• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    منهج التعارف بين الأمم
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي
    بشير شعيب
  •  
    إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: ...
    بدر شاشا
  •  
    الاستشراق والقرآنيون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

الثقافة العربية ووحدتها (2/4)

الثقافة العربية ووحدتها (2/4)
د. محمود الجوهري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/10/2011 ميلادي - 1/12/1432 هجري

الزيارات: 17578

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أولاً: تعريف الثقافة:

الثقافة في اللغة العربية من الفعل "تثقف"؛ أي: صار حاذقًا، وتثقيف الشيء يعني تسويته وتهذيبه وصقله، والثَّقافة تعني التسوية والتهذيب والصقل.

 

أمَّا إصطلاحًا، فإنَّ "الثقافة" مصطلح عصري وُضِعَ تعريفٌ له في القرن التاسع عشر الميلادي بصورة محددة، وهذا لا يعني أنَّ الثقافة كواقع موجود لم تعرف إلاَّ في القرن الماضي، إنَّما يعني أن هذا التعريف للثقافة قد وضع في ذلك الوقت، فالثقافة تاريخيًّا كانت موجودة ومتداولة، ولم يوضع تعريف لمعناها إلا في القرن التاسع عشر الميلادي، ومثلها في ذلك مثل علم العروض في الشِّعر، ولكن لم يكن هناك مقياس أو طريقة لمعرفة سلامة موسيقاه الشِّعرية، فسلامة موسيقى الشعر العربي كانت تعتمد على الإحساس والموهبة، فجاء الخليلُ بن أحمد، ووضع عروض الشِّعر العربي مبينًا لبحور الشعر وأنواعها، وقام بوضع نظام لغوي موسيقي لكل بحر، وبذلك أوجد نظامًا نعاير به موسيقى الشعر العربي، وكذلك النحو وقواعده كانت اللغة العربية الفصحى موجودة قبل أن يوضع كذلك.

 

كذلك مصطلح "الثقافة"، فهو تعريف لمعناها وضع حديثًا لمعرفة العناصر التي تتكوَّن منها الثقافة، ومنذ وضع هذا التعريف، أصبح من الممكن تنمية الثَّقافة وتقويتها، والمحافظة عليها من الانقراض، والمحافظة عليها من غزو الثقافات الأخرى، وكيفيَّة تأثيرها في الثقافات الأخرى، وكيفية انتشارها، وقد رأينا في وسائل الإعلام ما تفعلُه الدول المختلفة للمحافظة على ثقافات من غزو الثقافات الأخرى.

 

وقد ذهب كثير من المفكرين في القرن الأخير مذاهبَ شتَّى، وتخريجات متنوعة في معنى الثقافات، ولكنها جميعًا تدور في فلك التعريف الأول، الذي وضعه العالم البريطاني إدوارد تيلور، وقد عرفت الثقافة لمفهومها العصري بصورة مُحددة، ولأوَّل مرة سنة 1871 ميلادية، بواسطة عالم الأنثروبولجيا البريطاني إدوارد تيلور.

 

وقد استخدم مصطلح "الثقافة"؛ ليشيرَ إلى "ذلك المركب الكلي المعقد الذي يشمل المعرفة، والاعتقاد، والفن، والقانون، والتعاليم الأخلاقيَّة، والعادات، وأي عادات أو مقدرات مكتسبة بواسطة الإنسان، كعضو في المجتمع"[1].

 

وبعد أنْ وضع تيلور هذا التعريف، قام العلماء بكثير من التعديلات والتَّخريجات والتَّغييرات، ولكن ظلَّت جميعها تدور في فلك هذا التعريف، ولا تناقضه أو تعارضه، والثَّقافة سلوك مكتسب وليس وراثيًّا، فكل مجتمع له مجموعة من القواعد أو المعايير الحاكمة للسلوك والمعرفة، والفرد في ظلِّ هذه المعايير منذ ولادته، فيكتسب ثقافة مجتمعه.

 

والثَّقافة بهذا المفهوم مُختلفة عن مصطلح الثَّقافة، الذي نستخدمه - مثلاً - لوصف شخص على درجة عالية من البراعة والتمكُّن في فنٍّ من الفنون المتصلة به من التَّمَدْيُن والحضارة، كالموسيقا والأدب والفلسفة، فوصف الثقافة الذي يطلق على مثل هذا الشخص النابغة في هذه المعارف والفنون العديدة - يَختلف عن مصطلح الثقافة الذي وضعها (روبرت ب تيلور)، والذي يشمل العاملَ والفلاَّح، ومثلما يشمل العالم المتبحر في العلوم والمعارف، فهي سمات تشمل السلوك العفوي البسيط، مثلما تشمل الفنون الراقية، وتشمل سماتِ السلوك العادية، كطريقة الأكل وعادات الملابس، مثلما تشمل الفنون الرفيعة كالموسيقا والأدب والفنون الجميلة.

 

وهذا التعريف العصري الشامل للثقافة، والذي وضعه روبرت تيلور لأول مرة سنة 1871م، والذي يُحدد مفهوم الثقافة يَحمل في ثناياه فلسفةَ الإنسان وفلسفة الجماعة؛ أي: مقومات الإنسان، ومقومات الجماعة، مع ضرورة انسجام هذه المقومات في كيان واحد، وإذا حاولنا أنْ نتعرَّف على هذه العناصر التي تكوِّن النَّسيج المركب المعقد، والذي أطلق على مصطلح "الثقافة"، نجد أنَّ عنصر الاعتقاد قد يكون دينيًّا أو (لا دينيًّا)، وإذا كان دينيًّا، فقد يكون دينًا سماويًّا، كالإسلام، أو غير سماوي كالبوذية، أو الهندوكية، أو غيرها من الديانات غير السماوية، وعنصر الأخلاق قد يكون مصدره الدين أو مصدره غير ديني، وعنصر القانون قد يكون مستمدًّا من شريعة سماوية، كالإسلام أو غير ذلك، والعادات كذلك تتأثر بعنصر الاعتقاد، فعادات المأكل والمشرب والملبس والعادات السلوكية وغيرها تتأثر بالديانة، سواء كانت ديانة سماوية أو غير سماوية، أو لا دينيَّة.

 

وكذلك الفنون، فتأثُّر عنصر الاعتقاد فيها كبير، وبعض الفلاسفة يُعرِّفون الفنون بأنَّها التعبير المادي عن فكرة دينية[2]، ويتَّضح عنصر الاعتقاد في جميع مجالات الفنون المختلفة، وخاصَّة في مجال الرسم والنحت وفنون العمارة، فمعابد وتماثيل ورسوم الحضارات القديمة - كالحضارة السومرية والبابليَّة، والمصرية والرُّومانية - يتَّضح فيها معتقدات هذه الشُّعوب الدينية بصورة واضحة جلية، وهكذا بقية العناصر.

 

ويتَّضح من ذلك أنَّ عنصر الاعتقاد هو العنصر المهم في تكوين النَّسيج الكلي للثقافة، وذلك يرجع لتأثيره على بقية العناصر الأخرى المكونة لهذا النسيج، وأحداث التاريخ تؤكِّد ذلك، فقبل دخول الإمبراطورية الرُّومانية في الدين المسيحي كان عدد أتباعها قليلاً، يلاقون الظلم والعَنَت والاضطهاد على يد حكام الإمبراطورية الرومانية، وكانت الثقافة الإغريقيَّة هي السائدة في الإمبراطورية الرومانية، وعندما آمن الإمبراطور الروماني أغسطين بالمسيحية، قام بنشرها في أنحاء الإمبراطورية الرُّومانية، وترجم الإنجيل إلى اللاتينية، وأعلن الأب إيرونيموس hiernymus أنَّ الفكر الإغريقي لعنة على البشرية، وأغلق آخر مدرسة للفلسفة في أثينا عام 529م[3]، وأحرقت في روما مكتبة البلاتين عام 600م[4].

 

وقامت جموع النصارى المتعصبين بإحراق مكتبة الإسكندرية الشهيرة قبل الفتح الإسلامي، وأصبح استخدامُ العقل للبحث في الطبيعة وفهم أسرارها يُنظر إليه على أنَّه إساءة لاستخدام القُوى التي منحنا الله إيَّاها، فيقول الأب لاكتانتيوس lactantius: لو كان هناك احتمال للوصول إلى الحقيقة عن طريق البحث والدِّراسة، لكُنَّا قد توصلنا إليها من زَمَن بعيد، وبما أنه لم يتوصل إليها، برغم ما ضاع في سبيل ذلك من وقت وجهد، فمن الواضح الجلي إذًا أنَّ الحكمة والحقيقة لا وجودَ لها[5].

 

وتوارت أفكار هوميروس وفرجيل، وبذلك تغيَّرت ثقافة الإمبراطورية الرومانية؛ نتيجة لتغير عنصر الاعتقاد بعد أنْ انتشرت الديانة المسيحية في أنحاء الإمبراطورية الرومانية، وحلت الثقافة المسيحية محل الثقافة الإغريقية التي كانت سائدة من قبل.

 

وكذلك عندما دخل الإسلام بلادَ فارس والعراق والشام، ومصر والمغرب والأندلس وغيرها، انصهرت ثقافاتُ هذه الشعوب في بوتقة الإسلام، وأصبحت الثقافة العربية الإسلامية هي السائدة في هذه البلاد، وحلَّت مَحلَّ الثقافة الفارسية والرومانية.

 

وكذلك في أوربا عندما تَمَّ القضاء على نفوذ الكنيسة وسلطاتها وكهنوتها، وحلَّت المعتقدات المادية العلمانية مَحَلَّ المعتقدات المسيحية في القرن السابع عشر الميلادي، تغيرت "الثقافة الأوربية المسيحية"، وحلَّت محلها "الثقافة الأوربية العلمانية"، وهي تحمل اعتقادًا جديدًا أطلق عليه "المادية الجديدة".

 

وعندما اجتاحت جيوش هولاكو بغداد عاصمة الخلافة العباسيَّة، واحتل المغول بعض البلاد الإسلاميَّة، واحتكوا بالشعوب الإسلامية والثقافة العربية الإسلامية والدِّين الإسلامي، وبعد فترة آمن المغول بالدِّين الإسلامي بعد أن آمن أحد حُكامهم به؛ حيثُ عمل على نشره في ربوع الإمبراطورية المغولية، وحلَّت الثقافة العربية الإسلامية مَحَلَّ الثقافة المغولية في بلاد كثيرة من شرق آسيا؛ نتيجة لإيمان شعوبها بالدين الإسلامي.

 

فعنصر الاعتقاد في كل ثقافة له التأثير الأكبر على بقية العناصر المكونة للنسيج الكلي لهذه الثقافة، والثَّقافات تختلف؛ لأنَّ مفاهيم عناصرها مختلفة، فالثقافة الهندية، أو الثقافة الصينية، أو الثقافة الدينية، أو الثقافة الغربية، أو الثقافة العربية الإسلامية - ثقافاتٌ مختلفة؛ لأنَّ كل عنصر من عناصرها له مفهوم مُختلف، فالدين الإسلامي ومفاهيمه التي تُمثِّل عنصر الاعتقاد في الثقافة العربية تَختلف عن مفاهيم الدين البوذي المسيحي، أو الدين اليهودي، أو اللادينية التي تمثل الاعتقاد في بعض الثقافات، ومفاهيم الأخلاق ومصادرها في بقية الثقافات الأخرى، وهذا لا ينفي أن هناك أخلاقًا مشتركة، وكذلك بقية العناصر كالقانون والعادات والفنون وغيرها مفاهيمها مختلفة في الثقافات المختلفة.

 

والحقيقة أنَّ الثقافات لا تصنعها الشُّعوب بوعي، وإنَّما هي تصنع وتتكون من عناصرها من تلقاء نفسها عبر الأجيال، أثناء تَجارب الشُّعوب الطويلة مع الحياة ومع البيئة ومع غيرها من الأمم.

 

وكل ثقافات العالم مبنيَّة على اللغة، فاللغة هي وعاء الثَّقافة، واللغة مثلها مثل الثقافة لا تنتمي إلى الوراثة أو الجنس، بل هي تكتسب وتتعلم.

 

ثانيًا: تعريف الثقافة العربية:

الثقافة العربية هي ثقافة الشُّعوب التي اعتنقت الإسلام، وإطلاق مصطلح "الثقافة العربية" فقط دون ثقافة الشُّعوب الإسلامية التي لغتها غير عربية، مثل: باكستان، وإيران، وبنجلادش، وغيرها، وهو إطلاق مجازي يَجب أنْ ننتبه إليه ونصححه، وليس هنا مجالُ مناقشة كيفيَّة نشأة هذه التسمية، ولكن سوف نوضح فقط لماذا كانت هذه التسمية مجازيَّة، وليست حقيقية، وسنوضح ذلك في السياق التالي:

1 - إذا رجعنا إلى تعريف مصطلح "الثقافة"، الذي استقر عليه تعريف معنى الثقافة في الشَّرق والغرب، نجد أنَّه "ذلك النسيج الكلي المركب الذي يشمل المعرفة، والاعتقاد، والفن، والتعاليم الأخلاقية، والقانون، والعادات، وأي مقدرات مكتسبة بواسطة الإنسان كعضو في المجتمع"، هذا التعريف لا يشمل اللغة كعنصر من عناصرها، فاللغة وعاء للثَّقافة، وليست عنصرًا من عناصرها، وهناك دول عديدة لغاتها مُختلفة، ولكن ثقافتها واحدة، ومنها الدول الإسلامية والدول الغربية العلمانية.

 

2 - ليس هناك فرق بين مصطلح "الثقافة العربية" و"الثقافة العربية الإسلامية"، وإطلاق مصطلح "الثقافة العربية" على ثقافة الشُّعوب التي تتكلم العربية فقط، يعني: "الثقافة العربية الإسلامية".

 

3 - وإذا اعتبرنا أن عنصر "اللغة العربية" على الثقافة العربية الإسلامية؛ "لأن اللغة العربية هي لغةُ القرآن الكريم، والقرآن الكريم هو الكتاب المقدس للمسلمين - كما سنوضح فيما بعد - فإنَّ مصطلح الثقافة الإسلامية الذي يشير إلى ثقافة الدُّول الإسلامية التي لا تتكلم العربية يعني الثقافة العربية الإسلامية، وبذلك فهناك مصطلحات ثلاثة بمعنى واحد للثقافة العربية يُمكن استخدام أي منها وهي:

1- الثقافة العربية الإسلامية.

2- الثقافة العربية.

3- الثقافة الإسلامية.

 

وقد نشأت الثقافة العربية مع مجيء الإسلام وانتشرت بانتشاره؛ حيث شملت رقعة واسعة من العالم امتدت من غانة إلى فرغانة، ومن المحيط الأطلسي إلى الصين، وقد دخلت شعوب مختلفة الثقافات في حوزة الإسلام، وانصهرت ثقافاتها المختلفة في بوتقة الإسلام، وخرجت لنا الثقافة العربية الإسلامية التي غطت هذه الرقعة المتسعة من الأرض، وقد ظل العالم الإسلامي دولة واحدة لعدة قرون، لها رئيسٌ واحد هو الخليفة، ولغة رسمية واحدة هي اللغة العربية، وعاصمة واحدة هي عاصمة الخلافة، ينتقل الناس والتجار والرَّحَّالة في أرجائها، ولكلِّ إنسان الحقُّ في الإقامة في أيِّ مكان حسب مشيئته، وحتى بعد تفتت الدولة الإسلامية الواحدة إلى عدة دول، فإنَّ حرية التنقل والإقامة والعمل في أيِّ مكان فيها لأي فرد كانت مكفولة حتى القرن الماضي، وقد ظلت ثقافة شعوبها سواء كانت دولة واحدة أم عدَّة دول "ثقافة" واحدة حتى أواخر القرن الماضي، عندما احتلَّ الاستعمارُ أغلبَ دول العالم الإسلامي، وعمل على غزو "الثقافة العربية الإسلامية"، وهدد وحدتها، وقد ظلَّت الثقافة العربية الإسلامية محافظة على وحدتها لم تتغير مفاهيم عناصرها حتى أواخر القرن الماضي.

 

ومنذ أواخر القرن الماضي وحتى الآن تغيَّرت بعض مفاهيم عناصر الثقافة العربية الإسلامية، مثل إحلال القوانين الفرنسية محل القوانين من أحكام الشَّريعة الإسلامية في بعض الأقطار الإسلامية، ودخول بعض عادات الغرب التي تُمثِّل ثقافته لتحل محل عاداتنا الإسلامية، وكذلك بعض التغييرات في مجال الفنون وغيرها؛ مما هدَّد وحدة الثقافة العربية الإسلامية الأصلية.

 

وعنصر الاعتقاد في الثقافة العربية الإسلامية الأصلية هو الدِّين الإسلامي، وكل العناصر المكونة للنسيج الكلي للثقافة العربية الإسلامية تحمل مفاهيمَ الدين الإسلامي، فالتعاليم الأخلاقيَّة هي تعاليم الدين الإسلامي الأخلاقيَّة، والقوانين هي القوانين المستمدة من أحكام الشريعة الإسلاميَّة، والعادات هي العادات الإسلاميَّة، مثل: عادات الطعام والشراب، والملابس، والأعياد، والأفراح، وغيرها من العادات.

 

والفنون: تحمل مفاهيم الدين الإسلامي، وخاصة في مجال العمارة والفنون التطبيقية وغيرها، والمقدرات التي يكتسبها الإنسان من المجتمع الإسلامي لها معايير ومقاييس وأنماط اجتماعية إسلامية اكتسبتها المجتمعات الإسلاميَّة من مفاهيم الإسلام على مرِّ التاريخ، وكذلك في مجال المعرفة، فجميع المعارف متاحة في الإسلام، أمَّا مباشرتها فعلاً، ففي حدود ألا تحلَّ حرامًا أو تحرم حلالاً.

 

ويُمكن تعريف مصطلح الثقافة العربية الإسلامية بأنَّها: "ثقافة الشعوب الإسلامية، والتي تحمل عناصرها المكونة لنسيجها الكلي مفاهيمَ الدِّين الإسلامي ومعطياته، في المعرفة والاعتقاد، والفنون، والتعاليم الأخلاقية، والقانون، والعادات، وأي مقدرات مكتسبة بواسطة الإنسان كعضو في المجتمع الإسلامي".



[1] Grolir Academic Encyclopedia P. 384 Culture.

[2] د. سعاد ماهر، "دراسات في الحضارة الإسلامية"، المجلد الأول.

[3] د. نادية حسني صقر، كتاب "مناهج البحث في الحضارة الإسلامية".

[4] د. نادية حسني صقر، كتاب "مناهج البحث في الحضارة الإسلامية".

[5] المصدر السابق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الثقافة العربية ووحدتها (1/4)
  • الثقافة العربية ووحدتها (3/4)
  • الثقافة العربية ووحدتها (4/4)
  • فضل العرب عامة
  • مقدمة كتاب فصول في ثقافة العرب قبل الإسلام
  • أثر الثقافة العربية في العلم والعالم (1)
  • العقل العربي والثقافة البيئية

مختارات من الشبكة

  • تطور الكتابة التاريخية بين الثقافة الإسلامية والثقافة الغربية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المسلم بين الثقافة الإسلامية والثقافة المزيفة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القضايا التاريخية بين ميزاني الثقافة الغربية والثقافة الإسلامية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عن ثقافة الأزمة وأزمة الثقافة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جمعية الصداقة الكاريلية - العربية تنعى رئيس مركز الثقافة العربية "البيت العربي"(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أثر الثقافة العربية في العلم والعالم (3)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أثر الثقافة العربية في العلم والعالم (2)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مركزية مصطلحات سيبويه الصوتية في الثقافة العربية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الثقافة العربية الإسلامية وتحديات مسخ الهوية بالعصرنة المعولمة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • شيلي: إطلاق دورة الثقافة العربية والإسلامية(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/11/1446هـ - الساعة: 8:19
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب