• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

دور قبيلتي مصمودة وكومية الأمازيغيتين في حفظ ثغور الإسلام (1)

دور قبيلتي مصمودة وكومية الأمازيغيتين في حفظ ثغور الإسلام
أ. حسام الحفناوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/8/2014 ميلادي - 16/10/1435 هجري

الزيارات: 17545

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إرث المرابطين في المغرب والأَنْدَلُس يؤول إلى المُوَحِّدِين

دَوْرُ قَبِيْلَتَي مَصْمُودة وكُوْمِيَّة الأَمازِيْغِيَّتَيْن في حِفْظ ثُغُور الإسلام

أُمَمٌ نَشَرت نورَ الإسلام في العالَمِيْن (12)


رُغْم أن دولة المُوَحِّدِين قامت على مَذْهب بِدْعِي، وغَلَت في سَفْك دِماء المُخالِفِيْن لمذهبها المذكور - وعلى رأسهم المُرابِطِيْن الذين خرجوا عليهم وأَبادُوا مُلْكَهم - واسْتَحَلَّت أموالهم[1]، إلا أن مُلوكها الذين كانوا يُلَقِّبون أنفسهم بالخُلفاء[2] قد قاموا بدور لا يُنْكَر في حِفْظ ثُغُور الإسلام، وغَزَو بلاد الكُفْر، واشْتَدُّوا في إبْطال المُنْكَرات، وإقْصاء الفَواحش[3].

 

وقد كان لغير واحد من حُكَّام المُوَحِّدِيْن مَزِيْد اعْتناء بحَمْل الناس على تَرْك التَّقْلِيْد المَذْهَبِي، واتِّباع الحديث النبوي الشريف[4]، إلى غير ذلك من الخِصال الحَسَنة التي امْتَدحها أهلُ العلم فيهم من باب الإنصاف، رُغْم ما كانوا عليه من مَذْهب مُخالِف لما عليه أهلُ السُّنَّة والجماعة في الكثير من الأمور[5]، وإن كان الناظر في سِيَر حُكَّامهم يَسْتَشْعِر عَدَم مَيْل بعضهم إلى القَناعة بكل أفكار مُؤسِّس مَذْهَبهم ابن تُوْمَرْت[6].

 

وقد كان المُلَقَّبون بالخِلافة من المُوَحِّدِين جميعًا من نَسْل عبد المؤمن بن علي[7]، صاحب مُدَّعِي المَهْدِيَّة محمد بن تُوْمَرْت، وكان عبد المؤمن من قَبيلة أَمازِيْغِيَّة تُدْعى كومِيَّة[8]، ولكن ابن تُوْمَرْت مؤسس المَذْهب، والمُمَهِّد للدولة، وعامَّة أصحابه كانوا من بُطون قَبيلة مَصْمُودة الأَمازِيْغِيَّة.[9].


وبعد أن اسْتَوْلى عبد المؤمن بن علي على مَرَّاكُش، واسْتَأصل بقية المُرابِطِيْن، واسْتَقَرَّ له الأمر بالمغرب[10]، أَرْسَل جيشًا إلى الأَنْدَلُس؛ لإدخالها في حُكْم المُوَحِّدِين، والقَضاء على الثُّوّار، ومَنْ بَقِيَ بها من المُرابِطِيْن، أو إدْخالهم في طاعة المُوَحِّدِين، وانْتِزاع المُدن الأَنْدَلُسيَّة الواقعة تحت حُكم بعض الأُمراء المَحَلِّيِّيْن؛ لتَتَوَحَّد الأَنْدَلُس تحت حُكم المُوَحِّدِين كما تَوَحَّدَت من قَبْل تحت حُكم المُرابِطِيْن، فمَلَكوا كثيرًا من مُدنها، وجاء وَفْد من فقهائها، وأعيانها لمُبايَعة عبد المؤمن بن علي[11].

 

ثم دخلت قُرْطبة في طاعة المُوَحِّدِين بعد أن ضَيَّق عليها مَلِك قشتالة، واستولى على العديد من المُدن، والحُصون، وأراد أميرها يحيى بن علي المَسُّوْفِي أن يُكَلِّم المُرابِطِيْن في غَرْناطة أيضًا في الدُّخول في طاعة المُوَحِّدِين، فتُوفي بها[12]، فزَحَف القَشْتالِي نحو قُرْطُبة مُغْتَنِمًا فرصة وفاة يحيى، فزَحف له جَيْشٌ مُوَحِّدِي إشْبِيْلِي، وأَرْسَل عبد المؤمن لهم مَدَدًا، فرحل طاغية قشتالة عن قُرطبة، وتَلاحق ثُوَّار الأَنْدَلُس إلى بيعة عبد المؤمن، وجاءه وفد آخر من أعيانها، وفقهائها لبَيْعَته، وانْخَلَعوا له عن مدن الأَنْدَلُس[13].



[1] قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في المنار المنيف (ص153): أما مهدي المغاربة محمد بن تُوْمَرْت؛ فإنه رجل كذاب ظالم، متغلب بالباطل، ملك بالظلم، والتغلب، والتحيل، فقتل النفوس، وأباح حريم المسلمين، وسبى ذراريهم، وأخذ أموالهم، وكان شرًا على الملة من الحجاج بن يوسف بكثير، وكان يودع بطن الأرض في القبور جماعة من أصحابه أحياء، يأمرهم أن يقولوا للناس: إنه المهدي الذي بَشَّر به النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يردم عليهم ليلًا؛ لئلا يكذبوه بعد ذلك، وسَمَّى أصحابه الجَهْمِيَّة المُوَحِّدِيْن نُفاة صِفات الرَّب، وكلامه، وعُلوه على خَلْقه، واستوائه على عرشه، ورؤية المؤمنين له بالأبصار يوم القيامة، واستباح قتل من خالفهم من أهل العلم والإيمان، وتَسَمَّى بالمهدي المعصوم،انتهى. وكلام أهل العلم عن ضلالات ابن تُوْمَرْت كثير جدًا. وانظر عن حياة محمد بن تُوْمَرْت، والأطوار التي مر بها، ومعتقداته هو، وأتباعه: أخبار المهدي ابن تُوْمَرْت وبداية دولة الموحدين لأبي بكر ابن علي الصنهاجي الملقب بالبيذق، وقد كان أحد رجالات الموحدين الذين عاصروا نشوء الدعوة، ومراحلها، وقيام الدولة، وهو يصف ابن تُوْمَرْت بالمعصوم في كل الكتاب، وانظر كذلك: المعجب في تلخيص أخبار المغرب لعبد الواحد المراكشي (ص155-168)، وكان مُعاصِرًا للموحدين، ووفيات الأعيان لابن خلكان (5/45-55)، ونظم الجمان لترتيب ما سلف من أخبار الزمان لابن القطان (ص61-186)، وكان معاصرًا لحكام الموحدين في القرن السابع، ومقربًا منهم، والراجح أنه غير ابن القطان المحدث، وربما يكون ولده كما في مقدمة المحقق، ودر تعارض العقل والنقل للإمام ابن تيمية (2/173-175)، وسير أعلام النبلاء (19/539-552)، والأنيس المطرب لابن أبي زرع (ص172-183)، ونهاية الأرب للشهاب النويري (24/152-159)، والبداية والنهاية لابن كثير (12/230-232)، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي (6/109-117)، والحلل الموشية في الأخبار المراكشية للسان الدين ابن الخطيب (ص75-88)، وتاريخ ابن خلدون (6/225-229)، وصبح الأعشى في صناعة الإنشا (5/132،131)، ومآثر الإنافة في معالم الخلافة للقلقشندي (1/289،288)، والتذكار فيمن ملك طرابلس وما كان بها من الأخبار لابن غلبون (ص77-82)، والاستقصا للناصري (1/197،196)، (2/78-98)، وأعلام الزركلي (6/229،228)، ودولة الإسلام في الأندلس لمحمد عبد الله عنان (3/155-217)، وفيه فصل كامل عن عقيدة ابن تُوْمَرْت وتعاليمه الدينية والسياسية، وقد وصف في (3/405) عبد المؤمن بن علي بشدة سفك الدماء، وبين أن هذا أصلًا من أصول دعوة ابن تُوْمَرْت، الذي بلغت دمويته في التعامل مع المخالفين إلى حد الوحشية. وهناك عدة دراسات معاصرة عن الموحدين قد تعرضت للكثير من تلك الجوانب، منها: تجربة الإصلاح في حركة المهدي ابن تُوْمَرْت للدكتور عبد المجيد النجار، والموحدون في الغرب الإسلامي تنظيماتهم ونظمهم للدكتور عز الدين عمر موسى، وعلاقات الموحدين بالممالك النصرانية والدول الإسلامية في الأندلس للدكتور هشام أبو رميلة (ص31-44).

[2] انظر: فتح الباري لابن حجر (6/536)، (13/118،117)، والتراتيب الإدارية للكتاني (1/9-13). قال الناصري في الاستقصا (2/99): بعض المؤرخين يرفعون نسب عبد المؤمن إلى قيس عيلان بن مضر، وهو ضعيف،انتهى. وحكى غير واحد من المؤرخين عن عبد المؤمن وأبنائه أنه ليس كوميًا، وأنه إنما ولد ونشأ بين قبيلة كومية. وانظر: المعجب لعبد الواحد المراكشي (ص169)، والبيان المغرب لابن عذاري القسم الخاص بالموحدين (ص80،79)، والأنيس المطرب (ص183)، والحلل الموشية لابن الخطيب (ص107).

[3] انظر: نظم الجمان لترتيب ما سلف من أخبار الزمان لابن القطان (ص187-203)، وعنه دولة الإسلام في الأندلس (3/399-402). وقد أورد ابن القطان الرسالة التي أرسلها عبد المؤمن بن علي إلى الطلبة والمشيخة والأعيان والكافة بالأندلس، ووضع فيها العديد من الأسس الدستورية لنظم الحكم الموحدي، وهي مشتملة على كثير من أمور الحسبة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. وانظر كذلك ما ذكره الذهبي في ترجمة يعقوب الموحدي ثالث حكام الموحدين (21/318) عن حرصه الشديد على عدم وجود أثر للخمر في بلاده، ولو في السر.

[4] قال الناصري في الاستقصا (1/197): كان عبد المؤمن بن علي وبَنوه من بعده منعوا الناس من التقليد في الفروع، وحملوا الأئمة على أخذ الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة مباشرة على طريقة الاجتهاد المطلق، وحرقوا شيئًا كثيرًا من كتب الفروع الحديثة التصنيف، انتهى. وقد عرف هذا عن مؤسس مذهبهم نفسه؛ حيث نقل الناصري (2/95) عن لسان الدين ابن الخطيب في رقم الحلل أن ابن تُوْمَرْت كان ينكر الرأي والتقليد. وذكر ابن أبي زرع في الأنيس المطرب (ص195)، والناصري في الاستقصا (2/125) أن عبد المؤمن بن علي أمر سنة خمسين وخمسمائة بتحريق كتب الفروع، ورد الناس إلى قراءة كتب الحديث، واستنباط الأحكام منها، وكتب بذلك إلى جميع طلبة العلم من بلاد الأندلس والعدوة. وأما أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدي ثالث حكام الدولة الموحدية؛ فقد كان أشد حكام الموحدين في هذا الباب، وبالغ فيه أشد المبالغة، وقد ذكر عبد الواحد المراكشي - وكان معاصرًا له - في المعجب في تلخيص أخبار المغرب (ص232،231) عدة أخبار في ذلك، وكان مما قاله عبد الواحد: وكان قصده في الجملة محو مذهب مالك، وإزالته من المغرب مرة واحدة، وحمل الناس على الظاهر من القرآن والحديث، وهذا المقصد بعينه كان مقصد أبيه وجده، إلا أنهما لم يظهراه، وأظهره يعقوب هذا، ثم استشهد بقصة له مع أحد فقهاء المالكية. وقوله عن أبيه وجده: لم يظهراه، يَرِد عليه ما نقلناه عن ابن أبي زرع، والناصري من أمر عبد المؤمن بتحريق كتب الفروع، وحمل العلماء على الاستنباط من الكتاب والسنة مباشرة. ومن العجيب قول الإمام المؤرخ ابن الأثير في ترجمة عبد المؤمن بن علي من الكامل (9/461): جمع الناس على مذهب مالك في الفروع،انتهى. فهذا خلاف ما عرف عنه، وعن سَلَفه ابن تُوْمَرْت، وخَلَفه الذين حكموا بعده. وقد ذهب بعض العلماء إلى وصف توجه حكام الموحدين في ذلك بالظاهرية، كما مر من كلام عبد الواحد المراكشي في المعجب، وكما قال الذهبي في العبر (3/113) عن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن: كان ظاهري المذهب، معاديًا لكتب الفقه والرأي، أباد منها شيئًا كثيرًا بالحريق، وحَمَل الناس على التشاغل بالأثر،انتهى. وانظر: سير أعلام النبلاء (21/314،313)، وقد نقل فيه عن تاج الدين ابن حمويه الذي زار المغرب، وعاش في بلاط يعقوب بن يوسف الموحدي أنه قال عنه: كان يجيد حفظ القرآن، ويحفظ الحديث، ويتكلم في الفقه، ويناظر، وينسبونه إلى مذهب الظاهر،انتهى. ولا شك أن صَنيعهم مع كتب الفروع هذا يُعَدُّ نوعًا من الغُلُوِّ، لا يقل عن صنيع مُتَعَصِّبة المذاهب الذين غَلَوا في أئمة مذاهبهم، وجعلوا من كلامهم حَكَمًا على النصوص الشرعية.

[5] قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن ابن تُوْمَرْت في كتابه منهاج السنة النبوية (4/45): أبو عبد الله محمد بن تُوْمَرْت الملقب بالمهدي الذي ظهر بالمغرب، ولقب طائفته بالموحدين، وأحواله معروفة، كان يقول: إنه المهدي المُبَشَّر به، وكان أصحابه يخطبون له على منابرهم، فيقولون في خطبتهم: الإمام المعصوم، المهدي المعلوم، الذي بَشَّرْت به في صريح وحيك، الذي اكتنفته بالنور الواضح، والعدل اللائح، الذي ملأ البرية قسطًا وعدلًا كما مُلِئت ظلمًا وجورًا، وهذا الملقب بالمهدي ظهر سنة بضع وخمسمائة، وتوفى سنة أربع وعشرين وخمسمائة، وكان ينتسب إلى أنه من ولد الحسن؛ لأنه كان أعلم بالحديث، فادعى أنه هو المُبَشَّر به، ولم يكن الأمر كذلك، ولا ملأ الأرض كلها قسطًا ولا عدلًا، بل دخل في أمور منكرة، وفعل أمورًا حسنة،انتهى.

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في البداية والنهاية (12/306) عن عبد المؤمن بن علي: وقد كان عبد المؤمن هذا حازمًا شجاعًا، جوادًا، معظمًا للشريعة، وكان من لا يحافظ على الصلوات في زمانه يُقْتَل، وكان إذا أذن المؤذن وقبل الأذان يزدحم الخَلْق في المساجد، وكان حَسن الصلاة، ذا طمأنينة فيها، كثير الخشوع، ولكن كان سفاكًا للدماء، حتى على الذنب الصغير، فأمره إلى الله يحكم فيه بما يشاء،انتهى.

[6] انظر على سبيل المثال: ما جاء في كتاب المعجب لعبد الواحد المراكشي (ص240،239)، وعنه الذهبي في سير أعلام النبلاء (21/316) في ترجمة أبي يوسف يعقوب الموحدي ثالث حكام الموحدين من روايات تدل على ذلك، بل وظهر من حكامهم من اعتبر ابن تُوْمَرْت إمامًا في الضلال، والبدعة، ومَحا اسْمَه من السِّكَّة، والخُطْبة. قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (22/343،342) عن إدريس بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن الملقب بالمأمون: أزال ذكر ابن تومرت من الخطبة، وقال: ولإدريس رسالة طويلة، أفصح فيها بتكذيب مهديهم وضلاله، نقل ذلك المؤيد في تاريخه، انتهى. ثم ذكر (22/343) في ترجمة ولده عبد الواحد الذي ولي بعده، أنه أعاد الخطبة بذكر المهدي المعصوم ابن تومرت، يستميل بذلك قلوب الموحدين. وقد حكم كل من إدريس وعبد الواحد عشرة أعوام. وقال لسان الدين ابن الخطيب في الإحاطة في أخبار غرناطة (1/247) عن إدريس: صرف عزمه إلى محو آثار دولة الموحدين، وتغيير رسمها، فأزال اسم مهديها من الخطبة، والسكة، والمآذن، انتهى. وقال الناصري في الاستقصا (2/238): دخل المأمون حضرة مراكش، وبايعه الموحدون، وصعد المنبر بجامع المنصور - وكان علامة أديبًا بليغًا - فخطب الناس، ولعن المهدي على المنبر، وقال: لا تَدْعوه بالمهدي المعصوم، وادعوه بالغَوِي المذموم، ألا لا مهدي إلا عيسى، وإنا قد نبذنا أمره النحس، ثم ذكر أنه لما نزل من على المنبر، أمر بالكتب إلى جميع البلاد بمحو اسم المهدي من السكة، والخطبة، وتغيير سُننه التي ابتدعها للموحدين، وجرى عليها سلفهم، ونعى عليها النداء للصلاة باللغة البربرية، وزيادته في أذان الصبح: ولله الحمد، وغير ذلك من السنن التي اختص بها المهدي، وأمر بتدوير الدراهم التي ضربها المهدي مربعة، وقال: كل ما فعله المهدي، وتابعه عليه أسلافنا، فهو بدعة، ولا سبيل إلى إبقائه، وأبدأ في ذلك وأعاد،انتهى بتصرف يسير. وانظر: البيان المغرب قسم الموحدين (ص286-288)، وفيه رسالته إلى الطلبة والأعيان وعامة المسلمين بما ذكر الناصري أنه خطب به، وتاريخ ابن الوردي (2/146)، وأعلام الزركلي (1/281).

[7] انظر ترجمته في: المعجب لعبد الواحد المراكشي (ص167-172)، ونظم الجمان لابن القطان (ص204-214)، ووفيات الأعيان (3/237-241)، والبيان المغرب لابن عذاري القسم الخاص بالموحدين (ص79-82)، وتاريخ الإسلام (38/252-267)، والأنيس المطرب (ص203-205)، وشذرات الذهب لابن العماد (4/183)، والاستقصا (2/145،100،99)، وأعلام الزركلي (4/170)، ودولة الإسلام في الأندلس (3/396-408).

[8] قبيلة كُوْمية كانت تعرف قديمًا بصطفورة، وهي بطن من بني فاتن بن تامصيت بن ضري بن زجيك بن مادغيس الأبتر، وهم بنو عم زناتة، يجتمعون في ضري بن زجيك، هذا هو الصحيح، وكومية قبيلة صغيرة نازلة بساحل البحر من أعمال تلمسان، وولد عبد المؤمن في قرية هناك يقال لها: تاجرة، وهو من بني عابد، أحد بيوتات كومية، وأشرافهم، والنسبة إلى كومية: الكومي، بضم الكاف، وسكون الواو. انظر: وفيات الأعيان (3/240)، وتاريخ ابن خلدون (6/126-128، 267)، والاستقصا للناصري (2/99)، وأعلام الزركلي (3/130)، (4/170).

[9] ضبط اسم مَصْمُودة السمعاني في الأنساب (5/315)، وابن الأثير في اللباب (3/221)، وزاد ضبط الواو بالسكون، والقلقشندي في قلائد الجمان (ص169)، وزاد ضبط الدال بالفتح. وهم أكبر قبائل البربر، وأوسعهم شعوبًا، وأوفرهم عددًا. وانظر: جمهرة أنساب العرب لابن حزم (2/499-501)، ومعجم البلدان (5/136)، وتاريخ ابن الوردي (1/83)، وتاريخ ابن خلدون (6/89-92)، (6/223-226)، (6/276،275) والروض المعطار (ص235،234)، والاستقصا للناصري (1/121)، (2/78).

وقد كان لمدعي المهدية ابن تُوْمَرْت عشرة أصحاب، سبقوا قومهم إلى دعوته، وصدقوا بإمامته المزعومة، واعتقدوا أنه المهدي المنتظر، وكانوا جميعًا من قبيلة مَصْمُودة، عدا عبد المؤمن، فقَدَّمُوه؛ لما كانوا يرون من ميل ابن تُوْمَرْت إليه، وإيثاره على غيره، ولخشيتهم من وقوع التنازع بين بطون مَصْمُودة فيمن يلي ابن تُوْمَرْت؛ إذ كان العشرة من بطون مختلفة، فاتفقوا على عبد المؤمن؛ لكونه غريبًا بين أظهرهم، ولكنهم أخروا إعلان ذلك؛ لئلا يسخط المصامدة من خروج الأمر من بين أيديهم، وذكر غير واحد من المؤرخين وصية ابن تُوْمَرْت التي نص فيها على خلافة عبد المؤمن له. انظر: المعجب لعبد الواحد المراكشي (ص166-168)، والأنيس المطرب (ص183-186)، والحلل الموشية لابن الخطيب (ص78-80)، وتاريخ ابن خلدون (6/127)، وقلائد الجمان للقلقشندي (ص169)، والاستقصا (2/101). وابن تُوْمَرْت كان من بطن من بطون مَصْمُودة يسمى هَرْغة، ضبطها ابن خلكان في وفيات الأعيان (5/55) بفتح الهاء، وسكون الراء، وبعدها غين معجمة، قال: هذه النسبة إلى هَرْغة، وهي قبيلة كبيرة من المصامدة في جبل السوس في أقصى المغرب،انتهى. وقد ضبط ابن خلكان اسم ابن تُوْمَرْت قبلها في نفس الصفحة، فقال: تُوْمَرْت: بضم التاء المثناة من فوقها، وسكون الواو، وفتح الميم، وسكون الراء، بعدها تاء مثناة من فوقها أيضًا، وهو اسم بربري،انتهى. وانظر: المعجب لعبد الواحد المراكشي (ص155)، والكامل في التاريخ (9/195)، وسير أعلام النبلاء (19/539)، وتاريخ ابن خلدون (6/267،225)، وتاريخ طرابلس الغرب المسمى بالتذكار فيمن ملك طرابلس وما كان بها من الأخبار لابن غلبون (ص77)، والاستقصا (2/78)، وأعلام الزركلي (6/229)، ومعجم المؤلفين (10/206).

[10] انظر: المعجب لعبد الواحد المراكشي (ص174،173)، والحلل الموشية لابن الخطيب (ص102-106). وفي الأنيس المطرب (ص189،188) أن عبد المؤمن أرسل جيشًا من عشرة آلاف فارس إلى الأندلس سنة 539هـ عقب فتح تلمسان، وأنه نزل جزيرة طريف، ثم الجزيرة الخضراء، ثم استولى على شريش صلحًا، وكل ذلك قبل أن يتم للموحدين القضاء على المرابطين، ودخول مدينة فاس سنة 540هـ، ثم أغمات، ومراكش عاصمة المرابطين سنة 541هـ. وعند ابن خلدون في تاريخه (6/234) أنه ذلك كان بعد فتح مراكش، وعند الناصري في الاستقصا (2/116) أنه كان بعد فتح تلمسان وفاس.

[11] انظر: البيان المغرب لابن عذاري القسم الخاص بالموحدين (ص33-45)، والأنيس المطرب (ص190)، وتاريخ ابن خلدون (6/234)، والاستقصا (2/117)، وعلاقات الموحدين بالممالك النصرانية والدول الإسلامية في الأندلس للدكتور هشام أبو رميلة (ص89-103).

[12]وقد دخل والي غرناطة ميمون بن بدر اللمتوني في طاعة الموحدين بعد ذلك، ونزل لهم عن المدينة؛ لما رأى من اشتداد قبضتهم على الأندلس، وأحسن عبد المؤمن استقباله حين وفد عليه. انظر: البيان المغرب لابن عذاري القسم الخاص بالموحدين (ص40-42)، وتاريخ ابن خلدون (6/235)، والاستقصا (2/118)، وعلاقات الموحدين بالممالك النصرانية والدول الإسلامية في الأندلس للدكتور هشام أبو رميلة (ص96،95)، (101،100).

[13] انظر: البيان المغرب لابن عذاري القسم الخاص بالموحدين (ص42-45)، (ص56،55)، والحلل الموشية (ص112،111)، وتاريخ ابن خلدون (6/235)، والاستقصا (2/120،119)، ودولة الإسلام في الأندلس (3/324-352)، وعلاقات الموحدين بالممالك النصرانية والدول الإسلامية في الأندلس للدكتور هشام أبو رميلة (ص98).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الفتوح الإسلامية في ديار الأمة الأمازيغية
  • دور القبائل الأمازيغية في إكمال الفتوح الإسلامية
  • قبائل صنهاجة الصحراء ودورها في حمل رسالة الإسلام (أ)
  • قبائل صنهاجة الصحراء ودورها في حمل رسالة الإسلام (ب)
  • قبائل صنهاجة الصحراء ودورها في حمل رسالة الإسلام (ج)
  • قبائل صنهاجة الصحراء ودورها في حمل رسالة الإسلام (د)
  • قبائل صنهاجة الصحراء ودورها في حمل رسالة الإسلام (هـ)
  • قبائل صنهاجة الصحراء ودورها في حمل رسالة الإسلام (و)
  • دور قبيلتي مصمودة وكومية الأمازيغيتين في حفظ ثغور الإسلام (2)
  • جهود يوسف بن عبدالمؤمن في حفظ ثغور الإسلام (1)
  • دور قبيلتي مصمودة وكومية الأمازيغيتين في حفظ ثغور الإسلام (3)
  • دور قبيلتي مصمودة وكومية الأمازيغيتين في حفظ ثغور الإسلام (4)
  • حوار مع صديقي الأمازيغي
  • مزايا قبيلة بني تميم (1)

مختارات من الشبكة

  • سنان باشا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مسؤولية الطالب الجامعي.. رؤية في واقع(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • عقيدة أهل السنة والجماعة في الكاميرون.. قبيلة مزغوم أنموذجا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • دور العقل في الإسلام(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • دور علماء الحديث في الهند في حفظ السنة النبوية للشيخ محمد عزيز شمس رحمه الله (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ندوة عن دور القرآن في حفظ اللغة العربية بموريتانيا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • دور التجارة في انتشار الإسلام في إفريقيا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مركز يقيم ندوة عن دور المرأة في الإسلام بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسه(مقالة - المسلمون في العالم)
  • دور المسجد في الإسلام(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • مؤتمر حول دور المرأة في المجتمع من وجهة نظر الإسلام(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب