• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / طب وعلوم ومعلوماتية
علامة باركود

صفات الخنزير وطباعه (2)

د. حسني حمدان الدسوقي حمامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/8/2014 ميلادي - 14/10/1435 هجري

الزيارات: 19598

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صفات الخنزير وطباعه (2)


رابعًا: الأوليات وحيدة الخلية (Protozoa):

ينقل الخنزير للإنسان مجموعة من الكائنات الأولية، بعضها يُحدث اضطرابات خفيفة له، والبعض الآخر يُسبب أمراضًا خطيرة ومميتة، وسنستعرض في الصفحات التالية أبرز الأمراض التي تُسببها هذه الأوليات، ودور الخنزير في نقلها إلى الإنسان.

 

27- الزحار البلنتيدي/ الزقي (Balantidial Dysentery) الطفيلي المسبب لهذا المرض: هو نوع من الأوليات الهدبية (لها أهداب)، يعرف بـ (Balantidium coli)، وهو أكبر الأوليات التي تصيب الإنسان، وهو النوع الوحيد من الأوليات الهدبية التي تصيب الإنسان، كما أنه من طفيليات الأمعاء الغليظة (القولون) في الخنازير والقِرَدة، وبخاصة الشمبانزي، ولأن فرص اتصال الإنسان بالقردة ضئيلة، فتبقى الخنازير من الناحية العملية المصدر الوحيد لعدوى الإنسان، ويوجد هذا الميكروب في براز الخنزير، وينتقل إلى طعام الإنسان بطرق عديدة، ليستقر في الأمعاء الغليظة، فيحدث إسهالاً مصحوبًا بالمخاط والدم، قد يؤدي للوفاة، وعادة لا ينتشر الزحار البلنتيدي إلا بين مربي الخنازير أو المتعاملي معها - (ذبحها، ونقلها، وتجارتها) - فتتلوث أيديهم بحوصلات الطفيلي المعدية.

 

28- داء النوم الإفريقي (African Sleeping Sickness) الطفيلي المسبب لهذا الداء الفتَّاك هو (Trypanosoma gambiense): تنقل هذا الطفيلي ذبابة التسي- تسي بطريق الحقن، وذلك عندما تلدغ الإنسان، يسبب الطفيلي اضطرابًا دماغيًّا، لا يلبث أن يتطور إلى مرض النوم. وفي حال إهمال معالجة المريض، فإنّه يدخل في غيبوبة ويموت،[1]، بقي أن نؤكد الدور التي تلعبه الخنازير في نقل هذا المرض للإنسان.

 

29- مرض شاغاس (Chagas’ Sickness): هذا المرض أشد خطورة من النوع الإفريقي، والطفيلي المسبب له (Trypanosoma cruzi) أشد فتكًا، ينتشر هذا المرض في أمريكا الجنوبية والوسطى، وأعراضه مشابهة لإعراض داء النوم الإفريقي، لكنه أكثر شراسة منه،[2]، وتلعب الخنازير دورًا مهما في نقل هذا المرض للإنسان.

 

30- داء المقوسات (Toxoplasmosis): يُسبب هذا المرض طفيلي يسمى (Toxoplasma Gonadi)، ينتقل هذا الطفيلي إلى الإنسان بطريقين؛ إما عبر مشيمة الأم المصابة إلى الجنين، أو يُكتَسَبُ من أحد حيوانات المستودع؛ مثل: القطط، الكلاب والطيور، والمواشي، والخنازير، ومن آثاره إسقاط الجنين في المرأة الحامل، أو ولادة جنين تام النضج، لكنه يعاني من استسقاء الرأس، والتهاب شبكية ومشيمة العين، وتكلسات دماغية، يبلغ معدل الوَفَيَات حوالي 10%، أما الناجون، فقد تظهر عليهم بعض الأعراض؛ كاستسقاء الرأس، والتخلف العقلي، واضطراب الرؤيا[3].

 

31- طفيل (Iodamoeba bütschlii): لا يُسبب هذا الطفيلي أي مرض مزعج، لكنه يتشابه مع طفيل (Entamoeba histolytica) الذي يُسبب الزحار الأميبي الخطير، وينتقل هذا الطفيلي إلى الإنسان بواسطة الخنازير والقِرَدة التي هي مستودعات له،[4].

 

32- طفيل (Entamoeba polecki): ينتقل هذا الطفيلي إلى الإنسان بواسطة مستودعاته من الخنازير والقردة، وليس هناك دلائل تشير بوضوح إلى ارتباط هذا الطفيلي بمرض في الإنسان[5].

 

33- طفيل (Endolimax nana): لا يعرف مرض يُسببه هذا الطفيلي للإنسان، ينتقل هذا الطفيلي إلى الإنسان بواسطة الخنازير،[6].

 

خامسًا: الديدان المفلطحة (Trematoda):

ينقل الخنزير للإنسان عددًا من الديدان المفلطحة، غالبيتها يُسبب له اضطرابات خطيرة، وأهم الديدان التي ينقلها الخنزير إلى الإنسان، هي:

34- البلهارسيا اليابانية (Schistosoma japonicum): تُصيب البلهارسيا أكثر من 200 مليون نسمة، ويموت بسببها قرابة المليون شخص سنويًّا، تعيش هذه الدودة في الأوعية الدموية المعوية؛ حيث تضع بيوضًا تخترق هذه الأوعية الدموية؛ لتخرج إلى البيئة الخارجية، تعيش هذه الديدان في جسم الإنسان مدة تصل إلى 30 سنة، وتحدث دمارًا شديدًا يؤدي أحيانًا إلى الموت، يصاب الخنزير بديدان البلهارسيا اليابانية والتي تنزل بويضاتها مع برازه، ومنه تنتقل للإنسان في كثير من بلدان العالم.

 

35- الدودة المتوارقة البسكية (Fasciolopsis buski): وهي من الديدان المعوية - الكبدية، والخنزير هو العائل الرئيس لنشر العدوى، وتعيش الديدان البالغة في الأمعاء محدثة التهابات موضعية، ونزوف وتقرُّحات في جذر المعي الدقيق، وتتسبب في حدوث إسهال مزمن وفقر دم، وقد تحدث استسقاء البطن مؤدية إلى الوفاة.

 

36- الدودة الكبدية الصينية (Chlonorchis sinensis): تنتشر الدودة الكبدية الصينية في بلدان الشرق الأقصى كاليابان والصين، والخنزير العائل الرئيسي لها، تعيش هذه الديدان في القنوات الصفراوية الكبدية؛ حيث تتكاثر بأعداد كبيرة، وإذا ما كثُرت أعدادها عند المصاب، أحدثت تضخمًا في الكبد وإسهالًا مزمنًا، ويرقانًا شديدًا ينتهي بالوفاة.

 

37- دودة (Paragonimus westermani): يصيب هذا الطفيلي القطط والكلاب والخنازير وغيرها، وينتقل منها إلى الإنسان، وتعتبر هذه الدودة من أهم الديدان التي تصيب الرئة، وتحدث فيها أضرارًا تكون أحيانًا جسيمة، كما تُسبب الالتهاب الرئوي ومرض السل.

 

38- دودة (Castrodiscoider hominis): وهي من طفيليات الأمعاء التي تصيب الخنازير وغيرها، وتنتقل منها إلى الإنسان.

 

سادسًا: الديدان الشريطية (Cestoda):

ينقل الخنزير للإنسان أنواعًا متعددة من الديدان الشريطية، بعضها بالغ الخطورة على حياته، والبعض الآخر يُسبب له اضطرابات تتراوح ما بين الخفيفة والشديدة، وأهم الديدان الشريطية التي ينقلها الخنزير إلى الإنسان، هي:

39- الدودو الشريطية المسلحة/ تينيا سوليوم (Taenia solium)، والمشهورة أيضًا بالدودة الوحيدة، يعيش طورها البالغ في أمعاء الإنسان، ويبلغ طولها من 2-3 أمتار، لها رأس أصغر من الدبوس مزود بأربع ممصات، ويطوق قمته طوق من الأشواك، يلي الرأس عنق قصير ينمو منه باستمرار قطع أو أسلات صغيرة تنمو كلما بعدت عن الرأس مكونة شريطًا يحتوي أكثر من 1000 قطعة،[7]،[8].

 

وتنفصل الأسلات الناضجة الممتلئة بآلاف البيوض، لتخرج مع براز المصاب؛ حيث تعيش في التربة الرطبة زمنًا طويلًا إلى أن يأتي خنزير، فيلتهمها وما فيها من بيوض، وتعمل عصارات أمعاء الخنـزير الهاضمة على حل هذه البيوض؛ لتنطلق منها الأجنة، فخترق جدار الأمعاء، لتسبح مع الدورة الدموية إلى كل أنحاء الجسم، وتستقر الأجنة في عضلات الخنزير مكونة حويصلات بطول 6-18 ملم، في كل منها يرقانة لها رأس صالح؛ لكي يكون دودة جديدة، فإذا ما تناول الإنسان من اللحم المصاب دون أن ينضجه تمامًا لقتل ما فيه من اليرقات، فإنها تنطلق من الحويصلات في أمعائه لتخترق جدارها، وتدخل إلى دورته الدموية، لتستقر بعد ذلك في العضلات أو الرئتين، أو الكبد، أو القلب، أو العيون، أو الدماغ.

 

إن نمو هذه الحويصلات في المخ يؤدي إلى الإصابة بحالات من الصرع، وإلى شلل عضوي جزئي، مع دوار واضطرابات عصبية حسية، كما ينطلق منها إلى الدم ذيفانات سامة، قد تؤدي إلى الموت، ولا يعرف لهذا المرض علاج ناجع حتى يومنا هذا،[9]،[10].

 

صحيح أن البقر يصاب بدودة مشابهة هي الدودة الشريطية العزلاء، وأن الإنسان يصاب بالطور البالغ من تلك الدودة، لكن الأمر الجوهري أن الإنسان لا يصاب مطلقًا بالحويصلات البقرية، ويعتبر الخنزير المصدر الوحيد لعدوى البشر[11].

 

40- الدودة الشريطية العوساء العريضة (D. latum): يصاب الإنسان بالطور البالغ لهذه الدودة، التي تعتبر واحدة من الديدان المعوية، وييلغ طول الدودة البالغة 10 أمتار، وتستطيع أن تضع عددًا هائلاً من البيوض، يصل إلى مليون بويضة كل يوم!

 

41- الدودة شوكية الرأس (Macracanthorynchus hirudinaceus)، هذا النوع من الديدان شائع في الخنزير، ولكنه أيضًا يصيب الإنسان، فقد اكتشف بين فلاحي وادي الفولجا في جنوبي روسيا.

 

سابعًا: الديدان الخيطية أو الأسطوانية (Nematoda):

الديدان الخيطية أو الأسطوانية التي ينقلها الخنزير للإنسان متعددة الأنواع، ومتفاوتة الخطورة، لكنها جميعًا لا تخلو من إشكالات صحية تسببها للعائل، أما أهم هذه الديدان التي يرتبط نقلها إلى الإنسان بأكل لحوم الخنازير أو التعايش معها، فهي على النحو التالي:

42- الدودة الشعرية الحلزونية/ ترايكنيلاّ (Trichinella spiralis): تعيش الديدان البالغة في أمعاء الإنسان والخنزير، وهي ديدان قصيرة يتراوح طولها بين 2-4 ملم، تتغلغل الإناث المثقلة بالبيوض بين الزغابات المعوية؛ لتضع اليرقات هناك، فهي لا تضع بيضًا، تخترق اليرقانات جدران الأمعاء إلى الدم، وتطوف معه لتستقر في عضلات العائل؛ حيث تنمو إلى 1 ملم، ثم تلتف على نفسها وتتحوصل، تظل اليرقات المكيسة داخل العضلات حية لمدة تصل إلى 25 سنة في الإنسان، و11 سنة في الخنزير، وعندما يأكل إنسان لحم الخنزير المصاب، فإن الحويصلات تنحل في أمعائه، لتنطلق منها أجنة سَرعان ما تتطور في أمعائه إلى الديدان البالغة،[12]،[13].

 

والدودة الشعرية البالغة ليست مصدر الخطر الحقيقي على صحة الإنسان، بل اليرقات هي الخطر الداهم، فبعد التزاوج تموت الذكور، وتبقى الإناث الملقحة في جدران الأمعاء؛ لتضع يرقاناتها بعد أسبوع واحد، ولا تلبث هذه اليرقانات وقتًا طويلاً قبل أن تخترق جدران الأمعاء، لتسير مع الدم إلى جميع أجزاء بدن الإنسان؛ حيث تستقر في عضلات الحجاب الحاجز والحنجرة، واللسان والعين والقلب، محدثة الجنون أو الشلل أو العمى، أوالاختناق أو الذبحة القلبية،[14]،[15]،[16]، [17]،[18].

 

إن تناول لحوم تحتوي علي 10 يرقات متحوصلة في كل غرام من اللحم، لا يُسبب أعراضًا مرضية، لكنّ الأعراض تبدأ بالظهور إذا احتوى اللحم 100 يرقة متكيسة، وتصبح الأعراض شديدة، وغالبًا ما تؤدي إلى الوفاة إذا بلغ عدد اليرقات المتحوصلة 1000 يرقه/غرام[19].

 

43- ثعبان البطن الخنزيري (Ascaris suum): تعيش الديدان البالغة في أمعاء الخنزير؛ حيث تضع بيوضها التي تخرج مع البراز إلى البيئة الخارجية، وإذا ما دخلت هذه البيوض جسم شخص ما (بطريق مخالطة الخنازير)، فإنها تفقس وتخرج منها يرقات تخترق جدار الأمعاء، تم تسير محمولة مع الدم حتى تصل الرئتين، فتثقب الأوعية الدموية وتموت داخل الرئتين، مُسببة الالتهاب الرئوي الإسكاريسي الذي يعتبر من الأمراض القاتلة.

 

44- ثعبان البطن أو الإسكارس (Ascaris lumbricoides): تعتبر هذه الدودة أكبر الديدان الخيطية التي تصيب الإنسان؛ إذ يصل طول الأنثى فيها إلى40سم، ومن هنا جاءت تسميتها "ثعبان البطن"، وهى أكثر الطفيليات التي تصيب الإنسان قاطبة؛ إذ تقدر المنظمات الصحية الدولية عدد المصابين بها بما يزيد عن المليار ورُبُع المليار نسمة، وتعيش الأنثى ملتصقة بواسطة الشفاة الثلاث بجدار الأمعاء، وتضع الأنثى الواحدة 200 ألف بويضة كل يوم، تحدث الإصابة نتيجة لابتلاع بويضات الإسكارس الناضجة مع الخضار النيئة المزروعة في التربة المخصبة بفضلات الحيوان، أو الأيدي الملوثة بفضلات الحيوانات المصابة، وبعد فقس البيوض، تبدأ اليرقات رحلة في جسم الإنسان لا يكاد يسلم منها عضو، وتتشابه أعراضها مع أعراض ثعبان البطن الخنزيري، إلاَّ أن اليرقات التي تثقب الرئتين لا تموت داخلهما، بل تتابع رحلتها حتى تعود مرة أخرى إلى الأمعاء، وتصبح دودة كاملة، ومن جهة أخرى، يمكن للديدان البالغة أن توجد بكثرة في الأمعاء، فتؤدي إلى انسدادها وموت المريض، أو أن تسبب التهاب الزائدة الدودية، ونادرًا ما تثقب الأمعاء، فتُسبب النزيف.

 

ثامنًا: المفصليات (Arthropoda):

المفصليات التي تُصيب الإنسان والخنزير متعددة الأنواع، ومتفاوتة الخطورة، وتشمل هذه المفصليات البعوض، البرغوث الشائع في الإنسان، أنواع من القُمَّل، ذبابة تسي تسي الناقلة لطفيليات مرض النوم، أنواع من ذباب الجلد، وأنواع من الحلم، جميع هذه الطفيليات تتغذى على دم الإنسان والخنزير، ولا تكمُن خطورة هذه المفصليات في التطفُّل على دم الإنسان والتغذية به، ولكن فيما تنقل إليه من أمراض فيروسية وأولية قاتلة ويرقات ديدان، كفيروس "نيبا"، وفيروس التهاب الدماغ الياباني، ومرض الملاريا، ومرض النوم الإفريقي، ومرض شاغاس، وغيرها من الطفيليات الضارة، ونحن نعتقد أن أعداد الطفيليات المنقولة من الخنـزير إلى الإنسان بواسطة المفصليات، سيزداد كمًّا ونوعًا مع مرور الوقت، وستغدو الخنازير مصدر خطر متنامٍ على حياة الإنسان.

 

تاسعًا: أمراض جسمانية غير طفيلية:

يحتوي لحم الخنزير على أنواع عديدة من المركبات الكيميائية الضارة، التي لا تتناسب ولا تنسجم مع مركبات جسم الإنسان، وبالتالي فهي تُسبب له أمراضًا وعللًا متنوعة، تزداد وطأتها كلما تزايد استهلاك الشخص للحوم ومنتجات الخنزير.

 

تستخدم في الغرب جميع أجزاء الخنزير ولا تبقى منه أي فضلات، فمن الدم يصنع السجق الأسود وبعض أنواع البوذنج، وتستخدم الأمعاء كغلاف للسجق، ويُحوَّل الدهن الزائد إلى شحم يستخدم في الطبخ، أو في صناعة الزيوت المزلقة، وزيوت التشحيم، وزيوت السفن، وصناعة الصابون وأدوات التجميل والمعاجين، والمضادات الحيوية، وأنواع الطعام والجيلي، ومعاجين الأسنان، ويستخدم الشعر في المفروشات، وتُحوَّل العظام ونفايات الجلد إلى سماد، ويدبغ جلد الخنزير لصناعة الأحذية وغيرها، وتستخدم غدد الخنزير لاستخراج الهرمونات.

 

ويعرف دهن الخنزير باسم لارد ويستخدم للطبخ، وصناعة الحلويات والشيكولاته، والجاتوه والآيس كريم، والأطعمة التي يدخل فيها الخنزير وشحمه واسعة جدًّا، بدءًا من الهامبورجر والسجق، إلى الأسماء غير الواضحة؛ كالشوربة، والسلطة، والمايونيز، والمشروبات والدجاج.

 

يستهلك الغربيون كميات هائلة من لحم ومنتجاته، فكل عام يستهلك الأمريكيون وحدهم قرابة 100 مليون خنـزير يبلغ مجمل وزنها 10 مليارات كيلو جرام، فكان لا بد من أن تظهر فيهم أمراض عديدة، وسنعرض في هذه العجالة إلى بعض هذه الأمراض.

 

1- السرطانات:

يحتوي جسم الخنـزير على كميات كبيرة من هرمون النمو (Growth Hormone)، والهرمونات المنمية للغدد التناسلية (Gonadotrophins)، وهذا يفسر سرعة نموه الهائلة وسرعة بلوغه العجيبة، فوزن الخنوص يتضاعف أكثر من 50 مرة خلال فترة قياسية تبلغ 6 أشهر! وتصبح الأنثى قادرة على الحمل بعد 4 أشهر فقط من ولادتها؛ لذا تزداد الإصابة بالسرطان لدى آكلي لحم الخنزير، فقد بيَّنت الدراسات وجود علاقة قوية بين استهلاك لحم الخنزير وسرطان الأمعاء الغليظة والمستقيم، وسرطان البروستاتا، وسرطان الثدي، وسرطان البنكرياس، وسرطان عنق الرحم وبطانة الرحم، وسرطان المرارة، وسرطان الكبد؛ لذا فإنني أُنبِّه في هذا المقام إلى عدم اعتبار نِسَب الأمراض السرطانية في الدول الغربية، كمؤشر لنا في الدول الإسلامية التي تحرِّم شريعتها؛ أي: تعامل مع هذا الحيوان المليء بالمرض، فليس هناك وجه للمقارنة.

 

2- السمنة وأمراض الشرايين والقلب:

يوجد الدهن متداخلاً مع خلايا لحم الخنزير بكميات كبيرة، خلافًا للحوم البقر والغنم والدجاج، والتي يكون فيها الدهن على شكل نسيج دهني شبه مفصول عن النسيج العضلي، وبالإضافة إلى ذلك فإن دهون الخنزير ترتبط بالمواد المخاطية النشوية؛ مما يجعل إزالتها من الجسم أمرًا عسيرًا؛ ذلك لأن الدهون الغليسيريدية الثلاثية للحيوانات آكلة العشب، تحتوي على حمض دهني غير مشبع على ذرة الجلسرول الثانية، وإنزيمات الإنسان الدهنية قادرة على هضمها بسهولة، أما الدهون الغليسيريدية الثلاثية في الخنزير وفي آكلة اللحوم، فتحتوي على حمض دهني مشبع على ذرة الجلسرول الثانية، فلا تقدر إنزيمات الإنسان الدهنية على هضمها، وبذلك تترسب في جسم آكليها من البشر، محدثة أضرارًا بليغة، ويسبب دهن الخنزير مجموعة من الأمراض نحو تصلُّب الشرايين، الذبحة الصدرية، جلطات القلب، ضغط الدم، سكري البول، وحصوات المرارة، وما يتبع ذلك من تعقيدات مرضية خطيرة.

 

3- التهاب المفاصل:

يحتوي لحم الخنزير على كميات كبيرة من حامض البوليك؛ ذلك لأنّ جسمه لا يتخلص إلا من قدر يسير من حامض البوليك، لا يتعدى 3%، بينما يتخلـص الإنسان من 90% من نفس الحامض، ونظرًا لهذه النسبة العالية من حمض البوليك، فإن آكلي لحم الخنزير يشكون عادة من آلام روماتيزمية، والتهابات المفاصل، ومشاكل في الكلى.

 

4- الأمراض التحسسية:

يحتوي لحم الخنزير على كميات عالية من مركبات الهستامين والإميدازول (histamine and imidazole)، تحدث عند آكليها أمراضًا تحسسية جلدية؛ مثل: الأكزيما، والشرى، والتهاب الجلد العصبي، والحكة، وغيرها، وإذا امتنع آكلو لحم الخنزير عن أكله بشكل مطلق، فإن هذه الأمراض التحسسية تتلاشى.

 

5- أمراض أوتار العضلات والغضاريف:

يحتوي لحم الخنزير على مواد مخاطية نشوية فيها مادة الكبريت، التي تترسب في أوتار العضلات والنسيج الغضروفي، مسببة رخاوة تلك الأنسجة، ومحدثة تغيرات باثولجية في المفاصل والعمود الفقري، فالكبريت الموجود بكثرة في لحم الخنزير، يترسب في أوتار وأربطة العضلات وفي الغضاريف، فيحدث تغيرًا في طبيعتها الشديدة الجامدة (المناسبة لوظيفتها)؛ لتصبح رخوة ومماثلة لمواد الخنزير المخاطية النشوية، ومن نتاج هذا التبديل أو الإحلال النسيجي، تآكُل غضاريف الإنسان، وما يصحب ذلك من آلام مبرحة.

 

عاشرًا: أمراض اجتماعية وخلقية:

يقول الإمام الدميري رحمه الله: إن الخنزير شرس الطباع، شديد الجماع، شَبِق، تكتنف حياته الجنسية الفوضى، ولا يخصص لنفسه أنثى معينة، ويقول ابن خلدون رحمه الله: أكلت الأعراب لحم الإبل، فاكتسبوا الغلظة، وأكل الأتراك لحم الفرس، فاكتسبوا الشراسة، وأكل الإفرنج لحم الخنزير، فاكتسبوا الدياثة - (عدم الغَيرة على العرض) - يقول الفخر الرازي رحمه الله: قال أهل العلم: الغذاء يصير جزءًا من جوهر المغتذي، فلا بد أن يحصل له أخلاق وصفات من جنس ما كان حاصلًا في الغذاء، والخنزير مطبوع على حرص عظيم ورغبة شديدة في المشتهيات، فحرم أكله؛ لئلا يتكيف بتلك الكيفية.

 

هذه بخض أقوال علمائنا، تصف العلاقة الوثيقة بين أكل لحم الخنزير والانحلال الخلقي في المجتمعات، فمن الأمور المؤكدة أن الإنسان يتأثر بما يأكل، وقد وجد علماء التغذية أنّ جسم الإنسان وطباعه هما نتاج ما يأكل، فقالوا: "Yor are what you eat"، والناظر إلى مستوى الانحلال الخلقي في المجتمعات الغربية آكلة الخنزير، لا يحتاج إلى دليل ليدعم به هذه الحقيقة، فسلوكياتهم المشينة هي أكبر برهان على صحة ذلك.

 

خاتمة:

وبعدُ، فما بين أيدينا معجزة تشريعية جلية، من معجزات كتاب الله المستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فلم يحرم الإسلام شيئًا من المأكولات والمشروبات إلا لضرر ينجم عنها، أو خبث مُحقق فيها، وهذا ما أكده القرآن الكريم، فما حرم الشارع الحكيم إلا خبائث لا يليق بالعاقل أن يتناولها، وها هي الأبحاث الطبية الحديثة تؤكد الضرر البالغ لكل من يأكل لحم الخنـزير، وإنه لمن عظيم الإعجاز الإلهي أن تتوافق موازين الشرع، وموازين الطب في تحريم هذه الخبائث، فهل من مُدكر.



[1] http://www.drmhijazy.com/arabic/chapters/chapter12.htm

[2] http://www.drmhijazy.com/arabic/chapters/chapter12.htm

[3] http://www.drmhijazy.com/arabic/chapters/chapter12.htm

[4] Orlandi PA, Chu DT,Bier JW, and Jackson GJ (2002). Parasites and the Food Supply. FOODTECHNOLOGY 56 (4): 72-81.

[5] Orlandi PA, Chu DT,Bier JW, and Jackson GJ (2002). Parasites and the Food Supply. FOODTECHNOLOGY 56 (4): 72-81.

[6] Orlandi PA, Chu DT,Bier JW, and Jackson GJ (2002). Parasites and the Food Supply. FOODTECHNOLOGY 56 (4): 72-81.

[7] Orlandi PA, Chu DT,Bier JW, and Jackson GJ (2002). Parasites and the Food Supply. FOODTECHNOLOGY 56 (4): 72-81.

[8] Stehr-Green JK, Schantz PM (1986). Trichinosis in Southeast Asian refugees in the United States. Am J Public Health 76:1238-9.

[9] Orlandi PA, Chu DT,Bier JW, and Jackson GJ (2002). Parasites and the Food Supply. FOODTECHNOLOGY 56 (4): 72-81.

[10] Stehr-Green JK, Schantz PM (1986). Trichinosis in Southeast Asian refugees in the United States. Am J Public Health 76:1238-9.

[11] Orlandi PA, Chu DT,Bier JW, and Jackson GJ (2002). Parasites and the Food Supply. FOODTECHNOLOGY 56 (4): 72-81.

[12] Orlandi PA, Chu DT,Bier JW, and Jackson GJ (2002). Parasites and the Food Supply. FOODTECHNOLOGY 56 (4): 72-81.

[13] Stehr-Green JK, Schantz PM (1986). Trichinosis in Southeast Asian refugees in the United States. Am J Public Health 76:1238-9.

[14] Orlandi PA, Chu DT,Bier JW, and Jackson GJ (2002). Parasites and the Food Supply. FOODTECHNOLOGY 56 (4): 72-81.

[15] Stehr-Green JK, Schantz PM (1986). Trichinosis in Southeast Asian refugees in the United States. Am J Public Health 76:1238-9.

[16] http://makatoxicology.tripod.com/file_15.htm

[17] Collier's encyclopedia 1989 edition, Vol 22, page 468.

[18] Encyclopedia Britannica (1990). 15th edition, Vol 11, page 920.

[19] http://makatoxicology.tripod.com/file_15.htm





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صفات الخنزير وطباعه (1)

مختارات من الشبكة

  • توحيد الأسماء والصفات واشتماله على توحيد الربوبية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أقسام صفات الله عز وجل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إفراد أحاديث أسماء الله وصفاته - غير صفات الأفعال - في الكتب والسنة (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • العظمة صفة من صفات الله(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • اعتقاد أهل السنة والجماعة في الصفات الثبوتية والصفات السلبية(المنفية)(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • السلوك المزعج للأولاد: كيف نفهمه؟ وكيف نعالجه؟ (3) صفات السن(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • اتصاف الله بصفات الكمال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صفات الحروف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: وكونوا مع الصادقين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اللآلئ الغراء من فضائل وفوائد الحياء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب