• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    اللغات العروبية: دراسة في الخصائص
    د. عدنان عبدالحميد
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للتسخير في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج التنافس والتدافع
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الاستشراق والعقلانيون المعاصرون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    عجائب الأشعار وغرائب الأخبار لمسلم بن محمود ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    صحة الفم والأسنان في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وعملية الترجمة
    أسامة طبش
  •  
    منهج التعارف بين الأمم
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي
    بشير شعيب
  •  
    إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: ...
    بدر شاشا
  •  
    الاستشراق والقرآنيون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

الشيخ عبدالرحمن الوكيل ومنهجه العلمي في الكتابة عن التصوف (1)

الشيخ عبدالرحمن الوكيل ومنهجه العلمي في الكتابة عن التصوف (1)
الشيخ فتحي أمين عثمان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/8/2014 ميلادي - 10/10/1435 هجري

الزيارات: 9974

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشيخ عبدالرحمن الوكيل ومنهجه العلمي في الكتابة عن التصوف (1)


إنه لما يوجب الحمد والثناء والشكر لله أن قيض للإسلام، عالما فاضلاً، وباحثاً كبيراً، ومفكراً عظيماً هو الشيخ عبدالرحمن الوكيل - رحمة الله عليه - فقد كان من المفكرين القلائل، والعلماء القلة الأفاضل الذين أحاطوا إحاطة تكاد تكون تامة بكثير من النحل الباطلة، والفرق الغالية المبتدعة والضالة، وممن فهموا فهماً صحيحاً مراد كاتبيها، وكشفوا ضلالهم وفندوا أساليبهم، ودحضوا حجتهم، وردوا كيدهم إلى نحورهم.

 

كما كان - رحمه الله - صاحب باع كبير في الاطلاع على مكنونات كتبهم، وخفي رسائلهم، عارفاً لأسرار صنعتهم كاشفاً لخبيث طويتهم ملماً بهوية فكرهم.

 

♦ كذلك كان خبيراً بطرائقهم، فاستطاع بفضل الله - أن يجلِّي خبايا كتاباتهم، وأن يرد فكرهم إلى مصادره وأن ينبه ويحذر من غدرهم، وأن يفضح قبيح فعالهم ومنكر أعمالهم، وشنيع صنيعهم، كل ذلك في منهج علمي صحيح واستقصاء للحقائق سليم، وأمانة علمية فائقة، وإحاطة كاملة، ناهيك عن بيان قوي وحجة دامغة، وأسلوب رصين يتناسب مع الموضوع الذي يكتب فيه ويظهر ذلك كأحسن ما يكون في كتاباته عن الصوفية، والبهائية والقاديانية، وكذا كتابه «دعوة الحق».

 

منهجه في التحقيق:

كان صاحب منهج في التحقيق يتسم بالأمانة العلمية والتخريج الصحيح، والتعليقات الهادفة، وخير دليل على صحة ذلك القول، تحقيقه لكتاب مصرع التصوف، للإمام البقاعي.

 

إذ جاءت تحقيقاته تحقيقات شيخ متمكن من صنعته - كما دلت تعليقاته على هوامش الكتاب وشرحه لمراميه وأغراضه دليلاً بينّاً على سعة الاطلاع وغزارة المعرفة ودرايته بصحة النص من عدمه.

 

فمثلاً عند ما روى البقاعي عن القشيري نصاً بشأن ما حل بالحلاج لم يفت الشيخ الوكيل أن يذكر النص الصحيح قائلاً:

«نص ما ذكره القشيري»: ومن المشهور أن عمرو بن عثمان المالكي رأى الحسين بن منصور الحلاج يكتب شيئاً، فقال: ما هذا؟

 

فقال: هو ذا أعراض القرآن، فدعا عليه، وهجره، قال الشيوخ: إن ما حل به بعد طول المدة كان لدعاء ذلك الشيخ عليه.

 

ومن الأمثلة التي تدل على توافر الأمانة والدقة في التحقيق لدى الشيخ الوكيل، أنه عندما أورد الإمام البقاعي في كتابه مصرع التصوف، ما ذكره الإمام أبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي في تفسيره لقول الله تبارك وتعالى:

﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ﴾ [المائدة: 17].

 

«ومن بعض اعتقاد النصارى استنبط من أقر بالإسلام ظاهراً، وانتمى إلى الصوفية حلول الله في الصور الجميلة، ومن ذهب من ملاحدتهم إلى القول بالاتحاد والوحدة كالحلاج، والشعوذي، وابن حلي، وابن عربي المقيم بدمشق، وابن الفارض وأتباع هؤلاء كابن سبعين، وعد جماعة.

 

وهنا يستدرك الشيخ الوكيل فيقول:

هم كما جاء في «البحر»: والتستري تلميذه وابن مطرف المقيم بمرسيه والصفار المقتول بغرناطة، وابن اللباج وأبو الحسن المقيم «بلورقه»، ومن رأيناه يرمي بهذا المذهب الملعون: العفيف التلمساني، وله في ذلك أشعار كثيرة، وابن عياش المالقي الأسود الأقطع المقيم كان بدمشق، وعبدالواحد بن المؤخر المقيم كان بصعيد مصر، والأيكي العمي الذي كان تولى المشيخة بخانقاه سعيد السعداء بالقاهرة من ديار مصر. وأبو يعقوب بن مبشر تلميذ التستري المقيم كان بحارة زويله» ا.هـ تفسير البحر.

 

وزاد في تفسير الفهد:«والشريف عبدالعزيز المتوفي، وتلميذه عبدالغفار القوصي».

 

وهذا مما يدل على دقته في التحقيق وسعة اطلاعه على كثير من مصادر المعرفة.

 

منهجه في الكتابة:

1- يتسم بالإنصاف:

لقد كانت كتابات الشيخ الوكيل عن الصوفية في غاية الإنصاف، فقد كان - رحمه الله - ونحسبه كذلك ولا نـزكي على الله أحداً - أكثر إنصافاً من أولئك الذين يتعصبون عن جهل، أو يهاجمون عن تعصب. وفي هذا يوضح منهجه في الكتابة عن الصوفية فيقول:

«سنجيب عن سؤال هو: ما صلة الإسلام بالتصوف؟»

 

وحسب القارئ إنصافاً في العرض، وإيثاراً للعدل الكريم أننا سنبسط أراء التصوف نفسه كما بينها شيوخه الكبار، وكما دافعوا عنها، تاركين للقارئ الحكم - وحسبه أن يقارن بين أصول الإسلام التي يعيها كل مسلم، وبين أراء التصوف على أننا سنعين القارئ أحياناً بتذكيره بأدلة هذه الأصول من آيات القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة.

 

ولكي يتحقق له ذلك المنهج الذي اختطه نجده عندما يتكلم عن كلمة صوفية يسوق أقوال كبار الصوفية حول معنى هذه الكلمة، ثم يختمها بقول القشيري «وليس يشهد لهذا الاسم - صوفي- من حيث اللغة قياس ولا اشتقاق والأظهر فيه أنه كاللقب».

 

وعندما تحدث عن وسيلة المعرفة عند الصوفية وأنها تقوم على الذوق والكشف، دون العقل والشرع، ساق في هذا المجال بعضاً من التعريفات التي اصطلح عليها كبار شيوخ الصوفية، كالقصيري، وابن عربي في تعريف الذوق.

 

فالقصيري يعرف الذوق بقوله:

«ما يجده العارف على سبيل الوجدان والكشف لا البرهان والكسب، ولا عن طريق الأخذ بالإيمان والتقليد، وهو أول درجات شهود الحق بالحق. في أثناء البوارق المتتالية عند أدنى لبث من التجلي البرقي».

 

كما يذكر عن ابن عربي قوله:

«اعلم أن العلوم الذوقية الحاصلة لأهل الله، مختلفة باختلاف القوى الحاصلة مع كونها ترجع إلى عين واحدة».

 

ومن معالم منهجه رحمه الله أنه:

عندما يتكلم عن العشق عند الصوفية، لا يكتفي بما ذكره بل يقوم بتحليل منطقهم والرد عليه. فنجده يقول: «لا يجوز مطلقاً تسمية حب الله لعبده «بالعشق» ولا تسميه حب العبد لربه» وذلك لأمرين:

أولهما: أنه لم يرد هذا الإطلاق لا في الكتاب ولا في السنة.

والآخر: لما يكتنفه من نقص وخسة.

 

وبعد ذلك يسوق الدليل على صحة رأيه. بما ذكره القشيري عن صوفي كبير هو أبو علي الدقاق. عندما تكلم عن العشق فقال:

«لا يوصف الحق سبحانه بأنه يُعْشَق» لأن العشق يعني تجاوز الحد في المحبة. ويكفي للدلالة على جهد الشيخ المبذول في هذا المجال أنك إن تقرأ تعريفاته وتعليقاته على ما يجيء من كلام الصوفية عن الذوق - والكشف - والعشق والهويَّة، والإِنِّية - والغُنُوصِية.. من خلال كتاب «هذه هي الصوفية» أو «مصرع التصوف» أو «دعوة الحق».

 

وكذلك مقالاته في مجلة الهدي النبوي.

 

تعرف قدر الجهد الذي بذله في التعريف بهذه المضامين الباطلة...

♦ ومن ذلك يتبين لنا أن منهجه كان يقوم على ذكر الشاهد على ما يقول من كلام وكتب أئمة التصوف بعد أن يقول عن بعضهم إنه من قدامى الصوفية أو من الموسومين بالاعتدال.

 

2- من ركائز المنهج في الكتابة عن التصوف عند الشيخ عبدالرحمن الوكيل والتي تدل على الأمانة العلمية - أنه كان يشرح كلام كبار الصوفية من واقع أقوال مفسريهم الذين قاموا بتفسير كلام شيوخهم، ثم يُثَنِّي عليه بالرد والتعليق حتى يبعد عن نفسه شبهة التحامل، ومن ذلك أنه عندما تعرض بالنقد لبعض أوراد الصوفية. نجده يذكر ما شرح به النابلسي قول «ابن مشيش». «وانشلني من أوحال التوحيد واغمسني في عين بحر الوحدة حتى لا أرى ولا أسمع إلا بها..».

 

وذلك لأن النابلسي صوفي كبير له احترامه ومكانته عند الصوفية، وحتى لا يتهمه أحد بالتحامل والتحيز.

 

♦ وتأكيداً لهذا المعنى فإنك تجده كثيراً ما يناشد القارئ، إن مسه فيما يقول عن الصوفية وهم أو ريبة إلا ما قرأ من كتبهم شيئاً مثل «الإنسان» للجيلي، و«تائية» ابن الفارض، و«الطبقات والجواهر» للشعراني، و«الإبريز» للدباغ و«الجواهر والرماح» للتيجاني، و«قوت القلوب المستطاب» لحسن رضوان.

 

♦ وهو يقر بأنه لا يداهن في الحق، فنراه يقول:

«قد يعيب علينا البعض ممن سحرتهم طقوس الصوفية وشاعريتها الكهنوتية، قد يعيبون علينا العنف في المحاجة، لكننا نقول لهؤلاء: رويدكم إنما نسمي الأشياء بأسمائها ونصفها بصفاتها.. ..».

 

3- ومن أبرز سمات منهج الشيخ في الكتابة، أنه كان يحرص دائماً على أن يذكر في مقابل أقوال شيوخ الصوفية وأفعالهم، ما يدحضه ويبطله من كلام الله تعالى وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أمثلة ذلك أنه عندما تكلم عن التصوف العملي، ودعوته إلى الزهد والعزوبة ولباس الخرقة، نجده يقول: فمن ألبس أبو بكر وعمر وغيرهما الخرقة؟ وفي أي كتاب أو سنة نجد ذلك؟

 

♦ وعندما يتعرض لما تقوله الصوفية، في ضرورة أن يكن لكل مريد شيخ، وأن المريد لا يصح له أن يذكر الله إلا بالورد الذي خصصه له شيخه.

 

♦ وعندما يجد ابن عطاء السكندري، قد زعم أن كل اسم من أسماء الله يناسب نوعاً معيناً من الناس، ويخصص لكل اسم «كاللطيف، والمتين.. ..» نوعاً من الناس يذكرون به ولا يصلح لسواهم.. يتساءل الشيخ الوكيل في حيرة قائلاً:

فكيف يكون ذلك والله يقول: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180].

 

♦ وبعدما خلص إلى أن ذكر الصوفية بدعة يهودية، ذكر في مقابل ذلك كيف كان يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه، فماذا بعد الحق إلا الضلال....؟

 

♦ وخلاصة القول أن من أهم ركائز الفكر، عند الشيخ عبدالرحمن الوكيل، أنه كان يرى أن التصوف النظري والتصوف العملي، شيء واحد «فالنظرية وليدة التطبيق، والتطبيق وليد النظرية، فقد كان لا يرى فرقاً بين التصوف القديم والتصوف الحديث، فهما في نظره متساويان في المنهج والتفكير. والتطبيق والهدف ولذلك يتساءل، وهل القتل على طريقة ابن عطاء السكندري، غير القتل على طريقة الحلاج».

 

5- وكنت تجده في كتاباته إذا أراد أن يعلق، أو يشرح، أو يفند قولاً لأحد كبار الصوفية، يعرض أولاً منهج الرجل العام، ثم يعلق أو يشرح قول الرجل على ضوء ذلك المنهج، ومصداق ذلك أنه عندما قام يشرح ورد ابن عربي مثلاً، نراه بعد أن ساق ورد ابن عربي علق بقوله:

«ولكي تعي ما يريده ابن عربي نذكر رأيه في الوجود أو في الله سبحانه..

يرى ابن عربي أن الله كان وجوداً مطلقاً لا يتميز باسم ولا بصفة..».

 

6- ولا يعيب الشيخ في منهجه أنه كان يذكر بعضاً من الشواهد على صحة رأيه.. من أقوال المستشرقين، فمن ذلك ما ذكره على لسان جولد زيهر فيما يتعلق ينقده لفكرة العزلة والعزوبة وأثرها السيئ على حياة المسلمين، وكذا ما قاله غيره عن عبادة الموتى..

 

ونهاية القول:

فالشيخ - رحمة الله عليه - لم تُغْرِه لذَات، ولم يثنه الحرص على الذات. من أن يرفع - بعد أن كان طرقياً - راية الحق في وجه كل مكايد.

 

فوجه رسالة إلى شيخ مشايخ الطرق الصوفية في زمنه، وطبع كتاباً تحت اسم «صوفيات»، وكان بداية لكتابه «هذه هي الصوفية» والذي تحدث فيه عن موقفه من التصوف فقال:

«سنظل - بعون الله - نلهب بساط الحق ظهور الآبقين ونهدم بمعاوله - غير هيابة ولا داهنة - معابد الأصنام حتى تخر على سدنتها وعبيدها، ولن يحول بيننا - بتوفيق الله - وبين التذكير بما هدى الله إليه، وفرض علينا الجلاد المستلئم دونه، عواصف شر تثيرها علينا أحقاد الصوفية المستعرة، فما لقلب المؤمن أن يرهب في الحق إلا من فطره، ولا يرغب إلا في رضاه ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾ [التوبة: 129].

 

♦ ولقد وفَّى الشيخ الوكيل - رحمه الله - بذلك فقد ظل سنين عديدة منذ أن كتب هذا الكتاب «هذه هي الصوفية» في 11 ربيع الآخرة 1375هـ حتى أواخر عهده بالدنيا يكتب عن الصوفية والبهائية والقاديانية، سواء كان ذلك كتباً أو مقالات في مجلة الهدي النبوي، والتي كانت تصدرها جماعة أنصار السنة المحمدية حينذاك، وذلك بعد أن تولى رياسة تحريرها خلفاً لسلفه الفقير إلى عفو الله - كما كان يحب أن يكتب - فضيلة الشيخ محمد حامد الفقي[1] - رحمة الله عليه - مؤسس جماعة أنصار السنة المحمدية.

 

♦ لعل البعض الآن إذا قرأ ما كتبه الشيخ الوكيل عن بعض الفرق المبتدعة، ظن أن مثل هذا الأمر كان سهلاً وميسوراً، ولم يدر بخلده أن صاحبه حين كتب ذلك، كان قد ركب يومئذ لجة ما لها من قرار، وخاص بحراً ما له من سواحل، ولكي نعرف شجاعة الموقف، علينا أن ننظر متى كتب هذا الكلام وكيف كان الجو الفكري المحيط بالناس ذلك الوقت، من سدنة قبور، إلى شيوخ للطرق لا همَّ لهم إلا المغانم التي يجرها عليهم الاتجار بالدين، يحيط بهم ويلتف حولهم آلاف من الأتباع الجاهلين بحقائق الدين، فضلاً عن حقائق المعرفة ممن يصدق عليهم قول الله تبارك وتعالى:﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِالله إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾ [يوسف: 106].

 

وإذا كانت الكلمة عندما تقال في زمن معين تعد تعبيراً عن شجاعة القَلَم وعن صدق صاحبه، فإنه أيضاً قد تكون لو قيلت في بيئة معينة تعتبر قمة الشجاعة للقلم ولصاحبه، خاصة حين تتعرض بالهدم والتعرية لما يعتبره البعض من المسلَّمات والموروثات التي نشأ عليها الآباء والأجداد، وتربى عليها الأحفاد، وتأصلت في عقول لا تريد أن تستنير وعيون لا تريد أن تبصر، وآذان لا تريد أن تسمع، وقلوب لا تريد أن تفقه.

 

وفي الختام ندعو الله تبارك وتعالى أن يجعل الشيخ عبدالرحمن الوكيل مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وأن يجعل عملنا هذا متقبلاً خالصاً لوجهه الكريم والله من وراء القصد، ومنه الهداية وبه التوفيق، وصلى الله وسلم وبارك على عبده الكريم ورسوله الأمين صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين.

 

فائدة:

أخي أستسمحك عذراً إن وجدتني قد أكثرت من النقل من كتابات الشيخ عبدالرحمن الوكيل - رحمه الله - مما قد يعتبر عيباً في منهج الباحثين، إلا أن عذري في ذلك أنني أحببت بعد معايشتي لفكره أن يكون ذلك الفكر هو ما نقدمه للقراء، حتى يتبين عمق فكره، وتبرز قيمة المنهاج الذي اختطه لنفسه واختاره في الكتابة: هو كتاباته ذاتها.

 

ولعله بتوفيق الله وفضله بعد أن يتم لكثيرين من القراء معرفة كتب الشيخ وكتاباته أن يكون لي معه ومع فضيلة الشيخ أبي الوفاء درويش - رحمهما الله - وقفة أخرى أبرز فيها منهاجهما وفكرهما وكتاباتهما عن الصوفية فكراً وسلوكاً[2].

 

والله المستعان، ومنه الهداية وبه التوفيق.



[1] انظر مجلة التوحيد باب إعلام الدعوة عدد (3) لسنة 1416هـ، وعدد (5) لسنة 1422هـ:«أنصار السنة وستون عاماً من الصحافة الإسلامية».

[2] انظر مجلة التوحيد عدد (6) و(12) لسنة 1416هـ، باب أعلام الدعوة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حكم الإسلام في التصوف والمتصوفين
  • الإحسان والتصوف
  • الشيخ عبدالرحمن الوكيل ومنهجه العلمي في الكتابة عن التصوف (2)
  • الشيخ عبدالرحمن الوكيل ومعنى كلمة التصوف
  • علاقة المريد بشيخه في التصوف
  • الشيخ عبد الرحمن الوكيل الرئيس الأسبق لجماعة أنصار السنة المحمدية

مختارات من الشبكة

  • الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن التويجري في محاضرة: وقفات مع قوله تعالى: {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • ترجمة الشيخ عبداللطيف بن الشيخ عبدالرحمن بن شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الشيخ المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد في محاضرة: مسائل متعلقة بشهري شعبان ورمضان(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • مسند الديار النجدية وفقيهها الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن إسحاق آل الشيخ(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الشيخ عبدالرحمن الدوسري مع الشيخ صالح الحيدان - الإيمان بالقضاء والقدر(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري)
  • رسالة الشيخ عبدالكريم الدبان إلى شيخه الشيخ أحمد الراوي (PDF)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • ترجمة فضيلة الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن إسحاق آل الشيخ(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من علماء آل الشيخ: عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن حمد آل الشيخ(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الشيخ د. عصام بن صالح العويد في محاضرة بعنوان (أركان تربية القرآن)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • رسالة وفاء ومحبة لعلماء دمشق من الشيخ محمد عبد الجواد القاياتي إلى الشيخ عبد الرزاق البيطار(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/12/1446هـ - الساعة: 22:18
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب