• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

لماذا تراجع المسلمون حضاريا؟

سهاد عكيلة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/9/2010 ميلادي - 17/10/1431 هجري

الزيارات: 61918

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في تراثنا العربي مثالٌ شعبي يقول: "الذي يجرِّب المُجَرَّب يكُون عقله مخرَّبًا"، غير أن قادة العرب أنفسهم مُصِرُّون على تكرار تجارِبهِم نفسها بكلِّ ما تحْمِله من فشَل، وبالتَّالي هم أكثر إصرارًا على الكشف عن مدى خراب عقولهم.

 

ولعلَّ الدَّليل الأقرب والأقوى على ذلك: سياستُهم في التَّعاطي مع اليهود، رغم التَّاريخ الطَّويل من الصِّراع بكلِّ ما اشتَمَل عليه مِن جرائِمَ ومجازِرَ واغتصابٍ للأرض، وتهْديم وتجريف للمساكن، وتلْوِيث للبيئة، وبكلِّ ما تضَمَّنه على الصَّعيد السِّياسي؛ مِن نقْضٍ للعُهود والمواثيق والاتِّفاقيات، ومِن قفْز على المعاهدات والقوانين الدَّولية، رغم هذا التاريخ الحافل، ثمَّ رغْم أنَّ المسلمين ليسوا بحاجة إلى معرفة اليهود مِن واقع تجربتهم؛ لأنَّ الله - سبحانه - كَفانا في كتابِه عمَليَّة البحث والتَّنقيب عن هؤلاء، ووَفَّر علينا جهْدَ التَّجرِبة، حيث بَسَط لهذه الأمة صفاتهِم المنطَوِيةَ على الكفر والإجرام، والكذِب والتَّحريف، والخيانة والمُراوَغة، ونَقْض العهود والمواثيق، والتَّحايُل على دين الله، والحسَد والبغضاء والعداوة للذين آمنوا، والذُّل والجُبن، والحِرْص على الحياة، والمسارعة في الكفر، وكلُّ هذا التَّبيين؛ لكي تكونَ الأُمَّة على بيِّنةٍ مِنْ أمرِها، فلا تنخدع ولا تتخبَّط.

 

فمِن هذه الآيات:

﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾ [المائدة: 82]، ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [البقرة: 100]، ﴿ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ﴾ [النساء: 46]، ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النساء: 54]، ﴿ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ [البقرة: 59]، ﴿ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴾ [البقرة: 87]، ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾ [المائدة: 13]، ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاؤُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 112]، ﴿ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [الحشر: 14]، ﴿ أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا ﴾ [النساء: 53]، ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ﴾ [البقرة: 96].

 

هذا الحَشْد من الآيات لم يأتِ في سِياق العَرْض التاريخي لأخْذِ العلم والخبَر فقط، وإنما جاء لتربية الأُمَّة الإسلامية على كيفية التَّعاطي مع هذا النَّمط من خَلْق الله لمفاصلتهم، مع العدْل التامِّ في التَّعامل معهم في ظلِّ الحكم الإسلامي، وللاستعلاء بإيماننا عليهم، ولِكَي نتلمَّس طريقنا على هدًى، فلا تضيع أوقاتُنا وجهودنا في اخْتِراع أساليب وسياسات لِبَلْورة هذه العلاقة.

 

ذلك الذي رَضِيَه الله لنا، وهو الذي ينفع الأُمَّة، أما الواقع فيَشهد أننا للأسَف لم نسْتَفد من الدُّروس القرآنية العظيمة في العلاقة معهم، ولم نَصُغ سياساتنا وفْقَ المفهوم القرآني، بل نبَذَ حُكَّامُنا القرآنَ وراء ظهورهم، واتَّبعوا ما تَتْلوه شياطين "الكنيست" و"البيت الأسود"، فما كانت النتيجة؟

 

النتيجة تمثَّلَت في استعصاء اليهود على الأمَّة الإسلامية رغْم جُبنهم وباطلهم؛ وذلك لأنَّ الأُمَّة ترَكَتْ مكان قيادة البشرية شاغرًا، بسبب انحراف سوادها الأعظم عن المنهج الرَّباني، فجاء أراذِلُ الخَلْق وأحطُّهم في ميزان الله، واحتَلُّوه، ليس لأنهم الأجدر، بل لأنَّ المسلمين رَضُوا بأن يكونوا الأضعف حضاريًّا، فقد تخلَّفوا في جميع ميادين المعرفة بعد أن كانوا ساداتها، فافتقَدَتْهم مراكز البحوث، ومختَبرات العلوم والتكنولوجيا، افتقَدَتْهم معامل التصنيع والإنتاج، وأصبحوا يأكلون ممَّا لا يَزْرعون، ويلبسون مما لا يَنْسجون، ويستهلكون أفكارًا وثقافاتٍ هجينةً عن تُراثنا الإسلامي.

 

ولهذا التراجُع الحضاري أسبابه، أبرزها:

♦ غياب الفَهم الحقيقي لكتاب الله: فبعد أنْ كان القرآنُ الكريم المنهجَ الذي يحكم حياة سَلَفِنا الصالح، الذي به حكَموا العالم، أضْحَى كأنَّه مِنْ كُتُب التُّراث، تُزَيَّن به البيوت والمساجد، أو تُتْلى آياته في المآتم، وفي أحسن الأحوال يُسارع الكثيرون إلى حِفْظ حُروفه دون إقامة حدوده، أو إلى خَتْمه في رمضان عدَّة ختمات دون تدبُّر، هذه هي نَوْعِية صِلَة معظمنا بكتاب الله؛ مما ضيَّع على الأمة فرصة الاستفادة مِنْ كُنوزِه التي تُغْنِي حياتها، وترسم لأبنائها خارِطة طريقهم إلى إقامة حُكْمِ الله في الأرض، وما أعمقَ قولَ ربِّنا: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24]؟

 

أجل، إنها الأقفال التي حالَتْ دون فَهْم القلوب لآيات الله، بل إنها الأقفالُ التي دفَعَتْ هذه القلوب إلى اتِّخاذ تلك الآيات سُلَّمًا يتَسَلَّقون عليه، باعتبارِه مُستندًا شَرْعيًّا يمرِّرون مِن خلاله مخطَّطاتهم، فيُسْقِطونها إسقاطات مجرَّدة مِنْ دلالاتها وظروفها؛ مِن ذلك استدلالهم على جواز الصُّلح مع اليهود بقوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ﴾ [البقرة: 208]، ﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا ﴾ [الأنفال: 61]، وفي السِّياق نفْسِه فهموا "صُلح الحُدَيبية"، دون أن يُدْرِكوا شُرُوط إقامة المعاهَدات مع غَيْر المسلِمين، ولستُ هنا بصدَدِ تفسير الآيات وتحليل الأحْداث والأحاديث، وإنَّما أُقدِّم نموذجًا منَ الفَهْم العقيمِ للذين خُتم على قُلوبِهم، فراحُوا يستنطقون الآياتِ والأحاديثَ بحسب أهوائِهم.

 

والواقع أنَّ تهَافت المُهَرولين نحو التفاوُض مع اليهود وعقْد اتِّفاقيات الاستسلام معهم، وما يتطلَّب ذلك منهم مِنْ جُهودٍ سياسيَّة وإعلامية للتَّرويج لفكرتهم، ومن فتاوى "مشايخ السُّلطان" التي تقدِّم لهم تفسيراتٍ جاهزةً وتحت الطلب لأيِّ نصٍّ قرآني أو نبَوي يَدْعم مواقفهم التَّفريطية.

 

إنَّ هذا التهافت رغم كلِّ المُعْطَيات السِّياسية والواقعية القاضية بفشل المفاوضات قبل بدئها، ورغم وجود الشُّروط المذلة والمهينة للمفاوضين الفلسطينيين، وأيضًا رغم رفْض أبناء الأمة عمومًا، وأهل فلسطين في الدَّاخل والخارج خصوصًا لها، كلُّ ذلك له أسباب لا تَنْبع من حرصهم على مصلحة القضية الفِلَسْطينيَّة، وإنما تَنْبع مِنْ مصالِحهم الشخصيَّة، ومِنْ حِرْصهم على بقاء السُّلطة، ولو على أنقاض فِلَسْطين، ولو أدَّى ذلك إلى إبادة الشَّعب الفلسطيني؛ لذلك هم يَبذلون مياهَ وجوههم، ويُقَدِّمون التَّنازُلات، ويَجتهدون في تنْحِية كلِّ مَن يقف في طريقِهم؛ ولَمَّا كان الجهادُ في سبيل الله هو العقَبة الكَؤُود التي تَقِف في وجْه أطماعهم، فقد سعَوْا لإقصائه عن مَسار القضية، وللتَّنكيل بكلِّ مَن يحمل رايته، وعليه فإنَّ التنسيقَ الأمْنِي مع الصَّهاينة للتخلُّص من إزعاجهم يصبح مشْروعًا، وجَعْل الصَّهاينة والأمريكان أولياء وأوصياء عليهم يُعتبر من الواقعية السِّياسية، والله يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ﴾ [المائدة: 51]، ويقول - تعالى - أيضًا: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [المجادلة: 22]، وما دَرَوا أنَّ الجهادَ في سبيل الله هو الصَّخرة الشمَّاء التي تتحطَّم عندها شراسةُ المعْتَدين، وبأن كل ما هم فيه من ذُلٍّ وهوان إنما من ترْكِهم لهذه الفريضة العظيمة، قال - صلى الله عليه وسلَّم -: ((ما تَرَك قومٌ الجهاد إلاَّ ذلُّوا)).

 

♦ غياب التخْطيط لَدى الأُمَّة: إنَّ الأُمم في سياق بِنائها لحضاراتها تخطِّط لِمائة عام مقْبِلة، والمسْلِمون - إلاَّ مَن رحم الله - في أحسن أحوالهم يخطِّطون ليومهم أو لأسبوعهم! فمَعْلوم أنَّ اليهود عندما اغتَصَبوا فلسطين كانوا قد خطَّطوا لذلك قبل خمسين عامًا في مؤتمرهم الصِّهيوني الأوَّل "بازل" في سويسرا (1897م)، وبالتَّأكيد ذلك المؤتمر التاريخي سبقَتْه مخطَّطات أخرى حتىَّ كان بذلك النجاح! فأين الخُطَط المضادَّة التي تواجه فيها الأمَّة مصيرها؟ وأين القادة الذين يخطِّطون؟

 

فحُكَّام الأمَّة مشغولون بالحفاظ على الكراسي لهم، ولأبنائهم مِن بعدهم، وبالسعي لزيادة أرصِدَتهم في البنوك العالَميَّة، وببناء الأبراج النَّاطحة للسحاب.

 

وأثرياؤُها - إلا من رحم الله - منتشرون في أصقاع الأرض ينْزِفون المليارات على مُتَعهم الرَّخيصة، وقد قرأتُ أنَّ أحدهم اشترى سيارة فارهة مطْلِية بالذَّهب بمليون جنيه إسترليني، وآخَر اشترى شقَّة فاخرة في "لندن" بمائة مليون جنيه إسترليني، فلَكُم الله يا منكوبي فيضانات باكستان! ولكُم الله يا كلَّ المحْرُومين في العالَم الإسلامي، إنَّ الله سائِلُهم عن كلِّ قرْش: فِيمَ أنفقوه، فليُعدُّوا من الآن الجواب.

 

أمَّا الفئة الكبيرة من مثقَّفيها - ممن قدَّمت لهم وسائل الإعلام أبواقها - فمنهَمِكة في استيراد الأفكار الغربيَّة، وإعادة إنتاجها وتَفْريخها في مجتمعاتنا.

 

في حين نجد الأغلبية السَّاحقة مِن أبناء الأُمَّة يُضنون أنفسهم في تأمينِ لُقمةِ العيش التي سَرَقها حكامهم! وأفراد الأمَّة وجماعاتها بشكْل عامٍّ مشغولون؛ إمَّا بخاصَّة أنفسِهم وشؤُونهم أو بخلافاتهم!

 

فمَنْ ذا الذي سيخطِّط لهذه الأمة؟

 

♦ اختلاط المفاهيم: درَجْنا على مفهوم حتْميَّة انتصار الحقِّ على قوَّة الباطل، وكأنَّ الذين حفَّظونا هذا المفهوم لم يُرشدونا إلى الكيفيَّة التي يتحقَّق بها، فالحقُّ لن ينتصر دون أن نحقِّق التَّوازن في المعادلة بينه وبين القوة؛ فهو يحتاج إلى قوَّة تَدْعمه وتُسانده وتَفرضه على أرض الواقع: "إنَّ الله ليَزَع بالسُّلطان ما لا يزَعُ بالقرآن"، ممَّا خدَّر الأُمَّة وأصابها بداء التواكُل، فتقاعَسَتْ عن دورها؛ بحجَّة أنَّ الحقَّ سينتصر لا محالة، دون إعداد ولا استعداد، ودون فَهْم لأسباب نصْرِ - أو هزيمةِ - الشعوب!

 

ولقد عمَّق هذا المفهوم في حسِّ الشعوب حكَّامُهم؛ ذلك أنَّه لا طاقة لهم بالمواجهة، فمِن مَصْلَحتِهم تَخْديرُ الشعوب، ودَغْدغة أحلامها بِوُعودٍ بالانْتِصار، ومُثقَّفوهم - إلاَّ مَن رحم الله - أكمَلُوا المسرحية فزَيَّفوا وعْيَها؛ حتى لا تتَنبَّه إلى الحقيقة المُرَّة.

 

♦ الإعلام الهابط: وسائل الإعلام العربي أفسَدَتْ أخلاق الشَّباب المسلم، وطمَسَت على قلوبهم بما تروِّج له مِن مُجون عَبْر شاشاتها، وعبثَتْ بعقولهم بما تبثُّه مِن سمُوم تسوِّق للفكر الغربي، وآخِر هذه السُّموم ما راج في عددٍ مِنْ تلك الوسائل مِن  عبارة: "أنا مسلم.. أنا ضد الإرهاب"، في تكريسٍ خبيثٍ للصِّفة التي ألصَقَها الغربُ زُورًا وبهتانًا بالمسلمين، ثُم إقناع المسلمين بأنهم كذلك، وهم بالتالي مضطرون إلى دفْع التُّهمة عنهم، والمهزلة الحاصلة في هذا العالم أن كلَّ المجازِر التي ارْتَكَبَها الأمريكان وحلفاؤهم في العراق وأفغانستان، والتي ارتكبها الصَّهاينة في فِلَسْطين، والتي ارتكبها الهندوس في كشمير، وتلك التي أوقَعَها الرُّوس بأهلنا في الشيشان وكوسوفا والبوسنة والهرسك، هذا الكمُّ الهائل مِنَ الإرهاب الدولي المنظَّم ألاَ يحتاج من وسائلِ الإعلام إلى إقامة حمْلة للتَّشهير به وللكشف عن وجْهِه الهمجي القبيح؟

 

لسْنا بحاجة لأنْ نَدْفع التُّهمة عنَّا، بل نريد أن نُرهِب أعداءنا بقوَّة الحقِّ التي بين أيدينا بعد أن نُعِدَّ العُدَّة: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ [الأنفال: 60]، والمطلوب من مُصدِّري الإرهاب الحقيقي بمفهومه اللاَّإنساني أن يدفعوا للضَّحايا الأبرياء فاتورة جرائمهم المخْزِية، وأن يقفوا أمام محكمة التاريخ؛ لكي يقدِّموا الحساب.

 

♦     ♦      ♦     ♦

 

وبعد:

فرغم هذا الواقع الأَلِيم الذي نَعِيشه، فالخير في هذه الأُمَّة لا ينقضي، ولكن نَحتاج إلى تضافُر الجُهود والطَّاقات على صعيد الأفراد والمؤسَّسات؛ لاسْتخراج هذا الخير أكثر فأكثر، وتوظيفه لتحقيق أهدافنا العُليا، وعلى رأسها الهدف الأكبر: إقامة حُكْم الله في الأرض، وملؤها قسطًا وعدلاً، كما مُلِئَتْ ظُلمًا وجَوْرًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نحو عرب مسلمين جدد
  • الشخصية المسلمة التي يخشاها الغرب
  • الأجنبي يخترع والعربي يجترع
  • المسلمون: موقف بعضهم من بعض، وموقفهم حيال الأجنبي!!
  • المسلمون .. أمة البناء
  • المسلمون وحضارة الأنبياء قادة الحضارات
  • ماذا يقدم المسلمون للحضارة المعاصرة؟ (2)
  • كل عام وأنتم عرب يا عرب!

مختارات من الشبكة

  • لماذا لا أدري لكن لماذا؟(استشارة - الاستشارات)
  • لمـاذا؟!(مقالة - موقع الدكتور وليد قصاب)
  • وقفة بين جيلين: سابق بالخيرات وظالم لنفسه (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا ضعف المسلمون واستقوى غيرهم؟ (1)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • لماذا يتضايق المسلمون حين يتعرض الرسول صلى الله عليه وسلم للإساءة(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم لأمير البيان: شكيب أرسلان(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • لماذا تراجع مستواي الدراسي؟(استشارة - الاستشارات)
  • لماذا يشعر بعض المسلمين أحيانا بثقل بعض الأحكام الشرعية وعدم صلاحيتها؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • لماذا يتأخر نصر الله للمسلمين؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا استهان بنا اليهود نحن المسلمين؟(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
4- لماذا تخلف العرب والمسلمون
Ahmed Alsabri - اليمن 29-06-2014 11:39 AM

لاشك أن هناك أسباب كثيرة وراء تخلف هذه الأمة بماتمتلكه من ميراث حضاري وثقافي عظيم وسنوجز هذا الأمر بروؤس أقلام لضيق المساحة ولأن الموضوع يحتاج إلى وقت وجهد لا يتوفران .

- عدم الوعي بقضايا التاريخ (انعدام الوعي التاريخي)
- إهمال سنن الاجتماع وسنن صعود وهبوط الدول
والإمبراطوريات
- تشجيع عوامل الفرقه والتمزق وتغليب التفكير
التجزيئي والتبعيضي
- الخلط الفج بين المبادئ والأشخاص وتغليب الثاني على
الأول الأمر الذي أنتج الاستبداد بكل أشكاله وصنوفه

وترتيبا علي ما سبق:
- تغييب العمل المؤسسي
- النظر إلى قضايا الدين والحياه بشكل متصادم بل واعتبار الدين تكاليف فرديه بمعزل عن العمل الجماعي والمجتمعي وكذلك بمعزل عن العمل المؤسسي

وهناك الكثير مما يمكن سرده وكما أشرنا المساحة والوقت ونتمنى تنسيق ندوة بل ندوات لهذا الأمر الهام والحيوي و.............. إلى اللقاء

3- نشر المعلومات يثبت الفؤاد!
د.م / اسماعيل ابو النجاة - مصر 11-10-2010 11:15 AM

بسم الله الرحمن الرحيم، أعتقد أن نشر المعلومات على المستوى الفردى مطلوب من كل غيور على دينه الإسلامى، خصوصا فى هذا العصر الذى تقاعس فيه الإعلام المسئول عن رفع الوعى العام عن ذلك. و أبدأ بالمعلومات الإيجابية كاعتراف بوش (هذه أمة تمتاز بالعزة لا ترضى الذل) فالكثيرون لم يعلموا بها فى حينها، و نشكر لمن وعاها و حفظها و ذكرنا بها الآن. فهذه وغيرها من المعلومات ، الذى لا شك أنه يوجد منها الكثير، و أيضا ربما لاتتاح الفرصة للكثير من المسلمين العلم بها فى حينها، أو حتى بعد ذلك, لكثرة و تشعب و سرعة إيقاع الأحداث مع ضيق وقت الجميع فى هذا العصر اللاهث. لكن مثل تلك المعلومات تثبت فؤاد المسلمين كافة، الغيورين و اللاهيين. لذلك فكل من يعثر فى مجاله على معلومة إيجابية و نشرها فى محيطه الشخصى سيزيد من حصيلة الإيجابيات على المستوى العام. و ندعو للإعلام أن يهديه الله للخير و يقوم بمسئولياته كما يجب.
و هنا، أنتقل للمعلومات السلبية مثل هؤلاء السفهاء الذين يصرفون أموالهم (مجازا فهى أموال الله وسيحاسبهم عليها فى الآخرة)، فنشر تفصيلات عنها يثبت أيضا فؤاد المسلمين كافة. لأنه يتيح الفرصة لمن يريد بالدعاء عليهم بالخسف و يريهم آياته فيهم فى الدنيا، أو يزيدهم إيمانا بأنهم سيحشروا مع قارون فى الآخرة. كما أن معرفة تفصيلات هذه الشرزمة(القليلة بإذن الله)، تجعل عقلاء المسلمين أقدر على تبرئة ساحة الإسلام والمسلمين من حماقاتهم أمام أعداء الإسلام الذين يستغلون تلك الحالات السيئة أيما استغلال. و لا لوم عليهم، بل يجب علينا أن نحدد هؤلاء المحسوبين على الإسلام و نند بتصرفاتهم بشجاعة ونوضح أن ذلك ليس من الإسلام.

2- صدقوا الأكذوبة
مريم دنكلاي - ارتريا 01-10-2010 12:25 PM

المشكلة أن الأكذوبة الكبرى التي روج لها يوش أننا إرهابيون صدقها العرب والمسلمون -إلاالعقلاء والشرفاء-أولا يملكون إلا التصديق ولذلك شغلوا أنفسهم بحل هذه المعضلة المزعومة ولا أدري لماذا تجاهل الإعلام شهادة يوش لصالح الأمة فبعد تلقيه صفعة الحذاء وعندما اشتد ضرب حزب الله لفريق الموالاة أجرت قناة العربية حوارا مستعجلا مع بوش وبالأصح كان استغاثيا (ألا تنصر حلفاءك)فسألته المذيعة ماذا توصي الرئيس الفادم في التعامل مع الأمة العربية فأنطقه الله ليقول(هذه أمة تمتاز بالعزة لاترضى الذل) فأين الذين يفقهون؟

1- مجرد راي
بارود عيسي - غرداية- الجزائر 26-09-2010 11:48 PM

السلام عيكم و رحمة الله ..أولا من أسباب هذا التأخر الحاصل في مجتمعاتنا العربية والإسلامية راجع الى مايسمى بعولمة التخلف فالعرب لايقرؤن و إذا قرأو لا يفهمون و إدا فهموا سرعان ما ينسون .و أنا عندما أكتب هذه الأسطر لا من أجل أن أقلل من شأن العرب فالذين ولدوا في العواصف لا يخافون الرياح ودليل ذلك ما تعرضت إليه الأمة الإسلامية من مكائد وحروب صليبية كفيلة بأن تجعل الأجيال القادمة على دراية كاملة بما هو على عاتقهم. فليس العيب أن تخطئ لكن العيب أن تبقى مصرا على الخطا .فمن أخطائنا نتعلم .وإن شاء الله تكون أحوال العرب والمسلمين كما كانت عليه في عصر الأنوار .و شكرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب