• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب تجديد وإصلاح

دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب تجديد وإصلاح
عبدالله ميزر الحداد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/3/2022 ميلادي - 27/7/1443 هجري

الزيارات: 25717

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب تجديد وإصلاح

 

في زمن استحكمت فيه غربة الإسلام وجهل المسلمين بعقيدتهم، وانتشرت البدع بل والشركيات، وعبدت القبور وشيدت القباب، وعكف الجهلة على قبور الأولياء، واتبعوا سبل النصارى واليهود الذين بنوا على القبور مساجد وانتشر التخلف وعم الجهل.

 

وفي ظل هذه الأجواء القاتمة ظهر الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب ليجدد ما اندرس من معالم التوحيد ويعيد ما دفن من أعمال السلف ويكون من أعظم مجددي الإسلام.

 

إن الإمام محمد بن عبدالوهاب جاء بدعوة صافية وطريقة سلفية نقية دعا إلى الاتباع ونهى عن الابتداع وتمسك بهدي السلف الصالحين، وهذا سفره العظيم وكتابه الكبير "كتاب التوحيد" لم يذكر فيه رأيه ألبتة بل جميع أبوابه مبنية على آيات من القرآن وأحاديث من سنة سيد الإنس والجان، وأحيانا يذكر قولَ واحد من السلف، فشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رجلُ دليلٍ يدور مع الدليل حيث دار ولا يمنعه من ذلك كون الآباء والأجداد والمجتمع على خلافه؛ فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا ».

 

ولما كان الحديث عن المصلحين والدعاة والمجددين تشتاق إليه النفوس الزكية وترتاح له القلوب ويحب سماعه كل غيور على الدين وراغب في الإصلاح - كما قال الإمام ابن باز في كتابه (محمد بن عبدالوهاب) - فإني رأيت كتابة هذا المقال المختصر عن الإمام محمد بن عبدالوهاب وجهوده العظيمة في تجديد الدين وتنبيه الغافلين والرد على المشركين؛ ونبدأ أولًا بذكر شيء من سيرته رحمه الله:

 

اسمه ونسبه:

هو الإمام الجليل المجدد الكبير شيخ الإسلام والمسلمين وإمام الدعوة والمجددين محمد بن عبدالوهاب بن سليمان بن علي التميمي النجدي الحنبلي مجدد الملة وناصر السنة وقامع البدعة، قال عنه الشيخ شعيب الأرناؤوط في تعليقه على "فتح المجيد": (هو زعيم النهضة الإصلاحية الحديثة في جزيرة العرب نهج نهج السلف الصالح ودعا إلى التوحيد الخالص ونبذ البدع).

 

وكان الإمام محمد بن عبدالوهاب عالي الهمة لا يخاف في الله لومة لائم نشر دعوة التوحيد على رغم أنوف الحاقدين وبين الحق في وجه المشركين ومن كان متمسكا بمنهج السلف فمن أي شيءٍ يخاف؟

 

مولده:

ولد شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب في بلدة العيينة سنة 1115 هجرية، ونشأ في بيت علم وصلاح وفقه، فأبوه عبدالوهاب بن سليمان عالم كبير، وجده سليمان بن علي فقيه نجد في زمانه.

 

حفظ الشيخ القرآن العظيم قبل بلوغ العاشرة ودرس الفقه حتى نال حظًّا وافرًا وكان موضع إعجاب والده لقوة حفظه وكان مكبًّا على مطالعة كتب التفسير والحديث شديد العناية بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم ونسخ بخط يده كثيرًا من كتبهما يحفظ المتون في شتى العلوم كما نقل فهد بن ناصر السليمان وغيره.

 

شيوخ الإمام:

رحل شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب إلى ضواحي نجد ثم إلى مكة فقرأ على علمائها ثم إلى المدينة فقرأ على علمائها، ومن أشهر شيوخه:

 

والده الشيخ عبدالوهاب بن سليمان وكان فقيهًا كبيرًا وعالمًا خطيرًا، كما يصف الإمام ابن باز.

 

العلامة عبدالله بن إبراهيم الشمري وابنه العلامة الشهير إبراهيم بن عبدالله بن إبراهيم الشمري.

 

والعلامة المحدث محمد حياة السندي الذي أجازه بأمهات كتب الحديث.

 

ثم رحل إلى البصرة في العراق وأخذ عن علمائها، ومن شيوخه في البصرة:

الشيخ محمد المجموعي وفي البصرة دعا إلى التوحيد والسنة وأرشد الناس إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة، ثم خرج من البصرة وكان من نيته الخروج إلى الشام، لكن لم تتوفر النفقة الكافية فخرج إلى مدينة الزبير - مدينة عراقية -ومنها إلى الأحساء، واجتمع بعلمائها وناظرهم في العقيدة ثم انتقل إلى حريملاء واشتغل بالعلم والتعليم، وقد نقلنا هذا من كلام الإمام ابن باز في رسالته: (محمد بن عبدالوهاب).

 

مؤلفات الإمام محمد بن عبدالوهاب:

لقد كان الإمام المجدد بحرًا زاخرًا وعلمًا فاضلا امتاز بسهولة العبارة والاعتماد على الدليل من الكتاب والسنة في كل مسألة، ولقد ترك من المؤلفات الشيءَ الكثير، وكلها على طريقة السلف الصالح وكيف لا وهو مجدد الدين وحامل راية التوحيد والموحدين، وكتبه رحمه الله كثيرة أوصلها بعضهم إلى أربعين، منها:

 

• "كتاب التوحيد": وهو قاصمة ظهر المشركين وقرة عيون الموحدين وتنبيه وموعظة للجاهلين المسرفين، ألفه رحمه الله في بيان أوجب الواجبات وأهم المهمات، وهو التوحيد وافراد الله بالعبادة، وقد جعله على ستة وستين بابًا، يحتوي كل باب على آيات من القرآن وأحاديث من السنة وأحيانا يضيف واحدًا من السلف، ولم يذكر رأيًا من عنده أبدًا؛ لأن هذه عقيدة لا تؤخذ إلا من الكتاب والسنة، والإمام محمد بن عبدالوهاب يسير مع الدليل ولذلك وفقه الله وسدده.

 

وكتاب التوحيد من أعظم ما صنف في بيان التوحيد وما يتعلق به؛ كما قال عدد من العلماء، وقد شرحه كثير من العلماء منهم العلامة عبدالرحمن بن حسن، والعلامة سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب في كتابه "تيسير العزيز الحميد"، لكنه لم يكمله كما ذكر العلامة عبدالرحمن بن حسن.

 

وممن شرح هذا الكتاب الجليل العلامة عبدالرحمن السعدي صاحب التفسير، والإمام ابن باز، والعلامة محمد بن صالح العثيمين في كتابه "القول المفيد"، والعلامة صالح الفوزان في كتابه "إغاثة المستفيد"، والعلامة صالح آل الشيخ وغيرهم من أهل العلم قديمًا وحديثًا.

 

ومن كتب شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب:

• "كشف الشبهات"، و"الأصول الثلاثة"، و"مختصر سيرة الرسول"، و"رسالة في الرد على الرافضة"، و"مسائل الجاهلية"، و"أحاديث الفتن والحوادث"، و"فضل الإسلام"، و"ستة أصول عظيمة مفيدة"، و"نواقض الإسلام"، و"فضائل القرآن"، و"تفسير سورة الأنفال"، و"مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد" وغير ذلك الكثير.

 

صفات الإمام المجدد:

كان رحمه الله تعالى إمام الدعوة السلفية علَمًا من الأعلام ناصرًا للسنة قامعًا للبدعة، لا يفتر لسانه عن التسبيح والتهليل والأذكار، جواد كريم يتحمل الدين لأضيافه وسائليه، كثير التدريس والتصنيف لا يبخل على طالب العلم بفائدة أو معلومة بل يعلمه ويساعده في طلب العلم.

 

ينتهج العقيدة السلفية الصافية الصحيحة ويتبع مذهب أمام أهل السنة أحمد بن حنبل، وبالجملة فقد جمع الله فيه الأخلاق الحسنة والفضائل الحميدة، وأبعد عنه الأخلاق السيئة التي لا ترضي الله ورسوله وكانت صفاته صفات المصلحين المجددين العلماء العاملين.

 

وفاته:

توفي رضي الله عنه بالدرعية سنة (1206هجرية) بعد واحد وتسعين سنة قضاها في خدمة الإسلام ونفع المسلمين وتنبيه الغافلين وإفحام المشركين والرد على الزنادقة الملحدين، وبعد أن أصلح الله على يديه كثيرًا من الأمور وهدم القباب التي على القبور التي عبدت من دون الله ومحا الشركيات والبدع والمحدثات في جزيرة العرب وغبرها، وتأثر به المصلحون واقتدى به المقتدون وبعث في الأمة روح النهضة والرجوع إلى السنة بعد أن خيم عليها الجمود والبدعة فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا، وجمعنا وإياه والمسلمين في جنات النعيم.

 

دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب هي إصلاح وتجديد:

كانت حالة نجد عندما ظهر الشيخ هي اسوء حالة من حيث انتشار الشرك وتفشي الخرافات وظهور البدع والبعد عن الكتاب والسنة قال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى في كتابه (محمد بن عبدالوهاب): (كان أهل نجد قبل دعوة الشيخ على حالة لا يرضاها مؤمن كان الشرك الأكبر قد فشا في نجد حتى عبدت القباب وعبدت الأشجار وعبد من يدعي الولاية وهو من المعتوهين وانتشر السحرة والكهنة وسؤالهم وتصديقهم وليس هناك منكر إلا من شاء الله وقل القائم بالله والناصر لدينه وهكذا في الحرمين الشريفين وفي اليمن انتشر الشرك وبناء القباب على القبور ودعاء الأولياء والاستغاثة به وفي اليمن من ذلك الشيء الكثير وفي بلدان تجد من ذلك ما لا يحصى).

 

ثم قال الإمام ابن باز:

(فلما رأى الشيخ ذلك الشرك وظهوره في الناس وعدم وجود منكرٍ لذلك، شمر عن ساعد الجد وصبر على الدعوة وعرف أنه لابد من جهاد وصبر وتحمل الأذى).

 

بدأ الإمام المجدد دعوته في عام1153هجرية، وبدأ يدعو الناس إلى الاتباع ونبذ الابتداع والتخلص من الشركيات التي كانت منتشرة بكثرة والعودة إلى ما كان عليه سلفنا الصالح بأبلغ حجة وخير مقالة فحاول بعض سفهاء حريملاء أن يقتله ولكن الله نجاه ثم سار إلى العيينة فرحب به أميرها وأظهر له الخير فبدأ الشيخ بالدعوة والتعليم وأبعاد الناس عن الشرك والبدع وسار مع أمير العيينة لهدم قبة قبر زيد بن الخطاب رضي الله عنه وكانت هذه القبة قد عبدت من الله الواحد القهار وأشركت مع الله الملك الجبار وحاول بعض أهل تلك المنطقة منعه لكن لما ﻻ أو الأمير عثمان بن معمر كفوا عن ذلك فهدمها الله عز وجل على يده وحصل بذلك الخير الكثير وكف الناس عن عبادتها من دون الله، وهذا هو ما يرضاه الله ورسوله فإن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا ولي صالح.

 

واشتهر دعوته في العيينة وإقامته الحدود وهدمه القباب فأرسل أمير الإحساء يتوعد أمير العيينة إن لم يقتل الإمام المجدد؛ لأن هذا الجاهل لا تعجبه دعوة التوحيد فطلب أمير العيينة من الشيخ المغادرة، وفي أول النهار خرج الشيخ إلى بلاد الدرعية ماشيًا على قدميه ووصل إلى الدرعية ونزل على محمد بن سويلم العريني، ويقال أن هذا الرجل خاف من أمير الدرعية فطمأنه الشيخ وأخبره بدعوته وبلغ الأمير محمد بن سعود خبر الشيخ فحثته امرأته على مساعدة الإمام المجدد وقالت له: (أبشر بهذه الغنيمة العظيمة، رجل يدعو إلى دين الله يدعو إلى كتاب الله يدعو إلى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، يا لها من غنيمة بادر بقبوله وبادر بنصرته ولا تقف في ذلك أبدًا).

 

فقبل الأمير محمد بن سعود كلامها وكتب الله له السعادة والخير رحمة الله تعالى وتوجه الأمير محمد بن سعود بنفسه إلى الإمام محمد بن عبدالوهاب تعظيمًا للعلم وتحدث معه، وقال للشيخ: (يا شيخ محمد أبشر بالنصرة وأبشر بالأمن وأبشر بالمساعدة).

 

فقال له الشيخ: (وأنت أبشر بالنصرة والتمكين والعاقبة الحميدة هذا دين الله من نصره نصره الله ومن أيده أيده الله وسوف تجد آثار ذلك سريعًا).

 

فبايعه على النصرة وعلى الجهاد حتى يظهر دين الله وأن يبقى الإمام محمد بن عبدالوهاب في البلد ويبقى عند الأمير يساعده، وتمت البيعة على ذلك، وبذلك كتبت السعادة والأجر الكثير بإذن الله للأمير محمد بن سعود ونصر دعوة التوحيد بينما كان آخرون يطوفون حول القبور.

 

وبدأت الهجرات تتوافد إلى الدرعية من كل حدب وصوب للدراسة على يد الشيخ الإمام وانتشرت دعوته العظيمة وعاش في الدرعية معظمًا معززًا محبوبًا منصورًا، ثم بدأ بالجهاد وكاتب الأمراء والعلماء للدخول في هذا الميدان وإزالة الشرك الذي وقع في بلادهم وكاتب الأمراء والعلماء في مختلف المناطق في جزيرة العرب وكاتب علماء الشام والعراق واليمن ومصر وبلاط الهند، ولم يزل يكاتب العلماء وينصح وينشر دعوته إلى الكتاب والسنة حتى تأثر بها جمع غفير من إندونيسيا والهند واليمن والشام والعراق ومصر وغيرها وتشجع الدعاة وانتشرت الروح الإصلاحية الداعية إلى نبذ الشركيات والبدع.

 

وأما دعوة الشيخ فكانت دعوة إلى الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة الصالح وهذه كتبه وكتب أحفاده وأئمة الدعوة ما فيها إلا الخير والمنهج السلفي الصافي واتباع الكتاب والسنة ونبذ البدع والشركيات والخرافات التي كان متفشية وقد عبر هو عن عقيدته السلفية الصافية برسالة نجتزئ منها بعضها:

 

(أشهد الله ومن حضرني من الملائكة وأشهدكم أنني أعتقد ما اعتقدَتْه الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والقدر خيره وشره.

 

ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تعطيل ولا تحريف، وأعتقد أن الله ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].

 

واعتقد أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود وأنه تكلم به حقيقة وأنزله على عبده ورسوله وأمينه على وحيه وسفيره بينه وبين عباده نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

 

وأعتقد الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت، وأؤمن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه أول شافع وأول مشفع ولا ينكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أهل البدع والضلال، ولكن لا تكون إلا بعد الإذن والرضى.

 

وأؤمن بأن نبينا محمد خاتم النبيين والمرسلين ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته وأفضل أمته بعده أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين وعلي المرتضى ثم بقية للعشرة.

 

وأتولى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذكر محاسنهم واترضى عنهم وأستغفر لهم وأكف عن مساوئهم وأسكت عما شجر بينهم وأعتقد فضلهم.

 

وأترضى عن أمهات المؤمنين المطهرات من كل سوء وأقر بكرامات الأولياء وما لهم من المكاشفات إلا أنهم لا يستحقون من حق الله شيئا ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله.

 

وأعتقد أن كل محدثة في الدين بدعة.

 

وأعتقد أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية).

 

ومن أراد تمام الرسالة فليراجع الدرر السنية.

 

فهذه نماذج من عقيدة شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ودعوته التي دعا إليها الناس والجميع يعلم أن هذه هي عقيدة أهل السنة وما مضى عليه السلف الصالح.

 

إضافة إلى أنه دعا إلى اتباع الكتاب والسنة ونبذ البدع والخرافات والشركيات والبعد عن عبادة القبور والأموات والأشجار والأحجار.

 

وليس في الإسلام عبادة للقبور ولا دعاء الأموات ولا استغاثة بالأولياء بل إن الدعاء والاستغاثة والاستعاذة والنذر والذبح كلها حق لله لا يحوز صرف شيءٍ منها لغير الله لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل ولا لولي صالح

 

وليس في الإسلام طواف حول القبور أو دعاء لأصحابها أو بناء للقباب عليها بل قد أمر رسول صلى الله عليه وسلم بتسوية القبور كما في حديث سيدنا علي ولعن الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد كما في حديث السيدة عائشة.

 

والشيخ محمد بن عبدالوهاب ما خالف أصلا من أصول السلف وعقائدهم.

 

والإمام المجدد ما أتى بمذهب جديد ولا اخترع شيئا جديدًا بل هو في الأصول على منهج السلف الصالح متبع غير مبتدع محارب للبدعة والشرك وأهله.

 

وفي الفروع على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه.

 

وقد بين الإمام المجدد أصول دعوته التجديدية الإصلاحية فقال:

 

(أما ما نحن عليه من الدين فعلى دين الإسلام، وأما ما دعونا الناس إليه فندعوهم إلى التوحيد، وأما ما نهينا الناس عنه فنهيناهم عن الشرك ونقاتلهم عليه، وأما ما ذكرتم من حقيقة الاجتهاد فنحن مقلدون للكتاب والسنة وصالح سلف الأمة، وما عليه الاعتماد من أقوال الأئمة الأربعة أبو حنيفة النعمان بن ثابت ومالك بن أنس ومحمد بن إدريس الشافعي وأحمد بن حنبل رحمهم الله، وما جئنا بشيء يخالف النقل ولا ينكره إلا العقل.

 

نقاتل عباد الأوثان بعد ما نقيم الحجة عليهم كما قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم، ونقاتلهم على ترك الصلاة ومنع الزكاة كما قاتل مانعها صديق هذه الأمة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله فهذا الذي أكفره أنا، وأكثر الأمة والحمد لله ليسوا كذلك.

 

وأما القتال فلم نقاتل أحدًا إلا دون النفس والحرمة فإننا نقاتلهم على سبيل المقابلة.

 

وأيضا ألزمت من تحت يدي بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وغير ذلك من فرائض الله، ونهيتهم عن الربا وشرب المسكر وأنواع المنكرات). وهذا كله ورد في الدرر السنية.

 

فلله در هذه الدعوة ما أطيبها وما أحسنها وقد بعثت دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب الرغبة في الإصلاح وشجعت العلماء على التنديد بالبدع والخرافات، وتأثر المقتدون والمهتدون واقتفوا آثارها ومدحوا الإمام محمد بن عبدالوهاب أحسن المدح ومنهم: الإمامين الصنعاني والشوكاني في اليمن، ومحمد رشيد رضا في الشام ومصر، وصديق حسن خان في بلاد الهند وغيرهم كثير.

 

ومازال كثير ممن هداهم الله في السعودية وخارجها وفي كل بلد من بلاد الإسلام يتبعون دعوة الشيخ المجدد ويسيرون على منهجه وقد أثمرت دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب أطيب الثمار واهتدى بها ناس كثيرون وعرف الناس خطورة ما يصنعونه عند القبور من الشرك الأكبر والبدع وما زال كثير من المسلمين هذه الدعوة المباركة العظيمة الجليلة ولله الحمد ورحم الله الإمام الصنعاني صاحب سبل السلام إذ قال يمدح الإمام ودعوته:

وقد جاءت الأخبار عنه بأنه
يعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي
وينشر جهرًا ما طوى كل جاهل
ومبتدع منه فوافق ما عندي
ويعمر أركان الشريعة هادمًا
مشاهد ضل الناس فيها عن الرشد
أعادوا بها معنى يغوث ومثله
يغوث وود بئس ذلك من ود
وكم طائف حول القبور مقبل
ومستلم الأركان منهن باليد

 

فهذه هي دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب دعوة تجديدية إصلاحية سلفية صافية، قصمت ظهر المشركين وكدرت صفو المبتدعين وحاربت الملحدين والخرافيين.

 

رحم الله الإمام المجدد المصلح محمد بن عبدالوهاب الحنبلي النجدي ورضي عنه وأرضاه وأدام هذه الدعوة منارة عزٍّ وشعاع هدى وصلى الله على سيدنا محمد أشرف الأولين والآخرين وعلى آله الطاهرين وأصحابه الميامين وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

المصادر والمراجع:

1- كتاب التوحيد، شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب.

2- الدرر السنية، جمع عبدالرحمن بن قاسم.

3- فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، العلامة عبدالرحمن بن حسن.

4- كتاب محمد بن عبدالوهاب دعوته وسيرته، الإمام عبدالعزيز بن باز.

5- كتاب من أعلام المجددين، العلامة صالح الفوزان.

6- شرح الأصول الثلاثة، محمد بن صالح العثيمين.

7- مجموع فتاوى ومقالات الإمام عبدالعزيز بن باز.

8- صحيح البخاري، الإمام محمد بن إسماعيل البخاري.

9- صحيح مسلم، الإمام مسلم بن الحجاج.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب
  • روافد التغيير الثقافي في دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب
  • منح الوهاب في احتساب الإمام محمد بن عبدالوهاب
  • حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب
  • مؤلفات الإمام محمد بن عبدالوهاب
  • فوائد مختصرة من أقوال الإمام محمد بن عبدالوهاب منتقاة من الدرر السنية

مختارات من الشبكة

  • مشرفيات: أبحاث ومقالات عن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب وعلمائها(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب (WORD)(كتاب - موقع الشيخ عبدالرحمن بن حماد آل عمر)
  • التعريف بكتاب: حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن حماد آل عمر)
  • أوقات وأماكن وأزمنة استجابة الدعاء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأمن الفكري في دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وآثاره: دراسة عقدية (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الأستاذ الإمام محمد عبده ودوره في الدعوة إلى إحياء التراث(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الإمام محمد رشيد رضا ناظر دار الدعوة والإرشاد بمصر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • محطات في حياة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • متن الزبد في علم الفقه على مذهب الإمام الشافعي للشيخ الإمام أحمد بن رسلان الشافعي(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • منهج الإمام الشاطبي في الفتوى من خلال كتاب: (فتاوى الإمام الشاطبي) (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
2- Aboazwoz
شمري الشلاش - سوريا 25-04-2023 04:39 AM

رحم الله الشيخ وفتح له أبواب الجنة اللهم لك الحمد والشكر على كل شيئ وكل عمل الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب يرفع بعمله راية المسلمين.

1- شكر جزيل
وليد ناصر ظافر الشهري - السعودية 02-03-2022 03:32 AM

الشكر الجزيل لكم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب