• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

وقفات مع بعض العلماء (2)

وقفات مع بعض العلماء (2)
فتحي حمادة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/3/2013 ميلادي - 22/4/1434 هجري

الزيارات: 6023

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وقفات مع بعض العلماء (2)


نظرنا خلال المقالة السابقة في ترجمة لبعض العلماء الأعلام؛ ومنهم: مَعْمَر بن راشد، أبي عُرْوَة الأزدي، وابن إسحاق محمد بن إسحاق بن يَسَار بن خيار، وشُعْبة بن الحجاج بن الوَرْد الأَزْدي العَتَكِي، وسفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، ونافع بن أبي نعيم؛ ونستكمل اليوم معًا مجموعة أخرى من علماءنا[1].


في ترجمة حماد بن زيد:

قال أحمد بن حنبل: حماد بن زيد من أئمة المسلمين، من أهل الدين، هو أحب إليَّ من حماد بن سلمة.


وقال عبدالرحمن بن مَهْدِي: لم أرَ أحدًا قط أعلم بالسنة ولا بالحديث الذي يدخل في السنة من حماد بن زيد.


وروي عن سفيان الثوري، قال: رجل البصرة بعد شعبة ذاك الأزرق؛ يعني: حمَّادًا.


قال سليمان بن حرب: لم يكن لحماد بن زيد كتاب، إلا كتاب يحيى بن سعيد الأنصاري، وهذا دليل على حفظه.


وقال أحمد بن عبدالله العجلي: حماد بن زيد ثقة، وحديثه أربعة آلاف حديث، كان يحفظها، ولم يكن له كتاب.


في ترجمة الإمام الشافعي:

قال عن نفسه: جعلت لذتي في العلم.


قال الحميدي: سمعت الشافعي يقول: كنت يتيمًا في حجر أمي، ولم يكن لها ما تعطيني للمعلِّم، وكان المعلم قد رَضِي مني أن أقوم على الصبيان إذا غاب، وأخفف عنه، فكان يعلِّم الأطفال وهو صغير.


وعن الشافعي، قال: كنت أكتب في الأكتاف والعظام، وكنت أذهب إلى الديوان، فأستوهب الظهور، فأكتب فيها.


وقال عمرو بن سواد: قال لي الشافعي: كانت نَهْمَتي في الرمي، وطلب العلم، فنلتُ من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة عشرةً، وسكت عن العلم فقلت: أنت - والله - في العلم أكبر منك في الرمي.


قال أحمد بن إبراهيم الطائي الأقطع: حدثنا المزني، سمع الشافعي يقول: حفظتُ القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظتُ (الموطَّأ) وأنا ابن عشر.


وقال الشافعي أيضًا: لأن يلقى اللهَ العبدُ بكل ذنب إلا الشرك خيرٌ من أن يلقاه بشيء من الأهواء.


وقال أيضًا: لو عَلِم الناس ما في الكلام من الأهواء لفرُّوا منه، كما يفرُّون من الأسد.


قال يونس الصدفي: ما رأيتُ أعقلَ من الشافعي، ناظرتُه يومًا في مسألة، ثم افترقنا، ولقينِي، فأخذ بيدي، ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفقْ في مسألة.


قال الذهبي: قلت: هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام، وفقهِ نفسه، فما زال النظراء يختلفون.


قال تميم بن عبدالله: سمعتُ سويد بن سعيد يقول: كنتُ عند سفيان، فجاء الشافعي، فسلَّم وجلس، فروى ابن عيينة حديثًا رقيقًا، فغُشِي على الشافعي.


فقيل: يا أبا محمد، مات محمد بن إدريس، فقال ابن عيينة: إن كان مات، فقد مات أفضل أهل زمانه.


قال محمد بن عبدالله بن عبدالحكم: كان الشافعي بعد أن ناظر حفصًا الفرد يكره الكلام، وكان يقول: والله، لأن يُفتِيَ العالم فيقال: أخطأ العالم، خيرٌ له من أن يتكلَّم فيقال: زنديق، وما شيء أبغض إليَّ من الكلام وأهله.


وقال الشافعي أيضًا: مَن تعلم القرآن عظمت قيمته، ومَن تكلم في الفقه نما قدره، ومَن كتب الحديث قويت حجته، ومَن نظر في اللغة رقَّ طبعه، ومَن نظر في الحساب جزل رأيه، ومَن لم يَصُنْ نفسه، لم ينفعه علمه.


وقال: وددتُ أن الناس تعلموا هذا العلم - يعني: كتبه - على ألاَّ ينسب إليَّ منه شيء.


وقال أيضًا: إذا وجدتُم في كتابي خلافَ سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقولوا بها، ودعوا ما قلته.


قال أبو ثور: سمعتُه يقول: كل حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو قولي، وإن لم تسمعوه مني.


ويروى أنه، قال: إذا صحَّ الحديث فهو مذهبي، وإذا صحَّ الحديث فاضربوا بقولي الحائط.


وكان الشافعي قد جزأ الليل: فثلثه الأول يكتب، والثاني يصلي، والثالث ينام.


وقال الربيع: كان الشافعي مارًّا بالحذائين، فسقط سوطُه، فوثب غلام، ومسحه بكمه، وناوله، فأعطاه سبعة دنانير.


وهذا دليل على أنه كان سخيًّا جدًّا، ومما يؤكد ذلك أن الربيع قال: تزوجتُ، فسألني الشافعي: كم أصدقتها؟ قلت: ثلاثين دينارًا، عجلت منها ستةً، فأعطاني أربعةً وعشرين دينارًا.


وقال الحميدي،: قَدِم الشافعي صنعاء، فضربت له خيمة، ومعه عشرة آلاف دينار، فجاء قوم، فسألوه، فما قلعت الخيمة ومعه منها شيء.


قال الشافعي: خرجتُ إلى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى كتبتها وجمعتها.


قال الشافعي: أصل العلم: التثبيت، وثمرته: السلامة، وأصل الورع: القناعة، وثمرته: الراحة، وأصل: الصبر الحزم، وثمرته: الظَّفَر، وأصل العمل: التوفيق، وثمرته: النُّجْح، وغاية كل أمر: الصدق.


وقال أيضًا: العالم يسألُ عمَّا يعلم وعمَّا لا يعلم، فيثبت ما يعلم، ويتعلم ما لا يعلم، والجاهل يغضب من التعلم، ويأنف من التعليم.


وقال: العلم علمانِ: علم الدين وهو الفقه، وعلم الدنيا وهو الطب، وما سواه من الشعر وغيره، فعناء وعبث.


في ترجمة يحيى بن مَعِين:

قال أحمد بن زهير: ولد يحيى في سنة ثمان وخمسين ومائة، قال الذهبي: قلتُ: وكتب العلم وهو ابن عشرين سنةً.


قال ابن عَدِي: حدَّثني شيخ كاتب - ذكر أنه قرابة يحيى بن معين - قال: كان مَعِين على خراج الرَّيِّ، فمات، فخلف ليحيى ابنه ألف ألف درهم، فأنفقه كله على الحديث حتى لم يبقَ له نعلٌ يلبسه.


قال ابن المَدِيني: انتهى العلم بالبصرة إلى يحيى بن أبي كثير، وقتادة، وعلم الكوفة إلى أبي إسحاق، والأعمش، وعلم الحجاز إلى ابن شهاب، وعمرو بن دينار، وصار علم هؤلاء الستة إلى اثني عشر رجلاً؛ ابن أبي عروبة، ومعمر، وشعبة، وحماد بن سلمة، والسُّفْيَانينِ، ومالك، والأوزاعي، وابن إسحاق، وهشيم، وأبي عوانة، ويحيى بن سعيد، ويحيى بن أبي زائدة...، إلى أن ذكر ابن المبارك، وابن مهدي، ويحيى بن آدم، فصار علم هؤلاء جميعهم إلى يحيى بن معين.


قال الذهبي: قلت: نعم، وإلى: أحمد بن حنبل، وأبي بكر بن أبي شيبة، وعلي، وعدَّة، ثم من بعد هؤلاء إلى أبي عبدالله البخاري، وأبي زُرْعة، وأبي حاتم، وأبي داود، وطائفة، ثم إلى أبي عبدالرحمن النسائي، ومحمد بن نصر المروزي، وابن خزيمة، وابن جَرِير.


ثم شرع العلم ينقص قليلاً قليلاً، فلا قوة إلا بالله.


قال أحمد بن حنبل: ها هنا رجل خلقه الله لهذا الشأن، يُظهِر كذب الكذَّابين؛ يعني: ابن معين.


وقال هارون بن معروف: قَدِم علينا شيخ، فبكرت عليه، فسألناه أن يملي علينا، فأخذ الكتاب، وإذا الباب يدق، فقال الشيخ: مَن هذا؟ قال: أحمد بن حنبل، فأَذِن له، والشيخ على حالته لم يتحرَّك، فإذا آخر يدق الباب، فقال: مَن ذا؟ قال: أحمد الدورقي، فأَذِن له، ولم يتحرك، ثم ابن الرومي فكذلك، ثم أبو خَيْثَمة فكذلك، ثم دق الباب، فقال: مَن ذا؟ قال: يحيى بن مَعِين، فرأيت الشيخ ارتعدت يده، وسقط منه الكتاب.


قال أحمد بن عقبة: سألت يحيى بن معين: كم كتبت من الحديث؟ قال: كتبت بيدي هذه ستمائة ألف حديث.


قال الذهبي: قلت: يعني بالمكرر.


وخلف يحيى من الكتب مائة قمطر، وأربعة عشر قمطرًا، وأربعة حباب شرابية مملوءة كتبًا.


وذكر أن يحيى بن معين خلَّف من الكتب ثلاثين قمطرًا وعشرين حبًّا، فطلب يحيى بن أكثم كتبه بمائتي دينار، فلم يَدَعْ أبو خيثمة أن تباع.


قال يحيى: ما رأيتُ على رجل خطأً إلا سترتُه، وأحببت أن أزين أمره، وما استقبلت رجلاً في وجهه بأمر يكرهه، ولكن أبيِّن له خطأه فيما بيني وبينه، فإن قبل ذلك، وإلا تركته.


وقال ابن الغلابي: قال يحيى: إني لأحدِّث بالحديث، فأسهر له؛ مخافة أن أكون قد أخطأت فيه.


وقال يحيى بن مَعِين: كتبت بيدي ألف ألف حديث.


وقال: لو لم نكتب الحديث خمسين مرةً ما عَرَفناه.


قال إبراهيم بن عبدالله بن الجُنَيد: سمعت يحيى بن معين يقول: ما الدنيا إلا كحلم، والله ما ضر رجلاً اتقى الله على ما أصبح وأمسى، لقد حججتُ وأنا ابن أربع وعشرين سنةً، خرجتُ راجلاً من بغداد إلى مكة، هذا من خمسين سنةً، كأنما كان أمس.


في ترجمة الإمام أحمد بن حنبل:

طلب العلم وهو ابن خمس عشرة سنةً، في العام الذي مات فيه مالك، وحماد بن زيد.


فعدَّة شيوخه الذين روى عنهم في (المسند) مائتان وثمانون ونيِّف.


قال عبدالله بن أحمد: قال لي أبي: خُذْ أيَّ كتاب شئت من كتب وَكِيعٍ من المصنف، فإن شئتَ أن تسألني عن الكلام حتى أخبرك بالإسناد، وإن شئت بالإسناد حتى أخبرك أنا بالكلام.


وقال: قال لي أبو زرعة: أبوك يحفظُ ألف ألف حديث، فقيل له: وما يدريك؟ قال: ذاكرته، فأخذت عليه الأبواب.


وعن أبي زُرْعة، قال: حُزِرت كتب أحمد يوم مات، فبلغت اثني عشر حملاً وعدلاً، ما كان على ظهر كتاب منها: حديث فلان، ولا في بطنه: حدثنا فلان، كل ذلك كان يحفظه.


قال إبراهيم الحربي: رأيت أبا عبدالله، كأن الله جمع له علم الأولين والآخرين.


وعن رجلٍ قال: ما رأيت أحدًا أعلمَ بفقه الحديث ومعانيه من أحمد.


وقال ابن راهويه: كنتُ أجالس أحمد وابن مَعِين، ونتذاكر، فأقول: ما فقهه؟ ما تفسيره؟ فيسكتون إلا أحمد.


قال أبو بكر الخلال: كان أحمد قد كتَبَ كُتُبَ الرأي وحَفِظها، ثم لم يلتفتْ إليها.


وعن شيخ: أنه كان عنده كتاب بخط أحمد بن حنبل، فقال: كنا عند ابن عُيَينة سنةً، ففقدت أحمد بن حنبل أيامًا، فدللت على موضعه، فجئت، فإذا هو في شبيهٍ بكهفٍ في جيادٍ، فقلت: سلام عليكم، أدخل؟ فقال: لا، ثم قال: ادخل، فدخلت، وإذا عليه قطعة لبد خلق، فقلت: لِمَ حجبتني؟ فقال: حتى استترتُ، فقلت: ما شأنك؟ قال: سرقتْ ثيابي، قال: فبادرت إلى منزلي، فجئتُه بمائة درهم، فعرضتُها عليه، فامتنع، فقلت: قرضًا، فأبى، حتى بلغت عشرين درهمًا، ويأبى، فقمت، وقلت: ما يحل لك أن تقتل نفسك، قال: ارجع، فرجعتُ، فقال: أليس قد سمعت معي من ابن عيينة؟ قلت: بلى، قال: تحب أن أنسخه لك؟ قلت: نعم، قال: اشترِ لي ورقًا، قال: فكتب بدراهمَ اكتسى منها ثوبين.


وقال عبدالرزَّاق: ما رأيت أحدًا أفقه ولا أورع من أحمد بن حنبل.


وقال الهيثم بن جميل الحافظ: إن عاش أحمد، سيكون حجةً على أهل زمانه.

 

وقال قُتَيبة: خير أهل زماننا ابن المبارك، ثم هذا الشاب - يعني: أحمد بن حنبل - وإذا رأيت رجلاً يحب أحمد، فاعلم أنه صاحب سنة.

 

وقال قُتَيبة: لولا الثوري لمات الورع، ولولا أحمد لأحدثوا في الدين، أحمد إمام الدنيا.

 

وقال حَرْمَلة: سمعتُ الشافعي يقول: خرجتُ من بغداد، فما خلفت بها رجلاً أفضل، ولا أعلم، ولا أفقه، ولا أتقى من أحمد بن حنبل.

 

ورُوِي عن إسحاق بن راهويه، قال: أحمد حجَّة بين الله وبين خلقه.

 

وعن ابن المَدِيني، قال: أعزَّ الله الدين بالصِّديق يوم الردَّة، وبأحمد يوم المحنة.

 

وقال أبو عُبَيد: إني لأتديَّن بذكر أحمد، ما رأيت رجلاً أعلم بالسنة منه.

 

وروى عباس، عن ابن معين، قال: ما رأيت مثل أحمد.

 

وقال عبدالله بن أحمد: قال أصحاب بشر الحافي له حين ضرب أبي: لو أنك خرجت فقلت: إني على قول أحمد، فقال: أتريدون أن أقوم مقام الأنبياء؟!

 

يريد أن يقول: إن أحمد يسير على نهج الأنبياء، ولا يمكن لأحد أن يقوم بهذا إلا مَن يتشبه بالأنبياء.

 

وقال عمرو الناقد: إذا وافقني أحمد بن حنبل على حديث، لا أبالي مَن خالفني.

 

قال إمام الأئمة ابن خزيمة: عن الدنيا ما كان أصبره! وبالماضين ما كان أشبهه! وبالصالحين ما كان ألحقه! عرضت له الدنيا فأباها، والبدع فنفاها.

 

وقال النسائي: جمع أحمد بن حنبل المعرفة بالحديث، والفقه، والورع، والزهد، والصبر.

 

قال الحُمَيدي: ما دمت بالحجاز، وأحمد بالعراق، وابن راهويه بخراسان لا يغلبنا أحد.

 

قال أبو عُبَيد القاسم بن سلام: انتهى العلم إلى أربعةٍ: أحمد بن حنبل - وهو أفقههم فيه - وإلى ابن أبي شيبة - وهو أحفظهم له - وإلى علي بن المَدِيني - وهو أعلمهم به - وإلى يحيى بن مَعِين - وهو أكتبهم له.

 

وقال إسماعيل بن الخليل:

لو كان أحمد بن حنبل في بني إسرائيل، لكان آيةً.

 

وعن علي بن شعيب، قال: عندنا المثل الكائن في بني إسرائيل، من أن أحدهم كان يوضع المنشار على مفرق رأسه، ما يصرفه ذلك عن دينه، ولولا أن أحمد قام بهذا الشأن، لكان عارًا علينا أن قومًا سبكوا، فلم يخرج منهم أحد.

 

وهذا دليل على صبر الإمام أحمد بما أصابه من أذى، فضلاً عن أن الأذى كان عظيمًا، ولا يتحمله أحد؛ لذلك قالوا: إن الإمام أحمد لو كان في بني إسرائيل لكان معهم آية.

 

وقال إبراهيم الحربي: "عالم وقته: سعيد بن المسيب في زمانه، وسفيان الثوري في زمانه، وأحمد بن حنبل في زمانه".

 

قال صالح بن أحمد: ربما رأيتُ أبي يأخذ الكسر، ينفض الغبار عنها، ويصيرها في قصعة، ويصب عليها ماءً، ثم يأكلها بالملح، وما رأيته اشترى رمَّانًا، ولا سفرجلاً، ولا شيئًا من الفاكهة، إلا أن تكون بطيخةً - فيأكلها بخبز - وعنبًا وتمرًا.

 

وقال لي: كانت والدتك في الظلام تغزلُ غزلاً دقيقًا، فتبيع الأستار بدرهمين أقل أو أكثر، فكان ذلك قوتنا، وكنا إذا اشترينا الشيء، نستره عنه كيلا يراه، فيوبِّخنا، وكان ربما خبز له، فيجعل في فخارة عدسًا وشحمًا وتمرات شهريز، فيجيء الصبيان، فيصوت ببعضهم، فيدفعه إليهم، فيضحكون ولا يأكلون.

 

وكان يأتدم بالخل كثيرًا.

 

قال المَرُّوذِي: رأيتُ طبيبًا نصرانيًّا خرج من عند أحمد ومعه راهب، فقال: إنه سألني أن يجيء معي ليرى أبا عبدالله.

 

وأدخلت نصرانيًّا على أبي عبدالله، فقال له: إني لأشتهي أن أراك منذ سنين، ما بقاؤك صلاح للإسلام وحدهم، بل للخلق جميعًا، وليس من أصحابنا أحد إلا وقد رَضِي بك.

 

فقلت لأبي عبدالله: إني لأرجو أن يكون يدعى لك في جميع الأمصار، فقال: يا أبا بكر، إذا عَرَف الرجل نفسه، فما ينفعه كلام الناس.

 

قال عباس الدوري: حدثنا علي بن أبي فزارة - جارنا - قال: كانت أمي مقعدةً من نحو عشرين سنةً، فقالت لي يومًا: اذهب إلى أحمد بن حنبل، فسله أن يدعو لي، فأتيتُ، فدققت عليه وهو في دهليزه، فقال: مَن هذا؟ قلتُ: رجل سألتْنِي أمي - وهي مقعدة - أن أسألك الدعاء، فسمعت كلامه كلام رجل مغضب، فقال: نحن أحوج أن تدعو الله لنا، فوليتُ منصرفًا، فخرجت عجوزٌ، فقالت: قد تركته يدعو لها، فجئت إلى بيتنا، ودققت الباب، فخرجت أمي على رجليها تمشي.

 

قال عبدالله بن أحمد: كان أبي يصلِّي في كل يوم وليلة ثلاث مائة ركعة، فلما مَرِض من تلك الأسواط، أضعفتْه، فكان يصلي كل يوم وليلة مائةً وخمسين ركعةً.

 

وعن أبي إسماعيل الترمذي، قال: جاء رجل بعشرة آلاف من ربح تجارته إلى أحمد، فردها، فكان فقيرًا زاهدًا وعفيفًا.

 

وقيل: إن صَيْرَفيًّا بذل لأحمد خمسمائة دينار، فلم يقبل.

 

حُمِل إلى الحسن الجَرَوِي ميراثُه من مصر مائة ألف دينار، فأتى أحمد بثلاثة آلاف دينار، فما قبِلها.

 

وبالرغم من العذاب الذي لَقِيه الإمام أحمد فإنه لم يتأوَّه من شدة الألم، وقد قال ابنه: ما سمعتُ لأبي أنينًا حتى مات، وعندما انتهت المحنة وجاء الخير وجاءت له الدنيا راغمة؛ قال الإمام: تمنيت الموت، وهذا أمر أشد عليَّ من ذلك، ذاك فتنة الضرب والحبس كنت أحمله، وهذه فتنة الدنيا.

 

وكان يقول: الخوف يمنعني أكل الطعام والشراب، وإذا ذكرت الموت هان عليَّ كل أمر الدنيا، إنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وإنها أيام قلائل، ما أعدل بالفقر شيئًا، ولو وجدت السبيل، لخرجت حتى لا يكون لي ذِكْر.

 

وقال: أريد أن أكون في شِعْبٍ بمكة حتى لا أعرف، قد بليت بالشهرة، إني أتمنَّى الموت صباحًا ومساءً.

 

"وعن أبي زرعة قال: حُزِرتْ كتب أحمد يوم مات، فبلغت اثني عشر حملاً وعدلاً، ما كان على ظهر كتاب منها: حديث فلان، ولا في بطنه: حدَّثنا فلان، وكل ذلك كان يحفظه على ظهر قلبه.

 

وقال قُتَيبة بن سعيد: كان وكيع إذا كانت العتمةُ ينصرف معه أحمد بن حنبل، فيقف على الباب، فيذاكره، فأخذ وكيع ليلةً بعضادتي الباب، ثم قال: يا أبا عبدالله، أريد أن ألقي عليك حديث سفيان، قال: هاتِ، قال: تحفظ عن سفيان عن سلمة بن كُهَيل كذا؟ قال: نعم، حدَّثنا يحيى، فيقول سلمة كذا وكذا، فيقول: حدَّثنا عبدالرحمن، فيقول: وعن سلمة كذا وكذا، فيقول: أنتَ حدثتنا حتى يفرغ من سلمة، ثم يقول أحمد: فتحفظ عن سلمة كذا وكذا؟ فيقول وكيع: لا، ثم يأخذ في حديث شيخ شيخ، قال: فلم يزل قائمًا حتى جاءت الجارية فقالت: قد طلع الكوكب أو قالت: الزُّهْرة"[2].

 

في ترجمة إسحاق بن راهويه:

قال يحيى بن يحيى: ليومٌ من إسحاق أحب إليَّ من عمري.

وقال محمد بن عبدالوهَّاب الفراء: رَحِم الله إسحاق، ما كان أفقهه وأعلمه!

 

قال الحاكم: إسحاق بن راهويه إمامُ عصره في الحفظ والفتوى، سكن نيسابور، ومات بها.

 

وقال محمد بن أسلم الطوسي حين مات إسحاق: ما أعلم أحدًا كان أخشى لله من إسحاق، يقول الله - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28].

 

قال: وكان أعلم الناس.



[1] تم الاستعانة بكتاب سير أعلام النبلاء.

[2] طبقات الشافعية الكبرى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وقفات مع بعض العلماء (1)
  • وقفات مع بعض العلماء (3)
  • وقفات مع بعض العلماء (4)
  • وقفات مع بعض العلماء (5)

مختارات من الشبكة

  • وقفات مع موت العلماء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (10)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (9)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (8)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (7)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (6)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (5)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (4)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (3)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفات مع القرآن: وقفة مع آية (2)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب