• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / روافد / موضوعات تاريخية
علامة باركود

مؤرخو البلاط في الدولة البويهية

د. علي بن صالح المحيميد

المصدر: المصدر: الدرعية: العدد 15، رجب 1422هـ/ أكتوبر 2001م، السنة الرابعة

تاريخ الإضافة: 29/3/2011 ميلادي - 23/4/1432 هجري

الزيارات: 51810

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مؤرِّخو البلاط في الدولة البويهية

الدكتور علي بن صالح المحيميد[1]


مقدمة

الحمد لله رب العالمين، مالك الملك، يُؤتِي الملك مَن يشاء، وينزع الملك ممَّن يشاء، وأصلِّي وأسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

وبعد:

فقد استقلَّت في مطلع القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) بعض الأُسَر الحاكمة في المشرق الإسلامي عن الخلافة العباسية، وأقامت لها دولاً في مناطق نفوذها، وكان لاستقلال هذه الدول أثر كبير في تطوُّر الحركة الفكرية في بلاد المشرق، حيث ظهرت هناك مراكز ثقافية جديدة أصبحت تُنافِس حاضرة الخلافة العباسية بغداد.

 

وكانت الدولة البويهية في طَلِيعة الدول المستقلَّة التي عملت على تشجيع الحركة الثقافية داخل البلاد الخاضعة لها، وحرصت هذه الدولة على جَعْلِ المدن الخاضعة لها مراكز للحضارة الإسلامية في المشرق؛ وذلك باستقطاب العلماء من مختلف البلاد الإسلامية، وإغداق الأموال عليهم، وتقليدهم بعض المناصب، وتمكينهم من العمل داخل بلاط الدولة، وبرز من بين هؤلاء نخبةٌ من المؤرِّخين الذين استفادوا من وجودهم قرب مركز صنع القرار السياسي في الدولة، والاطِّلاع على وثائقها الرسمية لتدوين الأحداث عند وقوعها، ممَّا أكسب رواياتهم ميزة المعاصرة للأحداث والمشاهدة عن كثَب، وخاصة أن بعضهم كان ذا حظوة عند بعض أمراء الدولة البويهية، كما أن بعضهم الآخر كان مقرَّبًا من وزرائها، ولهذا كله أصبحت مصنفاتهم التاريخية ذات أهمية خاصة، ليس عند دراسة تاريخ الدولة البويهية فحسب، بل عند دراسة تاريخ المشرق الإسلامي بصفة عامَّة، حيث لا يمكن لأي باحث في هذه المنطقة الاستغناء عن هذه المصنفات.

 

وعندما نستعرض أسماء مؤرخي البلاط في الدولة البويهية نلحظ أن ثلاثة من هؤلاء المؤرِّخين ينتمون إلى أسرة واحدة هي أسرة الصابئ وهم: (ثابت بن سنان، وإبراهيم بن هلال، وهلال بن المحسن)، فكان بعضهم بارعًا في مهنة الطب، وقادتْهُم هذه المهنة إلى البلاط البويهي، حيث عملوا في خدمة فئة من أمراء الدولة البويهية ووزرائها، فكان هذا أحد العوامل الذي مكَّن أفراد أسرة الصابئ من البقاء مُدَّة طويلة في البلاط البويهي، فعاصروا أحداث هذه الدولة عن قرب، وكانوا شهود عيان لها.

 

ونذكر كذلك من بين مؤرخي البلاط البويهي المؤرِّخ (مسكويه) الذي صنَّف مؤلفات شتَّى، وأبدع في كثيرٍ من العلوم، والتحق هذا المؤرِّخ في بادئ الأمر بالوزير البويهي أبي الفضل ابن العميد، فلمَّا ذاعت شهرته انتقل إلى خدمة بعض أمراء البويهيين، ولذلك أصبح معاصرًا لأحداث هذه الدولة، فكانت رواياته التاريخية عنها في غاية الأهمية لِمَن جاء بعده من المؤرِّخين.

 

منهج البحث:

سوف أبدأ هذه الدراسة - بإذن الله - بتقديم لمحة مختصرة عن الدولة البويهية، وأشير إلى أهم مظاهر اهتمام أمرائها بالحياة العلمية، ثم أتحدث عن مؤرخي البلاط، وذلك بإيراد نبذة عن كلِّ مؤرخ منهم مع مراعاة التسلسل التاريخي أثناء الحديث عنهم، حيث يتضمَّن ذلك الإشارة إلى حياة المؤرِّخ ونشأته، والأعمال التي تقلَّدها قبل التحاقه بالدولة، والعوامل التي ساعدته على الوصول إلى ذلك، ثم أشير إلى المناصب التي تسنَّمها كل مؤرخ منهم في الدولة، سواء كانت إدارية أو علمية.

 

ويلي ذلك الحديث عن الآثار العلمية لكل مؤرخ، وبيان ما كان منها مخطوطًا أو مطبوعًا أو مفقودًا، وسوف يكون تركيزي على المصنفات التاريخية الموجودة للتعرُّف على ما احتوتْه من معلومات، ومحاولة استقرائها، وبيان أثر عمل المؤرِّخ في البلاط الرسمي للدولة على منهجه في رواية الأحداث، وتدوينها.

 

وقبل الحديث عن مؤرِّخي البلاط في الدولة البويهية يجدر بنا إعطاء لمحة سريعة عن هذه الدولة تتضمَّن ظروف قيامها، وأبرز أمرائها، ثم نشير إلى مظاهر اهتمام هؤلاء الأمراء بالناحية العلمية.

 

الدولة البويهية:

ينتسب البويهيون إلى أبي شجاع بويه بن فناخسرو الذي ينحدر أصله من أحد ملوك الفرس وهو شابور ذي الأكتاف[2]، وكانت بداية ظهوره في الحرب التي جرَتْ سنة 304هـ/ 916م قرب مدينة جرجان[3] بين عساكر الدولة الزيدية[4] وجيش خراسان[5]، حيث كان أحد قوَّاد الدولة الزيدية في هذه الحرب[6].

 

وكان أبو شجاع بويه رجلاً متوسِّط الحال، ماتتْ زوجته وهو في بلاد الديلم[7]، وخلَّفت له ثلاثة أولاد هم: "علي والحسن وأحمد"، وظهر أكبرهم علي وأخوه الحسن سنة 321هـ/ 933م؛ حيث كانا من جملة رجال القائد الديلمي ماكان بن كالي[8]، فلمَّا تبيَّن لهما ضعف هذا القائد فارَقَاه، والتحقا بخدمة قائد آخر يدعى مرداويج بن زيار[9]، فخلع عليهما، وقلَّد علي بن بويه ولاية الكرج[10]، ثم أعطاه الري[11]، واستولى على أصفهان[12]، وبسط سنة 322هـ/ 934م سيطرته على شيراز[13].

 

ولما تمكَّن علي بن بويه وأخوه الحسن من بلاد فارس[14] وإقليم الجبال[15]، وبقي أخوهم الأصغر أحمد بغير ولاية يستبدُّ بحكمها سيَّراه إلى كرمان[16]، فهزم صاحبها ابن إلياس[17]، واستولى عليها سنة 324هـ/ 639م[18].

 

ولم تتوقَّف حملة أحمد بن بويه عند هذا الحد، حيث توجَّه إلى الأهواز[19] سنة 326هـ/ 938م، وكانت من البلاد الخاضعة للخلافة العباسية مباشرة فبسط نفوذه عليها[20].

 

ولمَّا أحكم أحمد بن بويه سيطرته على الأهواز رنا ببصره غربًا ناحية العراق ولكنَّه لم يتعجَّل المسير إليها، وظلَّ يراقب الأحداث الجارية هناك؛ حيث كانت الأحوال السياسية والاقتصادية فيها تدهورت بشكلٍ ملموس في ذلك الوقت بسبب تنافس الأتراك والديلم على منصب إمرة الأمراء من جهة، وعجزهم عن دفع أرزاق الجند وحفظ الأمن في البلاد من جهة أخرى[21].

 

وفي جمادى الأولى سنة 433هـ/ 945م دخل أحمد بن بويه مدينة بغداد، وذلك بناءً على رغبة الخليفة المستكفي بالله (333 - 334هـ/ 944 - 945م)[22]، فاستقبله، وخلع عليه، ومنحه لقب معز الدولة، ولقَّب أخاه عليًّا عماد الدولة، ولقَّب أخاهما الحسن ركن الدولة، وأمر أن تُضرَب ألقابهم وكُناهم على الدنانير والدراهم[23].

 

ولم يمضِ وقت طويل على دخول البويهيين عاصمة الخلافة العباسية حتى عملوا على خلع الخليفة المستكفي بالله، ثم ولوا من بعده خلفاء لم يكن لهم من الأمر شيء سوى ذكر اسمهم في الخطبة، وضربه على السكة، ومن ثَمَّ أقام البويهيون في بغداد إمارة وراثية، إلا أنهم لم يلبثوا أن تنازعوا على الحكم وظلَّت دولتهم قائمة حوالي مائة وثلاث عشرة سنة (334- 447هـ/ 945- 1055م)[24].

 

ولم يعمل البويهيون خلال فترة حكمهم على إقامة دولة مركزية يدير سياستها حاكم واحد، بل إنهم اقتسموا فيما بينهم البلاد التي وقعت تحت سيطرتهم، كما أنهم لم يتَّخذوا عاصمة موحَّدة لدولتهم؛ لأن كلَّ أمير منهم فضَّل أن يكون له عاصمة مستقلَّة داخل منطقة نفوذه[25].

 

ونتيجةً لذلك أصبح للبويهيين في وقت واحد تقريبًا ثلاث حكومات قامتْ في مناطق مختلفة في (بلاد فارس وإقليم الجبال والعراق)، وتعاقَب على حكمها عددٌ من أفراد هذه الأسرة، وكانت على النحو التالي:

أولاً: الحكم البويهي في إقليم فارس: الذي أقامه الأمير عماد الدولة (علي بن بويه)، وذلك في حدود سنة 320هـ/ 932م، واتَّخذ مدينة شيراز عاصمة له، ولما توفي هذا الأمير سنة 338هـ/ 949م لم يكن له ولد ذكَر، فضم أخوه ركن الدولة الحسن بلاد أخيه إليه واتخذ من الري بدلاً من شيراز مقرًّا له، وأسند إمارة فارس في شيراز إلى ابنه عضد الدولة (338- 372هـ/ 949- 982م)[26]، ثم تعاقَب عددٌ من أبناء عضد الدولة وأحفاده على الحكم من بعده وهم:

1- شرف الدولة بن عضد الدولة (372- 379هـ/ 982 - 989م).

2- صمصام الدولة بن عضد الدولة (379- 388هـ/ 989- 998م).

3- بهاء الدولة بن عضد الدولة (388- 403هـ/ 998- 1012م).

4- سلطان الدولة بن بهاء الدولة (403- 415هـ/ 1012- 1024م).

5- أبو كاليجار المرزبان بن سلطان الدولة (415- 440هـ/ 1024- 1048م).

6- أبو نصر خسرو "فيروز" بن أبي كاليجار المرزبان (440- 447هـ/ 1048- 1055م)[27].

 

ثانيًا: الحكم البويهي في إقليم الجبال: الذي أقامَه ركن الدولة الحسن بن بويه (320- 366هـ/ 932- 976م)، واتخذ مدينة الري قاعدة لحكمه في هذه البلاد، ولكنه قبل وفاته قام بتقسيم أملاكه بين ولديه مؤيد الدولة (366- 373هـ/ 976- 983م)[28]، وفخر الدولة (366- 387هـ/ 976- 997م)[29]، وذلك مقابل أن يطيعَا أمر أخيهما عضد الدولة الذي سبق أن أشرنا إلى أن والده ركن الدولة جعله نائبًا عنه في بلاد فارس[30].

 

وبعد وفاة ركن الدولة بثلاث سنين نشب الصراع بين ولديه عضد الدولة وأخيه فخر الدولة، ودام الوضع على هذه الحال حتى توفي عضد الدولة سنة 372هـ/ 982م، ثم لَحِق به أخوه مؤيد الدولة في العام التالي، وعندئذ صفت الأمور في بلاد الجبال لفخر الدولة وبقي في الحكم حتى وفاته سنة 387هـ/ 997م، ثم خلفه ولداه (مجد الدولة (387- 420هـ/ 997 - 1029م)[31]، و(شمس الدولة (387- 412هـ/ 997- 1021م)[32].

 

ويُعَدُّ الأمير سماء الدولة بن شمس الدولة (412 تقريبًا- 414هـ/ 1021- 1023م) الذي انحصر حكمه في مدينة همذان هو آخر حكام البويهيين في بلاد الجبال[33].

 

ثالثًا: الحكم البويهي في العراق والأهواز وكرمان: الذي أقامه - كما سبقت الإشارة إلى ذلك - الأمير معزُّ الدولة أحمد بن بويه (334- 356هـ/ 945- 967م) وظلَّ هذا الأمير حتى وفاته، ثم خلفه ابنه عز الدولة بختيار (356- 367هـ/ 967- 977م)[34]، وبعد مقتل هذا الأمير خرجت بلاد العراق والأهواز وكرمان عن أسرة معزِّ الدولة أحمد بن بويه، وانتقلت إلى ابن أخيه عضد الدولة بن ركن الدولة حاكم إقليم فارس[35]، ثم تعاقَب عليها أبناؤه وأحفاده من بعده، وصارت العراق وفارس تحت إدارة حكومة واحدة حتى تمكَّن السلاجقة سنة 447هـ/ 1055م من دخول بغداد، والقضاء على الحكم البويهي في العراق وبلاد المشرق الإسلامي[36].

 

مظاهر اهتمام الدولة البويهية بالناحية العلمية:

كان للدول الإسلامية التي استقلَّت عن الخلافة العباسية أثر كبير في خلق نهضة ثقافية ببلاد المشرق، حيث أصبحت حواضر تلك الدول مراكز ثقافية نافَسَت حاضرة الخلافة العباسية في اجتذاب العلماء والأدباء، وأخذت تتفاخَر بهم وتغدق عليهم الأموال، وكانت الدولة البويهية من بين هذه الدول حيث قرَّب الأمراء البويهيون العلماء والأدباء إليهم، وأنفقوا على العلوم والآداب العربية بسخاء كبير، وعلى الرغم من أصلهم الفارسي فإنهم شجَّعوا اللغة العربية والأدب العربي أكثر ممَّا شجعوا الأدب الفارسي واللغة الفارسية، وكان أغلب وزرائهم من الفرس، ولذلك أصبحت مراكز الحكم البويهي وهي (الري وشيراز وبغداد) مقصدًا للعلماء ورجال الفكر يفدون إليها من كل ناحية[37].

 

فقد تقدمت الحركة الأدبية في الري أثناء حكم الأمير ركن الدولة البويهي؛ حيث جعل هذا الأمير أبا الفضل بن العميد[38] وزيرًا له، واتَّخذ أبو الفضل من الري مركزًا له، وفتح بابه للعلماء والأدباء والشعراء، وأنشأ مكتبة عظيمة كانت أعز شيء لديه، وكان الصاحب إسماعيل بن عباد[39] كاتبًا عند ابن العميد وسمي (الصاحب) من أجل ذلك، ويُعَدُّ الصاحب إسماعيل بن عباد من أشهر رجال الأدب في عصره؛ حيث ذكر ابن خلكان[40] أنه اجتمع عنده من الشعراء ما لم يجتمع عند غيره، وصنَّف كثيرًا من الكتب، كما احتوتْ مكتبته على كثيرٍ من المصنفات.

 

وهكذا قادَ الصاحب بن عباد حركة فكرية رائعة، وكان من شدَّة حبِّه للعلم والأدب أنه كان يرسل إلى بغداد كل عام خمسة آلاف دينار تفرق في الأدباء والفقهاء[41].

 

وكان الأمير عضد الدولة البويهي محبًّا للعلوم، حريصًا على تقريب العلماء من حضرته؛ حيث كان يجلس معهم ويعارضهم في المسائل، فقصَدَه العلماء من كلِّ بلد، وصنَّفوا له كتبًا كثيرة من أهمها كتاب "الحجة في القراءات السبع"، و"كتاب الإيضاح في النحو"، ومنها "الكناس العضدي في الطب"، وغيرها من المقالات الرياضية والرسائل الهندسية[42].

 

وكان (البيمارستان) المستشفى العضدي الذي أنشأه عضد الدولة في بغداد ملتقى طلاب العلم، حيث كانوا يتلقون فيه دروسهم ومحاضراتهم النظرية في علوم الشريعة، فضلاً عن تطبيق ما يدرسه طلاب الطب[43].

 

والواقع أن اهتمام الأمراء البويهيين بالناحية العلمية لم ينحصر في المدن التي كانوا يقيمون فيها، بل امتدَّ ذلك إلى باقي المدن الخاضعة لنفوذهم؛ حيث أنشأ أحد رجال عضد الدولة دارًا للكتب في مدينة رامَهُرْمُز[44]، وبنى دارًا أخرى في البصرة[45]، كذلك أسَّس أبو نصر سابور[46] وزير الأمير بهاء الدولة البويهي سنة 383 هـ/ 994م دارًا عامَّة للعلم في الكرخ غرب بغداد، ونقل إليها كتبًا كثيرة اشتراها وجمعها، وكان بها مائة نسخة من القرآن منسوخة بأيدي أحسن النُسَّاخ، هذا بالإضافة إلى عشرة آلاف وأربعمائة مجلد أخرى من أصناف العلوم معظمها بخطوط أصحابها أو من الكتب التي كان يملكها رجال مشهورون، وقد استمرَّت هذه الدار بعد وفاة مؤسسها حتى احترقت سنة 451هـ/ 1059م[47].

 

وممَّا سبق تبيَّن لنا أن الدولة البويهية لم يقتصر دورها على الجانب السياسي فحسب، بل إنها أَوْلَتِ الناحية العلمية اهتمامًا خاصًّا، وبالتالي أسهمت مع بقيَّة الدول الإسلامية المستقلَّة في إنشاء العديد من المراكز الثقافية في شرق الدولة الإسلامية، فأنجبت هذه المراكز عددًا كبيرًا من المحدثين والفقهاء والمفسرين والنحاة والمؤرِّخين والأطباء وغيرهم الذين صنَّفوا مؤلفات عِدَّة شملت مختلف العلوم.

 

مؤرخو البلاط البويهي:

أنجب البلاط البويهي عددًا من المؤرِّخين، ولكن الشيء الذي لفت الانتباه أن ثلَّةً من هؤلاء المؤرِّخين كانوا ينتمون إلى أسرة واحدة هي أسرة الصابئ[48]، وسوف نبدأ بالحديث عن المؤرِّخين من أفراد هذه الأسرة:

1- ثابت بن سنان الصابئ:

أ- نسبه ونشأته:

أبو الحسن ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة بن مروان - ويقال: هارون أو زهرون - بن ثابت بن كرايا بن إبراهيم بن كرايا بن مارينوس بن سلامويوس - ويقال: مالاجريوس - الحرَّاني[49].

 

وُلِد أبو الحسن ثابت بن سنان في بلدة الرقة[50]، في الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة سنة 238هـ/ 896م، ونشأ في بيت علم، وكان والده أبو سعيد سنان بن ثابت حاذقًا في الطب وفي علوم كثيرة، وقد أسلم والده سنان على يد الخليفة العباسي القاهر بالله[51]، في حين لم يعتنق أبو الحسن ولا أحدٌ من أهل بيته الإسلام[52].

 

ووفقًا لرواية الذهبي فإن أبا الحسن ثابت بن سنان ووالده وجده ثابت بن قرة لم يعتنقوا الإسلام، وماتوا على ضلالهم[53].

 

وكان والده أبو سعيد سنان قد أحضره الأمير بجكم التركي[54] مع أطباء آخرين إلى العراق عند وفاة الخليفة العباسي الراضي بالله[55]، ومنذ ذلك الوقت أصبح أبو سعيد من أطباء الأمير بجكم وندمائه، وظلَّ أبو سعيد سنان في بغداد حتى وفاته في غرَّة ذي القعدة سنة 331هـ/ 942م[56].

 

ولمَّا توفي أبو سعيد برزتْ شخصية ابنه ثابت الذي أصبح من أعيان بغداد أيام الخليفة العباسي المتقي لله[57]، واصطحبه هذا الخليفة معه إلى جانب حرمه وأهله ووزيره وأعيان بغداد الآخرين لاستقبال المدد العسكري الذي أرسله الأمير ناصر الدولة الحمداني[58] إلى الخليفة المتقي لله لقتال أحد قوَّاد الديلم عندما ثار سنة 332هـ/ 943م للاستيلاء على منصب إمرة الأمراء في بغداد[59].

 

ب- أعماله:

ذكر أبو الحسن ثابت بن سنان في "تاريخه" أنه بدأ حياته العملية سنة 313هـ/ 925م عندما قلَّده الوزير الخاقاني[60] إدارة البيمارستان الذي اتَّخذه ابن الفرات[61] بدرب المفضل في بغداد[62]، وكان هو ووالده في خدمة الخليفة الراضي بالله، وبعد وفاته انتقل إلى خدمة الخليفة المتقي لله، وخدم أيضًا كلاًّ من الخليفتين المستكفي بالله والمطيع لله[63].

 

وكانت بداية التحاقه في بلاط الأسرة البويهية بعد استيلائهم على بغداد سنة 334هـ/ 945م، حيث عَمِل طبيبًا للأمير معز الدولة أحمد بن بويه، وعاش في بلاطه، وكان حاذقًا في الطب، عالمًا بأصوله، فكاكًا للمشكلات من الكتب، وقرأ على الأمير معز الدولة مؤلفات بعض الأطباء القدامى، وسلك منهج جده ثابت بن قرة في ميله الشديد إلى علوم الطب والفلسفة والهندسة[64].

 

ب- آثاره العلمية:

صنَّف أبو الحسن ثابت بن سنان عِدَّة مؤلفات وذلك في مختلف أنواع العلوم، ومن أهم مصنَّفاته التي استطعنا التعرُّف على عناوينها:

1- "إصلاح مقالات من كناش يوحنا بن سرابيون"[65].

2 - "جوابات مسائل سُئِل عنها في الطب"[66].

 

ويبدو أن هذين المصنفين من المؤلفات المفقودة لهذا المؤرِّخ؛ لأننا لم نجد لهما ذكرًا أو تعريفًا في المصادر التي تحدَّثت عن ثابت بن سنان وتيسر لنا الاطلاع عليها.

 

مصنفاته التاريخية:

صنَّف أبو الحسن ثابت بن سنان أثناء عمله في البلاط البويهي كتابين في التاريخ وهما:

1- "كتاب مفرد في أخبار الشام ومصر"، وهو عبارة عن مجلد واحد وهو من الكتب المفقودة لهذا المؤلف؛ حيث لم نجد معلومات عنه في المصادر التي بين أيدينا[67].

2- كتاب "التاريخ"، وهو كذلك من المؤلفات المفقودة، ويتضمَّن حوادث السنين من (295 - 363هـ)، وقام بتأليفه أثناء عمله في البلاط البويهي، ونال هذا الكتاب شهرة فائقة في أوْسَاط الكُتَّاب والمؤرِّخين، وأكثروا من الثناء عليه حيث قال عنه كلٌّ من القفطي وابن العبري: "ما كُتِب كتاب في التاريخ أكثر ممَّا كتبه وهو من سنة نيِّف وتسعين ومائتين إلى حين وفاته في شهور سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، وعليه ذيَّل ابن أخته هلال ولولاهما لَجُهِل شيء كثير من التاريخ في المدَّتين"[68].

 

أمَّا ابن كثير فقد قال عنه: "لثابت بن سنان كتاب تاريخ أجاد فيه وأحسن، وكان بليغًا، ماهرًا، حاذقًا"[69].

 

وكان ابن الجوزي في كتابه "المنتظم" قد اعتمد على روايات أبي الحسن ثابت بن سنان في عدد من القضايا والحوادث التي عاصَرَها أبو الحسن، ممَّا يدلُّ على ثقة ابن الجوزي فيه[70].

 

كذلك اعتمد ابن طباطبا المعروف بـ"ابن الطقطقا" في كتابه "الفخري" على روايات ثابت بن سنان، وخاصة ما يتعلق بأخبار الوزارة العباسية في عهد الراضي بالله؛ حيث كان المؤرِّخ ثابت بن سنان معاصرًا لها[71].

 

وكان كتاب "التاريخ"؛ لثابت بن سنان أحد مصادر ابن الأثير في كتابه "الكامل" حيث أشار عند حوادث سنة 363هـ إلى نهاية تاريخ ثابت بن سنان، ونقَل عنه روايات كثيرة في عدد من المواضع[72].

 

وفاته:

اختَلَف المؤرِّخون وأصحاب التراجم في تاريخ وفاة المؤرِّخ أبي الحسن ثابت بن سنان فبعضهم أشار إلى أنه توفي سنة 363هـ/ 973م[73]، في حين ذكَر آخرون أن وفاته كانت سنة 365هـ/ 975م[74]، ونحن نميل إلى الرأي الأخير؛ لأن الذين قالوا بوفاته سنة 363هـ التبس عليهم الأمر، وظنُّوا أنه توفي في السنة نفسها التي توقَّف "تاريخه" عندها.

 

وثمَّة سبب آخر يدعونا إلى ترجيح هذا الرأي وهو أن ابن أخته المؤرِّخ هلال بن المحسن الصابئ الذي أكمل تاريخ ثابت بن سنان أشار في "تاريخه" إلى أن وفاة خاله كانت سنة 365هـ، وما من شكٍّ أن المؤرِّخ هلالاً سيكون أحرص من غيره على ضبط تاريخ وفاة خاله ثابت بن سنان[75].

 

2- إبراهيم بن هلال الصابئ:

أ- نسبه ونشأته:

هو أبو إسحاق إبراهيم بن هلال بن إبراهيم بن زَهْرُون بن حَيُّون الحَرَّانيُّ الصابئ[76].

 

وُلِد في بغداد سنة 313هـ/ 925م، وقيل: سنة نيف وعشرين وثلاثمائة، ونشأ وتأدَّب بها حيث كان والده هلال بن إبراهيم[77] طبيبًا ماهرًا في خدمة الأمير توزون الديلمي[78].

 

وكان المؤرِّخ إبراهيم بن هلال وثنيًّا شأنه في ذلك شأن أكثر أفراد أسرته، وظلَّ على وثنيَّته رغم أنه عاش ريعان شبابه داخل البلاط العباسي في بغداد، وأثناء عمله في البلاط البويهي بذل الوزير المهلبي[79] ما في وسعه ليحمله على اعتناق الإسلام، وعرض عليه الأمير البويهي عز الدولة بختيار الوزارة إن هو قَبِل الدخول في الإسلام، ولكنه أبى، وظلَّ على وثنيته حتى وفاته[80].

 

ومهما يكن من أمرٍ فإن إبراهيم بن هلال كان رجلاً حسن الخلق، وقد حافَظ على مشاعر َمن حوله من المسلمين؛ حيث كان يصوم شهر رمضان المبارك، ويحفظ القرآن الكريم، وكان يستشهد بكثير من الآيات في رسائله الرسمية التي كتبها[81].

 

أ- أعماله في البلاط البويهي:

تقلَّد أبو إسحاق إبراهيم الصابئ عددًا من المناصب؛ حيث بدأ حياته العملية في بغداد كاتبًا في ديوان الإنشاء[82] للخليفة العباسي الطائع لله[83]، ثم انتَقَل إلى ديوان الأمير معز الدولة البويهي، وأثناء عمله لديه احتاج هذا الأمير إلى مراسلة والي كرمان محمد بن إلياس يطلب منه قبول تزويج ابنته من ابنه الأمير عز الدولة بختيار، فأرسل معز الدولة أحد رجاله إلى وزيره أبي محمد الحسن المهلبي لتحرير الكتاب المطلوب دون تأخير، ولكن الوزير هو وكُتَّابه لم يكونوا في تلك اللحظة مهيَّئين لكتابة ما طلبه الأمير منهم، وانتهز إبراهيم الصابئ هذه الفرصة ليُثبِت جدارته، ويكشف إمكاناته للأمير البويهي، فأعدَّ له رسالة نالت استحسانه، ومنذ ذلك الوقت علاَ شأنه في نظر معز الدولة فأصدر سنة 349هـ/ 960م، قرارًا بتعيينه كبيرًا للكتاب في ديوان الإنشاء[84]، ثم صار ينوب عن الوزير المهلبي في ديوان الإنشاء وأمور الوزارة ببغداد، ولما توفي معز الدولة البويهي سنة 356هـ/ 976م، وخلفه ابنه عز الدولة بختيار، انتقل أبو إسحاق الصابئ إلى بلاط هذا الأمير، واحتفظ بمنصبه في ديوان الوزارة البويهية في بغداد[85].

 

ولما قَدِمَ الأمير عضد الدولة البويهي إلى بغداد في المرَّة الأولى سنة 364هـ/ 974م أكرم أبا إسحاق، وقدَّمه وذاكره، ثم دعاه للخروج معه إلى بلاد فارس، فعزم أبو إسحاق على ذلك، وأبدى لعضد الدولة موافقته، إلا أنه ما لبث أن فكَّر في عاقبة خروجه من بغداد، وتركه أهله وأسرته فتأخَّر عن الخروج معه، ولما تقرَّر الصلح بين عضد الدولة وبين ابن عمه عز الدولة بختيار صاحب العراق، تقدَّم عز الدولة إلى أبي إسحاق الصابئ وطلب إليه إنشاء نسخة يمين بينه وبين ابن عمه عضد الدولة لتحديد موقف كلٍّ منهما، وكان عضد الدولة في بادئ الأمر يشعر بالود تجاه أبي إسحاق الصابئ، على أن الاتِّفاق الذي أعدَّه أبو إسحاق تضمَّن بنودًا أغضبت عضد الدولة، لا سيَّما أن عز الدولة قد مُنِح بمقتضى هذا الاتفاق امتيازات أبيه معز الدولة، فلم يجد عضد الدولة له مجالاً في نكثها وألزمتْه الضرورة الحلف بها[86]، وكان أبو إسحاق في رسائله قد لَقَّبَ عز الدولة بختيار بلقب (شاهنشاه)؛ يعني: ملك الملوك، في حين أن عضد الدولة كان أوَّل مَن خُوطِب بلقب ملك في الإسلام، ولا شكَّ أن هذا قد أثار غضب عضد الدولة على أبي إسحاق الذي حاوَل أن يعطي لابن عمه عز الدولة لقبًا أرفع منه، وكان عضد الدولة قد أنكر على أبي إسحاق رسالة أنشأها عن الخليفة العباسي في شأن عز الدولة بختيار ونصها: "وقد جَدَّد له أمير المؤمنين مع هذه المساعي السوابق والمعالي السوامق، التي يلزم كل دانٍ وقاصٍ، وعام وخاص أن يعرف له حق ما كُرِّم به منها، ويتزحزح له عن رتبة المماثلة فيها"[87].

 

فاستاء عضد الدولة من هذه العبارة، ونَقَمَ عليه بسببها، وأسرَّها في نفسه إلى أن توفي عز الدولة بختيار سنة 367هـ/ 977م، وحكَم عضد الدولة العراق بعد وفاته فعندئذٍ قبض على أبي إسحاق، وعزم على إلقائه تحت أيدي الفيلة، غير أن كثيرًا من أعلام البلاط البويهي تدخَّلوا لدى عضد الدولة والتمسوا عنده العذر لأبي إسحاق الصابئ، فقالوا له: "مثل مولانا لا ينقم على مثله ما كان منه، فإنه كان في خدمة قوم لا يمكنه إلا المبالغة في نصحهم، ولو أمَّره مولانا بمثل ذلك إذا استخدمه ما أمكنه المخالفة"، فقَبِل عضد الدولة وساطة رجال بلاطه واكتفى بإلقاء أبي إسحاق في السجن حيث لَبِث فيه بضع سنين[88].

 

وفي سنة 371هـ/ 981م أفرج عضد الدولة عن أبي إسحاق الصابئ وولديه؛ وهما المحسن وسنان، وأمر بأن يُحْمَلَ إليه ما يلزمه من الثياب والنفَقَة، وتقدم إليه عضد الدولة بأن يُصنِّفَ له كتابًا يتحدث عن مآثر بني بويه وتاريخهم، وعندئذ جاءَتْه الفرصة لاستعادة رضا هذا الأمير البويهي، فشرع في تأليف كتاب "التاجي في أخبار الدولة الديلمية" وسماه بهذا الاسم نسبة للقب عضد الدولة الجديد وهو "تاج الملة"، وقد اهتمَّ عضد الدولة بهذا الكتاب، لدرجة أنه كان يقرأ مباشرة كلَّ ورقة تصدر منه ويُبْدِي عليها ملحوظاته ثم يُعِيدها إلى أبي إسحاق، ويبدو أن هذا المؤرِّخ ضاقَ ذرعًا بتدخل عضد الدولة المستمر في عمله أثناء تأليف هذا الكتاب ولم يستطع إخفاء ذلك، حيث عبَّر عن امتعاضه من هذه الطريقة لأحد أصدقائه عندما دخل عليه فرآه في شغل شاغل من التعليق والتبييض والتسويد، فسأله عن سيره في تأليف ذلك الكتاب، فقال: "أباطيل أنمقها وأكاذيب ألفِّقها"، فنما ذلك إلى عضد الدولة، وازداد حقده عليه، وأبعده عن البلاط البويهي، واضطرَّ أبو إسحاق إلى أن يقضي بقية أيامه في عزلة بعيدًا عن أبهة السلطة وبلاط الدولة البويهية[89].

 

ب- آثاره العلمية:

شبَّ أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابئ على دراسة العلوم نفسها التي شبَّ عليها غيره من أفراد أسرته، حيث كانوا جميعًا مهَرَة في الطب والفلك والرياضيات، وتميَّز أبو إسحاق عنهم في إنشاء الرسائل حتى صار يُطلَق عليه "صاحب الرسائل المشهورة والنظم البديع"، فإلى جانب براعته في علم الرياضة وخاصة الهندسة، كان بليغًا في صناعتي النظم والنثر ويُعَدُّ من أفضل كُتَّاب عصره، وقد وصَفَه البعض بأنه إمام الكتَّاب في عصره[90].

 

وقال عنه الوزير البويهي الصاحب بن عبَّاد: كُتَّاب الدنيا وبلغاء العصر أربعة... وذكر منهم أبا إسحاق الصابئ، وقال عنه الثعالبي: "كان الصاحب بن عبَّاد يكتب كما يريد، أمَّا الصابئ فكان يكتب كما يُؤمَر، وبين الحالين بون بعيد، ولقد وقف فلك البلاغة بعدهما"[91].

 

وكان الأمير شرف الدولة البويهي لما عزم على رصد الكواكب ببغداد واعتمد في ذلك على وَيْجَن بن رستم[92]، كان في جملة مَن يحضرونه من العلماء بهذا الشأن أبو إسحاق ابراهيم بن هلال، وكتب خطَّه في المحضر الذي كُتِب بصورة الرصد وإدراكه موضع الشمس من نزولها في الأبراج، ويذكر القفطي بأنه رأى لأبي إسحاق مصنِّفًا بخط يده في المثلثات[93].

 

وفضلاً عن ذلك فقد كان لأبي إسحاق العديد من المصنفات بعضها موجودة، وبعضها الآخر لا تزال مفقودة، ومن هذه المصنفات:

1- "الاعتذارات"، وهو مؤلف لا يزال مخطوطًا، تحدث فيه أبو إسحاق عن النوادر والفكاهة العربية[94].

 

2- "كتاب ديوان الرسائل" أو كتاب رسائله (أي: الخطابات الرسمية) التي كان يكتبها أثناء عمله في البلاط البويهي، وقد جُمِعت هذه الرسائل في نحو ألف ورقة، وصل بها المؤلف إلى أيامه الأخيرة، ولكن معظمها لا تزال مخطوطة[95]، وقد وردت نماذج كثيرة منها في كتاب الثعالبي "يتيمة الدهر"، وكتاب ياقوت الحموي "معجم الأدباء"، وكتاب القَلْقَشَنْدِيِّ "صبح الأعشى في صناعة الإنشا"، والواقع أن هذه الرسائل على قدر كبير من الناحية التاريخية[96].

 

وقد نُشِر بعضها في كتاب عنوانه "المختار من رسائل أبي إسحاق الصابئ"؛ تنقيح وتعليق الأستاذ: شكيب أرسلان، وهو جزء واحد يقع في مائتين وثمانٍ وثمانين صفحة[97].

 

3- كتاب "مراسلات الشريف الرضي"[98]، ويُعْزَى إلى الشريف الرضي: كتاب "مختار شعر أبي إسحاق الصابئ"[99]، وهذه المخطوطة قام بتحقيقها الأستاذ محمد يوسف نجم بعنوان "رسائل الصابئ والشريف الرضي"[100].

 

4- كتاب "اختيار شعر الوزير المهلبي"[101].

 

5- كتاب "ديوان شعره"، وتوجد من أشعاره شواهد وفيرة في عدد من المصادر التاريخية والأدبية التي أشرنا إلى بعضها آنفًا، وفي كثيرٍ من دواوين الشعر، وقد تضمَّنت أشعاره مدح أشخاص بارزين من أعلام الدولة البويهية وغيرهم، كما تضمَّن بعضها رثاء نظمه في ابنه سنان[102]، وكانت نسخة من هذا الديوان لا تزال معروفة في حلب في القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي[103].

 

مصنفاته التاريخية:

1- كتاب "التاجي في أخبار الدولة الديلمية" وقد سبقت الإشارة إلى الظروف التي دفعت بأبي إسحاق الصابئ لتأليف هذا الكتاب، وهو من الكتب المفقودة لهذا المؤرِّخ، وإن كان بعض المؤرِّخين المتأخِّرين يستشهدون به أحيانًا في مؤلفاتهم، ومن هؤلاء ميرخواند في كتابه "روضة الصفا"، والمؤرِّخ مسكويه في كتابه "تجارب الأمم"[104].

 

وأثناء عملي في رسالة الماجستير وقعت بين يدي نسخة لمخطوط بعنوان "المنتزع من الجزء الأول من الكتاب المعروف بالتاجي في أخبار الدولة الديلمية"، وذكر الناسخ لهذا المخطوط بأنه وجده مُذيلاً في آخر كتاب "الجامع الكافي في فقه الزيدية".

 

وجاء في أوله: "هذا ما انتُزِعَ من الكتاب المعروف بالتاجي الذي ألفه أبو إسحاق الصابئ"، وبيَّن فيه فضل أهل الديلم على مَن سواهم من أهل البلاد، وحسن سيرتهم ودخولهم في الإسلام طوعًا، وانقيادهم لِمَن دعاهم من أهل البيت - عليهم السلام – واتِّباعهم لهم وجهادهم معهم، رغم ما كانوا عليه من الشدَّة، وعظم الأنفة، والغلَبَة لِمَن حاربهم من أعدائهم..." إلخ.

 

وتضمَّن "المنتزع من التاجي" بعض المعلومات عن أصل الأسرة البويهية، وقيام دولتهم، وإسلام أهل الديلم والجبل على أيدي العلويين، ثم تطرَّق المؤلف إلى قيام الدولة الزيدية سنة 250هـ/ 864م[105].

 

وأثناء عملي في هذا البحث تيسَّر لي الاطِّلاع أيضًا على كتاب "المنتزع من التاجي" حيث قام بتحقيقه الأستاذ محمد بن حسين الزبيدي، وذكر في مقدمة الكتاب أن المخطوط الذي قام بتحقيقه يتكوَّن في الأصل من كتابين منفصلين عن بعضهما: الكتاب الأول "المنتزع من كتاب التاجي"، والكتاب الثاني عبارة عن قطعة من كتاب "الأم" للفقيه يوسف بن أبي الحسن بن أبي قاسم الجيلاني[106].

 

ووصَف ابن خلكان "التاجي" بأنه كتاب بليغ، سهل العبارة، وقد نقل عنه معلومات لا بأس بها لعددٍ من الأعلام الذين ترجم لهم في كتابه وفيات الأعيان[107].

 

أمَّا المؤرِّخ أبو شجاع ظهير الدين الروذراوري الذي عمل ذيلاً على كتاب "تجارب الأمم"، فقد قال عن التاجي بأنه بديع الترصيف، حسن التصنيف، وقال عن مؤلفه بأنه من فرسان البلاغة الذين لا تكبو مراكبهم، ولا تنبو مضاربهم، وذكر بأن آخر هذا الكتاب موافق لآخر كتاب تجارب الأمم، حتى إن بعض الألفاظ تتشابه في خاتمتها، وذلك في إشارة صريحة إلى أن مسكويه نقل بعض رواياته في كتابه "تجارب الأمم" من كتاب "التاجي"؛ لأبي إسحاق الصابئ[108].

 

2- كتاب أخبار أسرة الصابئ، وهو أيضًا من الكتب المفقودة، وتضمَّن هذا الكتاب أخبار أسرته حيث ألَّفه بناءً على رغبة بعض أولاده[109].

 

ومن خلال استعراضنا للآثار العلمية التي خلّفها المؤرِّخ أبو إسحاق الصابئ تبيَّن لنا أن مصنفاته التاريخية لا تزال مفقودة، وبالتالي تعذَّر علينا - بكلِّ أسف - الاطِّلاع عليها لمعرفة مدى تأثير عمله في البلاط البويهي على طريقة روايته للحوادث التاريخية المتعلقة بهذه الدولة، ومنهجه في تدوينها وبخاصة أن معاصريه - كما مرَّ بنا - ذكروا بأنه سَئِم من تدخُّل عضد الدولة البويهي في عمله أثناء تأليفه كتاب "التاجي"، ممَّا جعله يعبِّر عن ذلك بصراحة شديدة كانت أحد أسباب إقصائه من البلاط البويهي في أواخر أيامه.

 

وفاته:

توفي أبو إسحاق في شهر شوال سنة 384هـ/ 994م، ودُفِن في مقبرة الشونيزية في الجانب الغربي من بغداد، وكان عمره إحدى وسبعين سنة، وقد رثاه الشريف الرضي الموسوي بقصيدة فعاتَبَه الناس على ذلك لكونه شريفًا يرثي صابئًا، فقال: "إنما رَثيتُ فضله"[110].

 

4- المؤرِّخ هلال بن المحسن الصابئ:

أ- نسبه ونشأته:

أبو الحسين هلال بن المُحَسِّن بن أبي إسحاق إبراهيم بن هلال بن إبراهيم بن زَهْرون ابن حَيُّون الصابئ الحَرَّاني[111].

 

وُلِد ونشأ في بغداد في شوال سنة 359هـ/ 970م، وهو حفيد الكاتب والمؤرِّخ أبي إسحاق الصابئ صاحب الرسائل المشهورة، ووالدته أخت المؤرِّخ أبي الحسن ثابت بن سنان - اللذين سبق الحديث عنهما[112].

 

ب- إسلامه:

كان أبوه المحسن بن إبراهيم صابئيًّا على دين جده إبراهيم، أمَّا مؤرخنا هلال بن المحسن فقد أجمع مَن ترجم له أنه "أسلم في آخر عمره"، وقد نقل هذه العبارة بعضهم عن بعض، ويظهر أن المُعين لتلك الرواية ما ذكره ابن الجوزي بأن هلالاً أسلم متأخِّرًا عندما أورد سبب إسلامه، وأشار إلى أن ذلك كان سنة 403هـ[113]، والذي يبدو لنا أن هلال بن المحسن أسلم في منتصف عمره وليس في آخره، حسب ما ذكر هؤلاء، فإذا كان مولده سنة 359هـ، وإسلامه كان سنة 403هـ، ووفاته كانت سنة 448هـ، وعمره تسع وثمانون سنة، فيكون قد أسلم وله من العمر أربع وأربعون سنة، وحَسُن إسلامه، وأطلق عليه الذهبي لقب "الصدر الأوحد"[114].

 

ج- أعماله:

تعلَّم هلال بن المحسن فنون الكتابة وأصول البلاغة على يد جدِّه أبي إسحاق إبراهيم بن هلال الصابئ، عندما كان أبو إسحاق يتولَّى ديوان الإنشاء في بغداد، وخدم هلال في هذا الديوان حينًا من الزمن مع جدِّه أبي إسحاق، فمكَّنه ذلك من الاطِّلاع على رسوم دار الخلافة العباسية، والوقوف على نظمها وأسرارها، والتعرُّف على أحوال الخلفاء وعاداتهم وأخلاقهم[115]، ثم التحق هلال بن المحسن بخدمة أمراء ورجال الدولة البويهية، فصار أمين سرِّ الوزير فخر الملك[116]، وزير الأميرين بهاء الدولة البويهي[117] وابنه سلطان الدولة[118]، ثم انتقل هلال بعد ذلك إلى ديوان الوزير مؤيد الملك الرّخجي[119] وزير كلٍّ من الأميرين جلال الدولة البويهي[120] وأخيه مشرف الدولة[121]، وذكَر المؤرِّخ هلال في "تاريخه" أن الوزير البويهي مؤيِّد الملك منَحَه كثيرًا من الصلاحيات؛ ومنها تقليد وعزل عمَّال الولايات التابعة للدولة البويهية وتحصيل الأموال[122].

 

آثاره العلمية:

اشتَغَل هلال منذ صغره بطَلَبِ العلم، وقد سمع قبل إسلامه من جماعة من العلماء حيث كان يتردَّد عليهم، فلمَّا أسلم نفعه ذلك، ومنهم أبو علي الفارسي[123]، وعلي بن عيسى الرمَّاني[124]، وأبو بكر بن الجراح[125] وغيرهم[126].

 

وعُرِف هلال بالصدق والأمانة؛ حيث شَهِدَ له بهذا فريقٌ من مشاهير الكتاب، منهم مُعاصِره الخطيب البغدادي[127].

 

ووصف أحد المستشرقين هلال بن المحسن بأنه سيِّد الكُتَّاب في عصر الأمير عضد الدولة البويهي، ولكن شهرته لم تمنع هذا الأمير من إساءة معاملته[128].

 

وذكر له المؤرِّخون وأصحاب التراجم عددًا من المصنفات التي تناولت بحوثًا منوَّعة؛ بعضها موجود، وبعضها الآخر لا يزال مفقودًا، وهذه المصنفات هي:

1- كتاب "الأماثل والأعيان ومنتدى العواطف والإحسان"، وهو كتاب مفقود، وذكر ابن خلكان أنه اطَّلع عليه، ويقع في مجلد واحد، جمع فيه مؤلفه أخبارًا نادرة وحكايات مستظرفة ممَّا ذُكِر عن الأعيان والأكابر[129].

 

2- كتاب "الرسالة" أو "الرسائل" التي صدرت عن الملوك والوزراء، ويتضمَّن الكتاب مجموعةً من الرسائل الرسمية تشبه رسائل جدِّه أبي إسحاق إبراهيم بن هلال الصابئ، وهو أيضًا من الكتب المفقودة[130].

 

3- كتاب "غُرَر البلاغة"، وهو عبارة عن مجموعة من رسائله الخاصة، وتقع في واحد وعشرين بابًا، تتضمَّن فصولاً في الكتابة وأساليبها، مع جملة رسائل من كلامه، ونقل عنه القلقشندي نسختي مبايعة من بيعات خلفاء بني العباس[131]، ونقل عنه كذلك نسخة يمين مُلُوكيَّة، وهي في الأيْمان التي يُحلف بها على بيعة الخليفة عند مبايعته[132]، ونقل عنه في موضع آخر نسخة أمان من الأمانات التي كان يكتبها الوزراء نيابة عن ملوكهم في العصر البويهي لبعض الأمراء والقادة الذين يخرجون أحيانًا عن طاعة الدولة البويهية، ثم لم يلبثوا أن يعودوا إليها، ويرغبوا في الحصول على أمانٍ منها[133].

 

وكتاب "غُرَر البلاغة" لا يزال موجودًا؛ إذ توجد منه عِدَّة نسخ منها نسخة في خزانة دار الكتب المصرية، ونسخة أخرى في (دبلن)، وتقع في مائة وثلاث وخمسين ورقة، وقد كُتِبت في القرن الخامس الهجري[134]، وتسنَّى لنا الاطِّلاع على الطبعة الأولى التي صدرت من هذا الكتاب في بيروت سنة 1403هـ/ 1983م، وتقع في مجلدين قام بتحقيقها والتعليق عليها أسعد ذبيان.

 

4- كتاب "الكُتَّاب" وهو من الكتب المفقودة لأبي إسحاق الصابئ[135].

 

مصنفاته التاريخية:

1- كتاب "التاريخ" انتهز هلال بن المحسن فرصة وجوده في البلاط البويهي، وقربه من الوثائق الرسمية لتلك الدولة - فشرَع في إتمام المصنَّف التاريخي الذي بدَأَه خالُه أبو الحسن ثابت بن سنان، وتوقَّف فيه عند آخر أخبار سنة 363هـ، فوصل به المؤرِّخ هلال إلى سنة 447هـ، وكان هلال بن المحسن قد اعتمد في الأجزاء المتقدِّمة من هذا التاريخ على معلومات قيِّمة استمدَّها من روايات جدِّه إبراهيم بن هلال الذي عمل سنين طويلة في البلاط البويهي، حيث ظلَّت أهمُّ وثائق هذه الدولة في متناول يده عِدَّة سنوات[136].

 

وكان هلال بن المحسن بدأ بتصنيف "تاريخه" في حدود سنة 430هـ/ 1039م بعد أن جاوَز عمره السبعين عامًا حينما أشار عليه بذلك الوزير البويهي عميد الدولة أبو سعد محمد بن الحسين[137]، وقال له بعد أن سمع قصته مع الوزير البويهي مؤيد الملك الرُخَّجي: "الصواب أن تشتغل بتاريخ أخبار الناس"، فاشتغَل الصابئ منذ ذلك الوقت بتاريخه الذي ذيَّله على تاريخ خاله ثابت بن سنان[138].

 

واكتسب هلال بتاريخه شهرة فائقة مثلما اشتهر جدُّه إبراهيم برسائله، وقد صنَّفه القفطي في عداد مَن اشتهر بتدوين التاريخ، وقال القفطي عن كتابي "التاريخ"؛ لهلال بن المحسن وخاله ثابت بن سنان: "وإذا أردت التاريخ متَّصلاً جميلاً فعليك بكتاب أبي جعفر الطبري[139]، فإنه من أوَّل العالم إلى سنة تسع وثلاثمائة، ومتى شئت أن تقرن به كتاب أحمد ابن أبي طاهر وولده عبيدالله[140] فَنِعِمَّ ما تفعل؛ لأنهما قد بالغا في ذكر الدولة العباسية، وأتيا من شرح الأحوال بما لم يأتِ به الطبري بمفرده، وهما في الانتهاء قريبَا المدَّة، والطبري أزيد منهما قليلاً، ثم يتلو ذلك كتاب ثابت؛ فإنه يداخل الطبري في بعض السنين، ويبلغ إلى بعض سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، فإن قرنت به كتاب الفرغاني[141] الذي ذيَّل به كتاب الطبري فنعمَ الفعل تفعله، فإن في كتاب الفرغاني بسْطًا أكثر من كتاب ثابت في بعض الأماكن، ثم كتاب هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابئ، فإنه داخل كتاب خالِه ثابت وتمَّم عليه إلى سنة سبع وأربعين وأربعمائة، ولم يتعرَّض أحد في مدَّته إلى ما تعرَّض له من أحكام الأمور والاطِّلاع على أسرار الدول، وذلك أنه أخذ ذلك عن جدِّه؛ لأنه كاتب الإنشاء ويعلم الوقائع، وتولى هو الإنشاء أيضًا فاستعان بعلم الأخبار الواردة على ما جمعه، ثم يتلوه كتاب ولده غَرْس النِّعْمة محمد بن هلال[142]، وهو كتاب حسن إلى بعد سنة سبعين وأربعمائة بقليل وقصَّر في آخر الكتاب لمانع منعه الله أعلم به".

 

وتابَع القفطي كلامه قائلاً: "ثم داخَلَه ابن الهمذاني[143]، وتمَّم إلى بعض سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، وكمَّل عليه أبو الحسن ابن الزَّاغُوني[144]، فأتى بما لا يشفي العليل إذ لم يكن ذلك من صناعته فأوصله إلى سنة سبع وعشرين، ثم كمَّل عليه العفيف صدقة الحدَّاد[145] إلى سنة نيف وسبعين وخمسمائة، ثم كمَّل عليه ابن الجوزي[146] إلى بعد سنة ثمانين، ثم كمَّل عليه ابن القادسي[147] إلى سنة ست عشرة وستمائة"[148].

 

وأشار ابن تغري بردي (المتوفى سنة 874هـ) في كتابه "النجوم الزاهرة" إلى أنه اطَّلع على تاريخ هلال الصابئ، ونقل عنه كثيرًا من رواياته[149].

 

وكان ممَّن نقل عن هذا الكتاب أيضًا المؤرِّخ علي بن ظافر الأزدي (المتوفى سنة 613هـ)، حيث أشار إلى ذلك في كتابه الموسوم بـ"أخبار الدول المنقطعة"، أو "تاريخ الدولة العباسية"[150].

 

ومن أفصح الأخبار التي تكلَّمت على "تاريخ" هلال ما كتبه ابنه محمد غرس النعمة في "تاريخه" الذي ذيَّله على تاريخ أبيه، قال في خطبة الكتاب: وبعد "فكان والدي أوصى إليَّ لما أحس بقدوم الوفاة، ويئس من أيام الحياة، ولمعت له لوامع المنية، وقرعت سمعه قوارع البليَّة، رغبة في زيادة الذكر ونمائه، وانتشاره وبقائه، بصلة كتاب التاريخ الذي ألَّفه إلى آخر سنة سبع وأربعين وأربعمائة، تأليفًا يعجز عنه مَن يروم مثله، ويفتضح مَن يتعاطى فضله؛ إذ هو السحر الحلال، والعذب الزلال، والصادر عن أوحد دهره، وفريد عصره، وشرع فيه وقد أتت عليه سنة [كذا] جرَّب فيها الأمور ومارَسَها، وخبرها ولابَسها، وأنا عارٍ من جميع صفاته، وخالٍ من سائر سماته..."[151].

 

وكان بين هلال الصابئ وابن بطلان[152] مودَّة في ميدان العلم، والمعروف أن ابن بطلان رحل من بغداد، وجاب عددًا من البلاد، ثم أخذ بعد خروجه من بغداد سنة 440هـ/ 1049م يصف رحلته، وما مَرَّ به من المدن، ويذكر ما لقي فيها من مشايخ وخواص، فذكروا له أخبارًا مستطرفة وعجائب غريبة، فأودعها كتابه الذي بعث به إلى هلال بن المحسن، وما من شك أن هلالاً أفاد من هذا الكتاب، وأَوْرَد شيئًا من معلوماته في بعض مؤلفاته[153].

 

وذكر القفطي بأنه اطَّلع في كتاب "الربيع"؛ لمؤلفه غرس النعمة محمد بن هلال بن المحسن، على نسخة كتاب وَرَدَ من ابن بطلان بعد خروجه من بغداد بصورة ما لقي في سفرته إلى الرئيس هلال بن المحسن، ونشر القفطي نسخة هذا الكتاب[154].

 

وأشار كذلك ياقوت الحموي إلى العلاقة بين ابن بطلان وهلال الصابئ حيث نقل نصوصًا من رسائل ابن بطلان للمؤرخ هلال؛ ومنها وصفه لرحلته من حلب إلى أنطاكية في رسالة كتبها إلى هلال في بغداد سنة نيف وأربعين وأربعمائة[155].

 

وذكر السخاوي (المتوفى سنة 902هـ) هلال بن المحسن بقوله إن له: "تاريخًا في أربعين مجلدًا"[156].

 

وللأسف فإن معظم أجزاء هذا التاريخ مفقودة، والجزء الوحيد المتبقِّي منه والمنشور حاليًّا هو الجزء الثامن الذي يتضمَّن حوادث خمس سنين أولها سنة 389هـ وآخرها سنة 393هـ، وقد اعتنى بتصحيحه ونشره الأستاذ (هـ. ف. أمدروز) وقام أيضًا بهذا العمل من بعده الأستاذ (د. س. مرجليوث)، ووجدنا هذا الكتاب ملحقًا بكتاب الوزير أبي شجاع ظهير الدين الروذراوري[157] الموسوم بـ"ذيل كتاب تجارب الأمم" الذي هو أيضًا عبارة عن تكملة لكتاب "تجارب الأمم"؛ للمؤرخ المعروف مسكويه - أحد مؤرخي البلاط البويهي - وسوف يأتي الحديث عنه لاحقًا - بإذن الله[158].

 

ومن خلال استعراضنا للجزء الثامن من تاريخ هلال بن المحسن الصابئ نلحظ أن هذا المؤلف لم يُفرِد كتابه للحديث عن الدولة البويهية التي عاش في كنَفِها ردحًا من الزمن فحسب، بل إنه قدَّم لنا تاريخًا عامًّا تناوَل فيه مجمل الأحداث التي وقعت في المشرق الإسلامي، فأورد أخبار بعض الدول الإسلامية المستقلَّة كالدولة السامانية التي تضمَّن هذا الجزء أحداث السنة الأخيرة من حكمها وهي سنة 389هـ، وكذلك الدولة الغزنوية حيث ساق المؤلف نص الكتاب الذي بعث به السلطان محمود الغزنوي[159] إلى الخليفة العباسي القادر بالله[160] يطلب فيه موافقة الخلافة على ضمِّ بلاد خراسان إلى أملاك الدولة الغزنوية بعد أن تمكَّن من هزيمة قوَّاد الدولة السامانية هناك، وتعهَّد السلطان في كتابه للخليفة بإقامة الدعوة له في تلك البلاد، وأشار المؤرِّخ إلى حادثة هجوم القراخانية[161] على عاصمة الدولة السامانية بخارى[162]، واستيلائهم عليها وبيَّن موقف فقهاء بخارى من هذا الهجوم، وخاصَّة عندما استنفر خطباء الدولة السامانية عامَّة الناس للدفاع عن هذه المدينة، والبقاء على ولائهم للسامانيين[163].

 

وتحدث الصابئ عن لجوء الواثقي[164] إلى أحد ملوك الدولة القراخانية بعد سيطرتهم على بلاد ما وراء النهر، وقدَّم الصابئ في الواقع معلومات مفصَّلة عن هذا الأمير العباسي، وما آلَ إليه أمره بعد ذلك، ويكاد ينفرد بهذه المعلومات عن غيره من المؤرِّخين المعاصرين له[165].

 

ويشير الصابئ في "تاريخه" إلى أنه لم يرضَ عن تلقيب القادر بالله ابنه وولي عهده بالغالب بالله[166] وذلك سنة 391هـ/ 1001م، وهو يذكر بعد حكايته لهذا الموقف تلك العبارة التي كانت مكتوبة على قصر الحمراء: "لا غالب إلا الله وحده لا شريك له"[167].

 

وتأتي أهمية ذلك الجزء من كتاب "التاريخ"؛ لهلال بن المحسن من كون مؤلفه معاصرًا لأحداث تلك الحقبة الزمنية؛ فهو يروي لنا أحداثًا إمَّا أنه شاهدها بعينيه، أو أنه اطَّلع على تفاصيلها من واقع الوثائق الرسمية التي كانت تحت يديه أثناء عمله في البلاط البويهي، والمؤلف بجانب ما يُورِده عن طريق الرواية، وما استفاده من الوثائق الرسمية، فإنه اعتَمَد أيضًا إلى حدٍّ ما على مؤلفاتٍ لكُتَّاب سابقين؛ مثل: أبي الفضل ابن عبدالحميد[168] مؤلف كتاب "أخبار خلفاء بني العباس"، وعبيدالله ابن أبي طاهر وهو ابن مؤلف كتاب "بغداد" وقد أكمل كتاب أبيه، كما أن هلالاً الصابئ روى كثيرًا من أخباره عن القاضي أبي علي التنوخي[169] الذي توجد له الآن بعض المؤلفات؛ مثل: كتابي "نشوار المحاضرة"، و"الفرج بعد الشدة"، وغيرهما[170].

 

على أن هلال بن المحسن ذكر عددًا من الرواة الذين استقى أكثر أخباره منهم، ونجد من بين هؤلاء بعض الكُتَّاب المبرزين في البلاطين العباسي والبويهي، وبعض قوَّاد الجيش البويهي، ومن أبرز الرواة الذين نقل عنهم المؤرِّخ الصابئ أبو منصور ابن بكران[171]، ونقل هلال في "تاريخه" كثيرًا من الأخبار عن أصحابها أنفسهم، ومن ذلك على سبيل المثال ما أخَذَه عن يحيى بن سهل[172]، الذي كان عالمًا بالنجوم وتسييرها وأحكامها، كثير الرحلة إلى بغداد والاجتماع برؤسائها ومقدَّمِي أهل الدولة، ولهم معه مذاكرات ومحاورات عديدة، وكان هلال بن المحسن الصابئ كثير المذاكرة لهذا العالم، ونقل عنه في "تاريخه" حكايات جرت في تكريت[173] سكونًا إلى صحة روايته[174].

 

ولذلك فإن تاريخ هلال الصابئ الذي بين أيدينا يُعدُّ مصدرًا مهمًّا لِمَن يريد الكتابة عن الدولة البويهية والخلافة العباسية، ولا يمكن لأي باحث عن هذه الدولة الاستغناء عنه.

 

2 - كتاب "الوزراء"، أو "تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء"، وهو في الواقع تتمَّة لكتابي الصولي[175] والجهشياري[176]، وقد أشار هلال بن المحسن إلى ذلك في مطْلَع كتابه بقوله: "وكان أبو عبدالله الجهشياري جمع من أخبار الوزراء ما وقف فيه عند أبي أحمد العباس بن الحسن[177]، وصنَع أبو بكر الصولي في مثل ذلك كتابًا رأيت منه ما كان إلى آخِر أيام القاسم بن عبيدالله، لكنه ملأه بالحشو الزائد، وكَسَفه بشِعره البارد، ولم أرَ أحدًا بعدهما تمَّم ابتداءهما ولا هَمَّ به"[178].

 

ولم يبقَ من كتاب "الوزراء" سوى بدايته التي حُفِظت في نسخة مطبوعة، وفُقِدت بسبب ضياع أجزاء من هذا الكتاب الذي ضَمَّ تراجم نفرٍ من أهم الوزراء في العصر البويهي[179].

 

وقد صدرت سنة 1904م الطبعة الأولى من هذا الكتاب الذي اعتنى بتحقيقه الأستاذ عبدالستارأحمد فراج، وأشار في مقدمة الطبعة الثانية التي صدرت سنة 1958م بأن الطبعة الأولى نفدت من السوق منذ زمن طويل، وقد كانت هذه الطبعة - بحسب قوله - حافلة بالأخطاء والغموض، وحرص في الطبعة الثانية على توضيح ما وقع فيه من أخطاء عن طريق الاستعانة بنسخة أخرى من المخطوطة نفسها عثر عليها في مكتبة الأزهر[180].

 

وسيتبين القارئ لكتاب "الوزراء" الأنظمة التي كانت تسير عليها الدولة العباسية، فهو يتضمن أسرارا تاريخية نادرة، وحقائق تدعو إلى العظة والاعتبار، توضح ما كانت عليه الحال في عهد الخليفة العباسي المقتدر بالله[181] وعهود من سبقه من خلفاء البيت العباسي؛ فقد تحدث هلال بن المحسن في هذا الكتاب عن أهم وزراء القرن الرابع الهجري؛ حيث قام بتقسيمهم إلى (وزراء الدولة العباسية)، و(كتاب الدولة الديلمية)، وهو بذلك يقلل من قيمة وشأن وزراء الدولة البويهية حتى إنه أطلق عليهم اسم كتاب وليس وزراء[182].

 

والوزراء الذين ترجم لهم الصابئ في هذا الكتاب وقص أخبارهم هم: (ابن الفرات، وأبو علي الخاقاني، وعلي بن عيسى)، وفي أثناء ذلك يعرض أخبارا لوزراء آخرين تتصل بالمترجم لهم، وقد عد في مقدمته وزراء أشار إلى أنه سيؤلف عنهم، كما أشار إلى أنه ألف أو يؤلف أخبارا عن وزراء[183].

 

والواقع أن هناك نصوصا ضائعة من كتاب "الوزراء"؛ لهلال الصابئ، وقد بذل الأستاذ ميخائيل عواد جهدا مشكورا في البحث عنها في كتب التاريخ والتراجم، واستطاع أن يجمع بعضا منها حيث وجدها متناثرة في بطون هذه الكتب[184].

 

3- كتاب "رسوم دار الخلافة" وقد عرض المؤلف في هذا الكتاب الوظائف العامة المختلفة في بغداد، وصنف هلال هذا الكتاب أثناء عمله في ديوان الإنشاء ببغداد في خلافة القائم بأمر الله[185]، وفرغ منه في شهر رجب سنة 554هـ[186].

 

وتيسر لنا الاطلاع على الطبعة الثانية من هذا الكتاب الذي عني بتحقيقه والتعليق عليه ميخائيل عواد، وصدر في بيروت سنة 1406هـ/ 1986م، والكتاب يتكون من قسمين، أفرد المحقق القسم الأول منه للتعريف بالمؤلف، وإبراز مكانته العلمية، أما القسم الثاني فقد خصصه لتحقيق المخطوطة، وبدأه بوصف المخطوطة وتاريخها، ثم ذكر أهم التآليف القديمة والحديثة التي تناولت الرسوم والآداب والسياسة والإدارة وغيرها.

 

وبدأ المؤلف كتابه بذكر أحوال الدار العزيزة (ويقصد بها دار الخلافة العباسية)، وآداب الخدمة، وقوانين الحجابة ورسومها، وجلوس الخلفاء ولباسهم في المواكب، وخلع التقليد والولاية والتشريف والمنادمة، ورسوم المكاتبات عن الخلفاء، وخطاب الخلفاء في الكتب والأدعية لهم، ورسوم الكتب عن الخلفاء، ثم تحدث عن الطروس التي يكتب فيها إلى الخلفاء، والخرائط التي تحمل الكتب، والختوم التي توقع عليها، والألقاب، والخطبة على المنابر، وضرب الطبل في أوقات الصلاة، وخطب النكاح.

 

4- كتاب "بغداد" وهو من المصنفات المفقودة لهذا المؤلف، تناول فيه تاريخ بغداد وخططها، ونقل عنه ياقوت في عدة مواضع في كتابه المشهور "معجم البلدان"[187].

 

5- كتاب مآثر أهله، وهو عبارة عن سرد لتاريخ أفراد أسرته، والكتاب لا يزال في عداد الكتب المفقودة[188].

 

6- كتاب "السياسة" وقد ضاع هذا الكتاب، ولم يصل إلينا من خبره شيء[189].

 

هـ- وفاته:

أصيب المؤرخ هلال بن المحسن في المحرم سنة 436هـ/ 1045م بعلة شديدة كادت أن تودي بحياته، وكان إذ ذاك يقيم في داره بباب المراتب الواقعة على الجانب الشرقي من بغداد، وظل هذا المرض ينازعه قرابة عشرين يوما حتى أن أهله يئسوا من شفائه، وقد قام بعلاجه أحد أفراد أسرته وهو أبو الحسن بن سنان الصابئ[190] وكان بارعا في الطب[191]، وعاش بعدها عدة سنين حتى وافاه الأجل المحتوم في ليلة الخميس السابع عشر من شهر رمضان سنة 448هـ/ 1056م، وكان عمره تسعا وثمانين سنة، منها نيف وأربعون سنة في الإسلام[192].

 

ويذكر عنه ابن الجوزي أنه كان مقتصدا في النفقة، وعمر الأملاك، ولم يطلع أحد من أولاده على ذلك حيث ظنوا أن تركته تقارب الألف دينار، ولكنه لما مات وجدوا له تذكرة تشتمل على دفائن في داره، فحفروها فكانت اثني عشر ألف دينار، وأنفق أولاده تركته في مدة قصيرة[193].

 

ولما توفي هلال بن المحسن أكمل ابنه أبو الحسن محمد المعروف بـ(غرس النعمة) تاريخ أبيه فبلغ به إلى سنة 476هـ، وسماه "التاريخ الكبير"، وأشار إليه البعض باسم "عيون التواريخ"، وكان والده هلال قد ذيل تاريخه على "تاريخ ثابت بن سنان" الذي يعد تاريخه تكملة لتاريخ محمد بن جرير الطبري، وكان تاريخ الطبري انتهى إلى سنة 302هـ، وتاريخ ثابت انتهى إلى سنة 360هـ. وتاريخ هلال انتهى إلى سنة 448هـ، وتاريخ غرس النعمة انتهى إلى سنة 479هـ[194].

 

4- أحمد بن محمد مسكويه:

أ- نسبه ومولده:

هو أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب، الملقب مسكويه، الخازن، الرازي الأصل، الأصبهاني المسكن، مؤرخ، فيلسوف، أديب، وكان مجوسيا فأسلم[195].

 

ولم نقف على تاريخ مولده في المصادر التي تحت أيدينا، وكان المستشرق الإنجليزي مرجليوث قد اجتهد في تحديد تاريخ ميلاد مسكويه في المقدمة التي وضعها لكتاب "تجارب الأمم"؛ حيث أشار إلى أن مسكويه ولد سنة (330هـ) ويعود فيقول: "أو أسبق".

 

ويرى عبدالعزيز عزت أن مسكويه ولد في مدينة الري (طهران حاليا) قبل هذا التاريخ بخمس سنين[196].

 

ويتَّضح ممَّا سبق أن ولادته كانت ما بين سنة (320 - 325هـ)، ويستدلُّ على ذلك بقول مسكويه عن نفسه: "أكثر ما أحكيه بعد هذه السنة - ثلاثمائة وأربعين هجرية - فهو من مشاهدة وعيان، أو خبر محصل يجري عندي خبره مجرى ما عاينته"[197].

 

ويعني هذا: أنه كان في سنة ثلاثمائة وأربعين هجرية قد اجتاز السنة الخامسة عشرة من عمره؛ لأنه قبل هذا السن من عمر الإنسان يكون من الصعب عليه استيعاب أحداث عصره وتدوينها على غرار ما قام به في كتاب "تجارب الأمم"[198].

 

ب- حياته الاجتماعية:

يكتنف حياة مسكويه كثير من الغموض؛ فالمصادر التي تحت أيدينا لا تذكر شيئًا عن حياته؛ لأن مسكويه نفسه لم يكتب شيئًا عن سيرته، وكل الذي نجده في هذا الصدد إشارات بسيطة مقتبسة من إحدى رسائل أبي بكر الخوارزمي التي بعثها إلى مسكويه، ويستدلُّ منها على أن هذا المؤرخ الفيلسوف ينحدر من أسرة لها مكانة اجتماعية فائقة، وكان والده توفي قبل ولادته، ويبدو أنه قد مات في سن مبكرة؛ ممَّا اضطر مسكويه أن يرعى أمه من بعده في صباه وفي كبره، ثم إن والدته تزوجت بعد أن تقدَّم بها السن دون استشارة أو موافقة ابنها من رجل ينتمي إلى أسرة أقل مكانة اجتماعية من أسرة مسكويه، فكان لهذا الحدث وقع سيِّئ في نفس مسكويه؛ لأنه ما كان ليسمح لأمه أن تتزوج ليس فقط بِمَن يحط بكرامة العائلة، بل لأن عمرها في ذلك الحين كان يربو على الخامسة والستين[199].

 

ج- أعماله:

قضى مسكويه جلَّ حياته في بلاط عددٍ من أمراء ووزراء بني بويه؛ ممَّا أعطاه مكانة اجتماعية مميَّزة، ووفَّر له حياة مادية ميسورة، فقد صحب في أيام شبابه الوزير البويهي أبا محمد المهلبي، ولازَمَه مدَّة طويلة، ومكَّنته هذه الصحبة من التعرُّف على طبقة من الأدباء، ثم اتَّصل بالوزير البويهي أبي الفضل ابن العميد وعمل خازنًا لمكتبته، ولما توفي ابن العميد وجلس ابنه أبو الفتح مكانه وزيرًا للأمير ركن الدولة البويهي ثم وزيرًا لابنه مؤيد الدولة، استمرَّ مسكويه في خدمة الوزير أبي الفتح إلى أن عزله الأمير مؤيد الدولة عن الوزارة سنة 366هـ/ 976م.

 

ولما تقلَّد الصاحب بن عباد الوزارة في عهد مؤيد الدولة خلفًا لأبي الفتح ابن العميد دعا مسكويه إلى العمل معه، ولكنه رفض لاعتقاده بأنه أعلى منزلة منه، ثم اتَّصل مسكويه بخدمة الأمير عضد الدولة البويهي، وعمل خازنًا لمكتبته، وكاتمًا لأسراره، وسفيرًا إلى نظرائه ومصاحبًا له في إقامته وأسفاره.

 

ولما توفي عضد الدولة سنة 372هـ/ 982م استمرَّ مسكويه في البلاط البويهي فاتَّصل بخدمة ولديه صمصام الدولة وأخيه بهاء الدولة؛ حيث اختص مسكويه بهذا الأخير، وعظم شأنه عنده، وارتفع مقداره[200].

 

قال عنه الثعالبي: "في الذروة العليا من الفضل والأدب والبلاغة والشعر، وكان في ريعان شبابه متصلاً بابن العميد مختصًّا به"[201].

 

د- آثاره العلمية:

عني مسكويه بالفلسفة، واشتغل بطلب الكيمياء وافتتن بكتبها، وخالضط المشتغلين بها وحاول هذا المؤلف أن يوفق بين المذاهب اليونانية المختلفة ودين الإسلام، وهو من حينٍ لآخر يعرج على النفس ويزيدها إيضاحًا، ممَّا يدلُّ على تبحُّره في علم النفس وله أحيانًا كلام في الأخلاقيات، وكان إذا تعرض لمسألة خلقية أو نفسية أفاض فيها، وكان مسكويه شيعيًّا حيث تأثَّر بعمله في البلاط البويهي، ومخالطته لأمراء ووزراء البويهيين، ولذلك ظهرت في ثنايا كلامه بعض الأفكار الشيعية، وكان من الطبعي أن ينتج عن هذا الفكر الشامل لمسكويه مصنفات شتَّى في مختَلَف مناحي العلوم شملت الأدب والتاريخ والفلسفة وعلم النفس والأخلاقيات وغيرها، وانتشرت مؤلفاته بشكل كبير، وكانت تهدى إلى الملوك، وكان الوزراء يحرصون على اقتنائها وحفظها وعدم التفريط بها، ولقد اهتمَّت أكثر المصادر وبعض الدراسات الحديثة التي تناولت بعض الجوانب العلمية لمسكويه بإحصاء مؤلفاته[202] التي رأينا تقسيمها إلى ثلاثة أقسام وهي:

أولاً: المؤلفات المفقودة:

من الصعب حصر الآثار العلمية المفقودة لمؤلف مثل مسكويه لم يقتصر في تأليفه على نوعٍ واحد من العلوم وبالرغم من أن بعض الدارسين حاولوا إحصاء مؤلفاته المفقودة فإنهم لم يتَّفقوا على حصرها في عدد معيَّن، ولعلهم معذورون في ذلك لبعض الأسباب؛ منها: كثرة مؤلفات مسكويه وبالذات المفقودة منها، وتصنيف عناوين فصول بعض مؤلفاته على أنها كتب مستقلة ثم اتَّضح بعد التمحيص والتدقيق أنها أجزاء من مؤلفاته، ونحن من خلال هذه الدراسة نقدِّر مؤلفات مسكويه المفقودة بحوالي ستة وعشرين أثرًا في شتى أنواع العلوم والمعارف، وهي على النحو التالي:

1- كتاب "أنس الفريد"، ويذكره البعض باسم "أنس الخواطر"[203]، ويسمى كذلك "نديم الفريد"[204]، وهو بحسب رأي القفطي أحسن كتاب صنف في الحكايات القصار والفوائد اللطاف[205]، ويتضمَّن هذا الكتاب أخبارًا وأشعارًا مختارة وحكمًا وأمثالاً[206].

 

2- كتاب "المستوفي"، وهو عبارة عن أشعار مختارة[207].

 

3- كتاب "السير"، وذكر فيه ما يسير به الرجل نفسه من أمور دنياه، وقد مزَجَه المؤلف بالأثر والآية والحكمة والشعر[208].

 

4- كتاب "الفوز الأكبر"، ويتضمَّن هذا الكتاب أنواع علوم الأوائل[209].

 

6- "كتاب الجامع"[210]، ويرجح أن يكون هذا الكتاب في الطب؛ لأن للرازي كتابًا في الطب يحمل الموضوع نفسه والعنوان نفسه[211].

 

7- كتاب في تركيب الباجات من الأطعمة، وقد أحكَمَه غاية الإحكام، وأتى فيه من أصول علم الطبيخ وفروعه بكل غريب حسن[212].

 

8 - كتاب الأدوية المفردة[213].

 

9- كتاب "تعليقات في المنطق" ويذكر أحيانًا بعنوان "تعاليق حواشي المنطق"، والمنطق عند مسكويه هو منطق أرسطو طاليس؛ لأنه يعطي إحصاء شاملاً لكتبه في المنطق في آخر كتابه "ترتيب السعادات"[214].

 

10- "الرسالة المسعدة"[215].

 

11- كتاب "السياسة السلطانية"[216]، ويرد أحيانًا باسم "سياسة الملك"[217].

 

12- كتاب أحوال الحكماء المتقدِّمين وصفات بعض الأنبياء السابقين وأحوالهم[218]، ويسمى أحيانًا "أحوال السلف"، ويحتمل أن مسكويه عرض في هذا الكتاب للنبي محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأنه لم يعرض له في كتاب "تجارب الأمم"، وبذلك يدفع عن نفسه التهمة التي وُجِّهت إليه بعدم احترامه للسنة[219].

 

13- كتاب "الأشربة وما يتعلق بها من الأحكام الطبية"[220].

 

14- كتاب "حقائق النفوس"[221].

 

15- كتاب "سيرة الأنبياء وأخلاق الحكماء"[222].

 

16- كتاب "الطبخ والطبيخ"[223].

 

17- كتاب "نزهة نامة علائي"، والكتاب باللغة الفارسية، وكان مسكويه قد ألفه للأمير علاء الدولة بن كاكويه الديلمي[224].

 

18- كتاب "العودين في علم الأوائل"؛ أي: في الإلهيات[225].

 

19- كتاب "فقر أهل الكتب"[226].

 

20- كتاب في جميع الرياضيات والطبيعيات والإلهيات والحساب والصنعة والطبيخ[227].

 

21- كتاب "المختصر في صناعة العدد"[228].

 

22- كتاب "نور السعادة"، ويذكر أحيانًا تحت اسم "فوز السعادة"[229].

 

23- كتاب "آداب الدنيا والدين"[230].

 

24- كتاب "فوز النجاة"، وهو كتاب في الأخلاق[231].

 

25- كتاب "أخلاق الملوك وآداب السلطنة"، ولعله كتاب "السياسة السلطانية"، أو "سياسة الملك" الذي سبق ذكره[232].

 

26- "مقالات جليلة في أقسام الحكمة والرياضي"[233].

 

ثانيًا: المؤلفات المخطوطة:

هذه المؤلفات عبارة عن مجموعة من الرسائل المتنوعة وهي:

1- "رسالة في اللذات والآلام".

2- "رسالة في الطبيعة".

3- "رسالة في جوهر النفس والبحث عنها".

4- "رسالة في العقل والمعقول".

5- "مقالة في النفس والعقل".

6- "مقالة في إثبات الصور الروحانية"، وهي من كلام أرسطوطاليس.

7 - "مقالة في الفصل بين الدهر والزمان".
وتوجد مخطوطات هذه الرسائل في مجموعة راغب باشا في المكتبة السليمانية تحت رقم (1463) ضمن مجموعة رسائل مختلفة، ولها أيضًا صور ضمن مجموعة راغب باشا في دار الكتب المصرية، كما يوجد منها نسخة مصورة (ميكروفيلم) في مكتبة الجامعة الأمريكية في بيروت[234].

8- "رسالة في دفع هم الموت".

9- "أسئلة سُئِل عنها أبو علي بن مسكويه".

 

وطبقًا لرأي أحد الدارسين فإن هاتين المخطوطتين توجدان ضمن مجموعة راغب باشا في دار الكتب المصرية[235].

 

ثالثًا: المؤلفات المطبوعة:

أ- الرسائل والوصايا:

1- "رسالة في ماهية العدل"، كان مسكويه أرسلها إلى أبي حيان التوحيدي، وقد حققت ونشرت هذه الرسالة مع ترجمة إنجليزية في مدينة ليدن سنة 1964م[236].

 

2- "لغز قابس"، وهو عبارة عن رسالة جمعها مسكويه مع رسائل أخرى، ونُشِرت بلغات عديدة منها العربية والإنجليزية والتركية والفرنسية والإسبانية والألمانية[237].

 

3- "وصية مسكويه لطالب الحكمة"، وفيها يخاطب مسكويه طالب الحكمة على أن يطهر لها قلبه ويقضي على المشاعر الوضيعة في النفس؛ حتى تصفو وتذهب عنها الشهوات، ثم يصف الحكمة بأنها من أعظم المواهب التي وهبها الله لعباده، ونُشِرت هذه الوصية ضمن كتاب السجستاني "صوان الحكمة"[238].

 

4- "وصية أبي علي مسكويه"، ونشرت في "معجم الأدباء"؛ لياقوت[239].

 

5- "رسالة مسكويه إلى بديع الزمان الهمذاني"، ونشرت كذلك في "معجم الأدباء"؛ لياقوت[240].

 

6- "أشعار مسكويه"، سبق أن أشرنا في سلسلة المؤلفات المفقودة لمسكويه إلى كتاب "المستوفي"، وهو عبارة عن أشعار مختارة، إلا أن الثعالبي في كتابه "تتمة اليتيمة" ذكر بعضًا من أشعار مسكويه في المدح والهجاء وغيرهما[241].

 

ب- الكتب:

1- كتاب "تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق"[242]، وتيسَّر لنا الاطِّلاع على النسخة التي قام بتحقيقها قسطنطين زريق، ويقع الكتاب في مائتين وثلاث وأربعين صفحة، وتحدث فيه مسكويه عن تهذيب النفس للوصول بها إلى السعادة، ومبادئ الأخلاق، والخير وأقسامه، والسعادة ومراتبها، والعدالة، والمحبة والصداقة، وتضمن الكتاب معلومات عن الأمراض النفسية التي قد يُصاب بها الإنسان وعلاجها[243]، ويُقال: إن هذا الكتاب هو كتاب "طهارة النفس" الذي يرد ذكره أحيانًا ضمن مؤلفات مسكويه المخطوطة[244].

 

2- كتاب "جاويدان خرد"، (بمعنى: العقل الخالد)، أو (الحكمة الخالدة)، وهو كتاب ألَّفه العلماء القدماء بالفارسية، يشتمل على حِكَم وآداب، عني به مسكويه فأتمَّ به ترجمته التي بدأ بها الحسن بن سهل[245]، ولخصه، وأعجب به؛ لأن فيه نظرات دقيقة في السياسة والاجتماع[246] وأضاف إليه مسكويه حكمًا للعرب والهنود والفرس والروم، وقام بتحقيق الكتاب ونشره عبدالرحمن بدوي، وأُعِيد طبعه أكثر من مرَّة، كان آخرها سنة 1983م، ونُشِر ضمن هذا الكتاب رسالة "لغز قابس"، وهي إحدى رسائل مسكويه التي سبق أن أشرنا إليها[247].

 

وذكر أحد الباحثين أن كتاب "آداب العرب والفرس" الذي يرد ذكره أحيانًا[248] في سلسلة المؤلفات المفقودة لمسكويه هو أحد فصول كتاب "جاويدان خرد"[249].

 

3- كتاب "الفوز الأصغر"، وهو كتاب في الفلسفة، يشتمل على ثلاث مسائل وهي: (الله، ثم النفس وأحوالها، والنبوات)، واطَّلعنا على النسخة التي قام بتحقيقها عبدالفتاح فؤاد، ويقع الكتاب في مائة وثلاث عشرة صفحة[250].

 

4- كتاب "الهوامل والشوامل"، وهو كتاب ألَّفه بالاشتراك مع أبي حيان التوحيدي[251]، والكتاب عبارة عن قسمين (الهوامل) ويتضمَّن أسئلة من أبي حيان، و(الشوامل) ويتضمَّن أجوبة من مسكويه على أسئلة أبي حيان، وهذا الكتاب نشره كلٌّ من: أحمد أمين والسيد أحمد صقر بالتعاون مع لجنة التأليف والترجمة والنشر بالقاهرة سنة 1951م[252].

 

5- كتاب "ترتيب السعادات ومنازل العلوم"، ذكَرَه مسكويه بهذا المسمى في كتابه "تهذيب الأخلاق"[253]، ويسميه البعض "ترتيب العادات"، وبعضهم يجعل منه كتابين: أحدهما "ترتيب السعادات أو العادات" والآخر "منازل العلوم"، وهذا خلاف ما ذكره مسكويه في كتابه "تهذيب الأخلاق".

 

ويعتقد البعض بأن كتاب "ترتيب السعادات" هو نفسه "كتاب السعادة" الذي طُبِع في مصر سنة 1335هـ/ 1928م[254].

 

وكتاب "ترتيب السعادات" مطبوع أيضًا في هامش كتاب "مكارم الأخلاق"؛ للطبرسي في طهران[255].

 

6- كتاب "تجارب الأمم وتعاقب الهمم"، وهو الكتاب التاريخي الوحيد الذي ألَّفه مسكويه، قال عنه القفطي: "وهو كتاب جميل كبير، يشتمل على كل ماورد في التاريخ ممَّا أوجبته التجربة[256].

 

وتكمن أهمية هذا الكتاب في أن مؤلفه أعدَّه أثناء عمله في البلاط البويهي، وابتدأه من الأحداث التي وقعت بعد الطوفان، وتوقَّف به عند أحداث سنة 369هـ[257]، والذي يهمُّنا من هذا الكتاب تلك الحوادث التي عاصَرَها المؤلف، أو كانت قريبة من العصر الذي عاش فيه، وقد نُشِرت في جزأين، يحتوي الجزء الأول على حوادث خمس وثلاثين سنة، تبدأ من سنة (295 - 329هـ)؛ أي: من عصر الخليفة العباسي المقتدر بالله حتى عهد الخليفة المتقي بالله، أمَّا الجزء الثاني فيتضمَّن حوادث أربعين سنة (329- 369هـ)، وقد اطَّلعنا على الطبعة التي صدرت سنة 1332هـ[258].

 

وطُبِع الكتاب عِدَّة مرات، وتُرجِم إلى بعض اللغات الأجنبية وخاصة اللاتينية والإنجليزية[259]، وأكمل هذا الكتاب الوزير العباسي أبو شجاع محمد بن الحسين الملقب ظهير الدين الروذراورى، وذلك إلى سنة 389هـ وسماه: "ذيل كتاب تجارب الأمم"، وهذا الكتاب ألحق به الجزء الثامن من "تاريخ أبي الحسين هلال بن المحسن الصابئ" - الذي سبقت الإشارة إليه - ويحتوي على حوادث خمس سنين (389- 393هـ)[260].

 

ويُعَدُّ مسكويه أحد ثلاثة من المؤرخين العظام في العصر العباسي بعد ابن جرير الطبري والمسعودي، ومن المعروف أن التاريخ تقدَّم في ذلك العصر، وأصبح له منهج مرسوم بعد أن كان خبرًا هنا وخبرًا هناك، فالمؤرخ مسكويه نهج طريقة سلفه الطبري في تدوين الحوادث بحسب السنين لا بحسب الموضوعات، فإذا وقعت مجموعة من الحوادث المختلفة في عِدَّة أماكن كان الذي يجمع بينها سنة حدوثها لا موضوعها، وهذا من غير شكٍّ نظر بدائي مرَّت به مختلف الأمم.

 

والواقع أن مسكويه لم يُعنَ بالرحلات كما عني الطبري والمسعودي، ولكن نوع معيشته وتقلُّباته في حياته، وفارسيته الأصيلة، ودراسته للفلسفة اليونانية، واشتغاله بالكيمياء، ومعاشرته للوزير المهلبي، ومخالطته للأمير عضد الدولة البويهي والوزير ابن العميد، وما حصل له من أزمات سياسية... كل ذلك جعل منه رجلاً مجربًا حقًّا، وقد خلف لنا من ذلك كتابه "تجارب الأمم"، وكان يقصد منه إلى أن ما جرى على الأمم التي قبلنا والملوك والناس عبارة عن دروس وعبر، ولذلك يلتفت إلى ما لا يلتفت إليه غيره، ويقف عند أمر صغير قد يكون منه درس كبير كالذي يحكي لنا أن الأتراك كانوا يعتمدون أن يتخيَّروا من الخلفاء العباسيين حديثي السن أو مَن فيهم بلهٌ وغفلة، أو مَن يعكفون على الملاهي، ثم يتعمَّدون ألاَّ يُطلِعوا الخليفة على كتاب جدي حتى لا يحاسبهم على أعمالهم.

 

وكان لمسكويه منحى خاص غير منحى الطبري والمسعودي، والقارئ لكتاب مسكويه يستفيد منه حقيقة فوائد كثيرة، حيث كان ذا شغف بالأمور السياسية والاجتماعية[261].

 

ومن المآخذ التي تُؤخَذ على هذا الكتاب اعتماد مسكويه على الجزئيات لا على الكليات، يُضاف إلى ذلك أنه كان في نظره هو وغيره من مؤلفي عصره أن سِيَر الحروب والملوك أهم من سِيَر الشعوب والحياة الاجتماعية، ولذلك فإن المؤرخ الحديث يتعب كثيرًا إذا أراد أن يؤرخ لمسألة اجتماعية من كتاب مسكويه، فهو مضطر أن يغربل كتابه كثيرًا ليعثر في آخر أمره على درر[262].

 

خصائص كتاب "تجارب الأمم":

كان مسكويه ينقل بعض رواياته عن الوزير البويهي أبي الفضل ابن العميد؛ حيث كان يعمل أمينًا لمكتبته، وقد أشار إلى ذلك بقوله: "وأكثر ما أحكيه بعد هذه السنة - يقصد سنة 340هـ - فهو عن مشاهدة وعيان أو خبر محصل يجري عندي خبره مجرى ما عاينته، وذلك أن مثل الأستاذ الرئيس أبي الفضل ابن العميد خبرني عن هذه الواقعة وغيرها بما دبَّره، وما اتَّفق له فيها فلم يكن إخباره لي دون مشاهدتي في الثقة به والسكون إلى صدقه".

 

ومثل أبي الفضل الوزير أبو محمد المهلبي: "خبرني بأكثر ما جرى في أيامه؛ وذلك بطول الصحبة وكثرة المجالسة، وحدثني كثير من المشايخ في عصرهما من أمثال أبي بكر أحمد ابن كامل القاضي"[263]، الذي ذكر مسكويه بأنه سمع منه كتاب "تاريخ الأمم والملوك"؛ لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري[264].

 

ولما توفي الوزير أبو الفضل بن العميد سنة 359هـ/ 970م، وتولى الوزارة ابن بقية[265]، أصبح مسكويه شاهد عيان لأحداث ذلك العصر، ولذلك نجده يركز في كتابه "تجارب الأمم" على الدولة البويهية ووزرائها.

 

ويذكر الوزير أبو شجاع ظهير الدين الروذراوري في مقدمة كتابه "ذيل كتاب تجارب الأمم" سبب تأليفه هذا الكتاب قائلاً: "وإنني تأمَّلت كتاب "تجارب الأمم وعواقب الهمم" الذي صنَّفه أبو علي مسكويه فوجدت فوائده غزيرة، ومنافعه كثيرة، وعلمه جمًّا، وبحره خضمًّا، فراقني تأليفه، وأعجبني تصنيفه، فرحم الله مصنفه، وأجزل في الآخرة أجره كما طيب في الدنيا ذكره، فلقد اختار فأحسن الاختيار، ومخض فأتى بزبد الأخبار، وسلك سبيلاً وسطًا بين التطويل والاختصار... فدعاني وقوف همتي عليه إلى اقتفاء أثره"[266].

 

وممَّا سبق تبيَّن لنا أن مؤلفات مسكويه تصل إلى حوالي سبعة وأربعين مؤلفًا منها: (ستة وعشرون مؤلفا مفقودة)، و(تسع مخطوطات وهي عبارة عن مجموعة من الرسائل القصيرة)، و(اثنا عشر مؤلفًا مطبوعة).

 

آراء مسكويه في الدولة البويهية:

بالرغم من أن مسكويه عمل في البلاط البويهي مُدَّة طويلة، فإنه انتقد في كتابه "تجارب الأمم" بعض أمراء هذه الدولة؛ حيث بدأ بالأمير ركن الدولة، وأشار إلى ضعفه في تدبير شؤون الدولة، وفساد الأحوال في حكومته، وفي المقابل أثنى على كفاءة الوزير ابن العميد، وحسن تدبيره حيث يقول: "فما حيلة وزيره ومدبره"[267].

 

وانتقد أيضًا في كتابه الآنف الذكر الأمير عضد الدولة البويهي فقال عنه: "فلولا خلالٌ كانت في عضد الدولة يسيرة، لا أستحسن ذكرها مع كثرة فضائله، لبلغ من الدنيا مناه ورجوت له من الآخرة رضاه، والله ينفعه بما قدَّمه من العمل الصالح، ويغفر له ما وراء ذلك"[268].

 

وفاته:

توفي مسكويه في مدينة أصبهان يوم 9 صفر سنة 421هـ/ 1030م[269].

 

وممَّا سبق تبيَّن لنا أن البلاط البويهي أنجب نخبة من المؤرخين الذين كانت لهم بصمات واضحة في تدوين حوادث التاريخ البويهي بصفة خاصة، وتاريخ المشرق الإسلامي أثناء العصر العباسي الثاني بصفة عامة، ولعل ما يميز مصنفات هؤلاء المؤرخين عن غيرهم أنهم كانوا يستقون أخبارهم من الوثائق الرسمية للدولة، منتهزين فرصة عملهم في البلاط، وبالرغم من أنهم وقعوا تحت بعض التأثيرات الشخصية أو المذهبية أو السياسية حقيقةً، فإنهم تركوا لنا تراثًا تاريخيًّا ضخمًا؛ ذلك أنهم لم يدَّخروا وسعًا في سبيل تسجيل أحداث عصرهم، وضبط مواقيت حدوثها، وإعطاء معلومات وصفية واسعة النطاق؛ ممَّا يجعل الباحث في تاريخ الدولة البويهية بصفة خاصة لا يمكنه الاستغناء عن هذه المصادر؛ لما تحويه من معلومات في غاية الأهمية.


المصادر والمراجع

أولا: المصادر:

•ابن أبي أصيبعة، أبو العباس موفق الدين أحمد بن القاسم (ت 668هـ/ 1269م).

•عيون الأنباء في طبقات الأطباء؛ تحقيق نزار رضا، بيروت: مكتبة الحياة، 1965م.

•ابن الأثير، عز الدين علي بن أبي الكرم محمد الشيباني (ت 630هـ/ 1232م).

•الكامل في التاريخ، بيروت: دار صادر، 1402هـ/ 1982م.

•ابن تغري بردي، جمال الدين أبو المحاسن يوسف (ت 874هـ/ 1470م).

•النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، مصر، 1383هـ/ 1963م.

•ابن الجوزي، أبو الفرج عبدالرحمن بن علي (ت 597هـ/ 1200م).

•المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ط 1، حيدر آباد، الدكن 1357هـ.

•حاجي خليفة، مصطفى بن عبدالله المعروف بكاتب جلبي (ت 1067هـ/ 1656م).

•كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، بيروت: دار إحياء التراث العربي.

•ابن حوقل، أبو القاسم محمد البغدادي (ت 380هـ/ 990م).

•صورة الأرض، ط 2،  بيروت، 1963م.

•ابن خلدون، عبدالرحمن بن خلدون (ت 808هــ/ 1406م).

•العبر وديوان المبتدأ والخبر، ط 1، بيروت، 1401هـ/ 1981م.

•ابن خلكان، أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد (ت 681هـ/ 1282م).

•وفَيَات الأعيان وأنباء أبناء الزمان؛ تحقيق إحسان عباس، بيروت: دار صادر.

•ابن الطقطقا، محمد بن علي بن طباطبا (ت 907هـ/ 1309م).

•الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية، بيروت: دار صادر.

•ابن العبري، أبو الفرج غريغوريوس جمال الدين ابن الشماس الملطي (ت 683هـ/ 1286م).

•تاريخ مختصر الدول، بيروت: المطبعة الكاثوليكية، 1958م.

•ابن العماد، أبو الفلاح عبدالحي الحنبلي (ت 1089هـ/ 1878م).

•شذرات الذهب في أخبار مَن ذهب، بيروت، 1409هـ/ 1988م.

•ابن العمراني، محمد بن علي بن محمد (ت حوالي سنة 580هـ/ 1185م).

•الإنباء في تاريخ الخلفاء؛ تحقيق قاسم السامرائي، ط 2، الرياض 1402هـ/ 1982م.

•ابن كثير، أبو الفداء الحافظ إسماعيل بن عمر الدمشقي (ت 774هـ/ 1372م).

•البداية والنهاية، ط 6، بيروت، 1405هـ/ 1985م.

•ابن النديم، محمد بن إسحاق (ت 583هـ/ 599م).

•الفهرست، ط 1، بيروت، 1415هـ/ 1994م.

•أبو شجاع، الوزير محمد بن الحسين الملقب ظهير الدين (ت 488هـ/ 1095م).

•ذيل تجارب الأمم، طبع شركة التمدن الصناعية، مصر، 1334هـ، و1916م.

•أبو الفداء، الملك المؤيد عماد الدين إسماعيل بن علي (ت 732هـ/ 1331م).

•المختصر في أخبار البشر، ط 1، مصر، (بدون تاريخ).

•الأزدي، علي بن ظافر بن الحسين (ت 623هـ/ 1226م).

أ- أخبار الدولة الحمدانية؛ تحقيق تميمة الرواف، ط1، دمشق 1406هـ/ 1985م.

ب- أخبار الدول المنقطعة؛ تحقيق محمد الزهراني، مصر، 1408هـ/ 1988م.

•البنداري، قوام الدين الفتح بن علي بن محمد (ت 643هـ/ 1245م).

•تاريخ دولة آل سلجوق، ط3، بيروت، 1400هـ/ 1980م.

•الثعالبي، أبو منصور عبدالملك بن محمد (ت 429هـ/ 1037م).

أ- يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر؛ تحقيق محمد محيى الدين عبدالحميد، مطبعة السعادة، مصر، 7731هـ.

ب- تتمة يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر؛ شرح وتحقيق مفيد محمد قميحة، ط1، بيروت، 1403هـ/ 1983م.

•الخطيب البغدادي، الحافظ أبو بكر أحمد بن علي (ت 463هـ/ 1070م).

•تاريخ بغداد، المدينة المنورة، (بدون تاريخ الطبع).

•الخوارزمي، محمد بن أحمد بن يوسف (ت 387هـ/ 997م).

•مفاتيح العلوم، ط1، مصر، (بدون تاريخ الطبع).

•الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748هـ/ 1374).

أ- سير أعلام النبلاء؛ تحقيق شعيب الأرنؤوط، بيروت، 1413هـ/ 1992م.

ب- العبر في خبر من غبر؛ تحقيق محمد السعيد بن بسيوني، بيروت، (بدون تاريخ الطبع).

•سبط بن الجوزي، شمس الدين يوسف بن قزاوغلي (ت 654هـ/ 1256م).

•مرآة الزمان في تاريخ الأعيان (481- 517هـ)؛ تحقيق ودارسة د. مسفر بن سالم الغامدي، الجزء الأول، مركز إحياء التراث الإسلامي، مكة المكرمة، 1407هـ/ 1987م.

•السيوطي، الحافظ جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر (ت 911هـ/ 1505م).

•تاريخ الخلفاء، بيروت: دار الفكر.

•الصابئ، أبو إسحاق إبراهيم بن هلال بن إبراهيم (ت 384هـ/ 994م).

•المنتزع من التاجي في أخبار الدولة الديلمية، ميكروفيلم بدار الكتب المصرية، رقم (235).

• المنتزع من كتاب التاجي لأبي إسحاق الصابئ؛ تحقيق وشرح محمد حسين الزبيدي، بغداد، 1397هـ/ 1977م.

• الصابئ، أبوالحسين هلال بن المحسن (ت 448هـ/ 1056م).

أ- تاريخ الصابئ، الجزء الثامن. ملحق بذيل كتاب أبي شجاع ظهير الدين الروذراوري الذي هو أيضًا ملحق بكتاب مسكويه "تجارب الأمم" الجزء الثالث، القاهرة، 1919م.

ب- رسوم دار الخلافة؛ تحقيق ميخائيل عواد، ط2، بيروت، 1406هـ/ 1986م.

ج- الوزراء أو (تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء)؛ تحقيق عبدالستار أحمد فراج، دار إحياء الكتب العربية، 1958م.

•الصفدي، صلاح الدين خليل بن أيبك (ت 764هـ/ 1362م).

•الوافي بالوفيات، باعتناء محمد يوسف نجم؛ نشر دار فرانزشتايز، فيسبادن، المانيا، 1391هـ/ 1971م.

• القزويني، زكريا بن محمد بن محمود (ت 682هـ/ 1283م).

• آثار البلاد وأخبار العباد - بيروت، 1380هـ/ 1960م.

• القلقشندي، أبو العباس أحمد بن علي (ت 821هـ/ 1418م).

• صبح الأعشى في صناعة الإنشا، القاهرة، 1351هـ/ 1931م.

• الكرديزي، أبو سعيد عبدالحي بن الضحاك بن محمود (ت 442- 443هـ).

• زين الأخبار؛ ترجمة عفاف السيد زيدان، ط1، مصر، 1402هـ/ 1982م.

• مسكويه، أبو علي أحمد بن محمد (ت 421هـ/ 1030م).

أ- تجارب الأمم وتعاقب الهمم، مصر، 1914م.

ب- تهذيب الأخلاق؛ تحقيق قسطنطين زريق، بيروت، 1966م.

ج- الفوز الأصغر؛ تحقيق عبدالفتاح فؤاد، ليبيا، 1394هـ/ 1974م.

•النظامي العروضي السمرقندي (ت 552هـ/ 1157م).

•جهار مقالة؛ ترجمة عبدالوهاب عزام ويحيى الخشاب، ط1، القاهرة، 1368هـ/ 1949م.

• ياقوت، شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالملك الحموي (ت 626هـ/ 1228م).

أ- معجم الأدباء، ط2، القاهرة (بدون تاريخ).

ب- معجم البلدان، بيروت: دار صادر، 1404هـ/ 1984م.

 

ثانيا: المراجع:

•أحمد أمين، (ظهر الإسلام، ط5، مصر، 1364هـ/ 1945م).

•آدم متز، (الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري؛ ترجمة محمد عبدالهادي أبو ريد، ط4، بيروت، 1387هـ/ 1967م).

•إسماعيل البغدادي، (هدية العارفين، بيروت: دار إحياء التراث العربي).

•آقا بزرك الطهراني، (الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ط3، بيروت، 1403هـ/ 1983م).

•بدر عبدالرحمن محمد، (الحياة السياسية ومظاهر الحضارة في العراق والمشرق الإسلامي من أوائل القرن الرابع الهجري حتى ظهور السلاجقة، ط1، القاهرة، 1410هـ/ 1989م).

•دائرة المعارف الإسلامية؛ (ترجمة أحمد الشنتناوي وآخرين)، بيروت، (بدون تاريخ).

•رضا زاده شفق، (تاريخ الأدب الفارسي؛ ترجمة محمد هنداوي، القاهرة 1947م).

•عباس إقبال، (تاريخ إيران بعد الإسلام؛ ترجمة محمد علاء الدين منصور، القاهرة، 1410هـ/ 1990م).

• عبدالعزيز عزت، (ابن مسكويه فلسفته الأخلاقية ومصادرها، ط1، القاهرة، 1946م).

• عصام الدين عبدالرؤوف الفقي، (الدول الإسلامية المستقلة في الشرق، القاهرة، (بدون تاريخ).

• علي المحيميد، (دراسات في تاريخ المشرق الإسلامي، ط1، الرياض، 1414هـ/ 1993م).

•عمر رضا كحالة، (معجم المؤلفين، بيروت، بدون تاريخ).

•فؤاد سزكين، (تاريخ التراث العربي؛ ترجمة عرفة مصطفى، الرياض، 1403هـ/ 1983م).

• لسترنج (كي)، (بلدان الخلافة الشرقية؛ ترجمة بشير فرنسيس وكوركيس عواد، بيروت، 1405هـ).

•محمد منصور حاوي، (كتاب " تجارب الأمم " لأبي علي أحمد مسكويه؛ دراسة وتحقيق، رسالة ماجستير بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، 1413هـ).

•محمود شاكر، (تركستان، بيروت: دار الإرشاد، (بدون تاريخ الطبع).

•نزيه منصور، مدخل إلى دراسة مسكويه، مقال بمجلة الباحث، السنة العاشرة، العدد الثاني (50) حزيران 1988م، الصفحات (31 - 59).



[1] بكالوريوس في التاريخ من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - كلية العلوم العربية والاجتماعية بالقصيم عام 1402هـ.

- ماجستير في التاريخ الإسلامي من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية العلوم الاجتماعية بالرياض 1406هـ.

- دكتوراه في التاريخ الإسلامي من الجامعة نفسها 1413هـ.

- يعمل الآن وكيلاً لقسم التاريخ بكلية العلوم العربية والاجتماعية بالقصيم.

[2] ابن الأثير: "الكامل في التاريخ"، بيروت: دار صادر، 1399هـ/ 1979 م، (8/ 264- 265).

[3] جرجان: إقليم يقع في جنوب شرق بحر قزوين، (لسترنج، "بلدان الخلافة الشرقية"؛ ترجمة بشير فرنسيس وكوركيس عواد، ط 2، بيروت، 1405هـ/ 1985م، ص 417).

[4] أسَّس هذه الدولة الحسن بن زيد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب في بلاد الديلم سنة 250هـ، واتَّخذ مدينة آمل بطبرستان مقرًّا لدولته التي تعاقَب عليها عددٌ من أفراد أسرته حتى سقوطها سنة 316هـ، (الصابئ: "المنتزع من كتاب التاجي"؛ تحقيق محمد بن حسين الزبيدي، بغداد 1397هـ/ 1971 م، ص40 وما بعدها.

[5] خراسان: الإقليم الشرقي من بلاد فارس، وهي حاليًّا مقسمة بين إيران وأفغانستان وجزء منها يتبع حاليًّا روسيا، (محمود شاكر: "تركستان"، بيروت، ص 26).

[6] الصابئ: "المنتزع من كتاب التاجي"، ص 59.

[7] بلاد الديلم: تقع جنوب غرب بحر قزوين، (لسترنج: "بلدان الخلافة الشرقية"، ص 207).

[8] ويسمى أحيانًا "ماكان بن كاكي"، وهو أحد قوَّاد جيش الدولة الزيدية بطبرستان في عهد (الحسن بن قاسم 304- 316هـ)، لقي مصرعه سنة 329هـ على يد أحد قوَّاد الدولة السامانية، (عباس إقبال: "تاريخ إيران بعد الإسلام"؛ ترجمة محمد علاء الدين، القاهرة، 1410هـ/ 1990م، ص 29، 43).

[9] مرداويج بن زيار الديلمي، كان قائدًا من قوَّاد أسفار بن شيرويه الديلمي في بلاد الجبال، ولكنه خرج عليه، وهزمه سنة 316هـ، ثم ملَك بلاده، وقتَل مرداويج سنة 323هـ، (ابن الأثير: "الكامل"، 8/ 196، 298).

[10] الكرج: تقع في بلاد الجبل بين همذان وأصفهان (ابن حوقل، صورة الأرض، بيروت، 1963م، ص394).

[11] الري: مدينة تقع في الطرف الشمالي الشرقي من إقليم الجبال، قامت على أنقاضها مدينة طهران عاصمة إيران حاليًّا (لسترنج: "بلدان الخلافة"، ص 249- 252).

[12] أصفهان: تقع في الطرف الجنوبي الشرقي من إقليم الجبال، (لسترنج: "بلدان الخلافة"، ص 238).

[13] شيراز: كانت حاضرة بلاد فارس وتقع وسط هذا الإقليم (ياقوت: "معجم البلدان"، بيروت 1404هـ/ 1984م (3/ 380).

[14] فارس: كانت ولاية واسعة، تقع حاليًّا جنوب إيران، وقصبتها شيراز (لسترنج: "بلدان الخلافة"، ص 283).

[15] الجبال: هي المنطقة الواسعة الممتدَّة من سهول العراق والجزيرة في الغرب إلى مفازة فارس في الشرق، وينقسم هذا الإقليم إلى قسمين: الصغير وهو كردستان في الغرب، والكبير وهو عراق العجم في الشرق، (لسترنج: "بلدان الخلافة"، ص 220- 221).

[16] كرمان: ناحية كانت تقع بين فارس ومكران وسجستان وخراسان (ياقوت، نفسه، (4/ 454).

[17] أبو علي محمد بن إلياس، نائب الدولة السامانية في كرمان، توفي مريضًا ببخارى سنة 357هـ (ابن الأثير: "الكامل"، 8/ 586).

[18] مسكويه: "تجارب الأمم"، مصر 1332هـ/ 1914م، (1/ 352- 353).

[19] الأهواز: ناحية بين البصرة وفارس، ويُقال لها: خوزستان، (القزويني، "آثار البلاد وأخبار العباد"، بيروت 1380هـ/ 1960م، ص 152).

[20] مسكويه: نفسه، (1/ 378).

[21] علي المحيميد، "دراسات في تاريخ المشرق الإسلامي"، ط1، الرياض، 1414هـ/ 1993م، ص135.

[22] هو أبو القاسم عبدالله بن المكتفي بن المعتضد، بُويِع له بالخلافة عند خلع المتَّقي، ترجم له السيوطي، "تاريخ الخلفاء"، بيروت، ص367.

[23] ابن الأثير: "الكامل"، (8/ 449 - 450) .

[24] مسكويه: "تجارب الأمم"، (2/ 84 - 85)، القلقشندي: "صبح الأعشى في صناعة الإنشا"، القاهرة 1231هـ/ 1913م، (3/ 258).

[25] محمد جمال الدين سرور: "تاريخ الحضارة الإسلامية في الشرق"، القاهرة، 1384هـ/ 1965م، ص86- 87.

[26] أبو شجاع فناخسرو، الملقب عَضُد الدولة ابن ركن الدولة الحسن بن بُوَيْه الديلمي، حكم بلاد عمِّه عماد الدولة، وهو أول مَن خُوطِب بلقب ملك في الإسلام، وأول مَن خُطِب له على المنابر ببغداد بعد الخليفة، وكان من ألقابه "تاج الملة"، (ابن خلكان، "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان"؛ حققه إحسان عباس، بيروت، 1917م (4/ 50 - 55).

[27] فضلاً انظر: عصام الدين عبدالرؤوف، "الدول الإسلامية المستقلة في الشرق"، القاهرة، ص 20، بدر عبدالرحمن: "الحياة السياسية ومظاهر الحضارة في العراق والمشرق الإسلامي"، ط1، القاهرة 1410هـ/ 1989م، ص 94، محمد بن حسين الزبيدي: "العراق في العصر البويهي"، بغداد 1969م.

[28] مؤيد الدولة أبو منصور بويه بن ركن الدولة، مات بجرجان سنة 373هـ، ولم يعهد بالملك لأحد، وكان عمره ثلاثًا وأربعين سنة، وخلفه أخوه فخر الدولة (ابن الأثير: "الكامل" (9/ 26).

[29] فخر الدولة أبو الحسن علي بن ركن الدولة، توفي بقلعة طبرق في شعبان سنة 387هـ، (ابن الأثير: "الكامل"، (9/ 131- 132).

[30] مسكويه: "تجارب الأمم"، (2/ 363- 364)، ابن الأثير: "الكامل"، (8/ 669- 670).

[31] مجد الدولة أبو طالب رستم، تولى الحكم بعد والده فخر الدولة، وكان عمره أربع سنين، وصارت أمه هي التي تدير شؤون الدولة حتى وفاتها سنة 419هـ (ابن الأثير: "الكامل"، 9/ 132، 369).

[32] شمس الدولة أبو طاهر، نصبته أمه سيدة خاتون في ولايتي همذان وكرمانشاه، وبقي حتى سنة 412هـ تقريبًا، (عباس إقبال: "تاريخ إيران"، ص 91- 92).

[33] عباس إقبال: "تاريخ إيران"، ص 92.

[34] أبو منصور بختيار عز الدولة بن معز الدولة، تزوج الخليفة الطائع ابنته، ولقي عز الدولة مصرعه أثناء القتال الذي نشب بينه وبين ابن عمه عضد الدولة سنة 763هـ (ابن خلكان: "وفيات الأعيان"، 1/ 267- 268).

[35] عباس إقبال: "تاريخ إيران"، ص 84.

[36] البنداري، "تاريخ دولة آل سلجوق"، ط1، بيروت، 1400هـ/ 1980م، ص 12.

[37] أحمد أمين، ظهر الإسلام، ط5، مصر، 1364هـ/ 1945م، (2/ 265)، محمد سرور: "تاريخ الحضارة الإسلامية"، ص218.

[38] أبو الفضل محمد بن العميد أبو عبدالله الحسين بن محمد الكاتب، تولى الوزارة البويهية سنة 328هـ، وكان متوسِّعًا في علوم الفلسفة والنجوم والأدب، وكان يسمى الجاحظ الثاني، وقيل عنه: "بُدِئت الكتابة بعبدالحميد وختمت بابن العميد"، كانت وفاته سنة 360هـ، (ابن خلكان: "وفيات الأعيان"، (5/ 103- 113)

[39] الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن أبي الحسن عَبَّاد بن العباس بن عباد بن أحمد بن إدريس الطالقاني، كان نادرة الدهر وأعجوبة العصر في فضائله، تولى الوزارة للأمير مؤيد الدولة البويهي، ثم لأخيه فخر الدولة، توفي الصاحب بن عباد بالري سنة 385هـ (ابن خلكان: نفسه، 1/ 228- 233).

[40] "وفيات الأعيان" (1/ 229- 230).

[41] أحمد أمين: "ظهر الإسلام"، (2/ 266).

[42] أبو شجاع: "ذيل تجارب الأمم"، مصر، 1334هـ/ 1916م، 3/ 68).

[43] بدر عبدالرحمن محمد: "الحياة السياسية"، ص 344.

[44] رامَهُرْمُز: معنى (رام) بالفارسية المراد والمقصود، و(هرمز) أحد الأكاسرة، فكأن هذه اللفظة مركَّبة معناها: مقصود هرمز أو مراد هرمز، وهي مدينة مشهورة بنواحي خوزستان (ياقوت: "معجم البلدان" 3/ 17).

[45] البصرة: المدينة المعروفة حاليًّا جنوب العراق، وتقع على رأس الخليج العربي قرب مصبِّ نهر دجلة (لسترنج: "بلدان الخلافة"، ص 65).

[46] أبو نصر سابور بن أردشير، كان من أكابر وزراء الدولة البويهية، وُلِد بشيراز سنة 336هـ، وتوفي ببغداد سنة 416هـ (ابن خلكان: "وفيات الأعيان" 2/ 354- 356).

[47] ابن الجوزي "المنتظم"، ط1، حيدر آباد، 1357هـ، (8/ 205)، ابن الأثير: "الكامل" (8/ 7)، آدم متز: "الحضارة الإسلامية" (1/ 329- 330).

[48] ينتسب هذا المؤرخ وأسرته التي برزت أثناء الحكم البويهي في العراق إلى فرقة الصابئة الوثنية التي كان مركزها في بلدة حرَّان شمال العراق، وهي فرقة وثنية بقيت مدَّة طويلة في ظلِّ الإسلام، وانتقلت أسرة الصابئ من بلدة حرَّان حوالي سنة 259هـ/ 872م عندما تشاحَن ثابت بن قرَّة الصابئ مع أهل ملَّته فحكموا عليه بالمروق فجاء إلى بغداد، وأسس فرعًا آخر للصابئة، وعاشت هذه الجماعة في أمن وسلام ردحًا من الزمن حتى شرع الخليفة القاهر بالله في اضطهادهم، وأجبر زعيمهم سنان بن ثابت على اعتناق الإسلام، واستغلَّ أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابئ نفوذه في البلاط البويهي؛ فسعى إلى إصدار مرسوم يقضي بمعاملة أهل ملته في حران والرقة وديار بكر معاملة سمحة، ويحمي صابئة بغداد، وفي منتصف القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي ذهبت ريح الصابئة في حران، وبقي نفوذهم محدودًا للغاية في بغداد، الشهرستاني، "الملل والنحل"؛ تحقيق محمد كيلاني، مصر 1396هـ/ 1976م، 2/ 5 - 48)، "دائرة المعارف الاسلامية"، (14/ 89 - 91)، وللاطلاع على مزيد من المعلومات عن هذه الفرقة انظر على سبيل المثال: عبدالرزاق الحسني: "الصابئون في حاضرهم وماضيهم"، بغداد، 1404هـ، 1984م، رشدي عليان: "الصابئون حرانيين ومندائيين"، بغداد، 1976م.

[49] ابن النديم، "الفهرست"، ط1، بيروت، 1415هـ/ 1994م، ص 333، ابن خلكان: "وفيات الأعيان"، (1/ 313- 314)، الذهبي: "سير أعلام النبلاء"، ط1، بيروت، 1414هـ/ 1994م، (13/ 854).

[50] الرقة: تقع على الضفة الغربية لنهر الفرات، وكانت مركز ديار مضر (لسترنج: "بلدان الخلافة"، ص 132).

[51] القاهر بالله محمد بن المعتضد بن طلحة بن المتوكل، كانت خلافته سنة ونصفًا حيث عُزِل سنة 322هـ (ابن العمراني: "الإنباء في تاريخ الخلفاء"، ص 161- 162)، (السيوطي: "تاريخ الخلفاء"، ص 357- 361).

[52] ابن الجوزي: "المنتظم"، (6/ 332).

[53] "سير أعلام النبلاء"، (13/ 485).

[54] بجكم، كان من الموالي الأتراك، دخل إلى بغداد سنة 326هـ/ 938م، وتولى منصب أمير الأمراء مكان محمد بن رائق، لقي مصرعه في رجب سنة 329هـ/ أبريل 941م، ("دائرة المعارف الإسلامية" 3/ 359- 360).

[55] أبو العباس، محمد بن المقتدر بالله، بويع بالخلافة سنة 323هـ، ومات في ربيع الأول سنة 329هـ، ابن العمراني: "الإنباء في تاريخ الخلفاء"؛ تحقيق قاسم السامرائي، ط2، الرياض، 1402هـ/ 1982م، ص163- 167.

[56] ابن الجوزي: "المنتظم"، (6/ 332).

[57] أبو إسحاق، إبراهيم بن المقتدر بالله، بُويِع بالخلافة سنة 329هـ وعُزِل عنها سنة 333هـ، (ابن العمراني: "الإنباء في تاريخ الخلفاء"، ص 168- 174.

[58] ناصر الدولة الحسن بن أبي الهيجاء عبدالله بن حمدان بن حمدون التغلبي، حكم الموصل وما جاوَرَها من البلاد حوالي 32 سنة، وكانت وفاته سنة 357هـ، (ابن خلكان: "وفيات الأعيان" 2/ 114- 117).

[59] ابن الأثير: "الكامل"، (8/ 406).

[60] الوزير الخاقاني، أبو القاسم عبدالله بن محمد بن عبيدالله بن يحيى بن خاقان، تولى الوزارة في عهد المقتدر بالله سنة 312هـ، والده أبوعلي الخاقاني وزير المقتدر بالله، وكانت سيرتهما غير محمودة، وعُزِل أبو القاسم عن الوزارة بعد توليه بسنة واحدة، توفي سنة 314هـ.

ابن الأثير: نفسه (8/ 150- 168)، ابن الطقطقا: "الفخري" أو (تاريخ الدول الإسلامية)، بيروت، ص266).

[61] أبو الحسن علي بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات، وزير المقتدر بالله، تولى الوزارة في عهده ثلاث مرات، قُتِل هو وولده المحسن سنة 312هـ (ابن الأثير: نفسه (8/ 151)، (ابن خلكان: نفسه، 3/ 421).

[62] القفطي، "تاريخ الحكماء"، بغداد: مكتبة المثنى، مصر: مؤسسة الخانجي، ص 110، ابن أبي أصيبعة "عيون الأنباء في طبقات الأطباء"؛ شرح وتحقيق نزار رضا، بيروت، 1965م، (1/ 305)، ابن العبري: "تاريخ مختصر الدول"، بيروت، 1985م، ص 701.

[63] المطيع لله أبو العباس الفضل بن المقتدر، بويع له سنة 334 هـ وبقي في الخلافة حتى سنة 363هـ، (الأزدي، "أخبار الدول المنقطعة"؛ تحقيق محمد الزهراني، مصر، 1408هـ/ 1988م، ص 246).

[64] القفطي، "تاريخ الحكماء"، ص 110، ابن خلكان: نفسه، (1/ 314- 315)، ابن العماد: "شذرات الذهب في أخبار من ذهب"، بيروت، 1409هـ/ 1988م، (المجلد 1/ ج 2/ 197).

[65] ذكره ابن النديم باسم (يحيى بن سرافيون)، وصنَّفه ضمن طبقة الأطباء المحْدَثين، وجميع مؤلفاته بالسريانية، وقد نُقِل كتاباه في الطب إلى اللغة العربية وهما: "كتاب كناش يوحنا الكبير"، ويتضمَّن اثنتي عشرة مقالة، وكتاب "الكناش الصغير"، ويتضمَّن سبع مقالات، ("الفهرست"، ص 358).

[66] ابن أبي أصيبعة: "عيون الأنباء": ص 311.

[67] ياقوت: "معجم الأدباء": (7/ 142).

[68] القفطي: "تاريخ الحكماء": ص 110، ابن العبري: "تاريخ مختصر الدول": ص 170.

[69] "البداية والنهاية": (11/ 85).

[70] انظر على سبيل المثال لا الحصر: فتنة عبدالله بن المعتز ضمن حوادث سنة 296هـ، وأخبار سنة 297هـ، وأخبار سنة 310هـ، "المنتظم"، (6/ 80، 89، 172).

[71] "الفخري": ص 282.

[72] "الكامل": (8/ 647).

[73] ابن العبري: "تاريخ مختصر الدول": ص 170، الذهبي: "العبر": (2/ 115).

[74] ابن النديم: "الفهرست": ص364، ياقوت: "معجم الأدباء": (7/ 142- 145)، ابن الأثير: "الكامل": (8/ 647).

[75] ياقوت: "معجم الأدباء": (7/ 142- 145)، القفطي: "تاريخ الحكماء": ص 111، ابن أبي أصيبعة: "عيون الأنباء": ص 307.

[76] ابن النديم: "الفهرست": ص 167، الثعالبي: "يتيمة الدهر": (2/ 241 - 311)، القفطي: "تاريخ الحكماء": ص 75، ابن العبري: "تاريخ مختصر الدول"، ص 176.

[77] توفي هلال بن إبراهيم والد المؤرخ إبراهيم بن هلال الصابئ سنة 342هـ، ("دائرة المعارف الإسلامية" 14/ 83).

[78] توزون الديلمي، أمير العساكر ببغداد، مات بها سنة 334هـ، وكانت مدَّة إمارته حوالي سنتين وأربعة أشهر (ابن الأثير: "الكامل": (8/ 448).

[79] أبو محمد الحسن بن محمد بن هارون بن إبراهيم بن عبدالله بن يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي المهلبي، تولى الوزارة البويهية في بغداد سنة 339هـ للأمير معز الدولة البويهي، وكانت وفاته سنة 352هـ، ودفن ببغداد، (ابن خلكان: "وفيات الأعيان": (2/ 124- 127).

[80] الثعالبي، "يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر"؛ تحقيق محمد محيى الدين عبدالحميد، مصر 1377هـ، (2/ 242)، ابن خلكان: "وفيات الأعيان": (1/ 52)، "دائرة المعارف الإسلامية" (14/ 83).

[81] ياقوت: "معجم الأدباء": (2/ 28)، الذهبي: "سير أعلام النبلاء" (16/ 523).

[82] ديوان الإنشاء: ويسمَّى أحيانًا ديوان الرسائل؛ لأن الرسائل أكثر أنواع كتابة الإنشاء وأعمُّها، ويُطلَق عليه أحيانًا ديوان المكاتَبَات، وديوان الإنشاء أوَّل ديوان وُضِع في الإسلام، وتطوَّرت أعمال هذا الديوان مع تقدُّم وازدهار الدولة الإسلامية، (الخوارزمي "مفاتيح العلوم"؛ عني بتصحيحه ونشره إدارة الطِباعة المنيرية، مصر، ص 50، القلقشندي: "صبح الأعشى، (1/ 89).

[83] هو أبو بكر عبدالكريم بن المطيع لله، بُويِع له بالخلافة يوم خُلِع أبوه في سنة 363هـ، عزَلَه الأمير بهاء الدولة البويهي عن الخلافة سنة 381هـ (ابن العمراني: "الإنباء في تاريخ الخلفاء، ص 179- 182)، ابن الطقطقا: "الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية"، "تاريخ الدول الإسلامية" بيروت، ص289- 290.

[84] الهمذاني، "تكملة تاريخ الطبري"؛ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ملحق بكتاب الطبري: "تاريخ الأمم والملوك"، بيروت، لبنان: دار سويدان، (11/ 391)، (حوادث سنة 349هـ).

[85] ياقوت: "معجم الأدباء"، (2/ 21)، ابن خلكان: "وفيات الأعيان"، (1/ 52)، أبو الفداء: "المختصر في أخبار البشر"، القاهرة: مكتبة المتنبي، (2/ 129)، الذهبي: "سير أعلام النبلاء" (16/ 523- 524).

[86] القفطي: "تاريخ الحكماء"، ص 75 - 76.

[87] الثعالبي: "يتيمة الدهر"، (2/ 245)، ياقوت: "معجم البلدان"، (2/ 31).

[88] الثعالبي: "يتيمة الدهر"، 245، ياقوت: "معجم الأدباء"، (2/ 22)، ابن الأثير: "الكامل"، (9/ 15)، ابن خلكان: "وفيات الأعيان"، (1/ 52).

[89] أبو شجاع: "ذيل تجارب الأمم"، (3/ 21- 23)، ياقوت: "معجم الأدباء"، (2/ 21- 22، 42- 49)، ابن الأثير: "الكامل"، (9/ 15)، الذهبي: "سير أعلام النبلاء"، (16/ 524)، ابن العماد الحنبلي: "شذرات الذهب"، (3/ 107- 108).

[90] القفطي: "تاريخ الحكماء": ص 57، أحمد أمين: "ظهر الإسلام"، (1/ 237)، "دائرة المعارف الإسلامية" (14/ 83- 84).

[91] الثعالبي: "يتيمة الدهر"، (2/ 246 - 247)، ياقوت: "معجم البلدان"، (2/ 51- 52).

[92] أبو سهل ويجن بن رستم الكوهي، أحد العلماء بالهندسة وعلم الهيئة وصناعة آلات الأرصاد، تقدَّم في الدولة البويهية وخاصة في عهد عضد الدولة وابنه شرف الدولة، له عدَّة مصنفات في الهندسة وعلم الفلك، كان حيًّا سنة 378هـ، (القفطي: "تاريخ الحكماء"، ص 351 - 354).

[93] القفطي: "تاريخ الحكماء": ص 75.

[94] توجد نسخة مخطوطة من هذا الكتاب في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، تحت رقم (1689/ ف).

[95] مخطوطة ليدن رقم (2345)، مخطوطة باريس رقم (3314).

[96] ابن النديم: "الفهرست"، ص 167، ياقوت: "معجم البلدان"، (2/ 94)، "دائرة المعارف الإسلامية" (1/ 85).

[97] صدر الكتاب عن المطبعة العثمانية في بعبدا - لبنان 1316هـ/ 1898م.

[98] الشريف الرضي أبو الحسن محمد بن الطاهر ذي المناقب، من أحفاد الحسين بن علي - رضي الله عنهما - المعروف بالموسوي، صاحب ديوان الشعر، انظر ترجمته في ابن خلكان: "وفيات الأعيان" (4/ 414- 420).

[99] فؤاد سزكين: "تاريخ التراث العربي"؛ ترجمة عرفة مصطفى، الرياض، 1403هـ/ 1983م (المجلد الثاني/ الجزء الرابع/ ص182).

[100] نُشِر هذا الكتاب في الكويت سنة 1381هـ/ 1961م.

[101] ابن النديم: "الفهرست"، ص 167، ياقوت: "معجم البلدان"، (2/ 94).

[102] "دائرة المعارف الإسلامية"، (14/ 85).

[103] فؤاد سزكين: "تاريخ التراث العربي": المجلد الثاني/ الجزء الرابع، ص182.

[104] "دائرة المعارف الإسلامية"، (14/ 84).

[105] الصابئ: "المنتزع من التاجي في أخبار الدولة الديلمية"، ورقة 5 (ب).

[106] لم نقف على ترجمة لهذا المؤلف في المصادر التي بين أيدينا، (انظر النسخة المحققة من كتاب الصابئ بعنوان "المنتزع من كتاب التاجي"؛ لأبي إسحاق الصابئ؛ تحقيق وشرح محمد حسين الزبيدي، ص(5، 83).

[107] انظر ترجمة الصابئ في: "وفيات الأعيان" (1/ 52- 54، 229)، (2/ 119).

[108] أبو شجاع: "ذيل كتاب تجارب الأمم"، (3/ 23).

[109] ابن النديم: "الفهرست"، ص 167.

[110] ابن تغري بردي، "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة"، مصر، 1383هـ/ 1963م (4/ 167).

[111] الخطيب البغدادي، "تاريخ بغداد"، المدينة النورة، (14/ 76)، ابن الجوزي: "المنتظم"، (8/ 177)، ياقوت: "معجم الأدباء"، (19/ 294)، ابن كثير: "البداية والنهاية"، (12/ 70).

[112] ابن الجوزي: "المنتظم"، (8/ 177)، ياقوت: "معجم الأدباء" (19/ 294).

[113] ابن الجوزي: "المنتظم"، (8/ 177- 178).

[114] الذهبي: "سير أعلام النبلاء": (16/ 524).

[115] الصابئ: "رسوم دار الخلافة"؛ تحقيق ميخائيل عواد، ط2، بيروت 1406هـ/ 1986م، ص 13.

[116] الوزير أبو غالب محمد بن علي بن خلف، من أهل واسط، تنقَّلت به الأحوال إلى خدمة الأمير بهاء الدولة البويهي، وابنه سلطان الدولة، توفي سنة 407هـ (ابن الجوزي: "المنتظم"، (7/ 286).

[117] بهاء الدولة أبو نصر بن عضد الدولة، تولَّى الحكم البويهي أربعًا وعشرين سنة، توفي ببلدة أرجان سنة 403هـ وكان عمره اثنتين وأربعين سنة تقريبًا، وخلفه في الحكم ابنه سلطان الدولة (ابن الأثير: "الكامل"، (9/ 241).

[118] أبو شجاع سلطان الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة البويهي، توفي في شيراز سنة 415هـ، وكان عمره اثنتين وعشرين سنة تقريبًا، تولى الحكم من بعده عمُّه أبو الفوارس (ابن الأثير: "الكامل"، 9/ 337).

[119] مؤيد الملك أبو علي الحسن بن الحسين الرُخَّجي، تولى الوزارة لعدد من أمراء بني بويه، توفي سنة 430هـ وكان عمره ثمانين سنة تقريبًا، (ابن الجوزي: "المنتظم"، 8/ 100 - 101).

[120] أبو طاهر جلال الدولة ابن بهاء الدولة ابن عضد الدولة ابن بويه، تولى الحكم البويهي في بغداد حوالي سبع عشرة سنة وتوفي بها سنة 435هـ، (ابن الأثير: "الكامل"، 9/ 516).

[121] أبو علي مشرِّف الدولة بن بهاء الدولة، حكم بغداد حوالي خمس سنين، ومات بها سنة 416هـ (ابن الأثير: "الكامل"، 9/ 346).

[122] الصابئ: "تاريخه"، ج 8، ملحق بذيل كتاب مسكويه: "تجارب الأمم"، (4/ 244).

[123] أبو علي الحسن بن أحمد بن عبدالغفار بن محمد بن سليمان بن أبانَ الفارسي النحوي، وُلِد بمدينة فَسا، واشتغل ببغداد، وكان إمام وقته في علم النحو، توفي سنة 377هـ(ابن خلكان: "وفيات الأعيان"، 2/ 80- 82).

[124] أبو الحسن علي بن عيسى بن علي بن عبدالله الرماني النحوي، أحد الأئمَّة المشاهير، جمع بين علم الكلام والعربية، وله "تفسير القرآن الكريم"، وُلِد ببغداد سنة 296هـ، وتوفي بها سنة 384هـ، وقيل سنة 382هـ (ابن خلكان: "وفيات الأعيان"، 3/ 299).

[125] أحمد بن محمد بن الفضل بن جعفر بن محمد الجراح أبو بكر الخزاز، كان ثقة صدوقًا فاضلاً أديبًا، له مؤلفات عديدة، توفي في جمادى الآخرة سنة 381هـ، (ابن الجوزي: "المنتظم"، 7/ 165).

[126] الخطيب البغدادي: "تاريخ بغداد"، (14/ 76)، ابن الجوزي: "المنتظم"، (8/ 176).

[127] أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب أبو بكر، صاحب "تاريخ بغداد"، ولد في بغداد سنة 391هـ، ونشأ بها، وسمع الحديث وهو ابن إحدى عشرة سنة، وقرأ القرآن والقراءات والفقه، وتنقَّل بين عدد من البلاد رغبةً في طلب العلم، له مؤلفات عديدة، توفي سنة 463هـ، (ابن الجوزي: "المنتظم"، 8/ 265).

[128] آدم متز: "الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري"، (1/ 65).

[129] ابن خلكان: "وفيات الأعيان"، (3/ 427).

[130] "دائرة المعارف الإسلامية"، (14/ 86).

[131] القلقشندي: "صبح الأعشى"، (9/ 280- 282) و(9/ 285 - 286).

[132] القلقشندي: "صبح الأعشى"، (13/ 211- 213).

[133] القلقشندي: "صبح الأعشى"، (13/ 336 - 383)، و(13/ 339).

[134] الصابئ: "رسوم دار الخلافة"، ص 33.

[135] "دائرة المعارف الإسلامية"، (14/ 86).

[136] "دائرة المعارف الإسلامية"، (14/ 86).

[137] أبو سعد محمد بن الحسين بن عبدالرحيم، وزير الأمير جلال الدولة البويهي، تولى الوزارة سنة 421هـ، وكانت وفاته سنة 439هـ، ابن الأثير: "الكامل"، (9/ 542)، ابن كثير: "البدابة والنهاية" (12/ 56).

[138] ابن الجوزي: "المنتظم"، (8/ 101).

[139] أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري، الإمام العَلَمُ المجتهد، عالم العصر، صاحب التصانيف البديعة، من أهل آمل بطبرستان، ولِد سنة 224هـ، وتوفي سنة 310هـ، انظر ترجمته في: الخطيب البغدادي، "تاريخ بغداد"، (2/ 162)، الذهبي: "سير أعلام النبلاء"، (14/ 267).

[140] أبو الحسين عبيدالله بن أحمد بن أبي طاهر، والده المعروف بـ(طيفور)، مَرْوَرُوذي الأصل، روى أبو الحسين عن أبيه كتاب أخبار بغداد، وزاد أبو الحسين عليه أخبار الخلفاء العباسيين حتى المقتدر بالله ولم يتمَّه، توفي سنة 313هـ، (ابن النديم: "الفهرست"، ص 180 - 181)، (الخطيب البغدادي: "تاريخ بغداد"، 10/ 348).

[141] الأمير العالم، أبو محمد، عبدالله بن أحمد بن جعفر بن خُذْيان التركي الفرغاني، مؤرخ ومحدث، حدَّث بدمشق عن الطبري وغيره، له كتاب التاريخ المذيل على تاريخ ابن جرير الطبري، مات في جمادى الأولى سنة 362هـ، (الخطيب البغدادي: "تاريخ بغداد"، (9/ 389)، (الذهبي: "سير أعلام النبلاء"، (16/ 132- 133).

[142] غرس النعمة، أبو الحسن محمد بن هلال بن المحسن، له مؤلفات نافعة منها: "التاريخ الكبير"، كان فاضلاً أديبًا مترسلاً، وله صدقة معروفة، محترمًا عند الخلفاء والملوك والوزراء، عمل ردحًا من الزمن في ديوان الإنشاء للخليفة القائم بأمر الله، وله آثار علمية نافعة، توفي سنة 480هـ، (ابن الجوزي: "المنتظم"، (10/ 42)، (ابن الأثير: الكامل، (10/ 163)، الذهبي: "سير أعلام النبلاء"، (18/ 481)، (ابن كثير: "البداية والنهاية"، (12/ 134)، (ابن تغري بردي: "النجوم الزاهرة"، (5/ 126).

[143] أبو الحسن محمد بن عبدالملك بن إبراهيم بن أحمد بن أبي الفضل الهمذاني، من أصحاب التاريخ، ومن أولاد المحدِّثين والأئمَّة، من آثاره: "عيون السير في محاسن البدو والحضر"، و"تكملة تاريخ الطبري"، و"ذيل على تجارب الأمم لمسكويه" و"كتاب في أخبار الوزراء"، وغيرها، مات في شوال سنة 521هـ (ابن الجوزي: "المنتظم"، (10/ 8)، (ابن الأثير: "الكامل"، (10/ 648)، (ابن كثير: "البداية والنهاية"، (12/ 198)، وانظر: عمر رضا كحالة: "معجم المؤلفين"، (10/ 254).

[144] أبو الحسن علي بن عبيدالله بن نصر بن السري الزاغوني، فقيه، أصولي، محدث، مقرئ، فرضي، مؤرخ، له تصانيف كثيرة، توفي في المحرم سنة 527هـ، ودُفِن في بغداد، (ابن الجوزي: "المنتظم"، (10/ 32)، حاجي خليفة: "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون"، بيروت - لبنان، (2/ 2001).

[145] أبو الفرج صدقة بن الحسين بن الحسن بن الحداد، حَفِظ القرآن في صباه، وسمع شيئًا من الفقه، مؤرخ، أديب، متكلم، كان يكسب قوته من نسخ الكتب، مات في بغداد سنة 573هـ، (ابن الجوزي: "المنتظم"، (10/ 276)، (ابن العماد: "شذرات الذهب"، (4/ 245).

[146] أبو الفرج عبدالرحمن بن علي الجوزي الحنبلي، له تصانيف مشهورة منها كتاب: "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم"، وُلِد سنة 510هـ، وتوفي ودُفِن ببغداد في رمضان سنة 597هـ، (ابن الأثير: "الكامل"، 12/ 171).

[147] محمد بن أحمد بن محمد بن علي القادسي الكتبي، مؤرخ، من آثاره العلمية كتاب "التاريخ"، توفي ببغداد سنة 632هـ، (عمر رضا كحالة: "معجم المؤلفين": (9/ 12).

[148] القفطي: "تاريخ الحكماء": ص 110 - 111.

[149] ابن تغري بردي: "النجوم الزاهرة": (5/ 60).

[150] انظر على سبيل المثال لا الحصر: ص (260) من كتاب "أخبار الدول المنقطعة".

[151] الصابئ: "رسوم دار الخلافة": ص 20.

[152] أبو الحسن المختار بن الحسن بن عبدون البغدادي، الحكيم، الطبيب، المعروف بابن بطلان، طبيب نصراني من أهل بغداد، وقد خرج عنها إلى الجزيرة والموصل وديار بكر، وتوجَّه إلى حلب، ثم خرج إلى مصر واجتمع فيها بالفيلسوف ابن رضوان المصري، ولمَّا اختلف معه رحل إلى أنطاكية، ومات بها سنة 444هـ، (القفطي: "تاريخ الحكماء"، ص 294)، ابن أبي أصيبعة: "عيون الأنباء في طبقات الأطباء"، (1/ 325).

[153] الصابئ: "رسوم دار الخلافة"، ص 20.

[154] القفطي: "تاريخ الحكماء"، (ص 294 - 298).

[155] ياقوت: "معجم البلدان"، (1/ 266).

[156] السخاوي، "الإعلان بالتوبيخ لِمَن ذم التاريخ"؛ تحقيق فرانز روزنثال؛ ترجمة صالح أحمد العلي، مطبعة العاني ببغداد، 1382هـ/ 1963م، ص 412.

[157] أبو شجاع محمد بن الحسين بن محمد بن عبدالله بن إبراهيم الوزير الملقب ظهير الدين الرُّوذْراوَري الأصل، الأهوازي، تولى الوزارة في عهد المقتدي بالله بعد عزل الوزير ابن جهير سنة 467هـ، توفي سنة 488هـ بالمدينة المنورة، ودفن بالبقيع (سبط بن الجوزي: "مرآة الزمان في تاريخ الأعيان"؛ تحقيق ودراسة مسفر بن سالم الغامدي، مكة المكرمة، 1407هـ/ 1987م (1/ 257- 264)، ابن خلكان: "وفيات الأعيان"، (5/ 134- 137).

[158] انظر: كتاب الوزير أبي شجاع ظهير الدين الروذراورى: "ذيل تجارب الأمم"، (3/ 334).

[159] أبو القاسم محمود بن سبكتكين الغزنوي (يمين الدولة وأمين الملة)، تسلَّم محمود مقاليد الحكم الغزنوي بعد وفاة والده بعد أن تنازَل له أخوه إسماعيل عن الحكم سنة 387هـ، واشتهر محمود بجهاده في بلاد الهند، وفتح عددًا من البلاد والقلاع، وكانت وفاته سنة 421هـ، (الكرديزي: "زين الأخبار"؛ ترجمة عفاف السيد زيدان، ط1، القاهرة، 1402هـ/ 1982م، (2/ 281)، ابن خلكان: "وفيات الأعيان"، (5/ 175 - 180).

[160] القادر بالله أحمد بن إسحاق بن المقتدر بالله، بُويِع له سنة 381هـ، وكانت وفاته سنة 422هـ، انظر ترجمته في: (ابن العمراني: "الإنباء في تاريخ الخلفاء"، ص 183 - 187)، (الأزدي: "أخبار الدول المنقطعة"، ص254- 261).

[161] أقام هذه الدولة الإسلامية في مدينة بخارى ببلاد ما وراء النهر إيلك خان على أنقاض الدولة السامانية سنة 389هـ، وينتسب القراخانيون إلى قبائل القارلوق التركية، وحكمَت حوالي قرنًا ونصف قرن، ثم انهارت على يد قبائل الخطا سنة 536هـ، انظر بحثينا أحدهما بعنوان "القراخانيون وجهودهم في نشر الإسلام والثقافة الإسلامية في آسيا الوسطى"، منشور في "مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود"، الرياض، العدد (16) صفر 1417هـ/ يونيه 1996م، ص (271 - 318)، والبحث الآخر بعنوان: "العلاقات السياسية بين الدولة القراخانية والدولتين الغزنوية والسلجوقية"، منشور أيضًا في المجلة نفسها، العدد (20) رمضان 1418هـ، ص (315 - 390).

[162] بخارى: كانت من أعظم مدن بلاد ما وراء النهر، وتُعَدُّ حاليًّا إحدى مدن جمهورية أوزبكستان (ياقوت: "معجم البلدان"، (1/ 353)، (محمود شاكر: "تركستان"، بيروت: دار الإرشاد، ص 89).

[163] الصابئ: "تاريخه"، (8/ 41 - 42).

[164] هو عبدالله بن عثمان الواثقي، من أحفاد الخليفة العباسي الواثق بالله، هرب إلى خراسان احتجاجًا على تعيين القادر بالله ابنه أبا الفضل وليًّا للعهد، واتَّصل الواثقي بملوك الدولة القراخانية، ثم قدم إلى بغداد مستخفيًا، وانحدر إلى البصرة، ولكن يبدو أن الخلافة اكتشفت أمره، فمضى إلى فارس وبلاد الترك، وأخذ القادر يتتبَّعه، فهرب إلى خوارزم، ثم فارَقَها وقصَد السلطان محمود الغزنوي، وأخذه معه إلى إحدى القلاع، فمات بها سنة 391هـ، (الثعالبي: "يتيمة الدهر"، (2/ 192)، (الصابئ: "تاريخه"، (8/ 64- 65)، (ابن الجوزي: "المنتظم"، (7/ 215).

[165] الصابئ: "تاريخه"، (8/ 61 - 65).

[166] أبو الفضل محمد بن القادر بالله، وُلِد سنة 382هـ، وكان والده أثناء خلافته قد رشَّحه للخلافة وجعله ولي عهده، ولكنه مات أثناء حياة أبيه قبل أن يتولى الخلافة، (الصابئ: "تاريخه"، (8/ 60 - 61)، (ابن العمراني: "الإنباء في تاريخ الخلفاء"، ص186).

[167] الصابئ: "تاريخه"، (8/ 60)، آدم متز: "الحضارة الإسلامية" (1/ 261).

[168] أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبدالحميد الكاتب، من أهل السِّيَر، له من الكتب "أخبار خلفاء بني العباس"، وهو كتاب كبير، (ابن النديم: "الفهرست"، ط1، بيروت، 1415هـ/ 1994م، ص 137).

[169] أبو علي المحسن بن علي بن محمد بن أبي فهم، وُلِد بالبصرة، ونزل بغداد، وكان أديبًا شاعرًا إخباريًّا، تولى القضاء في عهد المطيع لله، توفي ببغداد سنة 384هـ، (الخطيب البغدادي: "تاريخ بغداد": 13/ 155- 156).

[170] الصابئ: "الوزراء": ص 402.

[171] أبو منصور مردوست بن بكران، كان حاجبًا للخليفة العباسي القائم بأمر الله، توفي سنة 457هـ (ابن الجوزي: "المنتظم"، 8/ 238).

[172] أبو بشر يحيى بن سهل السديد المنجم التكريتي، قتله أمير الموصل أبو المنيع قرواش العقيلي الذي تولى إمارة بني عقيل هناك (391 - 443هـ/ 1000 - 1031م)، (القفطي: "تاريخ الحكماء": ص365)، وعن إمارة بني عقيل، انظر: سعيد الديوه جي: "تاريخ الموصل"، العراق 1402هـ/ 1982م، (1/ 149 - 169).

[173] تكريت: المدينة المعروفة بالعراق، تقع على ضفة نهر دجلة الغربية، (لسترنج: "بلدان الخلافة"، ص81).

[174] القفطي: "تاريخ الحكماء"، ص365.

[175] أبو بكر محمد بن يحيى بن عبدالله بن العباس بن محمد بن صول تكين الكاتب، المعروف بالصولي الشطرنجي؛ كان أحد الأدباء الفضلاء المشاهير، له مصنَّفات عديدة من أهمها "كتاب الوزراء"، توفي بالبصرة سنة 335هـ وقيل: 336هـ (ابن خلكان: "وفيات الأعيان"، 4/ 356- 361).

[176] أبو عبدالله محمد بن عبدوس بن عبدالله الكوفي الجهشياري، مؤرخ، كاتب مترسِّل، من أهم آثاره العلمية "كتاب الوزراء والكتاب"، توفي في بغداد سنة 331هـ، (عمر رضا كحالة: "معجم المؤلفين"، بيروت، 9/ 275).

[177] أبو أحمد العباس بن الحسن، تولى الوزارة العباسية في عهد الخليفة المكتفي، واستمرَّ بالوزارة في عهد المقتدر بالله حتى وثَب به جماعة من الجند فقتلوه، (ابن الطقطقا: "الفخري": ص 258 - 259).

[178] الصولي: "الوزراء"، أو "تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء"، ط2، دار إحياء الكتب العربية، 1958م، ص4.

[179] "دائرة المعارف الإسلامية"، (14/ 86).

[180] الصابئ: "الوزراء"، مقدمة الكتاب، ص (أ).

[181] المقتدر بالله أبو الفضل جعفر بن المعتضد، تولى الخلافة سنة 295هـ، وقُتِل سنة 320هـ، (ابن العمراني: "الإنباء في تاريخ الخلفاء"، ص 153).

[182] الصابئ: "الوزراء"، ص 5.

[183] الصابئ: "الوزراء"، انظر على سبيل المثال: صفحات 44، 45، 313، 360.

[184] الصابئ: "الوزراء"، ص455.

[185] القائم بأمر الله: أبو جعفر عبدالله بن القادر بالله. تولى الخلافة بعد وفاة والده سنة 422هـ، ومات سنة 467هـ، (ابن العمراني: "الإنباء في تاريخ الخلفاء"، ص 188).

[186] الصابئ: "رسوم دار الخلافة"، ص13، 42.

[187] انظر على سبيل المثال ما نقله عنه ياقوت في "معجم البلدان": (1/ 73، مادة أبزقباذ)، (2/ 251: مادة الحريم) وغيرهما.

[188] "دائرة المعارف الإسلامية"، (14/ 86).

[189] "دائرة المعارف الإسلامية"، (14/ 86).

[190] أبو الحسن بن سنان الصابئ، كان موجودًا في حدود سنة 439هـ ببغداد، وكان بارعًا في الطب، (القفطي: "تاريخ الحكماء"، ص 397).

[191] القفطي: "تاريخ الحكماء"، ص 398 - 402.

[192] القفطي: "تاريخ الحكماء"، ص 104، ابن كثير: "البداية والنهاية"، (12/ 70).

[193] ابن الجوزي: "المنتظم"، (8/ 101 - 102).

[194] ابن كثير: "البداية والنهاية"، (12/ 134)، ابن تغري بردي: "النجوم الزاهرة"، (5/ 126).

[195] ياقوت: "معجم الأدباء"، (5/ 5، 10)، عمر رضا كحالة: "معجم المؤلفين"، (2/ 168).

[196] عبدالعزيز عزت، "ابن مسكويه فلسفته الأخلاقية ومصادرها"، ط1، القاهرة، 1946م، ص 79، 85.

[197] مسكويه "تجارب الأمم وتعاقب الهمم"؛ اعتنى بنسخه وتصحيحه المستشرق (هـ. ف. آمدروز)، القاهرة، 1332هـ/ 1914م، (2/ 136).

[198] نزيه منصور، "مدخل إلى دراسة مسكويه"، مقال منشور في "مجلة الباحث"، السنة العاشرة، العدد الثاني (50)، نيسان حزيران (1988م)، ص31.

[199] عبدالعزيز عزت، "ابن مسكويه"، ص 77، نزيه منصور: "مدخل إلى دراسة مسكويه"، ص 32.

[200] الثعالبي. "تتمة يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر"؛ شرح وتحقيق مفيد محمد قميحة، ط1، بيروت، 1403هـ/ 1983م، ص 115 - 116، ياقوت: "معجم الأدباء"، (5/ 7)، الصفدي: "الوافي بالوفيات"؛ باعتناء محمد يوسف نجم، فيسبادن - ألمانيا، 1391هـ/ 1971م، (8/ 109).

[201] الثعالبي: "تتمة اليتيمة"، 115.

[202] ياقوت: "معجم الأدباء"، (5/ 5)، القفطي: "تاريخ الحكماء"، ص 331، ابن أبي أصيبعة، "عيون الأنباء"، ص331، أمَّا بالنسبة للدراسات الحديثة التي تناوَلت بعض الجوانب العلمية لمسكويه فمن أهمها: عبدالعزيز عزت: "ابن مسكويه"، نزيه منصور: "مدخل إلى دراسة مسكويه"، أمينة البيطار: "من كتاب تجارب الأمم"، صدر ضمن سلسلة المختار من التراث العربي، رقم 31، دمشق 1984م، سعيد الديوه جي: "ابن مسكويه"، مقال في كتاب: "من أعلام التربية العربية الإسلامية"، نشر مكتب التربية العربي لدول الخليج، المجلد الثاني، 1409هـ/ 1988م.

[203] آقا بزرك الطهراني، "الذريعة إلى تصانيف الشيعة"، ط 30، بيروت: دار الأضواء، 1403هـ/ 1983م، (2/ 367)، إسماعيل البغدادي: "هدية العارفين"، بيروت: دار إحياء التراث العربي، (5/ 73)، عبدالعزيز عزت: ابن مسكويه، ص 139.

[204] نزيه منصور: "مدخل إلى دراسة مسكويه"، ص 55.

[205] القفطي: "تاريخ الحكماء"، ص 331.

[206] الصفدي: "الوافي بالوفيات"، (8/ 110).

[207] الصفدي: "الوافي بالوفيات"، (8/ 110).

[208] ياقوت: "معجم الأدباء"، (5/ 5 - 7، 10).

[209] القفطي: "تاريخ الحكماء"، ص 332.

[210] ياقوت: "معجم الأدباء"، (5/ 10)، الصفدي: "الوافي بالوفيات"، (8/ 110).

[211] عبدالعزيز عزت: "ابن مسكويه"، ص 140، نزيه منصور: "مدخل إلى دراسة مسكويه"، ص57.

[212] القفطي: "تاريخ الحكماء"، ص 332، ذكر ياقوت في "معجم الأدباء" (5/ 10- 11) معظم مصنفات مسكويه، غير أنه لم يُشِر إلى هذا الكتاب الذي ذكره المستشرق آدم متز في كتابه: "الحضارة الإسلامية"، (2/ 242).

[213] القفطي: "تاريخ الحكماء"، ص332.

[214] عبدالعزيز عزت: "ابن مسكويه"، ص 140، نزيه منصور: "مدخل إلى دراسة مسكويه"، ص 56.

[215] مسكويه: "تهذيب الأخلاق"، ص 39.

[216] إسماعيل البغدادي: "هدية العارفين"، (5/ 73)، آقا بزرك الطهراني: "الذريعة"، (12/ 272).

[217] عبدالعزيز عزت: "ابن مسكويه"، ص 140.

[218] آقا بزرك الطهراني: "الذريعة"، (1/ 304).

[219] عبدالعزيز عزت: "ابن مسكويه"، ص 141.

[220] ابن أبي أصيبعة: "عيون الأنباء في طبقات الأطباء"، ص331.

[221] عبدالعزيز عزت: "ابن مسكويه"، ص 141.

[222] نزيه منصور: "مدخل إلى دراسة مسكويه"، ص57، محمد حاوي: "كتاب تجارب الأمم" دراسة وتحقيق، ص54.

[223] ابن أبي أصيبعة: "عيون الأنباء"، ص 331.

[224] آقا بزرك الطهراني: "الذريعة"، (42/ 130)، علاء الدولة محمد المعروف باسم كاكويه، وهي بالفارسية تعني الخال، فوالد علاء الدولة هو خال الأمير مجد الدولة البويهي، وفي رواية أخرى أنه خال والدته، وكان علاء الدولة كاكويه أسَّس إمارة حملت اسمه في أنحاء من بلاد الجبال سنة 398هـ وسقطت سنة 443هـ على يد السلاجقة (ستانلي لين بول: "الدول الإسلامية"؛ ترجمة محمد صبيحي، دمشق 1/ 290).

[225] عبدالعزيز عزت: "ابن مسكويه"، ص 140.

[226] نفسه، ص 141.

[227] نفسه.

[228] نفسه.

[229] آقا بزرك الطهراني: "الذريعة"، (24/ 370)، عبدالعزيز عزت: "ابن مسكويه"، ص 141.

[230] آقا بزرك الطهراني: "الذريعة"، (1/ 387).

[231] حاجي خليفة، "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون"، بيروت: دار إحياء التراث العربي، (2/ 1303).

[232] محمد حاوي: "كتاب تجارب الأمم"، ص46.

[233] محمد حاوي: "كتاب تجارب الأمم"، ص46.

[234] عبدالعزيز عزت: "ابن مسكويه"، ص127 - 131، نزيه منصور: "مدخل إلى دراسة مسكويه"، ص 45.

[235] محمد حاوي: نفسه، ص 41 - 42.

[236] لمزيدٍ من المعلومات عن هذه الرسالة انظر كتاب مسكويه: "تهذيب الأخلاق"؛ تحقيق قسطنطين زريق، ص232، نزيه منصور: "مدخل إلى دراسة مسكويه"، ص 50.

[237] عبدالعزيز عزت: "ابن مسكويه"، ص137، نزيه منصور: "مدخل إلى دراسة مسكويه"، ص 51.

[238] عبدالعزيز عزت: نفسه، ص 133، نزيه منصور: نفسه، ص 52.

[239] ياقوت: "معجم الأدباء"، (5/ 17 - 19).

[240] نفسه، (5/ 11 - 16).

[241] الثعالبي: "تتمة اليتيمة"، ص 115 - 119.

[242] ابن أبي أصيبعة: "عيون الأنباء"، ص 331.

[243] مسكويه: "تهذيب الأخلاق"، وأشار أحد الباحثين الإيرانيين إلى أن اسم هذا الكتاب "الطهارة في تهذيب الأخلاق"، رضا زادة شفق: تاريخ الأدب الفارسي؛ ترجمة محمد موسى هنداوي، القاهرة، 1947م، ص62).

[244] آقا بزرك الطهراني: "الذريعة"، (15/ 188).

[245] أبو محمد الحسن بن سهل بن عبدالله السرخسي، تولى الوزارة في عهد الخليفة المأمون بعد أخيه ذي الرياستين الفضل بن سهل، كانت وفاته في مدينة سرخس سنة 236هـ، وقيل سنة 235هـ (ابن خلكان: "وفيات الأعيان" 2/ 120 - 123)، (ابن الطقطقا: "الفخري"، ص 222- 223).

[246] أحمد أمين: "ظهر الإسلام"، (2/ 208).

[247] عبدالعزيز عزت: "ابن مسكويه"، ص 136، نزيه منصور: "مدخل إلى دراسة مسكويه"، ص48.

[248] آقا بزرك الطهراني: "الذريعة"، (1/ 304)، عمر رضا كحالة: "معجم المؤلفين"، (2/ 169).

[249] عبدالعزيز عزت: "ابن مسكويه"، ص 136.

[250] ابن مسكويه: "الفوز الأصغر"؛ تحقيق عبدالفتاح أحمد فؤاد، ليبيا، بنغازي: منشورات دار الكتاب الليبي، 1394هـ/ 1974م.

[251] أبو حيان علي بن محمد بن العباس البغدادي، صاحب التصانيف الأدبية والفلسفية، ومن أشهر كتبه "الإمتاع والمؤانسة" (ابن خلكان: "وفيات الأعيان": 5/ 112- 131، الذهبي: "سير أعلام النبلاء": 17/ 119- 123).

[252] أحمد أمين: "ظهر الإسلام"، (2/ 179).

[253] مسكويه: "تهذيب الأخلاق"؛ تحقيق قسطنطين زريق، بيروت، 1966م، ص 94.

[254] عمر رضا كحالة: "معجم المؤلفين"، (2/ 169)، محمد منصور حاوي: "كتاب مسكويه تجارب الأمم" (1/ 41، 46).

[255] آقا بزرك الطهراني: "الذريعة إلى تصانيف الشيعة"، بيروت: دار الأضواء، (4/ 66).

[256] القفطي: "تاريخ الحكماء"، ص 332.

[257] ياقوت: "معجم الأدباء"، (5/ 10 - 11)، الصفدي: "الوافي بالوفيات"، (8/ 110).

[258] مسكويه: "تجارب الأمم"، (جزآن) اعتنى بنسخه وتصحيحه المستشرق (هـ. ف. آمدروز) وطبع الكتاب في مصر سنة 1332هـ/ 1914م.

[259] عبدالعزيز عزت: "ابن مسكويه"، ص135.

[260] أبو شجاع الروذراوري: "ذيل كتاب تجارب الأمم"؛ اعتنى بنسخه وتصحيحه المستشرق (هـ.ف. آمدروز) وطبع في مصر سنة 1334هـ/ 1916م.

[261] أحمد أمين: "ظهر الإسلام"، (2/ 208).

[262] أحمد أمين: "ظهر الإسلام"، (2/ 209).

[263] الشيخ الإمام العلامة الحافظ القاضي أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة البغدادي، تلميذ ابن جرير الطبري، ولد سنة 260هـ، كان من العلماء بالأحام، وعلوم القرآن والنحو والشعر والتواريخ، وله في ذلك مصنفات، ولي قضاء الكوفة، وتوفي سنة 350هـ، (الذهبي: "سير أعلام النبلاء"، 51/ 544- 546).

[264] مسكويه: "تجارب الأمم"، (2/ 184).

[265] الوزير أبو الطاهر محمد بن محمد بن بقية بن علي الملقب نصير الدولة، وزير الأمير البويهي عز الدولة بختيار، كان من جملة الرؤساء، وأكابر الوزراء، قُبِض عليه سنة 366هـ بمدينة واسط، وقُتِل سنة 367هـ في بغداد (ابن خلكان: "وفيات الأعيان" 5/ 118- 124).

[266] أبو شجاع: "ذيل كتاب تجارب الأمم"، (3/ 5).

[267] مسكويه: "تجارب الأمم"، (2/ 281).

[268] مسكويه: "تجارب الأمم"، (2/ 409).

[269] ياقوت: "معجم الأدباء"، (5/ 5)، الصفدي: "الوافي بالوفيات"، (8/ 109).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • من هو المؤرخ؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من كنوز جريدة البصائر: المؤرخ محمد علي دبوز في ضيافة الأديب مصطفى صادق الرافعي رحمهما الله(مقالة - حضارة الكلمة)
  • رحيل المؤرخ الفلسطيني المجاهد الشيخ محمود إبراهيم الصمادي(مقالة - موقع أ. أيمن بن أحمد ذوالغنى)
  • رحلات الحج في عيون الرحالة وكتابات الأدباء والمؤرخين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الإمام الزهري في كتب المؤرخين(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • كلام المؤرخ ابن طولون عن شيخه السيوطي في (ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أسباب أخطاء المؤرخين السابقين في نظر ابن خلدون(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • جهود المؤرخين المسلمين في فلسفة التاريخ(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • موقف ابن خلدون من المؤرخين السابقين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ضوابط المؤرخ في تعامله مع الأحداث التاريخية من وجهة نظر ابن خلدون(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
2- بحث مفيد
محمد - العراق 17-11-2015 12:19 AM

بحث مفيد

1- لماذا الجانب الحسن فقط
إياد القيسي - العراق 25-08-2012 04:28 PM

هناك عدة ملاحظات على هذا البحث منها:
1- لم يذكر المؤلف كون البويهيين شيعة وهذا له تأثير في عصرهم .
2- ذكرت عدة كتب أدبية كان لها تأثير واضح في التاريخ ألا وهي كتب الأصبهاني صاحب كتاب الأغاني مثل الأغاني ومقاتل الطالبيين وكلها زورت كما عظيما من تاريخنا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب