• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / روافد / موضوعات تاريخية
علامة باركود

العرب في خراسان وبلاد ما وراء النهر في العصر الأموي

د. عبدالرحمن الفريح

المصدر: الدرعية: العدد الأول محرم 1419هـ / مايو 1998م
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/6/2011 ميلادي - 27/7/1432 هجري

الزيارات: 94798

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العرب في خراسان وبلاد ما وراء النهر في العصر الأموي

د. عبدالرحمن الفريح[1]

 

تبحث هذه الدراسة في موضوع (القبائل العربية في خُراسَان وبلاد ما وراء النهر في العصر الأموي)، بعد أن أصبحت القبائل وحدات مُقاتِلة في قُوَّة الفتح العسكرية، تسير براياتها تحت إمرة زُعَمائها في إطار القيادة العامَّة للجيش، وحين استفادت الفتوحات من هذا التنظيم القَبَلي عسكريًّا، فقد ظلَّ الفهم العميق للقبيلة وفرسانها ومشاهير قادتها وأفرادها مهمًّا لمعرفة العسكرية الإسلامية والإحاطة بشؤونها، كما أن معرفة النظام الاجتماعي مفيدٌ في فَهْمِ القضايا الاقتصادية والسياسية المرتَبِطة بهذا النظام.

 

ولَمَّا كان هذا لازِمًا لدراسة التاريخ الحضاري فإن عملية تَوطِين العرب بعد الفتح في الأمصار الجديدة قد تَمَّتْ بحيث أخذ التخطيط شكلَ التنظيم القَبَلِيِّ، فعُرِفت كلُّ قبيلة أو مجموعة من القبائل بِخُطَّة محدَّدة معيَّنة يرتبط الأفراد فيها برُؤَساء خُطَطهم ويُعرَفون بها، ويُؤخَذ الرُّؤَساء أحيانًا بجرائر أفرادهم.

 

وبذلك أصبحت القبيلة تدور في فلَك التنظيم الحكومي الإداري العام الذي يُخضِعها للتوطِين في أماكن محدَّدة، ويُخضِع رُؤسَاءها للعزل والتعيين من قِبَل الإدارة العُليَا.

 

وعلى هذا النحو من التنظيم الذي أُحِيطَتْ به القبائل سار العرب إلى خُراسَان وبلاد ما وراء النهر فاتِحين، ومستقرِّين، ونتج عن الفتح والتوطين إسهام كبير من القبائل في نشر الإسلام، والتعريب اللغوي، ودفع الآداب العربية المُشَبَّعة بالروح الإسلامية إلى آفاق بعيدة كلَّ البعد عن صحراء العرب، ومَواطنهم الأولى.

 

وانتَشَر الإسلام في خُراسَان وبلاد ما وراء النهر، وتعرَّبت تلك الأقاليم في فترة وجيزة، وانتَمَى أهلها إلى القبائل العربية ولاءً بالحلف، وإلى الإسلام فكرًا وعقيدة، وانتَمَى العرب إلى الأمصار التي حلُّوا بها؛ فحصل احتكاك مباشر بين العنصرين العربي والعجمي أدَّى إلى الانصهار في بوتَقَة الحضارة الإسلامية، وأثمر علمًا وأدبًا وحاكَى العرب أهل البلاد الأصليين في الملبس والمطعم، وبنوا الدُّور والمساكن، وأصبحوا ذوي أملاك زراعيَّة يحرثونها، ويجرون إليها الماء مع بقاء الأراضي الخراجية بوضعها الذي لا يؤثِّر في إسلام مالِك الأرض ولا عدمه، ولا كونه عربيًّا أو عجميًّا، وبقاء الإدارات المحليَّة، وجِباية الخراج بأيدي الدهاقين والمرازبة من العجم.

 

وبرز من العرب في خُراسَان وبلاد ما وراء النهر قادة وأُمَراء تولَّوا مناصب مهمَّة في العصر الأموي، وظهر فيهم علماء وأدباء وشعراء في أماكن مختلفة مُتباعِدة تبعًا لمواطن الاستقرار المتباينة بتبايُن الأمصار واختلاف التضاريس، وانضوت الفروع الصغرى في المسمَّيات الكبرى مع بقاء القبائل ذاتها مرتبطة بمسمَّيات التخطيط الخماسي الذي كان صورة طبق الأصل لمخطط إنزال العرب في البصرة.

 

ومع أن النظام القَبَلي وما يتَّصل به من النسب والولاء للقبيلة يُعَدُّ ركيزةً أساسيةً في البنية الاجتماعية العربية، فقد ظلَّت العصبيَّة حبيسة خافتة لا تحرِّك الحوادث السياسية، وإذا ظهرت فإنما تظهر في غياب الأمن، وتستغلُّ لرفد المصالح الشخصية، وتُستَفزُّ لخدمة الفِتَن المذهبية، ونأى الولاة هناك بأنفسهم عنها، وتعرَّض مَن يُثِيرها منهم للمُؤاخَذة، مع أن إعراض الوُلاَة عن تبنِّي العصبية لم يمنع من استفادة بعض القبائل ونموِّها في ظلِّ الوُلاَة المنسوبين إليها.

 

وإذا كان هذا الموضوع ذا فائدة في فَهْمِ القضايا الفكرية والاقتصادية والسياسية، وما يلحق بها من أنظمة عسكرية وإدارية في تلك الجهات إبَّان العصر المُشَار إليه، فإن ما أُثِير من المَطاعِن والشكوك حول عدم القدرة على الحدِّ من نفوذ القبيلة وعصبيَّتها الطاغية التي كانت - كما يرى البعض - هي الموجِّه الأوَّل للحوادث السياسية، وما أُحِيطت به علاقة العرب والعجم خلاله من افتراءات - قد جعل دراسة هذا الموضوع دراسة تاريخية واعية وحضارية وافية مطلبًا مُهِمًّا لكشف الزيف، وتصحيح كثيرٍ من الحقائق المغلوطة.

 

ولأهميَّة بحث بعض الجوانب التاريخية والحضارية، والتعرُّف على نواحي الحياة الفكرية والسياسية، والاجتماعية والاقتصادية - فإن من مُقتَضَيات البحث عدم الاقتصار على تواريخ المشاهير من الحكَّام والوُلاة، وتدوين آثارهم، بل الغوص مع ذلك في أحوال الشعوب، ومعرفة شؤون الحياة المعاشة، وحوادثها ومؤثراتها؛ لتكتسب الدراسة تنوُّعًا شموليًّا يتمحور حول حياة القبائل العربية باعتبارها العنصر الجديد الذي أسهم في فتح خُراسَان، ونشر الإسلام فيها، واستقرَّ في حواضرها، وصبَغَها بالصبغة العربية، وجعل مواطنه هناك مراكز للتعريب انتشرت منها اللغة إلى أقاليم عِدَّة، وقواعد صلبة انطلقت منها الجيوش الفاتحة إلى بلاد ما وراء النهر إلى أن نتج عن ذلك إنشاء مراكز استقرار أخرى، ومواطن تعريب جديدة.

 

ولَمَّا كنت قد أعددت بحثًا عن بني بكر بن وائل تتبَّعت فيه منازل هذه القبيلة جاهليَّةً وإسلامًا، وبحثت علاقتها بالعرب والفرس، وانتشارها في صدر الإسلام في البلدان المفتوحة، وموقفها من الحوادث السياسية، فقد شدَّني هذا إلى تتبُّع رحلة القبائل العربية إلى خُراسَان وبلاد ما وراء النهر في العصر الأموي وفقًا للمحاور التالية:

1- التعرُّف على جغرافية خُراسَان وبلاد ما وراء النهر، وحدودهما الإقليمية المتعارَف عليها في عصر بني أمية، وحدودهما الإدارية التي قد تتجاوَز الحدود الإقليمية تبعًا لاتِّساع نفوذ الإدارة السياسية، مع إلقاء الضوء على أهم المناطق الرئيسة في تلك البلاد، ومواطن الاستقرار فيها، وأهم النشاطات الاقتصادية هناك.

 

2- التعرُّف على السكَّان الأصليين، والأصول التي ينحدرون منها، والعلاقة العرقية التي تربط أهالي ما وراء جيحون بِمَن يعيشون دون هذا النهر الذي تعتبر أرضه المنطلق القديم للآريِّين، والمنبت الأساسي لديانتهم المجوسية.

 

3- بحث علاقة العرب بخُراسَان وبلاد ما وراء النهر قبل الإسلام، ونشاط التجارة الفارسية عبر أراضي شبه الجزيرة العربية، واستِيطَان بعض القبائل العربية في أطراف الأراضي الفارسية الغربية، واحتكاكهم الحربي بولاة الفرس، وبالمَناذِرَة اللخمِيِّين في الحِيرَة المُوالِين للأكاسرة الساسانيِّين.

 

4- فتح خُراسَان والأقوال التي قِيلَتْ فيه وفي قادته، وأهم القبائل التي شارَكتْ فيه، وهي القبائل ذات الخطط الخماسية في البصرة، تميم، وبكر بن وائل، وعبدالقيس، والأزد، وأهل العالية، والتعريف بهذه القبائل جاهليةً وإسلامًا.

 

5- سياسة بني أميَّة في توطين العرب في خُراسَان وبلاد ما وراء النهر، ونظام الولاية، والنهج الإداري الذي كانت تُدَار به خُراسَان، وطريقة تعيين وُلاتها، وتبعيَّتها الإدارية منذ الفتح إلى قيام دولة بني أمية، ثم في زمن الأسرة السفيانية (40 - 64هـ)، وعلاقة خُراسَان بالبصرة في تلك الفترة، وتوطين العرب هناك، ودفع حركة الفتح شرقًا، والاضطراب القَبَلي العنيف الذي شهدَتْه الفترة من عام 64 إلى عام 73هـ وهي أيام عبدالله بن الزبير، ونظام الولاية زمن الأسرة المروانية (73 - 125هـ)، ونظام الولاية زمن اضطراب الحكم الأموي بعد عهد هشام بن عبدالملك (125 - 132هـ).

 

6- عدم إنشاء بني أميَّة مُدُنًا خاصَّة بالعرب في خُراسَان وبلاد ما وراء النهر، ونزول العرب في الحاميات والمعسكرات خارج المدن، ثم استقرارهم في مراكز الاستقرار القائمة واختلاطهم بالسكَّان من العجم، خلافًا للطريقة التي اتُّبِعت في العراق بالرغم من الاعتماد على نظام الأخماس القَبَلي المعروف في البصرة الذي اقتَصَر على التنظيم العسكري إلى أن تلاشَى في أُخرَيات عهد الأمويين.

 

7- توطين العرب وأثره في السياسة الأموية، ودفع أفواج من العرب بأهاليهم لِمُساندة الوُلاَة في خُراسَان، وتثبيت دعائم السلطان هناك، وما أدَّتْ إليه هذه الحركة من الاختلاط بالسكَّان، والارتباط بالأرض، وثمرة ذلك في تخطِّي مساحة تلك البلاد الشاسِعَة، والانتِقال إلى طَوْرٍ آخَر من الحياة يُغايِر الأعراف والتقاليد السائدة، وتكامُل العمليَّتين التوطينية والجهادية.

 

8- أهم مواطن استقرار العرب في خُراسَان وبلاد ما وراء النهر ووصف أرباع خُراسَان الشهيرة: نيسابور، ومرو، وهَرَاة، وبلخ، وبيان معالمها الطبيعية ونشاطاتها الاقتصادية، وأهم ما يتبعها من المدن والرساتيق، وأهم الفروع التي سكنَتْها ورجالاتها البارِزين، ووصف منطقة الصُّغد التي تضمُّ أكبر مدينتين استوطَنَهما العرب ببلاد ما وراء النهر وهما: بخارى وسمرقند.

 

9- الصراع القَبَلي في خُراسَان وبلاد ما وراء النهر، وموقف القبائل من الحوادث السياسية بدءًا بالحديث عن العصبيةِ الألفةِ الجامعةِ المعتمِدَة على قَرابة الدم والحلف، والموالاة والجوار والمُؤاخَاة، قوامِ المجتمع القبلي، وعماد نظامه السياسي والاجتماعي، وما تؤدِّى إليه من مُفاخَرات ومُنافَرات، وما ينتج عنها من مُفاضَلة في الدماء والدِّيَات، ألغاها الإسلام وجعل الثأر كزعامة القبيلة مَنُوطًا بالدولة الإسلامية، بدلاً من الوحدات الصغيرة المستنِدَة إلى نظام القبيلة.

 

10- موقف القبائل العربية في خُراسَان من إمارة عبدالله بن الزبير، وبيان حقيقة النِّزاع في تلك الحقبة، وأنه لم يكن صراعًا قيسيًّا يمنيًّا كما سارَتْ عليه كثيرٌ من الدراسات التي جعلَتْ ذلك الصِّراع القَبَلي يُوجِّه حوادث الأقاليم الإسلامية، وأن اليمنيَّة والقيسيَّة لم تكونَا بذات شأنٍ يُذكَر في خُراسَان آنذاك، وبيان صِراع عبدالله بن خازم (64- 73هـ) مع بكر بن وائل ثم مع تميم.

 

11- ولاية آل المهلَّب ثم ولاية قُتَيبة بن مسلم، والنمو المتزايِد للعصبية القبلية في مطلع القرن الثاني الهجري، وظهور مُناوِئين للحكم الأموي من اليمانية، والحركة الانشقاقية التي قادَهَا الحارث بن سُرَيج، ونشأة مذهب الإرجاء.

 

12- الحياة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية، وعلاقة العرب بالعجم، والطريقة التي تَمَّ بها الصلح على الأراضي، وبروز زِعامات من سكان البلاد الأصليين - كان لها أثرٌ في مَسِير الحوادث، وأهم الأعمال التي زاوَلَها العرب هناك بعد ارتباطهم بالجندية أوَّلاً، والبعد عن الاحتكاك المباشِر بالحِرَف اليدوية، ثم النشاط الزراعي العربي الذي بدأ واضِحًا في مطلع القرن الثاني الهجري، واستقرار العرب في الدور التي أشرفت الدولة على تنظيمها.

 

13- الفِتَن المذهبية، ونشأة بعض أفكار الديانات والعقائد القديمة، وتزايُد نموِّ مذهب الإرجاء واختلاطه بالجبرية والقدرية، وتأثُّر كثيرٍ من العرب بهذه النزعات العَقَدِيَّة المُستَحدَثة، وظهور الدعوة لبني العباس في رأس المائة الأولى الهجرية، واعتمادها على العرب بصفة عامَّة، واليمانية بصفة خاصَّة.

 

14- شِعر العرب في خُراسَان وبلاد ما وراء النهر منذ الفتح، ومُرافَقَة الشعر للفتوحات الأولى كمقطوعات أولى يُرَدِّدها الفاتِحون وإلى أنْ أصبحت تلك البلاد مصدرًا لأشعار عربية كثيرة مُرتبِطَة بالواقع السياسي الحربي، والقَبَلي يُشِيد فيها الشعراء بالانتصارات، ويتوجَّعون على الانكسارات، ويَصِفون المعارِك وفتح القِلاع والحصون، ويلتحمون مع بعضهم أحيانًا في هجاء مقذع، ونقائض مُرَّة، وأثر اللغة والأدب العربيَّين في تلك البلاد حيث تمكَّنت العربيَّة من النفوس فتمثَّلَها العجم وفقهوها حتى نبغ منهم شعراء كالعرب.

 

15- جهود العلماء العرب في خُراسَان وبلاد ما وراء النهر في الدراسات الشرعية ونزول عددٍ من التابعين وتابعي التابعين هناك، وما تميَّزت به أكثريَّة العلماء هناك من التعمُّق في الدين والتبحُّر في العربية، ووجود عددٍ من المدارس الشرعية واللغوية في المدن الرئيسة هناك.

 

16- سياسة الوُلاَة في تسيير حركة الفتح التي تختلف باختلاف الظروف والدواعي وطريقة كلِّ والٍ في تسييرها ومدى تدخُّل والي العراق والخليفة في الشام في شؤون حملات الفتح، وإسهام القبائل في خُراسَان في فتوح ما وراء النهر، واختصاص بعض القبائل في فتح بعض المناطق كتميم في بخارى، واليمن في طبرستان وجُرْجَان، وقيس في بعض فتوح أشرس السلمي، وربيعة في بعض فتوح نصر بن سيار.

 

1- بيئة خُراسَان وبلاد ما وراء النهر الجغرافية والنشاط الاقتصادي:

تُمثِّل خُراسَان[2] جزءًا مُهِمًّا من البلاد الإسلامية في العصر الأموي، وهي تشمل الأرض المحصورة بين نهر جيحون[3] شمالاً، وسجستان وجبال الهندوكوش الهندية جنوبًا[4]، ويحدُّها من الغرب المفازة[5] وقوهستان فاصلة بينها وبين إقليم فارس، ومن الشرق صحراء الصين[6] والبامير[7] وسجستان[8]، ومن الشمال الغربي طبرستان وجرجان وخوارزم[9].

 

ولا يمكن التوسُّع بأرض خُراسَان لتشمل بلاد ما وراء نهر جيحون وسجستان، وطبرستان وجرجان، إلاَّ بالنظر إلى واقع الإدارة السياسي؛ حيث يُدِير الوالي في أحيان كثيرة شؤون عددٍ من الأقاليم من مرو العاصمة الخُراسَانية[10].

 

ومع أنَّ سجستان وطبرستان وبلاد ما وراء النهر وغيرها قد أُدِيرت سياسيًّا من قِبَل عاصمة خُراسَان في عهد كثيرٍ من الولاة الأمويين[11]، فإن صِلَة بلاد ما وراء النهر بِخُراسَان ظلَّت هي الأقوي، وما ذاك إلاَّ لكون أراضي هذين الإقليمين إنما هي امتداد لبعضها، وبدون حاجز يُذكَر سوى نهر جيحون، ولقرابة الدم التي تربط بين ساكنيهما أيضًا، ثم إنَّ بلاد ما وراء النهر لم تُدَر كولاية مستقلَّة عن خُراسَان طوال العهد الأموي.

 

وينبع نهر جيحون المعروف حاليًّا باسم أموداريا من جبال البامير التي تُسمَّى سقف العالم في شمال شرق أفغانستان بالقرب من حدودها مع الصين وجمهوريات التركستان[12]، ويتلقَّى تغذيته من ذوبان الثلوج في جبال الهندوكوش، ومن روافده التي تلتقي به في منطقة الخطل كنهر جرياب ووخش، وأنهار منطقتي نخشاب والبتم[13].

 

ويسير نهر جيحون باتِّجاه الغرب إلى أن يصل إلى مدينة ترمذ فاصلاً بين خُراسَان وبين بلاد ما وراء النهر[14] ويعرف الأهالي هناك نهر جيحون باسم ماله، ومنها يتَّجه شمالاً فاصِلاً أيضًا بين خُراسَان وبلاد ما وراء النهر، بحيث تصبح ترمذ في جانبه الشرقي في أرض ما وراء النهر، ويُقابِلها بَلْخ في الجانب الخُراسَاني[15].

 

ويلاحظ أنَّ النهر يستبحر ماؤه في أرض ترمذ وبَلْخ بعد أن تنجلب إليه مياه عظيمة، أمَّا بعد ترمذ فإنَّ مجراه يَضِيق ثمَّ ينبسِط عند زم[16] الواقعة على جانبه الغربي في مُقابَلة رمال غزيرة في الشرق تؤدِّي إلى نخشب، ومن ثَمَّ إلى سمرقند في بلاد الشاش[17].

 

ويستمرُّ النهر في مَسِيره إلى آمُل الخُراسَانية المقابلة لـ"فَرَبْر"[18] التي يؤدِّي طريقها إلى بُخارَى، وينتهي النهر إلى خوارزم في البحيرة المعروفة بالجرجانية[19] التي هي بحر "الآرال" الذي يصبُّ فيه أيضًا نهر فرغانة، والشاش من بلاد ما وراء النهر[20].

 

أمَّا روافد نهر جيحون في الأرض الخُراسَانية فأهمها: نهر هاري رود[21] ونهر الروذ[22]، وهذان النهران مع أنهار أخرى تُميِّز الأرض الخُراسَانية، إضافةً إلى كثرة المَفاوِز والجبال؛ وذلك كالمَفازة الفاصلة بين خُراسَان وفارس، ومَفازَة آمُل وزم ومَفازة مرو وجبال الطالقان المتَّصلة بجبال الجوزجان في الشرق، والجبال الواقعة شمال هَرَاة، ومنطقة الخطل التي تكاد تكون كلها جبالاً، ومنطقة الغور[23].

 

وأرض خُراسَان مقسمة إلى أربعة أقاليم تشمل الأولى: الجزء الغربي وهو إقليم نيسابور أبرشهر[24]، مدخل السائرين إلى خُراسَان من الغرب عبر الطبسين[25].

 

وكان لِخُراسَان طريقان:أحدهما: طريق الطبسين المعروف بطريق القوافل، والثاني: طريق البريد المار بقُومَس الواقعة بين الري ونيسابور في ذيل جبل طبرستان[26]، وهو إلى الجنوب من الطريق الأوَّل[27]، وكلا الطريقين ينتهيان إلى نيسابور، ومن نيسابور يتَّجه إلى مرو الشاهجان بعد أن يمرَّ بسرخس، ثم يتَّجه إلى ضفَّة نهر جيحون ليقع إلى آمُل، ثم إلى بلاد ما وراء النهر إلى أن يصل إلى الشاش وفرغانة، ويتَّجه طريق آخر من مرو الشاهجان إلى مرو الروذ، فبلخ وطخارستان، ومن بلخ يمتدُّ إلى بخارى وسمرقند من جهة كندك[28].

 

ويعمل أهل نيسابور بالزراعة، ويسقون مزارعهم من نهر شقُّوا له القنوات، إضافةً إلى اشتغالهم بصناعة المنسوجات القطنية والحريرية، حتى قيل: إنه ليس بخُراسَان مدينة أَدْوَم تجارة وأكثر سابلة وأعظم قافلة من نيسابور[29].

 

أمَّا المنطقة الثانية فهي الإقليم الشمالي، إقليم مرو[30] الذي يشتهر بالزراعة والرساتيق الكثيرة، بالإضافة إلى صناعة الحرير والقطن والثياب[31].

 

وإلى الشمال من هذا الإقليم تقع المنطقة الثالثة: منطقة هَرَاة[32] وعاصمتها هَرَاة تقع على نهر يحمل اسمها[33]، ويخرج منها طريقٌ إلى إقليم سجستان مخترِقًا مدينة مالق ذات العديد من القرى، وكورة[34] أسفزار ثم كورة الباميان في آخر الطرف الجنوبي من خُراسَان[35].

 

وأخيرًا؛ فإن بَلْخ[36] هي المنطقة الجغرافية الخُراسَانية الرابعة، وأكبر توابعها طخارستان[37] وهي مقسومة إلى طخارستان العليا، وطخارستان السفلى، والأولى هي الأبعد شرقًا[38].

 

وتشتَمِل طخارستان على عددٍ من المدن؛ منها: الطالقان ويتبعها خلم وسمينجان والجوزجان، وتُعرَف عاصمة الجوزجان باسم الطالقان وتقع بأرض سهليَّة، وبينها وبين مرو الروذ تقع مدينة ميمنة وكندروم في أرض جبليَّة، وأصغر من هاتين المدينتين هناك مدينة الفارياب بين الطالقان وشبورقان غربًا[39].

 

واشتهرت بلخ بكثرة خيراتها، وعُدَّت من أجلِّ مدن خُراسَان بسَعَة الغلَّة التي تُحمَل إلى الآفاق، وبوفرة الصناعات المتعدِّدة[40].

 

هذا، وتُعتَبر سمرقند وبُخارَى من أعظم بلاد ما وراء النهر[41]، وإلى أقصى الشرق منهما تقع ولاية سيحون (سيرداريا) في تُخُوم بلاد الترك[42]، والشاش[43]، وقِبَل هذه المنطقة وإلى الجنوب الغربي منها تُوجَد فرغانة مدينة وكورة واسعة على يمين القاصِد لبلاد الترك ليس وراءها في بلاد ما وراء النهر سوى كاشغر[44].

 

وتُعتَبر طشقند (تاشكند) عاصمة لبلاد الشاش[45]، ومن أعظم المدن فيما وراء النهر بعد بخارى وسمرقند، وبلاد الشاش جبليَّة يخرج منها الحديد والنحاس والذهب، ويوجد بها جبل حجارته سُود يحترق كما يحترق الفحم[46].

 

وفيما بين سمرقند ونهر سيحون تُوجَد أشروسنة[47] التي تتوسَّط فرغانة شرقًا وسمرقند غربًا، والشاش شمالاً وشومان وواشجرد وكش والصغانيان جنوبًا[48].

 

وبلاد ما وراء النهر من أنزه الأقاليم وأخصبها، وأكثرها خيرًا ومياهًا، ينقل منها القز والصوف والقطن إلى الآفاق، بالإضافة إلى المسك والزعفران، وتُوجَد بها السناجب والثعالب؛ ولذا فهي تشتهر بالفرو والأوبار[49].

 

2 – السكان (الأصول والمعتقدات):

وظلَّت بلاد ما وراء النهر تعرف بالترك سكانًا لها، فالذين بالقُرْبِ من خُراسَان يقال لهم: الترك الغزيَّة، وأهل فرغانة: الترك الخرخلية، أمَّا أهل الصغد: فهم الترك الصغديون[50].

 

ويفصِل نهر جيحون بين هؤلاء الأقوام الناطقين بالفارسية، وقد يُطلَق على الأوَّلين اسم توران وعلى الآخرين اسم إيران[51]، وفي تقسيم آخر يُقال لِمَن وراء النهر: الهياطلة[52]، نسبةً إلى هيطل بن عالم ولِمَن دون النهر الخُراسَانيين نسبة إلى خُراسَان بن عالم[53].

 

وأطلَق أهل خُراسَان وبلاد ما وراء النهر على أنفسهم اسم الآريين في حوالي الألف الثالثة قبل الميلاد[54] بعد أن ظهر فيهم زرادشت صاحب الديانة الزرادشتية[55] الذي ناصَرَه الملك كشتاسب[56]، وشنَّ هو ورجاله حربًا لا هَوادَة فيها على مُخالِفيهم في العقيدة.

 

وانخَزَل من الآريين شعبة اتَّجهت إلى الشرق عن طريق جبال الهندكوش، ونزلت حوض السِّند، ومنه اتَّجهت إلى شمال الدكن، وجنوب بلاد الهملايا، وخليج البنغال، وبحر العرب[57]، أمَّا مَن بقوا في آسيا الوسطى فقد كان مركزهم نهر جيحون أو النهر المقدَّس كما كانوا يُسَمُّونه، وربما أطلقوا على موطنهم اسم ائيرينه وئجه؛ أي: موطن الآريين، وهو أقدم مهدٍ للحضارة الإيرانية[58].

 

وقد توغَّل الآريون وبسَطُوا سلطانهم في بلادٍ أطلقوا عليها اسم (أئريانا) الذي تحوَّر في البهلوية إلى (آران)، وفي الفارسية الإسلامية إلى (إيران)[59]، وظلَّت خُراسَان جزءًا أساسيًّا في بلاد الإمبراطورية الفارسية الإيرانية، أمَّا اسم فارس فقد جاء من اسم الإقليم المُجاوِر لِخُراسَان من الغرب الذي هو مَوْطِن قورش[60] مؤسِّس الإمبراطورية الهخامنشية[61] ومهد الساسانية الذين أعادوا للفرس مجدهم ووحدتهم.

 

ويتكلَّم الإيرانيون بالفارسية القديمة لغة الأبستاق[62]، وقد تطوَّرت هذه اللغة إلى البهلوية فالبهلوية الساسانية، وإلى أن تحوَّلت إلى الفارسية الإسلامية[63].

 

وذكر ياقوت أن البهلوية هي كلام الملوك في مجالسهم منسوبة إلى (فهلو) أو (فهلة)، التي تضمُّ عددًا من المدائن في قلب فارس، وأن هناك عددًا من اللغات؛ كالخوزية، والسيريانية، والدرية؛ والدرية هي لغة أهل خُراسَان، وبلخ بالذات[64].

 

وكان الآريون يُؤَلِّهون الظواهر الطبيعية التي يعيشون تحت تأثيرها فيتقرَّبون إلى السماء الصافية، ويعبُدون النار والشمس والأرض والهواء والماء والرعد والبرق، وهي عندهم آلهة الخير التي يَستَعِينون بها على الظلام والقحط والجفاف، وغيرها من الظواهر التي يُنزِلونها منزلة الشياطين، ويعتقدون أنها أرواح شِرِّيرة يجب لعنها[65].

 

واختصَّت السماء الصافية المحيطة بالعالم من بين معبودات هؤلاء القوم بنوعٍ من التعظيم انفردَتْ به عمَّا سواها[66]، وأُحِيطت السماء والأرباب الأخرى بهالاتٍ من الأَوْهام والأخيِلَة والأساطير، وتَمَّ تصوير العالم على أنه مسرح للصراع بين قُوَى الخير والشر[67].

 

وقد تمكَّنت هذه العقيدة من النفوس، وهي في خُراسَان أشدُّ تمكُّنًا منها في بلاد ما وراء النهر، بل إن التقاليد الدينية فيما وراء النهر قد ظلَّت في معظمها وثنيَّة غير ذات جذور[68].

 

وممَّا تجدر الإشارة إليه هو أن الزرادشتية لم تصبح دينا رسميًّا للدولة إلا أيَّام الساسانية، وذلك على الرغم ممَّا بذَلَه كشتاسب في بلخ من محاولة لإرغام الناس على اعتناق هذا المذهب[69].

 

والذي يُلاحَظ هو أن الرزادشتية لم تزد على أن تكون تجديدًا في أصل الديانة المجوسية (الكيومرثية)؛ بحيث كره زرادشت تعدُّد الآلهة، ومن ثَمَّ نادَى بأهوار مزدا؛ أي: الإله العالِم بكلِّ شيء[70]، وكانت المجوسية القديمة تقول بأن يزدان - وهو النور المخلوق - قد فكَّر تفكيرًا رديئًا فظهر المخلوق الثاني وهو الظلمة التي ترمز للشر والفتنة[71].

 

وعلى هذا الأساس بيَّنوا سبب خلاص النور من الظلمة، وقالوا بأن الامتزاج مبدأ والخلاص معاد[72]، ومع ذلك فإن هناك من المجوس مَن زعم بأن النور والظلمة أزليَّان ويُعرَف هؤلاء بأصحاب العقيدة الثنوية[73] التي أعقَبَها ظهور المانَوِيَّة أيَّام الساسانيين، والمانويَّة[74] خليط من المجوسية والنصرانية[75]، وقد لقيت معاضدة في عهد سابور بن أردشير[76]، غير أن العهد الذي أعقَبَه شهد ظهور ديانة جديدة عُرِفت باسم المزدكية[77] انتَصَر لها الملك الفارسي قباذ[78]، وحَمَل الناس على اعتناقها وأدَّى به الحماس لها إلى عزل المَناذِرَة اللخميين عن إمارة الحِيرَة لما رفضوا اعتناقها[79].

 

ومع هذه الديانات التي عرفَتْها الإمبراطورية الفارسية فقد نشَأَت فلسفة يونانية كان لها تأثير كبير في تكوين العقلية الإيرانية[80]، وتسرَّبت البوذية إلى خُراسَان من الهند[81]، وكان لليهوديَّة علاقة وثيقة بأرض الإمبراطورية الفارسية منذ أن انتَصَر قورش لليهود أثناء اصطدامهم بالبابليين[82]، وعرفت المسيحية طريقها إلى فارس قبل الإسلام بحوالي خمسة قرون عن طريق الشام وآسيا الصغرى[83].



[1] بكالوريوس قسم التاريخ من كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام 1399هـ.

- ماجستير قسم التاريخ من كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام 1405هـ.

- دكتوراه من جامعة أم القرى 1413هـ.

- نائب رئيس النادي الأدبي في حائل، ومدير إدارة المستشارين بأمارة منطقة حائل.

[2] نقل البكري عن الجرجاني: إن "خر" تأتي بمعنى كل، و"اسان"؛ معناها: سهل بلا تعب، ونقل عن غيره: أن معنى خراسان بالفارسية مطلع الشمس، والعرب إذا ذكرت المشرق كله قالوا: فارس، وخراسان من فارس، البكري، 490.

[3] جيحون وسيحون نهران مشهوران يُعرَفان الآن باسم أموداريا وسيرداريا، وكان يُطلَق على الأوَّل اسم أوكسس، وعلى الثاني اسم جكزرتس، الإصْطَخرِي: "المسالك والممالك"، ص285، لسترنج: "بلدان الخلافة الشرقية"، ص477.

[4] المقدسي: "أحسن التقاسيم"، 313.

[5] المصدر السابق، 333.

[6] ياقوت: "معجم البلدان"، ج4، 416.

[7] محمد البار: "أفغانستان"، 30.

[8] الإصْطَخْرِي: "المسالك والممالك"، 240، وسجستان هي سيستان، وسمَّتها المصادر العربية سجستان، لسترنج: "بلدان الخلافة الشرقية"، 372.

[9] ابن حوقل: "صورة الأرض"، 269، المقدسي: "أحسن التقاسيم"، 358.

[10] ذكر ياقوت: أن أعمال خوارزم، وبلاد ما وراء النهر تُعَدُّ في بعض الأقوال من خُراسَان؛ لأنها كانت تابِعَة لوالي خراسان، ياقوت: "معجم البلدان"، ج3، 408.

[11] قلَّما انفردت طبرستان بوالٍ مستقلٍّ، بينما حدث أن استقلَّت سجستان بوالٍ خاصٍّ بها، ومن ذلك أن الرَّبيع بن زياد الحارثي كان أميرًا عليها من قِبَل زياد بن أبيه، ووليها بعده عبيدالله بن أبي بكرة إلى أن مات زياد عام 53هـ، ثم وليها عباد بن زياد إلى عام 61هـ، البلاذري: "فتوح البلدان"، 385، ابن الأثير: "الكامل"، ج3، 22.

[12] البار: "أفغانستان"، 35.

[13] المصري: "حاضر العالم الإسلامي"، 413، لسترنج، 476.

[14] الإصْطَخرِي: "المسالك والممالك"، 287، ويبلغ طول نهر جيحون حوالي 2240 كم منها 960 كم في أفغانستان، البار: "أفغانستان"، 62.

[15] المسعودي: "التنبيه والإشراف"، 72، ويلاحظ أن نهر جيحون يفصل الآن بين أفغانستان جنوبًا، والتركستان الغربية شمالاً، المصري: "حاضر العالم الإسلامي"، 431.

[16] هي آمل زم، وآمل جيحون، وآمل الشط، وآمل المفازة، بينها وبين مرو رمال صعبة المسالك، ياقوت: "معجم البلدان"، ج1، 75.

[17] المسعودي: "التنبيه والإشراف"، 75، المقدسي: "أحسن التقاسيم"، 303.

[18] بينها وبين ضفة نهر جيحون اليمنى نحو فرسخ، وتُوصَف بكثرة أعنابها، المقدسي: "أحسن التقاسيم"، 290.

[19] الجرجانية هي عاصمة خوارزم، البكري: "معجم ما استعجم"، 515.

[20] الإصْطَخرِي: "المسالك والممالك"، 304. المسعودي: "مروج الذهب" ج1، 101. ابن بطوطة: "الرحلة"، ج3، 7.

[21] يلتقي هاري رود برافده نهر مشهد التي هي طوس الخراسانية المقابلة لسرخس الواقعة شرق النهر في أرض التركمانستان، وإلى رمال سرخس ينتهي النهر بالقرب من بيهق، ونهر الروذ هو نهر المرغاب، حسين مؤنس: "الأطلس"، 116. البار: "أفغانستان"، 38.

[22] ابن حوقل: "صورة الأرض".

[23] الإصْطَخرِي: "المسالك والممالك"، 253.

[24] تقع نيسابور في الجزء الشمالي الشرقي من إيران واسمها الآن أبرشهر، محمود شاكر: "إيران"، 10.

[25] طبس العناب، وطبس التمر، ويقال لهما: باب خراسان، والطبس بالفتح بالعربية الأسود من كل شيء، والطبس بالكسر الذئب، ياقوت، ج4، 414.

[26] طبرستان لا تدخل ضمن خراسان غير أن الأستاذ محمود شاكر عدها من الأراضي الخراسانية، محمود شاكر: "خراسان"، 7.

[27] المقدسي: "أحسن التقاسيم"، 318.

[28] ابن حوقل: "صورة الأرض"، 331.

[29] ياقوت: "معجم البلدان"، ج5، 331.

[30] مرو الشاهجان هي مرو الكبرى الشمالية وهي عاصمة خراسان، ومرو الروذ مرو الصغرى إلى الجنوب منها، وتقع مرو في جمهورية التركمانستان، وقد نُسِي اسمها القديم وحلَّ محلَّه اسم بيرام علي، ياقوت، ج5، 116، المصري: "حاضر العالم الإسلامي"، 512.

[31] الإصْطَخرِي: "المسالك والممالك"، 360.

[32] تقع هَرَاة في شمال غرب أفغانستان ولا تزال تُعرَف باسمها القديم، البار: "أفغانستان"، 37.

[33] الإصْطَخرِي: "المسالك والممالك"، 226.

[34] الكورة: الأستان، كل صَقْعٍ يشتمل على عِدَّة مدن وقرى.

[35] ابن حوقل: "صورة الأرض"، 319.

[36] بلخ هي: مزاري شريف الآن في شمال أفغانستان، البار: "أفغانستان"، 37.

[37] الإصْطَخرِي: "المسالك والممالك"، 279.

[38] طخارستان العُليَا في شرق بلخ بمحاذاة نهر جيحون والسفلى في جنوبها الشرقي، لسترنج، 269.

[39] الإصْطَخرِي: "المسالك والممالك"، 279.

[40] ياقوت، ج2، 501.

[41] الإصْطَخرِي: "المسالك والممالك"، ياقوت، ج1، 405، وتقع كلٌّ من سمرقند وبُخارَى في جمهورية أوزبكستان في أرض التركستان الغربية، المصري: "حاضر العالم الإسلامي"، 520.

[42] الإصْطَخرِي: "المسالك والممالك"، 336.

[43] تقع الشاش على ضفة نهر سيحون الشمالية الشرقية، لسترنج، 523.

[44] المقدسي: 271، وفرغانة تقع في جمهورية قيرغيزيا، المصري: "حاضر العالم الإسلامي"، 525.

[45] كان العرب يسمون تاشكند الشاش ويسميها الفرس جاج، الإصْطَخرِي، 332، ومعنى تاشكند مدينة الحجر، لسترنج، 525.

[46] ياقوت، ج2، 92.

[47] ويقال لها: بونجكت، الإصْطَخرِي: "المسالك والممالك"، 325.

[48] المقدسي، 277، ابن حوقل، 379.

[49] ياقوت، ج5، 45.

[50] وقيل: إنهم فئات؛ فمنهم: الأسافل، والأعالي، والأواسط، وإن الغزية من أشدِّ الترك بأسًا، المسعودي: "مروج الذهب"، ج1، 101.

[51] الغزي: "الشعر الأموي في خراسان والبلاد الإيرانية"، 19.

[52] أو الهيطل؛ وهم الأفئلاطيون، ويُعرفون بالهون البِيض، لسترنج، 476.

[53] ياقوت، ج5، 45، المقدسي، 261.

[54] بدوي: "القصة في الأدب الفارسي"، 20.

[55] هو زرادشت بن يورشب، أبوه من أذربيجان وأمه من الري، وظهر في بلخ، وُلِد في منتصف القرن السابع قبل الميلاد، الشهرستاني: "الملل والنحل"، 237، بيرنيا: "تاريخ إيران القديم"، 314.

[56] كشتاسب بن لهراس من الطبقة الثالثة من ملوك الفرس الأولى الكيانيين، المسعودي: "التنبيه والإشراف"، 95.

[57] بيرنيا، 14.

[58] شيت خطاب: "قادة فتح فارس"، بدوي، 21.

[59] سمي إقليم فارس بفارس بن طمورث الذي يُنسَب إليه الفرس أو بفارس بن علم بن سام بن نوح، ياقوت، ج4، 226.

[60] قورش: هو بادشاه فارس؛ أي: حاكم فارس المتوفي في عام 529 ق.م، ينتمي إلى أسرة الهخمانشيين التي عُرِفت في حوالي عام 730 ق. م، بيرنيا، 71.

[61] هم الطبقة الخامسة من ملوك الفرس أولهم: أردشير بن بابك شاه ساسان الذي كان سادِنًا لبيت نارٍ أُقِيم في إصْطَخر، وأصبح ملكًا في عام 212م، المسعودي: "مروج الذهب"، 243، بيرنيا، 221.

[62] ويقال لها: الأوستا وهى التي صنَّف زرادشت بها كتابه، والأبستاق تقابل السنسكرتية التي دوَّن الهنود بها كتابهم المقدس "الودا"، الشهرستاني، 239. بدوي، 25.

[63] بدوي، 29، بيرنيا، 343.

[64] أضاف ياقوت: إن (فهلو) منسوبة إلى فهلوج بن فارس، ياقوت، ج 4، 281.

[65] بدوي، 21.

[66] بيرنيا، 316.

[67] بدوي، 23.

[68] كان على خراسان وقت انتشار الإسلام في عهد عمر - رضِي الله عنه - رستم فرخ هرمز قائد جيش الفرس في القادسية، شكري فيصل: "المجتمعات الإسلامية"، 209، بيرنيا، 284.

[69] وبالرغم من أن الساسانيين نادوا بالزرادشتية دينًا رسميًّا للدولة فإنها لم تكن عقيدةً للفرس كافَّة؛ بسبب مُنازَعة عددٍ من الديانات الأخرى لها.

[70] الشهرستاني، 237.

[71] بين ظهور زرادشت والساسانيين زمن طويل، إلا أنه لم يكن للفرس دين رسمي قبل بني ساسان، بيرنيا 311.

[72] الشهرستاني، 238.

[73] الشهرستاني، 245.

[74] نسبة إلى ماني في زمن سابور بن أردشير.

[75] المسعودي: "مروج الذهب"، ج 1، 249.

[76] يُعَرف بسابور الأوَّل، والعرب تقول له: سابور الجند، المسعودي: "مروج الذهب"، ج 1، 249.

[77] يُطلَق على مزدك لفظ الزنديق وهو من نيسابور، الشهرستاني: "الملل والنحل"، 250، بيرنيا، 251.

[78] هو قباذ بن فيروز هرب إلى الهياطلة خوفًا من بطش الناقمين على مذهب مزدك، وظلَّ يؤمن به سرًّا، المسعودي: "مروج الذهب"، ج 1، 263، بيرنيا 252.

[79] ابن الأثير: "الكامل"، ج1، 78.

[80] وذلك بسبب التجاء طائفة من الحكماء البيزنطيين إلى أنوشروان بن قباد، بدوي، 34.

[81] ومن معابدهم المشهورة معبد النوبهار، المسعودي: "مروج الذهب"، ج1، 238، بدوي، 23.

[82] شيت خطاب: "قادة فتح بلاد فارس"، 15.

[83] المرجع السابق، 15، بيرنيا، 322.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • دور العلماء في حركة الفتوح في العصر الأموي (1)
  • دور العلماء في حركة الفتوح في العصر الأموي (2)
  • أئمة علم الحديث النبوي في بلاد ما وراء النهر
  • دور العلماء في حركة الفتوح في العصر الأموي (3)
  • دور العلماء في حركة الفتوح في العصر الأموي (4)
  • دور العلماء في حركة الفتوح في العصر الأموي (5)
  • دور العلماء في حركة الفتوح في العصر الأموي (6)
  • دور العلماء في حركة الفتوح في العصر الأموي (7)
  • التعليم في العصر الأموي

مختارات من الشبكة

  • فضل العرب عامة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أخلاق العرب قبل الإسلام: عروة بن الورد (من أجواد العرب)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة إحقاق الحق وتبرؤ العرب مما أحدثه عاكش اليمني في لغتهم ولامية العرب(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • المثقفون العرب.. المزورون العرب(مقالة - موقع د. سعد بن فلاح بن عبد العزيز العريفي)
  • البشارات المحمدية ( وحي من جهة بلاد العرب )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحضارات المجاورة لبلاد العرب عند ظهور الإسلام(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • بلاد العرب أوطاني (قصيدة)(مقالة - موقع الدكتور وليد قصاب)
  • الحجاج في أدب الوفادات عند العرب في العصر الأموي لأحمد الحنوش(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الإيمان سبب الولاية.. و(فضل بعض القبائل على بعض)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أيها العرب اسمعوا! ليس للعرب حضارة!(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
3- الموضوع كاملا موجود على النت
محمد المصطفى الشيباني - موريتانيا 28-04-2015 05:54 PM

ما عرض هنا هو مختصر، إذ إن الموضوع (القبائل العربية في خراسان وبلاد ما وراء النهر) هو رسسالة الدكتوراه للباحث عبد الرحمن فريح،قدمت لجامعة أم القرى عام 1413هـ، وهي غير مطبوعة فيما أعلم، ولكنها موجودة بتمامها على النت، لمن أراد الاستفادة منها في (445) صفحة.
جزى الله المؤلف خير الجزاء.
وللدكتور محمد علي البار كتاب هام في بلاد ما وراء النهر اسمه (المسلمون في الاتحاد السوفيتي عبر التاريخ) في مجلدين طبع دار الشروق

2- شكر واستفسار
فاطمة علي - الإمارات 17-02-2015 01:31 PM

قرأت في كتاب بريطانيا والخليج المترجم عن منطقه قريبة من أفغانستان تسمي الحيرة فهل تعتقد أنها هراة وهذا خطأ في الترجمة أم هناك منطقة بهذا الاسم مع شكري لجهدكم

1- موضوع خراسان في العهد الأموي
منعم اللافي الحريزي - ليبيا.المرج 10-11-2014 05:41 PM

أتمنى أن يعطى هذا الموضوع اﻻهتمام الكبير لأن المعلومات عن بلاد ما وراء النهر تكاد تكون شحيحة وخاصة عن الفتح الإسلامي لبخارى وسمرقند...وكل بلاد ما وراء النهر. الموضوع ممتاز ويحتاج إلى المزيد من الجهد حتى نستطيع أن نتعرف على الفتوحات الإسلامية في العهدين الأموي والعباسي.شكرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب