• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / روافد / موضوعات فكرية
علامة باركود

افتتاحية مجلة العصور

محمود محمد شاكر

المصدر: مجلة العصور، العدد الأول في يوم السبت 27 من رمضان سنة 1357 – 19 من نوفمبر سنة 1938، ص: 1 – 2.
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/12/2007 ميلادي - 30/11/1428 هجري

الزيارات: 25841

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

افتتاحية مجلة العصور


بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الأنفال: 24-26].
ساعةٌ فاصلةٌ في تاريخ الإنسان، حين يرمي تحت قدميه كلَّ وساوس الشيطان متجرِّدا لله، مجاهدًا يعمل ويكدُّ وينطلق، لا يَرُدُّه فَزَع، ولا يَكبح جِماحه وَجَلٌ. ساعةٌ فاصلةٌ يَنصرم من ورائها عُمْرٌ قد أدبر، ويمتدُّ أمامَها أَجَلٌ يُستقبَل، والحياة بينهما شاخصةٌ تنظر عمل الحيِّ في أسباب حياته.

في هذه الساعةِ أضعُ بين يَدَيَّ أشياءَ عزيرةً كنتُ أَضِنُّ بها دون الناس جميعًا، ثم أُرسِلُ إليها بصري مؤمِّلاً يرجو أن يفوز، مُشفِقًا يخشى أن يَحْبَطَ عملُهُ.
لقد عِشتُ ما عشتُ، وجرَّبتُ ما جرَّبتُ، ثم بَقِيتُ صامتًا أو كالصامت، فالآن حين أبدأ أَعرض نفسي على الناس في كُلّ أسبوع أو أسبوعين، أراني مُتكلمًا أبدًا: إن سكت القلم بقيَ عملي من أمامي يتكلَّم. فأنا – ما بقيتُ – مُحاسَبٌ بالكلمة يقولها، والعُدَّة يُعِدُّها، والتدبير يَسوسه، والعمل يعمله؛ ورُبَّ واحدةٍ تخفض منِّي ما كنتُ أرجو أن أرتفع ببعض أسبابه.

لقد انتزعتُ نفسي من بين أحبابي وأصحابي، وصِرتُ رجلاً لكل امرئ فيه حقٌّ، وعليه في كل ما هو بسبيله تَبِعةٌ، ولكلِّ يدٍ في عُنُقه مِنَّةٌ أو دَيْنٌ، ولديه أمانةٌ هو مؤدِّيها على الرضا كما يؤدِّيها على الكُرْه، فإن خاسَ أو خانَ أو أمسك هَلَكَ – ولا هلك سواه – وكان من الخاسرين.
لقدِ انتزعتُ نفسي من بين أحبابي وأصحابي، ولَزِمني أن أُبطِلَ – في هذا العمل الصُّحُفِيِّ – معنى العداوة والصداقة في جانبٍ من قلبي، إذ ليس أقْتَلَ لعملِ الصَّحافيِّ من تحكُّم العداوة ومحاباة الصداقة.

ولئن كنتُ قد خسرتُ لذَّةَ إيثار الصديق، فأحسبُني سوف أَربح جمال إيثار الحقِّ والعدل من طريق المساواة في المحبة، وكأيٍّ من لذَّةٍ تَعْدِل لذَّة القدرة على إنصاف عدوِّكَ من نفسكَ حين يكون مع الحقِّ، أو كان الحقُّ معه!!
إن هذا العمل الذي أُقْدِم عليه يكاد يُشعرني بعضُ الفِكْر فيه بدبيب الشَّيْب وهو يَصَّاعَد بين القلب والشَّعْر، ويكاد يحملني بعضُ هذا الفِكْر على حالةٍ من أريحيَّة الصِّبا وعُنْفوان الشباب، أَتدفَّق بهما في نفسي تَدَفُّق السَّيْل تحت صَعَقات الرَّعد، وخَفَقات البروق؛ وانقضاض الرياح العواصف بين مخارم الأودية وأفواه الفِجاج.

أما دَبيب الشَّيْب: فمن هَوْلِ المَطْلع، حين أُغمضُ عيني على هدأةٍ، وأرمي ببصيرتي فأرى ليلاً مظلمًا قد أَطْبَقَ على هذه الشعوب العربية والإسلامية والشرقية، وأرى من ورائها دنيا تموج وتضطرب، وتضيءُ وتخبو، وتسمو وتَتَّضِع، وتأخذ وتَدَع... توشك أن تلتهم الشرق كلَّه، فينتاشُنِي[1]   الهمُّ من نواحي نفسي، ويتداخلني الرعب والفزع واليأس أو يكاد.
كيف...! كيف نَستنقِذُ مَجْدنا وتاريخَنا وأرواحَنا وذَرَارِيَّنا مِن بعدِنا، وأنَّى المسلكُ؟
إنَّ أحدَنا لَيَضْرِبُه العجزُ عن ضبط ما يتبدَّد على أفكاره من خَطَرَاتِ الرَّأْيِ الَّتي يريد نَفْسَه وأُمَّته على العمل بها لِيُنْقِذ رُوحه من الهلاك، ومَجْده من التهدُّم، وذُرِّيَّته من إرث السوء وتَرِكات الشَّرِّ.

وأما عُنفوان الشباب: فحين أَمُدُّ طَرْفِي إلى مجد آبائي وأجدادي، وهم يَهُبُّون من بواديهم في غبارها، ثم لا يلبثون إلا قليلاً فيملأون الدنيا حضارةً تلوح في بَدئها كتباشير الفجر، ثمَّ تَتَفَجَّر بشُموسها وأنوارها حتى تضيء من جَنَبات الأرض كلَّ مظلمةٍ داجيةٍ، فَثَمَّ الأُسْوَةُ.
إنَّ المجد الغابر يُنادينا من وراء السنين والأجيال: لابد. لابد!! فهل ييأس مَنْ يريد أن يحيا؟ إنَّ الصخرة العظيمة المعترضة سبيل الظمآن إلى الماء تقول له: إمَّا أن تَحْطِمُنِي، وإمَّا أن تموت، فأين الخِيَرة...؟ لقد أَعتقِدُ أنَّ إرادة الرجل إذا تعلَّقت بالله، وأمَّلَتْ في الله، وعَمِلَتْ لله لم يبق أمامَها إلا ما يَلِينُ أو يَتَقَصَّف أو يَتَهَدَّم أو يَستقيم.

لقد تعلمتُ ألا أيْأَسَ، وقد بالغتِ الحوادث والأيام في تكوين بعض ما في نفسي حتى ما أكاد أَعرِف كيف أفرَحُ لِنَجاحٍ أُصِيبُه وأُدْرِكُه، لقد سُلِبْتُ أشياءَ كثيرةً، وحُرمْتُ أشياءَ كثيرةً، ثم وجدتُ أشياءَ كثيرةً، فعَرفْتُ ممَّا حُرمتُ وممَّا وجدتُ خَيْرًا كثيرًا، أرجو أن أنفع الناس به بإذن الله؛ فإن فُزْتُ فبإذنه، وله الحمد في الأُولى والآخرة، وذلك أملي في الله، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ.

من أين؟ وإلى أين؟
في هذه العاصفة الهَوْجاء التي تجتاح الدنيا، والشرق أوَّل ما تجتاح في تهجُّمها وانقضاضها - أجترئ فأُصْدِرُ "العصور"، محتملاً في سبيل ذلك ما يهدُّ وما يُفزع وما يغتال، وبالله أستعينُ، وله أتوجَّهُ، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلتُ وإليه أُنيبُ.
إنَّ بَعْثَ مجلة "العصور" التي كان يقوم على تحريرها، ويتولَّى إصدارها صديقي (إسماعيل مظهر) عملٌ قد نصَبْتُ نفسي له، وفرغتُ من كلِّ شيءٍ في سبيل تحقيقه.

لقد كان مما يَسعني أن أُصدرَ مجلةً أخرى باسمٍ آخَرَ، وأنهجَ لها عين المنهج الذي أريدُه الآن "للعصور". ولكنَّ تاريخًا قديمًا ينبعث من بعض نواحي القلب يدفعني إلى أن لا أختار إلاَّ ما اخترتُ؛ "فالعصور" الأُولى التي كان يقوم بأمرها إسماعيل إنما كانت ثمرةَ مبدأ اعتقده صاحبه واستمسكَ به، وخفَّ له، ونافح دونه، ورمى به إلى غرضٍ، وفي الطريق إلى غرضه أصاب إسماعيلُ وأخطأ، وأحسنَ وأساءَ، وأثار إلى نفسه مَنْ يُحِبُّ ومَنْ يُبْغِض، واحتقب[2]   في ذلك شرًّا كثيرًا وأصاب بعض الخير.

لقد ميَّز "العصور" الأولى عن سائر ما كنتُ رأيته من المجلات أنَّ صاحبها أنشأها لمبدأ تقوم عليه وتعمل به، واستمرَّ يُلاقي في سبيله ما يُلاقي من شرِّ نفسِهِ وشرِّ الناس، حتى اندفعت به الحوادث إلى مصائبها ونَكَبَاتها فَصَرَفَ وجهَه اضطرارًا، وفاءَ إلى سَكْتَةٍ ظاهرةٍ، يعمل من ورائها قلبٌ مشبوبٌ.
إنَّ الشركة بيني وبين إسماعيل في أصل المبدأ الذي قامت عليه "العصور" الأولى هو الذي جعلني أتجاوز ابتداءَ مجلةٍ إلى بَعْثِ مجلةَّ، وأيضًا... لقد عملت "العصور" عملاً لا يُنْكَر أثرُه في الفكر العربي الحديث، وسواءٌ علينا أكان هذا الأثر ممَّا نَرضى عنه أم كنَّا نُعارض فيه ونقف دونه، ونخالِف على صحَّته أو بطلانه.

وعقيدتي أن حقيقة الحياة هي المبدأ والإيمان به، وبغيرهما ينقلب الإنسان آلةً عاملةً، لا يعرف معنى الإيجاد والإبداع والمقاومة، والنزوع العقلي والرُّوحي إلى المعاني السامية والفضائل العُلويَّة.
وكذلك يفقد الإنسان الحياةَ، وكذلك يضيع التراث الإنساني الذي جاهدت أجيالُ البَشَرِ الغابرةُ في سبيله، بما وُهبت من قوةٍ، وما أُعينت به من وسيلةٍ.
إنَّ صحَّة المبدأ وحدَها كفيلةٌ بإحداث أعظم الآثار في تاريخ العقل الإنساني، وأما الإيمان بهذا المبدأ فهو إعطاء العقل قوَّة التدبير ليُخرج حقائقه وأمانيَّهُ إخراجًا عمليًّا في الحياة.

لقد كان المبدأ الأول "للعصور" هو حرية الفكر، وصراحة الضمير، وإخلاصٌ للوطن والعلم والأدب، هذا هو المبدأ، وقد آمن به "إسماعيل" إيمان الشباب المتوقِّد؛ فاندفع به الرأي في مَجَاهِلِهِ، فاهتدى وضلَّ، وأضاع نفسه ووجدها... لم يَبْقَ على حالةٍ يَستقرُّ عندها استقرار الحكمة الرَّزينة.
الرَّجل الحرُّ، هذا هو مبدئي ومبدأ أصحابي.
الرَّجل الحرُّ؛ أيْ: الفِكر الحرِّ، الذي يَبلغ من حريته، واتساعِ آفاقه، وبُعْدِ مَداهُ، وتَرَامِيهِ إلى الغايات البعيدة، وتساميه إلى الأجواء العُلويَّة – أن يعرف أنَّ للحرية قيودًا كثيرةً، وأنَّ الجاهل المغرور هو الذي يظنُّها انطلاقًا منَ القيد، وخروجًا من التقاليد، وتحلُّلاً من إصْر الأخلاق وأغلال الشَّرائع.
إن النفس (البُغاثية)[3]   إذا انطلقت – في ضعفها وفتورها – بين حدائق الرأي وغاباته أذهلها سَعَة ما ترى من الأرض الخضراء المثمِرة المظلَّة، وخُيِّل إليها أنَّ الدنيا كلها امتدادٌ لما ترى يَنبسط على نهجٍ واحد.

ولكنَّ نفس (النَّسر) الأجدل تنطلق لترى الغاب وما وراء الغاب، فترى كيف ينتهي إلى قَفْرٍ يَحُدُّه بِجَدبه وظمأه وفَقره وإعدامه، ثم يصدُّه بجبالٍ رواسٍ شامخاتِ الذُّرى، مظلماتِ النواحي، مضلاَّت المخارم[4]  ؛ فتختلف المعالم باختلاف الحدود.
أمَّا الشيء الذي لا حدَّ له، فهو شيءٌ يستحيل وجوده في هذه الدنيا، فلا جَرَم أن تكون الحُرِّيَّة شيئًا كسائر الأشياء محدودًا بحدوده.
إني أومِن بالحرية، وأومِن بقُدرة الرجل على الإتيان بالمعجزة حين تَتمُّ فيه آيةُ الحرية؛ فلذلك لا يسعني حين أبدأ هذا العمل إلاَّ أن أقول بملء نَفَسي لمن يسمع: "من ها هنا ابدأْ"، من ها هنا ابدأْ، لا لنفسي، ولكن للناس. إن هذه كلمةٌ شاملةٌ لا يكون تفصيلها إلا عملاً في كلِّ موضعِ عملٍ.
إنَّ العمل الصَّحافيَّ لَيقتَضِيني أشياءَ كنتُ بمَنْجاةٍ منها، وكان أحبَّ إليَّ أن أفرغ لما كنتُ فيه من عمل، ولكنِّي أشدُّ حبًّا لهذا التراث العربي الإسلامي العظيم من أن أَدَعَهُ في يد مَنْ لا يقوم عليه كقيامي عليه.

إنَّ هذا التراث الإسلامي ليس وحدَهُ ما خلَّف آبائي من دِين وعلم وأدب وآثار؛ بل إن أعظم التُّراث وخيره وأروعه هو هذه النفوس التي انحدرت معنا إلى هذا العصر من أجيال القُوَّة الحرَّة المستحصدة[5]   العادلة، إن هذه النفوس التي نحيا بها هي التي تطالبنا – من تحت الأدران التي غَشِيَتْها – بالعمل من أجلها وفي سبيلها لإنقاذها من التعفُّن والبِلى، ثمَّ لردِّها إلى حياة هذا العصر؛ لتُثبت أنها لا تزال نفوسًا يجب أن توصَف بالحياة.
هذه فِلَسْطِينُ الصغيرة المجاهدة المظلومة التي تحيط بها الأفاعي الذهبيةُ من كنوز اليهود تُثبت للعالم كلِّه أنَّ (الرَّجل) في العربيِّ لم يَمُتْ بعدُ، وأنَّه حين يستيقظ في داخله تستيقظ معه كلُّ الفضائل والأخلاق والتقاليد العربية التي تتوهَّج تحت شمس البادية المقفِرة... تتوهَّج كالذهب حيث يفقد الذهب قيمتَهُ المدنيَّة، هذا العربيُّ حين يحارب، ولكن أين العربيُّ العالِم العامِل المخلِص الدؤوب الذي لا يفتر؟!

إنَّني وأصحابي ممَّن أكرموني بصحبتهم، ومَنْ يكرمني بعدُ بصداقته، سوف نَرصُد قوانا كلَّها لإيقاظ الفكر العربي والإسلامي في مصر والحجاز والشام والعراق والمغرب وسائر بلاد العربية والإسلام.
إنَّ هذا الفكر إذا جُدِّد تاريخُه القديم، وبدأ بَدْءَهُ؛ أثبت هو الآخَرُ أنَّ (العاقل) في العربي إذا انتبه، انتبهتْ فيه كلُّ الحقائق العادلة في الحياة العقليَّة والاجتماعية، وكل الأحلام الجميلة الوديعة التي تتندَّى على النفس العاملة المجهَدة بالراحة والسكينة.
إنِّي أَكتب كلمتي هذه من هذا المكان، وقد انبسطَتْ تحت عينيَّ خريطةُ رُقْعةٍ من الأرض ما بين المشرق والمغرب، أهلها إما عربٌ قد انحدروا سلالة أُمَّةٍ تاريخيةٍ قد حازت من المجد كلَّ غالٍ وكريم، وإما مسلمون من غير العرب قد اندمجوا في العرب بإسلامهم فكانوا منهم واستبقوا خيرات المجد العربي، وأعانوا على إبداع الحضارة العربية الإسلامية بقُلوبهم وأيديهم وعقولهم، غير مُقَصِّرين ولا مُتَخاذلين.

إن هذه الرُّقعة من أرض الله كانت يومًا ما نبراسَ العقل والعلم والحضارة؛ بل كانت منبع الفيض الإنساني السامي المتفوِّق؛ بل كانتْ مَعْبد الرحمة والعدل والحقِّ، والسموِّ بالطبيعة الإنسانية إلى عَنان السَّماء المشرقة بفضائلها وأخلاقها، كانت كذلك حين كانت القوة في هذه الشعوب ميراثًا لا يُضِيعُهُ وارثٌ من ورثته، فلما رُمينا بحُبِّ الخمول والكسل، انفلتت أسباب القوَّة من أيدينا، وانْفَتَل كلُّ خير، وكلُّ مجد، وكلُّ فكرٍ سامٍ، إلى مَنْ يستطيع أن يَحُوزَهُ ويَحرص عليه، ويقوم على تربيته ليربوَ بين يديه.
القوة، القوة.. إنها الفضيلة الأولى في حياة الإنسان الحيِّ، القوة... إنها عَصَب الحرية الكاملة التي تعمل بنقائها لتطهير الحياة البشرية من أدران الذُّلِّ القَذَرِ الذي يجعل الحياة جِيفةً مُنْتِنَةً على الأرض.

إنَّ هذا الطاعون الوبيء الذي انتشر في الشرق - وفي الشرق العربي والإسلامي خاصةً،  طاعون الضعف - قد فَتَّ كلَّ خيرٍ فينا وأحاله إلى فساد، فاختلفتِ الأنظار إلينا هازئةً ساخرةً بنا.. كَلاَّ؛ بل هازئةً ساخرةً بالمجد المخلَّف من عصور آبائنا الأمجاد... كلا كلا؛ بل اختلفت أنظارنا (نحن) إلى هذا الميراث النبيل بالهُزْء والسخرية والاحتقار؛ فصارت الناشئةُ منَّا إلى ازدراء ما وَرِثْنا من علم وفن وأدب ودين، وشريعةٍ اجتماعية، وفضيلةٍ أخلاقية، واندفعت إلى ما بَهَر أبصارَها من مَدَنِيَّات الأُمم.
وارَحْمَتَاهُ لنا... إنَّ الضعف قد أيقظ في الإنسان الشرقيِّ الطبيعةَ المنتكِسة، الطبيعةَ (القِرَدِيَّةَ)، طبيعة التقليد على غير هُدًى في بصيرة النفس، والفرحِ بغير انبساطٍ في حرية العقل، والفِكْرِ بغير تأمُّلٍ في عواطف القلب، والعملِ بغير ضابطٍ من قلب أو عقل أو بصيرة.
وأيُّ خيرٍ يُرجى لمثل هذا الإنسان الذي لا تحرِّكه إلا أدنأ الطبائع، وأحطُّها مرتبةً عن الإنسانية العالية السامية، التي يجب أن تتفوَّق في الإنسان المهذَّب على الإنسان الوحشيِّ المريض فيه؟!

أَكتبُ هذه الكلمة، وأنا أعلم أنَّ عمل الصَّحافة اليوم قد خرج عن أن يكون مقالاً أدبيًّا يكتبه أديبٌ متمكِّنٌ، أو قطعةً فنيةً يصوِّرها فنانٌ مبدِعٌ، أو قصيدةً دُرِّيَّةً تتلألأ على الذُّرى العالية؛ ليسمو الشاعر برواته وقرَّائه إلى أحلامها الجميلة الرائعة، تَحَفُّها أناشيدُ النفوس الرقيقة التي عَذَّبَها الأسْر في السجن الآدمي المسمَّى بالجسد.
إني أعلمُ، وأعلمُ أن الحياة المدنية الحاضرة قدِ اقتسرت الناس على خُطَّةٍ مالية لا يُعرف فيها ما قال فلان، ولكن: ما مَلَكَ فلان؟ إني أعلم، وأعلم أن الجمهور قد اعتنقته هذه الحياة إلى طريقة هازئة ساخرة، فهو لا يُقَدِّر إلا ما يجد له لذَّةً طارئة تَهُزُّ النَّفسَ هِزَّتها الأرضية... وما يبالي بعدُ باللَّذة الخالدة التي تَبقى حلاوتها في النفس بالتأمُّل، وفي العقل بالتفكير الحرِّ، وفي القلب بالعاطفة المتفجِّرة التي تملأ إنسانية الإنسان عذوبةً ورِيًّا، ثم حنانًا ورحمةً.
إني أعلم هذا... ولكني أعلم أيضًا أنَّ الصحافة الأدبية الشرقية قدِ اندفعت في طريقٍ ليس لها أن تسلكه، أو تُصِرَّ على المسير فيه، إن هذه الصحافة قد بلغ بعضُها فيما بلغ مرتبةَ أعظمِ الصحافة في العالم، ولكنِّي أجِدُ الحقَّ والعدل أكرمَ عندي من صداقة الأصدقاء، إني أُجِلُّ كلَّ عمل، وأُقَدِّر كلَّ عامل، ولكني أُجِلُّ أُمَّتي وتاريخي، وأُقَدِّرهما بما يفوق كلَّ عمل وكلَّ عامل.

إنَّ يمبصحافتنا التي اتَّخذنا أساسها من أُسس الصحافة الغربية - لا تنفعنا ولا تُجدي علينا إلا بقدرٍ لا يكفي ما نطالب به ونجاهد له، إن هذه الأممَ التي أخذنا عنها، واهتدينا بها، وشرعنا على منهاجها ـ: أُممٌ قد بلغتْ شُعوبُها من مرتبة الحرية والقوة ما أوحى إلى صحافتها بالنَّهْج الذي يجب أن تنهجه في تتبُّع إرادات الشعب، واستغلال أهوائه وشهواته لمصلحتها، ثم للذَّته، فلذلك كانت هذه الصحافة مُتعة المستمتع، وكان فيها لذَّة الضعيف ولذَّة القويِّ معًا، وكان فيها ما ينفع وما يضرُّ، ما يَهدم وما يبني؛ لأنَّ استفحال القوة وامتلاء النفس والعَصَب والرُّوح والقلب بآثارها وأصولها لا يجعل الشعور بما يُضعف أو يَضرُّ أو يَهدم شعورًا تامًّا يوقظ النزاع لمقاومة هذه العوامل الهدَّامة ودَرْء آثارها، وأيضًا لأنَّ القوة تحمل على البَغْي، وتجعل الاعتقاد فيها والإيمان بها نفيًا للمبالاة والاكتراث من نفس الإنسان القوي.

أما نحن؛ فإن السبيل علينا مختلفٌ، والغرض الذي من أجله ننشئ الصحافة جِدُّ مُباينٍ لأغراض الصحافة الأوروبية:
إنَّ صحافتنا صحافةُ شعوبٍ ضعيفة خاملة متهدِّمة، شعوبٌ قد فقدت فضيلة القوَّة وكلَّ أسبابها العاملة، وافتقدتْ نور الحرية النبيلة المترفِّعة على الشهوات، وبذلك صار من حقِّها على الصُّحُفيِّ أن ينظر نظرةً متأمِّلةً متعمِّقةً نافذةً شاملةً؛ ليَنهج لها النَّهْج القويم الذي يردُّ إليها ما فقدت، ويوجدها ما افتقدت، ويعمل لها عمل الأب الرحيم لولده الضعيف حتى يَشبَّ ويستحكم.
وأنا حين فكَّرتُ في بَعْث "العصور" واحتمال تكاليف الحياة الصُّحُفيَّة، لم أُلْقِ كثيرَ بالٍ إلى مَشَقَّة المال، وهو أصلٌ في قوَّة الصحافة، ولا في النَّصَب الذي يَهُدُّ الجسد؛ لأن الرُّوح يجب أن تبقى مستعليةً بشبابها على عَجْز البدن، ولا في الآلام التي سأحملها في كلِّ شيءٍ؛ لأن الآلام هي التي تجدِّد عزم الإنسان، وتدْفَعُه إذا عَرَف كيف يحتملها مبتسمًا راضيًا.

لم أفكر في هذا ولم أُلْقِ بالي إليه، وإنما فكَّرتُ في المبدأ الذي يجب عليَّ أن أُحَدِّده لنفسي تحديد الذي يريد أن يَشْرَعَ في عملٍ يَنْتَظِمُ، وفي الغرض الذي يجب أن أُسدد إليه كلَّ سهمٍ من سهامي في هذا العمل.
إنَّ مَبْدئي ومَبدأ أصحابي - ممَّن أرتضي أن يَشْرَكَنِي في هذا العمل - هو الجهاد في سبيل القوة التي نملك بها القدرة على الاحتفاظ بهذه الحريات، والنظام الذي يسدِّد خُطانا في العمل بقوَّةٍ وحرية في إيقاظ الشعوب المستضعفَة العاجزة.
إن هذا المُجْمَل الذي تنطوي تحته أسرارُ اليقظة، يشمل الحياة الاجتماعية العربية والإسلامية كلها: حياة الفرد؛ من حيث إنه أصلٌ في تكوين الجماعة وتكييفها، وحياة الجماعة؛ من حيث إنها اشتراكٌ بين الأفراد لتكوين شعب مثقَّفٍ عالٍ عاملٍ، ويشمل الحياة الأدبية والعلمية والعملية، أوِ الحياة العقلية كلها مستغلَّةً ومنتجةً.

من وراء هذا المبدأ البسيط أهوالٌ:
أهوال النَّظر في كل ما يمتُّ إليه بسببٍ من أشياء الحياة.
وأهوال العمل على تنفيذ السياسة التي نَتَّخذها لكلِّ إرادة من إرادات الخير للمنفعة.
وأهوال التنبُّه للخطأ: كيف ينشأ، وكيف يُصلح.
وأهوال الخطر: من أين يقبل علينا وكيف يُتَّقى.
وفوق ذلك: قول الترفق على هون، والتلطُّف للنفوذ بما نريد إلى المكان الصالح؛ لاستنبات المبادئ الصالحة والأعمال الناجحة.

فالعمل الصُّحفي في مجلتنا هذه ليس عملاً إخباريًّا ولا سياسيًّا، ولكنه عملٌ اجتماعيٌّ تمتدُّ أصولُه إلى كلِّ شيءٍ، في الشارع وفي البيت، وفي النفس وفى العلم، وفي الأدب وفي السياسة، وفي كل ما هو ممثِّلٌ للحياة التي يجب أن يصير بها الشرق العربي والإسلامي كائنًا حيًّا يعيش بنفسه ولنفسه، ثمَّ بالإنسانية وللإنسانية.
إنَّ النظرة الأولى إلى هذا المبدأ الذي نهجناه وبيَّنا بعضَ أصوله، توحي إلى النَّاظر غرورَ العمل الذي نحن مُقْبِلون عليه.
وأما النظرة الثانية: نظرة المتأمل الذي يرمي ببصره إلى الأعماق البعيدة، ثم إلى الذُّرَى العالية، ويستوعب ما عليه الأمم العربية المختلفة، وما تتباين فيه، وما تتَّفق عليه، وما يجترفها من التيارات الحديثة القوية المكتسِحة – سوف يرى مشقَّة العمل، ومشقَّة التوجيه السياسي لهذه المبادئ.
وأمَّا الغَرَضُ الذي نرمي إليه: فهو غرضٌ واضحٌ بيِّنٌ لا خفاء فيه؛ هو إصلاح الحياة التي نحياها، وإمدادها بكلِّ أسباب القوَّة والحرية والسِّيادة النفسيَّة والعقليَّة والأدبيَّة، وما يحمي هذه السِّيادة من الخضوع لاستبداد الأهواء والشهوات.

وطريقُنا طريقٌ واضحةٌ؛ هي أن ننفض الكسل عن عقولنا وأرواحنا، ونتجرَّد للحقِّ والعدل والسيادة والاستقلال.
إننا نريد أن تكون حياتُنا المنزليَّة والاجتماعيَّة، وحياتُنا العقليَّة والعمليَّة، وحياتُنا السياسيَّة والأدبية -: حياةً ممثِّلةً للفضائل الإنسانية الكاملة، ومميِّزةً لنا بتقاليدها القويمة القويَّة، وساميةً بنا إلى مرتبة المجد الذي أذهل العالم في أوانه بحضارته ورَوْعته وعبقريته وجماله.
الطريق واضحٌ بيِّنٌ؛ فيجب أن نقول، وأن نعمل وأن نؤمن بما نقول وما نعمل من سرِّ أنفسنا.. من قلوبنا.. من أحشائنا... من دمائنا... من نوازع المجد التي تتراءى لأبصارنا أحلامًا تريد أن تتحقَّق... ولابد من أن تتحقَّق.

[1]   انتاشه: أخذه وتناوله من قريب.
[2]   احتقب: حمل.
[3]   بُغاث الطيور: ألائمها وشرارها، وما لا يصيد منها.
[4]   المخارم: الطرق في الجبال.
[5]   المستحصَدة: القوية.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صحيفة الوقائع المصرية
  • مجلة المنار
  • مجلة الفتح
  • مجلة الهداية
  • الدعوة والمدافعة بالكلمة الصالحة
  • الكلمة الطيبة
  • من صاحب العصور
  • منهجي في هذا الباب

مختارات من الشبكة

  • 100 افتتاحية غير عادية من افتتاحيات الخطب ومقدمات الكتب (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • افتتاحية العدد الأول من مجلة الجامعة الإسلامية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المطرقة والسندان ( افتتاحية العدد 3 من مجلة براهين )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • افتتاحية العدد الثاني من مجلة براهين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • افتتاحية العدد الثالث لمجلة أعاريب - مارس 2014(مقالة - حضارة الكلمة)
  • افتتاحية العدد الثاني لمجلة أعاريب - فبراير 2014(مقالة - حضارة الكلمة)
  • افتتاحية العدد الأول لمجلة أعاريب - يناير 2014(مقالة - حضارة الكلمة)
  • افتتاحية مجلة الإصلاح(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • منهج المقالة الأصولية المعاصرة: مقالان في مجلة الإحياء ومجلة الغنية أنموذجا(مقالة - حضارة الكلمة)
  • اقتراح لمجلة الإصلاح، ورد المجلة(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب