• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / الثقافة الإعلامية
علامة باركود

اعترافات أسيرة

اعترافات أسيرة
أ. ديالا يوسف عاشور

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/12/2013 ميلادي - 21/2/1435 هجري

الزيارات: 6290

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اعترافات أسيرة


أتتْني والدُّموعُ تملأ عينيْها، والحسرةُ تُرهِق قلبها.

 

تثاقلتِ الكلِمات على لسانِها وهي ترتجف من الحزن، ونبرة اليأْس تسيْطِر على حروفها المبعْثَرة، حتَّى إنّي استطعتُ بِصعوبة بالغة أن أفهم ما تَعنيه وما تريد أن تشْكوه.

 

قالت وهي تدافع عبَراتها: أعترف أنّي أصبحتُ أسيرة له يأْخُذني متى يشاء إلى حيثُ يشاء، لا أُبدي معه أيَّة مقاومة، ممَّا يَزيده إصرارًا على شدِّ قيودي وإحكام وَثاقي، فهل لي من مخرج؟

 

سألتُها وكُلِّي أمل ورغبة في مساعدتِها: هوِّني عليْك، فالأمر لا يَبدو بهذه الصّورة بالنسبة لي، فكلّ ما هنالك ...

 

لكنَّها قاطعتْني بقولها: أنتِ لا تشعُرين بما أشعر، لقد تطوَّر الأمر إلى سلْب الإرادة منّي، وكأنَّه المتحكِّم في كلِّ أموري، لستُ أدْري متَى وكيف استدْرجَني إلى هذا الحدِّ المرْعِب، لَم يبدُ الأمر لي كذلك في البداية، ولم أتفطَّن لـ .....

 

قاطعتُها (بنوع من الثَّأر لنفسي): الجميع قد يمرُّ بما مررْتِ به.

 

وكعادتِي في النِّقاش بدأْت أهوِّن الأمر عليها، طلبتُ منها أن تعود بالذَّاكرة إلى الوراء؛ حتَّى ننظُر كيف حدث ذلك الاستِدْراج، لكنَّها كانت عنيدة، أو هكذا بدتْ بالنسبة لي، لقد اعتدت أن أجِد آذانًا مصغية، فكيف أصِل إلى قلْب هذه المتمرِّدة؟!

 

استخدمت معها اللغة غير المنطوقة، فرفعتُ يدي ملوِّحة لها أن تهدأ وأنا أُتابع حديثي: أنتِ قويَّة الإرادة، صدقيني.. أنتِ ...

 

لم يفلِح ذلك معها أيضًا؛ إذ تابعتْ في نفادِ صبر: ما جئتُك لأسمع خُطبةً رنَّانة، ولا موعظة حكيمة، ولا أحبُّ أسلوب المسْتشارين في تَهوين المشكلات والتَّقليل من شأْنِ كلِّ مصيبة.

 

وهنا أعلنْتُ ثورتي فوجَّهت إليها أسئِلة محدَّدة:

• هل جئْتِ طالبة المساعدة؟

 

هزَّت رأْسها في يأْسٍ أثار شفَقتي.

• هل تُريدين حلولاً عمليَّة دون طول الحديث؟

• نعم؛ فلا وقت لديَّ.

 

فأسررتُها في نفسي: "الآنَ نعرف قيمة الوقت"!

 

ثمَّ جهرت:

• أخبريني إذًا: كم ساعةً تقضينها معه؟

 

• على حسَب ما يُريد ويقرّر، فلا أجِد في نفسي إلاَّ حُسن الطَّاعة! لكن في المتوسّط يكون من خَمس إلى سَبْع ساعات.

 

• يا إلهي! وأين أهلُك؟!

• كلٌّ في عالَمه الخاصّ، وهل تظنّين أنّي وقعْتُ بين شِباكه إلاَّ بإهْمالهم؟

• إنَّهم كثيرًا ما يُشاركونني بدلاً من أن يُساعدوني.

 

تنهَّدتُ في أسًى في حين تابعتْ صاحبتِي في انفِعال: نَجلس جميعنا ونلتفّ حوْله في ذهول: الكبير والصغير، لَم يعُد يدور بيْننا أيّ حديث، لا نعرف عن أحْوال بعضِنا إلاَّ القليل، نُتابِعه في صمْت، نبْقى عاكفين عليه حتَّى يسمح لنا بالانصِراف، لا نبالي بما نَرى، فقط نتابع في صمت، يعْرض عليْنا من الصُّور ما وصفَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأنَّه من الزِّنا: ((فَزِنا العينِ النَّظر))، ولا نُبالي، يتتابَع الممثّلون ويتناوبون في إغْواء الجميع، يتفنَّنون في جذْب انتِباهِهم وأسماعِهم وأبصارِهم، وعقولهم وقلوبِهم، فيُلْقون فيها ما يشاؤُون من تَميّع وهدْم للأخْلاق، فضلاً عن الموسيقا الَّتي لا تكادُ تَخلو منْها حتَّى أغْلب البرامج الثَّقافيَّة والإخباريَّة، ولا نحرِّك ساكنًا!

 

ربَّما لا تعلمين ما يتمّ عرْضُه الآن في بعْض الفضائيَّات الخبيثة، من تحلّل أخلاقي؛ بلْ وعقدي، ربَّما لم تُدْرِكي حجْم المصيبة.

 

لا نُحاول حتَّى تغْيير القناة لما هو أفضل منها، لا يتَّخذ أحدُنا قرارًا شجاعًا بسماع درْس أو مُحاضرة نافعة، وهي موجودة على بعض القنوات الإسلاميَّة، لكنَّ البقيَّة أقْوى وأشدّ جذبًا.

 

تعبتُ، سئِمتُ هذه الحياة، ملِلْت ذلك السَّاحر الآسِر، لا بدَّ من وجود الحلّ.

 

ثمَّ هدأتْ وكأنَّ جبلاً قد انزاح من فوقِ كاهلِها بعد أن أرهقه طويلاً، فتابعتُ:

• لقد وضعتِ يدكِ على الجرح، واقتربتِ من العلاج، ولم يبْقَ إلاَّ بعض خطوات من الشَّجاعة وإن كانت وحْدها لا تكْفي.

 

ما رأْيك أن تستعْرضي مع نفسك الميزات والعيوب لمتابعتِه، وتقومي بعرْضِها على أفراد أُسرتك ثُمَّ تُبادري بفتْح حوار يسودُه جوٌّ من المودَّة والمحبَّة والحِرْص على مصْلحة الجميع؟

 

كما أنَّكم بحاجةٍ لأن تكونوا أكثرَ صراحةً مع بعضِكم.

 

وسأقوم بمساعدتك.

الإيجابيات:

• الاطّلاع على حال الأمم وأخبار العالم.

• سماع القرآن، وهو متوفّر في الكثير من الوسائل المسْموعة.

 

السلبيات:

• التَّشرّب بثقافات الأُمَم الكافرة وزرْع محبَّتهم في القلوب.

• تأْخير الصَّلاة عن وقتها أو تضْيِيعها.

• إطلاق البصَر فيما حرَّم الله.

• تضْيِيع الوقْت.

• سوء التلقّي ومحْو الشَّخصيَّة.

• التأثُّر بما يُشاهَد؛ بالعنف أو الجُبْن، أو غيرها من سوء الأخلاق.

• الانشغال بسفاسِف الأمور والإعراض عن عظيمها.

• الضَّرر البالغ بالصّحَّة؛ نتيجة طول الجلوس أمامَه؛ كتيبّس المفاصل، وآلام العمود الفقري، والسِّمنة، وغيرها.

 

إنَّ مجرَّد اطِّلاعكم على مثل هذه الحقائق التي توارَتْ في الأذهان، وأخفتْها أنوار شاشة التلفاز من شأنه أن يُعينكم على اتّخاذ القرار وحسم الأمور، جرِّبي أن تشْركيهم في وضْع المزيد من السَّلبيَّات أو الإيجابيَّات إن وجدت.

 

ناقشيهم بوضوح حولَ حقيقة انتِفاعكم بهذا الجهاز، وهل بإمْكانكم تحقيق الاستِفادة منه واجتِناب الضَّرر؟


لا بدَّ أن تكوني شُجاعةً وقويَّة إن كان يهمّك أمرهم وأمركِ.

 

أصحاب الأهواء والفِسْق لا يستَحْيون من عرْض بضاعتهم الفاسدة علينا، فعلامَ نَسْتَحيي نحن من قول كلِمة الحقّ؟

 

أوَتظُنّين أنَّ حال غالب البيوت الآن يَختلف عن حالِكم؟

 

أتَعَجَّب ممَّن يضع القيْد بنفسِه في يديْه ثمَّ يطلب النَّجاة، ويزيد تعجُّبي عندما أُحادث أحدَهم فيتبيَّن عِلْمه وإحاطته بكلّ خطرٍ لهذا الجهاز، لكن يُعلن في خيبة أمل أنَّ العجز قد تملَّكه، وأنَّ الوَثاق قد أُحكم، فأنَّى له الفَكاك؟!

 

أين نحن من قول رسولِنا - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((المُؤمِن القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤْمِن الضَّعيف))؛ رواه مسلم.

 

بل أين نحن من قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الحلال بيِّن، وإنَّ الحرام بيِّن، وبينهما مشتبهات لا يعلمهنَّ كثيرٌ من النَّاس؛ فمَن اتَّقى الشّبهات استبرأ لِدِينِه وعِرْضه، ومَن وقع في الشُّبهات وقع في الحرام، كالرَّاعي يرْعى حوْل الحِمى، يوشك أن يرْتع فيه، ألا وإنَّ لكلّ ملِكٍ حِمى، ألا وإنَّ حِمى الله محارمُه، ألا وإنَّ في الجسَد مُضْغةً، إذا صلَحتْ صلَحَ الجسَدُ كلُّه، وإذا فسدتْ فسَدَ الجسد كلُّه، ألا وهي القلْب))؛ رواه مسلم.

 

لله دَرّ القائل:

كُلُّ الحَوَادِثِ مَبْدَاهَا مِنَ النَّظَرِ
وَمُعْظَمُ النَّارِ مِنْ مُسْتَصْغَرِ الشَّرَرِ
كَمْ نَظْرَةٍ فَتَكَتْ فِي قَلْبِ صَاحِبِهَا
فَتْكَ السِّهَامِ بِلا قَوْسٍ وَلا وَتَرِ
وَالمَرْءُ مَا دَامَ ذَا عَيْنٍ يُقَلِّبُهَا
فِي أَعْيُنِ الغِيدِ مَوْقُوفٌ عَلَى الخَطَرِ
يَسُرُّ مُقْلَتَهُ مَا ضَرَّ مُهْجَتَهُ
لا مَرْحَبًا بِسُرُورٍ عَادَ بِالضَّرَرِ

 

شعرت بدمْعة آخذة في طريقها إلى وجنتَيْها، فتحولْتُ في جلستِي، وأخذتُ أتحدَّث بصورة أكثر عمليَّة وبعيدًا عن المشاعر:

بإمكانك عرْض بعض البدائل الرَّائعة عليْهِم؛ كإِجْراء بعض المسابقات الخفيفة التي تُضفي جوًّا رائعًا من المرَح، وتؤلّف القلوب بشكْلٍ عجيب، ما يَمنعك من بذْل المزيد من الجهد في إعداد تلك المسابقات، كبعض الأسئِلة في ثقافات عامَّة، أو بعض الألْغاز، أو ألعاب الذَّاكرة، أو قوَّة الملاحظة؟ فمِثْل تلك الألعاب تقرّب القلوب، وتَجمع شمل العائلة، وتُحيطهم بسياج من المحبَّة والصَّداقة التي لا مثيلَ لها.

 

البدائل كثيرة، لكن الكثير منَّا يصوّر لنفسه أنَّه عاجز، ويفضِّل أن يكون كالضَّحيَّة المغلوبة على أمرِها، فإلى متى نبقى كذلك؟

قامت وكأنَّها قد استكْفتْ، وإن كان لديَّ المزيد، لكن يبْدو أنَّها مشغولة.

 

ودَّعتْني وضوءُ الأمل يتسلَّل من نظرات عينيْها، الَّتي أراها قد اختلفتْ بعض الاختلاف، وهذا أعدُّه أنا شخصيًّا غنيمةً، وإن لَم ألْمس نتائجَها بعدُ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التلفاز وآثاره السلبية على سلوك الأطفال
  • يوم فتحت شاشة التلفاز
  • التربية السلبية والتلفاز
  • خطر التلفاز
  • أولادي لا ينامون إلا على مُشاهدة التلفاز ؟!
  • اعتراف ( قصة )
  • وأنا أسير
  • اعترافات

مختارات من الشبكة

  • اعترافات مثقف! (قصيدة)(مقالة - موقع الدكتور خالد بن سعود الحليبي)
  • اعترافات علماء الاجتماع في بلادنا(مقالة - موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر)
  • اعترافات علماء الاجتماع (عقم النظرية وقصور المنهج في علم الاجتماع)(كتاب - موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر)
  • من اعترافات مشاهير الغرب في رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • الأسباب التي تمنع من اتباع الحق والاعتراف به (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من ثمار الاعتراف عند الأشراف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاعتراف والمناجاة لمن أراد النجاة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الاعتراف يهدم الاقتراف (خطبة) باللغة البنغالية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاعتراف بظلم النفس: أهميته وثمراته (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاعتراف يهدم الاقتراف (خطبة) (باللغة النيبالية)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- بوركتِ
مروة عاشور 06-03-2014 05:43 PM

وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته

على رسلك أختنا الفاضلة!!

تمت كتابة هذا المقال قبل عشر سنين؛ ولم يكن شيئا مما ذكرتِ حينذاك ينطبق على أرض الواقع
مع العلم أنني لم أتمكن من مطالعة كل ما تفضلتِ بذكرة!

1- أخالفكِ الرأيَّ
أميمة - بلاد الله 06-02-2014 09:22 AM

الكاتبة الفاضلة
السلام عليكم؛ وبعد:
فأختلفُ معك في كثيرٍ مما تفضلتِ به، ولاسيما مقارنتكِ بين السلبيات والإيجابيات؛ فهي مقارنةٌ مجحفة وغير منصفة، وأرى أن ما سردتِهِ من سلبيات؛ كالتشرب بالثقافات الفاسدة، وتضييع الصلاة، وإطلاق البصر في المحارم، وضياع الأوقات، وسوء التلقي، والتأثر بالمشاهدة، والانشغال بالسفاسف والتفاهات، والأضرار الصحية الذي تفضلتِ بذكرها؛ كل هذه الأضرار –لا يختصُّ بها التلفاز – بل إنها وأكثر منها وأسوأ يحتويها غيره من وسائل الإعلام المنتشرة.
ثمَّ إنَّ للتلفاز إيجابياتٍ لم تستحضريها في المقال فمن ذلك: أنَّ التلفاز مصدرٌ ثريٌّ من مصادر الثقافة، فعن طريق الأفلام الوثائقية التي تبثها العديد من القنوات الموجودة على التلفاز، يحصلُ المرء ثقافةً تاريخية وأدبية وعصرية وسياسية وعلمية وطبية إلى غير ذلك من أنواع الثقافة.
وعن طريق التلفاز يطلع المرء على العديد من البرامج التي تبحثُ أموراً في الطب يحتاجها الإنسان، وأموراً أخرى في مختلف النواحي الثقافية.
ثم إنَّ التلفاز من مصادر التعلم فقد انتشرت في أرجائه القنوات العلمية والتعليمية والجامعية والمدرسية وبعض هذه القنوات متخصصة في نقل الدروس العلمية فقط وفي هذا من الفائدة الشيء الكثير.
ثم إن التلفاز في عصرنا يُعَدُّ أهم مصدرٍ من مصادر الإعلام على الإطلاق، وهذا واضح، فمن خلاله اطلعنا على أخبار الأمم، والتلفاز له من المصداقية والثقة ما ليس لغيره من الوسائل الإعلامية القديمة والحديثة.
والتلفاز من أكبر المؤثرات وأسباب التوجيه في الرأي العالمي والمحلي، وهذا ظاهر وواضح.
والتلفاز هو أهم مصدر لنشر وتعميم أحوال المسلمين في العالم وما يتعرضون له من اضطهاد وظلمٍ عظيم؛ فلا يُنْكَرُ دورُ التلفاز في حشد المسلمين واستثارة عواطفهم حول قضية فلسطين وحول غزة في حرب الفرقان (1430هـ-2009م) وحرب حجارة السجيل (1433هـ-2012م) وحول سوريا والمذابح التي تتعرض لها، وحول العراق، وحول ميانمار، وغيرها كثير، وكثيرٌ من هذه الحشود والتعاطف الإسلامي والعالمي ما كان ليكون – بعد فضل الله تعالى – لولا نقل الصور الحية والمباشرة عبر التلفاز.
والتلفاز من وسائل كسب الرزق المباحة إن لم تشتمل على المحرمات، وذلك بطرقٍ مشروعة معروفة لا داعي لذكرها هنا.
والتلفاز في كثيرٍ من الأحيان ما يوضع في صدر البيت والمجلس، أو في غرفة المعيشة أو صالة البيت، ولا يوضع في غرفةٍ خاصةٍ لأحد الأفراد، ولهذا فغالباً ما يُشَاهَدُ أمام أفراد الأسرة، وفي هذا فوائدُ منها: ضبط وقت ونوعية المشاهدة، فلا يشاهَد ما فيه شيءٌ من المحرمات أو العري، أو الجنس، أو غير ذلك مما يتحرجُ منه أرباب الأسرة كالأب والأم أو الإخوة الكبار مثلاً، ثم في ذلك فائدة اجتماع أفراد الأسرة ورؤية بعضهم لبعض، بينما في وسائل الترفيه والإعلام الأخرى قد يكون كلٌّ منهم منعزلاً عن الآخر، فيكون ذلك أدعى للمشاهدة بدون قيود.
أما بالنسبة للأطفال فإن للتلفاز عدداً من الفوائد، منها: زيادة الثروة اللغوية، وخاصة إذا كان المشاهدة للرسوم المتحركة التي تتحدث العربية الفصحى، التعرف على العالم الخارجي، ومنها غرس بعض العادات الحميدة خاصة عن طريق أفلام الكرتون الإسلامية.
وللتلفاز دورٌ هامٌ في نضوج الوعي والفكر، وتنوع الثقافات لا تشرُّبها، والتعرف على العالم الخارجي.
ومن أهم إيجابيات التلفاز في هذا العصر: أنَّ التلفاز أصبح في السنوات الأخيرة هو أحد أهم المصادر لنشر الدعوة وعقيدة السلف الصالح، وأمكن عن طريقه الوصول إلى شرائحَ هائلة من المجتمع لم يكن من الممكن سابقاً الوصول إليها، ويكفي أن القنوات الإسلامية الدعوية كالرحمة والناس وصفا والندى والحافظ والرسالة والمجد وغيرها كان لها وجودٌ هائلٌ، وجمهورٌ كثيف، وهذه القنوات بحمد الله بصرَّتْ الناس في أمورِ دينهم وعقيدتهم تبصيراً بان أثره وظهر ظهوراً باهراً في حياة الناس وفكرهم وثقافتهم بشكلٍ كبيرٍ، فأصبح الناس والشباب والفتيات يعرفون عدداً كبيراً من المشايخ والدعاة والمفتين من أهل السنة والجماعة، وقد ساهمت هذه القنوات في انحسار الأفكار المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة، وأصبح كثيرٌ من الناس على درايةٍ بكثيرٍ من الأحكام الشرعية التي تعرِضُ لهم، وأذكر أنني قرأتُ إحصائية قبل فترة طويلة كانت تثبتُ أن أثر القنوات الإسلامية وتجاوب الناس معها كان يفوق أثر القنوات التنصيرية والقنوات الرافضية وغيرها من قنوات الضلال والإضلال.
وفي مقارنة يسيرة بين موقعٍ دعوي كهذا الموقع المبارك (الألوكة) فقد لا يزيد رواده الدائمون والمتابعون له بشكلٍ دائمٍ على عشرة آلاف شخصٍ في العالم ككل، بينما أقل برنامج (متلفز) يزيد متابعوه على أربعين ألف مشاهد.
ولو أتينا إلى استعراض الأضرار التي تفضلتِ بذكرها، وقارنَّا وجودها في التلفاز بوجودها في غيره من الوسائل، فسنجدُ أن من الوسائل الأخرى ما يفوق التلفاز بأضعاف المرَّاتِ من الأضرار، ولا يتسع المقام لبيان ذلك على التفصيل، فإليكِ شيئاً يسيراً مُجْملاً:
1- رغم انتشار قنوات الضلالة والإضلال في التلفاز؛ فليس تأثيره بتلك القوة التي تتوهمينها في زلزلة العقائد ونَكْسِ الفِطَرِ ومحوِ الضمائر؛ وإن كان فيهِ شيءٌ من هذا؛ فإن في وسائل أخرى أضعاف ذلك التأثير، ويمكن الخلاص من هذه السلبية بالإشراف العائلي الواعي، ويمكن حذف القنوات الضالة من جهاز الاستقبال بسهولة.
2- أما عن تضييع الصلاة أو تأخيرها عن وقتها؛ فليستْ هذه السلبية خاصة بالتلفاز، بل إنَّ المرأة أحياناً قد يلهيها عمل بيتها ومطبخها عن أداء الفرائض، كما أن الكثيرين قد يتلهون عن أداء الفرائضِ بمجلسٍ يأنسون فيه من مجالس العائلة، أو في حفلة من الحفلات، أو في عرسٍ من الأعراس، وفي ظني أنَّ سبب ذلك غياب الرقيب الذاتي، واستيلاء الغفلة على القلوب.
3- أما عن إطلاق البصر فيما حرَّمَ الله؛ فلا أنفي وجود المحرماتِ في التلفاز، وأكثر ما تتابعه النساء والفتيات من مسلسلات فإنها لا تندرج – رغم حرمتها – تحتَ قائمة الإباحية التي ينكرها كل أحد، بل إن التلفاز في الغالب يشاهده أفراد الأسرة مجتمعين، ولا يمكن والحالة هذه أن يسمحوا لأنفسهم بمشاهدة مشهدٍ ساقطٍ، ويقال في هذا ما قيل سابقاً من إمكانية السيطرة على هذه السلبية.
4- أما بالنسبة لضياع الأوقات؛ فهذه معضلةٌ وكارثةٌ كبرى إلا أنها كسابقاتها يمكن تلافيها بشيءٍ من الحزم والضبط.
5- أما سوء التلقي ومحو الشخصية ومثله التأثر بما يشاهد؛ وهما أمران متقاربان لا يُنْكر وجودهما في التلفاز؛ غيرَ أنَّ عدداً من قنوات التلفاز، وبرامجه يعمل على تثبيت الشخصية الإسلامية، ومحاربة غيرها، ومسألة سوء التلقي والتأثر تعودان للمشاهد والمتلقي أكثر مما تختص بهما الآلة المجردة كالتلفاز، وأجمل ما يمكن ذكره هاهنا أن كثيراً من الفتيات والشابات قد أصبحن ناقداتٍ لكثيرٍ مما يرين ويقرأنَ ويسمعن وكذلك كثير من المتلقين، والله الموفق.
6- أما الانشغال بسفاسف الأمور؛ فهذا أيضاً لا يُنْكَرُ؛ إلا أنه إن كان هناك إشرافٌ، ووعيٌّ، فإن الإنسان قادرٌ – بإذن الله - على تلافي الضرر.
7- أما الضرر الصحي البالغ؛ فإن الأضرار التي ذكرتِهَا كتيبس المفاصل وآلام العمود الفقري، والسمنة وغيرها؛ فإنها في غير التلفاز أكثر، ثمَّ إنَّ الإنسان أمام التلفاز لا يجلس على وتيرة واحدة فقد يجلس على الأرض، وقد يستلقي، وقد يتكئ، وربما يقف في بعض الأحيان؛ بل قد يمارس بعض الرياضات وهو يشاهد التلفاز.
لا زال في الجعبة الكثير؛ ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.
مع التنبيه على أنه ليس المقصود نفيُ أضرار التلفاز، بل بيان أهميته وأنه لم يعد سهلاً التخلي والاستغناءُ عنه بالكلية، فينبغي تقنين الاستخدام، لا منعه تماماً.
وأخيراً أيتها الفاضلة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب