• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

رواية فهرنهيت (451)

رواية فهرنهيت (451)
راي برادبري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/5/2013 ميلادي - 21/6/1434 هجري

الزيارات: 12340

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من الأدب العالمي (2)

(فهرنهيت 451)


وليد سميح عبد العال

(بدء):

كما أن (راي برادبري) يعد رائدًا في أدب الخيال العلمي فإنه يمكن القول إن رواية (فهرنهيت) رائدة في بابها. وبرغم أن تصوير حكم شمولي قاهر سبق في روايات أخرى كرواية (1984) لجورج أورويل وغيرها إلا أن ما تتميز به رواية فهرنهيت يتجاوز في رأيي الأمور الخيالية التي تحدثت عنها رواية جورج أورويل بالإضافة إلى المعاني الإنسانية العميقة التي تتضح من خلال تحول بطل الرواية من منفذ مخلص لعمليات إحراق كل أدوات الفكر التي قد يستخدمها أي أحد للاعتراض على هذا الحكم الشمولي، إلى مناهض لهذا القهر الساحق ومخاطرته بحياته من أجل هذا التغيير..

 

هذا التحول الخارق هو سر فتنة هذه الرواية الرائدة. تحول فكر الإنسان وانكشاف الحقائق والمعارف له، ثم تيقنه أن هذه المعرفة والحقيقة لها تبعات ثقيلة ينبغي أن يضحي من أجلها تضحيات عظمى حتى يجد لذة الراحة بعد الثبات في وجه القهر والتخلف. لا أظن أن قراءة الملخص تكفي للإحساس بروعة الرواية ولكن لعله محفز لقراءتها كاملة.

 

(ملخص الرواية):

كانت متعة (جاي مونتاج) أن يرى الأشياء وهي تحترق شاعرًا كأنه مايسترو تاريخي.. تتطاير ذرات الكتب المحترقة من حوله وهو ممسك بآلته ذات الفوهة الرهيبة تقذف اللهب هنا وهناك لابسًا خوذته التي تحمل رقم (451).

 

بعد أن ينهى مدة عمله يتأهب للعودة إلى منزله. في الطريق يقابل (مونتاج) إحدى جاراته، فتاة تدعى (كلاريس) في السابعة عشرة شديدة الحيوية.

 

تخبره أنها يمكن أن تتعرف عليه مغمضة العينين بسبب رائحة الكيروسين الذي يستخدم للحرق، وتخبره بأنها لا تخاف منه برغم أن كل الناس يخافون رجال الحريق. تسأله هل يقرأ من الكتب التي يحرقها فيقول: إن هذا مخالف للقانون. تتحدث معه عن أشياء غريبة عليه عن العشب والزهور وعن الوجه المرسوم على القمر في السماء وأنه تكون هناك قطرات من الندى على العشب في الصباح..!

 

استشعر (مونتاج) غرابة الفتاة في هذه الدقائق القليلة التي تحادثا فيها لكنها بروحها اللطيفة ووجهها الصافي وبأفكارها الغريبة تركت فيه أثرًا لا يمحى.

 

يعود مونتاج لبيته ليجد زوجته أقدمت على الانتحار وحولها علبة الأقراص المنومة، يتصل مسرعًا بالإسعاف ليجد الأمر قد انتهى في ساعات معدودة وتم معالجة زوجته (في البيت) من حالة التسمم من قبل بعض الفنيين الطبيين دون طبيب متخصص وذلك لكثرة تكرر محاولات الانتحار تسع أو عشر حالات كل ليلة..!

 

لا تذكر زوجة مونتاج محاولتها للانتحار وتسأله: هل كان عندنا حفل الليلة الماضية، وتنكر أشد الإنكار أنها فعلت ذلك.

 

ثم تثرثر حول تمثيلية سوف تذاع عبر دائرة من الجدار إلى الجدار (تلفاز عملاق في جدار المنزل) تشارك هي فيها من بيتها لتؤدي دور ربة المنزل، وتتمنى لو امتلكوا الجدار الرابع لتتم المتعة..!

 

مرة أخرى يقابل مونتاج الفتاة جارته في الطريق، وكانت تفعل شيئًا غريبًا آخر كانت تمشي تحت المطر بل وتتذوقه وتبتلع منه القطرات تخبره بأنها ذاهبة للطبيب النفسي الذي يرغمها أهلها على تلقي علاجه. يؤكد مونتاج أنها في نظره تحتاج إلى علاج نفسي فعلًا.

 

تسأله الفتاة كيف صار رجل إطفاء (أو رجل حريق)، وتقول إنه يختلف عن أي رجل حريق رأته. يشعر مونتاج بأن جسده ينقسم لقسمين نقيضين: شرير وطيب، حار وبارد، صلب ولين.

 

وقف بعد رحيلها ينظر للمطر.. فتح فمه والتقط بعض القطرات.

 

في العمل يشاهد كلب الصيد الإلكتروني الجديد الذي زود به مركز الإطفاء. كان يعمل بالتعرف على الروائح.. كان يستطيع التعرف على آلاف الروائح نظر مونتاج للكلب لمست يده أنفه شعر أن الكلب لا يحبه.

 

في الأيام التالية كان يرى كلاريس جارته تقوم دومًا بأعمال جديدة وغريبة: تجمع الزهور، تشم الأشجار.. يمشيان قليلًا حتى يصلا لبيتهما. قال لها مرة إنه يشعر بأنه يعرفها منذ زمن طويل.. يسألها لماذا هي ليست في المدرسة؟ فتقول إنهم لا يفتقدونها هناك ويقولون إنها ليست اجتماعية. وهي أيضًا ترى المدرسة لا فائدة فيها لا حوار ولا نقاش أنت فقط تتلقى الإجابات الجاهزة.

 

يعود مونتاج لعمله ويسمع خبرًا غريبًا: لقد برمج أحد الإطفائيين الكلب الإلكتروني ليهاجمه هو.. لقد كان نوعًا غريبًا من الانتحار..!

 

رحلت كلاريس فجأة من المكان بلا مقدمات ولم يدر مونتاج أين ذهبت. سمع في المذياع أن الحرب قد تعلن في أية لحظة.. التفت من حوله ليتامل زملاءه رآهم يتشابهون. كل رجال الإطفاء ذوو شعر أسود وحاجبين كثين وبشرة لوحتها الشمس وذقن يعكس لونًا أزرق معدنيًا لكأنهم انعكاسات لصورة واحدة.

 

يتساءل: هل كان الأمر دومًا هكذا (كان ياماكان)، وأن الكتب تحرق؟

تعجب قائده من عبارة (كان ياماكان).. كانت العبارة هي السطر الأول من إحدى قصص الأطفال التي وقعت عليها عينه.

 

تلقوا إنذارًا بالحرق لمنزل قديم، استقبلتهم امرأة عجوز قالت كلامًا لم يفهموه ظن قائدهم أنها تقصد به شيئًا، صفعها سائلًا إياها عن أدلة الاتهام كانت الإشارة تخبرهم عن القبو. انهالت عشرات الكتب على أرض القبو ووقفت المرأة بجوارهم صامتة لكنها كانت في صمتها أكثر اتهامًا وتأنيبًا لهم مما لو قالت بالفعل، أخذوا يحدثون صياحًا ليتغلبوا على صمتها المؤنب.

 

طارت الكتب فوق رأس مونتاج التقطت عيناه سطرًا من كتاب أمامه.. انحفر في ذهنه: (أخلد الزمن للنوم في شمس العصر). هوى كتاب آخر بين يديه.. أمسكه وبسرعة خبأه في سترته المليئة بالعرق ورسم البراءة على وجهه.

 

أخذت المرأة تتحسس أغلفة الكتب بحنان وكأنها تبثها شجونها. صاحوا بها حتى تخرج من البيت قبل الحرق لكنها لم تلتفت قال القائد: كثير من هؤلاء المخابيل يفضلون الاحتراق مع كتبهم. أخرجت المرأة عود ثقاب فركضوا مبتعدين وسرعان ما تحول البيت إلى كتلة من اللهب.

 

لما عاد مونتاج إلى بيته أخذ يفكر في حياته هو وزوجته مجرد رجل تافه خاوٍ متزوج من امرأة تافهة خاوية لا تفعل في يومها إلا وضع سماعات الأذن لسماع الموسيقا أو تظل تشاهد التلفاز. لقد أصبح التفاهم بينهم مثل تمثيل البانتومايم..!

 

أحس مونتاج في الصباح بالمرض..صداع ورجفة.. لم يستطع الذهاب إلى العمل بل وتقيأ حين شم رائحة الكيروسين التي ظل يشمها طوال عشر سنوات بلا إشكال..!

 

طلب منها الاتصال برئيسه في العمل لأنه كان يخشى مجرد سماع صوته.. يخشى أن يشعر بتغيره. أخذ يحدث زوجته عن المرأة التي ظلت في البيت لتحترق وتعجب: ما الذي يجعل إنسانًا يبقى في بيت يحترق.. لا بد أن هناك شيئًا ما..؟!

 

إن هناك شخصًا ما وراء كل كتاب، فكر وقضى عمره يصنع هذا الكتاب الذي نحرقه نحن في دقيقتين.

 

فوجئ مونتاج بزيارة رئيسه، دخل غرفته وكأنه يريد أن يلاحظ شيئًا جديدًا أخفى مونتاج الكتاب تحت الوسادة، جلس رئيسه وأشعل لفافة تبغ وأخذ يتحدث عن أهمية عملهم وتاريخ الإحراق العريق.. كانت زوجة مونتاج تنسق الفراش وأخذت تعدل الوسادة من خلفه أيقن أن يدها اصطدمت بالكتاب الآن لكنها لم تتكلم.. قال له رئيسه أنت تحب لعبة (البيسبول) فقال نعم فقال الرياضات الجماعية ممتعة ليس عليك فيها أن تفكر.. والمدارس تخرج عدائين، ومتسابقين بدلًا من أن تخرج النقاد العارفين.. لقد صارت كلمة (مثقف) سبة أنت تذكر كيف كنت تخشى وتكره الصبي الذكي الذي في مدرستك الذي كان يحل كل مسائل الرياضيات بسهولة وكيف كنت تخصه بالضرب والتعذيب.. الناس يجب أن يكونوا سواسية.. الكتب سلاح محشو.. تحول رجال الإطفاء إلى حراس لسلامة عقولنا.. إنهم رقباء.. قضاة.. منفذون..

 

هذا أنت يا مونتاج وأنا.. السود لا يحبون كارتون (سامبو) الصغير، احرقه، البيض لا يحبون رواية (كوخ العم توم) احرقها.. طائرات الهليكوبتر تحمل المحارق لكل أرجاء البلاد.. النار تحل كل شيء.. النار ذكية نقية طاهرة..

 

اجعل الناس يعيشون في سلام يشاركون في أسئلة عن الأغاني المشهورة، وأسماء عواصم الولايات.. معلومات سريعة الاحتراق.. تشعرهم بالذكاء والتفكير دونما تفكير.. ما يجب أن تتذكره يا مونتاج هو أننا (فتية السعادة)..

 

كلمة أخيرة: اعلم يا مونتاج أن كل رجل إطفاء تصيبه حكة يومًا ما ولو مرة واحدة في حياته فيتسائل: ماذا تقول هذه الكتب.. صدقني لو كانت قصصًا فهي تتحدث عن أناس لا وجود لهم، ولو كانت غير ذلك فالأمر أسوأ.. والآن ماذا لو حاول رجل إطفاء أن يأخذ معه - غير متعمد - كتابًا إلى داره...

 

نتركه لمدة 24 ساعة ولو لم يحرقه بعدها نأتي نحن ونتولى الأمر...

 

انصرف رئيسه تاركًا إياه في أسوأ حال.

 

اكتشف مونتاج أن زوجته أيضًا كانت تخبئ كتبًا.. عشرين كتابًا.. أخذت تبكي فهدأها وقال لها بأنه لا بد أن نعرف ماذا تقول هذه الكتب أولًا ثم نحرقها، تناول أحد الكتب وأخذ يقرأ من البداية.. أيقن أنه بحاجة لمساعدة لأنه لا يستطيع أن يفهم وحده.. تذكر رجلًا عجوزًا قابله يومًا في أحد الحدائق كان معه رقم هاتفه.. الأستاذ (فابر)..

 

حاول أن يقرأ بسرعة أكبر قدر ممكن قبل أن يحرق الكتب وتذكر أحد أعمامه؛ كان يقول له وهو صغير لئن ملأ الغربال بالرمل سيعطيه جائزة.. وقد خطر له أنه لو قرأ بسرعة فلربما يملأ الغربال..! ذهب لبيت (فابر) فتوجس منه لكنه سرعان ما علم صدقه حين قال إنه لا يريد أن يعود للحرق مرة ثانية.. تحادثا بعض الوقت وحكى له مونتاج كل ما حدث وأخبره أنه يخشى العودة ومواجهة رئيسه.. أعطاه فابر جهاز تنصت صغير يضعه في أذنه وقال له: سأوجهك وأنت تحادث رئيسك. سأله مونتاج: متى أستطيع أن أقوم بالتفكير لنفسي ؟ فقال له: اصبر ستجد ذلك قريبًا..

 

رجع مونتاج للعمل وأمام رئيسه أخرج الكتاب وألقاه في سلة المهملات قال له رئيسه اسمع هذه الكلمات: (قليل من العلم شيء خطير فاشرب حتى ترتوي ولا تكتفي بالتذوق الرشفات القليلة تسمم العقل أما الجرعات الكبيرة فتجعل العقل يفيق)..!!

 

دق صوت آلة الطبع لتخرج العنوان الجديد الذي ينبغي أن يذهبوا إليه لإحراقه ركبوا السيارة وانطلقوا.. سرعان ما توقفوا عند بيت مونتاج..!!

 

قال رئيسه: لقد حاولت أن تطير لتقترب من الشمس لكنك احترقت بها..

 

علم مونتاج وهو يرى زوجته تهرب مسرعة في سيارة أجرة أنها هي صاحبة البلاغ.. أعطاه رئيسه قاذفة اللهب وقال له: أريدك أن تحرق بيتك بيدك.. طهر نفسك بنفسك.. أخذ مونتاج يحرق بيته شاعرًا أن اللهب أشد حرارة واشتعالًا من ذي قبل.. شعر بالوهن والضعف بعد انتهائه.. ضربه رئيسه على رأسه فوقعت السماعة وجهاز التنصت.. قال رئيسه: إن الأمر أخطر مما تصورت لسوف نصل إلى صديقك أيضًا.. صرخ مونتاج قائلًا: لا.. وأطلق قاذفة اللهب في وجه رئيسه الذي لم يتحرك وسرعان ما صار كتلة من اللهب.. أطلق النار على الرجلين الآخرين وفر هاربًا ومن ورائه الكلب الإلكتروني.. التقط من الحديقة أربعة كتب لم تطلها النيران بعد وانطلق يركض تطارده الشرطة وطائرات الهليكوبتر.. ومن بعيد سمع المذياع يطلق هذا الخبر: لقد أعلنت الحرب..!

 

انطلق إلى بيت فابر الذي نصحه أن يتجه إلى الريف حتى لوس أنجلوس حيث يمتلئ الريف بالمشردين المتخرجين من هارفارد والجامعات..!

 

ملأ مونتاج حقيبته بالملابس المتسخة حتى لا يتعرف الكلب على رائحته وانطلق تحت المطر الذي بدأ ينهمر على الطرقات..

 

لما عبر النهر وجد نفسه بين العشب والشجر.. أخذ يتنفس روائح جديدة.. أبصر على البعد نارًا لكنها كانت تبعث الدفء والضوء لا الإحراق..

 

دنا من الناس حولها فدعوه للجلوس.. قال أحدهم: اقترب يا مونتاج كانوا قد علموا كل شيء عنه من التلفاز.. أبصر تلفازًا صغيرًا بجوارهم.

 

ولأنه لابد من كبش فداء تختم به القصة ويقدم للناس بسرعة أخذ التلفاز ينقل قصة البحث وسط حماس المشاهدين في كل مكان والمروحيات تطارد رجلًا ما حتى أطلقت عليه عدة طلقات معدنية كبيرة حوله لتسجنه واقترب الكلب الإلكتروني ليغرس إبرته في عنقه وتنتهي الحبكة ويقال: انتهى البحث مات مونتاج وانتقم المجتمع من جريمة ارتكبت في حقه..!

 

تعرف مونتاج على هؤلاء الناس المشردين علم أن منهم الأستاذ الجامعي وأصحاب التعليم والثقافة..

 

كانوا قد قاموا بفكرة غريبة فيما بينهم.. كل واحد منهم حفظ كتابًا وصار هو هذا الكتاب حتى لا ينسى الكتاب يومًا.. قال له الرجل الذي استقبله: هل تريد أن تقرأ (جمهورية أفلاطون) أنا جمهورية أفلاطون، هل تريد أن تقرأ ماركوس أوريليوس مستر (سيمون) هو ماركوس أوريليوس، هل تريد قراءة سويفت ورحلات جاليفر هذا سويفت، وهذا شوبنهور، وهذا أينشتين، وهذا أريستوفان، هذا غاندي، وهذا كونفوشيوس.. نحن نحفظ الكتب ثم نحرقها حتى لا يجدها أحد.. نبقي الكتاب في العقول نحن متشردون من الخارج ومكتبات من الداخل لا تحكم على الكتاب من العنوان..

 

أخذ الرجل يحادث مونتاج عن جدٍ له كان بارعًا في أشياء كثيرة وكان ينتج أشياء جميلة كم من لوحات لن ترسم، كم من نكات لن تقال، كم من ألحان لن تعزف.. كان جده يقول: إن كل إنسان ينبغي أن يترك شيئًا بعد موته.. ولدًا..بناءً.. قصيدة.. كتابًا..

 

تحدث التلفاز أن الحرب بدأت ثم انتهت.. سمعوا صوت القنابل وعلموا أن المدينة دكت وأصبحت كالتراب المسحوق.. علموا أنهم سيعودون إلى المدينة.. سيعودون إلى المدينة كالعنقاء التي تخرج من النار.. العنقاء الأسطورية التي في كل مائة عام تبني لنفسها محرقة وتحرق نفسها لكنها كانت تولد مرة ثانية من الرماد.. لكننا نختلف عن الطائر فلنا ذاكرة وسيأتي اليوم الذي نكف فيه عن إشعال المحرقة والوثب فيها..

 

سيقول كل واحد منهم شيئًا حين يأتون المدينة سيخرجون ما في قلوبهم.. أخذ مونتاج يفكر في الشيء الذي سيقوله حين يعود..

 

نظر مونتاج إلى الأشجار والثمار من حوله وعلم أنه أيضًا لديه ما يقوله حين يبلغ المدينة..

 

- انتهت -

 

(راي برادبري):

ولد في أغسطس 1920 وتوفي في يونيو 2012 عن عمر 91 عامًا اسمه رايموند دوجلاس برادبري ولد في مقاطعة ليك بولاية إلينوي بالولايات المتحدة الأمريكية وانتقلت أسرته إلى لوس انجلوس عام 1934 في فترة الكساد الكبير الذي عانت منه الولايات المتحدة في الثلاثينيات وبعد أن ترك المدرسة عمل في بيع الصحف وكان يؤلف ويكتب في أوقات الفراغ.

 

تزوج برادبري سنة 1947 وله أربع بنات.

 

كان برادبري طفلًا واسع الخيال، وقد باع أول رواية له عام 1941 وتفرغ بعدها للكتابة تمامًا.

 

هو ككل كتاب الخيال العلمي متشائم في رواياته وأن الإنسان يفكر في إنتاج السلاح قبل أن يفكر في الاستخدامات السلمية لكنه في رواية فهرنهيت ترك هناك أملًا في النهاية.

 

فاز بجوائز كثيرة عن أعماله، ومنها:

• جائزة (نيبولا)

 

• جائزة (برام ستوكر)

 

• جائزة (الخيال العلمي)

 

وغيرها من الجوائز الكثير. وكرمه الرئيس بوش الابن.

 

أوصى أن يدفن في حديقة الخالدين في وست وود فيلدج ويكتب على قبره: مؤلف رواية (فهرنهيت 451).

 

(أعماله):

لـ (برادبري) أعمال كثيرة مميزة ويقول النقاد بأنه يتميز بأسلوب شعري في الكتابة أو بعبارة أخرى لقد نقل الشعر إلى الرواية. ومثل هذا الأسلوب يضيع منه الكثير عند الترجمة للغة أخرى.

 

ألف ما يربو على ثلاث عشرة رواية، وأكثر من أربعمائة قصة قصيرة.

 

شارك وكتب العديد من المسرحيات والسيناريوهات السينمائية.

 

أهم أعماله:

• التواريخ المريخية                          1947

 

• الرجل المرسوم                            1951

 

• فهرنهيت 451                            1953

 

• شيء شرير من هذا الطريق يأتي         1962

 

• شجرة الهالوين

 

• الموت مهنة موحشة

 

• مقبرة للمجانين

 

• الحوت الأبيض

 

• ظلال خضراء

 

• الجراد الفضي

 

• الكرنفال الأسود

 

• تفاحات الشمس الذهبية

 

• دواء للوحشة

 

• يوم هطلت الأمطار للأبد

 

• السفاح الصغير

 

• أنا أغني كهرباء الجسد

 

• الكمبيوتر المسكون

 

(المراجع):

• روايات عالمية للجيب (فهرنهيت 451) ترجمة وإعداد د. أحمد خالد توفيق.

 

• ويكيبديا الموسوعة الحرة. وبعض مواقع الإنترنت الأخرى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رواية صورة دوريان جراي
  • مزرعة الحيوان للكاتب الإنجليزي جورج أورويل
  • ملخص رواية ( البيت الأعوج ) لأغاثا كريستي

مختارات من الشبكة

  • المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • الرواية البوليفونية أو الرواية المتعددة الأصوات(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • صور الفروق بين روايات الأحاديث في الصحيحين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نماذج من الرواية بالمعنى وحل الاختلاف فيها (8) خاتمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بداية الانطلاقة الثانية لثاني البشائر وحدوث معوقات عالقة في طريق الانطلاقة الثانية(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • رواية الحديث بالمعنى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رسالة إلى عبد الحميد الكاتب(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من حديث كتاب الرضاع(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • المرجحات عند التعارض ثلاثة وعشرون مرجحا(2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نماذج من الرواية بالمعنى وحل الاختلاف فيها (2) غسل الجمعة(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- رائع
إيمان - الجزائر 04-08-2014 05:59 PM

أ/ وليد سميح عبد العال بارك الله فيك، فعلا رواية ممتعة.

1- رواية رائعة
خالد حامد - السودان 07-01-2014 02:32 PM

جزاك الله خيرا إنها رواية رائعة حقا فقط من خلال عرضك لها وما زلت أبحث عن الرواية حتى أقرأها شكرا لك كثيرا لتعريفك لنا لهذه الرواية ونرجو المزيد من العرض للروايات العالمية

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب