• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم
علامة باركود

عبدالله بن عباس رضي الله عنه

عبدالله بن عباس رضي الله عنه
الشيخ صلاح نجيب الدق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/12/2018 ميلادي - 29/3/1440 هجري

الزيارات: 104830

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عبدالله بن عباس رضي الله عنه

 

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق؛ ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقرارًا به وتوحيدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

فإن الإمام عبدالله بن عباس، رضي الله عنهما، أحد الصحابة الكرام، وأحد فقهاء الإسلام المشهورين، الذين خصَّصوا حياتهم لنشر العلم النافع، والتصدِّي لأهل البدع؛ فأحببتُ أن أذكِّر نفسي وأحبَّائي طلاب العلم الكرام بشيءٍ من سيرته العطرة، وتاريخه المشرق المجيد، لعلَّنا نسير على ضوئه فنسعد في الدنيا والآخرة، فأقول وبالله تعالى التوفيق:

الاسم والنسب:

هو: عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

كنيته: أبو العباس، وهو أكبر أولاده.

 

أمه: هي أمُّ الفضل لبابة الكبرى، بنت الحارث الهلالية، وهي أخت ميمونة بنت الحارث، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم؛ (أسد الغابة؛ لابن الأثير، جـ 3، صـ 185).

 

مولد عبدالله بن عباس:

ولد ابن عباس قبل الهجرة بثلاث سنين؛ أي: في العام العاشر من بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ 3، صـ 332).

 

صفات ابن عباس الخلقية:

كان عبدالله بن عباس أبيض، طويلًا، مشربًا صفرة، جسيمًا، وسيمًا، صبيح الوجه، له وفرة، يخضب بالحناء.

 

قال ابن جريج: كنا جلوسًا مع عطاء بن أبي رباح في المسجد الحرام، فتذاكرنا ابن عباس، فقال عطاء: ما رأيت القمر ليلة أربع عشرة إلا ذكرت وجه ابن عباس؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ 3، صـ 336).

 

قال عكرمة: كان ابن عباس إذا مرَّ في الطريق، قالت النساء في البيوت: أمَرَّ بائعُ المسك، أم مَرَّ ابن عباس؟ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ 3، صـ 337).

 

إسلام ابن عباس:

أسلم عبدالله بن عباس قبل أبيه، وهاجر مع أبويه إلى المدينة عام فتح مكة؛ أي: في العام الثامن من الهجرة؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ 3، صـ 333).

 

روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت أنا وأمي من المستضعفين، أنا من الولدان، وأمي من النساء؛ (البخاري، حديث:1357).

 

أولاد عبدالله بن عباس:

رزق الله تعالى ابن عباس بسبعة أولاد: من الذكور خمسة وهم: العباس (الابن الأكبر)، وعلي (جد الخلفاء العباسيين)، والفضل، ومحمد، وعبيد الله، ومن الإناث: اثنتان، وهن: لبابة وأسماء؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ 3، صـ 333).

 

دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس:

(1) روى البخاري عن ابن عباس، قال: ضمَّني النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره، وقال: ((اللهم علِّمْه الحكمة))؛ (البخاري، حديث:3756).

 

(2) روى البخاري عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء، فوضعت له وضوءًا، قال: ((من وضع هذا؟)) فأخبر، فقال: ((اللهُمَّ فقِّهْه في الدين))؛ (البخاري حديث:143).

 

(3) روى أحمد عن عبدالله بن عباس قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل، فصلَّيتُ خلفه، فأخذ بيدي، فجرني فجعلني حذاءه، فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على صلاته خنست، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف قال لي: ((ما شأني أجعلك حذائي فتخنس؟))، فقلت: يا رسول الله، أو ينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول الله الذي أعطاك الله؟ قال: فأعجبته، فدعا الله لي أن يزيدني علمًا وفهمًا؛ (حديث صحيح) (مسند أحمد، جـ 5، صـ 178 حديث:3060).

 

ابن عباس يتعلَّم على يد النبي صلى الله عليه وسلم:

روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بِتُّ عند خالتي ميمونة ليلةً، فقام النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كان في بعض الليل قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضَّأ من شن معلق (قربة) وضوءًا خفيفًا، ثم قام يُصلِّي، فقمت، فتوضَّأت نحوًا مما توضَّأ، ثم جئتُ فقمت عن يساره، فحوَّلني فجعلني عن يمينه، ثم صلى ما شاء الله، ثم اضطجع فنام حتى نفخ، فأتاه المنادي يأذنه بالصلاة، فقام معه إلى الصلاة، فصلى ولم يتوضَّأ؛ (البخاري حديث:859).

 

روى الترمذي عن ابن عباس قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فقال: ((يا غلامُ، إني أُعلِّمك كلمات: احفظ الله يحفظْك، احفظ الله تجدْه تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمَّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيء لم يضرُّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفَّت الصُّحُف))؛ (حديث صحيح) (صحيح سنن الترمذي للألباني حديث:2043).

 

حرص ابن عباس على طلب العلم:

(1) روى الحاكم عن عبدالله بن عباس، قال: "لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار: هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم اليوم كثير"، فقال: واعجبًا لك يا ابن عباس! أترى الناس يفتقرون إليك، وفي الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيهم، قال: "فتركت ذاك، وأقبلتُ أسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان يبلغني الحديث عن الرجل فآتي بابه، وهو قائل فأتوسَّد ردائي على بابه يسفي الريح عليَّ من التراب فيخرج فيراني"، فيقول: يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما جاء بك؟ هلا أرسلت إليَّ فآتيك؟ فأقول: "لا، أنا أحق أن آتيك"، فأسأله عن الحديث، فعاش هذا الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي يسألوني، فيقول: "هذا الفتى كان أعقل مني"؛ (إسناده صحيح) (مستدرك الحاكم، جـ 1، صـ 188).

 

(2) قال عبدالله بن عباس: كنت أسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ 3، صـ 344).

 

(3) روى ابن سعد عن أبي سلمة الحضرمي قال: سمِعت ابن عباس يقول: كنت ألزم الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار، فأسألهم عن مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما نزل من القرآن في ذلك، وكنت لا آتي أحدًا منهم إلا سُرَّ بإتياني؛ لقُربي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلت أسأل أُبيَّ بن كعب يومًا، وكان من الراسخين في العلم عما نزل من القرآن بالمدينة، فقال: نزل بها سبع وعشرون سورة، وسائرها بمكة؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد، جـ 2، صـ 284 - 283).

 

عبادة عبدالله بن عباس:

قال ابن أبي مليكة: صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة، فكان يصلي ركعتين، فإذا نزل، قام شطر الليل، ويُرتِّل القرآن حرفًا حرفًا، ويُكثِر في ذلك من النشيج والنحيب؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ 3، صـ 352).

 

قال أبو رجاء: رأيت ابن عباس وأسفل من عينيه مثل الشراك البالي من البكاء؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ 3، صـ 352).

 

وصية العباس لابنه عبدالله:

روى أبو نعيم، عن عامر الشعبي، عن ابن عباس، قال: قال لي أبي: أي بني، إني أرى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يدعوك ويُقرِّبك ويستشيرك مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاحفظ عني ثلاث خصال: اتق الله، لا يجربنَّ عليك كذبة، ولا تفشينَّ له سرًّا، ولا تغتابنَّ عنده أحدًا، قال عامر الشعبي: فقلت لابن عباس: كل واحدة خير من ألف درهم، قال ابن عباس: كل واحدة خير من عشرة آلاف درهم؛ (حلية الأولياء؛ لأبي نعيم الأصفهاني، جـ 1، صـ 318).

 

اجتهاد ابن عباس في نشر العلم:

روى عبدالله بن عباس ألفًا وستمائة وستين حديثًا، وله من ذلك في البخاري ومسلم خمسة وسبعون.

 

تفرَّد البخاري له بمئة وعشرين حديثًا، وتفرَّد مسلم بتسعة أحاديث؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ 3، صـ 359).

 

(1) روى البخاري عن عكرمة، قال: أتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس، فقال: لو كنت أنا، لم أحرقهم؛ لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تعذبوا بعذاب الله، ولقتلتهم؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ بدَّل دينَه فاقتلوه))؛ (البخاري، حديث 6922).

 

(2) روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان عمر يُدخِلني مع أشياخ بدر، فقال بعضهم: لمَ تُدخِل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله؟! فقال: إنه ممَّن قد علمتم، قال: فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم، قال: وما رُئيتُه دعاني يومئذٍ إلَّا ليريهم مني، فقال: ما تقولون في ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ﴾ [النصر: 1، 2] حتى ختم السورة، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وقال بعضهم: لا ندري، أو لم يقل بعضهم شيئًا، فقال لي: يا بن عباس، أكذاك تقول؟ قلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجَلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله له ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾ فتح مكة فذاك علامة أجلك ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 3]، قال عمر: ما أعلم منها إلَّا ما تعلم؛ (البخاري، حديث:4294).

 

(3) قال أبو صالح: لقد رأيت من ابن عباس مجلسًا لو أن جميع قريش فخرت به، لكان لها فخرًا، لقد رأيت الناس اجتمعوا حتى ضاق بهم الطريق، فما كان أحد يقدر على أن يجيء، ولا أن يذهب، قال: فدخلت عليه فأخبرته بمكانهم على بابه، فقال لي: ضع لي وضوءًا، فتوضَّأ وجلس، وقال: اخرج وقل لهم من كان يريد أن يسأل عن القرآن وحروفه وما أراد منه فليدخل، فخرجت فآذنتهم، فدخلوا حتى ملأوا البيت والحجرة، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به، وزادهم مثل ما سألوا عنه أو أكثره، ثم قال إخوانكم فخرجوا، ثم قال اخرج فقل: من أراد أن يسأل عن تفسير القرآن وتأويله، فليدخل، قال فخرجت فآذنتهم، فدخلوا حتى ملأوا البيت والحجرة، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به، وزادهم مثل ما سألوه عنه أو أكثر، ثم قال: إخوانكم، فخرجوا، ثم قال: اخرج، فقل: من أراد أن يسأل عن الحلال والحرام والفقه فليدخل، فخرجت فقلت لهم، قال: فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله، ثم قال: إخوانكم، فخرجوا، ثم قال اخرج، فقل: من أراد أن يسأل عن الفرائض وما أشبهها فليدخل، قال: فخرجت فآذنتهم فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله، ثم قال: إخوانكم، فخرجوا ثم قال: اخرج، فقل: من أراد أن يسأل عن العربية والشعر والغريب من الكلام فليدخل، قال: فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله، قال أبو صالح: فلو أن قريشًا كلها فخرت بذلك، لكان فخرًا، فما رأيت مثل هذا لأحد من الناس"؛ (حلية الأولياء؛ لأبي نعيم الأصفهاني، جـ 1، صـ 321:320).

 

روى عبدالرزاق بن همام، عن ابن عباس، قال: قدم على عمر رجل، فجعل عمر يسأله عن الناس، فقال: يا أمير المؤمنين، قد قرأ منهم القرآن كذا وكذا، فقال ابن عباس: والله ما أحب أن يتسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة، قال: فزبرني (انتهرني) عمر، ثم قال: مه، قال فانطلقت إلى أهلي مكتئبًا حزينًا، فقلت: قد كنت نزلت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب منزلة، فلا أراني إلا قد سقطت من نفسه، فرجعت إلى منزلي فاضطجعت على فراشي حتى عادني نسوة أهلي، وما بي وجع، وما هو إلا الذي تقبلني به عمر، فبينا أنا على ذلك أتاني رجل، فقال: أجب أمير المؤمنين، فخرجت فإذا هو قائم ينتظرني، فأخذ بيدي ثم خلا بي، فقال: ما الذي كرهت مما قال الرجل آنفًا؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، إن كنت أسأت فإني أستغفر الله وأتوب إليه وأنزل حيث أحببت، قال: لتحدثني بالذي كرهت مما قال الرجل، فقلت: يا أمير المؤمنين، متى ما تسارعوا هذه المسارعة يختصموا، ومتى ما يختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا، فقال عمر: لله أبوك! لقد كنت أكاتمها الناس حتى جئت بها؛ (إسناده صحيح)، (مصنف عبدالرزاق، جـ11، صـ217، رقم 20368).

 

أقوال سلفنا الصالح في عبدالله بن عباس:

(1) قال عمر بن الخطاب لعبدالله بن عباس: والله، إنك لأصبح فتياننا وجهًا، وأحسنهم عقلًا، وأفقههم في كتاب الله عز وجل؛ (صفة الصفوة؛ لابن الجوزي، جـ1، صـ 748).

 

(2) روى ابن سعد عن عائشة أنها نظرت إلى ابن عباس وحوله الناس ليالي الحج، وهو يسأل عن المناسك، فقالت: هو أعلم من بقي بالمناسك؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد، جـ 2، صـ 282).

 

(3) قال سعد بن أبي وقاص: ما رأيت أحدًا أحضر فهمًا، ولا ألبَّ لبًّا، ولا أكثر علمًا، ولا أوسع حلمًا من ابن عباس، ولقد رأيت عمر بن الخطاب يدعوه للمعضلات، ثم يقول: عندك قد جاءتك معضلة، ثم لا نجاوز قوله (نسير تبعًا لرأيه) وإن حوله لأهل بدر من المهاجرين والأنصار؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد، جـ 2، صـ 282:281).

 

(4) قال عبدالله بن مسعود: نعم ترجمان القرآن ابن عباس؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد، جـ 2، صـ 279).

 

(5) قال طلحة بن عبيدالله: لقد أعطي ابن عباس فهمًا، وعلمًا، ما كنت أرى عمر بن الخطاب يُقدِّم عليه أحدًا؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد، جـ 2، صـ 283).

 

(6) قال أبي بن كعب وكان عنده ابن عباس، فقام، فقال: هذا يكون حَبْر هذه الأمة، أرى عقلًا وفهمًا، وقد دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُفقِّهه في الدين؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ3، صـ348).

 

(7) قال عبدالله بن عمر بن الخطاب: أعلمنا ابن عباس؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد، جـ 2، صـ 282).

 

(8) قال عبدالله بن عمرو بن العاص: ابن عباس أعلمنا بما مضى، وأفقهنا فيما نزل، وممَّا لم يأت فيه شيء؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد، جـ 2، صـ 284).

 

(9) لما مات عبدالله بن عباس، قال رافع بن خديج: مات اليوم من كان يحتاج إليه من بين المشرق والمغرب في العلم؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد، جـ 2، صـ 284).

 

(10) قال معاوية بن أبي سفيان لعكرمة (مولى ابن عباس): مولاك والله أفقه مَنْ مات ومَنْ عاش؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد، جـ 2، صـ 282).

 

(11) قال طاوس بن كيسان: ما رأيت أحدًا كان أشدَّ تعظيمًا لحرمات الله من ابن عباس رضي الله تعالى عنه، والله لو أشاء إذا ذكرته أن أبكي لبكيت؛ (حلية الأولياء؛ لأبي نعيم الأصفهاني، جـ 1، صـ 329).

 

وقال طاوس أيضًا: ما رأيتُ رجلًا أعلم من ابن عباس، (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد، جـ 2، صـ 280).

 

وقال طاوس: أدركت نحوًا من خمسمائة من الصحابة، إذا ذاكروا ابن عباس، فخالفوه، فلم يزل يُقرِّرهم حتى ينتهوا إلى قوله؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ3، صـ351).

 

(12) قال سعيد بن المسيب: عبدالله بن عباس أعلم الناس (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد، جـ 2، صـ 281).

 

(13) قال محمد ابن الحنفية، لما دفن ابن عباس: اليوم مات رباني هذه الأمة؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد، جـ 2، صـ 280).

 

(14) قال مسروق: كنت إذا رأيت ابن عباس، قلت: أجمل الناس، فإذا نطق، قلت: أفصح الناس، فإذا تحدَّث، قلت: أعلم الناس؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ3، صـ351).

 

(15) قال عكرمة (مولى ابن عباس): كان ابن عباس في العلم بحرًا ينشق له الأمر من الأمور؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي جـ3، صـ354).

 

(16) قال مجاهد بن جبر: ما رأيت أحدًا قطُّ مثل ابن عباس؛ لقد مات يوم مات، وإنه لحَبْر هذه الأُمَّة؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ3، صـ350).

 

وقال مجاهد أيضًا: كان ابن عباس يسمى البحر من كثرة علمه؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد، جـ 2، صـ 279).

 

وقال مجاهد: ما سمِعت فتيا أحسن من فتيا ابن عباس إلا أن يقول قائل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ3، صـ351).

 

(17) قال الحسن البصري: كان ابن عباس يقوم على منبرنا، فيقرأ البقرة وآل عمران فيُفسِّرهما آيةً آيةً؛ (صفة الصفوة؛ لابن الجوزي، جـ1، صـ 749).

 

(18) قال يزيد بن الأصم: خرج معاوية حاجًّا معه ابن عباس، فكان لمعاوية موكب، ولابن عباس موكب ممن يطلب العلم؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ3، صـ351).

 

(19) روى الحاكم عن شقيق قال: خطب ابن عباس وهو على موسم الحج، فافتتح سورة النور، فجعل يقرأ ويُفسِّر، فجعلت أقول: ما رأيت ولا سمِعت كلام رجل مثله، لو سمعته فارس والروم لأسلمت؛ (مستدرك الحاكم، جـ3، صـ537).

 

(20) قال القاسم بن محمد: ما رأيت في مجلس ابن عباس باطلًا قطُّ؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ3، صـ351).

 

(21) قال سفيان بن عيينة: لم يدرك مثل ابن عباس في زمانه؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ3، صـ352).

 

قبس من كلام عبدالله بن عباس:

(1) روى ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: ﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ ﴾ [الأعراف: 50]، قال: يُنادي الرجل أخاه، ويُنادي الرجل الرجل، فيقول: إني قد احترقت فأفض عليَّ من الماء، قال: فيقال له: أجبه، فيقول: إن الله حرمهما على الكافرين؛ (إسناده صحيح) (مصنف ابن أبي شيبة، جـ12، صـ126، رقم:35782).

 

(2) روى ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: ﴿ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴾ [الناس: 4]، قال: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس؛ (إسناده صحيح) (مصنف ابن أبي شيبة، جـ12، صـ126 رقم:35783).

 

(3) روى ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114]، قال: الصلوات الخمس؛ (إسناده صحيح) (مصنف ابن أبي شيبة، جـ12، صـ128، رقم:35793).

 

(4) روى ابن أبي شيبة عن ابن عباس، قال: لابن آدم ثلاثة وثلاثون عضوًا، على كل عضو منها زكاة من تسبيح الله وتحميده وذكره؛ (إسناده صحيح)؛ (مصنف ابن أبي شيبة، جـ12، صـ129، رقم:35797).

 

وفاة عبدالله بن عباس:

روى الحاكم عن سعيد بن جبير قال: مات ابن عباس بالطائف فشهدت جنازته، فجاء طير لم ير على خلقته ودخل في نعشه، فنظرنا وتأملنا هل يخرج فلم يرَ أنه خرج من نعشه، فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر، ولا يدري من تلاها: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِ ﴾ [الفجر: 27 -30]؛ (مستدرك الحاكم، جـ 3، صـ 543).

 

أصيب ابن عباس بالعمى في أواخر حياته، ومات عام ثمان وستين من الهجرة، وكان عمره إحدى وسبعين عامًا، وصلى عليه محمد ابن الحنفية؛ (أسد الغابة؛ لابن الأثير، جـ 3، صـ 189) (صفة الصفوة؛ لابن الجوزي، جـ1، صـ 757).

 

رحم الله عبدالله بن عباس رحمةً واسعةً، وجزاه الله عن الإسلام خير الجزاء، ونسأل الله تعالى أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة.

 

أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا - أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعله ذخرًا لي عنده يوم القيامة، كما أسأله سبحانه أن ينفع بهذه الرسالة طلَّاب العلم الكِرام، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مقتطفات من سيرة ترجمان القرآن عبدالله بن عباس
  • عبدالله بن عباس
  • رد على شبهات الطاعنين في شخصية عبدالله بن عباس رضي الله عنه وعدد رواياته

مختارات من الشبكة

  • من هم العبادلة الأربعة؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المنهج الفقهي للصحابيين عبدالله بن مسعود وعبدالله بن عمر: دراسة تحليلية تطبيقية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • فرائد الخلفاء (1) المهدي: أبو عبدالله محمد بن عبدالله المنصور(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • نماذج من سير العلماء والصالحين (9) عبدالله بن عباس رضي الله عنه وطلبه للعلم(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • سيرة عبدالله بن عمرو بن حرام رضي الله عنه(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عبدالله بن مسعود رضي الله عنه (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من أقوال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مناقب عبدالله بن مسعود رضي الله عنه(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب