• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / ثقافة عامة وأرشيف
علامة باركود

العلاقات العربية اليابانية من خلال الرحلات المتبادلة

عبدالله بن حمد الحقيل

المصدر: من كتاب "رحلتي إلى اليابان" لعبدالله بن حمد الحقيل
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/1/2012 ميلادي - 14/2/1433 هجري

الزيارات: 11489

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خلال ندوة العلاقات الثقافية السعودية اليابانية التي عقدت في رحاب المعهد العربي الإسلامي في طوكيو ألقيت هذا البحث خلال الجلسة العلمية الثانية، وقد رأس الجلسة السيد أمين توكوماس يوم الثلاثاء الموافق 14/2/1422هـ.

 

أيها الإخوة الفضلاء والسادة الأجلاء:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أحييكم أطيب تحية متمنياً لهذا الملتقى النجاح وللقائمين على تنظيمه والإعداد له التوفيق والسداد، وأن يحقق الأهداف المرجوة.

 

أيها الإخوة:

إن الإسلام أكبر نعمة أنعم الله بها على الأمة، واستحضار هذه الحقيقة في كل عمل مخلص هو قمة الوعي بها، وهذا الملتقى يأتي تسجيلاً لتاريخ مضيء مجيد، فالأمة الإسلامية كانت على الدوام أمة حوار، وكان دينها الإسلامي وحضارتها المختلفة نموذجاً للدعوة وللتعارف بين الشعوب، وللحوار والتفاهم وتبادل الرأي، وقد أعطت ذلك مكانة مرموقة في ثقافتها وفكرها وسلوكها، ولقد حرصت المملكة العربية السعودية على مؤازرة ومساندة العمل الإسلامي وتقديم الدعم السخي من أجل خير المسلمين وصالح الإسلام... حيث جعلت الإسلام نبراساً لها في كل أعمالها، وما هذا الملتقى إلا خطوة على هذا الطريق، وإن العلاقات السعودية اليابانية مسيرة تعاون لآفاق واعدة، والثقافة عامل تفاهم وتكامل بينهما..

ويطيب لي بل يسعدني أن أشارك اليوم في هذه الندوة المباركة، لألقي الضوء على الرحلات التي قام بها اليابانيون والعرب،  ذلك بغية التعرف على جوانب من العلاقات من خلال الرحلات التي قاموا بها، وتسجيل انطباعاتهم ومشاهداتهم خلال رحلاتهم وتنقلاتهم.

 

ونسأل الله التوفيق لهذا الملتقى ليحقق أهدافه في نشر نور الله والدعوة إلى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة ليعم الخير والسلام أرجاء المعمورة، وزرع الإيمان النقي الخالص في قلوب المسلمين جميعاً في أنحاء الدنيا، ولكي يظل الدين فيها كله لله.

 

والله أسال أن يوفقنا جميعاً لمرضاته.

 

ويسدد الخطى وينفع بهذا الملتقى الذي يحمل رسالة الخير والحق والمحبة والتعاون والسلام.

 

أيها الإخوة...

لقد استأثر أدب الرحلات باهتمام كثير من طبقات مثقفي العالم قديماً وحديثاً، وعني به أعلام بارزون عبر مراحل التاريخ، وما زالت الرحلات إلى يومنا هذا مصدراً للتعرف على أحوال الأمم وثقافات الشعوب، كما أن للرحلات أهميتها في اكتساب الخبرات واقتباس المعارف في شتى المجالات، ولقد فطر الإنسان على حب الاستطلاع واكتشاف كل جديد.

 

والرحلات مصدر للمؤرخ والجغرافي وعالم الاجتماع وفيها قدوة للمقتدى، وهي مصدر لا يمكن إغفاله أو تجاهله بالرغم مما يقال عن هذا المصدر أنه يرتبط في الغالب بالآراء والانطباعات الشخصية.

 

ويحرص كثير من الناس على الاهتمام بأدب الرحلات. حيث إن الرحالة دائماً ينقل للقارئ صوراً وقصصاً وطرائف ومعلومات ومشاهدات لكل ما شاهد وسمع ورأى. وما أكثر ما حفل به التراث العربي الإسلامي من أخبار الرحلات والرحالة، كرحلة ابن فضلان إلى إسكندنافيا التي عدت أقدم تسجيل كتبه شاهد عيان عن حياة ومجتمع «الفايكنج» فهي وثيقة فريدة تصف بدقة أحداثاً وقعت منذ ما يزيد على ألف سنة... ولقد وصفت تلك الرحلة بأنها المصدر الوحيد لتاريخ روسيا وبلغاريا وتركيا في تلك الفترة من القرن العاشر الميلادي..ورحلة  أبي دلف، ورحلة أبن جبير، ورحلة العبدري ورحلة ابن بطوطة،ورحلة ابن خلدون، ورحلة العبدري، والمسعودي، وغيرهم كثير مما يضيق المجال عن استعراضه، فكم فيها من الصور والمشاهدات والتي أصبحت تاريخاً ومعرفة وفائدة للباحثين والدارسين بل وثائق تمثل نشاط أسلافنا وطموحاتهم وارتيادهم للمجهول ومعرفة العالم وطلب العلم والمعرفة ورواية الأخبار من أفواه الرجال، وكما تفيد كتب التاريخ والحديث بالروايات والأخبار والقصص عن المحدثين الذين قاموا برحلات بصدد جمع الأحاديث وتدوينها، وكذلك كان الرحالة يذهبون ويرتحلون من أجل التجارة والالتقاء بالعلماء والأدباء والمؤرخين والأطباء ووصف طريق الحج والمشاعر المقدسة والحرمين وما بهما من آثار ومعالم وعلماء ومخطوطات وأماكن ومساجد ومكتبات، وما أعظم ما كتبه الرحالة ابن بطوطة في كتابه «تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار»؟

 

لقد كانت الجزيرة العربية تتميز بخصوصية دينية وتاريخية واقتصادية كونها مهد رسالة الإسلام وخاصة الحرمين الشريفين وأحد مواطن الحضارة القديمة وملتقى الطرق التجارية ومركز اتصال مع الحضارات المعاصرة.

 

ولقد حفل التراث العربي بالأقوال والأشعار والحكم والأمثال حول السفر والرحلات، وإن أدب الرحلات حينما يتصدى له العلماء والمفكرون فإنه يظل مخصباً ومفيداً وذا عطاء علمي غزير بحيث يبرز فيه الجانب التصويري والسياق الأدبي والتحقيق التاريخي والبحث الاجتماعي مع تطعيمه بمأثور الشعر والحكم مما تقتضيه المناسبة.

 

ويروى عن الإمام الشافعي قوله:

تغرب عن الأوطان في طلب العلا
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرج هم واكتساب معيشة
وعلم وآداب وصحبة ماجد

 

ولقد أوصت أعرابية ابنها في سفر، فقالت: يا بني، إنك تجاور الغرباء وترحل عن الأصدقاء، ولعلك لا تلقى غير الأعداء.. فخالط الناس بجميل البشر، واتق الله في العلانية والسر...  يقول أحد الشعراء في الأسفار:

سفر الفتى لمناطق وديار
وتجول في سائر الأمصار
علم ومعرفة وفهم واسع
وتجارب ورواية الأخبار

 

ويقول المقدسي في كتابه «أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم»:

ما تم لي جمع (هذا) الكتاب إلا بعد جولاتي في البلدان ودخولي أقاليم الإسلام ولقائي العلماء وخدمتي الملوك ومجالستي الثقاة ودرسي على الفقهاء، واختلافي إلى الأدباء والقراء وكتبة الحديث، ومخالطة الزهاد وحضور مجالس القصاص والمذكرين، مع لزوم التجارة في كل بلد، والمعاشرة مع كل أحد، والتفطن في هذه الأسباب بفهم قوي حتى عرفتها، ومساحة الأقاليم بالفراسخ حتى أتقنتها، ودوراني على التخوم حتى حررتها، وتنقلي على الأجناد حتى عرفتها، وتفتيشي عن المذاهب حتى علمتها، وتغطني في الألسن والألوان حتى رتبتها، وتدبري في الكور (يقصد المحافظات والولايات)، حتى فصلتها، وبحثي عن الأخرجة (يقصد الضرائب) حتى أصبتها مع ذوق الهوان، وشدة العناء.

ولقد أمد الكثير من الرحالة الثقافة الإنسانية بثروة فكرية وتاريخية وجغرافية وجمعوا قدراً كبير من المعلومات، وكتبوا الرحلات التي قاموا بها، الرحلات كما يقال شيء ثابت لا يأكله الدهر ويظل لها طابعها.. فرحلة ابن جبير، وابن بطوطة، وابن فضلان زادها الدهر خلوداً ورونقاً وإعجاباً، وترجمت إلى لغات شتى، لأن النفس بطبيعتها تواقة إلى المعرفة واستطلاع ما كان عليه قديماً، وكيف كانت حياته وتقاليده فالرحلات من أهم مصادر دراسة التاريخ وتتحول إلى وثائق علمية وذكريات لها خصائصها وسماتها.

 

ولقد قال الرحالة ابن جبير الذي تعب كثيرا ًمن رحلاته:

فألقت عصاها واستقر بها النوى
كما قر عيناً بالإياب المسافر

 

 

رحم الله أسلافنا من الرحالة الذين كانوا ينشرون العلم والدين والمعارف والآداب والفضائل خلال رحلاتهم، وما زالت آثارهم باقية خالدة في تاريخ الحضارة الإسلامية، وكم نحن في حاجة في هذا الزمان إلى إعادة قراءة كنوز تراثنا الفكري والتاريخي والتأمل والنظر فيه والإفادة منه.

 

ومجمع القول: إن الرحلات من أوسع أبواب المعرفة والثقافة الإنسانية لكشف المجهول، والوصول إلى الغاية، ومعرفة الحقيقة، والاستماع بالتاريخ والآثار، والطبيعة ولقد شغف الكثير بأدب الرحلات، لأنه أدب ممتع وشهي، وقد فطر الله الإنسان على البحث المستمر عن الحقيقة، وحب المعرفة والاستطلاع، والتعرف على هذه الدنيا ومظاهر الحياة فيها، وما تزخر به من جبال ووهاد وبحار وإنسان ونبات وآثار وحيوان... الخ. فسلك فجاج الأرض ومفاوز الصحراء، وركب متن البحار وتعرض لوحشة الأجواء والمحيطات ومما تنطوي عليه من المخاطر والمتاعب، وما يواجهه من لفحات الهجير وشدة البرد والثلج والزمهرير، وتردد الكثيرون على الأسفار، وعشقوا الرحلات ولم يبالوا بالأهوال والأخطار، بل عشقوا حب المغامرة، إذ هي وسيلة إل المعرفة والبحث.. والمتعة والفائدة، خاصة ونحن في عصر الرحلات والمغامرات العلمية في الأرض والفضاء.

 

ولقد عني أسلافنا بالرحلات واهتموا بشأنها، فسافروا من بلد إلى بلد لحضور مجالس العلم والأدب أو توثيق الأخبار والأحاديث، ووصفوا الطرق والمعالم والناس، وجابوا الأقطار والأمصار، وتنقلوا بين المنازل والمسالك والديار، ووصفوا الطرق وأحوال الأمم، فتركوا آثار خالدة في التاريخ والأدب والجغرافيا الوصفية.. فوصفوا ما شاهدوه ودونوا ما رأوه بكل دقة وحصافة، فأصبحت آثارهم معالم يهتدى بها حيث دونوا ثقافات الأمم وحضارتها وعلومها وآدابها، وسجلوا مرائياتهم وتحليلاتهم فأسهموا بذلك في خدمة العلم والفكر وتنوير الأذهان.. وكما قال الحريري:

نقل ركابك عن ربع ظئمت به
إلى الجناب الذي يهوى به المطر

 

 

وهكذا سيظل أدب الرحلات رافداً من روافد المعرفة والثقافة والأدب والتاريخ والجغرافيا بحيث يحلق في أجواء مختلفة وخواطر متفرقة لا تقف عند الانسجام والمتعة فحسب، وإنما تهدف أيضاً إلى الأسوة والقدوة وإلى العظة والعبرة وإلى ما يترك أثراً خالداً يعود بالفائدة والأسوة الحسنة، ولقد قيل:

سِحْ في البلاد إذا أردت تعلماً
إن السياحة في البلاد تفيد

 

 

ويقول أبو تمام:

وطول مقام المرء في الحي مخلقٌ
لديباجتيه فاغترب تتجدد
فإني رأيت الشمس زيدت محبة
إلى الناس أن ليس عليهم بسرمد

 

أدب الرحلات فن متميز:

ويتساءل كثير من الباحثين عن أدب الرحلات ودوره في تاريخ الأدب العربي، والواقع أن أدب الرحلات استأثر بالاهتمام، وعني به أعلام بارزون عبر مراحل التاريخ ماضياً وحاضراً وقديماً وحديثاً.. حيث تحدثوا فيه عن مشاهداتهم والأماكن التي مروا بها وزيارة المعالم والآثار والمكتبات، وما تحويه من كتب ومخطوطات ووصفها.. وكذا زيارة المواضع والأماكن التاريخية.. ومازال هناك عشرات المخطوطات من المؤلفات عن الرحلات لطائفة كبيرة من العلماء العرب والأجانب لم تنشر بعد، ومن المهم ضرورة ترجمة ودراسة رحلات الأجانب التي قاموا بها إلى المشرق الإسلامي عامة، والجزيرة العربية خاصة من أجل معرفة أهدافها وتبين رؤية أصحابها عن هذه البلاد.

 

وينبغي ألا نهمل أدب الرحلات.. فهو فن متميز ومعلم بارز وأثر حيوي من معالم الثقافة والمعرفة يتطلب ذوقاً وحساً.. فهو بحق كحديقة غناء على ثمار يانعة ولا تخلو من الأشواك.

 

فالقارئ يطل منه على أنماط مختلفة وصور من صور الحياة وأشكالها المتباينة ويرى ويشاهد من خلالها عوالم واسعة يستقرئ واقعها ويتعرف على بيئاتها وحياتها.. وإذا كانت الرحلات فيما مضى عملاً شاقاً وأسلوباً مضنياً..، فإنها اليوم بفضل التطور الحضاري والتقنية الحديثة صارت عملاً مريحاً.. فكم من الرحالة أمدنا بمعلومات تاريخية وجغرافية، تتخللها إشارات ومعلومات عن الحياة وعادات الناس وعن المدن والجزر  القرى والجبال والأدوية ومختلف الظواهر مما يمتع النظر، ويثير الشجون بما يعرض للرحالة من أحداث وعبر وركوب الخطر.. وما أعظم أن نتدبر قول الله سبحانه وتعالى: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ...﴾ [غافر: 21].

 

لقد غامر كثير من الرحالة للتعرف على الظواهر الطبيعية ووصولاً إلى مناطق الجليد في شمال أوروبا والأسكا وجبال روكي ومنحدرات جبال الألب وبحر الشمال وبعض المناطق في أمريكا الشمالية وروسيا وألمانيا والجبال العالية في الهملايا وفي اليابان وأفريقيا وجبال كينيا وجبال الأنديز ونيوزيلندا وفي الصين والهند وفي القارة القطبية الجنوبية ووصفوا لنا اتساع الجليد وضخامته وهي معلومة لها أهميتها وفائدتها.

 

فالرحلات كما يقال منجم مفيد ومنهل ثري نافع للآخرين من شتى النواحي، والمهم أن نستفيد من تلك الرحلات وتسجيلها والكتابة عنها... ولقد قيل «قيدوا العلم بالكتابة» ورحم الله أسلافنا الذين تحملوا المشاق والصعوبات، وجابوا الأمصار وسلكوا فجاج الأرض، وامتطوا متن الخطر وصعوبة المسالك والطرق من أمثال ابن جبير وابن بطوطة والسيرافي والهمداني والبكري والأصمعي وياقوت الحموي صاحب معجم البلدان الذي يحوي مشاهدات ميدانية، والمسعودي ورحلاته حيث أحاط بالكثير من العلوم والثقافات وطاف أكثر البلدان، وقد فقد الكثير من مؤلفاته ولم يبق له إلا كتابان هما «مروج الذهب» و«التنبيه والإشراف» حيث تضمنا جانباً من رحلاته التي تعد مصدراً من مصادر معارفه الجغرافية..، ولقد استمتعت أجيال كثيرة بتلك الرحلات.

 

ولقد فطر الإنسان على حب الاستطلاع واكتشاف كل جديد ومجهول، وقد دفعه هذا الحب إلى السفر والارتحال من بلاد إلى بلاد.

 

كما لا ننسى مجموعة من المستشرقين ممن عنوا بالتنقيب والسياحة والتاريخ ودراسة الآثار في المشرق العربي، وقاموا برحلات في أنحاء مختلفة من البلاد العربية، وجمعوا قدراً كبيراً من المعلومات ودرسوها دراسة علمية، ونشروا تلك الدراسات، وكتبوا الرحلات التي قاموا بها، وهي تحوي آراء ومعلومات عن العالم على جانب كبير من الأهمية.

 

إن أدب الرحلات حينما يتصدى له العلماء والمؤرخون والمفكرون فإنه يظل مخصباً ومفيداً وذا عطاء علمي غزير.. بحيث يبرز فيه الجانب التصويري والسياق الأدبي والتحقيق التاريخي والاجتماعي، وإنها لمناسبة لدعوة دارسي الأدب إلى دراسة هذا الأدب والاهتمام به والتأكيد على ضرورة الدقة في تصنيفه، وفق مضامينه وأدواته ليتميز عن كتب التراجم والتاريخ والبلدان والجغرافيا.

 

وانطلاقاً من ذلك سوف نستعرض جوانب من الرحلات اليابانية إلى الجزيرة العربية ورحلات بعض العرب إلى اليابان.

 

نظراً لأن شبه الجزيرة العربية تمثل منذ القدم نقطة جذب واهتمام لكثير من الشعوب انجذب إليها الباحثون والمهتمون لما تميزت به من خصوصية وأهمية، فهي إحدى مناطق الحضارات القديمة، وملتقى الطرق التجارية، ونقطة اتصال مهمة من الحضارات الأخرى بالإضافة إلى ما برز في هذه المنطقة من أحداث سياسية كان لها عظيم على شعوبها وصدى خارجي قوي لدى الدول الأخرى، فاستقطبت اهتمام العالم الخارجي الذي بدأ يتطلع إلى سماع المزيد من أخبارها، وكان من أبرز العوامل التي دعت الرحالة إلى القيام برحلاتهم إلى شبه الجزيرة العربية وجود المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة والتنافس على الخليج العربي وقيام الدولة السعودية، وامتدادها ثم قيام الملك عبدالعزيز بتأسيس  المملكة العربية السعودية الحديثة.

 

إن هذه العوامل وما رافقتها من تطورات سياسية واقتصادية واجتماعية كانت مصدر جذب للرحالة والمبعوثين قاصدي الدراسة أو تقديم التقارير عن أحوال المنطقة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي عدت فيما بعد مصدراً مهماً لتاريخ شبة الجزيرة العربية تعتمد عليها البحوث والدراسات التاريخية والجغرافيا والاجتماعية.

 

وأستعرض فيما يلي نماذج من الرحلات:

رحلة ياباني في مكة «تاكشي سوزوكي»:

ترجمة وتعليق: أ. د سمير عبدالحميد إبراهيم وسارة تاكاهاشي.

وقد صدرت بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية في عام 1419هـ/1999م، وقامت بنشرها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ودارة الملك عبدالعزيز.

 

وتعد الرحلات من أوسع أبواب المعرفة، وتعد هذه الرحلة «ياباني في مكة» أو الحج إلى مكة المكرمة نموذجاً للنمط الأدبي المعروف «بأدب الرحلات» وهو رافد من روافد الثقافة والمعرفة من الأدب يستفيد منه «كتاب السير» وعلماء الجغرافيا، وعلماء الاجتماع، والتربية، وعلماء اللغة وغيرهم إفادة كبيرة.

 

وهذه الرحلة تضم بين ثناياها جميع أقسام الرحلات، المعروفة لدى الباحثين في أدب الرحلة، فهي قبل كل شيء رحلة دينية، ورحلة أدبية، وفن من فنون القول الأدبي.

 

اعتمد فيها المؤلف، بالإضافة إلى المشاهدات العينية، على ما سمعه من أخبار وعلى مطالعة الرحلات السابقة التي كتبها غيره.

 

ولقد بدأ المؤلف رحلته بمقدمة عن الإسلام ومبادئه، ثم بمقدمة أخرى عن الإسلام ومبادئه، ثم بمقدمة أخرى عن الرحلة ذاتها، والظروف التي دفعته إلى القيام بها، وركز على الأمور الجغرافية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعمرانية، ووصف الطرق والعمران، والمرافق والظواهر المناخية ووجه عناية خاصة للأمور الاجتماعية، فتحدث عن البشر، وفئات المجتمع وطبقاته، ووضع الرجال والنساء في المجتمع، وغير ذلك، ولم تخل رحلته من ذكر رجال الدولة  والعلماء وعلى رأسهم مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وقد أفرد فصلاً كاملاً عنه.

 

وتأتي هذه الأمور كلها داخل الإطار الأساسي وهو الحج ومناسك الحج، وقد كان أول من قدم للحج من اليابانيين هو عمر ميتسو ياماوكا من مدينة هيروشيما الذي وصل إلى مكة المكرمة في ديسمبر 1909م، ومنها سافر إلى المدينة المنورة ثم سطر ذكرياته في كتاب بعنوان «رحلة عبر الجزيرة العربية» طبعت عام 1912م، ثم جاء من بعده الأستاذ تناكا المسمى بالحاج نور تناكا، فسار للحج في عام 1924م، وسجل وقائع رحلته في كتاب بعنوان:«الحج في الإسلام» في حوالي 320 صفحة والرحلة تعبر عن وجهة نظره الإسلامية وتوضح كيف صار مسلماً.

 

وقد أشار في رحلته إلى سبب تسمية الرحلة السحاب الأبيض الطافي على صفحة الأفق، فقال: إنه رأى في منامه أنه يقف على أعلى قمة مرتفعات «باميل» (جبال هندوكش) في وسط آسيا، ولم يستطع أن يحقق هذا الحلم، ثم كان تفسير حلمه، قدومه إلى عرفات، وشاهد الحجيج في ملابس إحرامهم البيضاء، وكأنهم سحاب أبيض يطفو على صفحة الأفق.

 

وقد عمل الحاج نور تناكا محاضراً في معهد الثقافات الشرقية Daito Bunka Gakkuin، وكان يأمل في تقوية العلاقات بين اليابان والعرب من ناحية، وبين العرب وآسيا من ناحية أخرى ؟، وتشكيل وحدة واحدة من هذه الدول تحت مظلة «الفكر الإسلامي» وكان زعيماً يعمل على تحقيق هذه الفكرة، كما كان زعيماً لمسلمي اليابان آنذاك، وقد رأى أن تحقيق هذه الفكرة يبدأ بتقوية العلاقات بين اليابان وجزيرة العرب، التي وحد أجزاءها الملك عبدالعزيز رحمه الله، ومن هنا وضع الرجل أمله في الملك عبدالعزيز ونصح الحاج نور تناكا مسلمي اليابان بضرورة بذل الجهود لدعم العلاقات بين اليابان والمملكة العربية السعودية.

 

ومؤلف هذه الرحلة «ياباني في مكة» أديب مسلم صاغ عباراته بأسلوب أدبي سهل، واستعان بالصور الأدبية لتسهم في نقل المشاهد والمواقف ورصد الحوادث بما يتخللها من إثارة وحوار.

 

ولما كان المؤلف يابانياً مسلماً، فلا عجب أن يدمج في سياق تعبيراته آيات من الذكر الحكيم، أو تعبيرات جرت على ألسنة المسلمين، إذا ما استلزم الحال ذلك، وكم من مرة غلبت عليه المشاعر الفياضة، ففاضت على أسلوبه، فجاءت لغته رقيقة المستوى، عظيمة التأثير والامتناع، والحقيقة أن الكاتب جعل لرحلته قيمة أدبية، بما عرضه فيها من أساليب، ترتفع بها إلى عالم الأدب، وترقى بها إلى مستوى الخيال الفني.

 

الملك عبدالعزيز في الرحلة:

رسم المؤلف في كتابه هذا الصورة للملك عبدالعزيز الذي شاهده عن قرب والتقى به، وقد خصه الملك دون غيره من الحجاج باللقاء أطول وقت ممكن بل أوقفه بجانبه، طوال مدة مصافحته لوفود العالم الإسلامي التي قدمت للسلام على جلالته في الحج، فرسم المؤلف للملك عبدالعزيز صورة دقيقة الملامح، جميلة القسمات، خطها بأصدق الكلمات، وأوضح العبارات، دون رياء أو مجاملات.

 

فكاتبنا مسلم قطع آلاف الأميال، ووصل من أقصى الأرض، يسعى لأداء فريضة الحج، حاملاً بداخله عاطفة إسلامية جياشة، يفكر في أحوال إخوانه المسلمين مهما اختلفت جنسياتهم، ويراقب تصرفات أعداء الدين، مهما تنوعت أساليبهم، فرأى أمامه ملكاً قوي البنيان، في قلبه حنان الأب، وفي عينيه بريق الأمل، وعلى وجهه ارتسمت صورة كفاح السنين، ذلك الكفاح الذي شكل شخصية الملك عبدالعزيز ليصير قائداً للعرب وللمسلمين.

 

تأثر الحاج محمد صالح (سوزوكي تاكيشي) بعد أن شاهد الملك عبدالعزيز فوصفه في كتابه بأنه «رجل لا يقهر» وبأن «النصر يواكبه حيث مضى، وأن النصر حليفه على جميع أعدائه» وغلبت المشاعر على الكاتب وهو يصافح الملك عبدالعزيز فانهمرت الدموع من عينيه، رغماً عنه، وتأثر الملك الإنسان وشعر بما يموج بداخل هذا المسلم الياباني من عواطف صادقة، فأمسك بيده، وأوقفه بجانبه، وهو يصافح بقية وفود العالم الإسلامي، وكان الملك عبدالعزيز أراد بهذا أن يزيد هذا الياباني المسلم شرفاً على شرف، وأدرك الياباني المسلم بفراسته ما قصد إليه الملك العظيم، فسطر ذلك على صفحات رحلته.

 

كتب عن حياة الملك عبدالعزيز الأولى، وعن كفاحه حتى استرد ملك آبائه، وتمكن من توحيد أجزاء البلاد، وتأسيس المملكة العربية السعودية الحديثة، وتحدث عن المؤتمر الديني وعن المنتجات اليابانية، ومما سمعه من وفود البلدان الإسلامية نحو تطوير التجارة مع بلاده اليابان.

 

إن هذه الرحلة تعطي فكرة عن شخصية الياباني المسلم وعن عاطفته الدينية ومحبته للأماكن المقدسة، وتقديره للملك عبدالعزيز وقد تجلت قدرة المؤلف على توظيف ثقافته وأسلوبه في صياغة المواقف والمشاهد صياغة لا تبتعد عن الواقع بقدر ما تمنحه الصدق وقيمة الأسلوب الأدبي الجمالية وهي جديرة بالاهتمام لأدبيتها من ناحية ووثائقيتها من ناحية أخرى.

 

ونستعرض رحلة أخرى وهي:

الرحلة اليابانية لصاحبها علي أحمد الجرجاوي:

اهتم بنشرها وقدم لها: أ. د. سمير عبدالحميد إبراهيم.

تاريخ الطباعة: 1416هـ/1996م وتقع في (194) صفحة.

 

يمكن تصنيف كتاب:«الرحلة اليابانية» لصاحبها الصحافي: علي أحمد الجرجاوي صاحب جريدة الإرشاد القاهرية ضمن أدب الرحلات، الذي يحتل - بلا شك - مكانة عالية بين فنون الأدب العربية، وكما قال الدكتور طه حسين حول كتب الرحلات تجد فيها المتعة والراحة والسلوى وإرضاء حاجتك إلى الاستطلاع مع  أنك لا تبرح مكانك، فأنت مع الكاتب تشهد ما يشهد، وتسمع ما يسمع، وتجد ما يجد، تسافر معه وتقيم معه حيث يقيم.... الخ.. وهكذا احتل أدب الرحلة في جميع آداب لغات العالم مكانة عالية، وهو لون أدبي ذو خصوصية  تميزه عن غيره من الألوان الأدبية الأخرى اعتمد على سرد تفاصيل بعينها لتحقيق هدفه، كما أورد إحصاءات ووثائق.

 

والرحلة اليابانية مكتوبة بلغة نثرية سهلة سلسة بسيطة، وكاتبها يمزج بين أسلوب الخطابة والأسلوب القصصي الروائي، وقد ضمن كتبه بعض الأشعار تأكيداً لكلامه، وحلية لأسلوبه لجأ إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فأدمجها في سياق كلامه للحاجة إليها أو تعليقاً على مواقف بعينها.

 

تتمثل عناصر الرحلة النثرية بدقة في كتابه «الرحلة اليابانية» الذي يتضمن مقدمة يتضح منها العنصر الديني ثم الظروف التي قام الرحالة فيها برحلته، ودفعته إلى هذا وذاك، والمنهج الذي يسلكه في تدوين الرحلة، ثم بدأت الرحلة أو قوام الرحلة، وتداخلت فيها أمور عدة منها ما يتصل بالرحلة ذاتها ومنها ما يتصل بالأمور الأخرى الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.. الخ.

 

اهتم رحالتنا بالحديث عن رفاق السفر ووسائل الانتقال وأماكن السكن كما اهتم ببيان الأمور الاجتماعية، وطبائع البشر وأخلاقهم وتحدث عن الأمور الاقتصادية والرقي الذي حققه اليابان.

 

ولا شك أن للرحلة هذه أهمية كبرى نظراً للفترة الزمنية التي مضى عليها (قرن تقريباً) ونظراً للبلد الذي يتناوله المؤلف في كتابه - أي اليابان - الذي حقق إنجازات عملاقة لاقت إعجاب العالم كله، ونظراً للهدف الذي من أجله ارتحل الجرجاوي وسافر من موطنه مصر إلى نهاية العالم في وقت كانت فيه وسائل السفر تختلف تماماً عما هي عليه الآن.. وهو يفخر بما قام به، لأنه يشعر بقيمته، ولأنه أدى واجباً دينياً عظيماً، فقد خرج من داره حاملا بداخله غيرة على الإسلام وأهله ملبياً نداء واجب الدعوة الإسلامية، تاركاً عمله ووطنه وأهله، متحملاً نفقات سفره بنفسه، مفتخراً بأنه أول من قام بهذا العمل من بين أبناء وطنه قائلاً:«حسبي شرفاً أنها رحلة أول مصري وطأت قدمه تلك الأرض من قديم الزمان إلى الآن» (1906م).

 

ويتضح مما تقدم أن الرحلة اليابانية للأديب والصحافي أحمد الجرجاوي كانت أول رحلة تنشر عن اليابان قبل أي رحلة أخرى في الآداب العربية، كما أنها أول رحلة تنشر عن اليابان بهدف الدعوة الإسلامية، فكاتبها هدفه الأول والأخير من رحلته الدعوة إلى الإسلام في بلاد اليابان.

 

نشر الرحالة كتابه بعد عودته مباشرة وصدرت الطبعة الأولى سنة 1325هـ، أي 1907م، وفي السنة التالية مباشرة أي عام 1908م بالتحديد في أغسطس يوم الاثنين 7 رجب 1326هـ، تمت ترجمة الرحلة إلى اللغة الأردية بعنوان:«سفر نامه جابان» أي الرحلة اليابانية وتمت مراجعة الترجمة في سبتمبر 1908م، وصدرت الطبعة الأولى والأخيرة عن دار جريدة وطن بلاهور، وعلى الصفحة الأولى هذه الإشارة:

«الرحلة اليابانية كتاب يتضمن مشاهدات السائح المسلم علي أحمد الجرجاوي مدير جريدة الإرشاد القاهرية، وكيف أسلم على يديه في عدة أيام 1200 ياباني، ترجمها إلى الأردية حسن ميان بهلورادي/وراجع الترجمة وحررها، مولوي محمد صاحب جريدة وطن، وطبعت في مطبعة - سيتم - بلاهور».

 

ويبدو أن عدداً من مسلمي الهند كان قد ذهب إلى اليابان بدعوى حضور مؤتمر الأديان الذي دعا إليه الميكادو، إلا أنهم كما قال مترجم الرحلة اليابانية إلى الأردية:

«وصل هؤلاء السادة من أصحاب الهمم إلى اليابان إلا أن ما ذكروه عن المؤتمر لم يكن رأي بعين، بل ذكروا عن المؤتمر أشياء كأنها الشائعات وولدوا من الأحاديث أحاديث أخرى، إلا أن عاطفة مسلمي مصر كانت أقوى فقد قام صاحب الجريدة الأسبوعية الإرشاد ومحررها الشيخ علي أحمد الجرجاوي بالذهاب إلى اليابان على حسابه الخاص، كتب بعد عودته من رحلته، وهي تلقي الضوء على إمكانية نشر الإسلام في اليابان بالإضافة إلى ذكر أحوال البلاد».

 

ويلحظ أن العاطفة الدينية غلبت على صاحب الرحلة، فالدعوى للدين ارتبطت عنده بالدعوى إلى الأخذ بأسباب الرقي والحضارة، وقد لخص كل هذا في سطر واحد في آخر مقدمته للرحلة التي قام بها: «لأجل نفع بلادي وخدمة ديني وجامعتي» أي الجامعة الإسلامية «وهذا أول مبرر لوضع هذه الرحلة».

 

واشتملت الرحلة على وصف لما شاهده المؤلف في اليابان وما دار أثناء انعقاد مؤتمر الأديان، وهو وصف سريع غير مفصل، وقد اعترف الأديب الصحافي نفسه بها، وكم كان مفيداً لو أنه فصل الحديث عن المؤتمر وما دار بين جماعته وبين اليابانيين الذين قدموا لمعرفة الدين الإسلامي والوقوف على قواعده، وقد ساق صفحات عديدة تحدث فيها عن الإسلام (110 - 116) وعن دين الفطرة، أي الإسلام (120 - 125) والقرآن (125 - 129) والصلاة والزكاة والصوم والحج (134 - 140).

 

وصاحب الرحلة يذكر مصادره في الكتابة فيشير إلى أنه ليس له مصدر كل ما ذكره إلا المدونات الرسمية أو المشاهدات الحسية أو السماع من أوثق المصادر، ولكن يلحظ (الدكتور سمير عبدالحميد، ناشر الرحلة) الصواب جانبه في أمور كثيرة، كما أنه أقر أموراً عدها حقائق لا تقبل النقاش، وربما يرجع ذلك إلى أسباب منها ما يأتي:

1- عدم معرفة الشيخ لغة أهل البلاد.

 

2- عدم معرفته لغة أخرى غير العربية واعتماده على الترجمة عن طريق لغات وسيطة، فالحوار يتم عن طريق ترجمة ما يقول إلى الإنجليزية ومنها إلى اليابانية أو العكس، فالإنجليزية فالعربية.

 

3- قلة المعلومات عن اليابان لدى المؤلف، ومن ثم لم يكن يدقق فيما يقال له عن تاريخ اليابان أو أسماء الأماكن والأعلام، ولا بد أنه واجه صعوبة كبيرة في تعريب الأسماء اليابانية.

 

4- لم ينتقل الكاتب أثناء إقامته في طوكيو من مكان إقامته إلا نادراً، يقول المؤلف:«لم نقبل أن نتنقل في البلاد.. بل عزمنا أن لا نغادر العاصمة والتبشير يكون من المنـزل».

 

وهكذا اتخذ المؤلف مع رفاقه مسكنهم مقراً لعملهم أي نشر الدعوة الإسلامية، ومن هنا جانبه الصواب في تقديم معلومات مهمة جداً، فقد ذكر أنه ليس في طوكيو مكتبة عامرة رغم ما هي عليه من تقدم.

 

وهذا بالطبع غير صحيح، وربما أخذ الجرجاوي معلوماته من مرافقه الروسي الذي قال عنه: إنه يعرف طبائع البلاد وتقاليدها وعاداتها، أو ربما زار الجرجاوي مكتبة حي من أحياء طوكيو، فلكل حي مكتبة، وتكون لخدمة الحي فقط.

 

5- لم يحدثنا صاحب الرحلة كثيراً عن الجماعة التي كونها، وهذا جعلنا نشك في المعلومات التي ساقها عن المحصلة النهائية لعمله.

 

وهكذا ذكر الرحالة أن عدد من اعتنق الإسلام بلغ نحو اثنا عشر ألف رجل، إلا أن الوثائق والواقع بغير هذا.

 

6- كان الشيخ متفائلاً أكثر من اللازم في كل الأمور، وربما دهش كثيراً من الحفاوة التي لقيها، وأثر هذا التالي على حكمة تقديره للأمور حتى إنه قال:«.. لا يمضي عقد من قرن إلا ويكون المسلمون اليابانيون يعدون بالملايين...».

 

ويعلق الدكتور سمير عبدالحميد إبراهيم ناشر الرحلة قائلاً: «الواقع اليوم وبعد حوالي مائة عام يشهد بغير ذلك، فربما وجدنا في اليابان حوالي ألف مسلم أو أكثر بقليل، ونحن هنا لا نحصي المسلمين الوافدين على اليابان من البلاد الإسلامية.. ويبدو أن الجرجاوي أقام حكمه على المنطقة التي عاش فيها أي الشارع الذي قطن فيه والمؤتمر الذي حضره ثم عمم حكمه على اليابان كلها، وقد رأى أن الدعوة الإسلامية في اليابان بدأت منذ زيارته تلك إلا أن الأمر كما أوضحنا يختلف».

 

7- نتج عن عدم اختلاط الجرجاوي بالشعب الياباني إصدار أحكام غير صحيحة على أشياء واضحة كان من الممكن لو أنه أمعن النظر لاكتشف الصواب.

 

ورغم هذه الصعوبات التي جعلت الجرجاوي يقع في مثل ما وقع فيه من أحكام إلا أن الكاتب بثقافته العريقة وتأدبه وبذكائه وحسه عرض للقارئ أموراً مهمة جداً واستنتاجات مفيدة يذكرها الدكتور سمير عبدالحميد إبراهيم منها:

1) دقته في الحكم على عملية التنصير في اليابان وتحليله لأسباب فشلها.

2) دقته في وصف الشعب الياباني، أدبه، أخلاقه، تعامله مع الأجنبي تطوره ورقيه، وأسباب نهضته.

3) رأيه السديد في كيفية نشر الدين الإسلامي في اليابان، يقول: إن حالة اليابانيين الطبيعية ساعدت على اعتناق الإسلام، لأنهم قوم عندهم استعداد طبيعي لقبول كل ما يوافق العقل ونفي كل ما يخالفه.

 

وهذا الرأي السديد للجرجاوي ثبت صحته اليوم بإسلام عدد لا بأس به من اليابانيين درسوا اللغة العربية وقرؤوا الكتب الإسلامية المترجمة إلى اليابانية، وخاصة بعد تأسيس جمعية مسلمي اليابان، واهتمام القائمين عليها بنشر الكتب الإسلامية باليابانية، وأيضاً بعد قيام جمعية الصداقة اليابانية السعودية بترجمة ونشر عدد من أمهات الكتب الإسلامية إلى اليابانية منها صحيح مسلم، وبعد تأسيس المعهد العربي الإسلامي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بطوكيو وتخريجه لعدد من الطلاب وإسلام بعض الدارسين، واستكمالهم لدراستهم في البلاد العربية سواء كان ذلك على نفقتهم الخاصة أو على منحة مقدمة من البلاد الإسلامية، ومن هنا فإن هذه الرؤية والملحوظات قدمت لهذه الرحلة تنويعاً في الموضوعات، وتقديم صورة واضحة لاهتمامات الرحالة الجرجاوي الإسلامية وثقافته المتنوعة وتقديمها بأسلوب أدبي تنساب من خلاله المعلومة إلى المتلقي في صورة طريفة ورؤى مختلفة فتحققت من كتابة رحلته روح الأدب وفضيلة الدعوة إلى الله.

 

كما يطيب لي أن أعرض لكم الرحلة اليابانية إلى الجزيرة العربية عام 1358هـ/1939م.. والتي قام بتأليفها (أيجبروا تاكون) ترجمة: سارة تاكاهاشي.

 

يقع هذا الكتاب في (189) صفحة، وقد صدر بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية.

 

تأتي أهمية هذه الرحلة لما يتمتع به كاتبها من ثقافة إسلامية عربية عن رحلته هذه وثيقة مهمة، وقد لاحظت مترجمة الكتاب أن علاقة الكاتب بالإسلام وثيقة وهي أعمق من أن تكون علاقة ثقافية فقط، وإن لم يعلن عن هذا في كتابه صراحة، ويتضح هذا من طريقة تعبيره ومشاعره عند سماع الأذان، ورغبته القوية في القيام بأداء الصلاة، وحين تحدث عن الآيات القرآنية التي وردت على خاطره وتفسيره الدقيق لمعناها، فكل هذا لا يصدر إلا عن رجل معجب بالإسلام.

 

وتأتي أهمية هذه الرحلة اليابانية من كونها تتناول فترة تاريخية وتسجل وقائع زيارة البعثة اليابانية الرسمية إلى المملكة العربية السعودية ومقابلة جلالة الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - في عام 1358هـ/1939م.

 

ويبدو أن من أهداف الرحلة إطلاع الملك عبدالعزيز على وجهة النظر اليابانية بشأن العلاقات المشتركة السياسة والاقتصادية، وعلى الرغم من أن طبيعة هذه الرحلة سياسية بحتة إلا أن مؤلفها كان صاحب تجربة في البلاد العربية ومطلعاً على الثقافة العربية، مما جعله يدون يوميات هذه الرحلة بأسلوب أدبي رائع زادها ألقاً وتميزاً وقدرة على التوظيف واختيار الأسلوب الملائم على تباين الموضوعات وتعددها.

 

والأهمية الأخرى لهذه الرحلة تكمن في كونها تقدم وجهة نظر أخرى تختلف عن وجهات النظر السائدة - خصوصاً الأوروبية - عن المنطقة، مما يسهل في إثراء المصادر التاريخية من حيث تنوعها وتعددها، والإضافة الأخرى لهذه الرحلة، تتمثل في وجود عدد كبير من الصور الفوتوغرافية التي التقطها المؤلف أثناء الرحلة على الرغم من عدم وضوحها في هذه الطبعة، ويعود السبب في ذلك إلى إنتاجها من نسخة الكتاب الأصيلة المطبوعة باللغة اليابانية، وهي نسخة قديمة.

 

لقد أودع المؤلف في هذا الكتاب خلاصة أفكاره وآرائه، واتسم أسلوبه بالجمال والمتعة مما أضفى على الكتاب روعة وجمالاً وتصوير آرائه ومشاهداته مما يمنحها أبعاداً فنية تزيدها وضوحاً.

 

وبعد:

فإن هذه الرحلات التي قام بها هؤلاء إلى المشرق الإسلامي بعامة والجزيرة العربية بخاصة تحتاج إلى المزيد من الدراسة والترجمة ومعرفة أهدافها وتبين رؤية أصحابها عن البلاد التي قاموا برحلاتهم إليها، وهي بحاجة إلى جهود المؤسسات والجامعات العربية من أجل إخراجها والإفادة منها ودراسة مرئيات هؤلاء الرحالة عن الإسلام.

 

وهذه رحلة بعنوان: جولة في ربوع آسيا بين مصر واليابان:

من مشاهدات سائح مصري.. وهو الأستاذ محمد ثابت 1367هـ/1948م.

الناشر: مكتبة النهضة المصرية.

 

هذه جولة قام بها المؤلف في ربوع آسيا حيث زار الهند وسيلان وسنغافورة والملايو والصين واليابان، أعطى نبذة تاريخية عن اليابان، تاريخها منذ عهد الإمبراطور (كيماي تنو) سنة 540م، وأشار إلى أن القرن السادس هو بداية مدنية اليابان، حيث سادت الحضارة الصينية، ووصف مظاهر الحياة في اليابان ومعالمها التاريخية السياحية ومدنها التجارية، وعن البواخر اليابانية التي تمخر عباب الماء بين الجزيرة المترامية الأطراف، ووصف وطنيتهم وإخلاصهم لبلادهم ذلك الإخلاص الذي أضحى مضرب الأمثال،كما أشار إلى مواطن المصالح ووصفها خلال مشاهداته لها بأنها في السماء.

 

وكان منبهراً بمشاهد الطبيعة خلال جولاته في ربوع اليابان وجزره التي تناهز ثلاثة آلاف، ووصف ما يراه من عادات وسلوك وأخلاق اليابانيين وقام بتسجيل دقيق للمناظر الطبيعية التي شاهدها وسرد مراحل رحلته مرحلة مرحلة... لقد تحدث عن رحلة تجشم مشاقها ومر خلالها بمدن وقرى وجبال وأودية وغابات، وما يغلب على السكان من بساطة وطبيعة في النفوس ورقة الخلق وفي (كوبي) أكبر ثغور اليابان التجارية، رصد معالم هذه المنطقة التي تقوم في حجر جبل مشرق تكسوه الغابات وتزين منحدراته مباني المدينة في رونق جذاب.

 

ويصف وصوله لها قائلاً: ما كدت أطأ أرضها حتى بدت الحياة اليابانية في مظهرها العجيب والجميل، الناس يسيرون في سيل دافق، كل إلى عمله بنشاطه المشهور، ولن ترى منهم عاطلاً أو خاملاً، ولا تسمع لكثرتهم جلبة ولا ضوضاء... الخ.

 

ويتبين من خلال هذا الوصف قدرته على اختيار المشهد، ورصده بلغة أدبية وخلجات نفسية، حيث صور ما جرى له من مواقف وما صادفه من أمور أثناء رحلته.

 

لقد أسهم برحلته هذه في معرفة هذه البلاد، وعاداتها وسلوكها، وقدم للقارئ العربي إذ ذاك ما يحتاج من أخبار هذه البلاد وأحوالها وما يستحق الإشارة والذكر، وما عرف به اليابانيون من حب للعمل والمثابرة.. لقد كان يصف مشاهداته وتنقله في هذه البلاد، وما تتمتع به من مظاهر الحياة والعمران والمعالم السياحية، وبدائع الفنون والشوارع والأزقة والورش والمصانع والأبنية الحديثة، ولم يتعمق في إبراز خصائصها وظواهرها ومحاولة توضيحها وإيجاد أبعادها.

 

فهذه الرحلة لا تعدو إلا أن تكون تسجيلاً لمظاهر أشياء يدركها كل سائح مما خطر له أثناء رحلته، ومروره بتلك القرى والبلدان التي تحدث عنها، وحاول أن يسجل مشاعره وانطباعاته وأفكاره وآرائه مما لا يخلو من الطرافة والفائدة مما هو جدير بالإبراز شأنه في ذلك شأن الرحالة تفيض عواطفه إشراقاً وصفاءاً وتأثراً لبعض الحوادث والشخصيات والمظاهر التي تثيره ورؤيته إلى الوصف والنقد الانطباعي وإيضاح الصور الحقيقية التي يشهد بها الواقع وتجسدها الممارسة من خلال صحة الرؤية وسلامة الحكم.

 

وبعد:

لا يفوتني أن أشير إلى أن هناك مجموعة من الرحالة السعوديين والعرب أمثال الأساتذة حمد الجاسر، ومحمد العبودي، ومحمد عمر توفيق ود. عبدالله مناع، والجهيمان وعبدالعزيز الرفاعي وأنيس منصور ومحمد مرداد وغيرهم قد مروا بهذه البلاد، ودونوا مشاهداتهم وانطباعاتهم ورسموا صوراً عن الحياة بما يمثل مادة علمية تساعد الباحثين في التعرف على جوانب كثيرة من الثقافات ولم يفردوا كتباً خاصة برحلاتهم إلى اليابان.

 

وبعد:

فإن الحديث عن هذه البلاد وحضارتها القديمة والحديثة وعلاقتها بالعرب والإسلام تحتاج إلى المزيد من الأبحاث التي تؤكد على عمق روابط الصداقة بين البلدين، وتعمل على دعمها وتقويتها وإلى أكثر من ندوة ووقفة وهذه ليست إلا بداية وإضاءة..إن الوقت الذي منحته قصير والكلام الذي أريده كثير لكني أوثر وقتكم الثمين، وأختم القول بالشكر لكم جميعاً مردداً قول الشاعر لعربي:

إن الكلام بأهله حسن
وإن كثيره ممقوت

 

 

والله ولي التوفيق،،،،

 

وبعد إلقاء هذا البحث كانت الأسئلة والمداخلات من الإخوة اليابانيين، وبعد الإجابة على تساؤلاتهم قدمت لهم الشكر على طرح أسئلتهم وحضورهم وحسن ظنهم ومشاعرهم الطيبة نحو بلادنا.

 

وتحدث مدير المركز الإسلامي في اليابان عن العلاقات التجارية بين العالم الإسلامي واليابان قائلاً: أنها قديمة ومستمرة، ويؤم اليابان سنوياً عدد من التجار وكذلك السياح، ولهؤلاء دور في التعريف بالإسلام خلال زيارتهم لليابان وشرح لنا قائلاً:

إن مركزنا الإسلامي متخصص في الكتاب الإسلامي باللغة اليابانية، ويزود جميع الجمعيات الإسلامية في اليابان والطلاب والمتدربين والتجار وغيرهم بالمادة الإسلامية المقروءة، ويزود المتدربين حديثي القدوم إلى اليابان بالمعلومات اللازمة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • اليابان لؤلؤة الشرق وبلاد الشمس المشرقة
  • مشاهد من الحياة في اليابان
  • جولات استطلاعية وسياحية في اليابان
  • لمحة عن التاريخ الثقافي الياباني
  • جولة في المناطق السياحية اليابانية
  • الإسلام في اليابان خلال خمسين عامًا
  • الصحافة والعربية والدراسات الإسلامية باليابان
  • قراءة مختصرة لكتاب: النهضة بين الحداثة والتحديث - قراءة في تاريخ اليابان ومصر الحديث (1)
  • علاقات العرب الثقافية مع الشعوب الهوسوية وأثرها في موروثاتها السردية الهوسوية
  • التنزه والرحلات.. آداب وتحذيرات

مختارات من الشبكة

  • قاعدة ذهبية للمحافظة على جودة ومتانة العلاقات البشرية بين أطراف العلاقات(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • التوافق الزواجي وعلاقته بالإشباع المتوقع والفعلي للحاجات العاطفية المتبادلة بين الزوجين(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • اتجاهات موظفي إدارات العلاقات العامة بالجامعات الحكومية والأهلية بالمملكة العربية السعودية نحو التدريب (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • تدبير علاقة الصائم مع غيره(مقالة - ملفات خاصة)
  • تسويق العلاقات(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • العلاقات الدولية بين الوفاق والصدام (الجزء الرابع) رؤية نقدية للنظريات التفسيرية للصراعات الدولية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • صور من العلاقات الزراعية في العراق إبان القرن الثامن عشر (دراسة في وثائق تاريخية جديدة)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • العلاقات السعودية الجزائرية خلال الفترة 1382هـ - 1426هـ(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • العلاقات الدولية بين الوفاق والصدام (الجزء الثاني) النظريات التفسيرية للصراعات الدولية قبل الحرب الباردة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الشرق والغرب: منطلقات العلاقات ومحدداتها (الجغرافيا)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب