• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

دمعة من محب

دمعة من محب
إسماعيل بن سعد بن عتيق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/4/2012 ميلادي - 4/6/1433 هجري

الزيارات: 5215

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دمعة من محب

على الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن محمد بن سحمان

1341 - 1431هـ


ذلك هو العلَم الفذُّ، ذو المناقب والتمايز، فذٌّ في سلوكه، متميِّز بطبعه وجِبِلَّته، لَم أُصاحب في عمري من ذَوِي القربى مثل الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن محمد بن سحمان، كانت بداية القرب منه عام 1371هـ، حينما أشار على مَن حوله - من أخواله "العتيق" - بالسعي في طباعة مجموعةٍ من رسائل الشيخين: حمد بن عتيق، وابنه سعد؛ إذ استنسَخها ورتَّبها وأسماها: "هداية الطريق من رسائل العتيق"، وكانت مطابع الرياض بدأَت تَستقبل ما جدَّ من تصنيفٍ، بجانب ما تَطبعه من صُحفٍ ومقالات، وهي أوَّل مطبعة بالرياض، لبَّى الإخوة العتيق ما دعا إليه الشيخ عبدالرحمن، وتضامَنوا لطباعة هذه الرسائل، وتحت العنوان المشار إليه، وكتَب الشيخ عبدالرحمن التقديم، وبترجمةٍ للشيخين مع ذِكر المراثي، وكُتِب على الغلاف الناشران: عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن سحمان، وإبراهيم بن عبدالله بن عتيق، وخرَج المجموع في اثنتين وسبعين صفحة، هذا المجموع هو باكورة المطبوعات من مؤلَّفات العتيق.

 

ظلَّت صِلتي بالشيخ تتوثَّق، وقُربي منه قربَ تلميذٍ بين يدي مُعلِّمه؛ إذ استخرَجتُ من حُلله الرسائل المخطوطة، ما هو بقلمه وقلم غيره، فكانتْ هواية جمْع الرسائل المخطوطة تنمو، والرغبة فيها تزيد، وكان التبادُل بيني وبين الشيخ جاريًا مَجراه، أُزوِّده بما عندي، ويُهدي لي ما عنده، دفَعني ذلك إلى استنساخ ما عثَرتُ عليه، وما زوَّدني به فضيلتُه.

 

فكان انفرادي بالطبع والنشر فيما يخصُّ الأسرة، وبالأخص الشيخان، استنسَختُ ردَّ الشيخ حمد بن عتيق على ابن دعيج من المكتبة السعودية، وقمتُ عام 1381هـ بطبْعه في الشام بدمشق بدار الفكر، وكذا رسالة التحذير من السفر إلى بلاد المشركين، ومعها وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم تَوالَى النشاط في الطبع فيما وقَعت يدي عليه؛ حتى جمَعتُ ما للشيخين من رسائل ومراسلات، وفتاوى ونظْمٍ، فكانت "هداية الطريق من رسائل وفتاوى الشيخ حمد بن عتيق" في مجلدٍ، وكذا "المجموع المُفيد من رسائل الشيخ سعد بن عتيق".

 

طُبِع الكتابان مرارًا، ومنها ما هو وقْفٌ، ومنها ما هو تجاري، ثم كانت المرحلة الثانية من مُبادرات الشيخ عبدالرحمن بن سحمان؛ إذ أشار على أخواله العتيق بطبْع كتاب "إبطال التنديد مختصر شرح التوحيد"؛ للشيخ حمد، كما كان في طباعة الرسائل، جمع المال المقدر لطباعة الكتاب في مصر، وعن طريق الشيخ عبدالرحيم أشارَ بمطبعةٍ في الإسكندرية في مصر، وبواسطته تَمَّ تسليم الكتاب وتكاليف طباعته؛ إذ كانت الطبعة الأولى لإبطال التنديد عام 1367هـ، طبعة صاحب المكتبة الأهليَّة "عبدالمحسن أبابطين" في الرياض من غير متن التوحيد، وطلب مني الشيخ عبدالرحمن أن أكتبَ المقدمة والترجمة للشيخ حمد، ففعلتُ، ومع حرصي على إخراج الكتاب وطباعته، فقد توجَّهت إلى مصر عام 1380هـ؛ لمباشرة الإشراف على الطبع والإخراج، وتَمَّ ذلك والحمد لله، والنقص كان في عدم ذِكر مسائل التوحيد، وإنما هو المتن والشرح؛ مما جعلني أُعيد طباعة إبطال التنديد عام 1400هـ؛ ليَكتمل الشرح والمتن والمسائل على نفقة سُمو الأمير سلطان - جزاه الله خيرًا.

 

أمَّا المرحلة الثالثة التي تُسجَّل في صفحات الشيخ عبدالرحمن، فهي اهتمامه بنظْم زاد المستقنع؛ للشيخ سعد، فقد قام بنسْخه من المخطوطة، وأتَمَّ أبواب الفقه مما هو غير مُتَمَّم عند الناظم، وزاد في النَّظم زيادات واختيارات، وبعرْضه على سمو الأمير سلطان بشفاعة الشيخ ابن باز، تَمَّ طبعه مجلدًا، وقمتُ بالترجمة للشيخين: الشيخ سعد، والشيخ عبدالرحمن، بعد التقديم والتعريف بالكتاب، وتَمَّ ذلك بحمْد الله.

 

وفيما يخصُّه، فقد كان مُولعًا بكُتب الزهد والرقائق، ومنها كتاب إحياء علوم الدين؛ للغزالي، استخلَص منه فوائدَ جمعها وصنَّفها تحت عنوان: "المعارف السنية وتَذكرة النفس والإخوان"، كما قام بجمع رسائلَ أُخَر طُبِعت في حياته، هذا فيما يختصُّ بالطبع والنشر.

 

أمَّا علمه ومَداركه، فقد أُعطي فقهًا يعتمد فيه على كُتب ابن تيميَّة، وعلى مشايخ الدعوة بنجد، ويتقصَّى البحث والمراجع - قراءةً عليه، أو قراءته هو - إذ كان كثير المطالعة، وتحرير المسائل فيما يختص في العمل والواقع التجريبي، وذلك حينما كان قاضيًا للتمييز، ولعلَّ مكتبته لا تخلو مما كتَبه وحرَّره، وقلمه مَقبول، وهو على قاعدة إملائيَّة، يستوي بداية السطر ونهاية ما يكتب، لا يتغيَّر، ويَختار القلم بالحبر الأسود، أذكر أنني أَهديتُ له قلمًا مما جدَّ من مستوردات الأقلام المحبَّبة له، فقال: لقد اشتريتُ منه درزنًا؛ لدقَّة ريشه، وسَيلان الحبر، فهو بين الحبر والناشف، وما رأيتُه إلاَّ وهو يَحمله بجيبه.

 

قلت: إنه متميِّز في سلوكه، هو ذاك التميُّز البارز بحفْظ كتاب الله، والمداومة على تلاوته بغُنَّةٍ فيها تلحينٌ، ونغمة المد والقصر، دقيق الصوت دِقَّة بدنه، طويل النَّفس طول قامَته، يطول عند المد، ويقصر عند القصر، من غير هَزٍّ ولا تمطيطٍ، يُسمِع مَن حوله، ولا يَرفع صوته فوق الطبع المعتدل، كان إمامًا حين الطلب، وقبل التخرُّج في مسجد العصفور في الرياض - حارة معكال - أمضى سنين وخلَفه ابن عمه عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن سليمان، وظلَّ كذلك إمامًا في مقرِّ عمله في الأفلاج، ثم بالدلم بالخرج، وهو الذي يصلي التراويح والقيام في رمضان من غير كللٍ ولا مَللٍ، ظلَّ يَصحب القرآن والقرآن يَصحبه؛ حتى ضَعُفت مَداركه عن معرفة مَن حوله غير التلاوة، وكان يقرأ القرآن وهو لا يعرف مَن حوله، وربما ذكَر عن نفسه أنه بالأفلاج، وأنه يُريد أن يذهبَ إلى والده، فإذا قيل له: إنَّ أباك قد مات، استبَعد هذا ونفاه، وهو مع هذا دائمُ الذِّكر واستحضار الآيات القرآنية من غير ترتيبٍ، ظلَّ قُرابة ست سنين لا يعرف الناس إلاَّ بعض الخواص في بعض الأوقات، حين تعود له ذاكرته، فيقول: أنت فلان، أو أنت فلانة، وكُفَّ بصرُه.

 

أمَّا التعبُّد والتنسُّك، فشيء يطول ذِكره، ويَصعُب حصْره، فهو قوَّام صوَّام، أزوره حينًا، فأراه صائمًا للبيض، وأحيانًا الخميس والاثنين، ومع نحول جسْمه وضَعْف قواه، وبالأخص عند كِبَره، فلا زال حاله على ما كان عليه أيام قوَّته، يتقدَّم إلى المسجد قبل الأذان، ويؤدي السُّنن الرواتب، ثم يَتلو القرآن، ومكانه خلف الإمام في الأوقات الخمسة، ومع أنه لا يقود السيارة، فقد هيَّأ الله له أسباب الوصول إلى المسجد في جميع الأوقات؛ إمَّا بقيادة الأبناء، أو السائق.

 

أقام الدروس لعددٍ محدود بعد صلاة الفجر، وفي البيت في الضحى، وكان يحب أن يُقرَأَ عليه الفقه والتوحيد، ورسائل أئمَّة الدعوة، اشتغلَ أخيرًا بمراجعة ديوان عمِّه الشيخ سليمان بن سحمان، وبخطه وبخطِّ الشيخ عبدالعزيز بن صالح بن سليمان، تَمَّ طباعته بتحقيق محمد بن عمر بن عقيل المشهور بالظاهري، أربعة أجزاء في مجلدين، والناشر مكتبة الرشد.

 

أمَّا وظائفه الرسميَّة، فقد تخرَّج في كليَّة الشريعة عام 1376هـ، هو وزميله الشيخ سعد بن محمد بن إسحاق بن عتيق، وكُلِّفا معًا بالملازمة في المحكمة الكبرى بالرياض، وكان الشيخ عبدالرحمن عند الشيخ سليمان العبيد، والشيخ سعد عند الشيخ محمد العودة، وبعد ستة أشهر صدَر قرار تكليف الشيخ عبدالرحمن قاضيًا في الأفلاج، خلَفًا للشيخ عبداللطيف بن محمد آل الشيخ، وباشَر العمل في المحكمة، وتولَّى إمامة الجامع في ليلى، وبعد مدة أمضاها في الأفلاج، انتقَل إلى الدلم - الخرج، وأخيرًا إلى محكمة التمييز في الرياض.

 

من غرائب قَصصه ونوادره:

أنَّ السائق تأخَّر عليه بعد الدوام، فقال له المشايخ في المحكمة: نَبعث لك السائق في السيارة، قال: أعرف أنكم لا تُقصِّرون، ولكن مَن يدلُّني إلى بيتي، ويقال: إنه في حي الحمود، ومَن يَعرف حي الحمود؟ مَن يعرف البيت المُستأجر لعبدالرحمن آل سحمان؟ نعم هو مُستأجر، لا يَملِك بيتًا في الرياض بعد بلوغ هذه المرتبة، حتى وهبَتْ له الدولة ما تَهبه للجامعيين أرضًا في جنوب الرياض؛ أُسوة بغيره من قُدماء المتخرجين ومُتأخِّريهم، وشيءٌ لا يَفوت ذِكره، ولا يَغيب حدَثُه: الكرم المتناهي، سَمِعته غير مرَّة يقول: هذا الراتب الشهري يُسمَّى معاشًا، والمعنى أنه يأكل ولا يَدَّخِر، جُبِل على الكرم والضيافة بسببٍ أو بغير سببٍ، وخاصة عندما كان في الأفلاج، عَلِمتُ بأنه قد اختصَّ بجزَّار يُدعى عثمان، وهو الذي يَذبح ذبائح الشيخ للضيافة أو البيوت، نعم إنها البيوت الثلاثة: بيت أم أولاده الكبار من الزنان، وبيت أم إسماعيل من آل خميس، وبيت ابن عمِّه صالح السحمان، أحبَّه الناس؛ لِما له من الندى لذَوِيه وأرحامه، وأعمامه وأخواله، وطُلاَّبه ومَن حوله، كان مجلسه بعد الظهر يكتظُّ بالجالسين كلَّ يوم لشرب القهوة والشاي، وهو يتصدَّر المجلس بين المُتكئين، يَبدأ الصابُّ له بالفنجان، ثم يتبعه بقيَّة الجالسين، مجلسه فيه هَيبة ووَقار، وربما تُلِيت فيه الكتبُ وقُرِئ فيه القرآن، جمَع بين هَيْبة العلم ومنصب القضاء والكرَم، فكان أبًا وأخًا، ومُعلمًا ورئيسًا؛ إذ كان الناس يومها يُوقِّرون مَن هذه صفته، وبالأخص في صغار المدن والأطراف، وفيما يَبذله من كرمٍ وضيافة، فإنه لا يترقَّب مكافأة الآخر، ولا يَمنُّ بما يَبذله، ولا يَذكره لعدوٍّ أو صديقٍ، يَفِد إلى الأفلاج كثيرٌ من اللجان في مهمات رسميَّة، تَختص بالمحكمة أو غيرها، فيكون هو المضيف الأوَّل لكثيرٍ من اللجان بكرمٍ وسخاءٍ، وحُسن استقبالٍ وتوديعٍ، حتى لكأنه هو واجهة البلد وعنوان كرَمها من غير تدخُّلٍ في مهمات اللجان، ولا يَعنيه ما تقوم به من تفتيشٍ أو مُتابعة، ولو فيما يخصُّ موظفي المحكمة، ما لَم ينصَّ على مشاركته في المهمة.

 

أخذَ الشيخ عبدالرحمن بلُباب الكثير من عارفيه والعاملين معه، حصَل أن حكَم على بعض معارفه بأداء ما عليه لخَصْمه أو سجنه، فقال: أمْهِلني ساعتين وسأعود لك، وأدفع ما بذِمَّتي، والغداء عندك، فأمَر الشيخ خَصمه أن يُنظِره، ويَنتظره خَصمه ساعتين، وقد وفَّى لصاحب المبلغ، وصَحِب الشيخ لبيته على الغداء بعد الظهر.

 

وشيء مهمٌّ في حياته، وهو ارتباطه بأخواله ارتباطَ الصِّلة بالموصول، فأمُّه فاطمة بنت علي بن الشيخ حمد بن عيتق، ومما وثَّق هذه الصِّلة والترابُط، سكنُه في العمار بالأفلاج؛ حيث سكَن جدُّه محمد وأبوه عبدالعزيز، وليس له سوى أخ واحد، وهو عبدالله، وأختهما منيرة، فكان الطبع البشري يَميل إلى الأتراب والأصحاب، ومنهم أسنانه؛ كالشيخ سعد بن محمد بن إسحاق؛ إذ كانت ولادتهما في عام 1341هـ، فتراضَعا، فكانا أَخوَين من الرَّضاع، أبوه عبدالعزيز هو مُعلِّم القرآن في العمار، وعليه يَلتف الصِّبيَة من أهل العمار؛ آل عتيق، وآل فهيم، وآل قرون، والضراغمة، ومن بين هؤلاء الأقران كان الشيخ عبدالرحمن أكثرَهم تفوُّقًا في الحفظ، وحُسن الخطِّ، والمُثابرة للدَّرس.

 

وهو يتذكَّر في حياته ما عليه أخواله وأجداده، فقد كان الوارث لهم في العلم والتحصيل والمُثابرة على طلبه، فصِلته بأخواله كادَت تكون نسبًا، أخبَرني بعض مَن يعزُّ علينا عوزه وحاجته من العتيق، فقلت له: سأبرق برقية للشيخ عبدالله بن زيد بن محمود، رئيس محكمة قطر باسم الشيخ عبدالرحمن بن سحمان قاضي التمييز في الرياض؛ لاستضافتنا واستقبالنا، ومن ثَمَّ نعرض حاجتك عليه، وفعلتُ، وكنا ضيوف آل محمود خمسة أيام، جاد فيها الشيخ ابن محمود وتوسَّط له عند حاكم قطر، نال من أَعطياته وهِباته، ثم أخبَرت الشيخ عبدالرحمن بن سحمان بعد عودتنا، فقال لنا: الساعة المباركة اللهمَّ اجعلني مباركًا، ولا لَوْمَ لِما فعَلت؛ فإن ذلك يَسرُّني؛ لقضاء حاجة المحتاج.

 

أولاده من الزيجات الثلاث:

تسعة من البنين، وعشر من البنات، سمَّى محمدًا على جده، وعبدالعزيز على أبيه، وعبدالله على أخيه وعمِّه، وإسماعيل على عمِّ أبيه، وصالح وسليمان، وكلُّها من أسماء السحمان؛ تقليدًا وتخليدًا لأسماء الأسلاف، وقد نوَّهت في كتابةٍ سابقة بترابُط العتيق والسحمان بالمصاهرة الزوجيَّة؛ حيث تزوَّج السحمان من نساء العتيق خمس عشرة امرأة، وتزوَّج العتيق من السحمان عشر نِسوَة، أو قريبًا منها، وهذه المصاهرة تدعو إلى التشابه في الخُلُق والخَلْق، أمَّا أحفاد الشيخ وأسباطه، فيَطول ذِكرهم، وأعجِز عن حصْرهم - بارَك الله فيهم.

 

ومن عجيب الأمر أنه لَم يُولد لسحمان جدِّهم سوى ثلاثة: سليمان، ومحمد، وإسماعيل، والشيخ سليمان ليس له من الأبناء سوى ثلاثة: عبدالله، وصالح، وعبدالعزيز ومحمد ليس له سوى عبدالعزيز وعبدالله وعبدالرحمن والد الشيخ، وإسماعيل ليس له عقبٌ، وكانت البركة ونمو الشجرة للشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن محمد بن سحمان.

 

مات الشيخ وليس له أبناء قُصَّر، لكن كان له ابن في سنِّ البلوغ، وهو سليمان أصغرهم، وكان الشيخ عندما يذكر أولاده وتوجهاتهم، يقول: سبحان مُقسِّم الأرزاق، العالم بالأحوال، المدبِّر لخلقه، لا معطي لما منَع، ولا مانِع لِما أعطى، يُلمِّح بعدم التفوق العلمي لأبنائه، وفيهم مَن حمَل الشهادة الجامعيَّة كعبدالعزيز وإسماعيل، وجامعيَّات من بناته.

 

مرضه ووفاته:

ففي عشية يوم الاثنين الحادي عشر من شهر 10/ 1431هـ، دنَت منيَّته، وانتهى أجَلُه المحدود في مدينة الرياض، وكان طيلة خمس سنوات، قد فقَد شعوره، وشاعَت أحاسيسه، وسقَط عنه التكليف؛ لا لمرضٍ، ولكن لضَعف الجُهد، وقلَّة الحال؛ حتى نقَص وزنه؛ إذ كان لا يزيد عن أربعين كيلو جرام، صلَّى عليه في مسجد عتيق، وأَمَّ الناسَ سماحةُ المفتي عبدالعزيز آل الشيخ، ودُفِن في مقابر العود بإذنٍ من إمارة الرياض، كما هو المعروف من تخصيص مقابر العود للذوات والعلماء، وبإذن خاصٍّ.

 

يُعَدُّ ذلك من أجَل القُرَب للمُشيِّعين، وشيئًا آخرَ هو تقديرٌ لذَوِي العلم والوجاهة، وتسهيل زيارته مستقبلاً، نُشِر عن وفاته في الصحف المحلية، وجرى التعازي بالحضور والمُهاتفات شعبيًّا ورسميًّا، غفَر الله له، وقد رثاه مَن رَثاه شعرًا بعض مُحبِّيه والقريب منه: إسماعيل بن سعد بن عتيق، وسعد بن عبدالله بن محمد العتيق، وعبدالعزيز بن محمد العتيق، غفَر الله للشيخ عبدالرحمن؛ إذ - والله - كان نعم المزكى في حبِّ العلم وتأثُّره به، والكرم الطبيعي الذي لا مثيلَ له، وصِلة الأرحام.

 

وُلِد الشيخ عام 1341هـ، وانتهى عقده التاسع وهو أكبر مُعمَّر من السحمان، غير عمِّه عبدالله بن سليمان.

 

هذا ما كتَبه وحرَّره محبُّه، والداعي له بالمغفرة إسماعيل بن سعد بن عتيق 21/ 11/ 1431هـ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • دمعة حرى على عشرة نصف قرن!
  • دمعة أبي

مختارات من الشبكة

  • أسلها دمعة ( قصيدة )(مقالة - موقع د. حيدر الغدير)
  • دمعة الخلوة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة دمعة اللبيب بعبرة الكئيب(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • دمعة على أعتاب حلب (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • دمعة على الرافعي: نظرة سريعة إلى أدبه(مقالة - حضارة الكلمة)
  • رقة القلب وسرعة الدمعة من خشية الله(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • مخطوطة حرق فؤاد المؤمنين وانسكاب الدمعة في التذكير بالجهاد والزكاة والصيام والجماعة(مخطوط - ملفات خاصة)
  • خلف الدمعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دمعة على الإسلام(مقالة - حضارة الكلمة)
  • دمعة على فقيد مدرسة بدر عبدالقادر الحداد ( قصيدة )(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)

 


تعليقات الزوار
1- روعة
محبة الخير - المملكة العربية السعودية 26-04-2012 05:53 PM

رائعة

شكرا جزيلا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب