• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / ثقافة عامة وأرشيف
علامة باركود

نظام الشرطة في الدولة الإسلامية

نظام الشرطة في الدولة الإسلامية
عبدالكريم السمك

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/3/2014 ميلادي - 6/5/1435 هجري

الزيارات: 257894

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نظام الشرطة في الدولة الإسلامية

( صورة من صور الحضارة )


نظام الشرطة في دولة الإسلام، جاءت نشأته مع إقامة دولته، فهو كغيره من النظم المالية والقضائية والتشريعية التي نشأت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانتنشأة هذا النظام نشأة بسيطة، لكنها تطورت بتطور الدولة واتساع حدودها، واستجابة لظروف تاريخية معينة أدت لتعميم هذا النظام في الأمصار الإسلامية، ومثل هذا النظام لم يفرد له في مصادر التاريخ الإسلامي القديمة كتبًا خاصة فيه، لكن كتب التراث من أمهات الكتب في التاريخ الإسلامي والفقه والأدب والنظُم والإدارة والسياسة والحسبة والجغرافية، جاءت على دراسات خاصة في نظام الشرطة، واحتوت في مضمونها على تراجم لأصحاب الشرطة، إضافة لأخبار وقصص عن هذا النظام الذي كفل للمجتمع الإسلامي الحياة الآمنة لأبنائه حكامًا ومحكومين، وقد اهتم مؤرخو الحضارة الإسلامية، في إبراز صورة هذا النظام بدراسات خاصة فيه، استطاع فيها أصحابها في جمعها من بطون أمهات الكتب التراثية، كصورة رائدة من صور الحضارة الإسلامية، التي عرفت هذا النظام منذ أربعة عشر قرنًا.

 

الشرطة في بنية نظام الدولة الإسلامية:

قال الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور (136هـ- 158هـ/ 754- 775م) مبينًا مكانة صاحب الشرطة في المجتمع الإسلامي: (ما كان أحوجني إلى أن يكون على بابي أربعة نفر، لا يكون على بابي أعف منهم، هم أركان الملك: قاضٍ لا تأخذه في الله لومة لائم، وصاحب شرطة ينصف الضعيف من القوي، وصاحب خراجٍ يستقصي ولا يظلم الرعية، فإني عن ظلمها غني، أما الرابع، صاحب بريدٍ يكتب خبر هؤلاء على الصحة).

 

فتلك هي مكانة نظام الشرطة في المجتمع الإسلامي كما صورها الخليفة العباسي، فهذا النظام التي اختزنت صورته، في نشأته ومكانته ورسالته، ذاكرة تاريخنا الإسلامي، كصورة من أسمى صور الحضارة الإسلامية، في نظامها المتعدد والمتنوع في دولة فتية بلغت حد الفطام في أقل من عقد من الزمن، على يد بانيها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، فوضع لها الأسس والنظم، والتي تمثلت في الأنظمة القضائية والمالية والاجتماعية والسياسية والعسكرية، ونظام الحسبة في هذه الدولة، ويتوج هذه النظم نظام الشرطة في المجتمع الإسلامي، المعني بهذه الدراسة في بيان رسالته وسمو مكانته في هذا المجتمع.

 

الشرطة لغة واصطلاحًا:

تضاربت الآراء حول مصطلح (الشرطة) لغة واصطلاحًا، بين الأصالة العربية، وتشكيك من تأثروا بالفكر الاستشراقي على القول بأن الكلمة أصلها يوناني، وكان المستشرق الألماني (شاخت) هو من قال على أنها مشتقة من كلمة (cohort)، في تعليقه على كتاب (Tyan)، المعني بالمؤسسات القانونية الإسلامية، في معرض رده على المعجميين العرب، في تأصيلهم لعروبة المصطلح، وشاخت هذا لا يقدم دليلًا على صحة ما قاله، فاللغة العربية التي وسعت كتاب الله؛ على أن يكون من هذه اللغة، فهل عجزت أن يكون فيها مثل هذه الكلمة.

 

والكلمة (شُرْطَةْ) جاءت من جذرها (شُرط) وجمعها (أشراط)، فالشرطة هي العَلَمُ أو العَلامةُ كما دلت على ذلك الآية الكريمة ﴿ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ﴾ [محمد: 18]، وكما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه فيما يشير إلى ذلك: في ندامى بيض الوجوه كرام نبهوا بعد هجمة الأشراط.

 

والأَشراط هي العلامات، وقد ذهب المستشرق (دوزي)، إلى القول بأن كلمة الشرطة جاءت مشتقة من كلمة (الشُرط) وجمعها (أَشراط)، وهي عربية الأصل.

 

ومن الألقاب التي ماثلت كلمة (الشُرطة) كلقب مماثل، واحتوتها كتب الأدب والتراث والفقه والحسبة، الألقاب التالية (العسس - الطواف - المعونة - الشِّحنة وهي تعني جماعة الشرطة - الجلواز - والثؤرور - الأثرور - صاحب المدينة - الوالي والولاية متوليها هو صاحب الشرطة).

 

وقد قال الدهناء:

والله لولا خشية الأمير
وخشية الشرط والثؤرور

 

وقال آخر:

أعوذ بالله وبالأمير من عامل الشُرط والأثرور.

والشُرطي اليوم لفظًا في اللغة الفرنسية Gendarme، وفي الإنجليزية Police، وفي الألمانية Polizei.

 

فالشرطة في الإسلام؛ هم مجموعة من الجند يعتمد عليهم الخليفة أو الوالي في استتاب الأمن وحفظ النظام، أو القبض على الجناة والمفسدين، وما إلى ذلك من الأعمال التي تكفل سلامة الجمهور وطمأنينتهم، وسميت بذلك للعلامات التي وضعتها ولاة الأمصار على ألبسة هؤلاء الرجال، وإلى ذلك هو ما أشار له البطليموسي في كتابه الاقتضاب.

 

والشرطة في السلطان من العلامة والأعداد، وسمي متوليها (شُرطي) و(شِرطي)، وذلك نسبة إلى الشرطة والجمع (شُرط) وسموا بذلك لأنهم ميزوا أنفسهم بعلامات، إذن فـ(شُرط) السلطان نخبة من أصحابه الذين يقدمهم على غيرهم من جنده، فقال أوس بن حجر (شاعر جاهلي):

فأشرط فيها نفسه وهو معتصم
وألقى بأسباب له وتوكلا


وقال الأصمعي أشراط الساعة علاماتها، ومنها أيضًا الاشتراط الذي يَشتَرطُ به الناس، بعضهم على بعض، أي أنها علامات يجعلونها بينهم، انظر الآية التي سبق ذكرها؛ (فقد جاء أشراطها).

 

فعلى هذه الأصول كان مصطلح (الشرطة)، فهو في أصوله وجذوره عربي الأصل والنشأة لغة واصطلاحًا.

 

نشأة نظام الشرطة في المجتمع الإسلامي وتاريخه:

يقوم نظام الشرطة في بناء الدولة الحديثة على تحقيق الأمن في حماية الدولة والمواطن على المستوى الداخلي لهذه الدولة، والذي ينظر إلى نشأة هذا النظام في الدولة الإسلامية، يجد بأنه عندما عربه المسلمون، يكاد يكون غير مختلف عن رسالة هذا النظام ووظيفته في الدولة الحديثة اليوم، وقد أشارت المصادر التاريخية إلى أن نظام الشرطة كان قد عرفته بعض الحضارات القديمة المتحضرة، كفارس والروم واليمن، أما عالم الجزيرة العربية فقد كان حالها حال بداوة غير متحضرة، يسودها النظام القبلي في قضايا القضاء والأحكام، ومع مولد الدولة الإسلامية، فقد كان العرب في حال، وغَدَّو في حال آخر، عندما أصبحت المدينة المنورة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، قاعدة بناء دولة الإسلام، وفيها سنت النظم ووضعت القوانين ففي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، عرف المسلمون قضية توفير الأمن في المدينة بأنفسهم، إضافة لحماية المدينة من أي هجوم خارجي، وخاصة من كفار قريش، والأعراب من أصحاب السلب والنهب ممن هم يسكنون على تخوم المدينة، هذا وقد عرف من حراس الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر، سعد بن عبادة وأسيد بن حضير وسعد بن معاذ، أما محمد بن مسلمة، فقد كلفه الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه من الصحابة خمسون صحابيًا لحماية مخيم المسلمين في غزوة أحد، وذكوان بن عبدالله بن قيس كان كذلك من حراسه، وفي غزوة خيبر كان من حراسه عباد بن بكر ومحمد بن أبي وقاص وأبو أيوب الأنصاري، وفي الخندق كان حارسه عبدالله بن الزبير رضي الله عنه.

 

الشرطة في عهد الخليفة أبي بكر رضي الله عنه (11- 13هـ/ 632- 634م):

بعد القضاء على حركة المرتدين في عهد أبي بكر رضي الله عنه، انطلقت جيوش الفتح الإسلامي والدعوة إلى الإسلام إلى خارج حدود الجزيرة العربية، وقد خشي أبو بكر من القبائل المحيطة في المدينة المنورة، خاصة وأن جيوش المسلمين تبعد مسافة (40) يومًا عنها إن طلب منهم نجدته، فمن أجل تأمين المدينة أناط الصديق رضي الله عنه بإخوانه من الصحابة، ممن لديهم القدرة على حمل السلاح، بالتوجه للمسجد النبوي والانتظار، وذلك بقصد حصر القوة الموجودة في المدينة المنورة، ثم قام بتعيين حراس في ضواحي المدينة، وهم علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وعبدالرحمن بن عوف، وكانت مهمة الجميع حماية المسلمين في المدينة المنورة، ومثل هذا العمل يمثل دور نظام الشرطة في حماية المجتمع من الداخل، حيث استطاع المسلمون تحقيق الأمن في المدينة المنورة على الشكل المطلوب في عهد الصديق رضي الله عنه.

 

نظام الشرطة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (13- 23هـ/ 634- 644م):

يعتبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو من وضع اللبنة الأولى في هذا النظام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك عندما وضع نظام العسس كنظام فعال لحراسة الطرق، وحفظ النظام في الليل، وكان عمر بنفسه يعس ليلًا ليستطلع أحوال المسلمين، وكان يرافقه بعض الصحابة مثل عبدالرحمن بن عوف وعبدالله بن عباس، وكان يحمل درته وهو يعس، وقد أوصى بنقل نظام الشرطة إلى مصر في ظل ولاية عمرو بن العاص رضي الله عنهما، كما أوصى بنقلها لغير مصر من الأمصار المفتوحة.

 

الشرطة في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه (23- 35هـ/ 644- 656م):

كان عهد الخليفة عثمان رضي الله عنه عهد تطور في نظام الشرطة، حيث تم تعيين أول صاحب شرطة، وكان يدعى (عبدالله بن قنفوذ)، وهو من تيم من قريش، حيث عمم الخليفة على الأمصار بتعيينه لصاحب الشرطة هذا، وأمرهم بتعيين صاحب الشرطة لكل ولاية، وفي المدينة؛ كانت الشرطة هي التي تقوم بتوفير الأمن فيها، ويشير سعد في طبقاته (230هـ/ 844م)، بأن العباس عندما أدركته الوفاة في المدينة سنة (32هـ/ 652م)، تزاحم الناس للصلاة عليه، مما دفع الخليفة عثمان إلى إرسال الشرطة لإفساح المجال لبني هاشم كي يحفروا له القبر ليوسدوه فيه بأيديهم.

 

الشرطة في عهد الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه (36- 40هـ/ 656- 660م):

مع نجاح تجربة نظام الشرطة في حفظ الأمن في المجتمع الإسلامي، فقد اهتم الخليفة علي رضي الله عنه في هذا النظام، ومن أصحاب الشرطة في خلافته (معقل بن قيس الرياحي)، بينما يرى (ابن مزاحم) بأن صاحب الشرطة إنما كان (مالك بن حبيب اليربوعي)، لكن المؤرخ خليفة بن خياط يرى بأن الاثنين كانا من أصحاب الشرطة في عهد الخليفة علي.

 

وقد توسعت مهام صاحب الشرطة كحاكم عسكري، وتوسعت مهامه لحماية كبار الشخصيات في الدولة الإسلامية.

 

أما بالنسبة (لشرطة الخميس) التي أشارت إليها بعض المصادر على أن علي هو الذي أنشأها، فقد تناولت الحديث عنها المصادر الشيعية التي بالغت فيها، فـ(البرقي) الشيعي في كتابه (كتاب الرجال) يشير إلى أن كل من أبي ذر والمقداد كانا في شرطة الخميس، وإن صحت هذه الرواية فمعنى ذلك؛ هو أن (شرطة الخميس) كان الذي أنشأها هو عثمان وليس علي، وذلك لأن (أبا ذر والمقداد)، توفيا قبل خلافة علي رضي الله عنه، أي في عهد عثمان رضي الله عنه، وشرطة الخميس هذه، كان كُتاب الشيعة قد بالغوا فيها دون غيرهم من المؤرخين المسلمين.

 

ومع تعاقب الدول الإسلامية، فقد تطور هذا النظام في ظل هذه الدول الإسلامية وخاصة منها الدولة الأموية، فالمصادر التاريخية تشير إلى أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، كان أول خليفة يستعمل الشرطة كحرس خاص له، ويشير (الدميري) في كتابه حياة الحيوان الكبرى، إلى ذلك من خلال حديثه عن محاولة الاغتيال الفاشلة على يد الخوارج، حيث انكشف أمر من أراد قتله، وقتل علي فيها، كما نجا عمرو بن العاص منها، عندما صلى (خارجة) إمامًا بالناس، وظنه الخارجي عمرو بن العاص فقتله، وجاء قول الخارجي (أردت عمرًا وأراد الله خارجة) وجرت على مجرى المثل.

 

واجبات الشرطة في المجتمع الإسلامي:

تكاد تكون مهام الشرطة في الدولة الإسلامية في قديمها وحديثها واحدة في الواجبات، وقد علق الكثير من الباحثين والمستشرقين من أمثال ليفي وكولسون اللذين عَرَّفوا الشرطة بالأمس، بأنها تماثل البوليس اليوم في وحدة المهام التي تقوم بها، وقد تمثلت هذه المهام في الدولة والمجتمعات الإسلامية المتعاقبة بما يلي:

1- حماية الخلفاء وولاة الأمصار ضد مناوئيهم في الداخل.


2- معاقبة المذنبين والخارجين عن القانون.


3- تطبيق الشريعة وغيرها من العقوبات تبعًا لمبدأ مصلحة الأمة.


4- مساعدة الجيش ضد أعداء الدولة في الحفاظ عن أمن المجتمع في الداخل.


5- تنفيذ الأحكام الصادرة على أصحابها كالإعدام وإقامة الحدود على العصاة والمجرمين وكل ما يتصل بالسجناء عند صاحب السجن.

 

صاحب الشرطة والصفات التي يجب أن يتحلى بها:

كان ولاة الأمصار هم الذين يقومون بتعيين صاحب الشرطة بعد أن يقع الاختيار عليه، فهو - أي صاحب الشرطة - الذي ينفذ أوامرهم ويعمل على تنفيذ سياستهم، فالوالي هو المسؤول عن صاحب الشرطة لدى الخليفة، لأنه هو الذي اختاره لهذا المنصب، ولذلك فالواجب على رجل الشرطة بعد أن نال الثقة، أن يكون سياسيًا بارعًا ذا عقل رصين شجاعًا من دون خوف في إرادته، نزيهًا خلوقًا في سلوكه، وذلك لأنه كثيرًا ما ينوب في إدارة حكم الولاية عن الوالي في حالة غيابه عنها لأمر ما، وغالبًا ما يكون صاحب الشرطة هو المعني كذلك بتنفيذ أوامر الوالي، في رعاية وإدارة شؤون الولاية، فها هو (قرة بن شريك) والي مصر الأموي عليها (90- 96هـ)، فقد أعجب بذكاء وسلوك صاحب الشرطة لديه (عبد الأعلى بن خالد الفهمي)، فهو يقول معجبًا فيه:

ولن تجد الفهمي إلا محافظًا على
الخلق الأعلى وبالحق عالمَا

 

وقد أشارت المصادر التاريخية إلى دور القبيلة في تعيين صاحب الشرطة، وذلك من خلال انتسابهم لأسر وقبائل معروفة، ومن الأسر التي عرفت بتوليها منصب صاحب الشرطة، والتي عرف منهم بني حديج في مصر، وآل الطبلاوي، وآل الكوراني، وآل الكردي، وغيرهم الكثير ممن حفظت ذاكرة التاريخ أسماء هذه الأسر.

 

نظام الشرطة وصلته بنظامي القضاء والحسبة:

تعتبر الأنظمة الثلاثة من أسمى الأنظمة التي عرفها المجتمع الإسلامي، والأنظمة الثلاثة مرتبطة ببعضها البعض، وذلك لصلتها المباشرة في رعاية الجوانب الاجتماعية الشرعية والقضائية في المجتمعات الإسلامية.

 

فـ(الحسبة) اصطلاحًا هي الوظيفة التي تراقب تنفيذ أحكام الشريعة في المجتمع من منهيات وواجبات، أي أنها في النظام الإداري كانت تطلق على حسابات الدولة، ثم خصصت لمعنى الشرطة الموكلة بالأسواق والآداب العامة، وكانت أعمال المحتسب تتعلق في النظر في الدقيق والجليل، والكثير والقليل، وما يحصر بالمقادير وما لا يحصر، ويستعلم الأخبار عن كل شيء في البلاد، ويتوج تكليف المحتسب من هذه الأعمال، قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيما يخص إقامة الحقوق الشرعية وتطبيقها، وحقوق الآدميين في المجتمع الإسلامي.

 

وقد التقت الحسبة في وظيفتها الدينية مع صاحب الشرطة، حيث يأمر المحتسب وينهى، والشرطة غالبًا ما تكون للمحتسب بمثابة اليد التي تساعده على أداء مهامه ورسالته، في نشر الفضيلة والمحافظة على الأخلاق وقمع أهل الفساد.

 

أما عن صلة صاحب الشرطة بالقضاء؛ فالمعلوم عن القضاء هو أنه من الوظائف الشرعية، بل هو من أسمى الوظائف في المجتمع، وذلك لأنه معني بتحقيق العدالة في الحقوق فيما بين أبناء المجتمع الإسلامي، ومتولي القضاء هو القائم على مبدأ (العدل أساس الملك) فإن صلح حال القضاء صلح في المجتمع كل شيء، وكان الخلفاء يقومون على الإشراف على هذا النظام بأنفسهم، لكن مع انشغال الخلفاء بسبب اتساع رقعة حدود جغرافية الدولة، فقد استجد في عهد عمر وضع نظام للقضاء وتم تعيين القضاة، وظهر منصب قاضي القضاة في عهد الخلافة العباسية، وذلك في زمن الخليفة هارون الرشيد (170- 193هـ)، فقد استحدث منصب قاضي القضاة. والقضاء في اللغة، يعني الالتزام والإجبار، وفي الاصطلاح يعني فصل الخصومات وفض المنازعات بالأحكام الشرعية، وبذا يكون القضاء ضرورة من الضرورات الشرعية في الحكم بما أنزل الله. فالشرطة في المجتمع هي التي تقوم بإقرار أحكام القضاء وتنفيذ أحكامه، فمتولي الشرطة هو الذي يقوم بتنفيذ الحدود، وإن استقل نظام الشرطة عن القضاء، فهو ليس منفصل عنه من خلال ما يقدمه للقضاء من تحقيق في الجرائم ليقيم القضاء أحكامه فيها وعليها.

 

وهكذا فإن أنظمة الشرطة والحسبة والقضاء من حيث مهمة كل نظام، فهي مكملة لبعضها البعض وقد وضعت لنشر العدل واستتباب الأمن وإعطاء كل ذي حق حقه في وضع الحدود والزواجر، فوظيفة الأنظمة الثلاثة تشترك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة العدل بين الناس، وفرض الأمن في إقامة الحدود الشرعية، فالأنظمة واحدة في ثلاثة تجاه حقوق الأفراد في المجتمع الذي تعيش فيه.

 

من أعلام قادة الشرطة في المجتمع الإسلامي:

• الإمام علي بن أبي طالب. وقصة تكليفه من رسول الله صلى الله عليه وسلم باللحاق بجارية حاطب بن بلتعة.


• قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي المدني، صحابي جليل، كان من أشراف قومه وكان من النبي بمنزلة الشرطي من الأمير.


• خارجة بن حذافة السهمي من بني كعب صحابي جليل، قتل اغتيالًا عندما صلى إمامًا بالناس في مصر، نيابة عن عمرو بن العاص، والذي قتله خارجي (أردت عمرًا وأراد الله خارجة).


• مصعب بن عبدالرحمن بن عوف الزهري، كان على شرطة مروان بن الحكم في المدينة المنورة.


• الضحاك بن قيس كان من أنصار معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.


• عمر بن سعيد؛ عينه الخليفة عثمان واليًا على الكوفة.


• الحجاج بن يوسف الثقفي، وهو غني عن التعريف.


• بلال بن أبي بردة بن موسى الأشعري، جده لأبيه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه. وكان بلال هذا صاحب الشرطة في العراق في عهد ولاية خالد القسري سنة (105هـ/ 723م)، في خلافة هشام بن عبدالملك.


• حفص بن الوليد بن سيف بن عبدالله الحضرمي، كان صاحب الشرطة في مصر، في عهد واليها محمد بن عبدالملك (105هـ/ 723م)، والخليفة هشام بن عبدالملك.

 

وكتب التاريخ والتراث حاضنة لأعداد كبيرة من رجال الشرطة ومتوليها، على تعاقب الدول الإسلامية، وتمتاز المكتبة التاريخية الإسلامية، بثرائها في علم الرجال، وهي في سياق تاريخها الغير منقطع، قد خلدت في هذا التاريخ صورة المجتمع الإسلامي في أعظم صورة في بناء دولة الإسلام من خلال نظمها التي سبقت الإشارة لها، والتي كان منها صورة نظام الشرطة في المجتمعات الإسلامية في قديمها وحديثها اليوم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الشرط الجزائي
  • ظاهرة الفساد في جهاز الشرطة: خلاصة الخبرة العالمية
  • إغراءات للاقتراض ومطاردات في المحاكم وأقسام الشرطة
  • من النبوءات المحمدية .. ظهور الشرطة والكاسيات العاريات وغزو الهند

مختارات من الشبكة

  • المختصر المفيد لنظم مقدمة التجويد: (مختصر من نظم "المقدمة" للإمام الجزري) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • نظم الجواهر (وهو نظم في علوم القرآن) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • رموز الرياضيات الأساسية: نظام برايل العربي المطور - نظام كود نميث CODE NEMETH (PDF)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • ملخص بحث: العلاقة بين النظام السياسي الإسلامي والنظام السياسي الديمقراطي دراسة تحليلية مقارنة(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: مقارنة بين النظام السياسي الإسلامي والنظام الغربي(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: البناء السياسي بين النظام الإسلامي والنظام الديموقراطي(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • منهج اللوائح التنفيذية في النظم وتطبيقه في لوائح نظام المرافعات الشرعي السعودي (PDF)(كتاب - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • نظم، بعنوان: (إيناس الغربة بنظم النخبة)(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • معنى النظم في اللغة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مخطوطة مجلسان من أمالي نظام الملك(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب