• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

دور قبيلتي مصمودة وكومية الأمازيغيتين في حفظ ثغور الإسلام (2)

دور قبيلتي مصمودة وكومية الأمازيغيتين في حفظ ثغور الإسلام (2)
أ. حسام الحفناوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/8/2014 ميلادي - 1/11/1435 هجري

الزيارات: 7576

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جُهُود عَبْد المؤمِن بن عَلِيّ في حِفْظ الثُّغُور

دَوْرُ قَبِيْلَتَي مَصْمُودة وكُوْمِيَّة الأَمازِيْغِيَّتَيْن في حِفْظ ثُغُور الإسلام (2)

أُمَمٌ نَشَرت نورَ الإسلام في العالَمِيْن (13)


أرسل عبد المؤمن بن علي في سنة 546هـ أبا حَفْص الهِنْتاتي[1] إلى الأَنْدَلُس بجيش كثيف، وبصُحْبته أبو سعيد ابن عبد المؤمن، فحاصَروا المَرِيَّة[2]، وبَنَى أبو سعيد على المَوْضِع الذي نَزَلوا فيه سُورًا، واستغاث مَنْ في المدينة بمَلِك قَشْتالة، فأغاثهم بجيش كَثيف لم يُغْنِ شيئًا عن المدينة، وفشل في مواجهة الجَيْش المُوَحِّدِي المُتَحَصِّن بالسُّور، وعَمَد قائد الجَيْش القَشْتالِي إلى مدينتي بَيَّاسَة[3]، وأُبَّدة[4]، فأَخْلاهما من النَّصارى؛ خوفًا عليهم، ثم رجع بخُفَّي حُنَيْن، فشَدَّد أبو سعيد الحِصار على المَرِيَّة حتى نزلوا على الأمان، وفَتحوا بياسة، وأبدة.[5]


وفي سنة 550هـ استولى أبو زَيْد ابن بخيت المُوَحِّدِي والي قرطبة على حِصْن بِطْرَوْش[6]، وما يليه من الحُصون التي بأيدي النصارى، ثم اتفق ابن بخيت وأبو محمد ابن أبي حَفْص والي إشْبِيْلِيَة[7] على غَزْو مملكة البرتغال الناشئة في غرب الأندلس[8]، وانتزعوا من أيديهم العديد من الحُصون، وأَثْخَنوا فيهم، وامتلأت أيدي المسلمين من الغَنائم.[9]


ولما تَمَكَّن فرناندو الثاني ملك ليون[10] من إيقاع الهزيمة بجيش المُوَحِّدِيْن سنة 552هـ الذي هَبَّ لنُصْرَة بعض حُصُون إشْبِيْلِيَة التي حاصرها فرناندو، وقُتِل في المعركة طائفة من كبار المُوَحِّدِيْن، وأُسِر الكثير من أهل إشْبِيْلِيَة، وكاد يوسف بن عبد المؤمن أن يقع أسيرًا في أيديهم، أمر فرناندو رجاله باتخاذ أحد الحُصُون الواقعة في شمال بَطْلَيُوس يُسَمَّى أطرانكش (أطرونكس) قاعدة لغَزْو أراضي المسلمين في الأندلس، فأمر عبد المؤمن بالاستيلاء على الحِصْن، فسار إليه الشيخ أبو محمد ابن أبي حَفْص بجيش من المُوَحِّدِيْن، واستولى عليه في سنة 555هـ، وقَتَل جميع حامِيَته النَّصْرانِيَّة، فأقْبَل فرناندو الثاني ملك ليون بقُواته لنَجْدة الحِصْن، فحَلَّت به الهزيمة، وفَقَد الكثير من جُنْده بين قَتِيْل وأَسِيْر.[11]


وخرج عبد المؤمن بن علي سنة 554هـ ليَطْرُد النُّورْمان النَّصارى من المدن التي اسْتَوْلَوا عليها بشمال إفريقية، وكان قد انْتَزَع المغرب الأَوْسَط من بَنِي حَمَّاد من قَبْل[12]، فحاصَر المَهْدِيَّة بجيوش ضَخْمة من البَرِّ، والبَحْر، حتى طَلَبوا الأمان، ففَتحها سنة 555هـ بعد أن مَكَثَتْ في أيديهم نحو اثْتَنَي عشرة سنة، وكان قد حازَ قبلها مدينة زَوِيْلة لما أخلاها النُّوْرمان رَغْبَةً منهم في التَّحَصُّن بالمَهْدِيَّة[13]، وضَمَّ أثناء الحِصار بَقِيَّة مُدن شمال إفريقية حتى بَرْقة بليبيا إلى دولته.[14]


وبَنَى عبدُ المؤمن بن علي مدينة على جبل طارق بن زياد المعروف بجَبَل الفَتْح[15]، وأَنْفَق عليها أموالًا طائلة، فبُنِيَت أحسن ما يكون، وحُصِّنَت أَشَدَّ تَحْصين، وأَمْنَعه، حتى فَتَّ ذلك في عَضُد نصارى الأَنْدَلُس، ونزل بالمدينة في سنة 556هـ، فاسْتَشْرَف أحوال الأَنْدَلُس أثناء إقامته بها، ووَفَد عليه قادتها، وشيوخها.

 

ثم أمر عبد المؤمن بغَزْو غرب الأَنْدَلُس، فخرج جيش مُوَحِّدِي كثيف من قُرطبة بقيادة عبدالله بن أبي حَفْص الهِنْتاتي، ففَتَح أحدَ حُصون بَطْلَيُوس، فخرج مَلِك قَشْتالة لإغاثة الحِصْن، فلَقِيَه المُوَحِّدون، فهَزموه، وقتلوا من جيشه الكثير، وعادوا بالمَغانِم، ثم فتح المُوَحِّدون بَطْلَيُوس، وباجة[16]، ويابورة، وحِصْن القَصْر[17].[18]


وكان عبد المؤمن بن علي قد عَزَم بعد دخول سائر المغرب، وإفريقية، والأَنْدَلُس في طاعته على غَزْو بلاد نصارى الأَنْدَلُس برًا، وبحرًا، فأمر في سنة 557هـ بإنشاء الأساطيل في جميع سواحل مَمالكه، فأُنْشِئ له منها أربعمائة قطعة بحرية من شَتَّى مَوانئ مَمْلَكَته، واسْتَجْلَب الخُيول للجِهاد، واسْتَكْثَر من أنواع الأَسْلِحة، والعَتاد، وصُنِع له منها ما لا يُحْصى، فخرج من مَرَّاكُش إلى رِباط سلا[19] سنة 558هـ قاصدًا أرضَ الأَنْدَلُس للجهاد، وكتب يَسْتَنْفِر جميع البلاد الواقعة تحت حُكْمه للغَزْو، فاجتمع له ما يُقارِب النِّصْف مليون من الأَجْناد، منهم ما يزيد على 300 ألف فارس من الجُنْد، و80 ألف فارس مُتَطَوِّع، ومائة ألف راجِل، وكانوا من عساكر المُوَحِّدِيْن، والمُرْتَزِقة، والمُتَطَوِّعة من شَتَّى قبائل البَرْبَر والعرب ببلاده، حتى ضاقت بهم الأرض، وما أن تَكامل اسْتعدادهم حتى مَرِض، وتُوفي قبل الخروج للأندلس[20].



[1] هو جَدُّ ملوك الحَفْصِيِّين، وكان واحدًا من أكبر قادة المُوَحِّدِيْن وشيوخهم، وهو أحد العشرة الذين بايعوا ابن تُوْمَرْت، وكانوا من خَواص أصحابه، وهو من قبيلة هِنْتانة، أحد بطون مَصْمُودة، وستأتي ترجمته، والحديث عن ذريته عند الكلام على دولة الحفصيين في شمال إفريقية إن شاء الله تعالى.

[2] كانت قد سقطت في يد ألفونس السابع ملك قشتالة سنة 542ه- بمساعدة جيوش برية وبحرية من إمارة نافار، وأراغون، وجمهورتي بيزا، وجنوة الإيطاليتين، وغيرها فخربوها، وسبوا أهلها، وكانت المرية في عصر المرابطين أهم المراكز التجارية، والصناعية، والملاحية بالأندلس، وكانت تمثل البوابة الشرقية لها، وهي تقع في أقصى جنوبها الشرقي. وقد سقطت طرطوشة في أيديهم بعد المرية في العام الذي يليه، ثم لاردة وإفراغة سنة 544ه-، وكانت هذه الحملة الصليبية المشتركة بمباركة البابا أيوجين الثالث. انظر: المعجب لعبد الواحد المراكشي (ص178)، ومعجم البلدان (5/120،119)، والروض المعطار (ص538،537)، وتاريخ الأندلس ليوسف أشباخ (ص227)، وعلاقات المُوَحِّدِيْن بالممالك النصرانية والدول الإسلامية في الأندلس للدكتور هشام أبو رميلة (ص321،201).

[3] كانت من كور مدينة جيان بجنوب الأندلس، وهي قريبة منها في شمالها الشرقي، وهي مطلة على النهر الكبير المنحدر إلى قرطبة، وقد فقدها المسلمون سنة 623ه-. انظر: معجم البلدان (1/518)، واللباب في تهذيب الأنساب لابن الأثير (1/195)، والروض المعطار (ص122،121).

[4] مدينة بالأندلس على مقربة من النهر الكبير, إلى الشرق من جيان، وبياسة بمسافة قليلة، وكانت من كور جيان أيضًا، وقد سقطت في يد النصارى سنة 609ه- بعد وقعة العقاب، وكان الذي اختطها هو الأمير عبد الرحمن بن الحكم بن هشام الأموي، وتممها ابنه محمد. انظر: معجم البلدان (1/64)، واللباب لابن الأثير (1/23)، والروض المعطار (ص6)، وهي فيه بالذال المعجمة [أُبَّذة]، وقد ضبطها ابن الأثير في اللباب بالدال المهملة كما هو مثبت أعلاه.

[5] انظر: الأنيس المطرب(ص194،193)، والاستقصا(2/122)، ودولة الإسلام في الأندلس (3/347،346)، وعلاقات المُوَحِّدِيْن بالممالك النصرانية والدول الإسلامية في الأندلس للدكتور هشام أبو رميلة (ص103،102).

[6] حصن البطروج أو البطروش كان حصنًا في طريق قرطبة، كثير العمارة، شامخ الحصانة، ولأهله جلادة على القتال، وكان محاطًا بأشجار البلوط. انظر: معجم البلدان (1/447)، والروض المعطار (ص93).

[7] هكذا ضبطها ياقوت، وهي مدينة من أقدم مدن الأندلس، ويقال: إنها من بناء يوليوس قيصر الروماني، تقع غربي قرطبة وغرناطة، وبينها وبين قرطبة مسيرة ثمانية أيام، ويقال: إن معناها المدينة المنبسطة، وقد سقطت في يد النصارى سنة 646ه-. انظر: معجم البلدان (1/195)، والروض المعطار (ص58-60).

[8] كان ملكها ألفونس هنريكيز يسمى في المصادر العربية بابن الرنك، أو ابن الرنق، أي ابن هنري، وهنري هو والد ألفونس، وقد أعلن الاستقلال عن مملكة قشتالة بعد أن كان ملوك قشتالة يعتبرون إقليم البرتغال تابعًا لهم، مما كلفه الدخول في حروب مع القشتاليين، ثم صالحهم، ثم اتخذ لقب الملك، وجعل الملك متوارثًا في نسله، ووضع أسس البرتغال الحديثة، واعتنى بإنشاء جماعات الفرسان الصليبية التي تجعل من قتال المسلمين مهمة مقدسة توهب لها الأعمار. انظر: دولة الإسلام في الأندلس (3/521-528).

[9] انظر: البيان المغرب لابن عذاري القسم الخاص بالمُوَحِّدِيْن (ص53-55)، ودولة الإسلام في الأندلس (3/345،344).

[10] كانت مملكة ليون أول مملكة نصرانية تنشأ في الأندلس عقب الفتح الإسلامي، وتسعى لإخراج المسلمين منها، وكانت تسمى بمملكة أشتوريش، وجليقية، وقد خرجت مملكة قشتالة من رحمها، ثم غلبتها قشتالة، وضمتها إليها بعد ضعفها، ثم انفصلتا مرة أخرى، وتوالت التحالفات، والانفصالات، إلى أن توحدت العديد من الممالك النصرانية في مملكة إسبانيا التي استولت على غرناطة، وأنهت الوجود الإسلامي في الأندلس. انظر: دولة الإسلام في الأندلس لمحمد عبد الله عنان (1/207-222)، (1/588-599)، (2/376-408)، وعلاقات المُوَحِّدِيْن بالممالك النصرانية والدول الإسلامية في الأندلس لهشام أبو رميلة (ص302،301).

[11] انظر: البيان المغرب لابن عذاري القسم الخاص بالمُوَحِّدِيْن (ص61)، والأنيس المطرب لابن أبي زرع (ص200)، ودولة الإسلام في الأندلس (3/345،344)، وعلاقات المُوَحِّدِيْن بالممالك النصرانية والدول الإسلامية في الأندلس (ص303). والتعويل في صياغة مسار أحداث هذه الفقرة على المرجع الأخير، وفي المصادر التي رجع إليها ما قد يفيد وجود مسار آخر للأحداث.

[12] انظر: المعجب لعبد الواحد المراكشي (ص175،174)، والبيان المغرب لابن عذاري القسم الخاص بالمُوَحِّدِيْن (ص45-47)، والأنيس المطرب (ص192-194)، والحلل الموشية (ص113،112)، وتاريخ ابن خلدون (6/236،235)، والاستقصا (2/121،120).

[13] مدينة زَوِيْلة هذه ليست هي زَوِيْلة التي تقع في جنوب ليبيا، والتي فتحها عقبة بن نافع رحمه الله تعالى، وكانوا يسمونها بزَوِيْلة السودان؛ لأنها في إقليم فزان على أطراف بلاد السودان جنوب الشمال الإفريقي، تمييزًا لها عن المدينة التي بناها عبيد الله الشيعي الملقب بالمهدي، وكانت تسمى زَوِيْلة إفريقية. وكان عبيد الله قد بنى مدينة المهدية، وحصنها تحصينًا شديدًا، وجعلها عاصمة لملك العبيديين، يسكنها الملقب بالخلافة، وخاصته، وجنوده، ومدينة المهدية تقع على الآن في تونس على الخليج المسمى بخليج قابس، بين مدينتي سوسة وصفاقس، ثم بنى مدينة أخرى باسم زَوِيْلة، جعلها لسكن عموم الناس، والأسواق، وقد خربت زَوِيْلة هذه منذ مدة، ولم يبق لها أثر، وكان بين المدينتين مسافة قصيرة. انظر: فتوح البلدان للبلاذري (1/265،264)، وفتوح مصر لابن عبد الحكم (ص212،186)، ومعجم البلدان(3/160،159)، (5/231)، والروض المعطار للحميري (ص173 ،172، 562، 561، 296، 295).

[14] كان أهل مدينة زَوِيْلة قد فر نفر منهم إلى عبد المؤمن، واستصرخوه على النورمان لما أوقعوه بأهل المدينة من مذابح، فاشتد تأثره بمصابهم، وحشد جيشًا كثيفًا في البر، مصحوبًا بأسطول قوي في البحر، وأحسن ضبط شؤون الجيش، وأتقن جمع ما يحتاجه من مؤن، واستصحب الحسن بن علي الصنهاجي آخر ملوك بني زيري على شمال إفريقية قبل نزول النورمان بها، وسار حتى استولى على مدينة تونس من يد عاملها، ثم سار إلى المهدية، فحاصرها، وكان بها عدد من أبناء ملوك النورمان، وخواص أبطالهم وخيرة فرسانهم، وقد أخلوا مدينة زَوِيْلة لعبد المؤمن ليتحصنوا بالمهدية، فاستولى عليها، وأنزل الجيش بها، فلم تسعهم لكثرتهم، وانضاف إلى جيشه الكثير من العرب، والأمازيغ من أهل إفريقية، ولكن هذه الجموع لم تكن لتتمكن من فتح المدينة؛ لشدة تحصينها، وكان النورمان يخرجون أبطالهم لقتال المسلمين في أطراف الجيش ثم يعودون، فبنى عبد المؤمن سورًا يمنعهم من ذلك، وعزم على إطالة الحصار حتى يستسلموا، وجمع تلالًا من الغلال التي خزنها لذلك الغرض، واستفاد من طول فترة الحصار في إرسال الجيوش لضم بقية مدن الشمال الإفريقي إلى دولته، فنجح في ذلك، وملك من برقة بليبيا حتى أقصى المغرب، مع ضمه لمدن الأندلس كما مر، وجاء أسطول نورماني ليمد المحاصرين بالمهدية، فأراد نزول البر، فخاف من كثرة جموع المسلمين، فقاتله أسطول المُوَحِّدِيْن في البحر، وهزموه، واستولوا على بعض مراكبه، وكان هذا الأسطول قد هاجم جزيرة يابسة إحدى جزر البليار، وأسر من بها من المسلمين، وحملهم معه في طريقه لنصرة النورمان بالمهدية، فطلب النورمان الأمان مستعطفين، وعرض عليهم عبد المؤمن الإسلام، وظلوا يلحون في طلب الأمان، ويظهرون له الخضوع، حتى عفا عنهم، وأعطاهم سفنًا يعبرون بها لصقلية موطن مملكتهم، فغرق أكثر السفن في البحر، وسلم الله المسلمين الواقعين تحت حكم النورمان بصقلية؛ إذ كان ملكها قد عزم على قتل من تحت يده من المسلمين إن قتل عبد المؤمن النورمان المحاصرين بالمهدية، فمات أكثرهم غرقًا. انظر: المعجب في أخبار المغرب (ص192-194)، والبيان المغرب (ص61-63)، والأنيس المطرب (ص197-199)، والحلل الموشية (ص115-118)، وتاريخ ابن خلدون (6/237)، والتذكار لابن غلبون (46-50)، والاستقصا (2/135-139)، ودولة الإسلام في الأندلس (3/289-297).

[15] ذكر المراكشي في المعجب (ص282) أن عبد المؤمن هو الذي سمى جبل طارق بجبل الفتح، وذكر الحميري في الروض المعطار (ص382) أن المدينة سميت بمدينة الفتح، ويرى الدكتور أحمد مختار العبادي أن بناء مدينة رباط الفتح البحرية الحصينة لتكون قاعدة عسكرية كبرى، تجتمع بها الجيوش القادمة من المغرب، كان من أهم الأعمال العسكرية لعبد المؤمن. انظر: دراسات في تاريخ المغرب والأندلس (ص341)، وعنه علاقات المُوَحِّدِيْن بالممالك النصرانية والدول الإسلامية في الأندلس (ص239).

[16] باجة مدينة بجنوب غرب الأندلس، تقع في البرتغال حاليًا، وهي من أقدم مدن الأندلس بناء، وأشدها حصانة، وأوسعها خطة، وتفسير باجة في كلام العجم: الصلح. انظر: معجم البلدان (1/314-316)، والروض المعطار (ص75).

[17] ذكر ياقوت في معجم البلدان (1/371) أن من حصون بربُشْتَر بشرق الأندلس حصن القصر، ولكن الحديث أعلاه عن غزوات في غرب الأندلس، وقد قال الإدريسي في نزهة المشتاق وهو يتكلم عن أقاليم الأندلس: إقليم الشرف: وهو ما بين إشبيلية، ولبلة، والبحر المظلم، وفيه من المعاقل: حصن القصر، ومدينة لبلة، وولبة، وجزيرة شلطيش، وجبل العيون،انتهى. فهذا الذي في غرب الأندلس، ولعله المراد، والله أعلم.

[18] انظر: المعجب في أخبار المغرب (ص180،179)، (ص188-190)، والبيان المغرب لابن عذاري القسم الخاص بالمُوَحِّدِيْن (ص70،69)، والأنيس المطرب (ص200،199)، والحلل الموشية (ص118)، والاستقصا للناصري (2/141،140)، ودولة الإسلام في الأندلس (3/378-386)، وعلاقات المُوَحِّدِيْن بالممالك النصرانية والدول الإسلامية في الأندلس للدكتور هشام أبو رميلة (ص239).

[19] مدينة قديمة بالمغرب على ساحل المحيط الأطلسي، بنى يوسف بن عبد المؤمن مدينة كبيرة متصلة بها، وكانت مدينة منيعة جدًا، وكان النشاط التجاري فيها كبيرًا جدًا، والثمار والسلع وافرة زهيدة الثمن. انظر: معجم البلدان (3/231)، والروض المعطار (ص319).

[20] انظر: المعجب في أخبار المغرب (ص197)، والبيان المغرب لابن عذاري القسم الخاص بالمُوَحِّدِيْن (ص79)، والأنيس المطرب (ص200-202)، والاستقصا (2/144،143)، ودولة الإسلام في الأندلس (3/392-395)، وعلاقات المُوَحِّدِيْن بالممالك النصرانية والدول الإسلامية في الأندلس (ص239-242). وقد نقل في (ص241) عن دراسات في تاريخ المغرب والأندلس للعبادي (345،344) خطة عبد المؤمن التي وضعها مع كبار القادة لغزو كل ممالك وإمارات النصارى في الأندلس، حتى تكون خالصة للمسلمين، وقد ذكرها أيضًا محمد عبد الله عنان في الموضع الفائت من كتابه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • دور قبيلتي مصمودة وكومية الأمازيغيتين في حفظ ثغور الإسلام (1)
  • جهود يوسف بن عبدالمؤمن في حفظ ثغور الإسلام (1)
  • دور قبيلتي مصمودة وكومية الأمازيغيتين في حفظ ثغور الإسلام (3)
  • دور قبيلتي مصمودة وكومية الأمازيغيتين في حفظ ثغور الإسلام (4)
  • حوار مع صديقي الأمازيغي
  • مزايا قبيلة بني تميم (1)

مختارات من الشبكة

  • سنان باشا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مسؤولية الطالب الجامعي.. رؤية في واقع(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • دور القبائل الأمازيغية في إكمال الفتوح الإسلامية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قبائل صنهاجة الصحراء ودورها في حمل رسالة الإسلام (و)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قبائل صنهاجة الصحراء ودورها في حمل رسالة الإسلام (هـ)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قبائل صنهاجة الصحراء ودورها في حمل رسالة الإسلام (د)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قبائل صنهاجة الصحراء ودورها في حمل رسالة الإسلام (ج)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قبائل صنهاجة الصحراء ودورها في حمل رسالة الإسلام (ب)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قبائل صنهاجة الصحراء ودورها في حمل رسالة الإسلام (أ)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • دور علماء الحديث في الهند في حفظ السنة النبوية للشيخ محمد عزيز شمس رحمه الله (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب