• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / طب وعلوم ومعلوماتية
علامة باركود

العضلات في جسم الإنسان

العضلات في جسم الإنسان
أ. د. علي فؤاد مخيمر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/11/2018 ميلادي - 28/2/1440 هجري

الزيارات: 64610

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العضلات في جسم الإنسان


سنتحدث حول الجهاز الهيكلي العضلي بجسم الإنسان الذي يُعرَف باللحم، فهو يُعَد المادَّة الأساسية التي تدخل في تكوين أبدانِ البشر، بل الكائنات الحية كلها، وبها يتمُّ تشكيل العضلات المختلفة؛ حيث يحتوي جسم الإنسان على ما يزيد على ستمائة عضلةٍ مُوزَّعة على مختلف أنحاء الجسم، وهي تكون ما يقرب مِن نصف وزن الجسم، ومِن مجموع هذه العضلات يتكوَّن ما يُعرَف بالجهاز العضلي، فهو جهاز مُنفِّذ لحركة الجسم وحركة الأعضاء، وذلك بسبب بِنيَتها من نسيج قابل للتقلُّص والتمدد، ومِن المعروف أن نقطة اتصال العضلة بالعظم التي هي أكثر استقرارًا تُسمَّى أصلها، كما تسمى نقطةُ الاتصال بالعظم الأكثر تحركًا مغرزَها، وهناك عضلاتٌ لها أكثر مِن نقطة أصل ومغرز واحد، والعكس.

 

ويقع الجزء الأكبر مِن هذه العضلات تحت الجلد مباشرة؛ حيث يتكوَّن منها غلاف سَميك يكسو العظام ويعمل على وقايتها وحمايتها من الصدمات؛ وكذلك تحيط بتجويفِ الجسم المحتوي على الأحشاءِ الداخلية إحاطةً كاملة، ويُطلق على هذه العضلات الخارجية اسمُ العضلات الهيكلية، فهي التي تعمَل على تحريك الجسم وانتقاله من مكان إلى مكان، تبعًا لاحتياجاتنا المعيشية؛ إذ إننا نستطيع بفعلِ هذه العضلات المشي أو العَدْو، أو السباحة، أو القفز، أو غير ذلك من التحركات المعروفة والمألوفة لكل البشر، وتتراكب طبقاتُ العضلات الهيكلية بعضها فوق بعض في أنماط معقدة، وهذا الترتيب الدقيق للعضلات حولَ العظام وُضِع بنظام دقيقٍ؛ حيث تقوم كل طبقة مؤلَّفة من مجموعة من العضلات بالوظيفةِ الموكلة لها، وإذا اختل جزءٌ من هذه الطبقات اختلت وظيفة المَفصِل الذي تُحيط به هذه العضلات.

 

وهذه العضلات في مُجملِها أبدعها الله سبحانه في تناسُقٍ، لإتمام وظائفها الحيوية لحياة الإنسان اليومية، وصدق ربُّ العزة إذ يقول: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [التين: 4].

 

وقد أثبت العلمُ أن العضلات الأشدَّ قوةً هي تلك التي تمتدُّ على طول العمود الفِقْري، وهي تحفظ للعمود الفِقْري قوَّتَه وصلابته، وتُوفِّر القوة اللازمة للرفع والدفع، وأما أصغر العضلات فهي العضلة الركابية داخل الأذن.

 

كيف تعمل العضلات والهيكل العظمي؟

تتصل العضلاتُ الهيكلية بعَظْمتينِ أو أكثر، وعندما تتقلص العضلة، فإنها تُحرِّك العظام المتَّصِلة بها، ودائمًا تتحرك العضلات ضمن مجموعات متناسقة، فتقلُّصُ عضلة يرافقه استرخاءُ عضلة أخرى، في حين لا تتحرك العضلات الأخرى قرب المفاصل.

 

هذه التحركات تؤدي إلى انسجام وتوافق لإتمامِ هذه الحركات على أكمل وجه، كما أننا لا نستطيع ممارسة أعمالنا اليومية - سواء كانت من الأعمال الشاقة أم البسيطة - إلا باستخدام وتحريك هذا الجهاز، حتى يؤدي ما يريده الإنسان، وحتى إذا كنا في راحة تامة واسترخاء لمطالعة الجريدة أو قراءة إحدى المجلات أو الكتب، فإننا نستخدمُ هذا الجهاز في تحريك أيدينا وأعينِنا لمتابعة القراءة؛ حيث تعمَل عضلات كلٍّ مِن اليدين والعينين على التوالي.

 

فهذا الجهاز العضلي لا يقتصر نشاطُه على التحركات الخارجية للجسم كله أو أي عضو من أعضائه في أثناء النهار، بل يمتدُّ هذا النشاط أيضًا إلى عديدٍ مِن التحركات الداخلية التي تُحدِثها بعض أعضاء هذا الجهاز ونحن نيام، ومِن ذلك عضلة القلب الذي لا يتوقَّف عن النبض ليلًا أو نهارًا، ما دام الإنسان على قيد الحياة، وكذلك عضلات الحجاب الحاجز (الذي يفصل التجويف الصدري عن التجويف البطني)، وعضلات الضلوع التي تستمرُّ في عملها في أثناء الليل والنهار؛ حتى لا تنقطع العمليات التنفسية الضرورية لحياة الإنسان.

 

تكوين العضلة:

تتألَّف العضلات من خلايا، إلا أنها خلايا مِن نوع خاص، فهي طويلة ورفيعة، ومن المعتاد تجمُّع عدد كبير منها لتكوين وحدة العضلة التي تُسمَّى الليفة العضلية، ويُحيط بكلِّ عضلةٍ غشاءٌ رقيق يُسمَّى الصِّفاق، يفصلها عن غيرها من المجموعات العضلية، ويحيط بها غشاء آخر يعمل على تقليل الاحتكاك العضلي أثناء الحركة، وكذلك كل مجموعة من العضلات تُوضَع مع بعضها البعض في حيِّز واحد، وتنفصل عن مجموعة عضلات أخرى بواسطة حاجز عضلي، وكل حاجز يلتصق بالعظم، كما يوجد شريطٌ مِن النسيج الليفي يصل العضلة بالعظم يُسمَّى الوتر، فهي خيوط متينة ليفية تتَّحِد مع بعضها لتؤلف الوتر.

 

وتخترقُ هذا النسيجَ الضامَّ أوعيةٌ دموية عديدة، تبقى العضلات مُزوَّدة بكميات وفيرة مِن الأكسجين والجلكوز اللازمينِ لتوليد الطاقة لعملية الانقباض، ويتكون النسيج العضلي من خلايا متخصصة تحتوي على بروتينات تُعَد المادةَ الرئيسية في بِناء الخلايا، ولهذا كان لحمُ الحيوان مادة غذائية مهمة لبناء أجسامِنا.

 

وتتألَّف العضلة الهيكلية من ألياف عضلية التي هي عبارةٌ عن حُزَم من الخلايا الأسطوانية الطويلة متعددة النوى؛ حيث يصل طولها إلى 30 سم، وقطرها 10 - 100 ميكرومتر.

 

وتقومُ العضلات الهيكلية بوظائفَ حركيةٍ ترتبطُ أساسًا بالمفاصل، ويمكن تلخيصُ الحركات التي تُؤدِّيها، كما يلي: (الانثناء - المد - الإبعاد عن الجسم - التقريب من الجسم - دوران مركزي - دوران جانبي)، وسبحان العلي القدير، فهذه الألياف العضلية مُنظَّمةٌ ومرتَّبة في اتجاهات معينة، فليست مخلوقةً هباءً، ولكن بحساب دقيق يتناسب مع عملها وقوتها، وهذا يتجلَّى في أشكال العضلات، فلها أشكال مختلفة؛ منها:

1 - المسطحة: مثل عضلات البطن، ويتم ترتيبها بشكل متوازٍ.

 

2 - المغزلية: مثل عضلات العَضُد، وهي التي يتم ترتيب الألياف فيها بطريقة طولية.

3 - الريشة: عضلات الفَخِذ الأمامية والساق.

 

4 - الدائرية: وهي التي تُحيط فتحات الجسم، وهي الحارس، وتُنظِّم دخول وخروج السوائل؛ مثل الفم وفتحة الشرج.

5 - مروحية: عضلات الفَخِذ والقمة الجانبية، واتجاهاتُ الألياف مروحية للقيام بوظائفها.

 

عمل العضلة: إن ثَنْي الساعد عمليةٌ مزدوجة، تنقبض فيها العضلة ذات الرأسين، وتنبسط العضلة ذات ثلاثة الرؤوس في نفس الوقت، وبسطُ الساعد عمليةٌ مزدوجة أيضًا عكس ما سبق، ذلك هو سرُّ معظم عضلات الجسم، فهي تعمل مثنى، أو في مجموعات، سواء في ذلك العضلات الساقية أو عضلات الأصابع.

 

فتعاونُ عضلات الجسم مع بعضها واردٌ، فإن أبسط حركة تستدعي نشاط مجموعات بأكملها من العضلات، وقد يكون بعضها بعيدًا عن مكان الحركة، فمثلًا عندما تشدُّ الحبل تجد أن عضلات الساق والظهر وأصابع القدم تشدُّ أزر عضلات الذِّراعين، ولذلك لا نحتاج إلى عضلات كبيرة نامية فوق العادة، وفي الواقع تنمو بعض العضلات عند الرياضيين إلى درجة تعوق العضلات الأخرى عن القيام بعملها!

 

وللعلمِ، فالعضلة لا تتحرَّك إلا عند تلقي الأمر من الدماغ، سواء بالتقلص أو بالتمدد، ويقوم الجهاز العصبي بنقل كل تلك الأوامر من الدماغ عبر الأعصاب إلى العضلات.

 

تقسيم العضلات:

تنقسم العضلات إلى ثلاثة أنواع:

أولًا: العضلات الإرادية: وقد سُمِّيت هكذا؛ لأنها تخضع في حركاتها لإرادة الإنسان؛ كعضلات اليدينِ والرِّجلين، وتُسمَّى أيضًا العضلات المخططة؛ لأنها تبدو تحت المِجهَر على شكل خطوط ليفية، ويُطلَق عليها أيضًا اسم العضلات الهيكلية؛ نظرًا لالتحامها مع الهيكل العظمي للجسم.

 

ثانيًا: العضلات اللاإرادية: أي التي تتحرَّك بعيدًا عن إرادة الإنسان، ويُطلَق عليها اسم العضلات الملساء؛ لأنها لا تُبدِي أية خطوط ليفية تحت المجهر، وتوجد في الأعضاء التجويفية التي تتقلص آليًّا؛ مثل المَعِدة، والأمعاء، والأوعية الدموية، ورحم المرأة، والجهاز البولي، فحركتُها لا تخضع على الإطلاق لرغبة الإنسان، ولكنها تنبع مِن احتياجات الجسم، وهذه العضلة عبارةٌ عن طبقة داخلية دائرية الشكل، تعمَلُ على تضييق التجويف؛ وطبقة خارجية طولية الشكل تعمل على تقصير التجويف وبالتالي يتم اتِّساعه.

 

ثالثًا: العضلات القلبية: وهي ذات خصائص وسطية بين النوعين السابقين؛ إذ هي لا إرادية، ولكنها مخططة، فنبضُ القلب ما هو إلا انقباضٌ وانبساط متتاليانِ يتمُّ حدوثهما الواحد بعد الآخر في نظام دقيق، لدفع الدم داخل الأوعية الدموية المنتشرة في مختلف أجزاء الجسم.

 

وتُعَدُّ عضلة القلب فريدةً في نوعها، وهي أهم عضلة في جسم الإنسان على الإطلاق؛ إذ تتوقَّف حياة كلٍّ منا على فعلِ هذه العضلة واستمرارها في عمليتَي الانقباض والانبساط، ويتم ذلك بواسطة الألياف العضلية التي يتركَّب منها الجدار السَّميك.

 

ولهذه الألياف العضلية خصائصُ محددةٌ لا تتوافر في الألياف العضلية الأخرى المنتشرة في أنحاء الجسم، ويُطلَق عيها اسم الألياف العضلية القلبية، فهي تنقبض بانتظام بمعدل 70 - 80 مرة في الدقيقة، على عكس الانقباض في العضلات المَلْساء، فهي تنقبض ببُطءٍ منتظم، بينما الانقباض في العضلات المخططة سريعٌ ومتقطع.

 

التغيُّرات التي تُصاحِب الانقباض العضلي: يُوجَد ثلاثة أنواع مِن التغيرات أثناء انقباض أي عضلة بجسم الإنسان:

1 - تغيرات كيميائية: تتكوَّن العضلة كيميائيًّا من بروتين خاص، ويُسمَّى بروتين العضلة كتين وميوسين ومواد مختزنة للطاقة وللنشاط الحيواني، فبنشاط العضلة يتمُّ تغير المواد المختزنة للطاقة، وكذلك تتأثر بعض الإنزيمات المختلفة الموجودة فيها.

 

2 - التغيرات الحرارية: يصحَبُ انقباضَ العضلة انطلاقُ مقدار من الحرارة.

 

3 - التغيرات الميكانيكية: عند انبساط العضلة وانقباضها تحدُثُ تغيُّرات ميكانيكية، وهي تحرك الجزء المتصل بالعضلة طولًا أو أن ينقص هذا الجزء؛ مثل: حركة اليد أو الرجل... إلخ.

 

♦ توتُّر العضلة: يزداد توتر العضلة في الجو البارد، وهذا يؤدي إلى ظهور نتوءات صغيرة في الجلد، مما يؤدي إلى تسمية الجلد بجلد الإِوَزَّة.

 

فجسمُ الإنسان مغطًّى كلُّه بشَعرٍ خفيف جدًّا؛ لدرجة أننا لا نشعر به، وتنمو هذه الشعيرات من بصيلات دقيقة تحت الجلد، ويتصل بجدار هذه البصيلات عضلةٌ دقيقة جدًّا، تنقبض عندما يتعرض الجلد للبرد أو الصقيع، فيقف شعر الجلد، وهذه طريقة مِن طرق الجسم للاحتفاظ بالحرارة، وفي الوقت نفسِه دفع البصيلات إلى الخارج تحت الجلد لدرجة أنك تستطيع رؤيتها على هيئة نتوءات صغيرة.

 

عظمة الله تتجلَّى في عضلة حدقة العين:

جعل الله سبحانه عضلةَ العين مُؤلَّفةً مِن ملايين الألياف، وكل ليفة عبارةٌ عن خيط رفيع، وكل ليف ينتهي بعصب، فإذا جاء الأمر مِن المخ أو من الجهاز العصبي إلى هذا الليف، فإنها تنقبض.

 

قال علماء الطب: في كل عضلةٍ متوسِّطةٌ عشرةُ ملايين ليف، وللإنسان 600 عضلة؛ 500 منها إرادية؛ أي: تعمل بإرادتك، ومائة منها لا إرادية.

 

ومِن عظمة الله تعالى في حدقة العين، أنك إذا كنت في غرفة مظلمة، ثم أُضيئت ونظرت إلى عينيك بالمرآة، ترى حدقة العين تضيق وتضيق، وليس بإمكانك أن تبقيها واسعة أو تمنع تضييقها، فالحدقة تتحكم بها عضلة تأخذ أمرَها من المخ، بدخول كمية من الضوء محدودة ومقدَّرة بالقدرة الإلهية، حتى لا يؤثر الضوء المفاجئ على شبكية العين، فتنقبض عضلة الحدقة، فتُقلِّل دخولَ الضوء للعين، والعكس تمامًا عند وجود الإنسان في الظلام؛ حيث تتَّسِع الحدقة، هذا يحدث وأنت لا دخلَ لك فيه، وخارجٌ عن إرادتك، فسبحان الله الذي أتقن كل شيء.

 

عضلات الوجه:

لقد أثبت الطبُّ الحديث أن بالوجه 55 عضلةً نستخدمها دون إرادة أو وعي في التعبير عن العواطف والانفعالات، وتحيط بتلك العضلات أعصابٌ تصلها بالمخ، وعن طريق المخ تتَّصِل تلك العضلات بسائر أعضاء الجسم؛ لذلك ينعكس على الوجه كلُّ ما يدور في صدرك، أو تشعر به في أي جزء من جسمك، فالألم يظهر واضحًا أول ما يظهر على الوجه، والراحة والسعادة مكانُ وضوحها وظهورها هو الوجه.

 

فالوجه يعتبره الأطباء المرشِدَ والمُعرِّف بمدى حالة المريض أثناء ظهور الألم، وهذا يتجلَّى في حالات الولادة، فالعضلات الوجهية تعدُّ أعقدَ العضلات في جسمِ الإنسان؛ حيث التعابير الوجهية المتباينة في الإنسان، وتغير الوجه مِن فرح إلى حزن في وقت واحد.

 

وللعلمِ، فعضلات الوجه لها مغارزُ داخل الجلد، فإن أقلَّ قدر من انقباض العضل يُحدِث حركة في جلد الوجه.

 

ولقد ورد في القرآن الكريم حقيقةٌ مُهمَّة، وهي أن الوجه مرآةُ النفس البشرية، وأنه يمكن للإنسان أن يعرف حالة صاحبِه بمجرد النظر إلى وجهه؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [الحج: 72]، وقوله تعالى: ﴿ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ﴾ [الفتح: 29]، وقوله تعالى: ﴿ يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ ﴾ [الرحمن: 41]، وهناك آيات كثيرة تعبر عن الوجه، فهذا إعجاز ربِّ العزة في سيكولوجية النفس البشرية.

 

حقًّا الوجهُ مرآة النفسِ، كما سنجد أن ما أثبته القرآن الكريم منذ ما يزيد على 1400 سنة، أكَّده العلم الحديث، وقررته الأبحاث الطبية في الآونة الأخيرة.

 

ولقد أقر أطباءُ الغرب هذا الأصلَ الثابت في كتاب ربنا، فيقول الدكتور (جايلور دهاروز): منه يمكن أن يتعرَّف الناس على حالك، بل يمكنك إذا نظرت إلى المرآة أن تعرف حالتك تحديدًا، وأن تسأل وجهَك عما يحتاج إليه، فتلك الحلقات السوداء التي تبدو تحت العينين تدلُّ دلالةً واضحة على احتياجِ الإنسان للغذاء وتنقية الجو، وأما التجاعيد التي تظهر على الوجه، فهي علاماتٌ على تقدُّم السن أو تحمُّله الهموم، وغير ذلك من العلامات التي تظهر على الوجه التي تدل على حالة الجسم الداخلية.

 

ويقول كذلك: الوجه هو الجزء الوحيد من جسم الإنسان الذي يفضح صاحبَه، ويخبر عن حاله، ولا يوجد عنصر آخر يمكن به قراءةُ ما عليه الإنسان، بل إن بالإمكان قراءةُ طبع الشخص وخُلُقه في تجاعيد وجهه، فأهل العناد وقوة الإرادة الذين لا يتراجعون عن أهدافهم، من عاداتهم زم الشفاه، وأما التجاعيد الباكرة حول العينين، فترجع إلى كثرة الضحك والابتسام، وأما العميقة فيما بين العينين، فتدل على العبوس والتشاؤم.

 

والنماذج كثيرةٌ في إعجاز محرِّك ودينامو الجسم، ولكن حسبي إشارات سريعة، والآن سوف نعرض بعض الأمراض التي تصيب العضلات؛ حتى نستطيع أن نتفاداها، وعلاجها بإسعافات أولية، حتى نحيا حياة مليئة بالحب والقوة والنشاط.

 

تقلص العضلات: وهو يعرف أيضًا بالشد العضلي، فهي حالة من الانقباض المفاجئ في إحدى العضلات أو مجموعة منها؛ مما يؤدي إلى الشعور بألم شديد وحاد في تلك العضلة أو العضلات، ويكثُرُ حدوث حالة التقلُّص العضلي لدى مُمارِس الرياضة؛ وذلك نتيجة إجهاد العضلات في إحدى مناطق الجسم خاصة بوجود جفاف الجسم، فمثلًا ما يحدث في أصابع الإبهام والسبابة والوسطى لدى الكتابة بالقلم لفترات طويلة، أو الضغط عليه، وكذلك الرسم بالفرشاة لأوقات طويلة، فيحدث الشد العضلي للاستخدام الطويل والمجهد للعضلات، دون إعطاء وقت كافٍ من الراحة.

 

وكذلك يُمكِن أن يصاب الإنسان بتقلُّص العضلة أثناء وقت الراحة، وعدم إجهاد عضلات جسمه بحركات مُتكرِّرة، وأشهر الحالات تلك التي تصيب عضلاتِ خلفيةِ الساق أثناء النوم، وكذلك الآلام الناجمة عن تقلُّص بعض العضلات الناعمة في الرحم، خلال ما قبل وأثناء نزيف الدورة الشهرية، أو خلال عملية الولادة، وكذلك آلام المرارة في حالات تقلص عضلات المرارة عند انقباضها حال احتواء المرارة على حصوات، أو أثناء خروج حصوات الكُلَى عبر الحالِبينِ.

 

آلية تقلُّص العضلة: يرجع ذلك إلى كثرةِ الاستخدام والإجهاد المتكرِّر لتحريكِ العضلة أثناء اللَّعِب، أو القيام بأعمال وظيفية أو منزلية أو ترفيهية، وذلك يرجع إلى اختلال تناغُم عملية انزلاق الألياف العضلية فيما بينها بفعل مركبات كيميائية خاصة لإنتاج الطاقة، ووجود حالة من الجفاف ونقص تروية العضلة بالكمية اللازمة لها من الماء؛ حيث إن السوائل مُهمَّة لحركة العضلات ومنع إصابتها بالتقلص، ووجود الماء يعدُّ عاملًا مُسهِّلًا لسرعة تتابع عملية الانقباض والانبساط، ومنع التوتر والخلل في حركة التركيب والانزلاق الداخلي للألياف، وهناك أسبابٌ كثيرة أخرى للتقلص؛ مثل: بعض أمراض الشرايين التي تُقلِّل أو تمنع تزويد العضلة بالدم؛ مثل: تصلُّب الشرايين وترسيباتِ الكولسترول في جدرانها، والتي تُسبِّب ألمًا شديدًا في العضلات مشابهًا لألم التقلص العضلي أثناء ممارسة الجهد العضلي في الرياضة أو غيرها، وللعلم فأَلَمُ العضلة المصاحِب لأمراض الشرايين يزولُ في الغالب خلال دقيقة أو دقيقتين، من وقف الجهد العضلي وأخذ قسط من الراحة.

 

أسباب تقلُّص العضلات:

1 - الجفاف وقلة تزويد العضلة بالسوائل.

2 - نقص ترويتِها بالدم المحمَّل بالماء والأكسجين والأملاح لإنتاج الطاقة اللازمة للعضلة.

3 - الضغط على أحد الأعصاب في مِنطَقة الظهر، مما يُعرَف بالانزلاق الغُضْروفي، فيسبب تكرار الآلام في عضلات الساق.

4 - نقص أحد أنواع الأملاح والمعادِن في الجسم؛ مثل: نقص البوتاسيوم والكالسيوم والماغنسيوم، ويرجع ذلك إلى عدم تنوع الأغذية.

5 - تناول أحد أنواع الأدوية المُدِرَّة للبول في أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.

6 - وجود أمراض في الكُلى، أو في بعض الغُدَد الصمَّاء، أو غيرها من الأمراض التي تُؤثِّر على خلل الأملاح والمواد المنتجة للطاقة.

 

كيف تتعامل مع التقلص العضلي؟

يمكن لكلِّ واحد منا التعاملُ بشكلٍ صحيح مع تقلص العضلات متى ظهرت علاماته، وأعراضه هي:

♦ الشعور المفاجئ بالألم، وخاصة في الساق.

♦ الإحساس بتكوين كتلة عضلية تحت الجلد أو رؤيتها.

♦ حالات متكرِّرة بشكل شِبه يومي، ويكون الألم فيها شديدًا ومزعجًا، وقد تحصل أثناء أداء أعمال عنيفة.

 

والمطلوب هو معرفةُ السبب، ووضعُ خُطة علاجية تمنع أو تقلل من تلك الإصابات لنوبات تقلص العضلات.

 

وفي حالة الإصابة المنزلية بتقلُّص عضلات الساقين، يكون اللجوء إلى الشدِّ اللطيف والخفيف للعضلات المتقلصة، دون الشد العنيف الذي قد يؤدي إلى تمزُّقها.

 

♦ وضع كمَّادات باردة - وليست مثلَّجة - لإعطاء العضلة المنقبضة شيئًا من الارتخاء، ويمكن استخدام كمادات دافئة، أو الجلوس في حمام مملوء بالماء الدافئ، مع بعض الأدوية والدهانات الموضعية التي تعمل على استرخاء العضلة.

 

♦ شرب ماء وسوائل كثيرة.

♦ الكدمات: وهي الرضوض التي تؤدي إلى إصابات مِن النوع المباشر لاحتكاك مباشر بين إنسان وآخر، أو أداة أو جسم صُلب، وتُعَدُّ أكثر الإصابات انتشارًا بين اللاعبين والرياضيين في الملاعب.

 

فالكدم: هو هرس بالأنسجة وأعضاء الجسم المختلفة؛ كالجلد والعضلات، نتيجةً للتأثير المباشر من مؤثر خارجي، وغالبًا ما يصطحب الكدمَ آلمٌ وورم ونزيف داخلي، وارتشاح لسائل بلازما الدم مكانَ الإصابة، وارتفاع درجة حرارة الجزء المصاب.

 

علاجه: يمكن استعمال الكلورايثيل البخاخ، أو كمادات مثلجة فوق الإصابة، ثم عمل رِباط ضاغط لمنع أو تقليل الورم والألم، وتقليل حركة العضلات ودهان موضعي؛ مثل الهيموكلار، فهذا لتنشيط الدورة الدموية مكان كدم العضلات.

 

التمزق العضلي: إذا شُدَّت العضلة بشكل زائد، كما يحدث عند إجبارها على أداء تمرين عنيف؛ فإن الألياف التي تُشكِّل العضلة قد تتمزَّق كليًّا وجزئيًّا، وقد يحدث فيها نزيفٌ داخلي يؤدي إلى انتفاخها، فيشعر الإنسان بألم شديد عند لَمْس العضلة أو الضغط عليها أو استعمالها، وتكون العضلةُ غيرَ قادرة على القيام بوظيفتها المَنُوطة بها، حتى تلتئم أليافها الممزقة تمامًا، مع الراحة التامة ووضع قطعة ثلج مغلَّفة بقطعة قماش فوق المِنطَقة المصابة فورًا؛ لتخفيف الألم ومنع ازدياد التورُّم، وأخذ مُسكِّنات للألم ولبسط العضلات وربط مكان الإصابة، فهذه إسعافات أوَّلية لراحة المصاب لحين الذَّهاب إلى الطبيب لعمل الإجراءات العلاجية الأخرى.

 

هذه نبذةٌ سريعةٌ عن بعض ما يصيب العضلات، وهذا مجالٌ يطول المقام والمقال فيه، إلا أننا نُقدِّم النصيحة التي يجب أن يعرفها صاحب الثقافة العامة، للمحافظة على هذا الجهاز الحركي المهم للحياة؛ بالمشي اليومي، والرياضة المعتدلة، وعدم ممارسة الرياضة العنيفة؛ حتى لا تحدث إصابات وتمزُّق بالعضلات.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • جسم الإنسان .. إعجاز وبيان
  • ثلاثيات الخلق العجيب في جسم الإنسان
  • دراسات في جسم الإنسان
  • الأوعية الدموية في جسم الإنسان
  • العظام في جسم الإنسان
  • أعضاء جسم الإنسان في الحديث الشريف

مختارات من الشبكة

  • المكملات الغذائية وإبر العضلات(استشارة - الاستشارات)
  • أنموذج التصور العقلي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • العقل والقلب أين موقع "العقل" من جسم الإنسان؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الإعجاز الرباني في قيام الليل لجسم الإنسان(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التجارب العلمية على جسم الإنسان - دراسة فقهية مقارنة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • جسم الإنسان.. إعجاز وبيان ( عرض تقديمي )(كتاب - موقع د. محمد السقا عيد)
  • أسلمة العلوم.. من أجهزة جسم الإنسان " الجهاز العظمي"(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أسلمة العلوم .. من أجهزة جسم الإنسان "الجهاز العصبي"(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أسلمة العلوم .. من أجهزة جسم الإنسان "الجهاز الدوري"(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من أجهزة جسم الإنسان "الجهاز البولي"(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب