• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الاستشراق والقرآنيون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / من ثمرات المواقع
علامة باركود

مساجد الصين.. شاهد الحضارة

خالد عزب

المصدر: موقع: إسلام أون لاين
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/9/2008 ميلادي - 14/9/1429 هجري

الزيارات: 18394

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وصل الإسلام إلى الصين بطرق ثلاث:

أ - عن طريق الفتح بالنسبة لمقاطعة التركستان الصينية.

ب - عن طريق الدعوة في المناطق الداخلية.

ج - عن طريق الدعوة والتجارة في المناطق الساحلية.

وكانت بدايات انتشار الإسلام في هذه البلاد سنة 651م في عصر أسرة (تانغ)، وأخذ ينتشر شيئًا فشيئًا في عصر أسرة (سونغ)، ثم قَوِيَ وازدهر في عصر (يواف) أو الغول وعصر (منغ)، أما عصر "مانشو" فكان عصر المصائب والكوارث على المسلمين، لقد هلك فيه الكثيرون والباقون كانوا مُثْقَلِين بقيود ذلك العصر، لقد ظل المسلمون يعيشون بعد ذلك في الصين فترات متقلبة العلاقات مع السلطات الحاكمة في الصين واضطهدوا ، ولكن بعد انتهاء عهد هذه الثورة تحسنت نسبيًّا معاملة السلطات لهم وأعيد فتح وبناء بعض المساجد.

عمارة المساجد بالصين

جاءت عمارة المساجد الأولى بالصين بسيطة على غرار مساجد الإسلام الأولى بالمدينة المنورة والكوفة والبصرة والفسطاط، ثم تطورت بعد ذلك؛ لتتخذ أشكالاً معمارية متميزة تأثرت فيها من ناحية الشكل العام بثلاثة عوامل نستطيع أن نجملها على النحو التالي:

1 - التأثر بروح المعمار الإسلامي:

مثل الحاجة إلى وجود محراب للصلاة يتميز بالبساطة، وهو ما نراه في العديد من المساجد التي تخلو من الزخارف، وهو أمر حثَّ عليه الدين الإسلامي، وإن كانت بعض المساجد - وبصفة خاصة الكبيرة المساحة أو التي أنشئت من قبل كبار رجال الدولة - غنية بالثراء المعماري والزخرفي.

2 - التأثر بالطابع المعماري المحلي:

وذلك باستخدام الأسقف الصينية ذات الأشكال المعروفة، ونتج عن هذا التأثر في بعض المساجد طغيانًا للطابع المحلي مع مراعاة متطلبات العقيدة الإسلامية، وأحيانًا امتزاج بين الطابع والطابع المعماري للعمارة الإسلامية، ونتج عن هذا الدمج طابع معماري متميز.

3 - التأثر بعمارة المساجد في آسيا الوسطى:
ونرى ذلك بصفة خاصة في المعالجات المعمارية للمباني من استخدام المداخل والمآذن ذات الكتل الضخمة التي توحي بالثبات والاستقرار.

ألحقت بالمساجد الكبرى في الصين مبانٍ عديدة منها ما خُصِّصَ كمكتبات لحفظ المخطوطات، ومنها ما خُصِّصَ كخزانات لأدوات المساجد وفصول تعليمية، ومساكن للطلبة، وهو ما نستطيع أن نطلق عليه مجمعات معمارية إسلامية.

- مرت مساجد الصين بخمس مراحل منذ وصول الإسلام إلى تلك البلاد، ومن خلال هذه المراحل نستطيع أن نتتبع عمارة المساجد في هذه البلاد، وهي كما يلي: المرحلة الأولى، المرحلة الثانية، المرحلة الثالثة، المرحلة الرابعة، المرحلة الخامسة.

تتبع مراحل عمارة المساجد في الصين:
المرحلة الأولى:
مسجد هوايشنغ في مدينة قوانغشو: بلغت العلاقات الإسلامية الصينية أوجها في عهد أسرة تانغ (618 – 907م)، حيث أصبحت قوانغشو مرفأ لعدد كبير من التجار المسلمين، وقوانغشو هي إحدى المدن الساحلية في الصين وأبرز ثغورها، ومن هؤلاء التجار جماعة استوطنوا هذه المدينة فبنوا مساجد لأداء الصلاة ومعالجة شؤونهم المتعلقة بالدين والعبادات، ويعتقد بأن مسجد هوايشنغ (الحنين إلى النبي)، من المساجد التي بنيت بواسطة المسلمين المهاجرين إلى الصين، ويشيع بين المسلمين هناك رواية تقول: إن سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) جاء إلى الصين لنشر الإسلام بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ويؤكد هذه الرواية نقش تاريخي على لوح رخامي بالمسجد جاء فيه: "هذا هو أول مسجد في الصين بناه سيدنا وقاص رضي الله عنه، إذ دخل هذه الدار لإظهار الإسلام بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جدده المتأخرون مرة بعد مرة، قد حفظه الله تعالى إلى الآن سليمًا من الآفات، وهو في الصين مبدأ الإسلام ومنبع العلوم، فينبغي لمسلمي الصين أن يُزَيِّنوا ظهره بإقامة الجماعة، وعلى مسلمي هذا البلد خصوصًا إنشاء مدرسة، فاعتبروا يا أولي الأبصار. التوقيع: الوصي سليمان عبد الكريم".

وكلمة جدده المتأخرون مرة بعد مرة، الواردة في النص تدل على أن تسجيل هذا النص قد جاء متأخرًا وهو ما يعني عدم صحة القصة المختلقة التي لا تتطابق مع الواقع التاريخي، والمرجح أن وقاص الوارد ذكره في النص قد يكون أحد التجار أو الدعاة المسلمين الذين قدموا إلى الصين في فترة مبكرة، دُمِّرَ هذا المسجد في سنة 1343م في عهد تشيتشنغ (أسرة دوان)، وأعيد بناء المحراب في سنة 1350م وقد تلاشت قاعة الصلاة به في الثلاثينيات من هذا القرن، وأعيد بناؤها مرة أخرى سنة 1935م، وهي كبيرة المساحة حسنة الإضاءة.. مميزة بخصائص القصور التقليدية الصينية أيضًا، ثم أعيد ترميم المباني المحيطة به، وأصبح بذلك هذا المسجد ضمن قائمة الآثار المحمية بالصين، وتتجلى قيمته الآثارية في أقدم أجزائه، فمئذنته ما زالت بحالتها القديمة، وهي أسطوانية الشكل، ترتفع 36 مترًا عن أديم الأرض، أما جدرانها المبنية بالطوب فتتكون من طبقتين داخلية وخارجية، حشر بينهما تراب لتقوية الجدران، وفي جوف المئذنة سُلَّمان لولبيان، لا يتشابك أحدهما مع الآخر، ولكل منهما 154 درجة، وظاهرة وجود سُلَّمَيْن بالمئذنة شاهدناها أيضًا في مئذنة الغوري بالجامع الأزهر، وهي تتميز بوجود سُلَّمَيْن بها لا يرى الصاعد فيها النازل من السلم الآخر، وفي مئذنة هوايشنغ نوافذ صغيرة على جدرانها لتسريب الضوء إلى الداخل.

مسجد تشيغجينغ: مسجد كبير، يشغل مساحة تقدر بهكتار واحد، ويتكون من ثلاثة مبانٍ رئيسية، هي مكان الصلاة والدعوة والبوابة، وقد بنيت مساحة الصلاة بأحجار الجرانيت البيضاء المختلفة الأحجار وهي تشغل مساحة 600 متر مربع، وعلى قيمتها وجدرانها نقوش من الآيات القرآنية، وتهدمت القبلة بفعل الزلازل الشديدة سنة 1607م.

وبوابة المسجد يبلغ ارتفاعها عشرين مترًا وعرضها يقارب 5 أمتار، وهي مبنية من الجرانيت، وواجهتها معقودة، والبوابة من الداخل تتميز بممر رباعي العقود تفصل بين ثلاث فسحات، وهذه البوابة بديعة الهندسة، متناسقة الأجزاء، جميلة النقوش، وهي جديرة بأن تُعَدُّ من روائع الفن الإسلامي، ويغلب على هذا المسجد بصفة عامة الطابع المعماري الإسلامي. ومسجد تشيغجينغ عثر به على نصَّيْن تأسيسيَّيْن تذكاريَّيْن أحدهما بالصينية ويُرْجِع بناء المسجد إلى سنة 1349م، والآخر بالعربية ويُرْجِع بناء المسجد إلى سنة 1009 – 1010م، وقد جرى ترميمه بعد 400 سنة على يد أحمد بن محمد المقدسي، والنقش العربي يذكر أن المسجد اسمه مسجد الصحابة، وأن مسجد تشيغجينغ الذي جدد سنة 1349م قد دُمِّرَ ونقل نصه إلى مسجد الصحابة الذي غلب عليه اسم المسجد الآخر، والرأي الأخير تم ترجيحه بعدما عثر على بقايا مسجد تشيغجينغ في الناحية الجنوبية من المدينة حسبما جاء في النص الصيني، وما زال المؤرخون مختلفين حول هذا الأمر وإن كنا نتفق مع الرأي السابق، وأدرج هذا المسجد ضمن قائمة الآثار المحمية بالصين سنة 1961م.

ومن مساجد هذه المرحلة أيضًا بالصين: "مسجد تشنجياو أو مسجد العنقاء بمدينة هانغتشو، ومسجد شبانخة بمدينة يانغتشو".
والمساجد الأربعة المذكورة تختلف عن بعضها البعض في أسلوب العمارة وزمن البناء، غير أنها تشترك في نقطتين: إحداهما، ظهور هذه المساجد في المراكز التجارية بالصين، وأن مؤسسيها كانوا من الجاليات التي وفدت إلى الصين من العالم الإسلامي.

مسجد نيوجيه ببكين: يعتبر هذا المسجد من أقدم مساجد شمال الصين، فقد بُنِيَ سنة 996م حسب ما جاء في (تارخ قانغشانغ)، وتفيدنا المصادر التاريخية أن أحد العرب ويُدْعَى الشيخ قُوام الدين، جاء من بلده إلى الصين، وكان معه ثلاثة أبناء أتقياء هم صدر الدين، وناصر الدين، وسعد الدين، وكانوا أذكياء وأَكْفاء رفضوا الوظائف في البلاط الصيني، وقام ناصر الدين ببناء مسجد في ضاحية بكين الجنوبية – أي ناحية نيوجيه اليوم، بأمر من الإمبراطور. وهذا المسجد يعرف باسم مسجد نيوجيه، وقد كان صغير الحجم في بادئ الأمر، ثم أصبح على الصورة التي نراها اليوم بعد توسيع بنائه مرارًا في عهد أسرتي مينغ وتشينغ (1368 – 1411م).

وفي سنة 1474م أطلق الإمبراطور عليه اسم "لي باي سي" أي دار الصلاة: ولما تم ترميمه سنة 1696م على حساب البلاط الإمبراطوري مُنِحَ لوحًا مكتوبًا عليه "دار الصلاة الإمبراطورية" تبلغ مساحة هذا المسجد حوالي ستة آلاف متر مربع. ومع أن مبانيه لا تختلف عن القصور الكلاسيكية الصينية شكلاً وتوزيعًا فإنها مميزة بالزخارف الإسلامية الطراز.

أما قاعة الصلاة في المسجد فتواجه الشرق، وهي تغطي مساحة قدرها أكثر من ستمائة متر مربع، وتتسع لقرابة ألف مصلٍّ، ولو ألقيت نظرة على حرم المسجد من الخارج، لوجدته مبنًى كلاسيكيًّا صينيًا، غير أن زخارفه الداخلية إسلامية الطراز تمامًا، ويشكل المُصَلَّى مع الحرم المقابل له وجناحي المسجد الجنوبي والشمالي دارًا مربعة" (أي دارًا تحيط بها المباني من الجهات الأربع وتتوسطها ساحة رحبة).

وأما بوابة المسجد، فهي مفتوحة إلى الغرب، وأمامها حاجز طوبي كبير، ووراءها برج لمشاهدة الهلال، سداسي الأضلاع مزدوج الأفاديز، وتبدو مباني المسجد منسجمة ومتناسقة ومحكمة، فهي مجموعة كاملة من المباني الرائعة.

 المرحلة الثانية:
هاجر العديد من المسلمين من ديارهم على أثر الغزو المغولي لها، واستقروا في الصين في عهد أسرة يوان (1271 – 1386م)، وتزوج الكثيرون منهم من صينيات وتحولوا بالتدريج إلى مواطنين صينيين، وعملوا بصفة خاصة في استصلاح وزراعة الأراضي البور وفقًا للنظام العسكري السائد في الصين آنذاك، وعمل بعضهم في التجارة والحرف اليدوية، وتقلَّد القليل من المسلمين في عهد أسرة يوان مناصب عسكرية وحكومية هامة، ونتج عن ذلك كله تشييد العديد من المساجد فقيل: إن السيد شمس الدين - أحد السياسيين المسلمين - قد تم له بناء اثني عشر مسجدًا في شانتشان (كونمينغ اليوم، وحدها، ومن المساجد التي ترجع إلى هذه المرحلة:

مسجد دينغتشو: تقع دينغتشو (ولاية دينغشيان اليوم، وسط مقاطعة خبى، وهي من المناطق المأهولة بالمسلمين، ويتواجد داخل المدينة مسجد قديم، يؤكد المؤرخون أنه من عهد أسرة يوان، ذلك أن ثلاثة عشر نصًا كتابيًّا قائمة أمام المسجد، تفيدنا بمراحل بنائه وتوسعته في ذلك العهد والفترات اللاحقة به، من ذلك نص يعود إلى سنة 1348م، والكتابات الموجودة بهذا النص تعتبر من أقدم كتابات المسلمين الصينيين الباقية حتى الآن، وبعد مرور أكثر من مائة سنة على ذلك أعيد بناء المسجد مرة ثانية، وتعرف ذلك من نص كتابي يعود إلى سنة 1512هـ، وذلك بمساعدة من الجنرال "تشن يو" الذي كان يتولى رئاسة الشؤون العسكرية ببكين آنذاك، وبعد أكثر من 200 سنة أعيد ترميم المسجد مرة ثالثة حسب ما جاء بنص كتابي بالمسجد يعود إلى سنة 1731م.

وصفوة القول: إن مسجد دينغتشو الذي تطور على أساس ثلاث قاعات قد تكامل إلى ما هو عليه الآن بعد ترميمه ثلاث مرات خلال أربعمائة سنة، ومما يستحق الذكر أن تسليط الأضواء على المساجد على نحو متسلسل في ثلاث فترات تاريخية – عصر – يوان ومينغ وتشينغ – كما رأينا بالنسبة لمسجد دينغتشو أمر منقطع النظير في تاريخ الصين.

مسجد سونفجيا نغ في شانغهاي: كانت سونفجيا نغ بلدة ذات موقع إستراتيجي هام في الدفاع البحري في عهد أسرة يوان. وقد عُيِّنَ عليها حاكم مسلم اسمه ناصر الدين في عهد تشيتشنغ (1341 – 1368م)؛ ليعمل حاكمًا.. وفي عهده زاد تعداد المسلمين بها، وبنت حكومة أسرة يوان مسجدًا إمبراطوريًّا في سونفجيانغ.

يقع هذا المسجد في شارع قانغينغهانغ من بلدة سونفجيا نغ، وتشتمل مبانيه على مُصَلى ومئذنة ودوره مياه للوضوء وقاعة للدعوة، وجرى ترميم هذا المسجد وتوسيع بنائه أربع مرات حسب ما جاء في التدوينات التاريخية المتوفرة هناك، في سنة 1391 و 1582 و 1677 و 1821م، ورُمِّمَ آخر مرة في سنة 1980م، وأدرج في قائمة الآثار التاريخية المحمية في شانغهاي.

المرحلة الثالثة:
مثل هذه المرحلة عهد أسرة مينغ (1368 – 1644م)، وفي عهد هذه الأسرة أنشئت مساجد كثيرة، ومنها:
مسجد هواجيويه بمدينة شيآن: كانت شيآن تحمل اسم تشانغان، وهي عاصمة الصين في عصر أسرة تانغ (618 – 907م) كما هي بداية طريق الحرير المعروف، وسكنها العديد من المسلمين المهاجرين إليها، وتذكر المصادر العربية أن إمبراطور الصين لي يو من أسرة تانغ قد بنى مسجدًا في المدينة سنة 762م، ويوجد بالمدينة اليوم بضعة عشر مسجدًا وجامعًا، ولكن جامع (هواجيويه) (التوعية) هو الأكبر من نوعه حجمًا. ويجمع أغلب المؤرخين أن تاريخه يرجع إلى أوائل عهد أسرة هينغ.

وقد وصفه الأستاذ فهمي هويدي عند زيارته له كما يلي: "هذا المسجد مصمم على الطراز الصيني، وعمره أكثر من 12 قرنًا، ومنشآته موزعة على مساحة 13 ألف متر مربع، وقاعاته يبلغ عددها 60، وهو ليس مكانًا للصلاة فقط، ولكنه مُصمَّم بحيث يؤدي عدة وظائف دينية وثقافية واجتماعية في آن واحد، وللمسجد قاعة للصلاة ومئذنة وقبة وسبيل يروي عطش العابرين، ولكن ذلك كله موضوع في تصميم صيني صِرْف، موزع في أبنية متتابعة، بحيث لا يمكن أن تعرف الوظيفة الحقيقية لكل بناء إلا إذا نَبِّه زائره إلى هذه الوظيفة، والغريب أن توزيع أبنية المسجد يُمكِّن القادم من أن يرى المحراب من على بعد ألف متر، وأن يظل متجهًا نحو القبلة وهو في طريقه إلى قاعة الصلاة، بحيث يسلك بابًا من وراء باب وقوسًا وراء قوس ليجد نفسه في النهاية واقفًا أمام المحراب، ومضبوطًا على الكعبة.

وعلى واجهات المباني المؤدية إلى قاعة الصلاة نُقِشَت آيات من القرآن الكريم، ولفظ الجلالة باللغة الصينية، وكل مبنى من هذه المباني يُعَدُّ تحفة معمارية بحد ذاته، أما قاعة الصلاة من الداخل فإن جدرانها المغطاة بالخشب الذي حفرت عليه آيات من كتاب الله تعالى، والنقوش البديعة التي تكسو السقف، والأعمدة المرمرية التي حفرت على جنباتها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، هذه العناصر تُضْفِي على المكان جمالاً أخاذًا وهيبة لا مثيل لها.

وعلى جانبَي فناء المسجد رُصَّت حجرات عديدة، تضم بيت الإمام ومكتبه، وقاعات كبيرة مليئة بالأثاث الصيني الفاخر، ثم متجرًا لبيع العاديات! وفي ركن جنوبي حمام يقصده المسلمون يوم الجمعة، حيث يغتسلون بالماء الساخن ويتعطرون ويتوجهون إلى الصلاة.

والطريف أنه قد أقيم خلف المصلى تل ترابي مرتفع، تكسوه الحشائش الخضراء، وقد خُصِّصَ في التصميم الأصلي؛ ليصعد فوقه الإمام أو من يمثله لرؤية الهلال خاصة في شهر رمضان.

جامع عيدكاه بمدينة كاشغر: تقع مدينة كاشغر في غربي منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم، وترك قتيبة بن مسلم الباهلي آثار قدميه فيها سنة 711م فأصبحت مركزًا إسلاميًّا ذائع الصيت للداني والقاصي، أما "عيدكاه" فهي كلمة مركبة من العربية والفارسية وتحمل معنى "مكان اجتماع في الأعياد"، وتبلغ مساحة جامع عيدكاه الواقع في شمالي غربي ميدان عيدكاه في قلب مدينة كاشغر أكثر من سبعة عشر ألف متر مربع، ويعتبر بذلك أكبر مساجد الصين، وقد قيل: إنه لما دفن جثمان سكسير مرزان حاكم كاشغر سنة 1426م، بُنِيَ مسجد صغير بجانب قبره، وأصبحت هذه البقعة مقبرة عامة لحكام كاشغر ويارقند فيما بعد، وفي سنة 1788م تم توسيع بناء المسجد الصغير بتبرعات سيدة مسلمة تدعى قوليريرا، وأطلق عليه منذ ذلك الوقت "عيدكاه" أما في سنة 1801م، فقد كان هناك سيدة مسلمة أخرى تدعى بورو يربيار، أعدت نفقات سفرها إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، ولكن نيران الحرب اعترضت طريقها، فاضطرت إلى العودة من حيث أتت، ثم تبرعت بنفقات سفرها لإعادة بناء المسجد، كما أوقفت أربعين هكتارًا من الأرض عليه، وبعد فترة من ذلك قام المسلمون هناك بحفر بحيرة اصطناعية وشق ترع وغرس شجيرات في المنطقة المحيطة بالجامع، وفي سنة 1876م أضيفت إلى الجامع دورة مياه للوضوء ومئذنة وحجرات للدراسة والسكن من شأنها استيعاب أربعمائة دارس، كما بنيت قبة على سطح مبنى المصلى، الأمر الذي زاد من روعة المسجد إلى حد كبير، وحين ضربت الزلازل مدينة كاشغر 1900م، تعرض جامع عيدكاه لدمار شديد، فلجأ المسلمون هناك إلى جمع التبرعات لإعادة بنائه، أما المئذنتان اللتان ترتفعان على جانبي بوابة الجامع حاليًا، فقد تم بناؤهما في أثناء ذلك بالضبط، وقد رُمِّمَ المسجد في عصرنا الحاضر، وهو يعتبر من أهم الآثار المحمية بالصين.

المرحلة الرابعة:
وهذه المرحلة تقع في عهد أسرة تشينغ التي كانت تتبع سياسات مناهضة للإسلام، وإن اضطرت أحيانًا إلى استمالة المسلمين لدواعي سياسية، وفي ظل محاباة المسلمين أنشأت العديد من المساجد، ومن مساجد هذه المرحلة.

جامع تونغشين: تقع ولاية تونغشين في المنطقة الجبلية الجنوبية بنيفشيا، ويمثل المسلون فيها 80% من مجموع سكانها، ويوجد بها اليوم ثلاثمائة مسجد، ويعتقد أن المسجد الجامع بتونغشين يرجع إلى عهد أسرة تشينغ، وقد كان مقرًّا للثوار المسلمين، وذلك في الفترة من 1853 – 1864م، وتعرَّضَ المسجد لأضرار عديدة وحرائق على يد القوات المعادية سنة 1965م بعد احتلالها للمدينة، وبعد أربعين سنة قام المسلمون بإعادة بنائه اعتمادًا على تبرعاتهم، الأمر الذي جعله يحتفظ بالكثير من ملامحه الأصلية، وأعلن في سنة 1936م عن تأسيس حكومة ولاية يوهاي الذاتية الحكم لقومية هوى.

جامع هو هيهوت: هو هيهوت عاصمة منطقة منغوليا الداخلية ذات الحكم، ويوجد بها ثمانية مساجد، وأقدمها وأكبرها هو جامع هيهوت خارج بوابة المدينة القديمة الشمالية، وقد بُنِيَ سنة 1789م.

عرفت مباني جامع هوهيهوت بفخامتها وروعة هندستها، أما مبنى المُصَلَّى فيه فمِن طراز القصور الصينية، تعلوها خمس مقصورات جميلة، سداسية الشكل متفاوتة الارتفاع، مما جعلها تنفرد بأسلوب معماري خاص.

المرحلة الخامسة:
وتمتد هذه المرحلة من سنة 1912م إلى وقتنا الحاضر وقد بني في هذه المرحلة العديد من المساجد ومنها:
مسجد دو نغقوان في مدينة شينينغ: شينينغ هي عاصمة مقاطعة تشتينغهاي، حيث يقطن المسلمون بكثافة، وقد بُنِيَ مسجد صغير هناك في مطلع عهد أسرة مينغ (1368 – 1644م) على يد الجنرال المسلم موينغ، لكنه دُمِّرَ على أيدي سلطة أسرة تشينغ (1644 – 1911م)، فقام المسلمون بإعادة بنائه، ثم هدم ثانية.. وبعد سنة 1911م تهيأ للمسلمين إعادة بنائه واستغرق هذا العمل سنتين، ولكنهم فَكُّوه سنة 1916م بسبب انحراف قاعة صلاته عن القبلة، ولما تم تحديد القبلة، أعيد بناء المسجد على نطاق واسع، في المدة بين 1946 و1947م، وأضيف إليه جناحان جنوبي وشمالي مُكَوَّنان من طابقين، كما أضيف له بوابتان ومئذنتان وأكثر من ثمانين غرفة إضافية حتى أصبح جامعًا على الصورة التي نراها اليوم.

يشغل جامع دونغقوان مساحة تربو على 13,600 متر مربع، تبلغ المساحة المبنية منها ما يقرب من 4,600 متر مربع؛ لذلك لا يعتبر أكبر جامع في مقاطعة تشينغهاي فحسب، بل هو غالبًا ما يقرن اسمه مع جامع عيدكاه بمدينة كاشغر وجامع هواجيوية بمدينة شيآن.

وهو يجمع في عمارته بين فن العمارة الصيني التقليدي وأسلوب العمارة الإسلامية، ومدخل الجامع الأول يبلغ ارتفاعه عشرة أمتار وعرضه خمسة عشر مترًا وأعلى عقده كتابات مذهبة نَصُّها: "جامع دونغقوان في شينيغ"، وبين المدخل الأول والمدخل الثاني الذي يليه ثلاثون مترًا، ولدى دخول الزائر من هذا المدخل يجد نفسه أمام صحن تبلغ مساحته 4,500 متر مربع، وعلى جانبه جناحان جنوبي وشمالي مُكَوَّنان من طابقين، أما الجناح الشمالي فمخصص للاستقبال وخزن الكتب والاجتماع العام، بينما الجناح الجنوبي مخصص لسكن طلاب العلم، والبحوث التعليمية، وتنتصب في غربي صحن الجامع قاعة الصلاة وهي تغطي مساحة قدرها 1136 مترًا مربعًا.

تلك كانت لمحة عن مساجد الصين وطرزها المعمارية وعصور إنشائها، وهي مساجد ما زلنا في حاجة إلى المزيد من الدراسات لنتعرف عليها وعلى التراث الإسلامي وتاريخ المسلمين بهذه البلاد.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سياسة الصين مع الأقلية الويغورية
  • المراكز العلمية والحضارية بالغرب الإسلامي (1/2)
  • المسلمون في الصين... آلام منسية
  • الصين .. رحلة حياة
  • كيف نبني الحضارة؟
  • مساجد الصين تشارك في دعم الصحة الأسرية
  • كيف دخل الإسلام إلى الصين؟

مختارات من الشبكة

  • الصين: مقتل أكبر إمام مسجد في الصين بدوافع عنصرية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الصين: اتفاقية لتعليم مسلمي الصين اللغة العربية والحضارة الإسلامية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الصين: إنشاء متحف للقوميات في أحد مساجد شاندونغ(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الصين: إصدار مجلة للمسلمين في الصين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الصين: حي إسلامي يتاخم سور الصين العظيم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الصين: صلاة العيد في الصين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الصين: المؤتمر الإيغوري العالمي يدين انتهاكات الصين لمسلمي الإيغور(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الصين: مسلمو الصين يساعدون اللاجئين السوريين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الصين: مؤتمر بجامعة تركية عن تاريخ الإسلام في الصين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الصين: رفض التدخل الإسلامي في علاقة الصين بمواطنيها المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
2- الاسلام في أعماق الصين
محمد سعيد - العراق 30-06-2012 11:33 PM

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وانصرهم على القوم الظالمين ونشر دينك دين الحق آمين..امين

1- اللهم لك الحمد
صالح سالم قريرة - تونس 12-07-2009 12:04 PM

اللهم أعز الإسلام و المسلمين و أعل كلمة الدين يا رب اتلعالمين .............

الله أكبر الله أكبر

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 10:16
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب