• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: ...
    بدر شاشا
  •  
    الاستشراق والقرآنيون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

الانتقاءات العيدانية من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية

إبراهيم العيدان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/9/2014 ميلادي - 15/11/1435 هجري

الزيارات: 27743

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الانتقاءات العيدانية

من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية

 

«1» مراتب ذكر الله:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«فأعظم المراتب ذكر الله بالقلب واللسان، ثم ذكر الله بالقلب، ثم ذكر الله باللسان»

[كتاب الاستقامة (٢/ ١٧)]

♦♦♦♦♦

«2» فرح قرآني:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

﴿ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ﴾ [الرعد: 36]

«وذلِكَ لما يجدونهُ في قلوبهم، من الحلاوةِ واللذّة والبهجة، بما أنزلَ الله من كلامه..»

[الزهد والورع والعبادة (١/ ٨٠)]

 

♦♦♦♦♦

«3» فتنة التتار في الشام

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«فان هذه الفتنة التي جَرتْ، وإن كانت مُؤلمةً للقلوب، فما هي -إن شاء الله- إلاّ كالدواء الذي يُسقَاه المريضُ ليحصل له الشِفاءُ والقوة. وقد كان في النفوس من الكِبْر والجهل والظلم ما لو حَصل معه ما تشتهيه من العِزّ لأعقَبها ذلك بلاءً عظيما. فرحمَ الله عبادَه برحمتِه التي هو أرحم بها من الوالدة بولدها، وانكشف لعامة المسلمين شَرْقًا وغَرْبًا حقيقةُ حالِ هؤلاء المفسدين الخارجين عن شريعة الإسلام وإن تكلموا بالشهادتين، وعَلِمَ مَن لم يكن يعلم ما هم عليه من الجهل والظلم والنفاق والتلبيس والبُعد عن شرائع الإسلامٍ ومناهجه، وحَنَّتْ إلى العساكر الإسلامية نفوس كانت مُعرِضة عنهم، ولانَتْ لهم قلوبٌ كانت قاسية عليهم، وأنزل الله عليهم من ملائكته وسكينته مالم يكن في تلك الفتنة معهم، وطابتْ نفوسُ أهلِ الإيمان ببَذْلِ النفوس والأموال للجهاد في سبيل الله، وأعدُّوا العدَّة لجهاد عدوِّ الله وعدوهم، وانتبهوا من سِنَتِهم، واستيقظوا من رَقْدَتِهم، وحمدوا الله على ما أنعمَ به من استعداد السلطان والعسكر للجهاد، وما جمعه من الأموال للإنفاق في سبيل الله»

[جامع المسائل (٥/ ٢٩٨)]

 

♦♦♦♦♦

«4» معنى الخشوع عند ابن تيمية

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«الخشوع يتضمن معنيين:

أحدهما: التواضع والذل.

والثاني: السكون والطمأنينة، وذلك مستلزم للين القلب المنافي للقسوة؛ فخشوع القلب يتضمن عبوديته لله وطمأنينته أيضًا، ولهذا كان الخشوع في الصلاة يتضمن هذا وهذا: التواضع والسكون»

[مجموع الفتاوى (٧/ ٢٨)]

 

♦♦♦♦♦

«5» الإسلام دين جميع الأنبياء

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وأبلغ من ذلك أن الله تعالى أخبر في كتابه أن الإسلام دين الأنبياء كنوح وإبراهيم ويعقوب وأتباعهم إلى الحواريين وهذا تحقيق لقوله تعالى ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ﴾ [آل عمران: 85] و ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19] في كل زمان ومكان»

[دقائق التفسير (١/ ٣٣٧)]

♦♦♦♦♦

«6» العلم بالله: سيد جميع العلوم

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«والعبد ينتفع بما خلق بشيء من حيث هي من آيات الله له فيها، فهي وسيلة له إلى معرفة الله وعبادته، ولو كان العلم هو الموجب لما يطلبه هؤلاء لكان هو العلم بالله، فإنه هو الحق، وما سواه باطل، ومن له من مخلوقاته فالعلم به تابع للعلم بالله، والعلم الأعلى هو العلم بالأعلى. كما قال: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، فهو رب كل ما سواه، فهو الأصل، فكذلك العلم به سيد جميع العلوم وهو أصل لها»

[جامع المسائل (٥/ ٢٦٨)]

 

♦♦♦♦♦

«7» متى تنهاك صلاتك عن الفحشاء والمنكر؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«بل الصلاة نفسها إذا فعلها كما أمر فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر؛ كما روي عن ابن مسعود وابن عباس: "إن في الصلاة منتهى ومزدجرًا عن معاصي الله فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بصلاته من الله إلا بعدًا"، وقوله: "لم يزدد إلا بعدًا"؛ إذَا كَانَ مَا تَرَكَ مِنْ الْوَاجِبِ مِنْهَا أَعْظَمَ مِمَّا فَعَلَهُ، أَبْعَدَهُ تَرْكُ الْوَاجِبِ الْأَكْثَرِ مِنْ اللَّهِ أَكْثَرَ مِمَّا قَرَّبَهُ فِعْلُ الْوَاجِبِ الْأَقَلِّ، وَهَذَا كما في الصحيح:

عن النبي -صلة الله عليه وسلم- أنه قال:

"تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني شيطان قام فنقر أربعًا لا يذكر الله فيها إلا قليلًا"

[مجموع الفتاوى (٧/ ٣٠-٣١)]

 

♦♦♦♦♦

«8» متع الدنيا وحال المؤمن معها..

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«واذا كَانَت اللَّذَّة مَطْلُوبَة لنَفسهَا فَهِيَ إنما تذم إذا أعقبت ألماً أعظم مِنْهَا اَوْ منعت لَذَّة خيرًا مِنْهَا وتحمد إذا أعانت على اللَّذَّة المستقرة وَهُوَ نعيم الآخرة الَّتِي هِيَ دائمة عَظِيمَة كَقَوْلِه تَعَالَى:

﴿ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يوسف: 56، 57].

[الاستقامة (٢/ ١٥١)]

 

♦♦♦♦♦

«9» هل للرؤيا ضابط يرجع له؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وأما الرؤيا وتأويلها فباب لا ينضبط له حد، وقد يكون تأويلها لا يشبهها إلا بوجه بعيد لا يهتدي له إلا حذاق المعبرين»

[بغية المرتاد (١/ ٣٢٠)]

 

♦♦♦♦♦

«10» الأظهر أن ذوات الأسباب تصلى في أوقات النهي

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«ولهذا تنازع العلماء في ذوات الأسباب فسوغها كثير منهم في هذه الأوقات، وهو أظهر قولي العلماء؛ لأن النهي إذا كان لسد الذريعة أبيح للمصلحة الراجحة، وفعل ذوات الأسباب يحتاج إليه في هذه الأوقات ويفوت إذا لم يفعل فيها فتفوت مصلحتها، فأبيحت لما فيها من المصلحة الراجحة، بخلاف ما لا سبب له فإنه يمكن فعله في غير هذا الوقت فلا تفوت بالنهي عنه مصلحة راجحة، وفيه مفسدة توجب النهي عنه»

[قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (١/ ٣١)]

 

♦♦♦♦♦

«11» المعاصي ثلاثة أنواع

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«قال محمّد بن نصر المروزي: (لمّا كانت المعاصي بعضها كفر وبعضها ليس بكفر فرّق بينها فجعلها ثلاثة أنواع: نوع منها كفر ونوع منها فسوق وليس بكفر ونوع عصيان وليس بكفر ولا فسوق. وأخبر أنّه كرّهها كلّها إلى المؤمنين. ولمّا كانت الطّاعات كلّها داخلة في الإيمان وليس فيها شيء خارج عنه لم يفرّق بينها فيقول: حبّب إليكم الإيمان والفرائض وسائر الطّاعات؛ بل أجمل ذلك فقال: "حبّب إليكم الإيمان".

 

فدخل في ذلك جميع الطّاعات؛ لأنّه قد حبّب إلى المؤمنين الصّلاة والزّكاة وسائر الطّاعات حبّ تديّن لأنّ اللّه أخبر: أنّه حبّب ذلك إليهم وزيّنه في قلوبهم لقوله: "حبّب إليكم الإيمان" ويكرهون جميع المعاصي؛ الكفر منها والفسوق وسائر المعاصي كراهة تديّن لأنّ اللّه أخبر: أنّه كرّه ذلك إليهم. ومن ذلك قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:

"من سرّته حسنته وساءته سيّئته؛ فهو مؤمن" لأنّ اللّه حبّب إلى المؤمنين الحسنات وكرّه إليهم السّيّئات).

 

قلت [ابن تيمية]: وتكريهه جميع المعاصي إليهم يستلزم حبّ جميع الطّاعات؛ لأنّ ترك الطّاعات معصية ولأنّه لا يترك المعاصي كلّها إن لم يتلبّس بضدّها فيكون محبّا لضدّها وهو الطّاعة؛ إذ القلب لا بدّ له من إرادة فإذا كان يكره الشّرّ كلّه؛ فلا بدّ أن يريد الخير. والمباح بالنّيّة الحسنة يكون خيرا وبالنّيّة السّيّئة يكون شرّا. ولا يكون فعل اختياريّ إلّا بإرادة...».

[مجموع الفتاوى (٧/ ٤٢-٤٣)]

 

♦♦♦♦♦

«12» حكم الحلف بغير الله

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«والحلف بالمخلوقات حرام عند الجمهور وهو مذهب أبي حنيفة، وأحد القولين في مذهب الشافعي وأحمد. وقد حكي إجماع الصحابة على ذلك.

 

وقيل: هي مكروهة كراهة تنزيه.

 

والأول أصح، حتى قال عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر: لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليَّ من أن أحلف بغير الله صادقاً. وذلك لأن الحلف بغير الله شرك، والشرك أعظم من الكذب».

[قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (١/ ٩١-٩٢)]

 

♦♦♦♦♦

«13» من حلف بما يعتقد حرمته سوى الله فحنث فلا كفارة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وقد اتفق المسلمون على أنه من حلف بالمخلوقات المحترمة أو بما يعتقد هو حرمته كالعرش والكرسي والكعبة والمسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم والملائكة والصالحين والملوك وسيوف المجاهدين وترب الأنبياء والصالحين وأيمان السذق وسراويل الفتوة وغير ذلك لا ينعقد يمينه ولا كفارة في الحلف بذلك».

[قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (١/ ٩٠-٩١)]

 

♦♦♦♦♦

«14» هَل الثَّوَاب على قدر الْمَشَقَّة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«قَول بعض النَّاس: الثَّوَاب على قدر الْمَشَقَّة لَيْسَ بِمُسْتَقِيم على الاطلاق كَمَا قد يسْتَدلّ بِهِ طوائف على أَنْوَاع من الرهبانيات والعبادات المبتدعة الَّتِي لم يشرعها الله وَرَسُوله من جنس تحريمات الْمُشْركين وَغَيرهم مَا أحل الله من الطَّيِّبَات وَمثل التعمق والتنطع الَّذِي ذمه النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- حَيْثُ قَالَ: "هلك المتنطعون" …

 

…وَأما الْأجر على قدر الطَّاعَة فقد تكون الطَّاعَة لله وَرَسُوله فِي عمل ميسر كَمَا يسر الله على أهل الاسلام الْكَلِمَتَيْنِ وهما أفضل الْأَعْمَال وَلذَلِك قَالَ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- "كلمتان خفيفتان على اللِّسَان ثقيلتان فِي الْمِيزَان حبيبتان الى الرَّحْمَن سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ الله الْعَظِيم" ».

[الزهد والورع والعبادة (١/ ٥٣-٥٤)]

 

♦♦♦♦♦

«15» مسألة: مسألة الخلق واستعطائهم

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وأصل سؤال الخلق الحاجات الدنيوية التي لا يجب عليهم فعلها ليس واجباً على السائل ولا مستحباً، بل المأمور به سؤال الله تعالى والرغبة إليه والتوكل عليه.

 

وسؤال الخلق في الأصل محرم، لكنه أبيح للضرورة، وتركه توكلاً على الله أفضل، قال تعالى: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 7، 8] أي ارغب إلى الله تعالى لا إلى غيره. وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ﴾ [التوبة: 59] فجعل الإيتاء لله والرسول لقوله تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ فأمرهم بإرضاء الله ورسوله.

 

وأما في الحَسْب فأمرهم أن يقولوا: "حسبنا الله"

لا أن يقولوا: حسبنا الله ورسوله. ويقولوا: "﴿ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ﴾" لم يأمرهم أن يقولوا: إنا لله ورسوله راغبون، فالرغبة إلى الله وحده كما قال تعالى في الآية الأخرى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [النور: 52] فجعل الطاعة لله والرسول، وجعل الخشية والتقوى لله وحده.

 

وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس: "يا غلام! إني معلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جفَّ القلم بما أنت لاق، فلو جهدت الخليقة على أن يضرُّوك لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك، فإن استطعت أن تعمل لله بالرضا مع اليقين فافعل، فإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً" »

[قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (١/ ٥٤-٥٥)]

 

♦♦♦♦♦

«16» استحالة أن يكون الخلف أعلم من السلف

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«ثم هؤلاء -المتكلمون المخالفون للسلف- إذا حقق عليهم الأمر لم يوجد عندهم من حقيقة العلم بالله وخالص المعرفة به خبر، ولم يقفوا من ذلك على عين ولا أثر، كيف يكون هؤلاء المحجوبون المنقوصون المسبوقون الحيارى المتهوكون: أعلم بالله وأسمائه وصفاته، وأحكم في باب آياته وذاته من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، من ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل، وأعلام الهدى ومصابيح الدجى، الذين بهم قام الكتاب وبه قاموا، وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا، الذين وهبهم الله من العلم والحكمة ما برزوا به على سائر أتباع الأنبياء، فضلاً عن سائر الأمم الذين لا كتاب لهم، وأحاطوا من حقائق المعارف، وبواطن الحقائق، بما لو جمعت حكمة غيرهم إليها لاستحيا من يطلب المقابلة»

[الفتوى الحموية الكبرى (١/ ١٩٦-١٩٧)]

 

♦♦♦♦♦

«17» التكفير حق لله تعالى، وليس لأحد غيره تعالى

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وكذلك التكفير حق لله، فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله، وأيضًا فإن تكفير الشخص المعين وجواز قتله موقوف على أن تبلغه الحجة النبوية التي يكفر من خالفها، وإلا فليس كل من جهل شيئًا من الدين يكفر»

[الاستغاثة (١/ ٢٨١-٢٨٢)]

 

♦♦♦♦♦

«18» علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«للنَّاس فِي هَذِه الْأَسْمَاء مقالات مَعْرُوفَة، مِنْهَا: أَن يُقَال علم الْيَقِين مَا علمه بِالسَّمَاعِ وَالْخَبَر وَالْقِيَاس وَالنَّظَر، وَعين الْيَقِين مَا شَاهده وعاينه بالبصر، وَحقّ الْيَقِين مَا بَاشرهُ ووجده وذاقه وعرفه بِالِاعْتِبَارِ، فَالْأولى مثل: من أُخبر أَن هُنَاكَ عسلا وَصدق الْمخبر أَو رأى آثَار الْعَسَل فاستدل على وجوده، وَالثَّانِي مثل: من رأى الْعَسَل وَشَاهده وعاينه، وَهَذَا أَعلَى كَمَا قَالَ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم-: "لَيْسَ الْمخبر كالمعاين"، وَالثَّالِث مثل: من ذاق الْعَسَل وَوجد طعمه وحلاوته، وَمَعْلُوم أَن هَذَا أَعلَى مِمَّا قبله»

[الزهد والورع والعبادة (١/ ٧٧-٧٨)]

 

♦♦♦♦♦

«19» معنى الإصر والغل

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«…"ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم" من أن ذلك يقتضي كراهة موافقتهم في الآصار والأغلال.

والآصار: ترجع إلى الإيجابات الشديدة.

والأغلال: هي التحريمات الشديدة.

فان الإصر: هو الثقل والشدة، وهذا شأن ما وجب.

والغل: يمنع المغلول من الانطلاق، وهذا شأن المحظور.

[اقتضاء الصراط المستقيم (١/ ٣٢٤)]

 

♦♦♦♦♦

«20» حقيقة العبادة المأمور بها ومراتب الحب

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«لَكِن الْعِبَادَة الْمَأْمُور بهَا تَتَضَمَّن معنى الذل وَمعنى الْحبّ فهى تَتَضَمَّن غَايَة الذل لله بغاية الْمحبَّة لَهُ.

 

فَإِن آخر مَرَاتِب الْحبّ هُوَ التتيم وأوله العلاقة لتَعلق الْقلب بالمحبوب ثمَّ الصبابة لانصباب الْقلب إِلَيْهِ ثمَّ الغرام وَهُوَ الْحبّ الملازم للقلب ثمَّ الْعِشْق وَآخِرهَا التتيم يُقَال تيم الله أَي عبد الله فالمتيم المعبد لمحبوبه»

[العبودية (١/ ٤٨)]

 

♦♦♦♦♦

 

«21» الهجر والصفح والصبر الجميل!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«فَإِن الله أَمر نبيه بالهجر الْجَمِيل والصفح الْجَمِيل وَالصَّبْر الْجَمِيل،

• فالهجر الْجَمِيل: هجر بِلَا أَذَى

• والصفح الْجَمِيل: صفح بِلَا عتاب

• وَالصَّبْر الْجَمِيل: صَبر بِلَا شكوى»

[الزهد والورع والعبادة (١/ ٩٩)]

 

♦♦♦♦♦

«22» معنى إن إبراهيم كان 'أمة'

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وَقَالَ تَعَالَى "إِن إِبْرَاهِيم كَانَ أمة قَانِتًا لله حَنِيفا وَلم يَك من الْمُشْركين"

وَالْأمة هُوَ: معلم الْخَيْر الَّذِي يؤتم بِهِ»

[العبودية (١/ ١٠٥)]

 

♦♦♦♦♦

«23» قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«‏فإن الله لم يُثْنِ على أحد بمجرد نسبه بل إنما يُثني عليه بإيمانه وتقواه كما قال تعالى:

﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]

[منهاج السنة النبوية (٣٥٣/٤)]

 

♦♦♦♦♦

«24» وجوب رد السلام وإن كان المسلِّمُ كافرًا!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«... بخلاف سلام التحية؛ فإنه مشروع بالنص والإجماع في حق كل مسلم، وعلى المسلّم عليه أن يردّ السلام ولو كان المسلّم عليه كافرًا، فإن هذا من العدل الواجب، ولهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يرد على اليهود إذا سلموا عليه بقوله: "وعليكم"»

[الرد على الأخنائي (١/ ١٠١)]

 

♦♦♦♦♦

«25» لزوم فهم كتاب الله

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«والعادة تمنع أن يقرأ قوم كتاباً في فن من العلم كالطب والحساب؛ ولا يستشرحوه، فكيف بكلام الله الذي هو عصمتهم، وبه نجاتهم وسعادتهم، وقيام دينهم ودنياهم؟»

[مجموع الفتاوى (١٣/ ٣٣٢)]

 

♦♦♦♦♦

«26» ذوق أهل الإيمان وذوق أهل الأهواء

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وأصل ضلال من ضل هُوَ بِتَقْدِيم قِيَاسه على النَّص الْمنزل من عِنْد الله وَتَقْدِيم اتِّبَاع الْهوى على اتِّبَاع أَمر الله فَإِن الذَّوْق والوجد وَنَحْو ذَلِك هُوَ بِحَسب مَا يُحِبهُ العَبْد ويهواه فَكل محب لَهُ ذوق وَوجد بِحَسب محبته وهواه.

 

فَأهل الْإِيمَان لَهُم من الذَّوْق والوجد مثل مَا بيّنه النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- بقوله فِي الحَدِيث الصَّحِيح: " ثَلَاث من كن فِيهِ وجد حلاوة الْإِيمَان: من كَانَ الله وَرَسُوله أحب إِلَيْهِ مِمَّا سواهُمَا وَمن كَانَ يحب الْمَرْء لَا يُحِبهُ إِلَّا لله وَمن كَانَ يكره أَن يرجع فِي الْكفْر بعد إِذْ أنقذه الله مِنْهُ كَمَا يكره أَن يلقى فِي النَّار "وقال -صلى الله عليه وسلم- " ذاق طعم الْإِيمَان من رَضِي بِاللَّه رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دينا وَبِمُحَمَّدٍ نَبيا ".

 

وَأما أهل الْكفْر والبدع والشهوات فَكل بِحَسبِهِ. قيل لِسُفْيَان بن عُيَيْنَة: مَا بَال أهل الْأَهْوَاء لَهُم محبَّة شَدِيدَة لأهوائهم؟ فَقَالَ: أنسيت قَوْله تَعَالَى "وأشربوا فِي قُلُوبهم الْعجل بكفرهم" أَو نَحْو هَذَا من الْكَلَام…»

[العبودية (١/ ٦٨)]

 

♦♦♦♦♦

«27» هل يُرى الله في المنام؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«فالإنسان قد يرى ربه في المنام، ويخاطبه. فهذا حق في الرؤيا، ولا يجوز أن يعتقد أن الله في نفسه مثل ما رأى في المنام؛ فإن سائر ما يرى في المنام لا يجب أن يكون مماثلًا، ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه، فإن كان إيمانه واعتقاده حقًّا، أُتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك، وإلا كان بالعكس»

[بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (١/ ٣٢٦)]

 

♦♦♦♦♦

«28» الروافض أكذب أهل الضلال

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ﴾ [الأعراف: 152].

 

قال أبو قلابة: " هي لكل مبتدع من هذه الأمة إلى يوم القيامة ". وهو كما قال: فإن أهل الكذب والفرية عليهم من الغضب والذلة ما أوعدهم الله به.

 

والشرك وسائر البدع مبناها على الكذب والافتراء، ولهذا: كل من كان عن التوحيد والسنة أبعد، كان إلى الشرك والابتداع والافتراء أقرب كالرافضة الذين هم أكذب طوائف أهل الأهواء، وأعظمهم شركا، فلا يوجد في أهل الأهواء أكذب منهم، ولا أبعد عن التوحيد منهم.»

[اقتضاء الصراط المستقيم (٢/ ٢٨١-٢٨٢)]

 

♦♦♦♦♦

«29» كيف تعلم حب الله لك!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«فَمن كَانَ الله يُحِبهُ اسْتَعْملهُ فِيمَا يُحِبهُ ومحبوبه لَا يفعل مَا يبغضه الْحق ويسخطه من الْكفْر والفسوق والعصيان»

[العبودية (١/ ١١٣)]

 

♦♦♦♦♦

«30» ليس كل من قضيت حاجته بسبب يقتضي أن يكون السبب مشروعا مأمورًا به

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وليس كل من قضيت حاجته بسبب يقتضي أن يكون السبب مشروعا مأمورًا به، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسأل في حياته المسألة فيعطيها لا يرد سائلا، وتكون المسألة محرمة في حق السائل: حتى قال "إني لأعطي أحدهم العطية فيخرج بها يتأبطها نارًا" قالوا يا رسول الله: فلم تعطيهم؟ قال: "يأبون إلا أن يسألوني، ويأبى الله لي البخل".

 

وقد يفعل الرجل العمل الذي يعتقده صالحًا، ولا يكون عالما أنه منهي عنه، فيثاب على حسن قصده، ويعفى عنه لعدم علمه. وهذا باب واسع.

 

وعامة العبادات المبتدعة المنهي عنها، قد يفعلها بعض الناس، ويحل له بها نوع من الفائدة، وذلك لا يدل على أنها مشروعة بل لو لم تكن مفسدتها أغلب من مصلحتها لما نهي عنها. ثم الفاعل قد يكون متأولًا، أو مخطئًا مجتهدًا أو مقلدًا، فيغفر له خطؤه ويثاب على ما فعله من الخير المشروع المقرون بغير المشروع، كالمجتهد المخطئ…»

[اقتضاء الصراط المستقيم (٢/ ٢٩٠)]

 

♦♦♦♦♦

«31» معنى «مع» وكذلك معنى «معية الله»

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

وذلك أن كلمة «مع» في اللغة إذا أطلقت، فليس في ظاهرها في اللغة إلا المقارنة المطلقة من غير وجوب مماسة أو محاذاة عن يمين وشمال، فإذا قيدت بمعنى من المعاني دلت على المقارنة في ذلك المعنى، فإنه يقال: ما زلنا نسير والقمر معنا، أو النجم معنا. ويقال: هذا المتاع معي لمجامعته لك، وإن كان فوق رأسك، فالله مع خلقه حقيقة، وهو فوق عرشه حقيقة.

 

ثم هذه المعية تختلف أحكامها بحسب الموارد، فلما قال: ﴿ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾ [الحديد: 4] دل ظاهر الخطاب على أن حكم هذه المعية ومقتضاها أنه مطلع عليكم، شهيد عليكم ومهيمن عالم بكم. وهذا معنى قول السلف: «إنه معهم بعلمه»، وهذا ظاهر الخطاب وحقيقته.

 

وكذلك في قوله ﴿ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ ﴾ إلى قوله: "﴿ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ﴾، ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه في الغار: ﴿ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ﴾ كان هذا أيضًا حقًا على ظاهره، ودلت الحال على أن حكم المعية هنا ـ مع الاطلاع ـ والنصر والتأييد.

 

وكذلك قوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128]، وكذلك قوله لموسى وهارون: ﴿ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾. هنا المعية على ظاهرها، وحكمها في هذا الموطن النصر والتأييد.

 

وقد يدخل على صبي من يخيفه، فيبكي، فيشرف عليه أبوه من فوق السقف ويقول: لا تخف، أنا معك، أو أنا حاضر ونحو ذلك، ينبهه على المعية الموجبة بحكم الحال دفع المكروه، ففَرْقٌ بين معنى المعية وبين مقتضاها، وربما صار مقتضاها من معناها، فيختلف باختلاف المواضع.

[الفتوى الحموية الكبرى (١/ ٥٢١-٥٢٣)]

 

♦♦♦♦♦

«32» الاعتصام بالسنة نجاة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«قَالَ الزُّهْرِيّ: كَانَ من مضى من سلفنا يَقُولُونَ: "الِاعْتِصَام بِالسنةِ نجاة"، وَذَلِكَ أَن السّنة كَمَا قَالَ مَالك رَحمَه الله: "مثل سفينة نوح من ركبهَا نجا وَمن تخلف عَنْهَا غرق".

 

وَالْعِبَادَة وَالطَّاعَة والاستقامة وَلُزُوم الصِّرَاط الْمُسْتَقيم وَنَحْو ذَلِك من الْأَسْمَاء مقصودها وَاحِد وَلها أصلان:

أَحدهمَا أَن لَا يعبد إِلَّا الله.

 

وَالثَّانِي أَلا يعبده إِلَّا بِمَا أَمر وَشرع لَا يعبده بِغَيْر ذَلِك من الْأَهْوَاء والظنون والبدع، قَالَ تَعَالَى "فَمن كَانَ يَرْجُو لِقَاء ربه فليعمل عملا صَالحا وَلَا يُشْرك بِعبَادة ربه أحدًا"»

[العبودية (١/ ٧١)]

 

♦♦♦♦♦

«33» خوارق السحرة مناقضة للنبوة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وجميع ما يختص بالسحرة والكهان وغيرهم ممّن ليس بنبيّ، لا يخرج عن مقدور الإنس والجن. وأعني بالمقدور: ما يمكنهم التوصل إليه بطريق من الطرق؛ فإنّ من الناس من يقول: إنّ المقدور لا بُدّ أن يكون في محلّ القدرة»

[النبوات (٢/ ٩٩٢)]

 

♦♦♦♦♦

«34» من حكم أقسام سورة التين

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وَأَيْضًا فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ أقسم على ذَلِك بأقسام عَظِيمَة بِالتِّينِ وَالزَّيْتُون وطور سِنِين وَهَذَا الْبَلَد الْأمين وَهِي الْمَوَاضِع الَّتِي جَاءَ مِنْهَا مُحَمَّد والمسيح ومُوسَى وَأرْسل الله بهَا هَؤُلَاءِ الرُّسُل مبشرين ومنذرين».

[دقائق التفسير (٣/ ١٥٦)]

 

♦♦♦♦♦

«35» بين قلبٍ عبدٍ وَ قلبٍ حرٍ

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«فالحرية حريَّة الْقلب والعبودية عبودية الْقلب كَمَا أَن الْغنى غنى النَّفس قَالَ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- "لَيْسَ الْغنى عَن كَثْرَة الْعرض وَإِنَّمَا الْغنى غنى النَّفس".

 

وَهَذَا لعَمْرو الله إِذا كَانَ قد استعبد قلبه صُورَة مُبَاحَة. فَأَما من استعبد قلبه صُورَة مُحرمَة امْرَأَة أَو صبي فَهَذَا هُوَ الْعَذَاب الَّذِي لَا يدانيه عَذَاب».

[العبودية (١/ ٨٨)]

 

♦♦♦♦♦

«36» فقر قلب!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«والْقلب فَقير بِالذَّاتِ إِلَى الله من وَجْهَيْن: من جِهَة الْعِبَادَة وَهِي الْعلَّة الغائية وَمن جِهَة الِاسْتِعَانَة والتوكل وَهِي الْعلَّة الفاعلة فالقلب لَا يصلح وَلَا يفلح وَلَا ينعم وَلَا يسر وَلَا يلتذ وَلَا يطيب وَلَا يسكن وَلَا يطمئن إِلَّا بِعبَادة ربه وحبه والإنابة إِلَيْهِ وَلَو حصل لَهُ كل مَا يلتذ بِهِ من الْمَخْلُوقَات لم يطمئن وَلم يسكن إِذْ فِيهِ فقر ذاتي إِلَى ربه من حَيْثُ هُوَ معبوده ومحبوبه ومطلوبه وَبِذَلِك يحصل لَهُ الْفَرح وَالسُّرُور واللذة وَالنعْمَة والسكون والطمأنينة، وَهَذَا لَا يحصل لَهُ إِلَّا باعانة الله لَهُ فَإِنَّهُ لَا يقدر على تَحْصِيل ذَلِك لَهُ إِلَّا الله فَهُوَ دَائِما مفتقر إِلَى حَقِيقَة ﴿ إياك نعْبد وَإِيَّاك نستعين ﴾».

[العبودية (١/ ٩٧)]

 

♦♦♦♦♦

«37» النصيرية أكفر من اليهود والنصارى

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى بل وأكفر من كثير من المشركين، وضررهم على أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم؛ فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت، وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه، ولا بأمر ولا نهي، ولا ثواب ولا عقاب، ولا جنة ولا نار، ولا بأحد من المرسلين قبل محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولا بملة من الملل السالفة؛ بل يأخذون كلام الله ورسوله المعروف عند علماء المسلمين يتأولونه على أمور يفترونها، يدعون أنها علم الباطن...».

[مجموع الفتاوى (٣٥/ ١٤٩)]

 

♦♦♦♦♦

«38» إذا وقعت الفتن!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وَالْفِتْنَةُ إِذَا وَقَعَتْ عَجَزَ الْعُقَلَاءُ فِيهَا عَنْ دَفْعِ السُّفَهَاءِ،».

[منهاج السنة النبوية (٤/ ٣٤٣)]

 

♦♦♦♦♦

«39» كيف تستغن عن الخلق

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وَلنْ يَسْتَغْنِي الْقلب عَن جَمِيع الْمَخْلُوقَات إِلَّا بِأَن يكون الله هُوَ مَوْلَاهُ الَّذِي لَا يعبد إِلَّا إِيَّاه وَلَا يَسْتَعِين إِلَّا بِهِ وَلَا يتوكل إِلَّا عَلَيْهِ وَلَا يفرح إِلَّا بِمَا يُحِبهُ ويرضاه وَلَا يكره إِلَّا مَا يبغضه الرب ويكرهه وَلَا يوالى إِلَّا من وَالَاهُ الله وَلَا يعادي إِلَّا من عَادَاهُ الله وَلَا يحب إِلَّا لله وَلَا يبغض شَيْئا إِلَّا لله فَكلما قوي إخلاص دينه لله كملت عبوديته لله واستغناؤه عَن الْمَخْلُوقَات وبكمال عبوديته لله تكمل تبرئته من الْكبر والشرك»

[العبودية (١/ ١٠٢)]

 

♦♦♦♦♦

«40» أصناف الناس في مسألة دخول الجني في الإنسي

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«…والناس في هذا الباب ثلاثة أصناف: قوم يكذبون بدخول الجني في الإنس، وقوم يدفعون ذلك بالعزائم المذمومة؛ فهؤلاء يكذبون بالموجود، وهؤلاء يعصون بل يكفرون بالمعبود، والأمة الوسط تصدق بالحق الموجود وتؤمن بالإله الواحد المعبود وبعبادته ودعائه وذكره وأسمائه وكلامه، فتدفع شياطين الإنس والجن».

[مجموع الفتاوى (١٩/ ٦٢)]

 

♦♦♦♦♦

«41» الرافضة أشد من يدعي الإسلام شركًا

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«…وَفِيه رد على الرافضة الَّذين يبخسون الصّديق رَضِي الله عَنهُ حَقه وهم أعظم المنتسبين إِلَى الْقبْلَة إشراكًا بِعبَادة عَليّ وَغَيره من الْبشر.».

[العبودية (١/ ١٠٧)]

 

♦♦♦♦♦

«42» قصة جني تمثل بصورة شيخ الإسلام!!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وتارة يأتون إلى من هو خال في البرية وقد يكون ملكاً أو أميراً كبيراً ويكون كافرا، وقد انقطع عن أصحابه وعطش وخاف الموت، فيأتيه في صورة إنسي ويسقيه ويدعوه إلى الإسلام ويتوبه، فيسلم على يديه ويتوبه ويطعمه ويدله على الطريق، ويقول: من أنت؟ فيقول: أنا فلان. ويكون من مؤمني الجن.

 

كما جرى مثل هذا لي، كنت في مصر في قلعتها، وجرى مثل هذا إلى كثير من الترك من ناحية المشرق، وقال له ذلك الشخص: أنا ابن تيمية؛ فلم يشك ذلك الأمير إني أنا هو، وأخبر بذلك ملك ماردين، وأرسل بذلك ملك ماردين إلى ملك مصر رسولاً وكنت في الحبس، فاستعظموا ذلك وأنا لم أخرج من الحبس، ولكن كان هذا جنياً يحبنا فيصنع بالترك التتر مثل ما كنت أصنع بهم لما جاؤوا إلى دمشق: كنت أدعوهم إلى الإسلام، فإذا نطق أحدهم بالشهادتين أطعمتهم ما تيسر، فعمل معهم مثل ما كنت أعمل، وأراد بذلك إكرامي ليظن ذاك أني أنا الذي فعلت ذلك.

 

قال لي طائفة من الناس: فلم لا يجوز أن يكون ملكاً؟ قلت: لا، إن الملك لا يكذب، وهذا قد قال: أنا ابن تيمية وهو يعلم أنه كاذب في ذلك».

[مجموع الفتاوى (١٣/ ٩٢-٩٣)]

 

♦♦♦♦♦

«43» الإخلاص في حب الله -عز وجل-

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وَإِذا كَانَ العَبْد مخلصا لله اجتباه ربه فأحيا قلبه واجتذبه إِلَيْهِ فَيَنْصَرِف عَنهُ مَا يضاد ذَلِك من السوء والفحشاء وَيخَاف من حُصُول ضد ذَلِك بِخِلَاف الْقلب الَّذِي لم يخلص لله فَإِن فِيهِ طلبا وَإِرَادَة وحبا مُطلقًا فيهوى مَا يسنح لَهُ ويتشبث بِمَا يهواه كالغصن أَي نسيم مر بِهِ عطفه وأماله فَتَارَة تجتذبه الصُّور الْمُحرمَة وَغير الْمُحرمَة فَيبقى أَسِيرًا عبدا لمن لَو اتَّخذهُ هُوَ عبدا لَهُ لَكَانَ ذَلِك عَيْبًا ونقصًا وذمًا».

[العبودية (١/ ١٢٤)]

 

♦♦♦♦♦

«44» قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«والجن تتصور بصورته كثيراً -أي: الكلب الأسود- وكذلك بصورة القط الأسود؛ لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره، وفيه قوة الحرارة».

[مجموع الفتاوى (١٩/ ٥٢)]

 

♦♦♦♦♦

«45» سبب نصر الأعداء

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وَإِذَا كَانَ فِي الْمُسْلِمِينَ ضَعْفٌ وَكَانَ عَدُوُّهُمْ مُسْتَظْهِرًا عَلَيْهِمْ كَانَ ذَلِكَ بِسَبَبِ ذُنُوبِهِمْ وَخَطَايَاهُمْ؛ إمَّا لِتَفْرِيطِهِمْ فِي أَدَاءِ الْوَاجِبَاتِ بَاطِنًا وَظَاهِرًا وَإِمَّا لِعُدْوَانِهِمْ بِتَعَدِّي الْحُدُودِ بَاطِنًا وَظَاهِرًا».

[مجموع الفتاوى (١١/ ٦٤٥)]

 

♦♦♦♦♦

«46» ساعة خلوة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

« وَلَا بُدَّ لِلْعَبْدِ مِنْ أَوْقَاتٍ يَنْفَرِدُ بِهَا بِنَفْسِهِ فِي دُعَائِهِ وَذِكْرِهِ وَصَلَاتِهِ وَتَفَكُّرِهِ وَمُحَاسَبَةِ نَفْسِهِ وَإِصْلَاحِ قَلْبِهِ ».

[مجموع الفتاوى (١٠/ ٤٢٦)]

 

♦♦♦♦♦

«47» من أحكام المكره

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وَلِهَذَا لم يكن عندنَا نزاع فِي أن الأقوال لَا يثبت حكمهَا فِي حق الْمُكْره بِغَيْر حق فَلَا يَصح كفر الْمُكْره بِغَيْر حق وَلَا إيمان الْمُكْره بِغَيْر حق كالذمي الموفى بِذِمَّتِهِ».

[الاستقامة (٢ /٣٢٠)]

 

♦♦♦♦♦

«48» أسرار القرآن

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«فَإِنَّ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الْأَسْرَارِ مَا لَا يَعْلَمُهُ بَشَرٌ إِلَّا بِإِعْلَامِ اللَّهِ إِيَّاهُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ».

[الاستقامة (٢/ ٤٠٦)]

 

♦♦♦♦♦

«49» براءة قلب!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«قال ابن تيمية رحمه الله:

"وكلما كان القلب أتمّ حياة وأعرف بالإسلام: كان إحساسه بمفارقة اليهود والنصارى باطناً أو ظاهراً أتمّ، وبعده عن أخلاقهم أشد"».

[اقتضاء الصراط المستقيم 94/1]

 

♦♦♦♦♦

«50» عظمة أسماء الله وصفاته "استقراء عالم"

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«القرآن فيه من ذكر أسماء الله وصفاته وأفعاله أكثر مما فيه من ذكر الأكل والشرب والنكاح في الجنة، والآيات المتضمنة لذكر أسماء الله وصفاته، أعظم قدراً من آيات المعاد، فأعظم آية في القرآن آية الكرسي المتضمنة لذلك».

[درء تعارض العقل والنقل (٥/ ٣١٠)]

 

♦♦♦♦♦

«51» شمس الرسالة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«كَمَا أَنَّ نُورَ الْعَيْنِ لَا يُرَى إلَّا مَعَ ظُهُورِ نُورٍ قُدَّامَهُ فَكَذَلِكَ نُورُ الْعَقْلِ لَا يَهْتَدِي إلَّا إذَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ شَمْسُ الرِّسَالَةِ».

[مجموعالفتاوى (١/ ٦)]

♦♦♦♦♦

«52» رأي ابن تيمية في المسبحة (أو السبحة)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وَأَمَّا التَّسْبِيحُ بِمَا يُجْعَلُ فِي نِظَامٍ مِنْ الْخَرَزِ وَنَحْوِهِ فَمِنْ النَّاسِ مَنْ كَرِهَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَكْرَهْهُ وَإِذَا أُحْسِنَتْ فِيهِ النِّيَّةُ فَهُوَ حَسَنٌ غَيْرُ مَكْرُوهٍ ».

[مجموع الفتاوى (٢٢/ ٥٠٦)]

 

♦♦♦♦♦

«53» كمالا العبادة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«الْعِبَادَةُ: كَمَالُ الْحُبِّ بِكَمَالِ الذُّلِّ؛ فَمَتَى لَمْ تَكُنْ حَرَكَةُ الْقَلْبِ وَوَجْهُهُ وَإِرَادَتُهُ لِلَّهِ تَعَالَى كَانَ فَاسِدًا».

[مجموع الفتاوى (١٨/ ١٦٤)]

 

♦♦♦♦♦

«54» ما هي جزيرة العرب التي يخرج منها أهل الكتاب

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرض موته: أن تخرج اليهود والنصارى من جزيرة العرب - وهي الحجاز».

[مجموع الفتاوى (٢٢/ ٢٣٥)]

 

♦♦♦♦♦

«55» الأرض كروية

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«اعلم أن الأرض قد اتفقوا على أنها كرية الشكل وهي في الماء المحيط بأكثرها؛ إذ اليابس السدس وزيادة بقليل، والماء أيضًا مقبب من كل جانب للأرض، والماء الذي فوقها بينه وبين السماء ما بيننا وبين السماء مما يلي رؤوسنا، وليس تحت وجه الأرض إلا وسطها ونهاية التحت المركز؛ فلا يكون لنا جهة بينة إلا جهتان: العلو والسفل، وإنما تختلف الجهات باختلاف الإنسان».

[الأسماء والصفات (٢/ ١١٤)]

 

♦♦♦♦♦

«56» متى وأين تظهر الشياطين؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«فلما ظهر التوحيد هربت الشياطين، وبطلت، أو قلّت.

ثمّ إنها تظهر في المواضع التي يخفى فيها أثر التوحيد».

[النبوات (٢/ ١٠١٩)]

 

♦♦♦♦♦

«57» علاج الشرك

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«فَالتَّوْحِيدُ يُذْهِبُ أَصْلَ الشِّرْكِ وَالِاسْتِغْفَارُ يَمْحُو فُرُوعَهُ».

[مجموع الفتاوى (١١/ ٦٩٧)]

 

♦♦♦♦♦

«58» الحب في الله لما ظهر من الطاعة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وَلَوْ أَحَبَّ الرَّجُلَ لِمَا ظَهَرَ لَهُ مِنْ الْخَيْرِ الَّذِي يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَثَابَهُ اللَّهُ عَلَى مَحَبَّةِ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَإِنْ لَمْ يَعْلَمْ حَقِيقَةَ بَاطِنِهِ فَإِنَّ الْأَصْلَ هُوَ حُبُّ اللَّهِ وَحُبُّ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ فَمَنْ أَحَبَّ اللَّهَ وَأَحَبَّ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ كَانَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ».

[مجموع الفتاوى (١١/ ٥٢٠)]

 

♦♦♦♦♦

«59» الفرق بين حبٍ لله ﷻ وحبٍ لغيره

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وَمِمَّا يُبَيِّنُ الْحُبَّ لِلَّهِ وَالْحُبَّ لِغَيْرِ اللَّهِ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُحِبُّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- مُخْلِصًا لِلَّهِ وَأَبُو طَالِبٍ عَمُّهُ كَانَ يُحِبُّهُ وَيَنْصُرُهُ لِهَوَاهُ لَا لِلَّهِ. فَتَقَبَّلَ اللَّهُ عَمَلَ أَبِي بَكْرٍ وَأَنْزَلَ فِيهِ ﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾ [الليل: 17 - 21] وَأَمَّا أَبُو طَالِبٍ فَلَمْ يُتَقَبَّلْ عَمَلُهُ؛ بَلْ أَدْخَلَهُ النَّارَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ مُشْرِكًا عَامِلًا لِغَيْرِ اللَّهِ».

[مجموع الفتاوى (١١/ ٥٢٥-٥٢٦)]

 

♦♦♦♦♦

«60» لم يطب عيشهم...!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

« "وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ" إشارة إلى ما هو لازم لهم في الدنيا والآخرة من الآلام النفسية: غمًّا وحزنًا، وقسوةً وظلمةَ قلب وجهلًا، فإن للكفر والمعاصي من الآلام العاجلة الدائمة ما الله به عليم، ولهذا تجد غالب هؤلاء لا يطيّبون عيشهم إلا بما يزيل العقل، ويلهي القلب ومن تناول مسكر، أو رؤية مُلْهٍ، أو سماع مطرب، ونحو ذلك».

[اقتضاء الصراط المستقيم (١/ ١١٠)]

 

♦♦♦♦♦

«61» هذا والله العيش الطيب..!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وبإزاء ذلك قوله في المؤمنين ﴿ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ﴾ فإن الله يعجل للمؤمنين من الرحمة في قلوبهم، وغيرها بما يجدونه من حلاوة الإيمان ويذوقونه من طعمه، وانشراح صدورهم للإسلام، إلى غير ذلك من السرور بالإيمان، والعلم والعمل الصالح، بما لا يمكن وصفه»

[اقتضاء الصراط المستقيم (١/ ١١٠-١١١)]

 

♦♦♦♦♦

«62» فضله وعدله ﷻ

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«فَبَيَّنَ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَالْعَدْلُ بِيَدِهِ الْأُخْرَى. وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ مَعَ أَنَّ كِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ فَالْفَضْلُ أَعْلَى مِنْ الْعَدْلِ وَهُوَ سُبْحَانَهُ كُلُّ رَحْمَةٍ مِنْهُ فَضْلٌ وَكُلُّ نِقْمَةٍ مِنْهُ عَدْلٌ وَرَحْمَتُهُ أَفْضَلُ مِنْ نِقْمَتِهِ»

[مجموع الفتاوى (١٧/ ٩٣)]

 

♦♦♦♦♦

«63» متطلب قلب!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«فَالْقَلْبُ لَا يَصْلُحُ وَلَا يُفْلِحُ وَلَا يَلْتَذُّ وَلَا يُسَرُّ وَلَا يَطِيبُ وَلَا يَسْكُنُ وَلَا يَطْمَئِنُّ إلَّا بِعِبَادَةِ رَبِّهِ وَحُبِّهِ وَالْإِنَابَةِ إلَيْهِ».

[مجموع الفتاوى (١٠/ ١٩٤)]

 

♦♦♦♦♦

«64» المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ "الْمُؤْمِنُ لَا يُلْدَغُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ»".

 

وَمِنْ مَعَانِي ذَلِكَ أَنَّهُ لَا يُؤْتَى مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ، فَإِذَا ذَاقَ الذَّائِقُ مَا فِي الذَّنْبِ مِنَ الْأَلَمِ وَزَالَ عَنْهُ خَافَ أَنْ يُذْنِبَ ذَنْبًا آخَرَ فَيَحْصُلَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ الْأَلَمِ، وَهَذَا كَمَنْ مَرِضَ مِنْ أَكْلَةٍ ثُمَّ عُوفِيَ، فَإِذَا دُعِيَ إِلَى أَكْلِ شَيْءٍ خَافَ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ ذَلِكَ الْأَوَّلِ لَمْ يَأْكُلْهُ، يَقُولُ قَدْ أَصَابَنِي بِتِلْكَ الْأَكْلَةِ مَا أَصَابَنِي فَأَخَافُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ مِثْلَ تلك».

[منهاج السنة النبوية (٢/ ٤٢٦)]

 

♦♦♦♦♦

«65» النفاق والرافضة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وَلَيْسَ الْمُنَافِقُونَ فِي طَائِفَةٍ أَكْثَرَ مِنْهُمْ فِي الرَّافِضَةِ، حَتَّى أَنَّهُ لَيْسَ فِي الرَّوَافِضِ إِلَّا مَنْ فِيهِ شُعْبَةٌ مِنْ شُعَبِ النِّفَاقِ».

 

[منهاج السنة النبوية (٣/ ٣٧٥)]

 

♦♦♦♦♦

«66» إصرار وترك

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وَقَدْ يَكُونُ مُصِرًّا إذَا عَزَمَ عَلَى الْفِعْلِ فِي وَقْتٍ دُونَ وَقْتٍ كَمَنْ يَعْزِمُ عَلَى تَرْكِ الْمَعَاصِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ دُونَ غَيْرِهِ فَلَيْسَ هَذَا بِتَائِبِ مُطْلَقًا. وَلَكِنَّهُ تَارِكٌ لِلْفِعْلِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَيُثَابُ إذَا كَانَ ذَلِكَ التَّرْكُ لِلَّهِ وَتَعْظِيمِ شَعَائِرِ اللَّهِ وَاجْتِنَابِ مَحَارِمِهِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَلَكِنَّهُ لَيْسَ مِنْ التَّائِبِينَ الَّذِينَ يُغْفَرُ لَهُمْ بِالتَّوْبَةِ مَغْفِرَةً مُطْلَقَةً وَلَا هُوَ مُصِرٌّ مُطْلَقًا».

[مجموع الفتاوى (١٠/ ٧٤٣)]

 

♦♦♦♦♦

«67» حبسوا جسدي ولم ولن يحبسوا قلبي

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«فَإِنَّ اللَّذَّةَ وَالْفَرْحَةَ وَالسُّرُورَ وَطِيبَ الْوَقْتِ وَالنَّعِيمَ الَّذِي لَا يُمْكِنُ التَّعْبِيرُ عَنْهُ إنَّمَا هُوَ فِي مَعْرِفَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَتَوْحِيدِهِ وَالْإِيمَانِ بِهِ».

[مجموع الفتاوى (٢٨/ ٣١)]

 

♦♦♦♦♦

«68» نقاء وصدق..ساعة مناظرة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«أَمَّا الِاعْتِقَادُ: فَلَا يُؤْخَذُ عَنِّي وَلَا عَمَّنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي؛ بَلْ يُؤْخَذُ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ؛ فَمَا كَانَ فِي الْقُرْآنِ وَجَبَ اعْتِقَادُهُ وَكَذَلِكَ مَا ثَبَتَ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ مِثْلِ صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ».

[مجموع الفتاوى (٣/ ١٦١)]

 

♦♦♦♦♦

«69» التقصير في حق القرابة!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«إذَا وَجَدَ الْعَبْدُ تَقْصِيرًا فِي حُقُوقِ الْقَرَابَةِ وَالْأَهْلِ وَالْأَوْلَادِ وَالْجِيرَانِ وَالْإِخْوَانِ. فَعَلَيْهِ بِالدُّعَاءِ لَهُمْ وَالِاسْتِغْفَارِ».

[مجموع الفتاوى (١١/ ٦٩٨)]

 

♦♦♦♦♦

«70» كيف يكون الظالم ظالمًا؟!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وَالظَّالِمُ يَكُونُ ظَالِمًا بِتَرْكِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ مِنَ الْحَقِّ وَاتِّبَاعِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ بَاطِلٌ، وَالْكَلَامِ بِلَا عِلْمٍ فَإِذَا ظَهَرَ لَهُ الْحَقُّ فَعَنَدَ عَنْهُ كَانَ ظَالِمًا».

[الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (٣/ ٧٣)]

 

♦♦♦♦♦

«71» عشرة الرافضي!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وَأَمَّا الرَّافِضِيُّ فَلَا يُعَاشِرُ أَحَدًا إِلَّا اسْتَعْمَلَ مَعَهُ النِّفَاقَ».

[منهاج السنة النبوية (٦/ ٤٢٥)]

 

♦♦♦♦♦

«72» بين الرافضة والخوارج

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وَالرَّافِضَةُ أَشَدُّ بِدْعَةً مِنَ الْخَوَارِجِ، وَهُمْ يُكَفِّرُونَ مَنْ لَمْ تَكُنِ الْخَوَارِجُ تُكَفِّرُهُ، كَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَيَكْذِبُونَ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَالصَّحَابَةِ كَذِبًا مَا كَذِبَ أَحَدٌ مِثْلَهُ، وَالْخَوَارِجُ لَا يَكْذِبُونَ، لَكِنَّ الْخَوَارِجَ كَانُوا أَصْدَقَ وَأَشْجَعَ مِنْهُمْ، وَأَوْفَى بِالْعَهْدِ مِنْهُمْ، فَكَانُوا أَكْثَرَ قِتَالًا مِنْهُمْ، وَهَؤُلَاءِ أَكْذَبُ وَأَجْبَنُ وَأَغْدَرُ وَأَذَلُّ».

[منهاج السنة النبوية (٥/ ١٥٤)]

 

♦♦♦♦♦

«73» الاستغفار...!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وَالِاسْتِغْفَارِ مِنْ أَكْبَرِ الْحَسَنَاتِ وَبَابُهُ وَاسِعٌ. فَمَنْ أَحَسَّ بِتَقْصِيرِ فِي قَوْلِهِ أَوْ عَمَلِهِ أَوْ حَالِهِ أَوْ رِزْقِهِ أَوْ تَقَلُّبِ قَلْبٍ: فَعَلَيْهِ بِالتَّوْحِيدِ وَالِاسْتِغْفَارِ».

[مجموع الفتاوى (١١/ ٦٩٨)]

 

♦♦♦♦♦

«74» النصيرية!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

في سياق حديثه عن النصيرية:

«…وهُمْ مُرْتَدُّونَ مِنْ أَسْوَأِ النَّاسِ رِدَّةً: تُقْتَلُ مُقَاتِلَتُهُمْ وَتَغْنَمُ أَمْوَالُهُمْ. وَسَبْيُ الذَّرِّيَّةِ فِيهِ نِزَاعٌ…».

[مجموع الفتاوى (٢٨/ ٥٥٣)]

 

♦♦♦♦♦

«75» بين مذنب ومبتدع

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«أَهْلَ الذُّنُوبِ الَّذِينَ يَعْتَرِفُونَ بِذُنُوبِهِمْ أَخَفُّ ضَرَرًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَمْرِ أَهْلِ الْبِدَعِ الَّذِينَ يَبْتَدِعُونَ بِدْعَةٍ يَسْتَحِلُّونَ بِهَا عُقُوبَةَ مَنْ يُخَالِفُهُمْ».

[منهاج السنة النبوية (٥/ ١٥٤)]

 

♦♦♦♦♦

«76» من حكم الوضوء من لحم الإبل

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«فَمَنْ تَوَضَّأَ مِنْ لُحُومِهَا انْدَفَعَ عَنْهُ مَا يُصِيبُ الْمُدْمِنِينَ لِأَكْلِهَا مِنْ غَيْرِ وُضُوءٍ - كَالْأَعْرَابِ - مِنَ الْحِقْدِ وَقَسْوَةِ الْقَلْبِ الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِقَوْلِهِ الْمُخَرَّجِ عَنْهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ "إِنَّ الْغِلْظَةَ وَقَسْوَةَ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ أَصْحَابِ الْإِبِلِ، وَإِنَّ السَّكِينَةَ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ"».

[القواعد النورانية (١/ ٢٨)]

 

♦♦♦♦♦

«77» نولِّه ما تولى

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«فَكُلُّ مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا دُونَ اللَّهِ وَلَّاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا تَوَلَّاهُ؛ وَأَصْلَاهُ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا؛ فَمَنْ أَحَبَّ شَيْئًا لِغَيْرِ اللَّهِ فَالضَّرَرُ حَاصِلٌ لَهُ إنْ وُجِدَ؛ أَوْ فُقِدَ؛ فَإِنْ فُقِدَ عُذِّبَ بِالْفِرَاقِ وَتَأَلَّمَ؛ وَإِنْ وُجِدَ فَإِنَّهُ يَحْصُلُ لَهُ مِنْ الْأَلَمِ أَكْثَرُ مِمَّا يَحْصُلُ لَهُ مِنْ اللَّذَّةِ؛ وَهَذَا أَمْرٌ مَعْلُومٌ بِالِاعْتِبَارِ وَالِاسْتِقْرَاءِ».

[مجموع الفتاوى (١/ ٢٩)]

 

♦♦♦♦♦

«78» عظمة التوحيد

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«فَهَذِهِ الذُّنُوب مَعَ صِحَة التَّوْحِيد خير من فَسَاد التَّوْحِيد مَعَ عدم هَذِه الذُّنُوب».

[الاستقامة (١/ ٤٦٦)]

 

♦♦♦♦♦

«79» الخطأ جهلًا في مسائل الاعتقاد

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«فَمن أَخطَأ فِي بعض مسَائِل الِاعْتِقَاد من أهل الْإِيمَان بِاللَّه وبرسوله وباليوم الآخر وَالْعَمَل الصَّالح لم يكن أَسْوَأ حَالا من الرجل -الذي طلب إحراقه إن مات كما في الصحيحين- فَيغْفر الله خطأه أَو يعذبه إِن كَانَ مِنْهُ تَفْرِيط فِي اتِّبَاع الْحق على قدر دينه وَأما تَكْفِير شخص علم إيمَانه بِمُجَرَّد الْغَلَط فِي ذَلِك فعظيم».

[الاستقامة (١/ ١٦٥)]

 

♦♦♦♦♦

«80» متى تفشو البدع..؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وإنما يظهر من البدع أولاً ما كان أخف، وكلما ضعف من يقوم بنور النبوة قويت البدعة».

[التدمرية (١/ ١٩٤)]

 

♦♦♦♦♦

«81» بيننا منافقون!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«إنَّ فِي الْمُؤْمِنِينَ مَنْ يَسْمَعُ كَلَامَ الْمُنَافِقِينَ وَيُطِيعُهُمْ؛ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُنَافِقًا كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ﴾ [التوبة: 47]».

[مجموع الفتاوى (٣/ ٢١٦)]

 

♦♦♦♦♦

«82» للنفاق أركان

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وَالنِّفَاقُ لَهُ شُعَبٌ وَدَعَائِمُ؛ كَمَا أَنَّ لِلْإِيمَانِ شُعَبًا وَدَعَائِمَ،

فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ "آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا ائتمن خَانَ"».

[مجموع الفتاوى (٣/ ٢١٦)]

 

♦♦♦♦♦

«83» شرح "كل مولود يولد على الفطرة"

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وَلَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِهِمْ مَوْلُودِينَ عَلَى الْفِطْرَةِ أَنْ يَكُونُوا حِينَ الْوِلَادَةِ مُعْتَقِدِينَ لِلْإِسْلَامِ بِالْفِعْلِ فَإِنَّ اللَّهَ أَخْرَجَنَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِنَا لَا نَعْلَمُ شَيْئًا وَلَكِنْ سَلَامَةُ الْقَلْبِ وَقَبُولُهُ وَإِرَادَتُهُ لِلْحَقِّ: الَّذِي هُوَ الْإِسْلَامُ بِحَيْثُ لَوْ تُرِكَ مِنْ غَيْرِ مُغَيِّرٍ لَمَا كَانَ إلَّا مُسْلِمًا. وَهَذِهِ الْقُوَّةُ الْعِلْمِيَّةُ الْعَمَلِيَّةُ الَّتِي تَقْتَضِي بِذَاتِهَا الْإِسْلَامَ مَا لَمْ يَمْنَعْهَا مَانِعٌ: هِيَ فِطْرَةُ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا».

[مجموع الفتاوى (٤/ ٢٤٧)]

 

♦♦♦♦♦

«84» فصل ما بين الحلال والحرام!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وَالشَّارِعُ لَا يَفْصِلُ بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ إلَّا بِفَصْلِ مُبَيِّنٍ لَا اشْتِبَاهَ فِيهِ. كَمَا قَالَ تَعَالَى ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ﴾ [التوبة: 115]، وَالْمُحَرَّمَاتُ مِمَّا يَتَّقُونَ فَلَا بُدَّ أَنْ يُبَيِّنَ لَهُمْ الْمُحَرَّمَاتِ بَيَانًا فَاصِلًا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْحَلَال».

[مجموع الفتاوى (٢١/ ٥١٧)]

 

♦♦♦♦♦

«85» انتقاءات من التائية القدرية

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

٧٨- وتقدير ربِّ الخلق للذنب موجِبٌ

لتقدير عقبى الذنب إلا بتوبةِ

 

٧٩- وما كان من جنس المتاب لرفعه

عواقبَ أفعالِ العبادِ الخبيثةِ

 

٨٠- كخيرٍ به تُمحى الذنوبُ ودعوةٍ

تُجاب من الجاني ورُبَّ شفاعة

 

٨٨- وما بان من حق فلا تتركنَّه

ولا تعصِ من يدعو لأقوم شرعةِ»

[مجموع الفتاوى (٨/ ٢٥١، ٢٥٢)]

 

♦♦♦♦♦

 

«الختام» وبهذا انتهت هذه المجموعة المنتقاة من كتب شيخ الإسلام أبي العباس أحمد بن عبدالحليم بن المجد، المعروف بابن تيمية رحمه الله رحمةً واسعةً، وجمعنا به مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في فردوسه، إنه جواد كريم.

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وصلى إله الخلق جل جلاله على المصطفى المختار خير البرية'».

' البيت في [مجموع الفتاوى (٨/ ٢٥٥)]





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كيف عالج شيخ الإسلام ابن تيمية داء التصوف العضال؟
  • قراءة في كتاب: الدراسات النفسية عند الإمام ابن تيمية ( العقل عند شيخ الإسلام ابن تيمية .. )
  • شخصية العالم كما تقدمها الرسالة القبرصية لشيخ الإسلام ابن تيمية
  • الإطار العام للسلوك والمعرفة عند ابن تيمية
  • تقريب فتاوى ورسائل شيخ الإسلام ابن تيمية
  • بيت آل تيمية

مختارات من الشبكة

  • صدور كتاب (إمتاع ذوي العرفان بما اشتملت عليه كتب شيخ الإسلام ابن تيمية من علوم القرآن)(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • انتقاءات لغوية من شرح الشريشي (3)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • انتقاءات لغوية من شرح الشريشي (2)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • انتقاءات لغوية من شرح الشريشي (1)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • كتب استأثرت بالدراسة (1) كتب النحو(مقالة - حضارة الكلمة)
  • كتب الشيخ المعلمى وكتاب التنكيل(مادة مرئية - موقع الشيخ علي بن محمد العمران)
  • عرض كتاب (معجم شيوخ الطبري الذين روى عنهم في كتبه المسندة المطبوعة) للشيخ أكرم الفالوجي(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • آراء الفرق الإسلامية في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية الكلابية والسالمية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الفوائد البهية من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية في توحيد أسماء رب البرية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 14:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب