• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

مجلة الشهاب الجزائرية

مجلة الشهاب الجزائرية
مبارك القحطاني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/10/2006 ميلادي - 22/9/1427 هجري

الزيارات: 39414

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مجلة الشهاب الجزائرية

دعوة الإمام المجدّد " محمد بن عبدالوهاب " شجرةٌ مباركةٌ آتت أُكـُلها ثماراً يانعة في كل بقعة مدّت إليها ظلالها الوارفة ؛ فلا توجد حركة إصلاحية معاصرة في عالمنا الإسلامي إلا ولها قِـسطٌ من التأثّر بهذه الدعوة المباركة يتفاوت بمقدار ما يسـّرته الظروف من إمكانية الإتّصال بها، سواءً كان ذلك عن طريق التلقي المباشر، أو السماع و القراءة عنها من خلال مصادر موضوعية و منصفة.

و إذا يمّمنا شطر المغرب العربي سنجد في طليعة المتأثّرين بها في هذا العصر الشيخ المجاهد الداعية " عبدالحميد بن باديس " رحمه الله رحمة واسعة، و مِن ورائه جمعية العلماء التي أنشأها علماء الجزائر أثناء الإستعمار الفرنسي، فقد كان لهذه الجمعية - و على رأسها الشيخ عبدالحميد - دورٌ بارز و حاسم في مسيرة المعركة الجهادية ضد الغزو الفرنسي، إذ بذلت جهوداً عظيمة في سبيل إنشاء قاعدة جماهيرية جهادية، تقوم على أسسٍ تربويةٍ سليمةٍ، و ركائزَ عقائدية راسخةٍ، تصمد أمام زمجرة الأعاصير و عتوّها. من هنا، كانت هذه اللمحة السريعة للوقوف على دور المجاهد عبدالحميد بن باديس رحمه الله في هذه المعركة، عن طريق تسليط الضوء على مجلة " الشهاب " الجزائرية، و تأثيرها الإعلامي الفاعل في مسيرة النضال ضد الغزو الفرنسي في الجزائر.


الإستعمار الفرنسي للجزائر:
اقتنصت فرنسا حالة الضعف و التشرذم التي مرّت بها الجزائر فاجتاحتها عسكرياً في عام 1830 م، و أقامت فيها حكومة استعمارية تحكم هذا الشعب المسلم بقوة الحديد و النار، و عـملت في الوقت ذاته على جعـْل الجزائر قطعةً من فرنسا، فأصدرت في عام 1834 أمراً عاماً بتحويل الجزائر من أرض محتلّة إلى ملكية فرنسية. و بذلت في سبيل ذلك كل وسعها في عملية منظمة لمسخ هويّة هذا الشعب العربي المسلم عن طريق " فَرْنـَسَته "، و تحويله إلى تابعٍ ذليلٍ للثقافة الفرنسية يدور في فلكها، و يقتات على الفتات المتساقط على موائد تلك الثقافة.

و لما كان تباين الناس و تفاوتهم في كل بلد أمر منطقي و طبيعي، فقد وُجِـد في هذا البلد خـَوَنة باعوا دينهم و بلادهم بعَـرَضٍ من الدنيا قليل، و آخرون مصابون بداء الهزيمة الفكرية و يحملون بين جوانحهم نفسيات ممسوخة قابلة للإنسلاخ عن هويتها الحضارية، هذا إلى جانب الطرق الصوفية التي كانت تنفث في الغالب روح اليأس و التخاذل بين ظهراني المسلمين. فاستمالت فرنسا هذه الفئات، و جعلتهم يؤدّون أدواراً خبيثة و مشبوهة لخدمتها و خدمة مخططاتها في الجزائر. فأبحرت الجزائر في لجة معتمة من الضياع و التمزّق و الإستلاب الإقتصادي و الثقافي، الأمر الذي دمّر كيان هذه الدولة المسلمة، و جذبها إلى حافّـة الهلاك و اليأس.

و لكن سنّة الله تعالى في الكون قد اقتضت أن يتسلّل نور الأمل من ظلمة اليأس، و أن يولد الرجاء من رحم القنوط، ففي مثل هذه العتمات الحالكة يظهر دور العلماء و الدعاة الصادقين، و تسطع مواقفهم المشهودة حينما تهتدي الأمة بأنوارهم، فتهوي نحوهم الأفئدة، و تتطلّع إليهم الأنظار، إذ وهب الله تعالى هذا البلد رجالاً صادقين من أهل الشريعة، حمـلوا أمانة العلم، و قاموا بما يُمـليه عليهم دينهم و علمهم في مثل هذه الظروف الصعبة السوداوية. و كان الشيخ " عبدالحميد بن محمد بن مصطفى بن مكي بن باديس " أحد أولئك الأبطال العاملين، الذين شمّروا عن ساعد الجد، و أدّوا دوراً نضاليّاً مشرّفاً في هذه المعركة، يـختال به تاريخ الجزائر فخراً ما تعاقب الليل و النهار.

الشيخ عبدالحميد بن باديس و ثقافته:
وُلِد الشيخ الجليل عبدالحميد بن باديس في مدينة " قسنطينة " في شرق الجزائر عام 1889 م، لأسرة ذات وجاهة و علم، فحفظ القرآن الكريم، و تلقى العلم على يد علماء مدينته قسنطينة، ثم ارتحل إلى تونس عام 1908 لاستكمال دراسته في جامعة الزيتونة. و هناك تلقّى العلم على يد ثلّة من المشايخ الفضلاء. ثم شدّ الرحال إلى الحجاز في عام 1913 لأداء فريضة الحج، و عرج في رحلته تلك على مصر و التقى بالعديد من علمائها و رجالاتها، فكان لهذه الرحلات أثر كبير في صياغة شخصيته و عقله، فقد تعرّف على السلفية عن كثب، و عاين بنفسه نقاء هذه الدعوة و صفاءها.

من خلال التحصيل العلمي الطيّب الذي حازه الشيخ، و الرحلات المفيدة التي قام بها إلى الحجاز و مصر و تونس، انقدح في ذهنه أن ما يجري في الجزائر كان بسبب عزوف أهلها عن النهج الأصيل المنبثق من مشكاة القرآن الكريم و السنة النبوية الصحيحة، و استسلام غالبية الناس للخرافات و البدع التي لم ينزل الله بها من سلطان، فأورث هذا الإنحراف في جسد الجزائر الداء العضال، الذي انتهى بوقوعها غنيمة باردة في يد فرنسا. و على ضوء هذا الفهم يكون الإستعمار الفرنسي للجزائر نتيجةً حتمية لحالة الضعف و الإنحطاط الذي هو مكمن الداء، فكان لزاماً أن يشرع بعملية الإصلاح، و لكن انطلاقاً من مستوىالجذور والأسس.

فعاد الشيخ ابن باديس إلى الجزائر، يحمل في ذهنه مشروعاً إصلاحياً طموحاً، و رأى أن هذا المشروع يتطلّب وسيلةً تحقّـق له الإنتشار، و تضمن له الوصول إلى كافة شرائح المجتمع، و في نفس الوقت لا تتعرّض إلى طائلة المستعمر الفرنسي و بطشه، فوجد أن أفضل وسيلة متاحة هي: الصحافة، فاتّجه إليها. و شارك الشيخ في جريدة اسمها " النجاح " صدرت في عام 1919، ساهم فيها تأسيساً و تحريراً، و كانت مقالاته تُـمهر باسم مستعار هو " القسنطيني " أو " العبسي ". و لكنه رأى أن هذه الجريدة لم تكن على مستوى تطلّعاته و مشروعه الفكري الإصلاحي، فتركها ليؤسّس صحيفته الخاصة، و أنشأ جريدة اسمها " المنتقد ". غير أن السلطات الفرنسية أغلقتها بعد صدور 18 عدد منها، بسبب تبنّيها خطاً ثوريّاً يستفزّ المستعمر، و يثير حفيظته. فاستفاد الشيخ من هذا الدرس، و قام بإنشاء جريدة أخرى اسمها: " الشهاب " مستغلاً الخبرات التي حصل عليها هو وإخوانه في المجال التحريري و الفنّي في جريدة " المنتقد ". فصدر أوّل عدد منها في عام 1926 م، و استمرّت حتى أغلقتها السلطات الفرنسية بسبب بداية الحرب العالمية الثانية عام 1939 م.

الأساليب الإصلاحية في مجلة " الشهاب ":
و من خلال استقراء موادّ مجلة " الشهاب "، نستطيع أن نحدّد أهمّ الأساليب الإصلاحية التي سارت عليها المجلة، و أن نحصرها في محوريْن اثنين، هما:
1 – تصحيح عقائد الناس و أعمالهم.
2 – الإهتمام بالتعليم.

فهاتان القضيتان كانتا أهم الملامح التي تشكّل سمة الخطاب الإسلامي في هذه المجلة الرائدة، فعلى صعيد إصلاح عقائد الناس وأعمالهم أفصح الشيخ عن المنهج الذي تبنّاه فيها، إذ يقول: " قمنا بالدعوة إلى ما كان عليه السلف الصالح من التمسك بالقرآن الشريف و الصحيح من السنة الشريفة و قد عرف القائمون بتلك الدعوة ما يلاقونه من مصاعب و قحم في طريقهم من وضع الذين شبّوا على ما وجدوا عليه آباءهم من خلق التساهل في الزيادات و الذيول التي ألصقها بالدين المغرضون أو أعداء الإسلام الألداء و الغافلون من أبناء الإسلام " ا هـ.

أما على صعيد التعليم، فقد كان يرى فيه أمضى سلاح لمقاومة المعتدي و طرده من أرض الجزائر، لذلك اهتمّ به اهتماما عظيماً و أولاه كل عنايته و وقته و مَلَكاته، حتى وصفه الأستاذ أنور الجندي رحمه الله بقوله: " و هو الذي ينشيء المدارس و المعاهد في طول البلاد و عرضها ثم هو الذي يمضي يومه كاملاً في حلقة الدرس يفتتح الدروس بعد صلاة الصبح حتى ساعة الزوال بعد الظهيرة، و من بعد المغرب إلى صلاة العشاء. و إذا خرج من المعهد ذهب رأساً إلى إدارة جريدته " الشهاب " يكتب و يراسل " البصائر " و يجيب على الرسائل فيقضي موهناً من الليل، حتى إذا نودي لصلاة الصبح كان في الصف الأول " ا هـ.

و اهتمّ الشيخ كذلك بتعليم المرأة الجزائرية المسلمة اهتماماً خاصّاً ؛ لأنه يرى أن دور المرأة المتعلمة المتديّنة مهم جدا في تنشئة جيل مجاهد يحمل تبعات العقيدة و يضحّي في سبيلها، و كان يرى أيضاً أن جهل الأم من أهمّ أسباب الهزيمة التي حاقت بمجتمعاتنا الإسلامية، يقول: " إن البيت هو المدرسة الأولى، و المصنع الأصلي لتكوين الرجال، و تديّن الأم هو أساس حفظ الدين و الخلق، و الضعف الذي نجده من ناحيتها في رجالنا معظمه نشأ من عدم التربية الإسلامية في البيوت و قلة تدينهن " ا هـ. وألْـحَـقَ الشيخ القول بالعمل، فلما تأسّست جمعية التربية و التعليم، حرص الشيخ رحمه الله تعالى أن يكون تعليم البنات مجاناً، و ذلك تشجيعاً لهن على طلب العلم، و الإغتراف من مناهله.

أما عن الأساليب التربوية التي انتهجها الشيخ في المجلة، فقد اتّخذ الشيخ ابن باديس رحمه الله في مقالاته في المجلة أسلوباً تربويّاً تعليمياً يربط المسلمين بكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلّم، و يوثّق صِـلاتهم بها ؛ فقام بتفسير القرآن الكريم، وشرح السنة النبوية شرحاً علمياً منهجياً في سلسلة اسمها " مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير "، تناول فيها أيضا الكثير من القضايا المعاصرة التي طُرحت في الساحة الفكرية كإحدى تبعات الهزيمة الفكرية للمسلمين، و انقلاب الكثير من المفاهيم و اختلالها في العالم الإسلامي المُستضعف، مثل مفهوم: " الحضارة "، فقد تناوله في معرض تفسير قوله تعالى ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ [الأنبياء: 105]، فقال الشيخ: " رأى بعض الناس أن المدنية الغربية المسيطرة اليوم على الأرض، و هي مدنية مادية في نهجها و غايتها و نتائجها.

فالقوة عندها فوق الحق و العدل و الرحمة و الإحسان، فقالوا إن رجال هذه المدنية هم الصالحون الذين وعدهم الله بإرث الأرض و زعموا أن المراد بـ " الصالحون " في الآية الصالحون لعمارة الأرض، فيا لله للقرآن و الإنسان من هذا التحريف السخيف كأن عمارة الأرض هي كل شيئ و لو ضلت العقائد و فسدت الأخلاق و اعوجت الأعمال و ساءت الأحوال و عذبت و الإنسانية بالأزمات الخانقة و روّعت بالفتن و الحروب المخرّبة الجارفة، و هدّدت بأعظم حرب تأتي على الإنسانية من أصلها و المدنية من أساسها ". ا هـ.


مجلة الشهاب و قضايا الأمة الإسلامية:
بالرغم مما كانت تتعرّض له الجزائر المسلمة من محن و تحديات عصيبة، كان بالإمكان أن تفرض على أهلها طوقاً من العزلة و الإنكفاء على الذات و الانشغال عن قضايا المسلمين خارج البلاد، غير أن هذا لم يحصل مع الشيخ ابن باديس الذي كان يمدّ ناظريه خارج حدود بلاده متابعاً و راصداً الكثير من القضايا التي تمسّ الأمة الإسلامية، و منها قضية فلسطين و تطوّراتها، و قد كانت هذه القضية من أهم القضايا التي تطرّق إليها و تناولها بالنقاش و التحليل، يقول رحمه الله في مجلة " الشهاب ": " تزاوج الإستعمار الإنكليزي الغاشم بالصهيونية الشرهة فأنتجا لقسم كبير من اليهود الطمع الأعمى الذي أنساهم كل ذلك الجميل و قذف بهم على فلسطين الآمنة و الرحاب المقدسة فأحالوها جحيما لا يُطاق و جرحوا قلب الإسلام و العرب جرحاً لا يندمل ". ا هـ.

بل إن الشيخ رحمه الله أبان عن متابعة طيبة لأدوار اليهود الخبيثة، و أساليبهم في إذكاء الفتن، و زرع القلاقل بين الشعوب و الدول عندما تعرّض إلى " البلاشفة " في روسيا و علاقاتهم الخفية باليهود، إذ يقول: " إنهم لا يفرّقون بين دين و دين بل يضطهدون أهل الأديان جميعاً إلا أن اليهود سالمون من هذا الأضطهاد و متمتّعون بحقوق لا تتسنّى لأحدٍ سواهم، بل الحكومة كلها في أيديهم ". و يقول أيضا: " النفاق و الدهاء فاليهود بلشفية في الظاهر، و هم في الباطن لا يفرطون في مثقال ذرة من يهوديتهم، و بهذا المكر الكبّار نجحوا دون سائر أهل الأديان " ا هـ.


و في الوقت الذي كان يهتمّ فيه بقضايا المسلمين في المشرق، كان ينعى على المشارقة، و يتألّم من تجاهلهم لأحوال إخوانهم في المغرب العربي، الأمر الذي لا يجد له تفسيراً سوى ضعف الرابطة الإيمانية، و انحلال عراها في قلوب الكثير من أبناء الأمة الإسلامية ! لهذا أطلقها زفرةً حرّى على صفحات المجلة قائلاً: " مضت حقبة من التاريخ كاد المشرق العربي أن ينسى هذا المغرب، و إلى عهد قريب كانت صحافة الشرق – غالبا – لا تذكره إلا كما تذكر قطعة من أواسط أفريقية و مجاهيلها.. و لكن هذا المغرب العربي – رغم التجاهل من إخوانه المشارقة – كان يبعث من أبنائه من رجال السيف و القلم من يذكّرون به و يشيدون باسمه و يلفتون نظر إخوانه المشارقة إلى ما فيه من معادن العلم و الفضيلة و منابت للعزّ و الرجولة و معاقل للعروبة و الإسلام ". ا هـ.

و هكذا، كانت مجلة " الشهاب " في مسيرتها المباركة مشعل نور، و نبراس هداية يضيء للجزائريين الطريق ليتلمّسوا نحو الخلاص، في تلك الظلمات الحالكة و الظروف العصيبة التي مرت بها تلك البلاد المسلمة. إلا أن الشيخ بسبب هذا التأثير الإعلامي القوي و الفاعل لهذه المجلة، واجه الكثير من المصاعب و العقبات التي وقفت في سبيله، حتى أنه كاد أن يدفع حياته ثمناً لمبادئه و ثباته عليها ؛ حينما قام أحد أفراد الطرق الصوفية بمحاولة اغتيال الشيخ في عام 1927 م، و لكن الله تعالى لطف و سلّم.

نهاية المجلة:
توقفت المجلة غداة اندلاع الحرب الحرب العالمية الثانية في شهر سبتمبر من عام 1939 م، على يد السلطات الفرنسية، و توفّي الشيخ عام 1940 م بعد حياة حافلة بالعطاء و الجهاد و الدعوة مخلّفاً وراءه ذكراً عاطراً و ثناءً وافرً. و لا نجد وصفاً لأثره الكبير في الجزائر المسلمة أدقّ من كلمات يسيرات قالها عنه المفكر الجزائري " مالك بن نبي " رحمه الله:" لقد بدأت معجزة البعث تتدفق من كلمات ابن باديس فكانت ساعة اليقظة، وبدأ الشعب الجزائري المخدر يتحرك، ويالها من يقظة جميلة مباركة". و قال عنه أخوه الأديب الشاعر الجزائري " محمد العيد آل خليفة " رحمه الله، أبياتاً صادقة، منها قوله:
بمثلك تعتزّ البلاد و تفخر
و تزهر بالعلم المنير و تزخر
طبعت على العلم النفوس نواشئا
بمخبر صدقٍ لا يدانيه مخبر.

رحم الله الشيخ عبدالحميد بن باديس رحمة واسعة على ما قدّم للإسلام و المسلمين، و أعلى منزلته في عليّين، و الله تعالى و لي التوفيق.

المراجع:
1 – كتاب " آثار ابن باديس "، عمّار الطالبي، مكتبة الشركة الجزائرية، الجزائر، الطبعة الأولى، 1966.
2 – كتاب " عبدالحميد بن باديس، العالم الرباني، و الزعيم السياسي "، الدكتور: مازن مطبقاني، دار القلم، دمشق، الطبعة الأولى، 1989.
3 – كتاب " عبدالحميد بن باديس، و بناء قاعدة الثورة الجزائرية "، بسّام العسلي، دار النفائس، بيروت، الطبعة الثانية، 1986.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إشكالية الكتابة المسرحية للطفل في الجزائر

مختارات من الشبكة

  • تلخيص الفصل الخامس عشر: فيما تتوقف عليه الأحكام من كتاب: رفع النقاب عن تنقيح الشهاب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة مسند الشهاب(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الشهاب في المواعظ والآداب (النسخة 7)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة إسعاف الطلاب بترتيب الشهاب (النسخة2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الشهاب المنصوري يرثي ولده(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مخطوطة كتاب الشهاب(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة إسعاف الطلاب بترتيب الشهاب(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الشهاب الثاقب للغاسق الواقب(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الشهاب في كشف الشبهات عن الحجاب (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الشهاب في كشف الشبهات عن الحجاب (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
7- تصحيح
محمد - الجزائر 11-04-2025 02:11 PM

لقد درست هذه الصحيفة في رسالة الماجستير "صحيفة الشهاب وقضايا المغرب العربي" أردت فقط إضافة أن المجلة أوقفها صاحبها الشيخ ابن باديس ولم توقفها السلطات الفرنسية.
كما أريد طباعة هذه الرسالة ليستفيد منها الطلبة والباحثين.

6- ملاحق حول الشهاب
رحمة - الجزائر 12-05-2016 08:48 PM

السلام عليكم أنا طالبة مقبلة على التخرح، و موضوع دراستي هو تحليل القضايا السياسية في مجلة الشهاب أرجو المساعدة ببعض الملاحق التي تخص:
الغلاف الخارجي للجريدة
الغلاف الخارجي للمجلة.
ملاحق حول تغير شعار المجلة.

5- السلفية
othman - algeria 19-12-2014 07:05 PM

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
السلفية نسية للسلف لا يوصف بها إلا من كان متبعا للسلف , من هم السلف ومن هم السلفية ؟
السلفية هم شيخنا بن باديس والإبراهيمي وعلماء جمعية العلماء المسلمين رحمهم الله جميعا والإمام محمد بن عبد الوهاب وكل علماء السنة كشيخ الإسلام بن تيمية وابن القيم وكل من كان على منهج النبوة وعاش بعد قرون الخيرية أما السلف هم من كان على منهج النبوة وعاش في القرون التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية ومن تبين له هذا فليكف عن مهاجمة السلفيين ووصفهم بفساد المنهج والله المستعان وعليه التكلان وصل اللهم على نبينا محمد وسلم وبارك وعلى آله وصحبه أجمعين

4- الإعلام
abdelhamid - الجزائر 17-11-2014 11:33 AM

مزيدا من الإعلام الالكتروني
أرجو نشر جميع أعداد المجلة.

3- مجلة الشهاب
Malek - Canada 24-08-2014 08:32 AM

الأخ العزيز الاستاذ مبارك القحطاني، السلام عليكم. أنا الدكتور مالك ابي صعب استاذ تاريخ المعاصر للشرق الأوسط في جامعة ماغيل، كندا. أرجو مساعدتي في الحصول على مجلة الشهاب لأنني أقوم في دراسة اعمال العلامة الشيخ الجليل عبد الحميد بن باديس. وشكراً سلفاً.

2- جزاك الله خيرا
العلمي حدباوي - الجزائر 13-11-2008 10:44 PM
جزاك الله عنا كل خير
وجعل مقامك في عليين
1- شكر
نتالي - لبنان 25-01-2008 07:00 PM
حقا هذ النص رائع وشكرا لكل الجزائرين وجميع المسلمين
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 15:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب