• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم
علامة باركود

الإمام الألباني محدث العصر ومجدد الزمان

الإمام الألباني محدث العصر ومجدد الزمان
عبدالله ميزر الحداد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/5/2022 ميلادي - 20/10/1443 هجري

الزيارات: 20939

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإمام الألباني محدث العصر ومجدد الزمان

 

إن العلماء والمحدثين هم ورثة الأنبياء، وسادات الأولياء، ومشاعل الطريق التي تضيء الدرب للسالكين، وتعطي النور للسائرين، وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب.

 

ومن كبار العلماء الربانيين في زماننا وسادات المحدثين وعظماء المجددين الإمام الرباني العظيم، والمحدث المجدد الجليل، محمد ناصر الدين الألباني المعروف بالإمام الألباني نسبة إلى بلده الأم ألبانيا.

 

إن الإمام المحدث الأجل الألباني هو شيخ المحدثين، وأستاذ الأستاذين، وصفوة العلماء العاملين، لقد كان الإمام الألباني آية عظيمة، ومجددًا كبيرًا، وعالمًا ربانيًّا في الحديث الشريف وعلومه وفنونه؛ بل هو الذي جدد هذا العلم الشريف، وأحياه بعدما خمد ذكره على مرِّ قرون عديدة.

 

لم يكن الإمام الألباني عالمًا فحسب؛ بل كان عالمًا ومحدثًا ومربيًّا، وفقيهًا يتبع الكتاب والسنة دون تعصُّب لمذهب أو تحيُّز لإمام معين.

 

لقد كان الإمام الألباني نموذجًا فريدًا، وعالمًا عظيمًا، استطاع بهمته، وسعة علمه، وغزارة فهمه إحياء علم الحديث وتجديده، والقيام بمشروعات كبيرة، وجهود عظيمة في سبيل تبيين صحيح الحديث من ضعيفه، وثابته من موضوعه، وتجد ذلك واضحًا في السلسلة الصحيحة والسلسلة الضعيفة، وفي اهتمامه الواسع بالسنن الأربعة، وتخريجه لأحاديثها، وبيان صحيحها من ضعيفها.

 

في مشروع علمي ضخم رائع:

ولا ريب أن الإمام الألباني هو مجدد هذا العصر، وشيخ هذا الزمان إلى جانب الإمامين الكبيرين: ابن باز، وابن عثيمين رحمهم الله أجمعين.

 

فالإمام الألباني مجدد من صفوة المجددين؛ جدد علم الحديث، وأحيا الله به العلم الشرعي، واتباع الدليل، وجعله الله تعالى مفتاحًا لكل خير بعلمه وفقهه وغزارة معرفته.

 

وحياة الإمام الألباني متشعبة، وفيها الكثير من الفصول والأحداث، وسأذكر وأتحدث في هذه المقالة عن أهم الأحداث والفصول في سيرة الإمام العظيم الألباني، وإلا فاستيفاء سيرة الإمام الألباني تحتاج إلى مجلدات ضخام، وحسبي أن أذكر منها في هذا المقال المحطات الكبرى والمهمَّة في حياة هذا الإمام الجليل، مستعينًا بالله العزيز الحميد، راجيًا منه التوفيق والعون والتسديد.

 

اسمه ونسبه:

هو الإمام العظيم الجليل العلَّامة المحدِّث الكبير شيخ الإسلام والمسلمين، وصفوة الفقهاء والمحدثين والمجددين أبو عبدالرحمن محمد ناصر الدين بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم الأشقودري الألباني الأرنؤوطي المعروف باسم الإمام محمد ناصر الدين الألباني نسبة إلى بلده الأصلي ألبانيا، والإمام ألباني الأصل والمولد، دمشقي النشأة والتربية.

 

مولد الإمام الألباني:

وُلد الإمام الألباني في مدينة أشقودرة عاصمة دولة ألبانيا في سنة 1333هجرية، الموافق عام 1914ميلادية، في أسرة كريمة فقيرة متدينة، يغلب عليها الطابع العلمي، فقد كان والده الحاج نوح من كبار علماء الحنفية في ألبانيا.

 

ومنذ ذلك الحين ما زال الإمام الألباني منارةَ هدى، وشعاعًا يهتدي به الناس، ويستضيء به المستضيئون بعلمه وفقهه، وعلمه بحديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وسيظل الإمام الألباني منارة هدى للعالمين حتى يرث الله الأرض ومَنْ عليها.

 

ولقد وُلد الإمام الألباني في السنة التي بدأت فيها الحرب العالمية الأولى، وفي السنوات الأخيرة للدولة العثمانية فقد سقطت الدولة العثمانية بعد ولادة الإمام بتسع سنوات فقط.

 

أسرة الإمام الألباني:

وُلد الإمام الألباني في أسرة علمية كريمة طيبة، وكانت أسرة الإمام فقيرة بعيدة عن الغنى، متدينة، تعيش في أجواء علمية؛ فقد درس والده الحاج نوح العلم الشرعي والفقه الحنفي في إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية، وعاد إلى بلاده ألبانيا ليصبح من كبار العلماء فيها، وليصبح مرجعًا علميًّا لأهلها، وكان والد الإمام الألباني من أهل الخير والغيرة على الدين؛ ولذلك رفض البقاء في بلاده لما اتجه أحمد زوغو حاكم ألبانيا بالبلاد إلى العلمانية، والتخلي عن الشريعة، وهاجر إلى دمشق كما سيأتي.

 

ولقد كان والد الإمام الألباني هو الشيخ الأول للإمام كما سيأتي في الفصول القادمة.

 

أولاد الإمام الألباني:

وبعد أن عرَفْنا الجو العام لأسرة الإمام الألباني لا بد أن نلقي الضوء على ذريته من أولاد وبنات، فقد تزوج الإمام الألباني بأربع نساء، رزق منهن ثلاثة عشر ولدًا وبنتًا، وأولاده هم: عبدالرحمن، وعبداللطيف، وعبدالرازق، من زوجته الأولى، وعبدالمصور، وعبدالأعلى، ومحمد، وعبدالمهيمن، وأنيسة، وآسية، وسلامة، وحسانة، وسكينة، وهؤلاء كلهم من زوجته الثانية، وابنته هبة الله من زوجته الثالثة، وأما زوجته الرابعة فلم تنجب له.

 

وقد نقلنا هذه التفاصيل من كتاب (حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه) للشيخ محمد الشيباني.

 

صفات الإمام الألباني وشمائله:

كان الإمام الألباني رضي الله عنه غزير العلم والمعرفة، واسع الاطلاع، ناصرًا للسنة، قامعًا للبدعة، إمامًا من أئمة المسلمين، ومجددًا من مجددي الدين، وعالمًا ربانيًّا من كبار المحدِّثين والفقهاء.

 

وكان الإمام الألباني كريمًا جوادًا متواضعًا جمَّ التواضع، يزور طلابه، ويتفقدهم، ويخدم أضيافه بنفسه، وكان زاهدًا تقيًّا نقيًّا، سخي اليد، كريم المعشر، عظيم الأخلاق، واسع العلم، وكان ورعًا عظيم الورع، كثير النفع للناس، أفنى حياته في خدمة السنة النبوية، وخدمة العلم الشرعي.

 

وكان صادق اللهجة، طيب اللسان، نقي السريرة، طاهر النفس، لا ينتقم لنفسه، ويعترف بالفضل لأهله، ولا يعرف الفضل لأهله إلا ذووه.

 

وكان الإمام الألباني فصيح اللسان، عالمًا باللغة، كثير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، يترسل في كلامه، ويتمهل فيه، وكان سماحة الإمام الألباني هو إمام المحدِّثين في هذا الزمان، ومجدد علم الحديث، وصاحب السبق والفضل فيه، وهو إمام الحديث الشريف وشيخه ومجدده بلا منازع ولا مدافع.

 

لقد جمع الإمام الألباني الأخلاق الفاضلة، والسجايا الكريمة، والخصال الحميدة، والمناقب الرشيدة، فما فاته منها شيء.

 

ولقد كان الإمام الألباني نموذجًا فريدًا في نبل الأخلاق، ورفعة الشمائل، وكرم النفس، وطهارة الروح.

 

والحاصل أن الإمام الألباني قد جمع الله فيه كل فضيلة، ووهب له كل منقبة وجميلة، ووصل إلى مرتبة صار فيها جديرًا بقول الفرزدق:

حلو الشمائل لا تخشى بوادره
يزينه اثنان حسن الخلق والشيم

نشأة الإمام الألباني وهجرته إلى دمشق:

وُلد الإمام الألباني في مدينة أشقودرة عاصمة دولة ألبانيا كما مرَّ معنا، وعاش سني حياته الأولى في ألبانيا، وكان والده من علماء ألبانيا.

 

ولما تولى الملك أحمد زوغو- الذي أزاغ الله قلبه كما وصفه الإمام الألباني- حكم ألبانيا سار في طريق تحويل البلاد إلى العلمانية، وتقليد الغرب في كل شيء؛ مما أحدث صدمة لدى الشعب المحافظ على الطابع الإسلامي.

 

وقام هذا الملك بإلزام المرأة المسلمة بنزع الحجاب، وإلزام الرجل باللباس الغربي كما فعل أتاتورك في تركيا، وحينها بدأت هجرة الألبان المتدينين الذين يريدون وجه الله والدار الآخرة باتجاه البلاد الإسلامية الأخرى.

 

وتوجس والد الإمام الألباني وتوقع أن يسوء الأمر أكثر؛ فقرر الهجرة من ألبانيا؛ فرارًا بدينه ودين أولاده من الفتن.

 

واختار والد الإمام الألباني الهجرة إلى مدينة دمشق درة بلاد الشام، وكان قد عرَفَها خلال رحلته لأداء الحج، وشجَّعه على الهجرة إليها ما ورد في فضائلها من أحاديث نبوية صحيحة.

 

وهكذا هاجر الإمام الألباني وهو طفل صغير من بلده ألبانيا إلى دمشق الشام؛ ليبدأ حياته الجديدة، ويقوم بتعلُّم اللغة العربية، ومن ثم يصبح أحد أهم العلماء في تاريخ الإسلام.

 

وبعد الاستقرار في دمشق تعلم الإمام الألباني من والده مهنة تصليح الساعات، وأتقنها حتى صار من أصحاب الشهرة فيها، وكان يحمد الله على تعلُّمها؛ لأنها ساعدته على طلب العلم، وسيأتي الحديث عن تعلم الإمام مهنة تصليح الساعات في فصل قادم.

 

وقد نقلنا هذه التفاصيل من كتاب (الألباني: حياته وآثاره وثناء العلماء عليه) للشيخ محمد الشيباني.

 

نشأة الإمام الألباني العلمية وطلبه للعلم:

وبعد استقرار عائلة الإمام الألباني في دمشق بدأ الإمام بطلب العلم، ودخل مدرسة الإسعاف الخيرية في حي البزورية ليدرس فيها المرحلة الابتدائية، واستمر فيها حتى أشرف على إنهاء المرحلة الابتدائية، وحينها قامت الثورة السورية على المحتل الفرنسي سنة 1925 فاحترقت المدرسة، وانتقل الإمام الألباني إلى مدرسة أخرى بحي ساروجة، وهناك أنهى الإمام دراسته الابتدائية.

 

وفي مدرسة الإسعاف الخيرية تعلم الإمام الألباني اللغة العربية الفصحى وبرع فيها، حتى تفوق على كثير من الطلاب السوريين، رغم أنه لم يكن يتقن أي شيء منها عندما دخل دمشق، وكان قد أتقن اللغة العربية السورية أيضًا، وهكذا تعلم الإمام الألباني اللغة العربية، وفتحت له بابًا عظيمًا لفهم القرآن الكريم والسنة النبوية، وكان الإمام الألباني يعد تعلم اللغة العربية من نِعَم الله عليه.

 

ونظرًا لسوء رأي والد الإمام الألباني بالمدارس النظامية من الناحية الدينية فقد قرر عدم إكمال ولده الألباني دراسته فيها بعد المرحلة الابتدائية، ووضع له برنامجًا علميًّا مركزًا قام من خلاله بتعليمه القرآن والتجويد والصرف والفقه الحنفي.

 

وأتم الإمام الألباني حفظ القرآن الكريم على يد والده الحاج نوح، وكان والده هو شيخه الأول، كما درس عند صديق والده الشيخ سعيد البرهاني، وقرأ عليه بعض الكتب الحنفية وكتب اللغة العربية، وقد أجازه الشيخ العلامة محمد راغب الطباخ لما رأى سعة علمه وهو شاب، وكان يحضر دروس المحدث بدر الدين الحسني في مسجد بني أمية بدمشق، وهكذا كانت النشأة العلمية الأولى للإمام العظيم الألباني قبل توجهه إلى دراسة الحديث الشريف وعلومه.

 

توجَّه الإمام الألباني إلى علوم الحديث الشريف:

بقي الإمام الألباني يدرس على والده ومشايخ آخرين في الفقه واللغة وغيرهما حتى قارب العشرين من عمره، وعندها بدأ يتوجه نحو الحديث وعلومه، ونصر السنة النبوية متأثرًا بأبحاث مجلة المنار للسيد محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى، والتحقيق العلمي الذي كان ينشره السيد رشيد رضا، ولنستمع للإمام الألباني وهو يحدثنا عن قصة توجهه إلى علم الحديث فيقول رحمه الله: "أول ما ولعت بمطالعته من الكتب القصص العربية؛ كالظاهر، وعنترة، والملك سيف وما إليها، ثم القصص البوليسية المترجمة كأرسين لوبين وغيرها، ثم وجدت نزوعًا إلى القراءات التاريخية، وذات يوم لاحظت بين الكتب المعروضة لدى أحد الباعة جزءًا من مجلة المنار، فاطلعت عليه، ووقعت فيه على بحث بقلم السيد رشيد رضا يصف فيه كتاب الإحياء للغزالي، ويشير إلى محاسنه ومآخذه، ولأول مرة أواجه مثل هذا النقد العلمي، فاجتذبني ذلك إلى مطالعة الجزء كله. ثم أمضي لأتابع موضوع تخريج الحافظ العراقي على الإحياء، ورأيتني أسعى لاستئجاره؛ لأني لا أملك ثمنه، من ثم أقبلت على قراءة الكتاب، فاستهواني ذلك التخريج الدقيق حتى صممت على نسخه، وهكذا جهدت حتى استقامت لي طريقة صالحة تساعد على تثبيت تلك المعلومات، وأحسب أن هذا المجهود الذي بذلته في دراستي تلك هو الذي شجعني، وحبَّب إليَّ المضي في ذلك؛ إذ وجدتني أستعين بشتى المؤلفات اللغوية والبلاغية، وغريب الحديث لتفهم النص إلى جانب تخريجه".

 

وكان نسخ كتاب تخريج أحاديث الإحياء المعروف باسم (المغني عن حمل الأسفار) والتعليق عليه هو أول عمل حديثي يقوم به سماحة الإمام الألباني، وهو يومها في مطلع العشرينات، وقد بذل جهدًا جبارًا في هذا العمل، وبلغ أكثر من ألفي صفحة، كما يقول محمد المجذوب.

 

وقد فتح هذا العمل الجليل الباب للإمام الألباني للتمرُّس على عالم البحث والتحقيق ودراسة الأسانيد والتمحيص فيها لتأتي بعده خطوات أكبر وأهم خطاها الإمام حتى أصبح الإمام الألباني هو محدِّث العصر ومجدِّد علم الحديث بلا منازع ولا مدافع.

 

وهناك عدة عوامل ساعدت الإمام الألباني على المضي في علم الحديث والنبوغ فيه نبوغًا لم يصل إليه إلا القلة على مر الزمان، يقول الإمام الألباني رحمه الله تعالى عن هذا الموضوع: "إن نعم الله عليَّ كثيرة لا أحصي لها عدًّا، ولعل من أهمها اثنتين: هجرة والدي إلى الشام، ثم تعليمه إياي مهنته في تصليح الساعات.

 

أما الأولى فقد يسَّرت لي تعلُّم العربية، ولو ظللنا في ألبانيا لما توقعت أن أتعلَّم منها حرفًا، ولا سبيل إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم إلا عن طريق العربية، وأما الثانية فقد قيضت لي فراغًا من الوقت أملؤه في طلب العلم؛ فأتاحت لي فرص التجارة التي لو حاولت التدريب عليها أولًا لالتهمت وقتي كله؛ وبالتالي لسدت بوجهي سبل العلم الذي لا بد لطالبه من التفرغ".

 

فبهذه الطريقة وبجهود السيد رشيد رضا ومجلته المنار اتجه الإمام الألباني إلى علوم الحديث الشريف ليحيي الله به هذا العلم بعد كاد يندرس، فجزاه الله خيرًا على ما قدَّم للأمة من نفع ونصح.

 

شيوخ الإمام الألباني ومن التقى بهم من أهل العلم:

بدأ الإمام الألباني دراسته الشرعية على يد والد الشيخ نوح بن نجاتي، وحفظ على يديه القرآن الكريم، ودرس عليه الفقه الحنفي مذهب والده.

 

كما درس عند شيوخ من أصدقاء والده أهمهم الشيخ سعيد البرهاني، وكان يحضر دروس الشيخ المحدث بدر الدين الحسني في الجامع الأموي، ومن مشايخه أيضًا الشيخ محمد راغب الطباخ العالم الشهير، والتقى بالشيخ العلَّامة أحمد شاكر، وجرت بينهما لقاءات علمية مفيدة، فنستطيع أن نقول: إن أهم مشايخ الإمام الألباني هم:

1- والده الشيخ نوح بن نجاتي من كبار علماء الحنفية في ألبانيا، تخرج في عاصمة الدولة العثمانية إسطنبول، ثم هاجر إلى دمشق، وقد توفي سنة 1372هجرية، ودفن في دمشق.

 

2- الشيخ سعيد البرهاني من كبار علماء الحنفية، وهو علَّامة، فقيه أصولي، قرأ عليه الإمام الألباني بعض كتب الحنفية وكتب اللغة، وتوفي البرهاني سنة 1386هجرية.

 

3- الشيخ المحدِّث بدر الدين الحسني، وكان الإمام الألباني يحضر دروسه في المسجد الأموي تحت قبة النسر.

 

4- الشيخ العلامة محمد راغب الطباخ، وقد منح الإجازة للإمام الألباني بجميع مروياته؛ لما رأى تفوقه ونبوغه في علم الحديث.

 

5- العلامة المحدِّث أحمد شاكر، وقد التقى به الإمام الألباني وجرت بينهما أبحاث وجلسات علمية ونقاشات مفيدة.

 

والتقى الإمام الألباني بكثير من كبار العلماء أيضًا يستفيد منهم ويفيدهم، ومنهم العلامة حامد الفقي رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية بمصر، والشيخ عبدالرزاق حمزة العالم المعروف، كما التقى بالعلَّامة تقي الدين الهلالي العالم السلفي المشهور، والتقى بالعلامة السلفي المبدع محب الدين الخطيب، كما التقى بالدكتور مصطفى الأعظمي، والشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، والتقى بكثير غيرهم من أهل العلم والصلاح، سواء في شبابه أو بعد شبابه.

 

تلاميذ الإمام الألباني:

وللإمام الألباني من التلاميذ الشيء الكثير، ولا يحصون لكثرتهم، فمنهم من تتلمذ على يديه ولازمه مددًا طويلة، ومنهم من لازمه على فترات متقطعة، ونكتفي هنا بذكر أبرز تلاميذه الأفاضل الذين نهلوا من معين علمه؛ فمنهم:

1- الشيخ علي الحلبي، وهو من خواصِّ تلاميذ الإمام الألباني وعلمائهم، التقى بالإمام الألباني أول مرة سنة1977، واستمر يتتلمذ عليه حتى وفاة الإمام، وهو عالم معروف له الكثير من المؤلفات؛ منها: كتاب (علم أصول البدع)، توفي منذ عام ونصف في الأردن.

 

2- الشيخ الكبير حمدي عبدالمجيد السلفي المحقق المعروف صاحب التحقيقات الكثيرة، وقد تتلمذ على الإمام في دمشق فتلقى عليه علم الحديث، ومن تحقيقاته تحقيق كتاب (معجم الطبراني الكبير)، وهو عمل ضخم في عشرين مجلدًا.

 

3- الدكتور العلَّامة عمر سليمان الأشقر، وهو شيخ معروف، كان يدرس بكلية الشريعة بالكويت، ومن مؤلفاته: كتاب (أصل الاعتقاد)، وكتاب (خصائص الشريعة الإسلامية).

 

4- الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان، وهو عالم ومحقق كبير، تتلمذ على الإمام الألباني في الأردن، وله الكثير من المؤلفات، منها: (معجم المصنفات الواردة في فتح الباري).

 

5- الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، له الكثير من المؤلفات، منها: (الرد على من أنكر توحيد الأسماء والصفات).

 

6- الشيخ الكبير محمد عيد العباسي، وهو من كبار تلاميذ الإمام والملازمين له منذ أن كان في دمشق، له كتاب (بدعة التعصب المذهبي)، وهو كتاب مُهِمّ في علاج هذه المشكلة، وقد قام مع الشيخ علي خشان بتأليف ترجمة للإمام الألباني.

 

7- الشيخ محمد إبراهيم شقرة، وهو من كبار تلاميذ الإمام وأقربهم إليه، وكان رئيس المسجد الأقصى، له عدة مؤلفات، منها: كتاب (ركائز الدعوة في القرآن).

 

ومن تلاميذ الإمام أيضًا العلَّامة الكبير مقبل بن هادي الوادعي، والشيخ زهير الشاويش، والشيخ محمد جميل زينو، والشيخ علي خشان، والشيخ خليل العراقي الحياني، كما يعد من تلاميذه الشيخ أبو إسحاق الحويني وغيرهم الكثير، وكلُّهم من كبار العلماء في عصرنا.

 

علوم الإمام الألباني:

كان الإمام الألباني بحرًا من بحور العلم، وجبلًا من جبال الحفظ والفهم، واسع المعرفة، عميق الاطِّلاع، قوي الفهم والإدراك للمعاني الغريبة والأمور المشكلة.

 

والجميل في الإمام الألباني تفنُّنه وتبحُّره في كثير من العلوم الشرعية، فرغم اهتمامه الشديد بالحديث الشريف والوقت الذي يتطلبه ذلك إلا أنه لم يهمل بقية العلوم؛ بل برع في الحديث والعقيدة والتوحيد والفقه والعربية والتفسير وفي مختلف المجالات؛ ففي الحديث وعلومه هو العالم الجليل والإمام الكبير، حامل راية الحديث في زماننا، ورائد المحدِّثين في زماننا، وهو بلا ريب ولا شك مجدد علم الحديث وشيخه وعالمه وحبره وإمامه الذي أحيا الله به هذا العلم الجليل بعدما اندرس أو كاد يندرس، فشمَّر الإمام الألباني عن ساعد الجد، وراح بهمة عالية ونية صادقة وعلوم عالية يشتغل في علم الحديث الشريف فيميِّز الصحيح الثابت من الضعيف الواهي بمنهج صحيح وأصول واضحة وعقل صافٍ، فليس تصحيح الحديث وتضعيفه عند الإمام الألباني معتمدًا على الأهواء أو العقل المجرد بل هو مبني على أصول ثابتة وقواعد رائعة اعتمد عليها الإمام الألباني في تخريج الأحاديث، فالإمام الألباني هو محدِّث العصر وعالم الحديث الأوحد في هذا الزمان والكلام عن جهود الإمام الألباني الحديثية يحتاج إلى صفحات طوال لنوفي هذه الجهود بعض حقِّها.

 

يقول الإمام الأجل عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى: "لا أعلم تحت قبة الفلك في هذا العصر أعلم من الشيخ ناصر في علم الحديث".

 

ورأى الإمام ابن عثيمين رحمه الله شريطًا مكتوبًا عليه "لمحدث الشام محمد ناصر الدين الألباني"، فقال الإمام: "بل محدث العصر".

 

وقال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله متحدثًا عن الإمام الألباني: "وهو- يعني الإمام الألباني- المرجع اليوم في رواية الحديث في الديار الشامية".

 

وأما في العقيدة والتوحيد، فالإمام الألباني هو البحر الذي استطاع بأسلوبه الماتع الرائق تبسيطَ مسائل العقيدة ونصر عقيدة أهل السنة والجماعة عقيدة السلف بالأدلة الثابتة والبراهين الواضحة، فنصر العقيدة السلفية في كل مؤلفاته، وردَّ على المبتدعين والمخرفين وأدعياء العلم، ومن نظر في كتابه العظيم (التوسل: أنواعه وأحكامه) وكتابه الجليل (تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد) تبيَّن له سعة علم الإمام الألباني في هذا العلم الجليل وصفاء عقيدته ونقاء توحيده، وأنه يسير على العقيدة السلفية الصافية النقية من الشوائب والبدع.

 

وأما في الفقه، فالإمام الألباني هو الفقيه الحقيقي الذي يتبع الدليل من الكتاب والسنة دون تعصب لإمام أو مذهب معين، فهو يعمل ويفتي بما يرجحه الدليل ويؤيده القرآن والسنة حتى وإن خالفه جميع الناس، وهو أجل من فهم الأدلة وضبطها في هذا الزمان؛ ففقهه هو فقه الوحيين، وهو فقه الكتاب والسنة وأنعم به من فقه!

 

وهكذا في كل العلوم نجد للإمام الألباني قصب السبق فيها، ونجده هو البحر في كل علم والحبر في كل باب رضي الله عنه وأرضاه.

 

مؤلفات الإمام الألباني:

الاشتغال بالتأليف أفضل من التدريس عند ابن الجوزي؛ لأن فائدته تبقى على توالي السنين، وفي هذا الباب كان للإمام الألباني جهود عظيمة من ناحية كثرة المؤلفات وجودتها ودقَّتها واشتمالها على الخير كله.

 

وتتميَّز مؤلفات الإمام الألباني بالتحقيق العلمي الدقيق والتخريج الحقيقي الرائع، وبالتمييز بين الأدلة الثابتة والأشياء الواهية، كما تتميَّز باتِّباع الدليل وتعظيم الأثر في كل مسألة وفي كل باب، وتتميَّز بالترتيب والتنسيق وترابط الأفكار؛ مما يجعل القارئ يفهم الفكرة فهمًا تامًّا.

 

وبالجملة فكتب الإمام الألباني من خيرة الكتب وأعظمها، ولا توجد مكتبة تقريبًا إلا وفيها من هذا التراث العظيم المتمثل في كتب الإمام الألباني الغنية بالخير والفوائد.

 

وقد بلغت مؤلفات الإمام الألباني من الكثرة مبلغًا عظيمًا؛ إذ بلغت مؤلفاته ما بين تأليف وتحقيق وتخريج 218 كتابًا في الحديث وعلومه والعقيدة وغيرها، وسنذكر قسمًا من مؤلفات الإمام الألباني نقلًا عن كتاب (الإمام الألباني: دروس ومواقف وعبر) للشيخ عبدالعزيز السدحان.

 

وسنتحدث أولًا عن مؤلفاته ثم عن تحقيقاته:

فمن مؤلفات الإمام الألباني:

كتاب (سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها) وكتاب (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة)، وهما من أعظم مؤلفاته.

 

ومن مؤلفاته: كتاب (صحيح سنن الترمذي) وكتاب (ضعيف سنن الترمذي) وكتاب (صحيح سنن النسائي) وكتاب (ضعيف سنن النسائي) وكتاب (صحيح سنن ابن ماجه) وكتاب (ضعيف سنن ابن ماجه) وكتاب (صحيح سنن أبي داود) وكتاب (صحيح سنن أبي داود مع التخريج المفصل) وكتاب (ضعيف سنن أبي داود) وكتاب (ضعيف سنن أبي داود مع التخريج المفصل) وكتاب (صحيح الجامع الصغير وزياداته) وكتاب (ضعيف الجامع الصغير وزياداته) وكتاب (صحيح الترغيب والترهيب) وكتاب (ضعيف الترغيب والترهيب) وكتاب (مختصر صحيح البخاري) وكتاب (مختصر صحيح مسلم)- وهو مفقود- وكتاب (صحيح الأدب المفرد) وكتاب (إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل) وكتاب (تيسير انتفاع الخلان بثقات ابن حبان) وكتاب (تمام المنة في التعليق على فقه السنة) وكتاب (صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان) وكتاب (ضعيف موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان) وكتاب (صحيح الكلم الطيب) وكتاب (مختصر الشمائل المحمدية).

 

ومن مؤلفاته: كتاب (صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم) وكتاب (أحكام الجنائز وبدعها) وكتاب (تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد) وكتاب (التوسل: أنواعه وأحكامه) وكتاب (تحريم آلات الطرب) وكتاب (تلخيص أحكام الجنائز) وكتاب (تلخيص صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم) وكتاب (آداب الزفاف في السنة المطهرة) وكتاب (جلباب المرأة المسلمة) وكتاب (دفاع عن الحديث النبوي والسيرة في الرد على جهالات الدكتور البوطي في كتابه فقه السيرة) وكتاب (صحيح السيرة)- وهو مطبوع لكنه غير كامل- وكتاب (الذب الأحمد عن مسند الإمام أحمد) وكتاب (صلاة العيدين في المصلى خارج البلد هي السنة) وكتاب (منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يستغنى عنها بالقرآن) وكتاب (وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة والأحكام) وكتاب (قيام رمضان) وكتاب (كشف النقاب عما في كلمات أبي غدة من الأباطيل والافتراءات) وكتاب (الرد على كتاب ظاهرة الإرجاء لسفر الحوالي) وكتاب (نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق) وكتاب (تخريج أحاديث فضائل دمشق والشام للربعي).

 

ومن الكتب التي حققها الإمام الألباني وخرجها وعلق عليها، وبعضها حقَّقها أو خرَّجها فقط:

كتاب (الاحتجاج بالقدر) لشيخ الإسلام ابن تيمية، وكتاب (إصلاح المساجد من البدع والفوائد) للقاسمي، وكتاب (إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان) للإمام ابن القيم، وكتاب (اقتضاء العلم العمل) للخطيب البغدادي، وكتاب (العبودية) لشيخ الإسلام، وكتاب (الإيمان) لشيخ الإسلام، وكتاب (الباعث الحثيث) للعلامة أحمد شاكر، وكتاب (بداية السول في تفضيل الرسول) للإمام العز بن عبدالسلام، وكتاب (التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل) للمعلمي، وكتاب (حقيقة الصيام) لشيخ الإسلام، وكتاب (سبل السلام) للصنعاني، وكتاب (شرح العقيدة الطحاوية) لابن أبي العز الحنفي، وكتاب (الكلم الطيب) لشيخ الإسلام.

 

وللإمام الألباني غير ذلك الكثير من الكتب والمؤلفات العظيمة الجليلة الماتعة الرائقة، وكلها تسطر بماء الذهب؛ لغزارة فوائدها وكثرة نفعها، وأغلبها مطبوعة منتشرة ولله الحمد.

 

الإمام الألباني ومهنة تصليح الساعات:

لا شك أن مهنة تصليح الساعات داخلة تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أطيب كسب الرجل من عمل يده)).

 

والإمام تعلم هذه المهنة عند والده وأجادها، وبرع فيها حتى صار من أصحاب الشهرة فيها، وكان تعلُّم هذه المهنة من نعم الله على الإمام الألباني؛ إذ وفرت له الوقت لطلب العلم- لأنها مهنة حرة لا تتطلب وقتا معينًا- ووفرت له ولأهله الستر والكفاف وعدم الحاجة إلى الناس.

 

ولنستمع للإمام الألباني وهو يحدِّثنا عن قصته مع هذه المهنة فيقول رحمه الله: "من توفيق الله تعالى وفضله عليَّ أن وجَّهني منذ أول شبابي إلى تعلُّم هذه المهنة؛ ذلك لأنها حرة لا تتعارض مع جهودي في علم السنة، فقد أعطيت لها من وقتي كل يوم- ما عدا الثلاثاء والجمعة- ثلاث ساعات زمنية فقط، وهذا يمكنني من الحصول على القدر الضروري لي ولعيالي وأطفالي على طريقة الكفاف طبعًا فإن من دعائه عليه الصلاة والسلام: ((اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا))؛ رواه الشيخان، وسائر الوقت أصرفه في سبيل طلب العلم والتأليف ودراسة كتب الحديث وبخاصة المخطوطات منها في المكتبة الظاهرية؛ ولذلك فإني ألازم هذه المكتبة ملازمة موظفيها، ويتراوح ما أقضيه من الوقت فيها ما بين ست ساعات إلى ثماني ساعات يوميًّا على اختلاف النظام الصيفي والشتوي في الدوام فيها".

 

وقد نقلت هذا النقل من كتاب (الإمام الألباني) للسدحان.

 

ومن العجيب أن بعض الجهلة والحُسَّاد وأهل البدع والأهواء يعيرون الإمام الألباني بمهنته ويلمزونه بسببها، وما علم هؤلاء الجهلة أن كسب الرزق والعمل شرف للإنسان، وأنه طريق الأنبياء، فمحمد صلى الله عليه وسلم أشرف الخلق رعى الغنم، وأدريس كان يعمل خياطًا، وداود كان يعمل حدادًا، وكل نبي قد رعى الغنم ولكن هؤلاء الجهلة معرضون عن دين الله، لا يهمهم إلا الهوى والبدعة، ونشر الجهل بين الناس.

 

محنة الإمام الألباني ودخوله السجن ثم هجرته من دمشق:

تعرض الإمام الألباني خلال دعوته في دمشق لكثير من التعب والأذى من المبتدعين والمتعصبين حتى وصل الأمر إلى التحريض عليه في المنابر وعند قوات الأمن، ووجَّه له المفتي تهمة إثارة الفتنة- والفتنة عند هذا المفتي ومن على شاكلته هي اتِّباع السنة- وكان الإمام الألباني يقوم برحلات علمية، فمنعه مفتي إدلب من دخولها، وتعرض لكثير من المضايقات في دمشق بل وصل الأمر إلى نشر فتوى منسوبة إلى رئيس رابطة العلماء، يفتي فيها بقتل الإمام الألباني واستباحة دمه.

 

وما ندري ما هو الجرم الذي اقترفه الإمام الألباني حتى يفتى بقتله، إن الجرم عند هؤلاء المبتدعة والمتعصبين والخرافيين هو اتِّباع السنة والنهي عن البدعة والعلم النافع الذي كان ينشره الإمام، ولقد سجن الإمام الألباني بسبب دعوته إلى الله عام 1969 في سجن قلعة دمشق، وهي نفسها التي سجن فيها شيخ الإسلام ابن تيمية، ثم أفرج عنه ثم سجن مرة أخرى في نفس العام في سجن مدينة الحسكة شمال شرق سوريا.

 

ونقل الإمام الألباني إلى سجن الحسكة، وكان سجنها جديدًا واسعًا، واصطحب معه كتابه المحبب (صحيح مسلم) وقلمَ رصاصٍ وممحاةً، ووصل إلى السجن، وكان محبوسًا فيه بعض المشايخ أحدهم يقال له: (الشيخ مصطفى)، وكان في السجن شباب من حزب التحرير، فكان الإمام الألباني يدخل معهم في نقاشات دائمًا، واستطاع إصلاح بعض أفكارهم.

 

وكان الإمام يريد اختصار (صحيح مسلم) ولكن كانت اللمبة- المصباح الكهربائي- في السجن بعيدة جدًّا لا يستفيد منها شيئًا، فطلب من مدير السجن بواسطة الشيخ مصطفى- الذي كان قد أمضى في السجن مدة طويلة- توفيرَ الإنارة والكهرباء، فوافق مدير السجن بشرط أن يدفع الإمام الألباني ثمن الأغراض، فوافق الإمام الألباني وقال: "هذا سهل".

 

وبالفعل تم ما يريده الإمام الألباني، وتوفرت له الإنارة، وبدأ يختصر (صحيح مسلم) وكان يقول: "فما أحسست بالغربة في السجن إطلاقًا، كما قال ابن تيمية رحمه الله: سجني خلوة".

 

وفي السجن حقَّق الإمام الألباني أمنيته واختصر (صحيح مسلم) بعد ثلاثة أشهر من العمل فيه، وقد مضى ذكره في تعداد مؤلفاته.

 

فلله درُّ هذا الإمام، ما أعظم همته وأوسع علمه!

 

وقد نقلت هذه التفاصيل من كتاب (الإمام الألباني) للسدحان، وبعد خروج الإمام الألباني من السجن بفترة وتحديدًا في الأول من رمضان سنة 1400هجرية هاجر الإمام الألباني بأهله من دمشق إلى عمان عاصمة الأردن ليبدأ سلسلة هجرات متتالية بسبب تقلُّب الأوضاع حتى استقرَّ الإمام في الأردن، وسنسرد الآن بعض التفاصيل عن هجرة الإمام الألباني من دمشق، ثم ما جرى معه حتى استقر في الأردن.

 

يقول الإمام الألباني عن هجرته من دمشق إلى عمان: "إن الله تبارك وتعالى قد جعل بحكمته لكل شيء سببًا، ولكل شيء سمى أجلًا، وقدَّر كل شيء تقديرًا حسنًا، وكان من ذلك أنني هاجرت بنفسي وأهلي من دمشق إلى عمان في أول شهر رمضان سنة 1400هجرية، فبادرت إلى بناء دار لي فيها، آوي إليها ما دمت حيًّا، فيسَّر الله لي ذلك بمنِّه وكرمه بعد كثير من التعب والمرض الذي أصابني من جراء ما بذلت من جهد في البناء والتأسيس، ولا زلت أشكو منه قليلًا، والحمد لله على كل حال، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات".

 

واستقر الإمام الألباني في الأردن قليلًا في منزله الجديد، وألقى قليلًا من الدروس على طلبة العلم المتعطشين لعلومه، ولكن فجأة حدث ما أجبره على الهجرة من الأردن، واضطر الإمام الألباني للخروج من عمان، فهاجر الإمام الألباني إلى دمشق مرة أخرى ومنها إلى بيروت.

 

يقول الإمام الألباني عن هذه التفاصيل: "وبينما أنا أستعد لإلقاء الدرس الثالث إذ بي أفاجأ بما يضطرني اضطرارًا لا خيار لي فيه مطلقًا للرجوع إلى دمشق حيث لم يبق لي فيها سكن، وذلك أصيل نهار الأربعاء في 19شوال 1401هجرية، فوصلتها ليلًا وفي حالة كئيبة جدًّا وأنا أضرع إلى الله تعالى في أن يصرف عني شرَّ القضاء وكيد الأعداء، فلبثت فيها ليلتين وفي الثالثة سافرت بعد الاستشارة والاستخارة إلى بيروت مع كثير من الحذر والخوف لما هو معروف من كثرة الفتن والهرج والمرج القائم فيها، والوصول إلى بيروت في الثلث الأول من الليل قاصدًا دار أخ لي قديم وصديق وفيّ حميم، فاستقبلني بلطفه وأدبه وكرمه المعروف، وأنزلني عنده ضيفًا معززًا مكرمًا، فجزاه الله خيرًا".

 

وبعد فترة من الزمن قضاها الإمام الألباني في بيروت اضطر أن يهاجر إلى الإمارات العربية المتحدة، وتحديدًا إمارة الشارقة عند بعض محبِّيه من أهل السنة والجماعة، فهاجر الإمام الألباني إليها واستقبله أهل الخير هناك، وسعدوا به سعادة عظيمة، وكانت أيامه في الإمارات أيام انهماك في العلم، وتوافدَ عليه الناسُ من دول الخليج لرؤيته وزيارته، واستغل فترة وجوده في الإمارات وزار بعض الدول المجاورة؛ كالكويت وقطر، وبعدها قام الشيخ محمد إبراهيم شقرة- تلميذ الإمام الألباني ورئيس المسجد الأقصى- بالشفاعة للإمام الألباني عند ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال، وأخبره بدعوة الإمام ومنهجه، وما تعرض له من الأذى على يد الجهلة والحُسَّاد، فوافق الملك الحسين فورًا على السماح للإمام الألباني بالعودة إلى الأردن وأمر بذلك، وفرح طلبة العلم بعودة الإمام الألباني أيما فرح، واستقرَّ الإمام الألباني مع أهله في الأردن حتى وفاته، وبقي منارةَ علمٍ وهدى يستضيء بها السائرون، وانتهت سلسلة المحن المتعاقبة، وكتب للإمام التوفيق والقبول والتمكين في الأرض، وقد نقلنا هذه التفاصيل كلها من كتاب (الألباني: حياته وآثاره وثناء العلماء عليه) للشيباني، وكتاب (محدث العصر) للشيخ عصام موسى هادي.

 

الإمام الألباني وتدريسه في الجامعة الإسلامية:

كتب الله القبول للإمام الألباني بعلمه وصدقه ونيَّته الصافية، ونفع الله بمؤلفاته الخلق، وبلغ صيته مشارق الأرض ومغاربها؛ ولذلك لما افتتحت الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1381هجرية تم تعيين الإمام الألباني مدرسًا فيها للحديث وعلومه، يقول الأستاذان: عيد عباسي، وعلي خشان، وهما يتحدثان عن الإمام الألباني وانتشار علمه: "مما دفع المشرفين على الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة حين تأسيسها وعلى رأسهم الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس الجامعة الإسلامية والمفتي العام للمملكة العربية السعودية آنذاك على أن يقع اختيارهم على الشيخ ليتولى تدريس الحديث وعلومه وفقهه في الجامعة.

 

وبقي هناك ثلاث سنوات أستاذًا للحديث وعلومه، كان خلالها مثالًا للجد والإخلاص حتى إنه كان يجلس مع الطلاب على الرمل أثناء الاستراحات، فيمر بهم بعض الأساتذة والطلاب حوله على الرمل فيقولون: "هذا هو الدرس الحقيقي وليس الذي خرجت منه أو الذي ستعود إليه".

 

وهكذا بقي الإمام الألباني يدرس الحديث وعلومه في الجامعة الإسلامية لمدة ثلاث سنوات أفاد الطلبة خلالها بآلاف من الفوائد، ونفعهم النفع العظيم.

 

وبعد حدوث بعض الخلاف بين الإمام الألباني وبعض الأساتذة في الجامعة وبسبب مكائد بعض الحاسدين انتهى عمل الإمام الألباني فيها، وقال له الإمام عبدالعزيز بن باز: "حيث كنت تقوم بواجب الدعوة فلا فرق عندك".

 

ثناء العلماء على الإمام الألباني:

أثنى الكثير من أهل العلم والفضل على الإمام الألباني، وأشادوا بعلمه وفضله، وهو أهل لكل مدح وثناء، وسأنقل بعض كلامهم مستفيدًا من كتاب (الإمام الألباني) للسدحان.

 

1- قال سماحة الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ عن الإمام الألباني: "وهو صاحب سنة ونصرة للحق ومصادمة لأهل الباطل".

 

2- قال سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز: "من إخواننا الثقات المعروفين من إخواننا الطيبين أخونا وصاحبنا العلامة الشيخ محمد ناصر الدين وهو من المجدِّدين".

 

وصرح الإمام ابن باز بأن الإمام الألباني هو مجدِّد العصر.

 

3- قال الإمام ابن عثيمين عن الإمام الألباني: "طويل الباع، واسع الاطلاع، قوي الإقناع".

 

4- قال العلَّامة محب الدين الخطيب عن الإمام الألباني: "من دعاة السنة البارزين الذين وقفوا حياتهم على العمل لإحيائها".

 

5- قال الشيخ علي الطنطاوي: "الشيخ ناصر أعلم مني بعلوم الحديث، وأنا أحترمه لجده ونشاطه وكثرة تصانيفه، وأنا أرجع إلى الشيخ ناصر في مسائل الحديث، ولا أستنكف أن أسأله عنها معترفًا بفضله".

 

6- قال سماحة العلَّامة المفتي عبدالعزيز آل الشيخ عن الإمام الألباني: "نصر السنة في هذا الزمان".

 

وثناءات العلماء على الإمام الألباني كثيرةٌ تحتاج إلى بحث مستقل، ونكتفي منها بما قدمنا.

 

وفاة الإمام الألباني:

إن الموت هو مصير كل إنسان، فلا خلود لأحد في الدنيا، والحياة الحقيقية هي حياة الآخرة، فإما نعيم وإما جحيم، ولئن مات الإمام الألباني وغاب جسده، فإن علمه وذكره ومنهجه لم يمت ولن يموت أبدًا بإذن الله، وكما قال الشاعر:

قد مات قوم وما ماتت فضائلهم
وعاش قوم وهم في الناس أحياء

أصيب الإمام الألباني في آخر عمره بمرض السرطان الذي أثَّر في أمعائه، وظل المرض يشتدُّ حتى توفي الإمام الألباني رحمه الله تعالى بعد عصر يوم السبت 22 جمادى الآخرة عام 1420هجرية، الموافق الثاني من أكتوبر عام1999ميلادية، وبدأ أقرباء الإمام الألباني بتجهيزه للدفن، وطار خبر وفاته كل مطار، وتوافد طلبة العلم لحضور جنازته، وتنفيذًا لوصية الإمام الألباني تم تجهيزه على وجه السرعة، وحمل إلى المقبرة، فإذا بآلاف الناس تنتظره للصلاة عليه رغم أنه لم يمضِ على وفاته إلا ساعات قليلة، وصلى عليه الشيخ محمد إبراهيم شقرة، ودفن الإمام الألباني في مقبرة جبل الهملان قرب منزل الإمام رضي الله عنه، وبذلك غاب قمر من أقمار أمتنا، ومات مجدد الزمان ومحدِّث العصر، ولكن بقي علمه ومنهجه ومؤلفاته تدرس إلى قيام الساعة، ومات الإمام ولكنه سقانا بعلم يسد الثغور.

 

قصائد في مدح الإمام الألباني:

قال خالد جمعة الخراز يمدح الإمام الألباني:

إن الذي ينصر شريعة ربنا
ينصر كما قد قاله الوحيان
ولقد رأينا من محدث عصرنا
أعني المحدث ناصر الألباني
نشر العلوم بعصرنا يا حبذا
من ناشر لشريعة المنان
ترك التعصب للمذاهب كلها
نصر الأئمة شيعة الرحمن
نفع الإله بعلمه رغم الذي
قد قاله ذو الحقد والأضغان
قالوا قريض الشعر قلت أحبه
لا سيما في ناصر الألباني
علم الزمان فلست أزري حقه
شيح المشايخ ذو النهى رباني
فهو المجدد للزمان وقد أتى
خبر صحيح ينتهي للداني

 

هذه السيرة المشرقة الناصعة هي صورة إمام المحدثين وشيخ الشيوخ محدث العصر الإمام العلامة الحبر محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى.

 

لقد سطر الإمام الألباني نموذجًا فريدًا في طريق العلم وسجلات العلماء.

 

وبهذا نكون قد أنهينا ما أردناه من كتابة سيرة هذا البحر الجليل الإمام الكبير الألباني رضي الله عنه وأرضاه، وجزاه خير الجزاء وأحسن الثواب، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

المصادر والمراجع:

1-كتاب (الألباني: حياته وآثاره وثناء العلماء عليه) محمد إبراهيم الشيباني.

 

2-كتاب (الإمام الألباني: دروس ومواقف وعبر) عبدالعزيز السدحان.

 

3-كتاب (محدث العصر الإمام محمد ناصر الدين الألباني كما عرفته) عصام موسى هادي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الألباني محدِّث العصر وناصر السنَّة
  • من ذكرياتي مع الألباني للشيخ بو خبزة
  • فوائد من كتاب: سألت أبي الإمام العالم الألباني
  • من صلى العصر في جماعة كان له الأجر مرتين
  • درء الوقيعة في عرض الشيخ الألباني رحمه الله

مختارات من الشبكة

  • منهج الإمام الشاطبي في الفتوى من خلال كتاب: (فتاوى الإمام الشاطبي) (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الأحاديث التي في مسند الإمام أحمد من طريق الإمام مالك (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التراث العلمي عند الإمام الصالحي الشامي من كتابنا: الإمام الصالحي الشامي حياته وتراثه العلمي(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • ترجمة الإمام الصالحي الشامي من كتابنا: الإمام الصالحي الشامي حياته وتراثه العلمي(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة مسند الإمام أبي حنيفة النعمان برواية الإمام أبي بكر المقرئ(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • متن الزبد في علم الفقه على مذهب الإمام الشافعي للشيخ الإمام أحمد بن رسلان الشافعي(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • إذا رفض الإمام الجمع بين الصلاتين في المطر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعطير الأنام بترجمة العلامة الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب سيرة الإمام أحمد بن حنبل (PDF)(كتاب - موقع الأستاذ الدكتور فؤاد عبدالمنعم أحمد)
  • أكثر 140 إماما يشاركون في مبادرة "الإمام النشط" في بلغاريا(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
1- سيرة الشيخ ناصر الدين الألباني
لوجين - الجزائر 07-03-2023 03:13 AM

استمتعت جدا بقراءة سيرة الشيخ الألباني

شكرا لكم وجزاكم الله خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب