• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

أعظم المصائب وحديث عن الشيخ فكري بن محمود (الجزار)

أعظم المصائب وحديث عن الشيخ فكري بن محمود (الجزار)
د. رضا جمال عبدالمجيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/5/2013 ميلادي - 26/6/1434 هجري

الزيارات: 13739

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أعظم المصائب

وحديث عن الشيخ فكري بن محمود (الجزار)

- رحمه الله تعالى -


الحمد لله الحيِّ الذي لا يموت، والإنس والجن يموتون، والصلاة والسلام على من قال له ربُّه: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزمر: 30].

 

أمَّا بعدُ:

فأعظم المصائب: أن يكون لك إنسان (والد أو مربٍّ، أستاذ أو شيخ، أخ أو صديق)، تحبُّه ويحبُّك، تستشيرُه في كلِّ أمرك، تعلَم حبَّه وحِرصه عليك، وتستفيد من مشورته، وتستقوي به على المِحَن، وتتعلَّم مِن لحْظه قبل لفْظه، تتأدَّب وتتديَّن، وترى من وُفور عقله، وصائب حِكمته، ونافذ بصره، وحُسْن عَلاقته وصِلته بمَن حوله، واحترام كلِّ مَن يعرفه له، وتتشرَّف وتفتخر بمعرفتك له، وعَلاقتك به - ثم تَفقِده فجأةً، فتشعر أن شِقَّك قد سقط، وأنَّ قوَّتك قد ضعُفت، وأنَّ عزيمتك قد وهنت، وأنت مع ذلك تذكُره في كلِّ موقف يمرُّ بك، وتتذكَّر نصائحه وإرشاداته وتَعامُله مع مِثل هذه المواقف، وتتخيَّل لحظةَ أن تعود مِن غربتك وتذهب إلى حيث كنت تذهب إليه، فلا تجده؛ فلا تتخيَّل أنك لن تراه!

 

ذلكم هو فضيلة الشيخ فكري بن محمود (الجزار) - عليه سحائب الرَّحمات - بالنسبة لي ولكثير من تلامذته ومحبِّيه، لم يكن شيخًا فحسبُ، بل كان والدًا مربيًا، وأخًا صديقًا، وحبيبًا حنونًا...!

 

ذلكم هو المُحقِّق الكبير، والمدقِّق المُتقِن، العالم العامل، التقي الديِّن، الإمام الصابر، كلُّ مَن عرَفه واقترب منه وارتبط به، ردَّد قائلاً: (الشيخُ فكري عيني التي أرى بها)! وقد دبَّجتُ مسوَّدة مقالة سمَّيتُها: "شذى الأزهار، في ترجمة الشيخ فكري الجزار"، وعزمت أن أسجِّل مع الشيخ ترجمته، وأسأله عن تفاصيل حياته، وقد فعلتُ، ولكنَّه - وللأسف! - كان لقاءً واحدًا يتيمًا، ويا ليته تكرَّر! فقد شغلتْنا شواغلُ الحياة!

 

ولكن حسْبُنا من القلادة ما أحاط بالعنق، فلا عليَّ أنْ أشير إلى شيء يسير عن حياة الشيخ وما أعرِفه عنه، ولمُستَزيدٍ أن يستزيد من أخباره من معارفه وتلاميذه ومحبِّيه، أو أن يُضيف معارفُه وتلامذته ومحبُّوه عنه ممَّا يعرفون.

 

اسمه ونسبه ومولده ونشأته: هو الشيخ فكري بن محمود بن رجب بن سلامة (الجزار)، ووالداه من بلدتنا (قرية الأخميين - مركز القناطر الخيرية - محافظة القليوبية - مصر المحروسة)، وهو من مواليد القاهرة (حي الشرابية) عام 1951م، وبها نشأ مع والده المهندس محمود، وكانت لجدَّته (سماها لي الشيخ، ونِسيتُ اسمها الآن) أكبرُ الأثر في صلاحه، وتعويده على الصَّلاة والالتزام.

 

نشأته، وطلبه للعِلم، وحبُّه للقراءة، وسيرته العِلميَّة والعَملية: نشأ الشيخ نشأة مرفَّهة مدلَّلة؛ فقد كان والده مهندسًا، ويحيا حياة البشوات وأهل البَندر، وأحبَّ الشيخ القراءة منذ الصِّغر، فأقبل عليها بنَهمٍ شديد، وبدأ بقراءة صحيح البخاري، وكان صعبًا عليه، خصوصًا قراءة الإسناد، فبدأ يُمسِك بالقلم ويُسجِّل ملاحظاته، وتَمرَّس في القراءة في كلِّ الفنون، وما زال يقرأ ويَطَّلِع، ويُعلِّق ويُدقِّق، إلى أن توفَّاه الله تعالى، وقد جمع - رحمه الله تعالى - مكتبة عظيمة، حوت من فنون العلم، وكان يهتمُّ بها اهتمامًا بالغًا، ويُنظِّمها ويُرتِّبها، ويُتابِع ما جدَّ من الإصدارات، في شتى العلوم، وله اهتمامٌ خاصٌّ بكتب الطب والتداوي، وهو من قراء صحيفة الأهرام والجمهورية الدائمين، وله تعليقات على مقالات كثيرة، لو جُمِعت لصارت مجلدًا كبيرًا.

 

أمَّا عن مشايخه، فلم يُقدِّر الله تعالى للشيخ أن يتتلمذ على الشيوخ، أو أن يدرس عليهم مباشرةً، ولكنَّه كان لا يرى لطالب العلم أحسن من التتلمذ على أهل العلم، ويذمُّ الأخْذَ عن الصُّحف مباشرة لمن لم يتأهَّل لذلك، ويعترِف بأنَّ ما حدَث معه من عدم تتلمُذه على الشيوخ كان لا يَدَ له فيه، وقد حاول أن يَلتقي بمن يستطيع ويأخُذ عنهم، ولكن كانت تحول دون ذلك أمورٌ كثيرة.

 

وكان - رحمه الله تعالى - مع ذلك محبًّا للعلماء الربانيِّين، مُعظِّمًا لأقوالهم، متَّبعًا للحقِّ من كلامهم بحسب ما ظهر له، وكثيرًا ما يُثني عليهم؛ أمثال محدِّث الشام العلامة الألباني، وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، والفقيه العلَّامة ابن عثيمين، كما كان محبًّا لآل شاكر (أحمد محمَّد شاكر، ومحمود محمد شاكر)، وأيضًا العلامة عبدالسلام هارون، والعلَّامة الطناحي، وشغوفًا بعلومهم، مترسمًا خُطاهم في التحقيق، مضيفًا أو مستدركًا ما لاح له؛ مثلما فعل في كتاب "التنبيهات على التصحيفات والتحريفات"، وقد تُوفِّي الطناحي - رحمه الله تعالى - قُبيلَ الأضْحى (1419هـ، 3/1999م)، وكان الشيخ فكري - رحمه الله تعالى - يَعتزِم لقاءَه بعدَ الأضحى، ولكن قدَّر الله وما شاءَ فَعَل، وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون!

 

وكان للشيخ - رحمه الله تعالى - اهتمامٌ عجيب بتدبُّر القرآن الكريم، وله استنباطاتٌ عجيبة، بعضها يَذكُر الشيخُ أنَّه لم يُسبق إليه؛ يشهد بذلك كتابه المطبوع "نظرات واختيارات، في مناسبة خواتيم الآيات، مع فوائد بديعات"، ومسوَّدة كتابه "مِنَّة الرحمن، في تفسير القرآن".

 

وقد الْتحق الشيخ - رحمه الله تعالى - بأربع كليات، ولم يُقدِّر الله تعالى أن يتمَّ واحدة منهن! التحق بكلية العلاج الطبيعي، وكلية الترجمة الفورية بالأزهر، وكلية التجارة، وكلية العلوم..

 

وللشيخ - رحمه الله تعالى - رحلة كبيرة مع التَّحقيق، بل هو محقِّق مدقِّق لكل ما يقرأ، وكان يُقيِّد كل ذلك بالقلم؛ فهو لم يكن يقرأ إلا والقلم في يده...

 

فقد عمِل الشيخُ - رحمه الله تعالى - في دار الحرمين للطبع والنشر، وكان شريكًا فيها، ولكنَّه تركها لبعض الخِلافات التي نشِبتْ مع الشركاء، والتي لم تُعجب الشيخ..

 

وفي مسيرة التحقيق والتدقيق عمِل الشيخ في مجلة البلاغ مدقِّقًا ومُصحِّحًا، وتميَّز على أقرانه، وظهَر نبوغه، وأثارت دقة ملاحظاته إعجاب مُشرفيه، وكان من أعماله أنْ شارك في بعض الأعمال مع العلَّامة المدقِّق المحقِّق بكر بن عبدالله أبي زيد - رحمه الله تعالى - كان ذلك أثناء جمْع موسوعة أعمال ابن القيِّم للشيخ - رحمه الله تعالى - بدار الصحيفة التي كان يعمل الشيخ فكري مصحِّحًا فيها، وكان الشيخ بكر - رحمه الله تعالى - قد عَهِد بجمْعِها إلى أحد المصريِّين، وكانت قد وقعَتْ منه - المصري - أخطاءٌ فاحشةٌ وشنيعة، وكان تدخُّل الشيخ فكري - رحمه الله تعالى - سببًا في إيقاف هذا العمل في حينه؛ صيانةً للعلم، وللإمام ابن القيِّم، ولمكانة الشيخ بكر - رحمه الله تعالى – وأخبرني الشيخ فكري - رحمه الله تعالى - أنَّه ما زال يحتفظ بتلك الأوراق مصوَّرة بهذه الأخطاء التي وصل بعضها إلى عبارات كُفريَّة.

 

كما أنَّ الشيخ - رحمه الله تعالى - قد انتدبَه أحد الأثرياء السُّعوديِّين - وقد أثنى عليه الشيخ جدًّا - وأرسل له تأشيرة عملٍ، واتَّفقا على أن يقوما بإنشاء دار لتحقيق التراث، يكون الشيخ هو المسؤولَ العِلمي، والمُشرِف عليها، ويكون هذا السعوديُّ هو المموِّلَ، وبالفعل سافر الشيخ إلى السُّعودية، وحدثتْ ضائقة ماديَّة عند هذا السعودي، فعاد الشيخ إلى مصر، ثم انفرجت الأزمة وكاد المشروع أن يتمَّ، وأرسل الرجل للشيخ، ولكن قدَّر الله أن يُغيَّب الشيخ في سجون الظلم والطغيان في مصر، وانتهى بذلك ذلك المشروعُ الكبير..

 

وقبل أربع سنوات تولَّى الإشراف العِلمي على مكتب "الجديد النافع" العِلمي الكويتي، والذي كان مقرُّه في القاهرة، وقد أشرف على بعض إصداراته، إلى أنْ ترك العمل؛ نظرًا لظروفه.

 

وكان من خبر الشيخ العجيب الذي يُذكِّرنا بشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: أنه كان يقرأ ويُحقِّق، بل ألَّف كثيرًا من الكتُب، وحرَّر كثيرًا من التعليقات والتنبيهات في غيابات السُّجون، من ذلك (تصحيفات كتاب معاني القرآن للفراء، ومنة الرحمن في تفسير آيات القرآن)، وغير ذلك، وفي كشاكيله وكتاباته تأريخٌ لمراحل سَجْنه وتنقُّلاته في المعتقلات!

 

وقد قرأتُ عليه في سجن دمنهور من كتاب "المقتضب" في النحو لأبي العباس المبرِّد، فرأيتُ منه فَهْمًا عجيبًا، وذكاءً متوقدًا، وإتقانًا متينًا للنحو واللغة! وحكَى لي - رحمه الله - أنَّه حرَّر مسألة لُغويَّة ذات مرَّة، فأثنى عليه البعض قائلاً له: هذا لا يُحسِنه إلا دكتور في دار العلوم!

 

وقد كان للشيخ في سجن دمنهور درسٌ عجيب جدًّا؛ لم أرَه لغيره، ولم أسمع أنَّ أحدًا قام به! هذا الدرس هو قراءة في كتاب - أي كتاب - لا لجَرْد الكِتاب ولا لشَرْحه! بل لمعرفة كيف تُقرأ الكتُب؛ كلُّ الكتب، وكيف يُفهم كلام أهل العلم، متى يقف القارئ؟ ومتى يَصِل الكلام؟ وكيف يُوجَّه كلام المؤلِّف؟ وغير ذلك! وقد كان هذا الكتاب هو كتاب "التُّحفة السَّنية، شرح المقدِّمة الآجُروميَّة".

 

وكان للشيخ - رحمه الله تعالى - آراؤه واجتهاده التي يُخالِف فيها غيره، ولكنه يُخالِف بأدب، ويُنكِر بعلم، وهو ثابت على ما يَعتقِده حقًّا وصوابًا؛ من ذلك قول الشيخ بحُرمة لعب (كرة القدم)، وأيضًا اعتقاده حُرمة التصوير الفوتوغرافي إلَّا لحاجة ضروريَّة.

 

دَعوته وصبره على البلاء:

بدأ الشيخ - رحمه الله تعالى - دعوته في أوائل السبعينيَّات، وكان من جيل الروَّاد، وكان المشايخ - أمثال الشيخ نشأت أحمد، والدكتور محمَّد عبدالمقصود العفيفي - يُقدِّمونه لإلقاء الدَّرس إذا رأوه! وخطَب ودرَّس، ولكنَّه توقَّف عن الخطابة والتدريس ممَّا يَقرُب عن 25 سنة؛ لظروف كثيرة، أظهرُها الضَّغطُ الأمني، ولم يحظَ الشيخ بالشُّهرة لهذا، وما كان يحبها أصلاً، وقد عاوَد الشيخ التدريس قُبيل وفاته بحوالي عام، فكان له درس يوم الأربعاء في الشرابية، ولكن ظروف مرضه، وكِبَر سِنه حالت دون استمراره.

 

على أنَّه - رحمه الله تعالى - كان لا يفوِّت فرصةً يأمر فيها بالمعروف وينهى عن المنكر، ويدعو إلى الله تعالى بقلب ثابتٍ، وجأش قويٍّ، ورِفْق ومراعاة لأحوال المدعوِّين، وتقدير للظروف؛ ففي جنازة ابن عمِّه الحاج عبدالعاطي سلامة - وهو من أطيب أهل البلدة - أَعطى الشيخ فكري موعظةً بليغة، وحينما دُعي عند ابن ابنِ عمِّه أيمن حمودة سلامة على الغداء أيضًا، أتْحَفَنا بنُبذ من عِلمه، وما فتئ يأمر وينهى، ويُعلِّم ويُفيد، وهكذا هو في كلِّ موقف، وأكثر ما تَميَّز به الشيخ - رحمه الله تعالى - الدَّعوة العَمليَّة؛ فقد كان يدعو بعمله أكثرَ ممَّا يدعو بقوله، وكان في كل أمرٍ ينظُر إلى أمر الدين أولاً، وإن أَنْسَ لا أَنْسَ أوَّل درس سمعتُه منه مع أصحابي العَشَرة، وهو عن لزوم شرعيَّة كلِّ أمر نقوم به؛ فكان يقول لي ما معناه: هدفي هو أن أُفهِم الناس معنى الإسلام، وأن يَرجِعوا في كلِّ شؤونهم إلى الشريعة الغراء!

 

أمَّا صبره على البلاء، فقد ابتُلي الشيخ في الله تعالى بلاءً شديدًا؛ فقد اعتُقِل على مدار 25 سنة في سجون الظُّلم والطُّغيان في مصر، من غير تُهمةٍ ومن غير جَريرة، إلَّا عَلاقة الشيخ الطيِّبة بالناس والدُّعاة، وشِدَّته وصَراحته في الحقِّ، والشيخ - رحمه الله تعالى - لم يكن ينتمي لأيِّ تيار، أو لأيِّ حزب، أو لأيِّ جماعة، ولكن عَلاقته بالناس كانت حَسنة، إلَّا مَن أَنكر عليهم فلمَ يرجعوا عن خطئهم، فكان الشيخ يَهجُرهم في الله تعالى، وكان شديدًا في هذا الأمر - فاتَّهمتْه سلطات أمن الدولة في مصر بأنَّه من المُنظِّرين لتنظيم الجهاد، واعتُقِل في حادثة مقتل السادات حوالي سنتين، ثم خرج، واعتُقل بعدها حوالي ستة أشهر، وفي المرة الأخيرة اعتُقل حوالي 8 سنوات، وهي التي قابلْناه فيها وعرفْناه بعد أن لم نكن نعرفه أو نسمع عنه، أو يُحدِّثنا أحد مِن ذوينا بأمره، وهذا من الجحود الذي نحياه، أو عدم معرفتنا بعظمائنا! تنقَّل خلال هذه المُدد بين سجون مصر كلها فيما أحسب؛ من ليمان طرة، إلى وادي النطرون 1، 2، إلى ليمان أبو زعبل، ثم إلى سجن دمنهور، ثم أخيرًا إلى الوادي الجديد؛ كعقوبة على صَلابته في تعامُله مع ضبَّاط أمن الدولة، وهكذا كان - رحمه الله تعالى - لا يَلين معهم أبدًا، ولم يُقدِّم لهم أيَّة تنازلات أو ترخُّصات، وكان دائمًا ما يدعو عليهم قائلاً: اللهم انتقم منهم! خصوصًا إذا تذكَّر تعذيبهم وتشريدهم لإخوانه.

 

وأيضًا ابتُلي الشيخ - رحمه الله تعالى - في جسده؛ فقد كان يعاني من مرض السكري، وله معه أحوال غريبة حارَ معه الأطباء فيها، وقد توفي - رحمه الله تعالى - جراء غيبوبة السكر التي كانت تَنتابه كثيرًا.

 

مُصنَّفاته: له من الكتُب المطبوعة: "مختصر النبراس في المخالِف للشريعة من كلام الناس"، و"التنبيهات في التصحيفات والتحريفات"، وهو كتاب عجب؛ فيه أشياء لم يُسبَق إليها فيما أعلم، وكتاب عن "تناسب خواتيم الآيات وفوائد بديعات"، وكتب كثيرة تحت الطَّبع لم يُتمَّها الشيخ - رحمه الله تعالى - لعلَّ الله تعالى يأذن بكشف النِّقاب عن مُخدَّراتها، ويُسفِر نورها في الآفاق.

 

وقد نشرت بعض كتبه وتحريراته على (شبكة الألوكة)، وهذا رابط صفحته عليها:

http://www.alukah.net/Authors/View/Literature_Language/3836/

 

وله من التعاليق الحِسان، والفوائد الفرائد، والتنبيهات على التصحيفات والتحريفات، على كلِّ كتاب قرأه؛ فقد حدَّثني أنه منذ الصغر ومنذ نشأ لا يقرأ إلَّا بالقلم (والقلم ذو الحِبر الأسود؛ لأنه أوضح)، كما أنَّ له محاضراتٍ علميَّة، وخطبًا مفيدة، مسجَّلة على شرائط كاسيت؛ لعلَّ الله تعالى يُقيِّد لها مَن يُفرِّغها كتابة، ويُحرِّرها ويَنشُرها.

 

أمَّا عن سِيرته العَمَلية، فقد كان الشيخ - رحمه الله تعالى - عِصاميًّا، يأكُل من عملِ يده، فعمل في الجزارة، وكانت جزارته عجبًا! حكى لي أنَّ له زبائن مخصوصين لا يأكلون اللَّحم إلَّا من يده؛ فكان يذبح العجل ويُقسِّمه ويغلِّفه، ويذهب بالتاكسي إلى بيوتهم، ويوزِّع عليهم طلباتهم بنفسه، وهكذا تُقسَّم الذبيحة، ولا ينتظر مَن يشتري منه، ولا يُعلِّق الذبيحة كما هو الحال مع سائر الجزارين! كما أنَّ للشيخ محلَّ عطارة كبيرًا في حي الشرابية، وهو مُشارِك لصديق له فيه، وللشيخ اهتمامٌ عجيب بالعطارة والتوابل والأعشاب، والعسل الأبيض والزيوت الطبيعيَّة، ويَصِف منها العلاج للمَرضى.

 

أخلاقه وبِره وكرمه: أمَّا عن أخلاق الشَّيخ - رحمه الله تعالى - فقد رأيت ورأى مَن عاشَرَه من حُسن خُلُقه عجبًا، وأَعجَبُ ذلك وأكثر شيء تعلَّمناه منه: صِلة الرَّحم، وحُسْن سؤاله وتَفقُّده لأهله ومعارفه وتلامذته؛ فقد علَّمنا وعرَّفنا معنى كلمة (الأهل) منه حينما كان يُعاتِبنا ويقول: (يا واد نحن أهل!)، كان لهذه الكلمة وقعٌ عظيم جدًّا على قلبي، مع أنه كان يُقابَل بالجفاء! وكان في آخر أيَّامه يسأل عني وعن والديَّ وزَوجي وأولادي كأحنِّ أبٍ، وكأصدق صديق، وإلى قُبيل وفاته بأيَّام، وإن تأخَّرت عليه في الاتِّصال، اتَّصل بي هو وعاتبني أني لا أُطمئِنه على أحوالي وأهلي وأولادي!

 

وكان الشيخ - رحمه الله تعالى - ذا ذوق عالٍ، وأدَب رفيع؛ يَعرِف هذا مَن عاشَرَه، ودخل بيته، وخَبَر حياته..

 

وأمَّا عن كَرمه، فما رأيت إنسانًا في كَرمه، وكان بيته مليئًا بالخيرات، ويحتفي بزائريه احتفالًا عجيبًا، ويقوم على خِدمتهم بنفسه، حتى في السِّجن! فقدْ كنَّا عشرة إخوة، الْتقينا به في مدرسة يوسف - عليه السلام - (أعني سِجن الدُّعاة - مُعتقل دمنهور)، فدعانا وأطعمَنا، وكان يقوم على خِدمتنا جميعًا، وإذا أراد أحدُنا أن يساعده في شيء، انتهره بشدَّته ووقاره اللَّذين يمتلِئان بالحبِّ والبذل والعَطاء، وقد كان الشيخ عجيبًا في صناعة أشهى المأكولات، ويضَع عليها من التوابل والأعشاب ما يَزيد في حُسْن طعمها، مع نظافة وتنظيم عجيبينِ، كنَّا نلاحظه ونتعلَّم منه، ونقول له ممازحين: نريد أن نأتي بزوجاتنا يتعلَّمْنَ منكم يا شيخنا، فيَضحَك - رحمة الله عليه! - وما زالت زوجتي - حفظها الله تعالى - تذكُر طبق المكرونة باللحم المفروم الذي أتيتُ به من عنده، وتتمنَّى أن تصنع مثله!

 

بل كنَّا نحبُّ الذَّهاب إليه؛ لما يُتحِفنا به من أنواع المأكولات والفاكهة التي يختارها ويشتريها بعناية فائقة!

 

وفاته:

تُوفِّي الشيخ فكري - رحمه الله تعالى - يوم الخميس 23 جمادَى الأولى 1434هـ، الموافق 4 أبريل لعام 2013م، في غيبوبة مرض السكر التي كانت تُعاوِده بين الفينة والأخرى، وقد كثُرت عليه في أيَّامه الأخيرة.

 

هذا، ولم يكن الشيخ من المشهورين؛ لمَا ذكرتُ، ونحسب أن الله تعالى قد كتب له الأجر الحَسَن، والذِّكر الجميل؛ فقد قام محبُّوه وتلامذتُه وأقرباؤه البارُّون بإنشاء صفحة باسمه على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) بعنوان: "محبي الشيخ فكري محمود (الجزار)"؛ رجاء نشر عِلمه، والانتفاع به، ويكون من صحيفة حسناته المفتوحة، وهذا رابطها:

https://www.facebook.com/groups/489551617781928/

 

والله يستعمِلنا لخدمة تُراث الشيخ (المكتوب منه والمسموع)، ونشْر عِلمه في الآفاق...

 

ولكلِّ قارئ من أصدقاء الشيخ، وتلامذته ومعارفه ومحبِّيه أن يُضيف على هذه المقالة ويَزيد ما يعرِفه من أخباره، فلقد كتبتُها في ظروف قاسية من الغربة والانشغال، وألَم فقْد الشيخ - رحمه الله تعالى.

 

أقول: فحين يعيش المرء هذه اللحظات القاسية، ويُعاين ألَمَ فقْد أمثال هؤلاء العلماء الربانيِّين، والدُّعاة المخلصين، يشعُر بعِظم وقْع خبر موت خيرِ الخَلق - صلَّى الله عليه وسلَّم - على صحابته الكرام، ويعلم حقَّ اليقين وعين اليقين قولَ أمِّ المؤمنين عائشةَ - رضي الله عنها -: "لمَّا توفِّي رسول الله، ارتدَّت العرب، واشرأبتِ اليهوديَّة والنصرانيَّة، وعمَّ النِّفاق، وصار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية؛ لفقْد نبيِّهم"[1].

 

فيسترجع الإنسان، ويتحلَّى بالصَّبر، ولا يقول إلا ما يُرضي الربَّ، ويتواصى بالدَّعاء للشَّيخ، ويَستيقن أنَّ هذا الدِّين حيٌّ وباقٍ، وأنَّ أتباعه ليسوا باقين، وأنَّه واحدٌ منهم، قريبًا ما يأتي عليه الدَّور في الرحيل عن هذه الدنيا؛ فيسأل المليك العلَّام أن يتوفَّاه على ما تَوفَّى عليه الصالحين من عِباده، وأن يُلحِقه بنبيِّه الكريم، وأصحابه وأتباعه الميامين.



[1] [تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس (2/ 201)].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إنا لله وإنا إليه راجعون ملاذ ذوي المصائب
  • الوصايا العشر في مواجهة المحن والمصائب والأزمات الشخصية
  • لستَ وحيدا في المصائب
  • المصائب وعواقبها ( خطبة من الأقصى )

مختارات من الشبكة

  • الشيخ سليمان بن جاسر الجاسر في محاضرة بعنوان ( أعظم الأعمال بأعظم الأيام )(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • أعظم الأعمال بأعظم الأيام(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • الأربعون العقدية: فتح الأعز الأكرم شرح حديث أي الذنب أعظم (الجزء الثاني)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • الأربعون العقدية: فتح الأعز الأكرم شرح حديث أي الذنب أعظم (الجزء الأول)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • شرح حديث أبي هريرة: أي الصدقة أعظم؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث: أي الذنب أعظم عند الله؟(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • شرح حديث: أصبحوا بالصبح فإنه أعظم لأجوركم(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • حديث: أمرت أن أسجد على سبعة أعظم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث الثقة الڤرن عن بعض أعظم مواقع جهاد القرن(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حديث: أي الصدقة أعظم أجرا؟ ...(مقالة - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
15- من نوادره رحمه الله
محب للشيخ فكري رحمه الله - مصر 15-03-2017 01:13 AM

كان لا يلبس الثياب الثقيلة صيفا وشتاء، كان يلبس القميص الأبيض في الشتاء وفي معظم الأحيان ليس تحته شيء
رحمه الله رحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته

14- نهر الجود
عماد الجيزاوي - مصر 08-02-2015 10:44 PM

جزاك الله خيرا أخي الحبيب ياسر إمام ....والله لم ننسي شيخنا يوما ولكنك ذكرتنا بأيام هي الأجمل في حياتنا فإن شيخنا لم يبخل يوما على أحد بالنصح أو المال فقد كان له فضل علي في زواجي ووالله فعل معي ما لم يفعله أبي رحمه الله شيخنا رحمة واسعه ولم نكن نقدر قيمته ولكنه لم ينسى أحد منا يوما أما عن علمه فقد أحسنت أما عن طبق المكرونة فيبدو أن الجميع تذوقه أما عن العسل فقد تربي ابني عمر عليه وتراكم علي مبلغ لم أستطع أن أسدده فأسقطه عني رحمه الله أما عن بناتي حتى آخر أيامه فكنت أرى منه حب الجد الحنون أسأل الله أن يرحمه ويجزه بالحسان إحسانا وأن يغفر له ويدخله فسيح جناته أبي وحبيبي الشيخ الفاضل... فكري الجزار

13- نحسبه من الربانيين
أمجد الراعي - الأردن 30-05-2013 01:39 PM

تعلمت منه الكثير، كان محسنا في تعاملاته، وكان ماهرا في طهي الطعام، ولن أنسى الفول والمعكرونة التي كان يتقن الشيخ صنعهما، وكان يجود من كرمه على سجانيه، ويدعوهم إلى التوبة،وكان قويا لا يداهن في الحق.
رحمك الله يا شيخنا، وأسكنك الفردوس الأعلى.

12- سلمت يمينك يا شيخ إيهاب.. أكمل الحديث
رضا جمال أبو مسلم - مصر 29-05-2013 10:23 AM

كرِّر علي حديثهم يا حادي = فحديثهم يجلو الفؤاد الصادي

11- أتقرب إلى العزيزالغفار بحب شيخي(الجزار)
إيهاب أحمد فهمى عبد المجيد - مصر 28-05-2013 12:17 AM

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد عاصرت الشيخ رحمة الله عليه فترة ليست بالقصيرة في أواخر الثمانينيات تحديدا في آخرها وكنت حينذاك أعمل معه في محل الفراخ الذي هو الجزارة الآن وكان الشيخ رحمة الله عليه من أوائل من عمل بهذه المهنة(بيع الدواجن) بل ونشرها بين تجار الشرابية حيث لم تكن معروفة آنذاك وعلى ما أذكر كان الكيلو لا يتعدى 5أو 6جنيهات وكان الشيخ دقيقا جدا فى نظام العمل ولا يسمح بأى تهاون فى العمل من حيث النواحي الشرعية والإدارية حيث كان دائم التوجيه والإرشاد لكل من كان يعمل معه وجمع بين اللين فى النصح والشدة فى التعليم فما يلبث أن ينظر إليك كي تعلم أنك أخطأت أم أصبت ولي في ذلك مواقف عدة منها أن الشيخ كان ورعا جدا في مسألة الميزان وإن كان هناك أكثر من ذبيحة كان بعد ذبحها يقوم بأحداث علامة حتى لا تختلط بعد مرحلة التنظيف بالماكينة فيصعب معرفة هذه لمن أو هذه لمن وكان هناك أكثر من دجاجة وبعد الوزن والذبح قمت أنا بخطأ أنني أضعت العلامات وعندما رأي الشيخ رحمة الله عليه مني ذلك ماكان منه إلا أن ثار في وجهي معنفا وقائلا بالحرف كلمات لم أنسها حتى اليوم كعهدي بكل كلماته معى والحمد لله على نعمة الذاكرة قال لي بالحرف (طبعا ما يهمكش الأمر لأنه مش انت اللي هاتاكل فلوس حرام ) تعمدت أن أقول ما قا له لى بالعامية لسببين أولا لأمانة النقل عنه ثانيا لأستعيد نبرات صوته وكأني استرجع الموقف وهو يحدث الآن وكم آلمنى جدا أن أغضب الشيخ وآلمني أكثر ما وجدته منه من جهد في محاولة وزن الدجاج الواحدة تلو الأخرى لمحاولة إعطاء كل ذي حق حقه قدر المستطاع فكان موقف على رهيب ولكنني تعلمت منه بفضل الله كيف تكون الأمانة وكيف يكون الانضباط في العمل طاعة لله أولا قبل أن أرضى صاحب العمل ولا أبالغ إذا قلت أن الشيخ لم ينم ليلتها بسبب خطأي هذا فكل من كان قريب من الشيخ يعلم تماما مدى حرصه وأمانته في حقوق الناس .هذا موقف وإن كان عند البعض هين إلا أنه عندي يستحق الحديث أياما وأياما لاستخراج منه العظات والعبرات التي يفتقدها الكثير منا الآن ولا حول ولا قوة إلا بالله .وإلى حديث لاحق عن حبيبنا وشيخنا ومعلمنا رحمة الله عليه وجزاكم الله خيرا

10- شكر خاص، وحث على المتابعة!
رضا جمال أبو مسلم - مصر 22-05-2013 08:14 AM

شكر الله تعالى لك يا شيخ إيهاب، وأسأل الله تعالى أن يجعل ما تذكره عن الشيخ فكري رحمه الله تعالى في ميزان حسناته وحسناتك.. وإن شاء الله تعالى سيخرج كتاب ترجمته حافلًا مفيدًا نافعًا بإذن المولى جل وعلا إذا استمررت على هذا..
كما أحث غير الأخ إيهاب ممَّن عنده خبر عن الشيخ أن يذكر ما يعرفه عنه؛ ليخرج الكتاب (شذا الأزهار في ترجمة الشيخ فكر الجزار) على أكمل صورة مرجوة بإذن الله تعالى ، وحبَّذا يا شيخ إيهاب لو تتواصل معي ومَن أراد مِن محبي الشيخ على بريدي الخاص، وهذا هو:
redagm19@gmail.com

وصل الله بالإيمان أُخوتنا، وجمَعنا في الجنة مع أحبَّتنا

9- اتقرب الى العزيزالغفاربحب شيخى(الجزار)
أيهاب أحمد فهمى عبد المجيد - مصر 22-05-2013 01:39 AM

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم
ابتداءا أعتذر إذ أنني لم أقرأ رسالة الأخ جمال إلا الآن وإلا ما كنت لأستطيع التكاسل عن ذكر مواقف تتعلق بحب شيخي وحبيبي الشيخ فكري وأنا أملك الكثير في جعبة ذكرياتي مع الحبيب ولولا ظلمة السجون وفراقه التي حاول الطغاة أن تكون حائلا بينه وبين أحبائه وتلامذته لكانت الذكريات أكثر وأكثر ولكنه قدر الله إذ أننا مؤمنون بقدره مهما كان وإلى إخوتي في الله ومن جمعني بهم حب الشيخ .
هذا موقف حدث لي فى بداية معرفتي بالشيخ لأول مرة منذحوالي 25عاما أو أكثر قليلا كانت البداية عندما دخلت أصلي فى مسجد العجيمى بشارع ستة بالشرابية ووقتها كان الشيخ له درس أسبوعي ولم أكن أعرفه في ذلك الوقت ولكن بعد الصلاة وأثناء انصرافي سمعت شخصا يضحك نعم يضحك وهذه الضحكة أثارت انتباهي لانها وبقدر الله تشبه إلى حدكبير ضحكة جدي لأمى وهوكان رجلا طيبا وكنت أحبه كثيرا فلما انتبهت لصاحب هذه الضحكة وجدته هذا الشيخ الذي أسبغ الله عليه من الوقار ما تستطيع معه أن تقف مشدوها ضحكة بريئة صافية من وجه بشوش لرجل وقور قلما يجمع هذه وتلك إلا رجلا غير عادي ومن هنا بدأت المعرفة وبدأ معها طريقا أسأل الله عز وجل أن تكون نهايته جمعا في جنة رب العالمين على حوض النبي صلى الله عليه وسلم .
أردت أولا أن أسرد قصة معرفتي بالشيخ أولا ثم أبدأ بعد ذلك في بعض المواقف التي تعرضت لها مع الشيخ حتى يكون الحديث مسلسا بحرفية بحيث إذا كان هناك تجميع لسيرة أو ماشابه تخرج بصورة جيدة قدر الاستطاعة وإلى رسالة أخرى مع كلام أكثر تفصيلا إن شاء الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

8- عن خالي رحمه الله أتحدث
أُبَيُّ محمود المصري - مصر 18-05-2013 05:28 PM

إنه خالي رحمه الله
والله عندما اكتب او أتكلم عنه اشعر أن لساني يقف عن الحديث..فمن أنا حتى أكتب عن عالمٍ بمكانته
هو خالي العزيز الذي كان يداعبنا صغاراً وكباراً
وكان يعلمنا حتى من داخل المعتقل فكنا نكتب له رسائل ونرسلها له في الزيارة...فيرد علينا بأجمل منها وتصحيح أخطائنا اللغوية والإملائية في الكتابة..

هو خالي...الذي ما شعرنا بالسعادة إلا عندما خرج من المعتقل بسبب حزن أمي الشديد عليه فكان البيت كله حزيناً...
هو خالي الذي كان سبباً في دخولي كلية دار العلوم.وكنت خائفا منها لصعوبتها...فقال لي: لا تقلق لو احتجت لشئٍ سأساعدك...وكان فترة دراستي يريد تدريبي على الكتابة الجيدة...فكان يعطيني اوراق ..من كتاب مناسبة خواتيم الآيات قبل طباعته ..لأكتبها له على الكمبيوتر...للتدريب على الكتابة الصحيحة....
وكان يعطيني بعض الكتب التي اطلبها منه لأقرأها

هو خالي الذي كان يغضب مني إذا وجدني نائما وقت الصلاة أو مقصرا فيها...ويحثنا دائما على حفظ القرآن
هو خالي الذي كان يطلبني معه في الجزارة ليعلمني ورغم ذلك يعطيني بعدها من المال ما لا أستحقه

هو خالي الذي كان رغم مرضه لا تنقطع زيارته لنا في البيت...وكان لا يدخل أبدا ويده خالية من فاكهة أو غيره...

هو خالي الذي كان في آخر أيامه رغم مرضه ودخوله في الغيبوبة ...عندما يفيق يسأل عن وقت الصلاة وكان في أولها يقوم ويتوضأ ويصلي..
هو الذي بعد خوله المستشفى كان يداعبنا وكان لسانه رطبا بذكر الله...
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ومته بلذة النظر لوجه ربنا الكريم والاستمتاع بالجلوس مع نبينا سيد المرسلين

7- غفر الله له ورضي عنه
أمنية محمد السيد - مصر 12-05-2013 12:08 AM

تقبل الله الشيخ وغفر له ولتلامذته، وصحبه،ومرافقيه، ونفع الله بتراثه، وهيئ لكتبه الناشر والناقل، جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم والحمد لله نستغفره ونتوب إليه،،

6- تجزية وحث تنبيه!
رضا جمال أبو مسلم - مصر 10-05-2013 01:43 PM

تجزية ودعاء: جزاكم الله خيرا أيها المعلقون جميعًا! ورحم الله تعالى شيخنا ووالدنا رحمة واسعة، وأسأله تعالى بمنه وكرمه أن يظل سجل حسنات الشيخ مفتوحا، تكتب له فيه الحسنات، وتعلو له به الدرجات..

حث وتنبيه: أحث جميع الإخوة وجميع معارف الشيخ وتلامذته ومحبيه (والأخ إيهاب خصوصًا) أن يضيفوا ما يعرفونه عنه، ولا يبخلوا بأي معلومة أو موقف.. وأنبههم إلى أني احتمال أجمع تلك التعليقات وهذه المواقف، إضافة إلى هذا المقال وأشياء أخرى، وأجعلها كلها كتابا مطبوعا بعنوان (شذا الأزهار، في ترجمة الشيخ فكري الجزار)..
ونسأل الله تعالى التوفيق والإعانة.. والقبول

1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب