• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    منهج التعارف بين الأمم
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي
    بشير شعيب
  •  
    إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: ...
    بدر شاشا
  •  
    الاستشراق والقرآنيون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / تقارير وحوارات
علامة باركود

الدكتور حسام عقل في ضيافة الألوكة (2)

خاص شبكة الألوكة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/11/2012 ميلادي - 5/1/1434 هجري

الزيارات: 5607

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدكتور حسام عقل في ضيافة الألوكة

(الحلقة الثانية)


أجرى الحوار: أ. محمد شعبان الحاج حسن


أهم ما جاء في الحوار:

• لا بد من دعم المعلِّمين ماديًّا، وأنا أساند وأؤيد وأزكِّي وجود كادْر خاصٍّ للمعلِّمين، ولا بد من دعم المدارس والمرافق.

• أوروبا ظلَّت خمسة قرون تعتمد على مرجِع وحيد في الطب، هو كتاب "القانون" لابن سينا.

• لا بدَّ أن يكون عند الأديب الحقيقي مَوهِبة يُظاهِرها دعم وصقْل بالدِّراسة.

• كل الأعمال الثورية الكبيرة والانتِفاضات التاريخية الكبيرة مُفرَز ومنتَج إبداع أدبي.

• ينبغي أن يفتح ملفُّ المسلمين في الخارج، وأن نُعادي ونُصادِق في ضوء هذا الميزان.

• لا بد أن نهتم بها وأن نُعنى بالأقليات الإسلامية في الخارج؛ لأنها تتعرَّض لظلم كبير.

• وظيفة الدعاة والعلماء وظيفة توعوية أو تعريفية.

 

والآن إلى الجزء الثاني من الحوار الماتع:

نكمل حوارنا مع رجلٍ صنع من نفسه "العدسة" الكاشفة لآمال وآلام المسلمين، ودعا إلى الله بالحكمة والقول المبين، وعرّفنا بمن يلتحق بموكب الحضارة الإسلامي، وأخبرنا "لماذا أسلموا" لله ربِّ العالمين، نعم؛ إنه الناقد الأدبي، والمفكِّر البارز الدكتور: حسام عقل.

 

الألوكة: في كلمات محدودة نريد معرفة رأيكم حول العملية التعليمية (المؤسسة - المعلم - الطالب - الأسرة - مراكز البحث) في مصر؛ ولماذا تفوَّق الغرب علينا؟

د. حسام عقل:

العملية التعليمية في بلادنا أولاً ميزانياتها ضَحلة، هذه واحدة، الأمر الثاني: لا يخطَّط لها مطلقًا، يعني ما يصنعه وزير مع تدحْرُجه عن سُدَّة الوزارة يأتي وزير آخَر فيُهيل التراب على كل ما قدَّمه، ويَستحدِث هياكل وأبنيَةً جديدة، وبعد استِحداثها وبعد تمام بنائها يأتي وزير ثالث فيَنقض ما بنَى مَن قبله ويَصنع هياكل جديدة، وبالتالي تخضَع العملية التعليمية والمنظومة التعليمية لعمليات تجريب عشوائيٍّ لا صلة لها بالبحث العلمي ولا بالخُطَط العلمية طويلة المدى أو قصيرة المدى، فلا بد أن نهتمَّ بالمدرسة، لا بد أن نهتمَّ بالطالب، لا بد أن نهتمَّ بدعم المدرَسة ماليًّا لا بد أن نهتمَّ بوضْع مناهج جديدة، مناهِجَ تخرُج عن مربَّع التلقين والحِفظ والاستِظهار إلى مربع التفكير الابتكاري، إلى مربع المُساءلة، إلى مربَّع التفكير الحرِّ، إلى مربع النقاش والحوار، إلى مربع استِحداث الجديد، وهنا نقول: إن القرآن يحفِّز هذا؛ فالفعل "عقَل" وما يُشتَقُّ منه ذُكر في القرآن نحوًا مِن خَمسين مرَّة.

 

الألوكة: ولماذا تفوَّق علينا الغرب؟
د. حسام عقل:

تفوَّق علينا الغرب لعدة أمور؛ الأمر الأول: استِقرار النظام السياسي الحضاري؛ فهم قد وضعوا آليةً لتسليم مقاليد السلطة بشكل حضاريٍّ يَضمن حقْن الدِّماء، فوجود نظام سياسي مستقِرٍّ بدأ مِن وثيقة "الماجناكارتا" المعروفة في إنجلترا، وصولاً إلى الثورة الفرنسية واستِحداث العمل النيابي، ووجود حياة نيابيَّة تُسائل وتُحاسب الحاكِم حين يُخطئ، ثم تغيير وضخِّ دماء جديدة عندما يُسيء أو عندما يَظلم أو حتى عندما ينخفض أداؤه السياسي، كل هذه الأنظمة السياسية الناشِطة أتاح لهم نظامًا سياسيًّا حيويًّا دعمهم بأرصدة من القوة.

 

الأمر الثاني: الاقتصاد والعدالة الاجتماعية، والاهتمام بالاقتصاد والبناء، وليس الاهتمام بالقروض، الاهتمام بالاقتصاد والبناء أن يكون عِندهم اقتصاد أو بِنيَة اقتصاديَّة مُتفوِّقة يستطيعون أن يَبنوا عليها، أن يدعموا المشروعات البحثيَّة، أن يدعموا عمليات التطوير الاقتصادي، أن يدعموا ترسانات الأسلحة، أن يستحدثوا سلاحًا جديدًا يُدافِعون به عن أنفسهم، فأنا أظن أن ضِلع العدالة الاجتماعيَّة وضِلع الاستِقرار السياسي عامِلان حاسِمان في تطوُّر النُّموذج الأوروبي، سواء النُّموذج الفَرانكفوني أو النموذج الأنجلوسيكسوني.

 

الألوكة: وما سبُل تقوية العملية التعليمية والبحثية في الوطن العربي؛ لكي نرتقي بالبحث العلمي؟

د. حسام عقل: سبُل تقوية العملية التعليميَّة والبحثية في الوطن العربي:

أولاً: لا بد من وضْع خُطَط بعيدة المدى، مُنضبِطة، لا تَرتبِط بأشخاص مَن وضَعوها، يعني تملُّك آلية الاستمرار والنَّماء بغضِّ النظر عن شخصية الوزير، هذه واحدة.

 

الأمر الثاني: دعم المعلِّمين ماديًّا، وأنا أساند وأؤيد وأزكِّي وجود كادْر خاصٍّ للمعلِّمين؛ لأنه إذا دُعم المعلِّم ماديًّا انصلَحت أمور كثيرة، وأذكر هنا أن "شيكوف" كان يقول في روسيا: كيف تُعطون للمعلِّم الروسي عشرين روبيل ثم تَطلبون منه أن يقدِّم عملية تعليمية وحضارية جيدة؟! فلا بد مِن دعم المعلم ماديًّا.

 

دعم المدارس والمرافق؛ أن يكون كل مدرسة فيها معمل، فيها فِناء محترَم، فيها فناء آدميٌّ يَجتمع فيه الطلاب، وليسوا مكدَّسين كأنهم قِطَع سَردين في علبة صغيرة، دعم المدرَسة مسألة مهمَّة أن يكون فيها محفِّزات جاذبة، أن أُحدِث صيحةً فيها - كما قالت أستاذة أمريكيَّة في جامعة استانفور -: "تعليم بلا دموع"، تعليم يُحدِث لدى الطالب حالةً مِن السعادة، ولا يُحدِث لدَيه حالة مِن الانقِباض والنُّفور.

 

الألوكة: يدَّعي بعض الحاقدين على الإسلام أن العِلم يَتعارض مع الدين.. كيف نرد عليهم من خلال حضارتنا الإسلامية التي يمثل العلم جزءًا مهمًّا منها؟

د. حسام عقل:

أتصوَّر لو أننا ضيَّقنا الدائرة فسنقول: الإسلام أكبر دائرة للعلم؛ فكتاب وحْي يبدأ بـ﴿ اقْرَأْ ﴾.. لا شك أن ذلك يحفز العلم؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]، حتى إن ابن مسعود قال: "أيها الناس، افهموا هذه الآية ولتُرغبنَّكم في العِلم"، فهذا دين لا يُعادي العِلم، بالعكس يحفز، ولذلك لم يَرِدْ في سورة محمد: فظُنَّ أن لا إله إلا الله، ولم يرِدْ: فاعتقد أن لا إله إلا الله، ولكن جاء: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾، كأنه لا يُتوصَّل إلى تصحيح العقائد وتنقيح العقائد وتهذيب العقائد إلا بالعِلم؛ فالعِلم وسيلة ملازِمة، وليس على طريقة القدِّيس "أوجاسطين" حين كان يقول لتلاميذه: "أغمِض عينَيك ثم اعتقد" لا، الإسلام يقول: اجعل عينَيك مفتوحتَين؛ تقرأ وتفكِّر، وتتدبَّر، والفعل "عقل" - كما قلنا - وما يُشتَقُّ منه، ورَد في القرآن نحوًا مِن خمسين مرة، هذا غير الكلام عن أُولي النُّهى وأصحاب العقول، وعن، وعن... وأظن أن هذا الحديث متواتِر في القرآن والسنَّة، فأنا أتصوَّر أن الإسلام أكبر حافِز على العِلم، ولذلك وصَل إلى ذِروة المدِّ العِلمي في العصر العباسي مع حركة الترجمة مع وجود المُختبَرات، مع وجود المعامل، مع وجود مراصِد فلكيَّة كانت منبثَّة في العالم الإسلامي وفي حواضره وعواصمه تراقِب أجواء الفضاء الرحيب، كل هذا مِن مُفرَز ومنتَج هذه الحضارة القرآنية الداعِمة للعِلم.

 

الألوكة: علماء المسلمين القدامى كانوا هم النواة التي بنى الغرب حضارته على جهودهم وأعمالهم، فهل تُطلِعنا على نماذج من علماء المسلمين الذين نبغوا في العلوم التجريبية مثل الفلك والطب والصيدلة... إلخ، وتذكرنا ببعض ما قدموه للبشرية؟

د. حسام عقل:

نعم؛ إن أوروبا ظلَّت خمسة قرون - انظر خمسة قرون في عمر الزمن، يعني 500 سنة - ظلت أوروبا خمسة قرون تعتمد على مرجِع وحيد في الطب هو كتاب "القانون" لابن سينا، وأنا سأضرب مثلاً بسيطًا ونحن نتكلم على العلماء؛ فكتب الطبقات والرجال تَنسلِخ دونها الأعمار، نحتاج أعمارًا على عُمرنا حتى نعدِّد كل عالِم وتاريخه وتطوَّره وتلاميذه وأساتذته وما أسهَم وما قدَّم، ومِن المدرسة البصرية أم المدرسة الكوفية، لكن أنا أقول: يكفي أن تَذكُر ابن سينا، يكفي أن تذكُر البيروني الذي قدَّر الوزن النوعيَّ لثمانية عشر نوعًا من المعادن، يكفي أن تذكر جابر بن حيان وفتوحاته في الكيمياء، والحسن بن الهيثم وفتوحاته في عِلم البصريات، إذًا معنى هذا أن لدَينا رصيدًا علميًّا كبيرًا ورموزًا علمية كبيرة، يَكفي أن تَذكُر ابن رشد الذي كانت له مدرسة في داخل أوروبا تؤمن بفِكره وتُدافِع عنه، وما تزال لهذه المدرسة امتدادات حتى الآن، فنحن لدَينا مِن العلماء عشرات قدَّموا بصمات وإسهامات حقيقية.

 

الألوكة: وهل يرتبط البحث العِلمي بالاختراع والتكنولوجيا فقط أم إنه يُمكن استخدامه في اللغَة والتاريخ والفلسفة والفنون الأخرى؟

د. حسام عقل:

طبعًا التكنولوجيا من الممكِن أن تؤثِّر في مُحتوى حياة الناس اليوميَّة، بما في ذلك خِطاب الآداب والفنون؛ فاليوم خطاب الآداب والفنون عنده مزيَّة نوعيَّة يختلف بها عن خطاب الآداب والفنون منذ 20 أو 30 عامًا؛ ووجود فضاء الإنترنت اليوم غيَّر في مُحتويات الآداب والفنون، وتقنيات الإنترنت استُخدمَت بكثرة؛ فمثلاً: "إبراهيم عبدالمجيد" له رواية اسمها: "في كل أسبوع يوم جمعة" قائمة كلها على فِكرة المحاورة أو المحادثة "the chatting"، قائمة كلها على فكرة وفَضاء الإنترنت وثقافة الإنترنت، كثير مِن الإنتاج القصصي للكاتب الشاب "شريف عبدالمجيد" قائمة على فَضاء الإنترنت ومحادثات الإنترنت، فضاء الإنترنت أيضًا خلَق حالة مِن الإبداع نُسميها نحن "أدب المدوَّنات"، أدب المدوَّنات هذا ما كان يُمكن أن يَظهر لولا فضاء الإنترنت، وهذا يَختلف في الجملة، ويختلف في المنظوم، ويختلف في المفرَدة، ويَختلف في الرؤية عن الأدب الذي كان يُكتب قبل ثلاثة أو أربعة عقود، فلا جدال أن التطور التقني والتكنولوجي أثَّر في محتوى خطاب الآداب والفنون تأثيرًا جذريًّا.

 

الألوكة: معذرة نحن لا نتكلم عن التأثير، نحن نتكلم فقط عن اللغة؛ إذا أراد باحث أو معلِّم أن يبحث في علوم اللغة أو التاريخ أو الفلسفة فكيف يَستخدِم البحث العِلمي في ذلك؟

د. حسام عقل:

نعم؛ أنت تقصد دراسة ظواهر اللغة باستخدام التقنيات الحديثة، طبعًا هذا موجود، وهذا هو الفارق بين ما كان يُسمَّى في التراث القديم "فقه اللغة"، فالإمام الثعالبي ألف كتاب "فقه اللغة"، لكن الآن لم يعدْ ما يُدرس الآن اسمه "فقه اللغة"، أصبح ما يدرس الآن اسمه "عِلم اللسانيات"، ووَصلنا إلى ما يُسمَّى "عِلم الأُسلوبيات"، فدراسة الظاهِرة اللغوية تأثَّرت بالفِكر التكنولوجي وبالفكْر المدني الحديث، تأثرت بالمدارس النفسية الجديدة، وبدأ يظهر اتجاه يفسِّر ظواهِر اللغة على أساس سيكولوجي أو نفسي، وبدأ يظهر اتجاه في دراسة الظواهر اللغوية قائم على الاستِفادة مِن الدِّراسات السوسيولوجية والاجتماعية الحديثة، فليس ثمَّة جِدالٌ أنه حتى دراسة ظواهر اللغة والتراث أفادت مِن إنجازات العلوم الحديثة.

 

الألوكة: كيف يتبوَّأ المبتدئ والشادي مكانًا سامقًا في عالم الأدب، أو ما هي السبيل التي يَنبغي للمرء سلوكها حتى يكون مِن المبرَّزين في عالم الأدب؟

د. حسام عقل:

أولاً الأدب موهبة؛ والفنُّ موهبةٌ، فإذا لم يأنَس في نفسه موهبةً ابتداءً فلا داعي لأن يَرتاد هذه المساحة، وقد يُبدِع في مساحة أخرى؛ فمثلاً: أنا لا أستطيع أن أنظم شعرًا، وليس لديَّ حساسية الإحساس بالتفعيلة، أو حساسية الإحساس بالمفرَدة وبالتعبير الشعري وبالسَّطر الشِّعري، هذه المَوهبة (المادَّة النقية) ليستْ موجودة ابتداءً، مهما استَحدثْت مِن الكورسات، ومِن الدورات والمحاضَرات، لن أستطيع أن أُبدِع سطرًا واحدًا؛ لأن المادة الخام غير موجودة، فأولاً: توافُر المَوهِبة.

 

ثانيًا: الموهبة لا بدَّ أن تُصقَل بالاكتِساب والخِبرات، بمعنى أن أتلقى عن الأساتذة، وأن أتعلَّم أداءً حِرَفيًّا مهنِيًّا دقيقًا، إذا كنتُ شاعرًا لا بدَّ أن أَحذِق العَروض وأن أفهمه؛ أن أعرف ماذا يعني العَروض؟ ماذا يعني تفاعيل وأوزان؟ ماذا يعني زِحَافات وعِلَل؟ إذا كنتُ أَكتب القصة أعرف كيف يتمُّ تَشكيل العالَم القصصي؟ كيف يَتمُّ رسم الشخصية الروائية؟ كيف تتمُّ عملية البناء السَّرديِّ أو الروائي؟ لا بدَّ أن يكون هناك مَوهِبة يُظاهِرها دعم وصقْل بالدِّراسة.

 

الألوكة: في تصوُّركم ما دور الأدباء الإسلاميين في المجتمَع في ظل الصحْوة الإسلامية التي نَشهدها، خاصَّة بعد أنِ احتلَّ العلمانيون مجالات الأدب؟

د. حسام عقل:

الإسلاميون - في تصوُّري - عليهم دور كبير فلا بد:

- أولاً - أن يكون لهم ذراع إعلامي قوي يُعرِّف بآدابهم وفُنونهم؛ لأنه ما قيمة أنك تُبدع... تَكتُب ديوانًا شِعريًّا لا يقرؤه أحد ولا ينظر فيه أحد؟! ما قيمة أن تكتب مجموعة قصصية لا يَقرؤها إلا أنت وأقاربك، لا بد أن يكون لنا ذراع إعلامي يُعرِّف بما نُنجِز ونُنتِج مِن خطابات آداب وفنون.

 

الأمر الثاني: كل الأعمال الثورية الكبيرة والانتِفاضات التاريخية الكبيرة مُفرَز ومنتَج إبداع أدبي؛ فمثلاً: يذكرون أن أعمال ومسرحيات فرانشييه كانت المقدِّمة الطبيعية للثورة الفرنسيَّة، عندنا كذلك في الأدب الأندلسي قصيدة أبي إسحاق حين كنا ندرُسها كان يقال عنها القصيدة التي فجَّرت الثورة، كان هناك قصيدة يُمكن أن تفجِّر ثورة، أن تحرِّك أهالي غرناطة للدفاع عن كرامتهم المُستباحة فلا بدَّ أن يكون لدَينا خطاب آداب وفنون يُظاهر الحالة الثورية، ويدعم ولاءات الناس، ويدعم أشواق وطموحات الناس.

 

 

الألوكة: يتعرض المسلمون الآن في بعض الدول إلى مذابح ومآسٍ وتهجير، وذبْحٍ على الهوية لا أكثر ولا أقل؛ فقط لأنه مسلم أو لأنه سنِّي، فهل تسلِّطون الضوء على بعض هذه المتاعب التي يتعرَّض لها المسلمون في الخارج؟

د. حسام عقل:

والله إذا كنت تقصد الأقليات الإسلامية، يَكفي أن تستدعي إلى الذاكرة ما يَحدُث في ميانمار، المسلمون يُقتلون أحياء، يُحرقون أحياء، تُفرَض عليهم قوانين مدنية عَجيبة تَحرمهم مِن النسل، وتَحرِمهم مِن الذرية، وتَحرِمهم مِن النكاح، أشياء تردُّنا إلى عصور العبودية الأولى؛ هذه أقلية إسلامية تُعاني هناك.

 

سجَّلت الإحصاءات أنه بعد أحداث الحادي عشر مِن سبتمبر نسبة جرائم العُنصرية ارتفعَت في أمريكا إلى 1600 في المائة ضدَّ المسلمين، بما في ذلك الاعتداء على المساجد، بما في ذلك إحراق المساجد، بما في ذلك الاعتداء على المحجَّبات، ورأينا ما حدَث لمروة الشربيني، ومقتَلها داخِل باحَة المحكَمة، إذًا جرائم العنصرية ضدَّ الأقليات الإسلامية وضدَّ الجاليات الإسلامية موجودة وبكثرة، خصوصًا مع صعود المد اليميني في أوروبا، حتى إن أستاذنا الدكتور يوسف القرضاوي استحدث مُصطَلحًا جديدًا عنون به كتابًا مُهمًّا مِن كتبه وهو "فقه الأقليات"، وهناك فقه الآن يُستحدَث للأقليات الإسلامية التي تعيش في المهجَر؛ لأنها تتعرَّض لضغوط شديدة، وتتعرَّض لعنَتٍ ومشقَّة شديدَين، فلذلك ينبغي أن يفتح ملفُّ المسلمين في الخارج، ويَنبغي أن ندرسه بما يَنبغي مِن الاهتمام، وأن نُعادي ونُصادِق في ضوء هذا الميزان، أنا لا أفهم كيف تكون العلاقات بيننا وبين بكِّين حِنطَةً وعسلاً ونحن نعرِف أن الحكومة الصينية في بِكين تدعَم النظام البوذيَّ في ميانمار، وتُعطيه الضوء الأخضر لذبح المسلمين هناك؟!! كيف نفهم قول الله تعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [المجادلة: 22]؟! كيف نُظهر لهم هذا الودَّ ولا نثير معهم في الاجتماعات الدبلوماسية قضية المسلمين في ميانمار؟!!

إنني أقول: لا بد أن نهتم بها وأن نُعنى بالأقليات الإسلامية في الخارج؛ لأنها تتعرَّض لظلم كبير.

 

الألوكة: هذا الكلام يأخذنا إلى سؤال آخَر، وهو: ما دور العلماء والأمة كلها في مساعدة مسلمي الخارج الذين يتعرَّضون لهذا العنَت والمشقَّة مِن البوذيِّين وغير البوذيِّين؟؟

د. حسام عقل:

وظيفة الدعاة والعلماء أولاً وظيفة توعوية أو تعريفية؛ أن نوضح للناس المسار، فالناس أمامهم البوصلة مغبَّشة مضبَّبة لا يستطيعون أن يُبصروا ملامح الطريق، فمهمتنا هي أن نبصِّرهم بملامح الطريق، أن نَرسم لهم النموذج، أن نُعرِّفهم كيف يَستنزلون المبدأ القرآني والمبدأ السنِّي في واقع الحياة المعاصِرة الآن، هذا هو الواجب، والواجب أيضًا أن نُثقِّفهم، وأن نُعرِّفهم بالتاريخ الإسلامي، وبالتاريخ الإسلامي الحديث، وأن يَعرفوا ما يدور لأشقائهم، وما يحدث لأشقائهم في بقاع العالم وأصقاعه.

 

الألوكة:

وختامًا أستاذنا الكريم نَشكُر لكم حسْن تعاونك معنا، ونَشكُر لكم هذه الكلمات الرائعة، ولعلها تكون إضافة إلى المكتبة الإسلامية، وإن كانت قليلة في مبانيها، ولكنها كثيرة في معانيها، ولعلها تفتح آفاقًا جديدة للباحث أو الراغب في النهضة لهذه الأمة، وشكرًا لك يا سيادة الدكتور، وبارك الله فيكم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الدكتور حسام عقل في ضيافة الألوكة (1)
  • إمام المسجد الكبير بعاصمة وسط إفريقيا بانجي في ضيافة الألوكة

مختارات من الشبكة

  • تعقيب على رد الدكتور المزيني على الدكتور البراك - مشاركة صحفية(مقالة - موقع أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد)
  • هولندا: الدورة الشرعية رقم 25 لمؤسسة الوقف(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الإعلامي الدكتور مالك الأحمد في محاضرة بعنوان (العقل العربي بين التعليم والإعلام)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • الأستاذ الدكتور عبدالرحمن العدوي في ضيافة شبكة الألوكة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الدكتور: حسن الشافعي في ضيافة شبكة الألوكة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار شبكة الألوكة مع الدكتور صالح الرقب(مقالة - المسلمون في العالم)
  • رحيل العالم البحاثة الأديب الدكتور محمد شفيق البيطار(مقالة - موقع أ. أيمن بن أحمد ذوالغنى)
  • كلمة في رحيل الدكتور شفيق البيطار(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مغني اللبيب بتحقيق الدكتور فخر الدين قباوة(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • طرب الزهور وشذاها في شعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي (نماذج مختارة)(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/11/1446هـ - الساعة: 18:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب