عاداتُ الإمام البخاريِّ في صحيحه (عرض)

عنوان الكتاب: عاداتُ الإمام البخاريِّ في صحيحه.

تأليف: العلامة عبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي المكي (1302-1392هـ).

تحقيق: الشيخ محمد بن ناصر العجمي.
تقديم: الشيخ عبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي - مُسنِد مكّة المكرمة.

البيانات: مشروع قراءة وسماع الكتب السبعة؛ المشروع الأول: سماع وختم صحيح البخاري. الكويت: وزارة الأوقاف، مكتب الشؤون الفنية. ط1 ، 1428هـ، 128ص.

رسالةٌ قيّمة يصدرها مشروع قراءة وسماع الكتب السبعة، الذي يقوم عليه قطاع المساجد بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت، ممثلاً بمكتب الشؤون الفنية، لإحياء السنة النبوية، وقد نجزت قراءة صحيح الإمام البخاري، وتمّ سماعُه كاملاً، وأجيز فيه مئات من طلاب العلم وطالباته.

اعتمدتْ تلك المجالسُ آليةً في القراءة، ترتكز على السرعة ومحاولة الضبط وعدم الإخلال بالمعاني.

ومن فوائد قراءة كتب الحديث السبعة بهذه الطريقة:

1-كثرة ذكر الله تعالى بقراءتها ودوام النظر فيها.

2-كثرة الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم.

3-مراجعة الحفظ لمن كان حافظاً لشيءٍ منها.

4-التدبر والتأمل لألفاظ الحديث النبوي ومعرفةُ غريبه.

5-مراجعة الأحكام والمسائل الفقهية.

6-معرفة الرجال وأنسابهم بذكر الأسانيد وتكرار قراءتها.

7-الدِّراية العلمية والرواية المتصلة الصحيحة.

8-إحياء سُنة الإسناد والإجازات.

9-الرصيد العلميّ للبلد، إذ بهذه المجالس أصبحت محطَّ الأنظار في أسانيد كتب السُّنة الكبار.

وقد جاء هذا الكتاب (عادات الإمام البخاري في صحيحه) بعد أن خبرَ مؤلِّفهُ -محدِّثُ الحرمين، الشيخ عبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي المكي، يرحمه الله- صحيحَ البخاريِّ ودرّسه مراراً، فكانت هذه العادات خلاصةَ معرفته بالإمام البخاري وفقهِهِ وتبويبه ومنهجه العلمي.

أمّا محققُه، الشيخ المحقق المدقِّق محمد بن ناصر العجمي، فقد زاد الكتاب جمالاً، بعنايته به وتوثيقه وتحقيقه تحقيقاً متميزاً أنيقاً، ختمه بثلاث تتمات، هي:

1-زيادات على بعض تلك العادات.

2-مَن أفرد البخاريَّ بترجمة من أهل العلم.

3-شذرات من اختيار البخاري من خلال فقه الأبواب.

وهذا لكتاب المحقق هو الفصل الثالث ضمن كتاب (قمر الأقمار الطالع من مشارق الأنوار)، وعنه قال مؤلفه: "وهذا الفصل من أهم الفصول الذي يجب حفظه...".

وإنّ معرفة هذه العادات لمن الضرورة بمكان عند طلبة العلم ومطالعي صحيح البخاري (الجامع المسنَد الصحيح المختصَر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننهِ وأيامِه).

وهنا –أخي القارئ الكريم- أعرض وأختصر لك بعضَ هذه العادات.. وليس الاختصار كالإحاطة بجميع الأفكار:

* اختيارات من عادات البخاري المتعلقة بالإسناد:

1-أنه لا يكرر الحديث بالإسناد الواحد، بل يورده لمقتضى كلِّ باب بإسنادٍ آخر... ولا يورد الحديث بإسناد واحد ومتن واحد إلاّ نادراً. (ثم ذكر اثنين وعشرين حديثاً ورد كل منها بالسند والمتن نفسه في بابين، ثم ذكر بعدها سبعة أغراض للإمام البخاري من إيراده تلك الأحاديث المكررة).

2-أنه إذا روى عن شيخٍ تكلم فيه بعضُ الأئمة يقلل الرواية عنه، ويأتي بالمتابعات تقويةً لروايته.

3-اختصاره الحديث. ويكون له في ذلك أغراض..

4-تقطيعه الحديث. وذلك حيث كان الحديث مشتملاً على جُمل متعددة لا تتعلق إحداهما بالأخرى...

5-أنه إذا ورد الحديث عن غير واحد من مشايخه، فإنّ اللفظ يكون للآخِر منهم.

6-إذا تحوّل من إسناد، ساق المتن على اللفظ الثاني.

7-أنه يُكثر ذكر المتابعات.

8-أنه يختار من الإسناد العوالي.

9-أنه يختار من الإسناد ما هو موصوفٌ بأصحِّ الأسانيد.

10-أنه لا يفرق بين التحديث والإخبار، والإنباء والسماع.

11-أنه يذكر نسب الراوي ووطنه إذا أبهمه الراوي.

* اختيارات من عادات البخاري فيما يتعلق بالفقه [وفِقهُ البخاريِّ في تبويبه]:

1-أنه يؤْثر الخفيَّ على الجليِّ..

2-أنه إذا عقد كتاباً من كتب الصحيح، ووجد آية مناسبةً لهذا الكتاب؛ افتتح بهذه الآية.

3-أنه يعقد الترجمة ثُم يذكر فيها الآية أولاً، ثم يذكر فيها حديثاً مرفوعاً متّصلاً ثانياً، ثم يذكر فيها أثراً عن صحابي أو فتوى تابعي. وهذا يفعله كثيراً، وهذا لازم للمجتهد.

4-أنه يعقد الباب ثم يذكر فيه آية ثم يذكر حديثاً معلقاً أو أثراً. وهذا أيضاً كثير.

5-أنه يعقد الترجمة بالآية ويكتفي على ذلك... وهذا قليل جدًّا.

6-أنه يعقد الترجمة ويذكر فيها حديثاً مسنداً فقط، وهذا هو الأكثر.

7-أنه يعقد الترجمة ثم يكتفي على إيراد الأثر فيها. وهذا أقلُّ قليل.

8-أنه لا يعيد الترجمة في (صحيحه) إلاّ إذا كانت الترجمة ذاتَ شقّين.

9-أنه إذا توقف في شيء، ترجم له ترجمةً مبهمة. كأنه ينبّهُ على طريق الاجتهاد، وفي مثل هذا يقول: "بابٌ يفعل كذا".

10-أنّه ينقل في كل فنٍّ من أئمة هذا الفن.

ثمّ أورد المؤلف فصلاً مهمًّا مِن كلام البُلقينيِّ في مناسبة ترتيب كل باب بالذي قبله في صحيح البخاري، وأتبعه بنظم البلقيني في المناسبة بين الأبواب.

وقد أشرت في بداية هذا العرض إلى التتمات التي ألحقها المحقق –مشكوراً- بالكتاب، وهنا أختار من التتمة الأولى (زيادات على بعض تلك العادات):

1-عادة البخاري في الروايات المختلفة أنه يعتمد الراجح عنده – ابن حجر.

2-من عادة البخاري أنه إذا روى حديثاً اختُلف في إسناده أو في بعض ألفاظه أن يذكر الاختلاف في ذلك – ابن تيمية.

3-عادة البخاري مثلاً في قوله: "قال لي يحيى بن صالح" أن هذه الصيغة في الموقوفات إذا أسندها.

* ومما ليس من عاداته:

1-أنه لم تجرِ عادته في إيراد الضعيف في مقام الاحتجاج به.

2-ليس من عادته إعادة ترجمة الباب والحديث معاً.

في الختام ، أخي رعاك الله..

أرجو أن أكون موفقاً في طرحِ هذه اللمحة الموجزة عن هذا الكتاب المهم.. وأميل إلى الختام ناصحاً إياك بالاطلاع على الكتاب كاملاً.

.. وليس الخبر كالمعاينة.

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي