التنبيهات في التصحيفات والتحريفات (4/ 18)

المصنَّفات والمصنِّفون في التصحيف

قدِ اهتمَّ العلماءُ قديمًا وحديثًا ببيانِ التصحيف والتنبيهِ على خطرِه، مع بيانِ أسبابه ووسائلِ تَجنُّبه والاحتراز منه.

وبالرغمِ مِن هذا الاهتمام، وبالرغم مِن خطورة أمْر التصحيف، فإنَّ المصنَّفات فيه قليلة، بل إنَّ الكثير ممَّن كَتَب في هذا الشأن لم يُفردْه بالتصنيف، إنَّما خصَّص له مبحثًا أو فصلاً في كتاب.

ومِن خلال تَجرِبتي واستقرائي لم أجدْ مَن أحْصى هذه الكتاباتِ غير الدكتور رمضان عبدالتواب - رحمه الله تعالى - في كتابه القيِّم "مناهج تحقيق التراث بين القُدَامى والمُحْدَثين"، فقد خصَّص مبحثًا مِن الفصل الثالث لحصْر هذه الكتابات[1].

ولذا فإنِّي أنقُل هذا المبحثَ هنا بنصِّه، لا أتدخَّل فيه إلا بالترتيبِ، أو فَصْل بعضِ العبارات عن بعض؛ ليظهرَ اسم الكتاب ومؤلِّفه واضحًا للقارئ الكريم.

قال - رحمه الله تعالى -:

"ونذكر فيما يلي مؤلفات القُدَامَى[2] في التصحيف والتحريف.

وسوف نُرتِّبها تاريخيًّا، وندلُّ على مكان ورودها في المصادِر، وعلى المطبوع منها والمخطوط - إنْ وُجِد -:

1- "تصحيف العلماء"؛ لأبي محمَّد عبدالله بن مُسلِم بن قُتَيبة (ت276هـ).

ذُكِر ذلك في "الفهرست" (121)، وقال عنه: "بابٌ واحد".

2- "ما صحَّف فيه الكوفيُّون"؛ لأبي بكر محمد بن يحيى الصولي (ت335هـ)، انظر ترجمته في "تاريخ بغداد" (3/427).

لم يذكره[3] واحدٌ ممَّن ترجموا له، ولكنَّه مِن بين المصادر التِّسْعة التي ذكَرَها الصفديُّ في مقدمة كتابه: "تصحيح التصحيف وتحرير التحريف".

انظر: "لحن العامَّة والتطور اللُّغوي"؛ للدكتور رمضان عبدالتوَّاب (271).

3- "التنبيه على حدوثِ التصحيف"؛ لحمزةَ بن الحسن الأصفهاني (ت350هـ).

ذُكِر ذلك محرَّفًا: "التنبيه على حروف المصحَّف" في "الفهرست" (205) و"هدية العارفين" (1/336).

وقد نشَرَه الشيخ محمد حسن آل ياسين في بغداد (1967م).

كما نشَرَه أسعد طليس في دمشق (1968م).

انظر: "لحن العامة والتطور اللغوي"؛ للدكتور رمضان عبدالتواب (181-183).

4- "التنبيهات على أغاليطِ الرُّواة"؛ لعليِّ بن حمزة البصري (ت375هـ).

وقد نبَّه فيه على تصحيفاتِ ثمانية كُتب وأغلاط أصحابِها، وهي:

1- نوادر أبي زياد الأعرابي.

2- نوادر أبي عمرو الشيباني.

3- النبات لأبي حنيفةَ الدِّينَوَرِي.

4- الكامل للمبرِّد.

5- الفصيح لأبي العباس ثَعْلَب.

6- الغريب المصنَّف لأبي عُبَيد.

7- إصلاح المنطق لابن السِّكِّيت.

8- المقصور والممدود لابن ولاَّد.

ذُكِر ذلك في "معجم الأدباء" (13/209)[4] و"بغية الوعاة" (2/165).

وقد نشَر المرحوم[5] العلامة عبدالعزيز الميمنيُّ مِن هذا الكتاب:

التنبيهات على الكُتب الخمسة الأخيرة فقط، مع كتاب: "المنقوص والممدود" للفرَّاء، بدار المعارف بالقاهرة (1967م).

5- "شرْح ما يقع فيه التصحيفُ والتحريف"؛ لأبي أحمد الحسن بن عبدالله العسكري (382هـ).

ذُكِر ذلك في "إنباه الرواة" (2/343)، وسُمِّي: "التصحيف" في "بغية الوعاة" (1/506) و"وفيات الأعيان" (2/83) و"كشف الظنون" (1/411) وقال عنه الأخيران: "الذي جَمَع فأَوْعَب".

وقدْ طُبِعت مِن هذا الكتاب قِطعة في (113) صفحة بمطبعة السَّعادة بالقاهرة (1908م).

ثم طُبِع كاملاً بتحقيق عبدالعزيز أحمد بالقاهرة (1963م)[6].

6- "تصحيف المُحدِّثين"؛ لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني (ت385هـ).

ذُكِر ذلك في "فهرسة ابن خير" (17)، وقال عنه: "كتاب مفيد"، كما ذكَرَه ابن خير بالسَّنَد المتصل إليه في فهرسته كذلك (204)، وسماه في "هدية العارفين" (1/684): "تصحيفات المحدثين"[7].

7- "إصلاح الغلَط" أو "إصلاح غلَط المُحدِّثين"؛ للخطَّابي (ت388هـ)، ذكَره في "معجم الأدباء" (3/251)، "كشف الظنون" (1/108)، "معجم المؤلفين" (1/652)، "تاريخ التراث العربي" (1/346).

طُبِع في القاهرة حوالي (1988م) بتحقيق/ مجدي السيد إبراهيم، وقال بأنَّ الكتاب قد سُبِق طبعُه في القاهرة (1936م) وفي سوريا (1984م)، وله مخطوطةٌ بدار الكتب المصريَّة[8].

8- "الرد على حمزة في حدوث التصحيف"؛ لأبي نصر إسحاق بن أحمد بن شَبِيب بن نصر الصَّفَّار (المتوفى بعد 405هـ).

ذُكِر ذلك في "معجم الأدباء" (6/96)، "بغية الوعاة" (1/438) و"هدية العارفين" (1/200).

9- "تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أَشْكَل منه عن نوادرِ التصحيف والوهم"؛ لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت464هـ).

ذُكِر ذلك في "كشف الظنون" (1/473) و"هدية العارفين" (1/79).

ومنه مخطوطاتٌ في دار الكتب بالقاهرة، والمكتبة الظاهرية والمكتبة العموميَّة بدمشق.

انظر: "تاريخ الأدب العربي" لبروكلمان (6/60).

10- "التصحيف والتحريف"؛ لأبي الفتْح عُثْمان بن عيسى بن منصور التاج البَلَطِي (ت599هـ).

ذُكِر ذلك في "معجم الأدباء" (12/147)، "كشف الظنون" (1/411) و"هدية العارفين" (1/653).

11- "متنزه القلوب في التصحيف"؛ لعليِّ بن الحسن بن عنتر المعروف بشُمَيم الحِلِّيِّ (ت601هـ).

ذُكِر ذلك في "معجم الأدباء" (13/72) و"هدية العارفين" (1/703). وقال عنه الأول: إنَّه "كَرَّاس".

12- "تصحيح التصحيف وتحرير التحريف في اللُّغة"؛ لصلاح الدين بن أيبك الصفدي (764هـ).

ذُكِر ذلك في "هدية العارفين" (1/351).

ومنه مخطوطاتٌ متفرِّقة في العالَم: منها مُصوَّرة بالمكتبة الزكية بدار الكتب المصرية برقم (37) لغة.

انظر: "لحن العامَّة والتطور اللغوي" للدكتور رمضان عبدالتواب (268-273).

13- "التطريف في التصحيف"؛ لجلال الدِّين عبدالرحمن بن الكمال الخضيري السيوطي (ت911هـ).

ذُكِر ذلك في "كشف الظنون" (1/415)، وقال عنه: "وهي التصحيفاتُ الواقعة في الحديث"، كما ذُكِر في كتاب "مكتبة الجلال السيوطي" (136)، و"هدية العارفين" (1/537)، وفي الأخير: "الظريف في التصحيف"، وهو تحريف.

ومِن الكتاب مخطوطة في برلين برقم (1664).

انظر: "بروكلمان" (GALII 149).

وقد خَصَّص بعضُ العلماء فصولاً في مؤلَّفاتهم للحديثِ عن التصحيف والتحريف، وسقطاتِ الأدباء والشعراء والعلماء، ومِن هؤلاء:

1- أبو الفتح عثمان بن جني (ت392هـ):

عقَد في كتابه "الخصائص" (3/273-309) بابًا لأغلاطِ العرَب، وبابًا آخرَ في سقطاتِ العلماء.

2- الحاكم صاحب "المستدرك" (ت405هـ):

في كتابه "معرفة علوم الحديث" جعَل النوع الرابع والثلاثين في علومِ الحديث في "معرفة التصحيفات في المتون" (146-149)، وجعَل النوع الخامِس والثلاثين في "تصحيفات المحدِّثين في الأسانيد" (149-152).

وقد طُبِع لأوَّل مرة (1935م) عن جامعة دكة بنغاله بالهند بتصحيح الدكتور/ السيد معظم حسين.

ومنه نُسَخٌ مخطوطة في القاهرة، الهند، ظاهرية دمشق، بريطانيا، وأيا صوفيا، وغيرها.

انظر: "مقدمة المصحِّح" للكتاب[9].

3- أبو الحسن بن رشيق القيرواني (ت463هـ):

عقَد في كتابه "العمدة في صِناعة الشعر ونقْده" (2/191-196) بابًا بعنوان: "باب في أغاليطِ الشُّعراء والرُّواة".

4- الراغب الأصفهاني (ت502هـ):

عقَد في كتابه "محاضرات الأدباء" (1/63-67) بابًا بعنوان: "وممَّا جاء في التصحيفات".

5- أبو الفَرَج بن الجوزي (ت597هـ):

عقَد في كتابه "الحَمْقى والمغفَّلين" (46-57) بابًا بعنوان: "المغفَّلين مِن القرَّاء والمصحِّفين وحمْقَى رُواة الحديث".

6- الإمام ابن الصلاح (ت643هـ):

عقَد في كتابه "مقدمة في علوم الحديث" فصلَيْن عن التصحيفِ وأسبابه وطُرُق علاجِه، وهي:

"النوع الخامس والعشرون - في كتابة الحديث وكيفية ضبْط الكتاب" (302-305).

"النوع الخامس والثلاثون - معرفة المصحَّفِ مِن أسانيد الأحاديث ومتونها" (410-413)[10].

7- جلال الدين السيوطي (ت911هـ):

عقَد في كتابه "المُزْهِر في علوم اللُّغة" بابًا بعنوان: "معرفة التصحيف والتحريف" (2/353-394) وبابًا آخرَ بعنوان: "معرفة أغلاط العرَب" (2/494 - 505).

8- الأستاذ عبدالسلام هارون (ت 28 شعبان 1408هـ - 16 أبريل 1988م):

عقَد في كتابه "تحقيق النصوص ونشرها" فصلاً بعنوان: "التصحيف والتحريف" (65 - 71).

9- الدكتور نوري القيسي والدكتور سامي العاني:

عقَدَا في كتابهما "منهج تحقيق النصوص ونشرها" فصلاً بعنوان: "التصحيف والتحريف" (103-115).

10- الدكتور عبدالمجيد دياب:

عقَد في كتابه "تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" فصلاً بعنوان: "التصحيف والتحريف" (167-179).

11- الدكتور محمود الطناحي (ت1419هـ - 1999م):

ضمَّنَ كتابه "مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي" محاضرةً عن التصحيف والتحريف (285-316) ألْقاها بقاعةِ المحاضرات الكُبْرى، بجامعة أمِّ القرى بمكَّةَ المكرَّمة، في الموسم الثقافي لعام (1983 - 1984م)[11].

قلتُ: ولنا أن نُضيفَ إلى ما سَبَق ما كُتب في "المؤتَلِف والمختَلِف":

كمثل كتاب "المؤتلف والمختلف"؛ للإمامِ ابن سعيدٍ الأزدي (ت409هـ)[12].

وكمثل ما ذَكَره الإمامُ ابنُ الصلاح[13] - رحمه الله تعالى - في مقدمته "النوع الثالث والخمسون - معرفة المؤتلف والمختلف من الأسماء والأنساب" (528-551).

وكذلك فَعَل الطيبي[14] - رحمه الله تعالى - (ت743هـ) في كتابه "الخُلاصة في أصولِ الحديث"[15].

وهو النوع السابع والأربعون من معرفةِ علوم الحديث عندَ الحاكم في كتابه "معرفة علومِ الحديث"، وسمَّاه "معرفة المتشابه مِن قبائل الرُّواة وبلدانهم وأساميهم وكناهم وصنائعهم" (221-238).

وكذلك مُعظمُ مَن كتَبَ في علوم الحديث.

وكان البابُ عندَهم من الوسائل التي يُجتَنَبُ بها التصحيف.

وكذلك أرى أن نُضيفَ ما كُتِب في "المتفق والمفترق"، سواء كان كُتُبًا مفردَة ككتاب "المتفق والمفترق"[16]، أو كان فصلاً في كتاب، كما دَرَج على ذلك علماءُ الحديث في كُتُب المصطلح[17].