقول الدكتور أحمد أبو زايد: "فالتفكير العلمي يتميَّز بالعقلانيَّة والمنطق الواقعي الذي يرتفعُ عن مستوى الخُرافات التي تؤلَّف جانبًا، لا يُسْتهان به من التراث الثقافي - يَقْصد الإسلام تَوْرِيَةً - لدى كلِّ الشعوب، بما في ذلك التراث الثقافي العربي؛ أي: إنَّ التفكير العِلْمي يقومُ على المواجهة المباشرة مع الواقع وفَهْم الأمور، كما تتمثل للواقع الواعي المدْرِك لأبعاد الحقيقة العيانية، والتي يمكن البرْهَنَة عليها بالأدلَّة والحُجج المقبولة عقْلاً، مع توخِّي عدم الخلْطِ بين النظرة العقلانيَّة الواعية للأشياء، والأفكار والتخيُّلات التي تفتقرُ إلى الدليل، كأنْ تُردّ حالاتُ الأعاصير والفيضانات المدمِّرة إلى غضب الله"[1].

 

يمكن الردُّ على مثْل هذه الأفكار في النقط التالية:

• الأولى: أنَّ الإسلام لم ولنْ يكون في يومٍ من الأيام بابًا موصودًا في وجْه العِلْم، بل حثَّ على ذلك في مواضع كثيرة من الكتاب والسُّنَّة؛ إذ يدعو صراحة إلى طلب العِلم، ولم يقتصرْ على طلب العلوم الشرعيَّة فقط، بل العلوم الدنيويَّة.

 

ومن الحث الشديد على ذلك: تأْثَمُ الأُمة إنْ لم يوجدْ مَن يقوم بهذه المهمة؛ كما تعلَّمْنَا من علمائنا الأجِلاَّء.

 

ذلك أنَّ الإسلام دينُ علومِ الحياة ما لم تُخِلّ بالشرع الحنيف؛ طبقًا للقاعدة الفقهيَّة: "الأصل في المعاملات الإباحة حتى يَرِدَ المنعُ".

 

ومن هذه العلوم الدنيويَّة على سبيل المثال لا الحصْر: عِلم البيولوجيا يظهر في قوله - تعالى -: ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ﴾ [الطارق: 5 - 7].

 

وعِلم المناخ؛ لقوله - سبحانه -: ﴿ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [الروم: 48].

 

أضفْ إلى ذلك اهتمام الإسلام بالاقتصاد والاجتماع البشري والعمران؛ "الهندسة المعماريَّة".

 

• النقطة الثانية: وهي المتمثِّلة في محاولة تحييد الدين عن الكوارث؛ من أعاصير وزلازل، واعتبارها ظاهرة كونيَّة لا علاقةَ لها بغضب الله، هذه النقطة التي أفحمَ فيها علماءُ الإسلام، وخاصة المهتمُّون بالإعجاز العِلمي بأدلة علميَّة وشرعيَّة في الردِّ على مثل هؤلاء، وإلا كيفَ نفسِّر قولَ الله - تعالى -: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا ﴾ [الطلاق: 8].

 

• النقطة الثالثة: أنَّ مشكلة التعارُض بين الدين والعلم، إنما نشأتْ في أوروبا بعيدة عن الجو الإسلامي، إنها تصور نزاعًا في بيئة بعيدة كل البُعد عن الروح الإسلاميَّة التي حثَّت الإنسانيَّة على التعليم والتعلُّم، والتي نشأ المنهجُ العلمي - الذي يعتبرونه حديثًا - بين ربوعها قديمًا بقِدَمِها، والتي أنشأتْ على أساس من هذا المنهج حضارة ضخْمة، لا تزال تكشفُ كلَّ يومٍ الكثيرَ من أنحائها العميقة.

 

ولا ننسى - ومن باب الإنصاف - أن نذكرَ خَطَرَ الانفصام النَّكد على الأُمة الإسلاميَّة في فترات تاريخيَّة، الذي حدثَ بين العلماء والفُقهاء والمفكِّرين من جِهة، وبين الحُكَّام والأمراء والولاة من جهة أخرى، أعني بين القيادة الفكريَّة والقيادة السياسيَّة - وهذا ما يلاحظ حاليًّا في أغلبِ بلدان العالم الإسلامي - التي مالتْ إلى العامة والغوغاء ترتضيها وتستقطبُ ودَّها، وتريدُ أن تجعلَ كافَّة القُوى تطيعها وتخدمُ مصالحها مَهْمَا كان موقعُها في المجتمع ومركزها في النسيج الاجتماعي للأُمة؛ مما جَعَلَ المفكرين والعلماء وذَوِي الرأْي والمشورة وأهل الحَلِّ والعَقْد ينكفِئون على أنفسهم، ويبتعدون عن مراكز التوجيه والتأثير في الأفراد والجماعات، بعد أن حاصرتهم القيادة السياسيَّة، وضيَّقتْ عليهم الخِناق لَمَّا امتنعوا عن موالاتها ومسايرتها في بعض اختياراتهم السياسيَّة والاجتماعيَّة والتشريعيَّة، والكلُّ يعرف ما أصابَ أعلامَ الفكر وأئمة الاجتهاد من أذًى وإذْلال، ومضايقة وتعذيب، ويكفي أن نذكرَ الإمامَ مالك المتوفَّى سنة 179هـ - 795م، حتى شُلَّتْ يدُه؛ لعدم إجازة طلاق المكْرَه، وما تعرَّض له إمامُ أهْل السُّنَّة أحمد بن حنبل من تعذيبٍ بعد رفْضِه لفكرة خَلْق القرآن، وهربَ الإمام الشافعي - رحمه الله - من بغداد إلى مصر خوفًا من الحُكَّام ورجال السلطة، كما اتُّهِمَ شيخُ الإسلام[2] - رحمه الله - ابن تيميَّة في عقيدته، وأفْتى خصومُه من أنصار السلطان بقتْله، وقد عُذِّبَ وحُبِسَ في قلعة "دمشق"، حيث مات محبوسًا سنة 728هـ.

 

• النقطة الرابعة: ما ذكره الغربيُّون أنفسُهم عن قيمة الإسلام كدينٍ جَمَعَ بين الدين والعلم؛ يقول المفكِّر هورتن: "في الإسلام وحدَه تجدُ اتحادَ الدين والعلم؛ فهو الدين الوحيد الذي يوحِّد بينهما، فتجدُ فيه الدين ماثلاً متمكِّنًا في دائرة العلم، وترى وِجْهة الفلسفة ووِجْهة العِلْم متعانقتين؛ فهُما واحدة لا اثنتان".

 

ويقول إتيان دينيه: "إنَّ العقيدة الإسلاميَّة لا تقفُ عقبة في سبيل الفِكْر؛ فقد يكونُ المرءُ صحيحَ الإسلام، وفي الوقت نفسِه حرَّ الفكر، ولا تقتضي حريةُ الفكر أن يكونَ المرءُ مُنْكِرًا لله، لقد رفَعَ محمد - صلى الله عليه وسلم - قدْرَ العلم إلى أعظم الدرجات، وجعلَه من أول واجبات المسلم[3].

 

• وقد حاولَ الطبيب الفرنسي المشهور "موريس بوكاي" أن يكتشفَ تناقُضًا بين حقائق العلم وحقائق القرآن الكريم فلم يستطعْ، وقد أشارَ "بوكاي" إلى ذلك في كتابه الرصين: "التوراة والإنجيل والقرآن والعلم"[4].

 

فكيف يمكنُ لبشرٍ عاشَ قبل 1400 سنة أن يتحدثَ في قضايا تمسُّ شتَّى العلوم، ثُمَّ لا يتناقض في مسألة واحدة، على الرغم من التبايُن الهائل بين المعطيات العلميَّة للعصور الحديثة ومعطيات العصور القديمة؟! أليس هذا خرْقًا للمألوف والعادة؟! وهل نجدُ في تاريخ البشريَّة مثالاً على ذلك غير القرآن الكريم؟! وهذا كان سببًا في إسلامه!

 

فالإسلام دعا إلى طلب العلم والمعرفة، والعلم هنا هو العلم النافع المرتبط بالإيمان والإخلاص لله - تعالى - وخِدْمة البشريَّة لا القضاء عليها وظلْمها واستنزافها؛ حتى لا يتحوَّل العالم أداة طيِّعَة في يدِ الطُّغاة والجبابرة؛ كما في قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((اللهمَّ إني أعوذُ بك منْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ))؛ رواه مسلم، ويقول أيضًا: ((اللهم انفعني بما علَّمْتني، وعلِّمْني ما ينفعني، وزدْني عِلْمًا))؛ رواه ابن ماجه، ويقول أيضًا: ((اللهم إني أسألك عِلمًا نافعًا، ورزقًا طيبًا، وعملاً مُتَقَبَّلاً))؛ رواه ابن ماجه.

 

إذ لا فائدة من علمٍ هدفُه تدميرُ البشرية وقهْرُها، وتهديد مصيرِها؛ مثلاً قنبلتان حصدتْ 55 مليونًا من البشر في الحرب العالمية الثانية في "هيروشيما وناجازاكي"، أهذا هو العلم؟! ورَحِمَ الله الشاعر حافظ إبراهيم؛ إذ يقول:

وَالْعِلْمُ إِنْ لَمْ تَكْتَنِفْهُ شَمَائِلٌ
تُعْلِيهِ كَانَ مَطِيَّةَ الإِخْفَاقِ


[1] د. أحمد أبو زايد؛ "هل تقوم ثورة علميَّة في العالم العربي؟" مجلة العربي، العدد 568، مارس 2006، ص 32.

[2] عبدالحي عمور؛ "النظرية الإسلامية للعقل"، الطبعة الأولى، 1418هـ - 1998م، ص: 104 بتصرُّف.

[3] الدكتور يوسف القرضاوي؛ "الإسلام يوحِّد بين الدين والعلم".

[4] هناك أكثر من ترجمة للعنوان؛ منها:

"دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة"، موريس بوكاي، ص 13، دار المعارف، القاهرة، ط4، 1977م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • النزاع بين الدين والعلم
  • ما الدين وما العلم؟
  • رحلة الدين والعلم في التاريخ
  • الدين والعلم في التاريخ
  • أصل المشكلة بين الدين والعلم
  • المستقبل للدين والعلم معا
  • الدين وضرورته

مختارات من الشبكة

  • إجازة الإمام علم الدين البلقيني لتلميذه العلامة جلال الدين السيوطي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • جواب شبهة: نقصان الدين قبل نزول آية الإكمال واختلاف العلماء على مسائل الدين مع كمالها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إجازة بخط الحافظ شمس الدين السخاوي (831هـ - 902هـ) لتلميذه جمال الدين القرتاوي سنة (899هـ)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • قصيدة ثائية في أسماء المجددين وأن منهم الحافظ السيوطي جلال الدين للعلامة بدر الدين الغزي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • العلامة جلال الدين السيوطي في عيون أقرانه ومعاصريه (1) علاء الدين المرداوي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • إجازة الإمام محيي الدين الكافيجي لتلميذه العلامة جلال الدين السيوطي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • إجازة الإمام شمس الدين السيرامي لتلميذه العلامة جلال الدين السيوطي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من تراجم الشعراء: البهاء زهير - ابن سناء الملك - نجم الدين - مهذب الدين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من تراجم الشعراء: صلاح الدين الصفدي - صفي الدين الحلي - ابن سعيد المغربي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الدين المؤجل والمعجل ودين الله ودين الآدمي(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- 4ayr ma3rouf
molay rchid tcs - maroc 19-04-2016 08:12 PM

ckokran 3la hadi7 al tawdi7 7adi7 al9adia ya asstad

1- شكر وإيضافة
أبو عمر الرياض 06-12-2014 03:11 PM

جزى الله الدكتور البرجاوي -حفظه الله- على ما كتبه، وهذا المقال ينبغي أن يتبع بمقالات متنوعة تكشف زيف هؤلاء المشككين في دين الإسلام بحجة أنه عاجز أو عقبة في طريق التقدم والرقي بحسب زعمهم، وكذا قولهم:إن الإيمان بالغيب سبب المشاكل!! وللأسف نجد من ينهزم أمام دعوات هؤلاء المشككين!!
ويحسن بنا أن نذكر قوله تعالى:{يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ} [الروم:7]، قال العلامة الشنقيطي في "أضواء البيان"(6/ 166-167)ما حاصله:"من أعظم فتن آخر الزمان التي ابتلى الله بها ضعاف العقول من المسلمين شدة إتقان الإفرنج لأعمال الحياة الدنيا، ومهارتهم فيها على كثرتها، واختلاف أنواعها مع عجز المسلمين عن ذلك، فظنوا أن من قدر على تلك الأعمال أنه على الحق، وأن من عجز عنها متخلف وليس على الحق، وهذا جهل فاحش، وغلط فادح. وفي هذه الآية الكريمة إيضاح لهذه الفتنة، وتخفيف لشأنها أنزله الله في كتابه قبل وقوعها بأزمان كثيرة، فسبحان الحكيم الخبير ما أعلمه، وما أعظمه، وما أحسن تعليمه.
فقد أوضح جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن أكثر الناس لا يعلمون، ويدخل فيهم أصحاب هذه العلوم الدنيوية دخولا أوليا، فقد نفى عنهم جل وعلا اسم العلم بمعناه الصحيح الكامل، لأنهم لا يعلمون شيئا عمن خلقهم، فأبرزهم من العدم إلى الوجود، ورزقهم، وسوف يميتهم، ثم يحييهم، ثم يجازيهم على أعمالهم، ولم يعلموا شيئا عن مصيرهم الأخير الذي يقيمون فيه إقامة أبدية في عذاب فظيع دائم، ومن غفل عن جميع هذا فليس معدودا من جنس من يعلم ; كما دلت عليه الآيات القرآنية المذكورة، ثم لما نفى عنهم جل وعلا اسم العلم بمعناه الصحيح الكامل، أثبت لهم نوعا من العلم في غاية الحقارة بالنسبة إلى غيره.
وعاب ذلك النوع المذكور من العلم، بعيبين عظيمين: أحدهما: قلته وضيق مجاله، لأنه لا يجاوز ظاهرا من الحياة الدنيا، والعلم المقصور على ظاهر من الحياة الدنيا في غاية الحقارة وضيق المجال بالنسبة إلى العلم بخالق السماوات والأرض جل وعلا، والعلم بأوامره ونواهيه، وبما يقرب عبده منه، وما يبعده عنه، وما يخلد في النعيم الأبدي والعذاب الأبدي من أعمال الخير والشر.
وقوله:{ظاهراً من الحياة الدنيا}: يفيد أن للدنيا ظاهراً وباطناً فظاهرها ما يعرفه الجهال من التمتع بزخارفها، والتنعم بملاذها وباطنها، وحقيتها أنها مجاز إلى الآخرة، يتزود منها إليها بالطاعة والأعمال الصالحة، وفي تنكير الظاهر أنهم لا يعلمون إلا ظاهراً واحداً من ظواهرها. وهم الثانية يجوز أن يكون مبتدأ، وغافلون خبره، والجملة خبر هم الأولى، وأن يكون تكريرا للأولى، وغافلون خبر الأولى، وأية كانت فذكرها مناد على أنهم معدن الغفلة عن الآخرة، ومقرها، ومحلها وأنها منهم تنبع وإليهم ترجع، انتهى كلام صاحب «الكشاف» .
واعلم أن المسلمين يجب عليهم تعلم هذه العلوم الدنيوية، وهذه العلوم الدنيوية التي بينا حقارتها بالنسبة إلى ما غفل عنه أصحابها الكفار، إذا تعلمها المسلمون، وكان كل من تعليمها واستعمالها مطابقا لما أمر الله به على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -، كانت من أشرف العلوم وأنفعها ; لأنها يستعان بها على إعلاء كلمة الله ومرضاته جل وعلا، وإصلاح الدنيا والآخرة، فلا عيب فيها إذن ; كما قال تعالى:{وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}، فالعمل في إعداد المستطاع من القوة امتثالاً لأمر الله تعالى وسعياً في مرضاته، وإعلاء كلمته ليس من جنس علم الكفار الغافلين عن الآخرة كما ترى، والآيات بمثل ذلك كثيرة، والعلم عند الله تعالى". انتهى كلامه.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب