• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    اللغات العروبية: دراسة في الخصائص
    د. عدنان عبدالحميد
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للتسخير في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج التنافس والتدافع
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الاستشراق والعقلانيون المعاصرون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    عجائب الأشعار وغرائب الأخبار لمسلم بن محمود ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    صحة الفم والأسنان في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وعملية الترجمة
    أسامة طبش
  •  
    منهج التعارف بين الأمم
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي
    بشير شعيب
  •  
    إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: ...
    بدر شاشا
  •  
    الاستشراق والقرآنيون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

منشأ الحسن البصري وصفة أحواله وأفعاله (1)

منشأ الحسن البصري وصفة أحواله وأفعاله (1)
د. أحمد عبدالوهاب الشرقاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/8/2014 ميلادي - 26/10/1435 هجري

الزيارات: 16264

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

منشأ الحسن البصري وصفة أحواله وأفعاله (1)


هو الحسن بن أبي الحسن البصري، كان أبوه مولى لرجل من الأنصار، وكانت أُمه مولاةً لأم سلمة[1] زوج النبي صلى الله عليه وسلم، رُبِّي في حجرها، وأرضعته بلبانها، ودر عليه ثديها؛ لبرها به، ومحبتها له، فعادت عليه بركة النبوة، فتكلم بالحكمة، وارتقى في الصلاح والمعرفة[2] إلى أفضل رتبة، وكان -رحمه الله- أحد المتقين، ومن أولياء الله الصديقين.

 

رُوِي في الخبر أن عائشة[3] - رضي الله عنها- سمعت الحسن يتكلم، فقالت: من هذا الذي يتكلم بكلام الصِّديقين؟[4].

 

وقيل لعلي بن الحسين[5] - رضي الله عنهما -: إن الحسن يقول: ليس العجب لمن هلَك كيف هلَك؟ وإنما العجب لمن نجا كيف نجا؟ فقال علي: سبحان الله! هذا كلام صِدِّيق.

 

وروي عن الأعمش[6] أنه كان يقول: ما زال الحسن يعتني بالحكمة حتى نطَق بها.

 

وسمعه آخر وهو يَعِظ، فقال: لله دَرُّه[7]، إنه لفصيح، ذو لفظ صحيح إذا وعَظ.

 

وكان الحسن دائم الحزن، كثير البكاء، مطالبًا نفسه بالحقائق، بعيدًا من التصنع، لا يظهر التقشُّف، وإن كان باديًا عليه، ولا يَدَع التجمُّل، ولا يَمتنع من لُبس جيد الثياب، ولا يتخلف عن مؤاكلة الناس، ولا يتأخر عن إجابة الداعي إلى الطعام، وكان له سَمْتٌ يعرفه به من لم يكن رآه.

 

رُوِي أن رجلًا دخل البصرة، ولم يكن رأى الحسن، فسأل عنه الشعبي[8]، فقال: ادخل المسجد - عافاك الله - فإذا رأيت رجلًا لم تَرَ مثله قطُّ رجلًا، فذلك هو الحسن.

 

وقيل: ورد أعرابي البصرة، فقال: من سيد هذا المصر؟ فقالوا: الحسن بن أبي الحسن، قال: فيم ساد أهله؟ قالوا: استغنى عما في أيديهم من دنياهم، واحتاجوا إلى ما عنده من أمر دينهم، فقال الأعرابي: لله دَرُّه، هكذا فليكُن السيد حقًّا.

 

وقيل: مر به راهبان، فقال أحدهما لصاحبه: مِلْ بنا إلى هذا الذي يُشبه سَمْته سَمْتَ المسيح، لننظر ما عنده، فلما قرَبا منه، سمعاه يقول: يا عجبًا لقوم أُمِروا بالزاد، ونُودوا بالرحيل، وحُبِس أوَّلُهم على آخرهم، فهم ينتظرون الورود على ربهم، ثم هم بعد ذلك في سكرة يعمهون[9]، ثم بكى حتى بل لِحْيته، فقال الراهبان: حسبنا ما سمعناه من الرجل، ثم انصرفا عنه.

 

وكان أهل البصرة إذا قيل لهم: من أعلم أهلها؟ ومن أورعهم؟[10]، ومن أزهدهم؟[11]، ومن أجملهم؟ بدؤوا به، وثنَّوا بغيره، فكانوا إذا ذكروا البصرة، قالوا: شيخها الحسن، وفتاها بكر بن عبدالله المزني[12].

 

وقال عبدالواحد بن زيد[13]: لو رأيت الحسن، لقلت: صُبَّ على هذا حزنُ الخلائق؛ من طول تلك الدمعة، وكثرة ذلك النشيج[14].

 

وقيل له: صِف لنا الحسن، فقال: رحِم الله أبا سعيد، كان والله إذا أقبل كأنه رجَع من دفن حميمه، وإذا أدبر كأن النار فوق رأسه، وإذا جلس كأنه أسير قدِم لتُضرَب عنقُه، وإذا أصبح كأنه جاء من الآخرة، وإذا أمسى كأنه مريض أضناه السقم.

 

قال يونس بن عبدالله[15]: ما رأيت الحسن قطُّ ضاحكًا بملء فيه.

 

وقيل: جلس محمد بن واسع[16] إلى ثابت بن محمد البناني[17]، فرآه يضحك في مجلسه ويمزح، فقال: عافاك الله! إنك لتمزَح في مجلسك، ولقد كنا نجلس إلى الحسن، فكأنه إذا خرج إلينا كأنه جاء من الآخرة يُحدثنا عن أهوالها.

 

فقال ثابت: رحم الله الحسن، كان من أهل الحق والجد، وأنَّى لنا نظرة منه؟! وما نحن والحسن إلا كما قال الأول:

وابنُ اللبون إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ
لم يَستطع صَوْلة البُزْلِ القناعيس[18]

 

وقيل: اعتزَل الحسن الناس يومًا، فدخل عليه رجل، فقال: يا أبا سعيد، أصلحك الله، لقد خِفنا عليك الوحشة، فقال: يا ابن أخي، لا يَستوحش مع الله - سبحانه وتعالى- إلا أحمقُ.

 

وقال حميد خادم الحسن: قال لي الشعبي يومًا: أريد أن تُعلمني إذا خلا الحسن لأجتمع به خاليًا، فأعلمتُ بذلك الحسن، فقال: عرِّفه، وليأتِ إذا شاء، فخلا الحسن يومًا، فأعلمت الشعبي، فبادر وأتينا منزل الحسن، فوجدناه مستقبل القبلة وهو يقول: ابن آدم، لم تكن فكنت، وسألت فأعطيتَ، وسُئلت فبخِلتَ، بئس والله - وَيْحَك - ما صنعت! فسلمنا عليه، ووقفنا ساعةً، فما التفت إلينا، ولا شعر بنا، فقال الشعبي: الرجل - والله - في غير ما نحن فيه، فانصرفنا ولم نجتمع به.

 

وقيل له يومًا: كيف أصبحت يا أبا سعيد؟ فقال: والله ما من انكسرت به سفينة في لجج البحر بأعظم مني مصيبةً، قيل: ولِمَ ذلك؟ قال: لأني من ذنوبي على يقين، ومن طاعتي وقبول عملي على وجَلٍ، لا أدري أقبلت مني، أم ضُرِب بها وجهي؟ فقيل له: فأنت تقول ذلك يا أبا سعيد؟! فقال: ولِمَ لا أقول ذلك؟! وما الذي يؤمنني أن يكون الله - سبحانه وتعالى - قد نظر إلي وأنا على بعض هناتي نظرةً مَقتني بها، فأغلق عني باب التوبة، وحال بيني وبين المغفرة، فأنا أعمل في غير معتمل؟

 

وقال له آخر: كيف حالك يا أبا سعيد؟ فقال: شرُّ حالٍ، قال: ولِمَ ذلك؟ قال: لأني امرؤ أنتظر الموت إذا أصبحت، وإذا أمسيت، ثم لا أدري على أي حالة أموت؟

 

ودخل عليه رجل وهو يبكي، فقال: ما يبكيك أصلحك الله؟ فقال: (أخاف) والله أن يدخلني مالكي النار ولا يبالي.

 

وسأله عن الطامة رجل؟ فقال: هي الساعة التي يدفع الناس فيها إلى عذاب جهنم وبئس المصير؛ نعوذ بالله من النار، ومن عمل يؤدي إلى النار.

 

وذكرت النار يومًا في مجلسه، فقال: رُوِي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يخرج غدًا من النار رجل بعد أن يقيم فيها أعوامًا ))[19]، ثم قال الحسن: ليتني كنت ذلك الرجل.

 

وكان يقول: ما صدق عبد بالنار إلا ضاقت عليه الأرض بما رحُبت، ولا والله ما صدق عبد بالنار إلا ظهر ذلك في لحمه ودمه.

 

وقيل لأبي سليمان الداراني[20]: إن الحسن كان يقول: من أراد أن يخشع قلبه، ويَغزر دمعه، فليأكل في نصف بطنه، فقال أبو سليمان: رحم الله أبا سعيد، كان والله من القوم الذين مهَّدوا لأنفسهم، وناقشوها الحساب قبل يوم الحساب، وإني لأرجو أن يكون من الفائزين، رحمه الله تعالى.

 

وكان رجل من أهل المسجد الحرام يقول: ما كنت أريد أن أجلس إلى قوم إلا وفيهم من يحدث عن الحسن بن أبي الحسن البصري رحمه الله.

 

وقيل له يومًا: يا أبا سعيد، أي شيء يدخل الحزن في قلبك؟ فقال: الجوع، قال: فأي شيء يخرجه؟ قال: الشِّبَع.

 

وكان يقول: توبوا إلى الله من كثرة النوم والطعام.

 

وكان يقول: رُوِي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من عبدٍ جوَّع نفسه إلا لم يكن لأحد ثواب أفضل من ثوابه ذلك اليوم، إلا لمن جاء بمثل ما جاء به))، يريد: من صام لله سبحانه.



[1] أم سلمة: هي هند بنت أبي أُمية، كانت زوجة عبدالله بن عبدالأسد، ابن عمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - تزوجها الرسول بعد أن مات زوجها في غزوة أحد، وتزوجها عقب وفاة زينب بنت خزيمة سنة 4هـ، كان لها من زوجها الأول ابن يدعى سَلَمَة، لم ينجب منها الرسول، تُوفِّيت سنة 61هـ، وفي رواية 62، وفي أخرى 60هـ.

[2] المعرفة التي عناها المؤلف هي المذكورة في مصطلحات العباد والمتصوفة؛ حيث قالوا: العارف لا نظر له إلا إلى الله عز و جل، والسر والعلانية في حقه واحد؛ فاختلاف الحال شرك في التوحيد، قال بعضهم: كنا لا نعبأ بدعاء من يأخذ في السر ويرد في العلانية، والالتفات إلى الخلق - حضروا أم غابوا - نقصان في الحال، بل ينبغي أن يكون النظر مقصورًا على الواحد الفرد، وقد قيل في وصف حال العارف:

قريبُ الوجد ذو مرمى بعيدٍ
عن الأحرار منهم والعبيد
غريب الوصف ذو علمٍ غريب
كأن فؤاده زُبَر الحديد
لقد عزَّت معانيه وجلَّت
عن الأبصار إلا للشهيد
يرى الأعياد في الأوقات تُجرى
له في كل يوم ألف عيدِ
وللأحباب أفراحٌ بعيد
ولا يَجِد السرورَ له بعيدِ

انظر: الغزالي: إحياء علوم الدين 1 /228، 4/336.

[3] عائشة بنت أبي بكر:وُلِدت بمكة سنة 8 ق. هـ، عقد عليها الرسول صلى الله عليه وسلم هي وسَودة بنت زمعة - كما تذكر بعض المصادر - في عام واحد، إلا أنه صلى الله عليه وسلم دخل بسودة وأجَّل دخوله بعائشة لصغر سنها حينذاك، وهي الوحيدة بين نساء الرسول - صلى الله عليه وسلم - التي تزوجها بِكرًا،لم تنجب منه، تُوفِّيت سنة 50هـ أو 58هـ، ودُفِنت بالبقيع بالمدينة.

[4] الصِّديق: هو الذي لم يَدَع شيئًا أظهره باللسان إلا حقَّقه بقلبه وعمله؛ انظر، الجرجاني: التعريفات.

[5] علي بن الحسين (61 هـ) علي " الأكبر " بن الحسين بن علي بن أبي طالب، القرشي الهاشمي: من سادات الطالبيين وشجعانهم، قُتِل مع أبيه "الحسين" السبط الشهيد في وقعة الطف (كربلاء)، وكان أول مَن قُتِل بها من أهل الحسين، طعنه مرة بن منقذ بن النعمان العبدي (من بني عبدالقيس)، وهو يحوم حول أبيه يدافع عنه ويقيه، وينشد رجزًا أوله: "أنا علي بن الحسين بن علي"، وانهال أصحاب الحسين على " مرة " فقطعوه بأسيافهم، وضمَّ الحسين عليًّا، فلما مات بين يديه قال: "قتل الله قومًا قتلوك يا بني، وعلى الدنيا بعدك العفاء!"، وكان مولده في خلافة عثمان، كُنيته أبو الحسن، وليس له عقب، وذكره معاوية يومًا، فقال: فيه شجاعة بني هاشم، وسخاء بني أُمية، وزهو ثقيف! وسماه المؤرخون عليًّا " الأكبر"؛ تمييزًا له عن أخيه علي "الأصغر" زين العابدين؛ انظر: الزركلي؛ الأعلام، 9/255.

[6] الأعمش (61 - 148هـ/ 681 - 765م): سليمان بن مهران أبو محمد الأسدي، الكاهلي الكوفي الحافظ شيخ الإسلام، عالم وفقيه مُحدث، وتابعي مشهور، أصله من بلاد الري، ومنشؤه ووفاته في الكوفة، شيخ المقرئين والمُحدثين، روى نحو 1,300 حديث، رأى أَنَسًا، وأبا بكرة، وروى عن زر بن حبيش، وأبي وائل، ومجاهد، وخلق، وروى عنه أبو حنيفة، وشعبة، والسفيانان، وخلائق كُثُر.

قال وكيع عنه: كان الأعمش قريبًا من 70 سنة لم تفته التكبيرة الأولى، وقال ابن المديني: حفظ العلم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالكوفة أبو إسحاق السبيعي، والأعمش، قال هشيم: ما رأيت بالكوفة أحدًا أقرأ لكتاب الله ولا أجود حديثًا من الأعمش.

[7] "لله دَرُّه!"، وتكون للتعجب؛ انظر: ابن فارس؛ الصاحبي في فقه اللغة.

[8] الشعبي: (19-103هـ/ 640 - 721م) عامر بن شراحيل الشعبي،أبو عمرو، كوفي، وُلِد في خلافة عمر، تابعي، ثقة، مشهور، فقيه، فاضل، روى عن علي، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وزيد بن ثابت، وقيس بن سعد بن عبادة، وعبادة بنالصامت، وأبي موسى الأشعري، وأبي مسعود الأنصاري، وأبي هريرة، وغيرهم من الصحابة،وعن عدد من التابعين، رُوِي عنه أنه قال: أدركت 500 من الصحابة، روى عنه أبو إسحاق السبيعي، وأشعث بن سوار، وحصين بن عبدالرحمن، وسعيد بن مسروق الثوري، وسليمان بنمهران الأعمش، وعبدالله بن بريدة، وغيرهم كثير.

أوصى ابن سيرين أحد تلاميذه بقوله: الزم الشعبي فلقد رأيته يُستفتى والصحابة متوافرون، أرسله عبدالملك بن مروان إلى ملك الروم، فلما عاد، قال عبدالملك: أتدري ما كتب به إليّ ملك الروم؟ كتب إلي يقول: عجبًا لأهل دينك كيف لم يستخلفوا رسولك؟ فقال الشعبي: يا أمير المؤمنين؛ لأنه رآني وما رآك، فقال عبدالملك: إنما أراد أن يغريني بقتلك، فبلغ ذلك ملك الروم، فقال: ما أردت إلا ذاك، شهِد وقعة الجماجم مع ابن الأشعث ضد الحجاج بن يوسف الذي طلبه ثم عفا عنه، وَلِي قضاء الكوفة لعمر بن عبدالعزيز، روى له أصحاب الكتب الستة، ومات فجأة بالكوفة.

[9] في سكرة يعمهون: يترددون متحيرين لا يعرفون حقًَّّا من باطل، ولا نافعًا من ضار، ولا حسنًا من قبيح؛ انظر: محمد الأمين الشنقيطي؛ أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1415 هـ- 1995 م، تفسير سورة هود.

[10] الورع: هو اجتناب الشبهات خوفا من الوقوع في المحرمات وقيل هي ملازمة الأعمال الجميلة.

والورع: الكف عن السيئة. ورجل ورع بين الورع من التوقي. والورع: الرجل الجبان، يقال: رجل ورع بين الوروعة والورعة والوراعة من الجبن، وربما قيل: بين الرعة أيضًا. ويقال: ورعت الرجل عن الشيء، إذا كففته عنه، أورعه توريعًا. وورعت الفرس: حبسته بلجامه.

انظر، الجرجاني: التعريفات؛ ابن دريد: جمهرة اللغة.

[11] الزهد: خلاف الرغبة. تقول: زهد في الشيء وعن الشيء، يزهد زهدا وزهادة. وزهد يزهد لغة فيه. وفلان يتزهد، أي يتعبد. والتزهيد في الشيء وعن الشيء: خلاف الترغيب فيه، وفي اصطلاح أهل الحقيقة هو بغض الدنيا والإعراض عنها، وقيل هو ترك راحة الدنيا طلبا لراحة الآخرة، وقيل هو أن يخلو قلب مما خلت منه يدك، ولا يقال الزهد إلا في الدين خاصة، وهذا التفصيل نقله أئمة اللغة عن الخليل.

انظر، الصحاح: الجوهري؛ الجرجاني: التعريفات؛ الزبيدي: تاج العروس؛ ابن دريد: جمهرة اللغة.

[12] بكر بن عبدالله المزني: أحد رواة الحديث، من محدثي البصرة، ذكره الذهبي فيمن له رواية في الكتب الستة، وذكره ابن حبان في الثقاة، وقال العجلي في كتابه " معرفة الثقات ": بكر بن عبدالله المزني بصري ثقة تابعي.

وقال عنه أبو حاتم الرازي في كتابه " الجرح والتعديل": بكر بن عبدالله المزني وهو بن عمرو بن هلال وهو أخو علقمة بن عبدالله، روى عن ابن عمر وأنس، روى عنه قتادة وحميد والتيمي، وحبيب بن الشهيد، سمعت أبي يقول ذلك: حدثنا عبدالرحمن قال: ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين، قال بكر بن عبدالله المزني ثقة، حدثنا عبدالرحمن قال: سُئِل أبو زرعة عن بكر بن عبدالله المزني، فقال: بصري ثقة مأمون؛ انظر: العجلي (أحمد بن عبدالله بن صالح أبو الحسن العجلي الكوفي): معرفة الثقات، مكتبة الدار - المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1405 - 1985؛ تحقيق: عبدالعليم عبدالعظيم البستوي، 1/251، أبو حاتم الرازي (عبدالرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس أبو محمد الرازي التميمي): الجرح والتعديل، دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الأولى، 1371 - 1952، 2/388.

[13] عبدالواحد بن زيد: قال عنه البخاري في التاريخ الكبير: عبدالواحد بن زيد البصري عن الحسن وعن عبادة بن نسي، تركوه، وقال ابن حبان: عبدالواحد بن زيد العابد كنيته أبو عبيدة من أهل البصرة، له حكايات كثيرة في الزهد والرقائق، يروى عن الحسن ومالك بن دينار، روى عنه أهل بلده يعتبر بحديثه إذا كان دونه وفوقه ثقات، ويجتنب ما كان من حديثه من رواية سعيد بن عبدالله بن دينار، فإن سعيدًا يأتي بما لا أصل له عن الإثبات؛ انظر: ابن حبان (محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي): الثقات، دار الفكر، الطبعة الأولى، 1395 - 1975، تحقيق: السيد شرف الدين أحمد، 7/124، الترجمة رقم 9289.

[14] (نشج) الباكي نشجًا ونشيجًا تردَّد البكاء في صدره من غير انتحاب، (النشيج): الصوت المتردد في الصدر، ويقال: عَبرة نشج لها صوت، وقال أبو عبيد: النشيج: مثل بكاء الصبي إذا ضُرِب فلم يَخرُج بكاؤه، وردَّده في صدره، وعن ابن الأعرابي: النشيج من الفم، والنخير من الأنف، وفي التهذيب: وهو إذا غصَّ البكاء في حلقه عند الفزعة؛ انظر، المعجم الوسيط، والزبيدي: تاج العروس.

[15] لم أجد له ترجمة.

[16] محمد بن واسع (.. - 123 ه‍ =.. - 741 م): محمد بن واسع بن جابر الأزدي، أبو بكر: فقيه وَرِع، من الزهَّاد، من أهل البصرة، عُرِض عليه قضاؤها، فأبَى، وهو من ثقات أهل الحديث؛ قال الأصمعي: لما صاف قتيبة بن مسلم الترك وهاله أمرهم، سأل عن محمد بن واسع، فقيل: هو ذاك في الميمنة ينضنض بأصبعه نحو السماء، قال: تلك الإصبع أحبُّ إليّ من مائة ألف سيف؛ انظر: الزركلي؛ الأعلام، 15/311.

[17] ثابت بن أسلم البناني)؟ - 123هـ/؟ - 741م). هو الإمام، القدوة، شيخ الإسلام، وأحد الأعلام، أبومحمد، البناني، من تابعي أهل البصرة، وزهادهم، ومحدثيهم. كتب عنه الأئمة، وهو أحد الثقات المأمونين. ولد في خلافة معاوية، وحدث عن عبدالله بن عمر، وعبدالله بن مغفل، وأنس، وكثير من التابعين. وحدث عنه شعبة، والحمادان - حماد بن زيد وحماد بن سلمة - ومعمر، وعطاء بن أبي رباح وغيرهم. قال ابن المديني: له نحو 250 حديثًا، وقال حماد بن زيد: ما رأيت أعبد من ثابت. توفي عن عمر يجاوز 80 عامًا.

[18] البيت رواه الثعالبي ضمن الأمثال الصادرة عن الأبيات السائرة، وعزاه لجرير، وقبله:

إن الكريمةَ يَنصُر الكرَمُ ابنَها
وابن اللئيمة للئام نَصورُ
زعَم الفرزدقُ أن سيقتل مربعًا
أبشِر بطول سلامة يا مربعُ

انظر، الثعالبي: التمثيل والمحاضرة.

[19] لم أجد هذا الحديث بلفظه فيما لدي من كُتب، وإنما جاء في معناه أحاديث كثيرة؛ منها: ما رواه السيوطي في كتاب جامع الأحاديث ولفظه: (يخرج من النار مَن قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم يخرج من النار مَن قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن بُرَّة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرَّة).

(الطيالسي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي - حسن صحيح - وابن ماجه، وابن خزيمة، وابن حبان عن أنس).

[20] أبو سليمان عبدالرحمن بن أحمد بن عطية العنسي الداراني، (هذه النسبة إلى داريا وهي قرية بغوطة دمشق)، الزاهد المشهور أحد رجال الطريقة، كان من جلة السادات، وأرباب الجد في المجاهدات، ومن كلامه: من أحسن في نهاره كُفِي في ليله، ومن أحسن في ليله، كُفِي في نهاره، ومن صدق في ترْك شهوة ذهب الله سبحانه وتعالى بها من قلبه، والله تعالى أكرم من أن يعذب قلبًا بشهوة تركت له، ومن كلامه: أفضل الأعمال خلاف هوى النفس، وكانت وفاته سنة خمس ومائتين، وقيل سنة خمس عشرة ومائتين رضي الله عنه؛ انظر: ابن خلكان (أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان): وَفَيَات الأعيان وأنباء أبناء الزمان؛ تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 3 / 131، وانظر ترجمته أيضًا في طبقات السُّلمي: 75، وتاريخ بغداد 10: 248، وحلية الأولياء 9: 254، والأنساب 5: 271، واللباب: (الداراني)، وصفة الصفوة 4: 197، والفوات 1: 524.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صدر حديثاً في القراءات (مفردة الحسن البصري) لأبي علي الأهوازي (ت446هـ)
  • موعظة من الحسن البصري
  • مفهوم العزة عند الحسن البصري وعلاقته بحال أهل العري
  • كلمة موجزة عن الإمام الحسن البصري ورواته وطرقه
  • ترجمة الحسن البصري
  • ما أورده الحسن البصري من الآداب ومكارم الأخلاق (1)
  • منشأ الحسن البصري وصفة أحواله وأفعاله (2)
  • من أقوال الحسن البصري في الحكم والمواعظ
  • مكاتبة الحسن البصري للخلفاء ومعاملاته مع الأمراء

مختارات من الشبكة

  • توحيد الأسماء والصفات واشتماله على توحيد الربوبية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إفراد أحاديث أسماء الله وصفاته - غير صفات الأفعال - في الكتب والسنة (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مختصر في صفة الوضوء وصفة الصلاة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أحوال القلب وصفاته في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبد الرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الصراط يوم القيامة: أدلته، وصفته، وأحوال الناس عليه، وثمرات الإيمان به(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • الصراط يوم القيامة: أدلته، وصفته، وأحوال الناس عليه، وآثار الإيمان به(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • اعتقاد أهل السنة والجماعة في الصفات الثبوتية والصفات السلبية(المنفية)(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • أقسام صفات الله عز وجل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جزيرة العرب منشأ الحضارات(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • منشأ الشرك: الغلو في الصالحين (4)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب