• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

مدينة نابلس وسكانها في أعين الرحالة فرانسوا ميشو والأخوين بوجولا

مدينة نابلس وسكانها في أعين الرحالة فرانسوا ميشو والأخوين بوجولا
يوسف نكادي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/2/2013 ميلادي - 13/4/1434 هجري

الزيارات: 8153

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مدينة نابلس وسكانها

في أعين الرحالة فرانسوا ميشو والأخوين بوجولا

 

شكلت فلسطين محطة من بين محطات المشرق[1] التي شد الأوربيون إليها الرحال منذ العصور القديمة.

 

ويبدو أن الفرنسيين مثلوا نسبة كبيرة منهم. فقد جبلوا على حب الترحال الذي غدا بعد الحروب الصليبية تقليدا من ضمن تقاليدهم. وتزايدت وتيرته ليبلغ الذروة خلال القرن التاسع عشر، حيث ارتفع عدد الرحالة وتكاثرت أدبيات الرحلة؛ حتى أن أحد الباحثين المعاصرين خص الذين قاموا من الفرنسيين برحلات إلى المشرق خلال هذه الحقبة التاريخية بأنطلوجية تجاوزت ألفا ومائة صفحة[2].

 

ومن المفيد التذكير في هذا المقام بأن تسمية "الشرق" (l’Orient) الواردة في عناوين مؤلفات الرحالة الفرنسيين كانت تطلق خلال القرن التاسع عشر على المجال الجغرافي الممتد على سواحل شرق البحر المتوسط؛ ويشمل اليونان وتركيا وسوريا وفلسطين و مصر. وتمثل مدينة القسطنطينية مركز هذا المجال.

 

وقد شد الرحال إلى المشرق (الشرق) رحالة فرادى وجماعات، منهم الحجاج والمبشرون والتجار. وانضم إليهم نفر من الأدباء و المفكرين، الذين تجشموا عناء السفر إلى هذه البقاع تحذوهم الرغبة في زيارة الأماكن المقدسة وفي تحقيق المعرفة وإشباع النزوات. ولكن سرعان ما أصبحت هذه المعرفة تنحو منحى الإيديولوجيا التي أخذت تميز الفكر الكلنيالي الفرنسي مع تنامي المد الاستعماري.

 

ومن بين أشهر الأدباء ورجال الفكر الذين زاروا المشرق خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، وأدرجوا فلسطين ضمن مسار رحلاتهم، الروائي والأديب فرانسوا - روني دو شاتوبريان (François-René de Châteaubriant) الذي قام برحلة إلى المشرق سنة 1806[3]، وحل بفلسطين في شهر أكتوبر من السنة المذكورة، والشاعر الروائي ألفونس دو لامارتين (Alphonse de Lamartine) الذي زارها في أكتوبر 1832 في إطار رحلته إلى المشرق بين سنتي 1832 و1833[4]، و الكاتب الروائي غوستاف فلوبير (Gustave Flaubert) الذي قام هو الآخر بزيارة فلسطين في غشت 1850 خلال رحلته إلى المشرق بين أواخر سنة 1849 ومطلع سنة 1851[5].

 

وفي هذا الإطار تندرج أيضا الرحلة التي قام بها جوزيف- فرانسوا ميشو (Joseph-François Michaud) رفقة مساعده جون جوزيف - فرانسوا بوجولا (Jean Joseph-François Poujoulat)، والرحلة المكملة لها، التي قام بها باتستان بوجولا (Baptistin Poujoulat)، أحد إخوة جون جوزيف- فرانسوا. وهاتان الرحلتان، اللتان قام بهما، مفكرون يشتغلون بصناعة التاريخ، هما اللتان يهمنا أمرهما في هذا العرض، على اعتبار أن الرحالة الذين قاموا بهما زاروا مدينة نابلس ودونوا معلومات و معطيات غزيرة نسبيا عنها وعن سكانها تضمنتها المذكرات التي نشروها عقب الرحلتين في صيغة كتابين من عدة أجزاء؛ يعرف الأول بـ"مراسلة من الشرق" Correspondance d’Orient)) و يعرف الثاني بـ"سفر في آسيا الصغرى" Voyage dans l’Asie mineure)). ومن هذا المنطلق يعتبر الكتابان وثيقة هامة ويكتسيان قيمة بالغة بالنسبة للباحث في تاريخ مدينة نابلس ومحيطها خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر.

 

سنحاول في شق أول من هذا العرض، التعريف بالرحالة الثلاث، و التعريف بالكتابين والتطرق إلى السياق الذي تمت فيه الرحلتان إلى فلسطين. ثم سنستعرض في شق ثان معالم الصورة التي قدمها الرحالة عن مدينة نابلس وعن سكانها.

 

أولا: في التعريف بالرحالة وبنصي الرحلتين وفي السياق الذي تمت فيه الرحلتان إلى فلسطين:

1- في التعريف بالرحالة:

يعتبر جوزيف- فرانسوا ميشو[6] قطب الرحلتين، على اعتبار أنه هو الذي قرر القيام بالرحلة الأولى، و لا شك أن أمر القيام بالرحلة الثانية المكملة لها يعود أيضا إليه. وقد كان اكبر الرحالة الثلاثة سنا عند الشروع في القيام بالرحلة الأولى، في ماي 1830، حيث كان عمره ينيف عن الستين سنة.

 

فقد ولد يوم 19 يونيو 1767 ببلدة ألبنس (Albens) بإقليم ساڤوا (la Savoie)، الواقع شمال غرب جبال الألب. قضى طفولته بهذه البلدة، و بها تلقى تعليمه الأولي بإحدى المؤسسات الدينية.

 

وغادر مسقط رأسه، و هو ابن الثانية والعشرين ليلتحق بباريس التي انخرط بها في العمل الصحفي والسياسي، حيث ساهم في تحرير مجموعة من الجرائد والمطبوعات المساندة للملكية. عبر فيها عن تأييده للملكية ومساندته لأسرة آل بوربون ومناوئته لسياسة بونابارت. ومن أجل ذلك زج به في السجن، واستطاع عند اقتياده إلى المحكمة أن يلوذ بالفرار بمساعدة بعض الدركيين. فصدر في حقه حكم بالإعدام غيابيا في أكتوبر 1795.

 

لجأ إلى سويسرا التي أنشأ بها، بمساعدة أحد إخوانه، مطبعة اختصت في طبع ونشر المؤلفات الدينية والمطبوعات المؤيدة للملكية. ثم عاد بعد فترة من الزمن إلى باريس ليواصل مشواره السياسي كأحد أبرز المدافعين عن الملكية. فعين تبعا لذلك مقرئا في القصر بين سنتي 1813 و 1827، تاريخ إقالته من قبل الملك شارل العاشر بسبب مطالبته بإقرار حرية الصحافة. كما انتخب خلال فترة مزاولته لهذه المهمة نائبا في الجمعية الوطنية بين سنتي 1815 و 1816[7]. وتحمل أيضا مسؤولية رئاسة تحرير الصحيفة المسماة "اليومية" (la Quotidienne). وظل يشغل هذا المنصب حتى تاريخ وفاته في آخر شهر شتنبر من سنة 1839.

 

دخل ميدان التأليف العلمي منذ سنة 1805، بعد أن كان قد نشر مجموعة من النصوص الشعرية وبعض الكتابات النثرية التي أبدى فيها استعدادا للتأليف في مجال أدب الرحلة و التاريخ و التراجم.

 

ومن أشهر مؤلفاته كتاب "تراجم عامة" (Biographie universelle) المؤلف من أكثر من 40 جزءا. وقد شرع في نشر أجزائه الأولى سنة 1806. وهذا الكتاب هو الذي فتح له أبواب الأكاديمية الفرنسية، التي انضم إليها في غشت 1813[8]. و من أشهر تآليفه في حقل التاريخ: كناب "مكتبة الحروب الصليبية" الذي أصدره سنة 1829، وكتاب "تاريخ الحروب الصليبية" الذي أصدره بين سنتي 1812 و 1822. ويقع في ستة أجزاء؛ وهو المؤلف الذي ارتأى، قبيل سنة 1830، إثراءه وتنقيحه قبل نشره في طبعة جديدة. ولذلك قرر القيام برحلة إلى المناطق التي كانت ميدانا للحروب الصليبية قصد معاينتها عن كثب، وضبط أسماء المواقع. وفي شهر ماي من السنة المذكورة شرع في القيام بتلك الرحلة رفقة زميله ومساعده جون جوزيف- فرانسوا بوجولا.

 

ولد جون جوزيف- فرانسوا بوجولا يوم 28 يناير 1808 بإحدى مقاطعات جبال الألب، وتوفي في الخامس من يناير 1880. تلقى تعليمه في بعض مؤسسات اكس- بروڤونس (Aix-en-Provence) بجنوب فرنسا ثم انتقل إلى باريس وهو ابن العشرين، حيث انخرط في العمل الصحفي والبحث التاريخي. وبعد فترة وجيزة من حلوله بباريس التقى بجوزيف- فرانسوا ميشو الذي طلب منه مساعدته في تحرير مؤلف "مكتبة الحروب الصليبية". وحين قرر ميشو الرحيل إلى المشرق في ماي 1830 طلب منه مرافقته في الرحلة.

 

وقد اقتحم هو الآخر ميدان السياسة، مثل رفيقه ميشو فانتخب سنة 1848 نائبا بالجمعية الوطنية بوصفه ممثلا لمنطقة مصب نهر الرون التابعة ﻹكس- بروڤونس. وظل يعاد انتخابه حتى سنة 1851[9].

 

ترك بوجولا عدة مؤلفات من بينها كتاب "تاريخ أورشليم" (Histoire deJérusalem) الذي أصدره بين سنتي 1840 و 1842، وكتاب "تاريخ القديس أوغسطين: حياته و مؤلفاته" الذي نشره سنة 1844، و كتاب "مراسلة من الشرق" الذي أنجزه بالاشتراك مع ميشو.

 

أما باتستان بوجولا، "بطل" الرحلة الثانية، فلم يكتب له أن يعمر طويلا، حيث ولد سنة 1809 وتوفي سنة 1864.

 

قضى معظم حياته في الاشتغال بصناعة التاريخ. وقد أنجز مجموعة من المؤلفات من بينها كتاب "الحقيقة حول سوريا والحملة الفرنسية" (La vérité sur la Syrie et l’expédition française) الذي أصدره سنة 1861، وكتابا من جزئين حول "تاريخ الباباوات منذ القديس بطرس" (Histoire des Papes depuis Saint-Pierre) أصدره سنة 1862، وكتابا استحضر فيه ذكريات الرحلة التي قام بها إلى المشرق بعد مرور قرابة ربع قرن على قيامه بها، اختار له كعنوان "حكايات وذكريات سفر إلى الشرق" (Récits et souvenirs d’un voyage en Orient)، وهو كتاب منشور بدون مقدمة أو تصدير يتضمن معلومات و انطباعات حول المدن والقرى التي زارها، ومن بينها مدينة نابلس، ولذلك سندرج في العرض ما يتضمنه من معلومات عن هذه المدينة وعن سكانها، وسنعتبره نصا ملحقا بالكتاب المشار إليه آنفا (أي كتاب سفر في آسيا الصغرى).

 

2- في التعريف بنصي الرحلتين:

تنتمي المادة الأساسية التي سيتشكل منها متن هذا العرض إلى كتاب أول هو "مراسلة من الشرق"، وكتاب ثان هو "سفر في آسيا الصغرى"، و كتاب " حكايات وذكريات..." الذي اعتبرناه نصا ملحقا بالكتاب الثاني كما ذكرنا ذلك في الفقرة السابقة.

 

يقع الكتاب الأول في سبعة أجزاء، و يتألف في المجموع من حوالي 3460 صفحة من القطع الكبير. صدرت طبعته الأولى في باريس بين سنتي 1833 و 1835 ضمن منشورات الناشر والكتبي ديكولي (Ducollet). وهو عبارة عن مجموع (un recueil)، أو سجل ضخم يضم مجموع الرسائل التي كان يبعثها ميشو إلى أصدقائه بفرنسا خلال الفترة التي استغرقتها رحلته إلى المشرق بين سنتي 1830 و 1831. وهذا ما يبرر عنوانه: "مراسلة من الشرق" (Correspondance d’Orient).

 

يعبر ميشو في مقدمة الكتاب عن أسفه للقراء في كونه اكتفى بعد عودته من الرحلة بجمع تلك الرسائل وتنقيحها ونشرها. ويضيف بأنه كان يصبو في البدء إلى انجاز مؤلف مفصل يستجيب للمواصفات التي يتطلبها أي بحث أكاديمي من أبواب و فصول و ما إلى ذلك، غير أن ظروفه الصحية، وأسبابا أخرى "مؤسفة" لم يفصح عن طبيعتها، لم تسمح له بتحقيق هذا المشروع الطموح[10].

 

وعموما، فان تلك الرسائل تمثل خلاصات مشاهدات ميشو وبوجولا و ما عبرا عنه من أحاسيس وانطباعات عن السكان، وعن الحواضر والقرى التي عبراها أو التي أقاما بها ردحا من الزمن. وقد تضمنت الرسائل، في سياق عرض تلك المشاهدات والأحاسيس و الانطباعات، فيضا من المعلومات التاريخية والجغرافية والسياسية والاقتصادية و الاجتماعية، وما إلى ذلك من معلومات حول عادات وتقاليد أولائك السكان وسلوكياتهم وأنماط تفكيرهم.

 

وتتوزع مجموع الرسائل التي تضمها الأجزاء السبعة التي يتألف منها الكتاب كما يلي:

1- يتضمن الجزء الأول الرسائل التي كتبها ميشو منذ انطلاق الرحلة من مدينة تولون (Toulon) الفرنسية حتى الوصول إلى مدينة طروادة.

 

2- يضم الجزء الثاني الرسائل التي أرسلها من ضفاف الدردنيل، ومن مدينة القسطنطينية.

 

3- يضم الجزء الثالث الرسائل التي كتبها، وهو في طريق الرحلة بين القسطنطينية و بيت المقدس.

 

4- يضم كل من الجزء الرابع والجزء الخامس والجزء السادس والجزء السابع الرسائل التي كتبها من فلسطين وسوريا ولبنان ومصر.

 

ومن هنا يتضح بأن ثلثي مادة الكتاب تهم المشرق العربي. ويقع نصيب فلسطين من هذه المادة في الجزء الخامس الذي يتضمن خمس رسائل كتبت من القدس، وما بين رسالة أو رسالتين كتبت من كل من بيت لحم، و يافا، و غزة، و الناصرية. بينما كان حظ مدينة نابلس رسالة واحدة (هي الرسالة رقم 135) و تقع في 22 صفحة، 7 صفحات منها يتحدث فيها ميشو عن حطين وعن موقعتها الشهيرة خلال الحروب الصليبية.

 

يتألف الكتاب الثاني من مجلدين، و يقع في 1070 صفحة (من بينها مقدمة في 12 صفحة ذات ترقيم مستقل). وقد تم نشر مجلده الأول سنة 1840، بينما نشر مجلده الثاني في السنة الموالية. وصدر الكتاب ضمن منشورات نفس دار النشر التي أصدرت كتاب "مراسلة". كما جاء متنه هو الآخر على شكل "مجموع" (un recueil) مؤلف، في معظمه، من الرسائل التي كان يبعثها باتستان إلى أخيه جون جوزيف- فرانسوا.

 

يضم المجلد الأول الرسائل التي بعث بها من بعض مدن اليونان ومدن منطقة الأناضول، بينما يضم المجلد الثاني الرسائل التي بعث بها من مصر وسوريا وفلسطين. و قد ورد الحديث عن مدينة نابلس ضمن هذا المجلد في جزء من رسالة تحمل رقم 31 وتمتد من الصفحة 330 إلى الصفحة 352، وهي رسالة بعث بها إلى أخيه جون جوزيف- فرانسوا بوجولا. وورد الحديث أيضا عن هذه المدينة في جزء من رسالة موالية، تحمل رقم 33 و تمتد من الصفحة 390 إلى الصفحة 490؛ وهي رسالة بعث بها باتستان إلى رجل دين يدعى سيبور (Sibour) أستاذ تاريخ المؤسسات الكنسية بجامعة اكس- بروڤونس.

 

أما الكتاب "الثالث" الذي اعتبرناه ملحقا بالكتاب الثاني، فقد صدر سنة 1848 صمن منشورات دار النشر "مام" (Mame) بمدينة تور (Tours) الفرنسية. ويتألف من 284 صفحة من القطع الكبير. ولا يتضمن أية مقدمة أو تصدير.

 

والكتاب عبارة عن أربعين نصا، وكل نص يحمل عنوانا. وردت تلك النصوص متسلسلة وفق أرقام رومانية وجاءت في صيغة حكي مسترسل، مسهب أحيانا و قصير في أحايين أخرى. بدأه باتستان بحديث عن مدينة أثينا وأنهاه بحديث تحت عنوان:  "ذكريات تاريخية عن صحراء العريش و غزة" وبينهما أحاديث وسلسلة انطباعات حول مدن أو أشخاص.

 

وقد تضمن الكتاب نصوصا حول بعض مدن فلسطين كالقدس وبيت لحم. وتضمن نصا من ست صفحات، هو النص رقم 33، تحت عنوان: "نابلس و السامريين". معظم مادته عبارة عن إعادة لما ورد في الرسالة 33 التي يتضمنها المجلد الثاني من كتابه السالف الذكر، لذلك سنكتفي بالإحالة على هذا النص عند اعتمادنا على المجلد الثاني من كتاب "سفر في آسيا الصغرى".

 

3- السياق العام الذي تمت فيه الرحلتان والدواعي التي كانت وراء القيام بهما:

نوضح في مستهل هذه الفقرة بأن الرحلتان تندرجان عموما في سياق الرحلات التي دأب الفرنسيون على القيام بها إلى المشرق (و من ضمنه فلسطين بطبيعة الحال). و قد غدت تلك الرحلات تقليدا بعد الحروب الصليبية، وارتفعت وتيرتها منذ مطلع القرن التاسع عشر كما ذكرنا في مقدمة هذا العرض. ويعزو الباحث غي كلازكا[11] (Guy Galazka) هذا الارتفاع إلى ثلاثة أسباب رئيسية أولها بداية انفتاح فلسطين، أكثر فأكثر، على الغرب ابتداء من مطلع القرن المذكور، وثانيها تحسن سرعة المراكب البحرية وانتظام الرحلات بين موانئ فرنسا ومرافئ فلسطين، وثالثها تحسن مرافق الاستقبال في المدن الفلسطينية. ولهذه الأسباب و لغيرها، انضم إلى "مواكب الحجيج" عدد من الأدباء، الذين كانوا يتوقون إلى زيارة البقاع المقدسة، أو يتوقون إلى معاينة سحر مدن و قرى المشرق الذي سمعوا أو قرأوا عنه، فأخذوا يشدون الرحال إليها لمعاينة ذلك السحر عن كثب ولاستكمال معارفهم التي تضمنتها المؤلفات التي نشرها كل واحد منهم عقب الرحلة.

 

وتبدو هذه الرغبة في تحصيل المعرفة أكثر وضوحا في رحلتي ميشو والأخوين بوجولا لاعتبارين: يتمثل الأول في كون الرحالة الثلاث ينتمون لحقل البحث التاريخي، كما سبق أن أشرنا إلى ذلك، وهو حقل يتسم بغلبة التفكير العلمي على المنتسبين إليه، وحرصهم على التحري لبلوغ الحقيقة. ويتمثل الثاني في كون الرحلتين تمتا في مرحلة من تاريخ فرنسا (و غرب أوربا عامة) أصبح فيها الدافع العلمي-المعرفي من بين الدوافع القوية التي أملت القيام برحلات هذه المرحلة. وهذا ما أوضحه فرانسوا لابلانش (François Laplanche) في مقال نشره سنة 2000، يستفاد منه بأن رحلات الفرنسيين إلى فلسطين كانت وراءها بواعث دينية خلال العصر الوسيط، ثم أصبح يدفع للقيام بها خلال القرون 16 و17 و18 حب الاستطلاع، و ابتداء من مطلع القرن 19 أصبحت وراء القيام بها دوافع علمية-معرفية تأكد تأثيرها بعد الحملة على مصر [12].

 

وما نذهب إليه بخصوص هذا الداعي العلمي- المعرفي، تفصح عنه إلى حد ما مقدمة الجزء الأول، و مقدمة الجزء الثاني من كتاب "مراسلة من الشرق". و تؤكده بوضوح أكثر مقدمة كتاب "سفر في آسيا الصغرى"؛ حيث تفيد هذه المقدمات بأن الرحلتان كانت ورائهما دواع علمية في المقام الأول.

 

فقد ذكرنا فيما مضى أن ميشو ارتأى القيام بتحريات في الميدان الذي شهد وقائع الحروب الصليبية قبل القيام بنشر طبعة جديدة للموسوعة التي أنجزها تحت عنوان "تاريخ الحروب الصليبية". وبعد مضي بضع سنوات عن تلك الرحلة اتضح لميشو بأن "خارطة جغرافية الحروب الصليبية" التي كان يسعى لرسم معالمها غير متكاملة لأن مناطق أخرى تأثرت بمجريات تلك الحروب لم يقم و مساعده بوجولا بزيارتها[13]، لذلك طلب هذا الأخير من أخيه باتستان زيارتها للقيام بتحريات فيها. ويعبر باتستان بوجولا عن ذلك بقوله: "اتضح من خلال تصفح كتاب "مراسلة من الشرق" بأن ميشو، الذي عبر البحار لزيارة ميدان الحروب الصليبية، لم يتمكن من استكشاف جميع الأمكنة التي تأثرت بهذه الحملات الكبرى. ومن ثم، تبين بأن جغرافية الحروب الصليبية ظلت تشوبها بعض النقائص..."[14] و يضيف قائل في موضع آخر: "حين انطلقت في اتجاه الشرق سنة 1836 كنت مزودا بنصائح وتعليمات السيد ميشو[15]. فقد سافرت، أنا بدوري، لحساب تاريخ الحروب الصليبية. وقد قمت بالتطواف في جميع مناطق آسيا الصغرى، وبلاد الرافدين وسوريا الشرقية، و بين يداي المصنفات الإخبارية القديمة و مؤلف ميشو في التاريخ[16]. وبعد عودتي، كنت في غاية الفرح و أنا أمنح لميشو حصيلة أبحاثي الجغرافية"[17].

 

ثانيا: صورة نابلس و سكانها في أعين الرحالة الثلاث:

ذكرنا فيما مضى بأن حديث الرحالة الثلاث عن نابلس وعن سكانها ورد في رسالة يتضمنها الجزء الخامس من كتاب "مراسلة من الشرق"، و في رسالتين يتضمنهما المجلد الثاني من كتاب "سفر في آسيا الصغرى"، وفي نص (معلوماته مكررة) يتضمنه الكتاب الثالث الموسوم ب "حكايات و ذكريات"، و من ثم فإن عرض معالم الصورة التي قدموها عن نابلس وعن سكانها يقتضي منا القيام بعملية تركيب (montage) لعناصر تلك الصورة الموزعة على الرسائل الثلاث.

 

انطلق ميشو من مدينة القدس في اتجاه مدينة نابلس يوم 5 يونيو من العام 1830 رفقة فرنسي مختص في علم النبات و ترجمان من أهالي فلسطين. وقد سلك موكبه الطريق الرابط بين القدس ونابلس عبر قرية بير (Bir) التي ينعتها بالمناسبة بكونها "باحة" استراحة بالنسبة للمسافرين و للقوافل. وقد قضى فيها و رفيقاه ليلة ثم انطلقوا في الصباح نحو نابلس.

 

أما باتستان بوجولا، الذي حل بفلسطين ست سنوات بعد ذلك، فقد سلك اتجاها معاكسا، حيث بدأ بزيارة مدينة نابلس ومنها اتجه إلى القدس. وقد وصل إلى نابلس عبر قرية فوله (Fouleh) التي تبعد عنها بحوالي 12 ساعة من المشي. و منها سلك طريقا يتجه من الشمال إلى الجنوب أفضى به إلى جبال سامرة تاركا مدينة جنين في اتجاه اليسار. ثم مر بقرية جبع (Djaba) واخترق منطقة جرداء صلبة في اتجاه نابلس.

 

1- محيط مدينة نابلس:

تبتدأ الصورة التي ينقلها ميشو عن نابلس بلقطة عن محيطها الطبيعي. حيث يذكر بأن المجال الذي سلكه حتى وصوله إلى قرية بير تغلب عليه القحولة، أما بعد هذه القرية فإن المجال يأخذ في اكتساء شيء من الخضرة بفعل وجود غطاء نباتي تتزايد نظارته و كثافته كلما ابتعد المسافر عن قرية بير في اتجاه جبل سيلو (Silo). ويتألف هذا الغطاء النباتي في جزء منه من مجموعة أشجار وشجيرات تفسح المجال، كلما واصل المسافر اختراق سلسلة المرتفعات، لمجموعة من الفضاءات التي اعتنى الأهالي أشد عناية بإعدادها على شكل مدرجات منتظمة تتدرج من الأسفل إلى أعلى المستويات، خصصوها لمختلف أصناف المزروعات و المغروسات، بينما أقاموا مرافقهم السكنية في أعلى القمم. وتمثل أشجار الزيتون أهم أصناف الأشجار المثمرة التي تنتشر بهده المدرجات.

 

وقد شدت هذه المدرجات انتباه باتستان بوجولا بدوره؛ حيث عبر عن إعجابه بها. وثمن، وهو يتحدث عنها جهود الأهالي في تطويع الطبيعة بأدوات معدنية بسيطة.

 

وأهم انطباع يسجله ميشو وباتستان في وصفهما هو أن نظارة هذه المواقع تطرب النفس وتنسي المسافر تلك الكآبة التي يشعر بها و هو يسلك بعض المناطق القاحلة.

 

تمثل هذه المرتفعات والجبال أهم الوحدات الطبيعية في خريطة بلاد سامرة (la Samarie)، و تحتل مدينة نابلس مركز هذه البلاد المتضرسة. التي يلاحظ ميشو بأنه لا وجود فيها لأودية واضحة المعالم على السطح، ومع ذلك فتخترقها سيول عارمة في فصل الشتاء دون أن تبدو في فصل الربيع المجاري التي سلكتها تلك السيول.

 

يفيدنا كل من ميشو و باتستان بأن الزراعة تمثل أساس حياة الأهالي في هذه المنطقة. ورغم صعوبة تضاريسها وندرة مياهها، فهم يجتهدون في الحصول على كميات من الحبوب وكميات من الخضراوات و البقول، فضلا عن كميات من القطن و أنواعا من الثمار و أهمها الزيتون. و يسجل ميشو في هذا الشأن بأن المنطقة تجود بمحصول وافر من الزيتون، ولكن السكان لا يحسنون إعداد هذا المنتوج للحصول على كميات عالية الجودة من الزيوت. و كأنه يوحي بذلك بأن أهالي بلاد سامرة ليسوا على دراية كافية بعمليات جني الزيتون وتحضيره لاستخلاص الزيوت، رغم أن جميع سكان أقاليم حوض البحر المتوسط يشتركون عموما في استعمال نفس طرائق الجني والإعداد ونفس تقنيات استخلاص الزيوت، وأن درايتهم بهذه الطرائق و التقنيات تعود إلى أزمنة غابرة. ومع ذلك فإن ميشو يستدرك ملاحظته بالقول بأن الكميات المستخلصة من الزيوت تفوق حاجيات الأهالي، وإن ما يفضل منها يكفي لسد حاجيات سكان دمشق و القدس. وباستثناء الزيوت، فإن السامريين لا يصدرون أي منتوج، حسب شهادة ميشو، الذي يقر في هذا الشأن بأن بلاد سامرة لا توجد بها منافذ ولا آثار لبقايا مسالك رومانية. ومعنى هذا الإقرار بأن البلاد لم تكن تربطها في الماضي، كما في زمن الرحلة، أية علاقات تجارية بالعالم الخارجي.

 

و يرى ميشو بأنه بقدر ما أعاقت الجبال و المرتفعات عملية الاستثمار الزراعي الأمثل للمجال، وحالت بين بلاد سامرة والعالم الخارجي، فقد منحت السامريين الحماية وشكلت درعا واقيا لهم ضد أي هجوم من قبل القوى المجاورة. ومن ثم، فلم يكن لهم من أعداء سوى الباشوات حسب زعمه.

 

2- ميشو يطرق أبواب مدينة نابلس:

استغرقت رحلة ميشو بين قرية بير ونابلس ما ينيف عن العشر ساعات من المشي. وجد نفسه بعدها عند مدخل المدينة التي حل بها، رفقة عالم النبات و الترجمان، في الصباح الباكر وسلكوا زقاق "البازارات" في اتجاه الخان المخصص للمسافرين. ويقع هذا الخان بمحاذاة المسجد الذي كان، كما يذكر ميشو، كنيسة زمن الحروب الصليبية.

 

يروي ميشو أنه حل بمدينة نابلس مع بدء رفع آذان الفجر وبداية حركة الجولان في المدينة، فرأى المصلين يتجهون صوب المسجد ورأى مجموعة من النسوة ترتدي كل واحدة منهن كساء يلف جسدها من الرأس إلى أخمص القدمين كن يدرن وجوههن نحو الحائط تفاديا للنظر إلى هؤلاء الأجانب. وبعد برهة أتاه و رفيقاه حارسان، مكلفان بحراسة الباب الذي ولجوا منه المدينة، يريدان استخلاص مبلغ من المال فيما يشبه "مكس دخول المدينة" الذي يؤديه الأجانب. فرفض ميشو ولم يستسلم لوعيدهما، فاضطرا للاكتفاء بطلب بعض القطع النقدية "بقشيش" وانصرفا. وبعد برهة من دخوله المدينة أتاه ورفيقاه حاخام طلب منهم مرافقته إلى الهيكل الكائن بالمدينة، حيث أخرج من إحدى الخزانات نسخة ملفوفة من التوراة مكتوبة بخط عبري أطلعهم عليها دون أن يسمح لهم بلمسها[18].

 

ولعل أهم ما يسترعي الانتباه في رواية ميشو هو أن بعض الرجال، ممن ينعتهم بالأتراك، كانوا ينظرون إليه و إلى رفيقه بنوع من الاشمئزاز و هم يتجهون لتأدية الصلاة. ويبدو أن رد فعله تجاههم تمثل في نوع من الشماتة. حيث يذكر أن هؤلاء الرجال يتجهون لأداء الصلاة في مسجد لا يعلمون بأنه كان كنيسة زمن سيطرة المسيحيين على المنطقة، و أن مجمعا دينيا انعقد به آنذاك[19]. بل يزعم أن هؤلاء الرجال كانوا يشتمونهما بقولهم: "ماذا جاء يفعل هؤلاء الكلاب المسيحيون بمدينة نابلس؟". ويخلص إلى القول بأن سلوكهم هذا يفيد بأن المدينة لا عهد لها بمسافرين أوربيين.

 

3- وصف مدينة نابلس:

لم يخص ميشو مدينة نابلس بوصف وهو بداخلها ليكتسي وصفه نوعا من الدينامية و التفاعل مع مكونات المكان، بل قام بذلك و هو يغادرها. حيث توقف في لحظة تأمل عند مشارفها ليفيدنا بأن مدينة نابلس هي مركز إقليم السامرة. تقع في منخفض مخضر إلى الشرق من جبل جرزيم (le Garizim). ونابلس هي المدينة المعروفة قديما بشكيم. استمدت اسمها من اسم نيابول (Néapole) الإغريقية التي تحتل موضعها بالذات. وقد استبدل عرب سوريا اسم نيابولس باسم نابلس.

 

تقع مدينة نابلس بين جبل سامرة (Morio Samaritain) و جبل عيبال (Hèbal). ولا تمثل بالنظر إلى امتداد أسوارها وعدد سكانها إلا النصف بالنسبة لمدينة القدس. تحيط بها أسوار غير مرتفعة، ولا تتصل بهذه الأسوار أبراج أو أخاديد. ويمكن الإحاطة بها في حوالي 25 دقيقة[20]. وبما أن جبل جرزيم يحاصرها أكثر من محاصرة جبل الزيتون لمدينة القدس، فإنها لا تصمد أمام أية ضربة تتلقاها بواسطة السلاح الناري؛ بحيث إن قطعة مدفعية كافية بعد ثلاث طلقات من تدمير أبوابها الخشبية.

 

يبدو السفح الشرقي لجبل جرزيم عاريا من أي غطاء نباتي، أما سفحه الغربي فتغطيه أشجار تتصل بالغابة القيصرية (la foret Césarée)، وهي أشجار غير منتظمة وغير شاهقة كأشجار غابة طابور (Thabor).

 

يسجل ميشو بأن صوامع مدينة نابلس ومنشآتها المكسوة بلون أبيض ساطع تمنح إحساسا شاعريا، كما أن أشجار الزيتون التي تحيط بها كالحزام تمنحها منظرا أخاذا. ولكن المدينة في حد ذاتها حزينة وصامتة كباقي مدن المشرق. ويعبر باتستان هو الآخر عن نفس الإحساس. ويذكر أن الربوة التي يتواجد فوقها قطعة فريدة من نوعها، لم يخلق الله مثيلا لها في بلاد المشرق. فهي تتيح إمكانية الإشراف على كل جهات المدينة التي تبدو من على تلك الربوة في غاية الروعة والبهاء. ويؤكد بدوره الحقيقة التي ذهب إليها ميشو، وهي أن مدينة نابلس مجرد حاضرة فقيرة و كئيبة ولا حركة فيها ولا ثروة. وقد كانت قبل حملة إبراهيم باشا أكثر مدن فلسطين ازدهارا.

 

4- إدارة مدينة نابلس:

يفيدنا كل من ميشو وباتستان بأن تدبير الشأن العام في مدينة نابلس والقرى التابعة لها يشرف عليه "المتسلم" المدعو سليمان عبد العاصي، "إحدى صنائع محمد علي"، الذي يحمل لقب "الأمير". ويدير مجموع بلاد السامرة على هيئة إقطاعة على غرار "الأمير" بشير في لبنان. يقيم في مدينة نابلس ويعمل تحت إمرته مساعدون و أعوان يجوبون البلاد و يجبون ضريبة "الميري" (le miri).

 

ويوضح باتستان بوجولا، الذي خص هذا الجانب ببضعة أسطر، بأن قرى وحواضر بلاد السامرة كانت خاضعة قبل عهد إبراهيم باشا لزعامات محلية تابعة للدولة العثمانية. ولم تكن سلطة هذه الزعامات مطلقة. فقد كان الأهالي يعيشون فيما يشبه حالة فصالة (en vasselage) شبيهة بالحالة التي كان يعيشها سكان القرى في غرب أوربا خلال العصر الوسيط. ورغم ذلك، فقد كان التوتر يشوب على الدوام علاقة السامريين، عامة والنابلسيين بوجه خاص، بممثلي السلطة العثمانية الذين تعاقبوا على إدارة سوريا وفلسطين. واشتدت حالة التوتر أكثر خلال سيطرة المصريين على سوريا و فلسطين، حيث انتفض الأهالي في أكثر من مناسبة و دفعوا ثمنا باهظا نظير موقفهم هذا. ولعل أهم الانتفاضات تلك التي حدثت سنة 1834 وتحولت إلى ثورة عارمة. ولذلك خصها باتستان بوجولا ببضع صفحات تستحق أن نلخص مضمونها في بضعة أسطر.

 

يفيدنا باتستان بوجولا بخصوص هذه الثورة بأن المصريين أثقلوا كاهل الأهالي بأنواع شتى من الضرائب والمكوس والمغارم بعد سيطرتهم على سوريا وفلسطين. فساءت أحوالهم، و انتشر التذمر في أوساطهم و أصبحوا يتحينون فرصة التخلص من هذا الوضع.

 

فحدث أن استغل سكان منطقة الخليل و بلاد السامرة و بلاد يهودا فرصة عدم نزع سلاحهم من قبل إبراهيم باشا، فتزعموا الثورة، نيابة عن مجموع سكان فلسطين و سوريا، ضد إبراهيم باشا. وتصدر هذه الثورة النابلسيون بزعامة الشيخ قاسم حكمت الذي قاد جموع الثوار نحو مدينة القدس التي اقتحموها وأفنوا "الثلاثمائة جندي الذين كانوا يؤلفون الحامية العسكرية المرابطة بها"[21].

 

فتحرك إبراهيم باشا على التو في اتجاه مدينة القدس على رأس ثلاث فيالق عسكرية، بينما انضم كل من استطاع حمل السلاح من الفلسطينيين إلى معسكر الثوار الذين أصبح عددهم، حسب إفادات باتستان بوجولا، يناهز الأربعين ألف رجل[22]. فضربوا حصارا على مدينة القدس، ابتدأ يوم 8 يونيو ودام حوالي 18 يوما. فاضطر محمد علي إلى التحرك شخصيا على رأس جيش قوي نحو فلسطين لفك الحصار عن القدس و نجدة ابنه. غير أنه ارتأى تجريب أسلوب التفاوض قبل اللجوء إلى القوة. فتوقف تبعا لذلك عند حدود يافا و بادر بإطلاق سراح الزعيم أبي غنوش الذي كان يحظى بنفوذ بين الأهالي. و شرع في التفاوض مع الشيخ قاسم حكمت معلنا قبول جميع مطالبه نظير رفع الحصار عن مدينة القدس. وكان من بين أهم تلك المطالب: تراجع الجيوش المصرية و إصدار عفو شامل في حق الثوار والعدول عن سياسة احتكار التجارة و إلغاء ضريبة "الفردي" المفروضة على أفراد الأسر وخفض الضرائب إلى المستوى الذي كانت عليه خلال عهد عبد الله باشا.

 

وعاد شيخ النابلسيين من يافا بعد أن تلقى وعودا وتطمينات من محمد علي وإبراهيم باشا. ويسجل باتستان بوجولا في هذا المقام بأن الشيخ اكتفى بالوعود "على عادة الرجال الشرفاء" دون طلب ضمانات مكتوبة.

 

وهدأت الأوضاع و اطمأنت الأنفس، و لكن لفترة قصيرة استغلها إبراهيم باشا في إعادة بناء قواته. فنكث العهد وعاد إلى فلسطين على رأس جيش قوامه 16 ألف محارب[23] عاثوا في الأرض فسادا.

 

وكان نصيب نابلس من هذا القصاص أشد، حيث دمر الجند عمرانها و أبادوا أهلها. و إذا صدقنا ما يذهب إليه باتستان بوجولا، فقد فقدت مدينة نابلس منذ اندلاع الثورة إلى اليوم (أي حتى حدود سنة 1837) أكثر من ألفي نسمة. وإن المنازل و المباني لا زالت تحمل آثار قذائف المدفعية المصرية[24].

 

ورغم عدم إثارته مجددا لهذا الموضوع في النص الذي خصه "لنابلس والسامريين" في كتابه "حكايات وذكريات سفر إلى الشرق"، فان باتستان بوجولا يذكر بدون تحفظ بأن أهالي بلاد السامرة و مدينة نابلس رزحوا طيلة أعوام تحت عبئ الضرائب و المكوس. و قد كان من الممكن جدا أن يعيشوا في دعة و اطمئنان لولا الطغيان الذي كان مسلطا عليهم تارة من ضفاف البوسفور وتارة من ضفاف النيل[25].

 

5- سكان مدينة نابلس:

تتضمن رسالة جوزيف- فرانسوا ميشو معطيات رقمية بالغة القيمة تفيد بأن عدد السكان المستقرين خلف أسوار مدينة نابلس يناهز حوالي 9000 نسمة. يمثل اليهود قرابة ثلث عددهم كما هو الشأن في مدينة القدس[26].

 

ويفيدنا بأن هؤلاء السكان هم أكثر سكان سوريا حركة وحيوية. وينبهنا بكونه سيستغل هذا المقام ﻹبداء جملة من الملاحظات حول هؤلاء السكان:

فيسجل كأول ملاحظة بأن النابلسيين جبلوا منذ أقدم العصور على حب الحرية على شاكلة قبائل الصحراء، فهم يمقتون العيش تحت أي طوق، شديدي المراس ولا يمكن إخضاعهم إلا بالقوة. وهم على استعداد دائم للثورة عند أول فرصة تتاح لهم للقيام بذلك. و لا يخضعون إلا في انتظار الفرصة التي يثورون فيها. ولا تمثل معاهدة سلام بالنسبة للنابلسيين سوى مجرد هدنة يظلون فيها متأبطين لأسلحتهم وأيديهم على الزناد[27].

 

ولتأكيد ما يذكره عن طبيعة هذا المجتمع المشاكس، يدعونا إلى النظر فقط إلى أي فلاح من فلاحي بلاد السامرة: فهو يحمل دائما بندقية طويلة ويضع خنجرا في حزامه ويرتدي قميصا فضفاضا يذكر بالقميص (la saie) الذي كان يرتديه الرجال زمن الرومان.

 

لقد تعود سكان مدينة نابلس، وسكان بلاد السامرة عموما، التصدي خلف جبال بلادهم لسلطة الباشاوات الأتراك؛ بحيث لم يكن بمقدور باشاوات دمشق، خلال العهد السابق على باشوية إبراهيم، فرض سلطتهم على الأهالي سوى عن طريق إحداث الشقاق بينهم.

 

ويسجل ميشو كثاني ملاحظة بأن طبيعة المشاكسة التي توقف عند تجلياتها على الصعيد السياسي لها أيضا تجليات على الصعيد الديني والعقدي. فالنابلسيون، حسب إفاداته، لا يمكن إخضاعهم، أو التأثير على معتقداتهم. ويذهب إلى القول بأن التعصب منتشر في أوساطهم. ويذكرنا في هذا الشأن بالزمن الذي كان فيه السيد المسيح يمنع من دخول أية قرية؛ لأن الأهالي كانوا يعرفون من خلال الوجهة التي تأخذها قدماه و خطواته، بأنه ينوي الاتجاه صوب مدينة القدس. ويخلص في هذا الصدد إلى القول بأن بلاد السامرة، عامة و مدينة نابلس بشكل خاص، ينعدم فيها و جود شخص مسيحي أو يهودي أجنبي. وكأنه يذكرنا هنا بما سبق أن قاله بأن سكان مدينة نابلس لا عهد لهم بالأجانب.

 

ويستغل ميشو هذا الأمر ليفيدنا بأن عدد اليهود الكرايث (les Caraites) المتواجدين خارج المدار الحضري لمدينة نابلس لا يتجاوز 300 أسرة[28]. وهم مستقرين بمختلف القرى ولا زالوا على عادة أسلافهم يرتادون كل سنة أطلال هيكلهم، الذي تم تدميره منذ ألفي سنة، لتقديم القرابين. ولقد سبق لهم في القرن السادس عشر أن راسلوا السيد سكاليجر (Scaliger) لإثارة اهتمامه حول أوضاعهم. كما أنهم راسلوا السيد ساسي (Saci) في نفس الموضوع خلال القرن التاسع عشر. ومن غريب الصدف، حسب تعبير ميشو، أن العلم مثل في فترة ما أداة وصل بين بطريق المشارقة و فئة من سكان سوريا. و يضيف موضحا في نفس السياق، بأن العلم الذي يجعلنا نستحضر اليوم هذه الواقعة، لا يقدم لنا شواهد تاريخية عن بلاد السامرة. فالذكريات التي يمكن استحضارها في هذا المقام ضحلة. ويعزو ذلك إلى كون الحروب الصليبية لم تترك هنا آثارا واضحة. وبناء عليه، حسب ميشو، فان قائمة الأعلام الذين يمكن استحضار أسماء بعضهم فارغة ويجب الارتقاء إلى أقدم العصور للوقوف عند اسم اﻹسكندر الذي نجح في إقامة مستعمرة مقدونية ببلاد السامرة بعد أن أجلى عنها أهاليها. و منذ هذا العهد جعل اليهود الكرايث من شكيم، التي هي نابلس الحالية، مدينتهم الروحية[29].

 

ولا بأس من الملاحظة هنا أن ميشو لا يخفي تعاطفه مع هذه الطائفة التي سعى مجتهدا أن يكتب لها تاريخا، فتعذر عليه الأمر. ورغم ذلك تمادى في العناد حتى أنه اختصر تاريخ بلاد السامرة، وتاريخ مدينة نابلس، في حقبة زمنية برز فيها دور هذه الطائفة على صعيد أحداث المنطقة.

 

وعلى غرار رسالة جوزيف- فرانسوا ميشو، فان رسالة باتستان بوجولا تتضمن معطيات رقمية حول عدد سكان مدينة نابلس تفيد بأنها تضم حوالي ستة آلاف مسلم وأربعمائة مسيحي من المنشقين (Schismatiques) و مائتي يهودي أرثوذوكسي و مائة فرد من السامريين[30].

 

والملاحظ أنه خص هذه الطائفة دون سواها بعدة صفحات من رسالته. ومن جملة ما قاله في حقهم أن أصولهم تعود إلى القرن السابع قبل ميلاد المسيح، وبالتحديد منذ أن استولى شلمنصر ملك الأشوريين على بلاد السامرة. فقد قام بأسر و تهجير عشرة فبائل إلى ضفاف نهر دجلة. وأعاد تعمير بلاد السامرة بمستوطنين استقدمهم من بلاد الميديين (Mèdes). ولم يفتأ أن أنتشر في أوساط هؤلاء طاعون أذهب منهم خلقا كثيرا. وتضرعوا إلى آلهتهم الطينية أن تخفف عنهم البلاء والتمسوا من ملك الأشوريين أن يمنحهم نفرا من العبريين الذين كان يحتجزهم لتقديمهم كقرابين.

 

ومنذ هذا العهد أطلق رجال الدين "اﻹسرائليون" على الكوثيين تسمية "السامريين" أو "السمريين". و يضيف بأن السامريين هم وحدهم الذين حافظوا على نسخة من التوراة مكتوبة بالخط العبري توجد بالهيكل الكائن بمدينة نابلس[31].

 

ويضيف باتستان بوجولا في نفس السياق بأن اليهود كانوا يستعملون جميعهم نفس الخط لكتابة الكتب المقدسة، و لكن خلال فترة ما يعرف بالأسر البابلي استحسن الإسرائيليون الخط الكلداني فتخلوا عن خطهم ليتبنوا خط شعب ضفاف نهر الفرات. و إن السامريين الذين يناصبون اليهود العداء لم يقبلوا قط استعمال هذا الخط الأجنبي.

 

ويذهب باتستان بوجولا إلى الاعتقاد بأن الخلاف الذي حدث بين القبائل، و الذي أدى إلى انقسامها، يمكن اعتباره دليلا واضحا على أصالة كتب سيدنا موسى. وبما أن السامريين واليهود أصبحوا يشكلون بعد هذا الانقسام فرقين بينهما عداء متصل، فان كل فريق كان على استعداد لشجب أي تغيير يدخله أحدهما على كتبهم المقدسة. و يجزم باتستان بوجولا في ذات الوقت بأن لا أحد من رجال الدين أو من رجال العلم المختصين في اللغة العبرية يقر بأن هناك اختلافا جوهريا بين نص التوراة المكتوب بالخط الكلداني و نص السامريين المكتوب بالخط العبري[32].

 

وبعد بضعة أسطر خصها باتستان بوجولا للتذكير بمراحل تاريخ السامريين، خلص إلى القول بأن المائة سامري المقيمين بمدينة نابلس، والخمسون نفرا المقيمين بغزة هم اليوم (أي زمن الرحلة) بقايا طائفة السامريين الأوائل. و إن السامريين المقيمين بنابلس ليست بحوزتهم ممتلكات عقارية[33]. ولا يمارسون أي نشاط زراعي. و ليس لهم من دخل سوى ما تدره عليهم الأنشطة الحرفية التي يزاولونها. و من ثم فهم يعيشون، حسب زعمه، في وضعية مادية صعبة، حتى أن فقرهم أصبح مضرب أمثال في مختلف أنحاء فلسطين[34]. كما أنهم يعيشون منعزلين في أحد أفقر وأقذر أحياء نابلس.

 

ويزعم أنه شاهد بعضهم. فهم يرتدون قمصانا طويلة سوداء و عمامة حمراء. وحين يرغبون في التوجه إلى هيكلهم يرتدون لباسا أبيضا. وهم عموما متسخين. تميل ملامح أوجههم إلى السمرة، وكل شيء فيهم يبدو غريبا.

 

ويفيدنا باتستان بوجولا بأن الأنجليزيين حاولوا جاهدين حملهم على اعتناق البروتستانتية، ووعدوهم بمنحهم أموالا طائلة إن هم قاموا بذلك، ولكنهم رفضوا و قاوموا مختلف أشكال الإغراء.

 

مما لا شك فيه أن المادة التي تتضمنها صفحات الشق الثاني من هذا العرض تسمح بتسليط الضوء على الصورة التي نقلها إلينا الرحالة جوزيف- فرانسوا ميشو و الأخوان بوجولا عن مدينة نابلس وسكانها.

 

والراجح أنها صورة واقعية، تعكس إلى حد بعيد واقع نابلس والنابلسيين زمن الرحلة. ولا تتضمن عناصر الصورة لمسات شاعرية كثيرة أو انطباعات تجنح نحو الخيال كتلك اللمسات والانطباعات التي تتضمنها مصنفات الأدباء الفرنسيين الذين زاروا بعض مدن فلسطين خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر أمثال شاتوبريان و لامارتين و فلوبير.

 

وبناء عليه، فإننا نعتقد أن الصورة المنقولة هي صورة عالمة تندرج في إطار الجهود التي شرع مثقفو فرنسا في بذلها منذ مطلع القرن التاسع عشر لبناء معرفة عالمة حول فلسطين. و يتأكد هذا الأمر إذا علمنا بأن العناصر التاريخية و الجغرافية والديموغرافية والسوسيولوجية التي تقوم عليها الصورة التي قدمها الرحالة الثلاث تتطابق مع الحقائق التي تتضمنها كثير من الدراسات و الأبحاث العربية و الأجنبية الحديثة التي تناول أصحابها جوانب من تاريخ و جغرافية ومجتمع فلسطين عامة ونابلس بوجه خاص.

 

و لكن لا مناص من التأكيد في هذا المقام بأن الرحالة الثلاث اختاروا التركيز على بعض عناصر الصورة التي قدموها لنا عن نابلس وعن سكانها، و نعني هنا تركيزهم على طائفة السامريين التي خصوها بصفحات مطولة دون غيرها من الطوائف والفئات الاجتماعية. وإذا كانت بعض المبررات المعرفية أو المنهجية تدعوا إلى الاهتمام بالأقليات، فلا شك أن دواع أخرى كانت وراء هذا الاهتمام المبالغ فيه بطائفة لا يتجاوز الأفراد المكونين لها مائة نفر.

 

ومهما يكن من أمر، فلا باس أن نسجل بأن جوزيف-فرانسوا ميشو و جون جوزيف-فرانسوا بوجولا و باتستان بوجولا تجشموا عناء السفر، و كابدوا المشاق، و أنفقوا الأموال لينقلوا لأجيال ما بعد القرن التاسع عشر، ومن بينها الأجيال العربية، مشاهداتهم عن مدن وقرى فلسطينية زاروها وعاينوا أحوال سكانها عن كثب، ومن بينها مدينة نابلس و القرى الواقعة في محيطها. فوفروا بذلك للقارئ عامة، وللباحث بوجه خاص، مادة ذات قيمة بالغة لا مناص من اعتمادها في أي بحث يروم إثارة بعض الجوانب التي تهم مدينة نابلس أو سكان نابلس خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر.



[1] - ارتأينا استعمال عبارة "المشرق" بدل عبارة"الشرق" و فقاً للاستعمال الجاري به العمل عندنا في المغرب في الأوساط العالمة، حيث نستعمل العبارة الأولى للدلالة على الأقطار الواقعة ما وراء ليبيا. فنقول أقطار المشرق العربي أو المشرق العربي.

[2] - نقصد هنا جون - كلود بيرشي (Jean-Claude Berchet) و كتابه :

Le voyage en Orient, Anthologie des voyageurs français dans le Levant au XIXe siècle, Paris, Laffont, 1985.

[3] - تناول أحداث هذه الرحلة في كتاب تحت عنوان :

Itinéraire de Paris à Jérusalem et de Jérusalem à Paris, Paris, Le Normand, imprimeur éditeur, 1811.

[4]- يمكن الاطلاع على مجريات هذه الرحلة في كتابه:

Voyage en Orient, Paris, Librairie De Charles Gosselin et Librairie De Furne, 1835.

[5]- دون مشاهداته خلال هذه الرحلة في كتاب:

Voyage en Orient, Paris, les éditions du Centenaire, 1925.

[6] - خص جون جوزيف-فرانسوا بوجولا جوزيف-فرانسوا ميشو بترجمة وافية في مقدمة الجزء الأول من كتاب "تاريخ الحروب الصليبية" في طبعته السادسة التي صدرت بباريس سنة 1841.

[7] - Voir la notice biographique consacrée par l’Assemblée Nationale à Joseph-François Michaud. Texte publié sur Internet (www.assemblée-nationale.fr).

[8] - Voir à ce propos la notice biographique consacrée à Joseph-François Michaud par l’Académie Française. Texte publié sur Internet (www.académie-française.fr).

[9] - أنظر في هذا الشأن البطاقة التعريفية التي خصته بها الجمعية الوطنية على غرار زميله ميشو وجميع الذين انتموا لهذه المؤسسة التشريعية.

[10] - أنظر مقدمة الكتاب.

[11] - Guy Galazka, A la redécouverte de la Palestine. Le regard sur l’autre dans les récits de voyage français en terre sainte au dix-neuvième siècle. Thèse réalisée pour l’obtention du Doctorat de l’Université, soutenue à l’Université de Paris Sorbonne en janvier 2010, p.3. (exemplaire publié sous forme de pdf sur Internet).

[12]- لمزيد من التفاصيل يمكن العودة إلى مقاله الموسوم ب :

«A travers les récits de voyage en Terre Sainte (XVI e-XIX e S.) Le dévots, le curieux, le savant, Bulletin du Centre de recherche français à Jérusalem, no 7, automne 2000, pp. 1-7.

[13] - أنظر الصفحة رقم (VI) 6 من المجلد الأول من كتاب باتستان بوجولا :

Voyage dans l’Asie Mineure

[14] - نفس المصدر، ص.ص. 5-6.

[15] - انطلاقا مما تضمنته هذه العبارة، ذهبنا في الصفحة 2 من هذا العرض إلى القول بأن ميشو هو الذي كان وراء الرحلة التي قام بها باتستان رغم أن أخاه جون جوزيف-فرانسوا هو الذي طلب منه القيام بها.

[16] - يقصد كتاب "تاريخ الحروب الصليبية".

[17]- مقدمة كتاب باتستان بوجولا السالف الذكر، ص. 6.

[18] - Correspondance d’Orient, Tome V, p.p. 472-473.

[19] - يقصد ميشو هنا المجمع الذي انعقد يوم 23 من شهر يناير 1120 تحت رعاية الملك الفرنجي بودوان الثاني (Baudouin II). و قد تقرر في هذا المجمع تشكيل مليشيات من "فقراء الفرسان". أنيطت بأعضائها مهمة تأمين طرق مواكب الحجاج القادمين من أوربا في اتجاه بيت المقدس. لمزيد من التفاصيل في هذا الشأن يمكن العودة لكتاب :

Simonetta Cerrini, La Révolution des Templiers, Paris, Perrin, 2007.

[20]- Correspondance…, Tome V, p. 473.

[21] - Voyage dans l’Asie Mineure…, Tome II,p. 441.

[22] - Ibid.,p. 441.

[23] - Ibid. , p. 345.

[24] - Ibid. , p.453.

[25] - récits et souvenirs d’un voyage d’Orient, p. 212.

[26] - نفس المصدر ونفس الجزء و نفس الصفحة.

[27] - نفسه، ص. 475 و ما بعدها.

[28] - نفسه، ص. 475.

[29] - نفسه، ص. 476.

[30] - Voyage dans l’Asie Mineure…, Tome II, p. 454.

[31] - نفس المصدر ونفس الجزء، ص.456. نذكر في هذا الصدد بأن ميشو زار هذا الهيكل بمجرد وصوله إلى مدينة نابلس وأطلع على تلك النسخة دون أن يسمح له حاخام الهيكل بلمسها. أنظر الجزء الخامس من كتاب "مراسلة من الشرق" الذي سبقت الإحالة عليه، ص.ص. 472-473.

[32] - Voyage dans l’Asie Mineure… ; op.cit., Tome, 2, p. 457.

[33] - لم يحدد باتستان بوجولا بدقة ما يعنيه بالممتلكات العقارية. و ربما يقصد أن السامريين لا يمتلكون استغلاليات زراعية.

[34] - Voyage…, op.cit., p. 458.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رحلة من نابلس إلى إسلامبول
  • برج الساعة في نابلس " برج الحميدية "
  • مذكرات رحالة عن المصريين وعاداتهم وتقاليدهم في الربع الأخير من القرن 18 (1)

مختارات من الشبكة

  • مسابقة معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بمدينة مدينة "بخشيساراي"(مقالة - المسلمون في العالم)
  • نهاية الملتقى الأول للشباب بمدينة خاركيف وافتتاح مركز إسلامي بمدينة تشيرنفتسي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الجالية الإسلامية بمدينة "إيردراي" تفتتح أول مسجد بالمدينة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • المدينة المنورة: أمير المدينة يرعى الحفل الختامي لمسابقة الأمير نايف لحفظ الحديث النبوي(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • المدينة النبوية: مركز بحوث ودراسات المدينة يقدم مكتبة رقمية وأفلاما مرئية عن تاريخها وحضارتها(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • إعادة النظر في كتاب أصوات المدينة: اللسانيات الاجتماعية الحضرية أو لسانيات المدينة؟ - لويس جان كالفي(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إسبانيا: مؤتمر مدينة الزهراء والمدن الإسلامية تراث عالمي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • فرنسا: عمدة مدينة شيل يرفض بناء مسجد بمدينته(مقالة - المسلمون في العالم)
  • فرنسا: إدانة عمدة مدينة ويسو لحظره الحجاب بالمدينة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • كوسوفو: اختيار مدينة بريزرن من بين أجمل المدن في العالم(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب