اقتناء الكتب ومحتويات المكتبة

فوائد من مصنفات العلامة ابن عثيمين

(5) اقتناء الكتب ومحتويات المكتبة

لا يخفى أن الكتب كثيرة, ومتنوعة المعارف, ومتعددة الاتجاهات, ومختلفة المشارب, ويتطلع طالب المعرفة عموماً, وطالب العلم خصوصاً, إلى تكوين مكتبة له تضمُّ كتباً تنفعه في حياته وبعد موته, وإن مما يساعده على ذلك بعد توفيق الله عز وجل له, أن يستفيد من تجارب الذين سبقوه في هذا المجال, ويأتي على رأس هؤلاء العلماء الربانيون الذين أفنوا أعمارهم بين الكتب طلباً وتدريساً وتصنيفاً, ومن هؤلاء العلامة محمد بن صالح العثيمين فله رحمه الله توجيهات سديدة, وفوائد عديدة, حول اقتناء الكتب, ومحتويات المكتبة مبثوثة في بعض مؤلفاته, منَّ الله الكريم بجمع شيءٍ منها, أسأل الله أن يكون فيها فائدة لجميع من أطلع عليها, وأن يكتب الأجر والمثوبة لمن أعان على نشرها.

الكتب من خير ما يقتنيه الإنسان

قال الشيخ رحمه الله : لا بأس أن يقتني الإنسان الكتب التي يرجو بها النفع حاضراً أو مستقبلاً لأن الكتب إن أردت أن تكون مالاً فهي مال وأن أردت أن تكون علماً وتثقيفاً فهي علم وتثقيف وإن أردت أن تكون غنيمة لورثتك من بعدك لمن شاء الله هدايتهم إلى قراءتها فهي كذلك فالكتب من خير ما يقتنيه الإنسان في حياته سواء كان ينتفع بها مباشرة في الوقت الحاضر أو لا ينتفع بها مباشرة إلا في المستقبل.

الحرص أن تكون المكتبة خالية من الكتب التي ليس فيها خير, أو التي فيها شر

قال الشيخ رحمه الله في : احذر أن تضم مكتبتك الكتب التي ليس فيها خير, لا أقولُ التي فيها ضرر, بل أقولُ التي ليس فيها خير, لأن الكتب تنقسم إلى ثلاثة أقسام :

خير, وشر, ولا خير ولا شر.

فاحرص أن تكون مكتبتك خالية من الكتب التي ليس فيها خير, أو التي فيها شر فهناك كُتبُ يقالُ لها كتب أدبٍ لكنها تقطع الوقت وتقتله في غير فائدة, وهناك كتب ضارة ذات أفكار معينةٍ ومنهج معين فهذه أيضاً لا تدخل المكتبة سواء كان ذلك في المنهج, أو كان في العقيدة ككتب المبتدعة التي تضرُّ العقيدة, والكتب الثورية التي تضرُّ المنهج..فكل كُتُبٍ تضرُّ فلا تدخل مكتبتك, لأن الكتب غذاء للروح كالطعام والشراب للبدن, فإذا تغذيت بمثل هذه الكتب صار عليك ضرر عظيم.

اختيار الكتب للمكتبة يكون من الكتب الأصيلة

قال الشيخ رحمه الله: من المهم أن يختار لمكتبته ومراجعها أيضاً الكتب الأصيلة القديمة, لأن غالب كُتُب المتأخرين قليلة المعاني, كثيرة المباني...لكن كُتُب السلف تجدها سهلة هينة لينة رصينة, لا تجد كلمةً واحدةً ليس لها معنى.

كتاب تفسير ينصح الشيخ ألا تخلو المكتبة منه

قال الشيخ رحمه الله : تفسير الشيخ السعدي.... أشير على كل مريد لاقتناء كتب التفسير أن لا تخلو مكتبته من هذا التفسير القيم.

أفضل كتاب ينصح الشيخ باقتنائه

قال الشيخ رحمه الله: والله أنا أنصح باقتناء فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, وكتاب زاد المعاد لابن القيم رحمه الله, فهذه من أحسن ما يقتني.

التحرز من الكتب المنحرفة فكرياً وأخلاقياً

قال الشيخ رحمه الله : هجران أهل البدع واجب لقوله تعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [سورة المُجادلة:22].ومن هجر أهل البدع ترك النظر في كتبهم خوفاً من الفتنة بها, أو ترويجها بين الناس, فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب, لقوله صلى الله عليه وسلم في الدجال: (من سمع به فلينأ عنه, فوالله إن الرجل ليأتيه, وهو يحسب أنه مؤمن, فيتبعه مما يبعث به من الشبهات) [أخرجه مسلم] لكن إن كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للرد عليها فلا بأس بذلك لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما يتحصن به وكان قادراً على الرد عليهم بل ربما كان واجباً لأن رد البدعة واجب وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

وقال رحمه الله: الواجب على الإنسان أن يحترز من الفتن, ولاسيما مطالعة الكتب المنحرفة فكرياً وخلقياً, لأن بعض الناس يقرأ هذا الكتاب, ويقول: أنظرُ ما عنده فإذا به يعصف في الهاوية, ولهذا نحذر طالب العلم الصغير أن يقرأ كتب أهل البدع, أو كتب أهل الضلال, حتى يترعرع, ويعرف أن عنده من العلم ما يدفع به شبهات هؤلاء, والحق الموجود في هذه الكتب موجود في غيرها, وبإمكانك أن تستغني عنها إلا إذا كنت قد ملكت نفسك, وحصلت من العلم ما تدفع به الشبهات, فلا بأس أن تقرأ, إذ لا يمكن أن ترُدَّ على أهل الباطل إلا إذا عرفت باطلهم, وكذلك بالنسبة للأخلاق, نحن نحذر من أن يطالع الإنسان كتب الرذيلة... لئلا ينزلق.

وقال رحمه الله: وأما كتب الصوفية فإنه لا يجوز اقتنائها, ولا مراجعتها إلا لشخص في نيته أن يعرف ما فيها من البدع, من أجل أن يرد عليها, فيكون في نظره إليها فائدة عظيمة وهي: معالجة هذه البدعة حتى بسلم الناس منها.

التفاسير الموثوق بها

قال الشيخ رحمه الله: كتب التفسير الموثوق بها, كتفسير ابن كثير رحمه الله, وتفسير شيخنا عبدالرحمن بن سعدي, وتفسير القرطبي, وتفسير الشوكاني, وغيرها من التفاسير المعروفة الموثوق بمؤلفيها في علمهم ودينهم.

وقال رحمه الله: كتب التفسير الموثوق بها : كتفسير ابن كثير والبغوي.

وقال رحمه الله: وأما أفضل التفاسير فنقول : تفسير ابن كثير رحمه الله, وكذلك تفسير الشيخ عبدالرحمن ابن سعدي رحمه الله فإنه تفسير سهل يفهمه حتى المبتدئ.

وقال رحمه الله: كتب التفسير المعتمدة الموثوق بمُؤلفيها كـتفسير ابن كثير, وتفسير القرطبي, وتفسير الشيخ عبدالرحمن بن سعدي, وتفسير الشيخ أبو بكر الجزائري, وتفسير الشوكاني, وغيرها من التفاسير الموثوق بها, وكذلك تفسير البغوي.

وقال عن تفسير شيخه العلامة السعدي رحمهما الله : أشير على كل مريد لاقتناء كتب التفسير أن لا تخلو مكتبته من هذا التفسير القيم.

تفاسير المتأخرين

قال الشيخ رحمه الله: تفاسير المتأخرين بعضها تجد الكلام الطويل العريض على الآية ثم إذا أردت أن تحصل منه شيئاً لا تجد شيئاً فهو قش هش فائدته قليلة اللهم إلا النادر, وعلى كل حال طالب العلم يستطيع أن يميز بين الغث والسمين.

كتب المتأخرين

قال الشيخ رحمه الله: كتب المتأخرين فغالبها كلام طويل لا يُستفاد منها إلا فائدة قليلة, وإن كانت لا تخلو من معالجة الأمور المستجدة, وما يحصل في العصر الحاضر, مع العلم أن ما يحصل في العصر الحاضر إذا وفق الله الإنسان إلى فهم قوي, أمكنه أن يأخذ معالجته وبيان ما يتعلق به من الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح.

كتب الوعظ

قال الشيخ رحمه الله: غالب كتب الوعظ يكون فيها الضعيف وربما الموضوع, ويكون فيها حكايات غير صحيحة, يريد المؤلفون بها أن يرققوا القلوب, وأن يبكوا العيون, ولكن هذا ليس بطريق سديد, لأن ما جاء في كتاب الله تعالى وصحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الواعظ كفاية, وقال : إني أحذر السائل من قراءة مثل هذه الكتب, فإن كثيراً من الكتب المصنفة في الوعظ والترغيب والترهيب فيها أحاديث لا زمام لها, وإنما يقصد واضعوها أن يقووا رغبة الناس, أو رهبتهم, وهذا خطأ, أرجو الله أن يعفو عنهم إن كان صادراً عن حسن نية, فالحذر الحذر من مثل هذه الكتب, وما صحَّ من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه كفايتنا عن هذه.

كتب المؤرخين

قال رحمه الله: ما في كتب المؤرخين من أحوال الأمم الماضية إذا لم يكن عليه دليل من الكتاب والسنة فإنه مما يتوقف فيه, ولا يلزم به.

كتب الأدب

وقال الشيخ رحمه الله: كُتُب الأدب ونحوها ليست موثوقة, لأنها ليست عن سند, لكنها من جنس الأخبار والمغازي يتساهلون فيها.

كتب تفسير الأحلام

قال الشيخ رحمه الله: المرائي تختلف بحسب الرائي فقد يرى الرجلان رؤيا صورتها واحدة ولكنها تختلف فتفسر بشيء وتفسر للآخر بشيء آخر, ولهذا لا نشير بقراءة كتب تفاسير الأحلام سواء كانت لابن سيرين أو غيره.

وقال رحمه الله: إني أنصح إخواني..من هذه الكتب ألا يقتنوها ولا يطالعوا فيها لأنها ليست وحياً منزلاً

كتب قصص الأنبياء وقصص القرآن

قال الشيخ رحمه الله: هناك مؤلفين ألفوا في قصص الأنبياء, وألفوا في قصص القرآن عموماً, لكن خلطوا بين الحابل والنابل, وصاروا كحاطب ليل, ولذلك يجب الحذر مما أُلِّف في قصص الأنبياء أو غيرها من قصص القرآن

كتب الأذكار

قال الشيخ رحمه الله: الأذكار كثُر بين أيدي الناس تداول الكتب فيها, وهذه الكتب التي يتداولها الناس منها ما هو كذب موضوع على الرسول صلى الله عليه وسلم يجب الحذر منه.

وننصح... أن يرجع إلى : "الكلم الطيب" لشيخ الإسلام ابن تيمية, وتصحيحه للشيخ ناصر الدين الألباني.

وكذلك كتاب "الأذكار" للنووي.

وإلى "الوابل الصيب" للإمام ابن القيم.

القراءة في الكتب النافعة التي عُرف أهلها بالعلم والنصح والصلاح

قال الشيخ رحمه الله: إخواننا... ليحرصوا... ألا يقرؤوا كل كتاب وقع بأيديهم, لأننا نشاهد في الوقت الحاضر كثرة المؤلفات من قوم لم يعرفوا العلم, وهذا خطر عظيم, والإنسان لا ينبغي له أن يكون إمعة يتبع كل ناعق, بل لا يعتمدون إلا كتب عُرف أهلها بالعلم والنصح والصلاح.

وقال رحمه الله: الكتب النافعة التي ألفها من يُوثق بعلمهم ودينهم, ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية, وابن القيم, والشيخ محمد بن عبدالوهاب, وغيرهم من المحققين من أهل العلم.

الحرص على الكتب الأمهات وكتب السلف

قال الشيخ رحمه الله: يجب على طالب العلم أن يحرص على الكتب الأمهات الأصول, دون المؤلفات الحديثة, لأن بعض المؤلفين حديثاً ليس عنده العلم الراسخ, ولهذا إذا قرأت ما كتبوا تجد أنه سطحي, قد ينقل الشيء بلفظه, وقد يحرفه إلى عبارة طويلة لكنها غثاء, فعليك بالأُمهات عليك بكتب السلف, فإنها خير وأبرك بكثير من كتب الخلف.

وقال الشيخ رحمه الله : نصيحتي لنفسي أولاً ثم لإخواننا طلبة العلم أن يعتنوا بكتب..السلف, لأن كتب السلف فيها من الخير الكثير والعلم الكثير, وفيها من البركة ما هو معلوم.

وقال رحمه الله : علم العقائد : كتبه كثيرة...والفائدة موجودة في الزبد التي كتبها مثل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, والعلامة ابن القيم رحمه الله, وعلماء نجد مثل شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله, ومن بعده من العلماء.

الوصية باقتناء كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم رحمهما الله

قال الشيخ رحمه الله: أنا ما رأيت أحسن من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله لكن كلام ابن القيم رحمه الله أسهل وأقرب إلى الفهم ولذلك تعتبر كتب ابن القيم رحمه سلماً لكتب شيخ الإسلام, وقال : كان شيخنا..ابن سعدي رحمه الله يحثنا على قراءة كُتُب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله لأن فيهما من التحقيق والتحرير والتقعيد ما لا يوجد في غيرها وتُحسُّ وأنت تقرأُ أن كلامهما ينبُعُ من القلب ولهذا يؤثر في زيادة الإيمان.

وقال رحمه الله: وقد حثنا شيخنا...على اقتناء كتب هذين العالمين الجليلين.

وقال رحمه الله: من أجلِّ الكتب التي يجب على طالب العلم أن يحرص عليها كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وكتب ابن القيم, وقال : أنني أحثُّ..على اقتناء كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, وكذلك تلميذه ابن القيم رحمه الله, لما فيها من الخير والبركة والعلم الغزير الذي لا تجده في غيرها, ولما فيها من قوة الاستنباط من أحكام الكتاب والسنة, فهي كتب لم يخرج مثلها فيما أعلم.

وقال رحمه الله: توحيد الأسماء والصفات...الحق فيما ذهب إليه السلف, وهو أهل السنة والجماعة وهو إثبات كل صفة أثبتها الله لنفسه بدون تحريف ولا تعطيل, ولا تكيف ولا تمثيل, ونفي كل صفة نفاها الله عن نفسه, والسكوت عما سكت الله عنه, وهذه الطريقة السليمة الثابتة سمعاً وعقلاً وفطرة, وللناس في هذه كتب ورسائل معلومة, ومن أحسن ما رأيته تقريباً لهذا الأصل العظيم ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وما كتبه تلميذه ابن القيم رحمه الله, فإنهما كتبا في هذا الباب كتابات عظيمة مفيدة, ما رأيت كتب مثل كتابتهما.

وقال رحمه الله: وإني أقول من باب النصيحة: من أراد العقيدة الخالصة السالمة الصافية فعليه بقراءة كتب عالمين من علماء المسلمين, وهما: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, وتلميذه ابن القيم, فقد حققا في التوحيد والعقيدة ما لم يُحققه عالم غيرهما فيما نعلم... ولقد استفدت من كتبهما كثيراً.... ومن باب النصيحة أنصح إخواني في جميع أقطار الدنيا أن يعتنوا بكتب هذين الشيخين في باب أصول الدين في التوحيد والعقيدة, أسبغ الله عليهما رحمته, وتغمدهما بالرحمة, وجمعنا بهم في جنات النعيم, مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

كتب الشيخ - رحمه الله - التي تم الرجوع إليها:

تفسير سورة المائدة

تفسير سورة الأنعام

تفسير سورة الصافات

أحكام من القرآن الكريم

شرح أصول التفسير

التعليق على صحيح مسلم

شرح عمدة الأحكام

شرح الأربعين النووية

الشرح الممتع على زاد المستقنع

شرح لمعة الاعتقاد

شرح العقيدة الواسطية

شرح الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية

مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ/ جمع وترتيب الشيخ فهد السليمان

شرح حلية طالب العلم

فتاوى نور على الدرب

اللقاءات الشهرية

لقاءات الباب المفتوح

دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين