• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / طب وعلوم ومعلوماتية
علامة باركود

عرض كتاب: الجمل ( التاريخ الطبيعي والثقافي )

عرض كتاب: الجمل ( التاريخ الطبيعي والثقافي )
محمود ثروت أبو الفضل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/12/2013 ميلادي - 8/2/1435 هجري

الزيارات: 51627

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عرض كتاب

الجمل ( التاريخ الطبيعي والثقافي )

 

• اسم الكتاب: الجمل: التاريخ الطبيعي والثقافي.

•العنوان بالإنجليزية: Camel.

• المؤلف: روبرت إيروين.

• ترجمة: أحمد محمود.

• مراجعة: د. خالد المصري.

• سنة النشر: 1433هـ/ 2012م.

• دار النشر: هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث (مشروع كلمة).

• الطبعة: الأولى.

• صفحات الكتاب: 263.

 

يُعَد الجمل من الحيوانات الأكثر التصاقًا بالموروث العربي، وبالبيئة العربية، وقد تم التعارفُ على أن الجمل رمز الصحراء والشرق الأوسط، وفي كثير من الأحيان تتداول المجتمعاتُ الغربية صورة موازية للمجتمعات العربية على أنها مجتمعات رعوية، يُعَد الجمل فيها وسيلة المواصلات الأكثر صلاحية، والجمل يتشابه في كثير من خصائصه مع سيكولوجية العربي؛ فهو حيوان صبور، قادر على تحمُّل المشاق، ومصاعب بيئته الصحراوية، وهو أيضًا حيوان خجول، ذو حس مرهف للأصوات الجميلة، ولكن عندما يُستثَار من جانب أصحابه يصبح حيوانًا خطيرًا للغاية، متحفزًا للانتقام بأي وسيلة، وتتداول المجتمعاتُ البدوية مثلًا شائعًا عن الشخص الذي لا يسامح المخطئين في حقه؛ بأنه مثل الجمل "يعبِّئ العداوة"، ويتداولون في ذلك حكاية من موروثهم عن بدويٍّ كان يسيء معاملة جَملِه، ويضربه بقسوة، مع حرمانه من الطعام، وفي إحدى رحلاته، وبعد توغُّله في الصحراء، ثار عليه جملُه، فاضطر البدوي إلى مكان عالٍ منتظرًا أن تهدأ ثورة جمله حتى ينزل ويستأنف رحلته، ولكنَّ الجملَ الراغب في رد الصاع صاعين ظل ينتظر نزول البدوي ثلاثة أيام بدون أن يُبارحَ مكانه، ومع شدة جوع البدوي وعطشه اضطر للنزول، وسرعان ما التقم الجملُ رأسه بين أسنانه!

 

صدر عن "المجمع الثقافي - كلمة" لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث الطبعةُ الأولى من كتاب "الجمل: التاريخ الطبيعي والثقافي" للباحث "روبرت إيروين"، وهو جزء من سلسلة علمية باللغة الإنجليزية تحت عنوان: "سلسلة الحيوانات - Animal Series"، تولَّت ترجمتَها ونشرَها الدارُ ضمن مشروعها الثقافي، وطُبعَ هذا الكتاب في نسخته الإنجليزية أول مرة عام 2010 بلندن.

 

وقد تناول الكتاب الجَمَل من منظورين شائقين: التاريخ الطبيعي للجمل؛ حيث أبرزت أنواع سلالاته المختلفة، وأماكن وجوده، وتكاثره، ودورة حياته الطبيعية، كما اهتمت الدراسةُ بالتاريخ الثقافي للجمل؛ حيث ألقت الضوء على أهم المعتقدات والأساطير والخرافات التي مثَّل فيها الحيوان عنصرًا رئيسًا في تكوينها وانتشارها، وأيضًا أبرزت تداخل الجَمَل في النتاج الأدبي والفني لأشهر الأدباء والفنانين.. وغيرهم، وتداخله في الموروث الشعبي للمجتمعات المختلفة.

 

يستعرض الكاتب في دراسته سبب افتتان ثقافات كثيرة بالجمل، بما في ذلك المناطق التي لم يكن الجَمَلُ من حيواناتها المحلية، ويبحث في الأسئلة الفضولية الشائعة عن الجمل، وما الذي يهم القارئ العاديَّ معرفتُه عن الجَمَل والبيئة الصحراوية ككل، وقد بذل الكاتب أقصى وُسعه لجعلِ الكتاب سهلًا سلسًا غيرَ متبحِّر في الأمور العلمية التي أثارت جدلًا بين علماء الحيوان حول الخصائص المختلف فيها بشأن الجمل؛ حيث يرى الكاتب أن الغموض وتشوُّش الأبحاث ساد إلى وقت قريب الدراسةَ العلمية للجمل، ويبحث الكاتب في دراسته الشائقة عن إجابات أسئلة من نوعية:

"ما معنى أن تكون جملًا؟ كيف يعيش الجَمَل الحياة؟ هل يفكر في الغد؟ ما هي طبيعة حياة الجَمَل في المكان الذي يتحدد ويتشكل، بشكل أساسي، من روائحه؟ كيف ستكون الحال عند قضاء معظم السَّنة دون أن يشغل الجَمَل نفسه بتاتًا بالجنس، ثم يقضي جزءًا من موسم الشتاء مهووسًا به على نحو عنيف؟ ما نوع الحياة الجنسية للجَمَل التي لِشَمِّ البول فيها دورٌ كبير؟ كيف يمكن أن يكون الأب غير مبالٍ بوليده بتاتًا؟ لماذا تحب الجمال قضاء وقت مع غيرها من الجِمال؟ ما الذي يجعلها تستجيب للأغاني والموسيقا؟ ما هو الشيء الذي في الجَمَل ويجعله يخضع بسهولة لأوامر البشر؟ ما مقدار ما يحتفظ به الجَمَل من تجربته في ذاكرته؟ هل يعي الجَمَل أنه سيموت في يوم من الأيام؟ وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يرى الموت؟ وهل تتساءل الجِمال عن معنى أن يكون المرء إنسانًا؟!".

 

وقد استعرض الكاتب كيف أثار الجَمَل فضول وتطلعات البشر على مدى قرون بشكل جعله أكثر من مجرد حيوان صحراوي، ويُعَد هذا الكتابُ أول مسح يناقش دور الجَمَل في المجتمع والتاريخ في أنحاء العالم، ويضم ما يزيد عن مائة صورة ملونة تربط المعلومة بالصورة لكمال استفادة القارئ.

 

ومؤلف الكتاب هو "روبرت إيروين" محرر الشرق الأوسط في الملحق الأدبي بجريدة "التايمز"، درس التاريخ العربي في جامعات لندن وكمبردج وأكسفورد، ويكتب لعددٍ من الصحف والمجلات في بريطانيا والولايات المتحدة، كما أنه زميل الجمعية الأدبية الملكية، وقد قام برحلات مكثفة إلى الشرق الأوسط والهند، وهو خبير بارز في الثقافة العربية، ومؤلِّف ومترجم، وأسهَم مؤخرًا في كتابة مقدمة الترجمة الجديدة التي أصدرتها دار "بنجوين" لألف ليلة وليلة.

 

أما المترجم "أحمد محمود" فهو عضو نقابة الصحفيين واتحاد الكتاب المصريين، وعضو لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، ويعمل حاليًّا رئيسًا لقسم الترجمة بجريدة الشروق القاهرية، وشارك في ترجمات عديدة في عدد من المجلات الثقافية، منها: "وجهات نظر"، و"الثقافة العالمية"..، وحصل على جائزة "محمد بدران" في الترجمة، وله العديد من الترجمات لعدد من الكتب، منها: "طريق الحرير"، و"أبناء الفراعنة المحدثون"، و"عصر الاضطراب"، و"الرقابة والتعتيم في الإعلام الأمريكي".. وغيرها.

 

وصف الكتاب:

قام الكاتب بوضع كتابه في مقدمة وسبعة فصول، تناول بهم تاريخ الجَمَل الطبيعي والثقافي وعلاقته بالإنسان؛ حيث يرى الكاتب أن الجَمَل يعتبر "أيقونة مختزلة بالشرق الأوسط العربي، مع أنه ليس كل العرب سعداءَ بتصويرهم بهذه الصورة"، ولكن يظل الجَمَل حيوانًا ساحرًا لم يأخذ حظه من الدراسة والتقدير مثل غيره من الحيوانات الأخرى، ففي مكتبات بيع الكتب تزدحم حاليًّا الأرفف المخصصة للتاريخ الطبيعي بكتبٍ عن القطط والخيل والنمور والحيتان.. وليس عن الجِمال؛ "لذا، من هنا قام الكاتب بكتابة هذا الكتاب".

 

وجاءت عناوين فصول الكتاب على النحو التالي:

• مقدمة.

الفصل الأول: الفسيولوجيا والسيكولوجيا.

الفصل الثاني: أسلاف الجمل.

الفصل الثالث: الجَمَل العملي.

الفصل الرابع: الجِمال في عصور العالم الإسلامي الوسطى.

الفصل الخامس: جمال الحيوان: الأدب والفن.

الفصل السادس: دور الجَمَل في التاريخ.

الفصل السابع: جمل الحداثة.

 

وقد تناولت المقدمة نبذة أولية عن الجمل، وأهميته في التاريخ الطبيعي للبشرية، بنوعيه المعروفين: الجَمَل ذو السنام الواحد أو الجَمَل العربي (Dromedary)، والجَمَل ذو السنامين المنتشر في أواسط آسيا (Bactrian)..، ويرى الكاتب أنه من المفيد - للتمييز بين الجَملين - أن نفكر في الحرف D الخاص بالجَمَل العربي وهو مقلوب على جانبه مشكِّلًا سنامًا واحدًا، بينما الحرف B وهو مقلوب على جانبه يشكل رمز السنامين.

 

بينما تناوَل فصل "الفسيولوجيا والسيكولوجيا" نبذة تعريفية بالجمال، وسلالاتها، وأنواعها المتبقية، ومدى الصفات التي تتشارك فيها حياتيًّا، وأهم سماتها الجسدية والتكوينية التي تميِّزها عن غيرها من الحيوانات، وما تتغذى عليه، وصفاتها النفسية التي تشتهر بها من حيث: الصبر، وتحمُّلها للمشاق، والعناد في بعض الأحيان، وغرامها بالأصوات الجميلة، والشبق الجنسي الذي يصيبها في موسم التكاثر، كما تناول هذا الفصلُ تكاثرها، وكيفية توالدها.

 

بينما ألقى الكاتب الضوء في فصل "أسلاف الجمل" على التطور الطبيعي لسلالات الجَمَل القديمة الأسطورية، التي تعرَّض بعضُها للانقراض؛ حيث يرى الكاتب أن الجَمَل - كما أغلب سلالات الثدييات - مر بمراحل عديدة من التطور البيئي المتأثر بالتغيرات المناخية خلال العصور التاريخية التي مرَّت بها الأرض، والذي أدى إلى تركُّز أنواعه في شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا على وجه التحديد، ويعتقد الكاتب أن الجِمال ظهرت في أقدم أشكالها في أواخر العصر الإيوسيني، أي قبل 40 مليون عام تقريبًا.

 

أما فصل "الجَمَل العملي" فتناول نصائحَ عملية مفيدة من جانب أهل الخبرة في كيفية انتقاء جمل جيد خالٍ من العيوب، وشرائه، وكيف يمكن للإنسان العادي أن يمتطي جملًا دون أن يعاني من آلام البطن والمؤخرة من جراء حركة الجَمَل غير المتوازنة، وكذلك نصائح في كيفية التعامل مع الجمال بصفة عامة والسفر عبر الصحراء، كما تضمن بعض الوصفات لأكل لحم الجَمَل والاستفادة منه.

 

وتناوَل الفصل الرابع "الجمال في عصور العالم الإسلامي الوسطي" الجَمَل كموروث عربي قديم تداخَل في التراث العربي قبل الإسلام وبعده؛ حيث كثُر في أشعار أهل الجاهلية وصفُ الناقة، وسَيرها، وتشبيهها بطائر النعام، والافتتاح بها في فرائد أشعارهم وأشهرها، والتي تعرف بـ: "المعلَّقات"؛ حيث يبدأ الشاعر الجاهلي في التشبيب بناقته، ووصف جمالها وسيرها كتعبير عن الاعتزاز بها كأحد مفردات البيئة الصحراوية التي يعيش بها، ثم بعدها يبدأ في التغزُّل بمحبوبته، وذكر حاجته من قصيدته، ونلمح أيضًا ملامح الاهتمام بالإبل قبل الجاهلية في اتخاذها مهورًا للزواج، وفي سداد الدِّيَات والقسامات، وهو ما استمر بعد الإسلام أيضًا.. ويرى الكاتب أن الجَمَل "أصبح أيقونة العرب المسلمين المربين للإبل"، وكان له دور كبير في الفتوحات الإسلامية، ويورد الشاعرُ في هذا الفصل نبذة عن كيفية التعامل مع الإبل لغويًّا، ونداءات الرُّعاة لها، وبعض المصطلحات اللغوية التي تتعلق بتربية الجمال ورعايتها، وتعريف الرعاة لأنواعها وسلالاتها عمريًّا.

 

أما الفصل الخامس بعنوان "جَمال الوحش: الأدب والفن" فيبرز تداخل الجَمَل في الثقافات المختلفة التي عاش خلالها، وارتبط فيها بمفاهيمَ وفلسفات مختلفة اتَّسمت في بعض الأحيان بالنبالة والجَمال والحكمة، وفي بعضِها الآخر بالوحشية البدائية والغباء والانقياد الأعمى؛ حيث تناول الكاتب دور الأدب والفن في ذكر الجِمال والاحتفاء بها، من خلال ورودها في بعض القصص الشهيرة لكبار الأدباء، وكذلك في بعض اللوحات الفنية الشهيرة المتعلقة بالموضوعات الدينية من قصص الإنجيل والتوراة.

 

أما فصل "دور الجَمَل في التاريخ" فتناول بشكل خاص ولَعَ الإنسان التاريخي بامتطاء الجَمَل، والإشارة إليه، كما تناول ذِكر الجَمَل كحيوان تاريخي من خلال المصادر التاريخية، وعلى رأسها الكتب المقدسة؛ فقد ذكر الجَمَل في سفري التكوين والخروج بالتوراة، كما وردت إشارات إلى الجَمَل في القرآن الكريم والأحاديث النبوية، وتداخل الجَمَل في الفقه الإسلامي من خلال أحكام الزَّكوات والدِّيَات والقسامات.. وغيرها، كما تناول الكاتب دور الجَمَل في التواصل الحضاري بين الأمم القديمة عن طريق القوافل التجارية التي كانت تعتمد في حمولتها وعبورها المسافاتِ الطويلةَ القاسية على الجِمال، وتناول الكاتب هذا الدور التاريخي للجَمَل عبر قارات العالم المختلفة؛ حيث كان الجَمَل هو القاسم المشترك حضاريًّا عبر العصور في تواصل الجسور الحضارية والحياتية بين الشعوب المختلفة.

 

أما الفصل السابع الأخير "جمل الحداثة" فيتناول المشكلة التي نبَّه عليها كثير من علماء الحيوان في العصر الحديث، ألا وهي تناقص أعداد الجمال وسلالاتها بشكل يدعو للقلق والإحساس بالخطر؛ حيث نجحت الحضارة الحديثة في انزواء الجَمَل بعيدًا في فيافي الصحارى المجهولة بعد أن غزت سيارات الدفع الرباعي والطائرات الصحراء بدورها، ولم تعُدِ الجمالُ تمثِّل سوى حنين جميل للماضي أو التصاق فلكلوري بالموروث القديم، كما نراه في بعض دول الخليج التي ما زالت تحرص على إقامة سباقات "الهجن"، ومهرجانات الاستعراض بالجمال، وتتداول الإحصاءات البيئية أرقامًا مخيبة للآمال عن الأعداد الباقية من سلالات الجمال، وأماكن تمركزها، وما أسهم به القحطُ في الشرق الأوسط ومجاعات إفريقيا في انخفاض أعداد قطعان الجمال، وتعرُّضها للانقراض.

 

وقد وضَع الكاتب بنهاية كتابه سجلًا زمنيًّا مختصرًا بالتواريخ لأهم المعلومات التي أوردها في فصول كتابه حول الجمال وتاريخها الطبيعي والثقافي، ولم يَنْسَ الكاتب في ختام صفحات دراسته توجيه الشكر لكافة الأصدقاء والباحثين والمؤسسات والمنظمات البيئية الذين ساعدوه في إتمام هذا الكتاب، وساعدوا في إمداده بأي معلومات أو صور توضيحية حول حياة الجِمال وتاريخها.

 

ووضع الكاتب بختام الدراسة ثبتًا بالمراجع التي استقى منها معلوماتِ فصولِ كتابه المختلفة، لرجوع القارئ إليها إن أحَبَّ التوسع في القراءة في التاريخ الطبيعي أو الثقافي للجِمال، وأيضًا من باب توثيق معلوماته؛ حيث جاء الكتاب كدراسة علمية ذات حس أدبي مناسب لأذواق جميع القراء، وأيضًا أضاف الكاتب قائمة بالجمعيات والمواقع الإلكترونية التي تُعنى بحياةِ الجِمال ودراستها ورعايتها، من باب الفائدة والاهتمام.

 

التاريخ الطبيعي للجمل:

يوصف الجَمَل بأنه سفينة الصحراء، وانتشاره البيئي كان طبيعيًّا؛ حيث إن 14% من سطح الأرض صحراء، وقد تكيَّف الجَمَل بشكل مثالي مع تلك البيئة، وكان الحصانُ وغيرُه من الحيوانات الأخرى سيهلِكُ بسرعة في تلك البيئات التي ازدهر فيها الجمل.

 

والجَمَل من رتبة ذوات الظلف، والتي تضم ثلاثة أنواع: مزدوجات الأصابع، والمجترات، وذوات الخفِّ، ويُعد الجَمَل من "ذوات الخف" تمييزًا لها بأقدامها المفلطحة، وهناك نوعان من الجمال: جمل بسنام واحد، وآخر بسنامين، ويعتقد العلماء أن الجَمَل ذا السنام الواحد تطوَّر من الجَمَل ذي السنامين، ومتوسط ارتفاع الجَمَل هو ست أقدام (183 سم) عند الكتفين، وسبعة أقدام (213 سم) عند السنام، ولكنَّ الجَمَل ذا السنامين أقل ارتفاعًا، وسيقانه أقصر، ولدى الجَمَل ذي السنامين وبر أشعث من أكتوبر إلى مارس.

 

 

والجَمَل يوصف بأنه حيوان صبور ذكي ومُجِد، غير أن الجِمالَ سمعتُها سيئة إذا ما أسيئت معاملتُها، فيمكن أن تكون ساعتها شديدةَ الخطورة والعناد.

 

 

وتتميز الجمال بعيونها الواسعة والناعسة لأسفلَ؛ كي يرى الجَمَل ما يدوسه، وهناك جفن ثالث يُعَدُّ دفاعًا ضد هبوب حبيبات الرمال في الصحراء، وكذلك يُساعِد في دفع الرمال الناعمة: كثافةُ الحاجبين، والصف المزدوج من الرموش، وفي وُسْع الجَمَل الرؤية من خلال جفونه شبه الشفافة، والأذنان صغيرتان ومبطنتان بوبر؛ كي تمنع دخول رمل الصحراء، أما المنخاران على هيئة فتحتين عريضتين يحميهما غطاءان عضليان يمكنه إغلاقهما حين يشاء، ويحرك الجَمَل أنفه لتبريد هواء الشهيق وتكثيف الرطوبة الكامنة في هواء الزفير، كما أن المشفرين متروكان ولهما قدرة على القبض، وهناك أخدود يمتد من كل منخار إلى الفم لامتصاص الرطوبة من المنخارين، فلا يضطر الجَمَل لفتح فمه، وللجَمَل دلَّة شكلها بغيض في فمه يخرجها حين شبقه، وهي بالونة وردية وقرمزية وخضراء يغطيها اللعاب، ورائحتها كريهة..، أما اللسان فصغير ومتحرك، وللجَمَل مكتمل النمو أربعٌ وثلاثين سِنًّا، والقواطع حادة جدًّا، وتنمو أسنان الجَمَل طوال حياته؛ لذلك لا بد من وجود أغصان صُلبة أو ما شابه من المواد الصلبة؛ لتآكُلِها ومنعها من أن تطول على نحوٍ مبالغ فيه، ورقبة الجَمَل طويلة للمساعدة على الرعي من الأشجار الطويلة.

 

 

ويقضي الجَمَل في الرعي من 8 - 10 ساعات يوميًّا، ويتم ازدراد الغذاء ثم اجتراره وهضمه فيما بعد، وتحتاج الجمال إلى الملح وهو ما تحصل عليه من أكل شجرة السنط خاصةً، وتستطيع العيش على الشجيرات الشوكية، مثل: العاقول والقطف، لكن كثرة أكل الأشواك يؤدي إلى رائحة فمها الكريهة.

 

وتنقسم معدة الجَمَل لثلاثة أقسام:

قسم مقابل الكرش، ويخزن فيه الطعام، وهو بمثابة جرَّة يجري مضغها بعد ذلك، أما القسمان الآخران فيحويان البكتيريا التي تحلِّل الغذاء الذي أعيد مضغه بشكل أدق، ثم يعاد توزيعه على الجسم، وعلى عكس الشائع لا يخزِّنُ الجَمَلُ الماء في المعدة بأية كمية كبيرة، ولكن الجَمَل ينفرد بقدرته على تخزين كميات كبيرة من الماء في مجرى الدم، وبذلك يمكن للخلايا الدموية أن تتضخَّمَ لتصبحَ ضِعْفَ حجمها الأصلي، ويمكن للجَمَل شرب ماء ملوحته أعلى من ملوحة ماء البحر، ويمكن أن يسير 30 يومًا بدون ماء، اعتمادًا على طعام الرَّعي نفسه المليء بالسوائل، كما يمكنه أن يسيرَ من 5 - 7 أيام بلا طعام ولا ماء.

 

وبول الجَمَل غليظ القوام وملحي، وهو يبول قطرات صغيرة بشكل متكرر؛ حيث إن مثانتَه صغيرة، وبوله له أهمية كبيرة في اقتفاء الأثر، أما سنام الجَمَل فهو مصدر للطاقة، ويكون كمظلة تحمي الأعضاء الداخلية من حرارة الشمس الشديدة، وسيقان الجَمَل طويلة، ومِشيته أشبه بـ: "الخبب"؛ أي: يحرِّك ساقيه التي في اليمين أولًا، ثم اللتين في جهة اليسار، وهذا يؤدي إلى تمايله في مِشيته، ويرفس الجَمَل بساقيه من الجنب، ولا يسير الجَمَل على أظفاره، بل على وسائد في مقدمة حوافره، وبداخل هذه الوسائد كيس إسفنجي ليِّن، وإذا سار الجَمَل على أرض صلبة حجرية تتشقَّق هذه الوسائد ولا يستطيع الجَمَلُ المشيَ عندها؛ لذلك الجَمَل مناسب للبيئة الصحراوية التي توجَدُ فيها الرمال، وتطلى أقدام الجَمَل في حال تشقُّقِها بالقار والتربنتين.

 

ويمكن للجَمَل العربي أن يسير بحمولة وزنها ستمائة رطل (273 كجم)، أما الجَمَل ذو السنامين فيمكنه حمل ألف رطل (455 كجم).

 

ويصبح الجَمَل ناضجًا في السادسة من عمره، وليس هناك اهتمام جنسي في الصيف، ويتم التزاوج في الفترة الواقعة بين شهري نوفمبر وفبراير، وتنجب الناقة لأول مرة وهي في الخامسة من عمرها، ومعدل الوَفَيات بين المواليد مرتفع، وترعى الأم وليدها (الحوار) لمدة عام كامل، وفي نهاية العام يفطم الحوار، وحليب النوق قليل الدسم، ويزيد فيه فيتامين (ج)، لكن لا يمكن اختزانه دون أن يتلف، ولدى النوق أربعة ضروع، وحليبها متوفر لمدة أحد عشر شهرًا أو أكثر في العام، على عكس الغَنم التي تدرُّ حليبًا لمدة خمسة أشهر فقط.

 

وتحب الجِمال سماع الأناشيد، ومن المدهش أن الجِمال تسير بسرعة أكبر وأكثر استقامة على صوت الغناء، وهو ما أكَّده العلماء من قدرتها على تذوق الأصوات الجميلة.

 

أسلاف الجمل:


 

يعتقد العلماء أن أول ظهور للجمال في منتصف العصر الإيوسيني أو بدايته، ولم يكن لأقدم أنواع الجمليات سنام، وربما كانت أشبَهَ في هيئتها بحيوان اللاما، وفي العصر الأوليجوسيني تكوَّنت الرقبة الطويلة لدى بعض الجِمال؛ حيث سمحت لها بأكل أوراق الشجر، وأقدم الجمال العملاقة يعرف بـ: (Alticamelus)، وطوله: خمسة أمتار (8،5 م)، وكان أشبَهَ بالزرافة إلى حد ما، وكان موجودًا في أمريكا الشمالية قبل 5 - 21 مليون عام.

 

وفي العصر البليوسي ومع ارتفاع درجة حرارة الأرض تكوَّنت الاختلافات بين الجمليات التي هاجرت إلى آسيا، والتي كوَّنت أسلاف الجَمَل ذي السنامين، والتي وجدت في شمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية (الجَمَل العربي ذو السنام الواحد).

 

وقد عُثِر على بقايا للجَمَل في رواسب العصر الجليدي في ألاسكا ونهر اليوكون تبين جمالًا ذات حجم أصغر، وطولها يقارب (5و3 متر) ولديها سنام صغير، وذات جمجمة رفيعة، وأطلق عليه العلماء اسم (Camelops)، ومعناها الحرفي (وجه الجمل).

 

ومؤخرًا في 2005 - 2006 عُثِر على بقايا جمل عملاق في صحراء "تدمر" بسوريا، وحجمه ضعف الحجم الحالي للجمل، وله سنام واحد، وهو في ارتفاع الزرافة أو الفيل، ونفق هذا الجَمَل قبل 100 ألف عام تقريبًا، ويعتقد أن الجِمال الحديثة دخلت الشرق الأوسط قبل 6 - 7 آلاف عام.

 

 

الجَمَل في عصور العالم الإسلامي الوسطى:

احتفى العرب على مر القرون بجَمال الإبل، وشببوا بها في أشعارهم الجاهلية، وفي الشعر العربي القديم كثيرًا ما كانت الجمال توصف وتقارن بالنعام، في سرعتها ولطف منظرها، ويخصص مطلع القصيدة للفخر بالناقة الجميلة والسريعة، وراكبها الفريد، ومن أشهر أشعار العرب - الذي شاع فيه هذا النوع من الابتداء بذكر الإبل - "المعلَّقات"، وأشهرها معلقة "امرئ القيس" الذي يصف فيها ناقته، والتي قام بذبحها من أجل إطعام صُوَيْحباته:

ألا رُبَّ يَومٍ لكَ مِنْهُنَّ صَالِحٍ
ولا سيَّمَا يومٍ بِدَارَةِ جُلْجُلِ
وَيَوْمَ عَقَرْتُ للعَذارى مَطيَّتِي
فيا عجبًا من كورِها الْمُتَحَمَّلِ
فظلَّ العَذارى يرْتَمينَ بلحمها
وشحمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقس الْمُفَتَّلِ

 

أما "طَرَفة بن العبد" فيصف ناقته بعد ذكر حزنه على ارتحال محبوبته وأهلها، ووقوفه على أطلال ربعها:

وإني لأمضي الهَمَّ عندَ احْتِضَارِهِ
بعَوْجاءَ مِرْقَالٍ تَرُوحُ وَتَغْتَدِي
أمونٍ كَألْوَاحِ الإرانِ نَضَأتُها
على لاحِبٍ كأنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُدِ
جَمالِيةٍ وَجْنَاءَ تردي كأنَّها
سَفَنَّجَةٌ تَبْرِي لأزْعَرَ أَرْبَدِ
تُبارِي عِتاقًا ناجِيَاتٍ وأَتْبَعَتْ
وَظيفًا وَظيفًا فوق مَورٍ مُعَبَّدِ

 

ويواصل في أربعة وعشرين بيتًا أخرى وصف مرعى ناقته وسيرها وضروعها الجافة وفقرات رقبتها، وهلم جرًّا.. منتهيًا بمشفرها.. كما لو كانت براعته في وصف الناقة من تمام براعته الشعرية!

 

ونجد أن الإبل قديمًا كانت تستجيب للشعر العربي وتأنس به، كأنها اتصفت بصفات البيئة العربية المُحبة للشعر والشعراء، وقديمًا كانت القوافل العربية يقودها حادٍ جميلُ الصوت، ينشد بصوت منغَّمٍ الأشعارَ والأهازيج لحثِّ الإبل على السير والإسراع فيه، بل نجد أن أحد ضروب الشعر وبحاره والمسمى بـ: "الرجز" - وهو المستخدم في حداء الإبل، ويستخدم في الأهازيج البسيطة - هو مشتق في أحد معانيه من رجز الناقة واختلاجها ورجفتها عند السير والنهوض.

 

ورغم ذلك لم يمنع هذا العرب قديمًا من ذبح الجمال لأضيافهم كناية عن الكرم واستعراضًا للثروة، وفي معجم (تاج العروس) نقرأ: "يقال: تعاقرا، إذا عقرا إبلهما يتباريان بذلك ليرى أيهما أعقر لها".

 

وفي الجاهلية كان الرجال يتقامرون على جمل مذبوح، وقد جاء الإسلام لتحريم "الميسر" بأنواعه وإن كان فيه فائدة؛ حيث كانت توزع جزور الجَمَل على فقراء مكة وجائعيها، وقد كانت أنساب الإبل التي يمكن تتبعها في سلالة الإناث حتى عشرة أجيال تحفظها الأجيال القبلية، وأفضل الجمال يتمُّ تعليمُها بشَقِّ آذانها.

 

وكان مهر العروس القياسي مائة ناقة، وهو دِيَة القتيل أيضًا، وفي قصة عنترة طلَب والد محبوبته منه جلب مائة من النوق العصافير، تعبيرًا عن قيمة الإبل الغالية، وقدر عروسه العالي.

 

وبعد الإسلام وردت العديد من الإشارات إلى الإبل في القرآن الكريم، بل إن الله - سبحانه وتعالى - في إحدى آيات سورة الغاشية يُشير إلى دقة تكوين الإبل وخَلْقِها، ويدعو إلى التأمل فيها في قوله -تعالى-: ﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ﴾ [الغاشية: 17، 18]، وفي سورة الأنعام يشير - عز وجل - إلى أنه أنشأ لنا من الأنعام ثمانية أنواعٍ أحلَّ لنا أكلها، فيقول - سبحانه وتعالى -: ﴿ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ ﴾ [الأنعام: 143، 144]؛ وتعبير الزوجين يقصد به ذكر واحد وأنثى واحدة من نوع واحد.

 

وتروي سورة هود قصة ناقة نبي الله صالح - عليه السلام - والتي أرسلها آية لقوم ثمود حتى يتوبوا عن عبادة الأصنام، ويصدقوا رسالة صالح، وأخرجها لهم من قلب الجبل، فما كان منهم إلا أن عقروا الناقة، وكذبوا بآية ربهم، فأخذهم الله بالعذاب؛ قال -تعالى- على لسان نبيه صالح: ﴿ وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ * فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ﴾ [هود: 64، 65].

 

ويضرب اللهُ المَثَل للظالمين المتجبرين يوم القيامة ومصيرهم يوم القيامة بتشبيه قوي لاذع يفيد تيئيس المكذبين المستكبرين من دخول الجنة، ونيلِ رضاء الله - عز وجل - وولوج ساحاته العلوية؛ وهو إناطة ذلك بدخول الجَمَل في ثُقب الإبرة، وشبيهه ما جاء في "الإنجيل" من قول عيسى - عليه السلام -: "وأقول لكم أيضًا: إن مرور جمل من ثقب إبرة أيسرُ من أن يدخُلَ غني إلى ملكوت الله".

 

وفي الحديث النبوي إشارات عديدة للإبل، ومنها: ما رواه أبو سعيد الخدري قال: افتخر أهل الإبل والغَنم عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الفخر والخُيلاء في أهل الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغَنَم)).

 

وفي الحديث في تعهد الإبل والرِّفق بها قولُه - صلى الله عليه وسلم -: ((أخِّروا الأحمال (على الإبل)؛ فإن اليدَ معلَّقة، والرِّجل موثقة)).

 

وفي حديث نبوي يصف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حافظ القرآن بصاحب الإبل وراعيها: ((إنما مَثَل صاحب القرآن كمَثَل صاحب الإبل المعقَّلة، إن عاهد عليها أمسَكها، وإن أطلَقها ذهبت)).

 

ويُشير الكاتب أيضًا إلى نهي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة في مبارِكِ الإبل ومرابضها؛ "فإنها من الشياطين"، وورد عنه الوضوء من أكل لحمِ الإبل في بعض الروايات.

 

وقد ساهمت الإبلُ في الفتوحات الإسلامية بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مساهمة كبيرة، واستخدمها الفاتحون في عبور الصحارى والمناطق الوعرة، ونقل البضائع والفرسان.. وغيرها من الاستخدامات الأخرى، وقد ربطت الشعوبُ التي فتَح العربُ بلدانها ربطًا وثيقًا بين الإبل وركوبها، والعروبة في بعض الأحيان؛ فقد قال أمير فارسي في القرن التاسع عشر: "أصبحت واحدًا من هؤلاء القوم في كل شيء، كنتُ أُبغِضُه حتى أكل الزيت، وركوب الإبل، وارتداء النعل"!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عرض كتاب: دفاع عن معاوية للدكتور زيد عبدالعزيز الفياض
  • عرض كتاب: الجذور التاريخية لإرساليات التنصير الأجنبية في مصر (1756 : 1986)
  • عرض كتاب: الغراب ( التاريخ الطبيعي والثقافي )
  • عرض كتاب: الرائحة أبجدية الإغواء الغامضة
  • عرض كتاب: الجرذ التاريخ الطبيعي والثقافي
  • استنوق الجمل
  • عرض كتاب " الصقر " لهيلين ماكدونالد
  • عرض كتاب: موجز تاريخ الجنون لروي بورتر
  • (رجال صدقوا.. رثاء ووفاء) كتاب للشيخ صالح بن حميد
  • دفع الحيض واستجلابه واضطراباته (دراسة فقهية)

مختارات من الشبكة

  • منهج الخليل بن أحمد في تأسيس القواعد النحوية من خلال كتاب الجمل في النحو(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منظومة دالية في الجمل التي لها محل من الإعراب والجمل التي لا محل لها منه(مقالة - حضارة الكلمة)
  • قراءة في كتاب: من أسرار الجمل الاستئنافية في القرآن الكريم، دراسة لغوية قرآنية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • عرض كتاب (النمل: التاريخ الطبيعي والثقافي) لشارلوت سلي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب: الثعلب ( التاريخ الطبيعي والثقافي )(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تسهيل المسالك بشرح كتاب المناسك: شرح كتاب المناسك من كتاب زاد المستقنع (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كتاب: النظرية الجمالية في العروض عند المعري ـــ دراسة حجاجية في كتاب "الصاهل والشاحج" للناقدة نعيمة الواجيدي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب (التحقيق في كلمات القرآن الكريم) للعلامة المصطفوي (كتاب فريد)(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • من الجمل العربي إلى الدواء "النانوبوديز" (عرض تقديمي)(كتاب - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • ما لا محل له من الإعراب من الجمل(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب