• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الإسلام يدعو إلى التكافل
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    الجاليات المسلمة: التأثير والتأثر
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    عبدالفتاح محمد حبيب... كنز يجب أن تدرك قيمته
    سامح عثمان نواف
  •  
    التحليلات الجغرافية - الجيومكانية بالذكاء ...
    أ. د. مجيد ملوك السامرائي
  •  
    حماية صحة الوجه والرأس في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    ثقافة "الترند" والقرار الشخصي: بين سطوة الجماعة ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    فهرست مصنفات البقاعي لمحمد أجمل أيوب الإصلاحي
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    حقوق الانسان (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    انهيار الدولار: انهيار عالمي متخفي.. إلى أي مصير ...
    سيد السقا
  •  
    الطلبة المسلمون: التأثير والتأثر
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    سبل تحقيق التوافق بين مهارات خريجات الجامعات وسوق ...
    د. عالية حسن عمر العمودي
  •  
    قصة الذبيح الثاني: زمزم والفداء
    د. محمد محمود النجار
  •  
    الفلسفة الاقتصادية لملكية الإنسان في منظور ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    المعاني الاقتصادية للحج
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    اللغات العروبية: دراسة في الخصائص
    د. عدنان عبدالحميد
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للتسخير في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

مدخل إلى الإسلام في الفكر الغربي

مدخل إلى الإسلام في الفكر الغربي
اللواء المهندس أحمد عبدالوهاب علي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/8/2014 ميلادي - 13/10/1435 هجري

الزيارات: 4977

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مدخل إلى الإسلام في الفكر الغربي

( دين ودولة وحضارة )


تعرَّف الحكمة بأنها صيغة موجزة تعبِّر عن حقيقة واقعة، أو قاعدة للسلوك والأخلاق.

 

ومن أمثلة ذلك هذه الحكمة التي تقول: الإنسان عدو ما جهل.

 

ويبين تاريخ الرسالات الإلهية الكبرى أن أنبياءَ الله الذين حملوها إلى الناس قد تعرَّضوا لكثير من صنوف الآلام والمِحن والعذاب على أيدي الناس الذين حسبوهم من الكاذبين.

 

وما أفظعها من تهمة! خاصة حين يقذف بها في وجوه أصدق الناس حديثًا، ويزداد الأمر سوءًا وتشتد المحنة عندما يأتي التكذيب والسخرية من الأهلِ والعشيرة والأصحاب، فها هي التوراة تقول: إن موسى تعرض للنقد الجارح من أخيه هارون وأخته مريم، عندما تزوج ثانية من امرأة سمراءَ أعجبته: (وتكلمت مريم وهارون على موسى بسبب المرأة الكوشية التي اتخذها؛ لأنه كان قد اتخذ امرأة كوشية.. فحمي غضب الرب عليهما.. فالتفت هارون إلى مريم وإذا هي برصاء، فقال هارون لموسى: أسألك يا سيدي، لا تجعل علينا الخطيئة التي جمعتنا وأخطأنا بها؛ سفر العدد 12:1 - 11).

 

وها هو المسيح يشك فيه أقرباؤه ويعتبرونه مختل العقل: (ولما سمع أقرباؤه خرَجوا ليمسكوه؛ لأنهم قالوا: إنه مختل - إنجيل مرقس 3: 21).

 

وكان إخوته - أبناء أمه مريم حسب رواية الإنجيل - يشكون فيه:

(قال له إخوته: انتقل من هنا، واذهَبْ إلى اليهودية، لكي يرى تلاميذك أيضًا الأعمال التي تعمل.. لأن إخوته أيضًا لم يكونوا يؤمنون به - إنجيل يوحنا 7: 3 - 5).

 

وحين سمع كثيرٌ من تلاميذه بعض مواعظه، فإنهم ارتدوا عنه، وتركوا صحبته، فلم يبقَ معه إلا اثنا عشر حواريًّا: (قال كثيرٌ من تلاميذه إذ سمعوا: إن هذا الكلام صعبٌ.. من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء، ولم يعودوا يمشون معه، فقال يسوعُ للاثني عشر: ألعلَّكم أنتم أيضا تريدون أن تمضوا؟! - إنجيل يوحنا 6: 60 - 66).

 

ولقد سجَّل القرآنُ الكريم افتراءات الكفار على الإسلام ونبيه، حتى حديث الإفك ضد زوجه عائشة جعَله الله قرآنًا يتلى، ولو كان الأمر بيد النبي لنحَّاه جانبًا، ولكنه عبدٌ مأمور؛ قال الله له: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ﴾ [آل عمران: 128]؛ إذ ﴿ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ﴾ [آل عمران: 154]، وهذه بعض مفترياتهم على رسول الله، والسخرية منه.

 

اتهامه بالجنون:

﴿ وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴾ [القلم: 51].

 

اتهامه بتأليف القرآن وافترائه كذبًا على الله:

﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا * وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفرقان: 4، 5].

 

﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾ [النحل: 103].

 

السخرية من النبيِّ:

﴿ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴾ [الزخرف: 31].

 

﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ * أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ ﴾ [سبأ: 7، 8].

 

ولقد كان ما تعرَّض له محمدٌ رسول الله في الحرب الدعائية الظالمة استمرارًا لِما تعرَّض له إخوانُه السابقون من الأنبياء والمرسلين:

﴿ كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴾ [الذاريات: 52، 53].

 

هذا ولقد دأب الغرب المسيحي - بوجه عام - على الطعنِ في الإسلام ونبيه، وتعرضت سيرةُ خاتم النبيين إلى التشويه والمغالطات والمفتريات على أيدي رجال الكهنوت المسيحي، وتلاميذهم من المستشرقين والمنصِّرين والكتَّاب، ورجال الاستعمار، لقد تنبَّأ القرآنُ بهذا الواقع الأليم فقال:

﴿ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [آل عمران: 186].

 

ويعرض فيليب سيناك في مؤلفه: (صورة الطرف الآخر) بعضَ ما قيل كذبًا عن الإسلام والمسلمين فيقول: (حتى نهاية القرن الثالث عشر كانت أغلبُ الوثائق المكتوبة عن الإسلام صادرةً عن رجال الكنيسة، وهؤلاء كانت حرفتُهم الطبيعية نقدَ ديانة غيرهم وتشويهَها، وذلك بالإضافة إلى أن المعلوماتِ التي عكسَتْها تلك القرون كانت ضئيلةً، وأن أقلية فقط من رجال الدِّين المسيحي (الأكليروس) كانت تعرف القراءة والكتابة..، ولقد وُصِف المسلمون بأنهم شعب غير مسيحي، ينبع أساسًا من القوقاز! وقد جاؤوا في أعداد هائلة ليستولوا قسرًا - وبكل توحُّش - على القدس والإسكندرية وكل إفريقيا.. وفي النصف الأول من القرن الثامن استخدمت كلمة: سارسان، لتعني المسلمَ، ثم الكافر بوجه عام، وأنه محارب عدواني وثني)[1].

 

وفي خطاب رئيس دير الرهبان برنارد دي كليرفو (1090 - 1153) كتب يقول: (إن يسوع المسيح يقبَل عن طيب خاطر موتَ عدوِّه الذي يقتص منه في انتقام عادل. إن جندي يسوع المسيح عليه أن يُقتَل إذًا وبكل طمأنينة.. إنه ليس قاتلَ إنسان، ولكنه مكر ودهاء)[2].

 

ويستمر فيليب سيناك في عَرْض الصور المشوهة عمدًا عن الإسلام والمسلمين في أوربا القرون الوسطى، فيقول: إن الكنائس القديمة في أوربا - وخاصة في فرنسا - لا تزال بها إلى الآن نقوشٌ تصوِّر المسلمين بالقوم الغلاظ المقاتلين، ذوي بشرةٍ سوداء، ملامحهم غليظة، وأنوفهم معقوفة، وشعورهم مخيفة، وصُوَرهم مفزعة..

 

ويعرِض جوزيف ريتو في مؤلفه: (الفتوحات الإسلامية في فرنسا وإيطاليا وسويسرا) صورًا من الجهل والخرافات التي امتلأت بها عقولُ الأوربيين في القرون الوسطى عن الإسلام ونبيِّه والمسلمين، فيسخر منهم ويقول:

(إن الكتَّاب المسيحيين في العصور الوسطى كانوا يُطلِقون على جميع فئاتِ الغزاة المسلمين اسم: الوثنيين، ولا توجد عقيدةٌ أبعد من الوثنية من الإسلام، الذي حطَّم الأصنام، والواقع أن الإسلامَ ينادي بعبادةِ إله واحد، لا شريك له، خالق السموات والأرض، ولشدة استفظاع الإسلامِ للوثنية، فإنه يمنَعُ تصويرَ كل ما هو حي.. وقد زعم كاتب التاريخ المنسوب إلى رئيس أساقفة تورين، أنه يوجد في الأندلس على شاطئ البحر فوق عمودٍ شديد الارتفاع، صنمٌ من البرونز صنَعه محمدٌ بنفسه، ويعبده المسلمون!

 

كذلك ادعى قيلومين في تاريخه القصصي حول غزوة شارلمان لمقاطعة لانجدوك، أنه يوجدُ تمثالٌ لمحمد، مصنوعٌ من فضة مذهبة في مدينة أربونة، وُضِع في معبد أثناء احتلال المسلمين لهذه المدينة..

 

وقد جاء في القصيدة الفرنسية التي تروي أعمالَ البطولة التي قام بها رولان، أن سكانَ سرقسطة المسلمة، وقَع اختيارهم على مغارةٍ لتكون معبد آلهتهم، وأنهم نصَبوا في هذه المغارة تمثالاً من الذهب، في يده صولجان، وعلى رأسِه تاج، وادَّعى الكاتبُ أن المسلمين يجتمعون في هذه المغارة حينما يريدون أن يطلبوا رضا الله!

 

فيا الجهل الأعمى بالإسلام! فإن هؤلاء الكتَّاب والأدباء يجهَلون أنه عندما فتح محمود الغزنوي الهند في سنة 1025 م (416 هـ)، حطَّم جميع أصنام الهند الكثيرة، فيما عدا صنمًا واحدًا، عرَض عليه السكان شراءه بوزنه ذهبًا، فرفض عرضهم، مفضلاً وضعَه عند عتبة باب العاصمة الرئيسي، لكي يدوس عله ويبصق عليه كلُّ داخل إلى العاصمة، وكل خارج منها.

 

ما هو السبب الذي دفع آباءنا إلى هذا الوهم والخطأ يا ترى؟!

ذهب بعض العلماء إلى أن النرومانديين وغيرهم من الشعوب الوثنية، كانوا ضمن الشعوب التي كان يشملها اسم: سارازين، الذين كانوا يعبدون الأوثان.

 

وهكذا خلط العامة بين المسلمين وهذه الشعوب بصورة مخجِلة)[3].

 

إن هذا بعضُ ما كتبه جوزيف رينو (المتوفى في باريس عام 1868)، الذي كان أمين المخطوطات الشرقية في المكتبة الملكية بباريس، وأستاذًا للُّغة العربية في مدرسة الألسن الشرقية، ثم عميدًا فيها.

 

لقد كان هذا عرضًا لا بد منه؛ حتى يعلمَ قارئُ اليوم الخلفية الفكرية والثقافية التي ينطلق منها الغربيون، والتراث المظلم الذي يرتدون إليه عند الحديث عن الإسلام والمسلمين، وهو الذي كرَّسه المستشرقون خلال عصر الاستعمار الأوروبي، ولا يزال يتردد إلى اليوم - على درجات مختلفة - في دوائر البحوث والدراسات الإسلامية، ودوائر صُنع القرار السياسي في الغرب.

 

وهذا الكتابُ الذي بين يدي القارئ يعرِض مقالاتٍ في الإسلام لبعض العلماء والمفكرين والمستشرقين في الغرب، يمكن اعتبارها نماذجَ لتطوُّر الفكر الغربي في الإسلام خلال القرنين الأخيرين.

 

فمن هؤلاء الغربيين مَن لا يزال - إلى اليوم - مُوثقًا بقيود الماضي، إلا أن القوةَ الذاتية للحق أجبَرَتْه على أن يقول كلمة حق، ومنهم من حطَّم تلك القيود تمامًا، فاعتنق الإسلام وصار واحدًا من أفضلِ دعاته، ومنهم من خلَط في مفاهيمه بين هذا وذاك، ﴿ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 102]، ومنهم من يصرِّح بانبهاره بالإسلام؛ دِينًا، وحضارة، ومنقذًا للبشرية، والله ﴿ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾.

 

ولقد حرَصتُ على أن يكون أغلبُ هؤلاء الغربيين من غير المعروفين لدى القراء بوجه عام، وإن كانوا معروفين في الدوائر الأكاديمية، كما حرصتُ على أن أذيِّل ترجمة هذه المقالات بنصوصٍ لبعض الفِقرات الحاكمة في لغتها الأصلية التي أخذت عنها، وهي إما الإنجليزية أو الفرنسية، وكلتاهما من اللغات السائدة في عالم اليوم، وهذا تقليد سِرْتُ عليه في أغلب أعمالي، وأحسبه ذا فائدة كبيرة لبعض القراء.

 

وأخيرًا، ومهما يكن من شيء، تبقى حقيقتانِ هامتان:

أما الأولى، فقد قرَّرها الدكتور ميجيل إيرناندث الأستاذ بجامعة مدريد، وذلك في بحث له بعنوان: الجذور الاجتماعية والسياسية للصورة المزيفة التي كوَّنتها المسيحية عن النبي محمد، كان قد قدمه للمؤتمر الثاني للحوار الإسلامي المسيحي، الذي عُقِد في قرطبة بإسبانيا عام 1977م، وقال فيه: (لا يوجد صاحبُ دعوة تعرَّض للتجريح والإهانة ظلمًا على مدى التاريخ مثل محمد، إن الأفكار حول الإسلام والمسلمين ونبيِّهم محمد، استمرت تسُودها الخرافةُ حتى نهاية القرن الثاني عشر الميلادي، ولم يمنعِ الاحتكاك المباشر بين الطائفتين من انتشار هذه الخرافات).

 

وأما الثانية، فسيدركها القارئ بنفسه من خلال هذا الكتاب؛ إذ سوف يتبين له - بوضوح - أن كثيرًا من المسلمين اليوم - وعلى رأسهم أغلبُ مَن يتصدرون مؤسساتِ الثقافة والإعلام في البلاد الإسلامية - إنما يجهَلون كثيرًا من حقائقِ الإسلام الذي ورِثوه، وأنهم في أشدِّ الحاجة إلى تعلُّم الإسلام، أو اكتشافه من مصادرِه الأصلية التي بين أيديهم، أو حتى التتلمذ على بعض علماءِ الغرب الذين نقلتُ عنهم في هذا الكتاب، والذين يعرِفون عن الإسلام أفضلَ مما يعرِف أبناؤه الجاهلون.

 

ويكفي أنهم يعرفون يقينًا أن الإسلامَ دِينٌ ودولة، وحضارة ونظام حياة، لا يعرِف الحكومة الدِّينية (الثيوقراطية)؛ لأن حكومتَه مدنيَّة لا عصمة لها؛ فهي قد تخطئ، وقد تصيب، وهي تجتهدُ في تطبيق شريعة الله، وتسهَر على سيادة المبادئ والقِيَم الإسلامية في المجتمع المسلم، مجتمعِ الكفاية والعدل والكرامة لبني الإنسان، حتى وإن كان من غير المسلمين، وكيف لا، وقد شهِد التاريخُ أن محمدًا رسولُ الله وخاتم النبيين، قد وقف احترامًا لميِّت يهودي، ولَمَّا ذكَّره بعض أصحابه بذلك، وما كان من أمر اليهود مع المسلمين، قال قولته الخالدة: ((أليست نَفْسًا؟!)).

 

وصدَق الله من قبل ومن بعد، وحين يقول لنبيه في القرآن العظيم:

﴿ وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [سبأ: 6].

 

﴿ قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ﴾ [الإسراء: 107 - 109].



[1] Philippe Senac: L' Image de L' Autre , pp.8,14,24

[2] المرجع السابق - ص 96.

[3] الفتوحات الإسلامية في فرنسا وإيطاليا وسويسرا - تأليف جوزيف ريتو - ص 221 - 223.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإسلام في الفكر الغربي
  • ألقاب العرب والمسلمين في الفكر الغربي

مختارات من الشبكة

  • مفهوم الثقافة في الفكر العربي والفكر الغربي (PDF)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • مفهوم الحرية في الإسلام ومفهومها في الفكر الغربي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • صورة الإسلام في الفكر الغربي بين القديم والحديث(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رعاية الفكر في مواجهة الفكر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • آثار الفكر الغربي في مزاج التفكير العربي (2)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • آثار الفكر الغربي في مزاج التفكير العربي (1)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • جذور الفكر الغربي المعاصر "نسبية القيم" (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أسس الحرية في الفكر الغربي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خصائص الفكر اللغوي الغربي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • المتحف في الفكر الغربي(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • تخرج 220 طالبا من دارسي العلوم الإسلامية في ألبانيا
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر
  • بعد 3 سنوات أهالي كوكمور يحتفلون بإعادة افتتاح مسجدهم العريق
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/12/1446هـ - الساعة: 18:42
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب