طرر الشيخ عبدالكريم الدبان التكريتي

طُرر الشيخ عبدالكريم الدَّبَان التكريتي

(اعتاد العلماءُ كتابة طررٍ على ما بين أيديهم من الكتب، ومنها ما له علاقة بتلك الكتب، ومنها ما لا علاقة له، وجمَعَ المؤلفون والباحثون في ذلك كتبًا ابتداءً من المؤرِّخ الوزير القفطي.

وقد تتبعتُ ما كتبه الأستاذ الشيخ عبدالكريم الدَّبَان التكريتي (1328-1413) على مؤلفاته، وكتبه، وإجازاته، فكان هذا المقال).

♦ ♦ ♦

• كتبَ -رحمه الله- في آخر "حاشيته على شرح الرسالة العضدية للدواني":

اهتمَّ العلماءُ بالرسالة العضدية بالغَ الاهتمام فشرَحها جماعةٌ، منهم:

الجلال الدَّواني، وعصام الدين إبراهيم بن محمد الإسفرايني، وأبو بكر بن محمد (والد السيوطي)، والسيد الشريف الجرجاني، ومحيي الدين الكافِيَجي شيخ السيوطي، ومحمد الدامغاني، وغيرهم. وعلى تلك الشروح حواشٍ كثيرة، منها:

حاشية المرجاني، وحاشية الخلخالي، وحاشية يوسف القرباغي، وأحمد بن محمد الحفيد، والصدر الشيرازي، والخيالي، والمصلح القسطلاني، وعلاء الدين الطوسي، وملا خسرو، وإسماعيل الكلنبوي الهندي، ومحمد عبده المصري. وغيرهم.

♦ ♦ ♦

• وكتبَ في أول "حاشية مير أبي الفتح على الحنفية في آداب البحث والمناظرة"، وهي بخطه نسخها سنة 1351:

المتن للقاضي عضد الملة والدين الإيجي رحمه الله تعالى.

ثم كتب:

القاضي عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالغفار، ولد بـإيج (مِنْ نواحي شيراز)، وأخذَ عن مشايخ[1] عصره، ولازم الشيخَ زين الدين الهنكي تلميذ البيضاوي وغيره. كان إمامًا في المعقول، قائمًا بالأصول والمعاني والعربية، وله "شرح المختصر" في الأصول، و"المواقف" في الكلام، وغير ذلك، ومِنْ تلاميذه علماء مشهورون، منهم: المولى الكرماني، وسعد الدين التفتازاني، وغيرهما، سجنه والي كرمان لمحنةٍ جرتْ، وبقي في السجن إلى أنْ توفي سنة 756. كان كريمًا كثيرَ الإنعام على طلبة العلم[2].

♦ ♦ ♦

• وكتب في أول "شرح الرسالة العضدية" للشيخ على القوشجي، وهو بخطه نسخه سنة 1353:

الشيخ القوشجي علاء الدين علي بن محمد المتوفى سنة 879.

ثم كتبَ، وفيه زيادةٌ على ما سبقَ:

صاحب الرسالة العَضدية هو الشيخ عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالغفار المشهور بالقاضي الإيجي، ولد بإيج ( من نواحي شيراز) وأخذَ عن مشايخ[3] عصره. كان إمامًا في المعقول، قائمًا بالأصول والمعاني العربية. وله كتبٌ دقيقةٌ هامةٌ، منها: "شرح مختصر ابن الحاجب" في أصول الفقه، وله في علم الكلام "المواقف" التي تبارى العلماءُ في شرحها و التعليق عليها، وله رسائل نافعة في الكلام، و الوضع، وغير ذلك.

ذكر مترجموه أنه كان غنيًا، وكان كثير الخير، كريم النفس، مكثرًا من الإنعام على طلبة العلم. جرتْ عليه محنةٌ مع صاحب كرمان فحبسه في قلعة حتى توفي فيها رحمه الله. وذلك سنة 756.

♦ ♦ ♦

• وكتبَ في أول كتاب "العصامية" في الوضع، وهو بخطه نسخه سنة 1353:

عصام الدين إبراهيم بن محمد بن عربشاه الإسفرايني العالم المشهور في العلوم العقلية واللسانية. توفي سنة 944هـ.

♦ ♦ ♦

قلتُ:

مِنْ علماء العربية أبو المحاسن مهلب بن حسن البهنسي، قال السيوطي: "رأيتُ له تأليفًا في الفوائد النحوية نظمًا وشرحًا، وهو مجلدٌ لطيفٌ، وهو عندي بخطه"[4]، ثم أوردَ منه له ثلاثة أبيات، وهي:

أَنَّ زيدٌ فإنَّ عمرو الكريما إنّ مستهزئًا[5] وإنّ حليما إنّ قلبي لفي غرامٍ كليما إنَّ وصلاً فإنّ[6] يشفي سقيما أصدودٌ لأنني ذبتُ أنّا قال أَنَّ الخلاصُ صرتُ رميما[7]

وقد كتبَ الشيخُ عبدُالكريم هذه الأبيات - مِنْ غير ذكر مصدر - في صفحة في آخر "شرح بيتي المقولات العشر" للشيخ أحمد السجاعي، وهو بخطه، وحلَّها وأعرَبها فقال:

ألغزَ مهلب[8] أبو المحاسن في (انَّ):

أَنَّ زيدٌ فإنَّ عمرو الكريما ♦♦♦ إنّ مستهزئًا وإنّ حليما

(أنّ) فعل ماض من الأنين، وزيد: فاعل مرفوع.

(فإنَّ) فعل أمر من الأنين، وعمرو: منادى.

(عمرو) منادى.

(الكريما) صفة.

(إنّ) أصلها إنْ أنا، وإنْ نافية أُدغمتْ بنون أنا، مثل: (لكنا هو الله ربي).

(مُستهزئًا) خبر إنْ النافية العاملة عملَ ليس.

(وإنَّ) فعل أمر من الوعد، والنون للتوكيد.

(حليما) مفعول به.

إنّ قلبي لفي غرامٍ كليما ♦♦♦ إنَّ وصلاً فإنّ يشفي سقيما

(إنّ) للتوكيد، وقلبي: اسمها، والجار والمجرور خبرها.

(كليما) حال من قلبي.

(إنّ) فعل أمر من الوأي، والنون للتوكيد.

(فإنّ) بمعنى لعلّ.

أصدودٌ لأنني ذبتُ أنّا ♦♦♦ قال أَنَّ الخلاصُ صرتُ رميما

(أناّ) أي: أنيناً.

(أَنَّ) أي: أنىّ للاستفهام، بمعنى: مِنْ أينَ أو كيفَ؟ حُذِفَ ألفُها لالتقاء الساكنين، وكُتبتْ بدونهِ للإلغاز.

(الخلاصُ) مبتدأ مؤخر.

♦ ♦ ♦

• وكتبَ في آخر "إجازة شيخه الشيخ داود التكريتي له" مُؤرِّخًا وفاته:

بجنانِ     خلدٍ   قد   ثوى

106+ 634+ 104+ 516 = 1360

♦ ♦ ♦

• وكتبَ على أول كتابه "توضيح التلخيص" في البلاغة:

وإِني لأستحيي من المجدِ أنْ أُرَى  ♦♦♦ حليفَ أغانٍ أو أليفَ غوانِ[9]

♦ ♦ ♦

وإنيَ للماءِ الـمُخالطِ للقَذى  ♦♦♦ وإنْ كثرتْ وُرادُهُ لعَيوفُ[10]

♦ ♦ ♦

أترجو أنْ تكونَ وأنتَ شيخٌ كما قد كنتَ أيامَ الشبابِ لقد كذَبتْكَ نفسُك ليس ثوبٌ جديدٌ كالخليقِ من الثيابِ[11]

♦ ♦ ♦

لبستُ ثوبَ الرجا والناسُ قد رقدوا وبتُّ أشكو إلى مولايَ ما أجدُ وقلتُ يا عدَّتي في كل نازلةٍ ومَنْ عليه لكشفِ الضرِّ أعتمدُ وقد مددتُ يدي والضرُّ مشتملٌ إليكَ يا خيرَ مَنْ مُدَّتْ إليه يدُ فلا تردَّنَّها ياربِّ خائبةً فبحرُ جودِك يروي كلَّ مَنْ يردُ[12]

♦ ♦ ♦

من الجناس الحسن:

إلهيَ قد أعطيتَني ما أحبُّهُ وأطلبُهُ مِنْ أمر دنيايَ والدِّينِ وقطعتُ عن كلِّ الأنامِ مطامعي فنُعماك تكفيني إلى حينِ تكفيني[13]

♦ ♦ ♦

يا خجلتي وصحائفي سودٌ غدًا ••• وصحائفُ الأبرارِ في إشراقِ[14]

♦ ♦ ♦

إذا ما قالَ لي ربي: أمَا استحييتَ تَعْصيني وتُخفي الذنبَ عن خلقي وبالعصيانِ تأتيني[15]

♦ ♦ ♦

• وقال الشيخ لي: مِنْ عادتي غالبًا أنْ أكتبَ شعرًا لـِمَنْ أجيز.

قلت: وقد كتبَ على "إجازتهِ العلمية" لتلميذه الشيخ أحمد حسن الطه في غرة ربيع الأول سنة 1396:

أجزتُ لأحمد الحسنِ بنِ طه وقد بانتْ جدارتُهُ لديا فأرجو أنْ يكون على سدادٍ ويبقى مخلصًا ورعًا تقيا وأطلبُ راجيًا منه دعاءً إذا ما صرتُ في قبري خفيا

♦ ♦ ♦

• وكتبَ على "إجازتهِ العلمية" لتلميذه الشيخ صادق محمد محمد سليم في غرة جمادى الآخرة سنة 1398:

إني أجزتُ لصادقِ بنِ محمدٍ مِنْ بعد ما أضحى لذاكَ جديرا واللهَ أسألُ أنْ يُنوِّرَ قلبَه فيَرى العسيرَ من العلوم يسيرا ووصيتي أنْ يستقيمَ على التُّقى ويكونَ للحقِّ الصريحِ نصيرا وأريدُ يا ولدي دعاءَك بعدما في القبرِ أُصبحُ بالمماتِ أسيرا

♦ ♦ ♦

• وكتبَ على "إجازتهِ العلمية" لتلميذه الشيخ عبدالملك عبدالرحمن السعدي في غرة ذي الحجة سنة 1398:

أجزتُ للسعديِّ عبدِالملك إني أراهُ مُستنيرًا فاضلا واللهَ أرجو أنْ يُبارِكَ سعيَهُ ليدومَ في نشرِ الفضيلةِ عاملا وعساهُ يدعو لي فإني لم أزلْ مِنْ فرطِ جهلي للخطايا حاملا

♦ ♦ ♦

• وكتبَ على "إجازتهِ العلمية" لتلميذه الشيخ ياس عبدالحميد السامرائي في غرة صفر سنة 1399:

أجزتُ لياسِ بنِ عبدِالحميدْ وأرجو له كلَّ أمرٍ رشيدْ ويا ولدي احرصْ على النُّصحِ دومًا بيُسرٍ ولطفٍ وقولٍ سديدْ ولا تنسَ مِنْ بعدِ موتي دعاءً لغُفرانِ ذنبي بيومِ الوعيدْ

♦ ♦ ♦

• وكتبَ على "إجازتهِ العلمية" لتلميذه الشيخ رافع طه العاني في غرة ربيع الأول سنة 1405:

إني أجزتُ لرافعٍ مذ بانَ ذا علمٍ غزيرْ يا ربِّ نَوِّرْ قلبَهُ واملأهُ بالخيرِ الوفيرْ واجعلهُ مِنْ أهل التُّقى وانفعْ به النفعَ الكبيرْ

♦ ♦ ♦

• وكتبَ على "إجازتهِ العلمية" للشيخ عبدالـمُنعم فيصل الجنابي -رحمه الله- في غرة جمادى الآخرة سنة 1405:

وإجازتي هذي لعبدِالمُنعمِ يهديهِ ربي للطريقِ الأقومِ وعساهُ يدعو لي فإني مذنبٌ وحليفُ سوءٍ بالجَنان وبالفمِ

♦ ♦ ♦

• وكتبَ على "إجازتهِ العلمية" لتلميذه الشيخ هاتف معْجل الهيتي في غرة جمادى الآخرة سنة 1405:

إني أجزتُ لهاتفٍ يا ربِّ نوِّرْ قلبَهُ وانفعْ به وبعلمهِ دومًا وفرِّجْ كربَهُ

♦ ♦ ♦

• وكتبَ على "إجازتهِ العلمية" للفقير في غرة شعبان سنة 1405 حقق اللهُ ظنَّه ونفعني ببركة دعائه:

هذي الإجازةُ للذكيِّ الفاضلِ عبدِالحكيم المُستنيرِ الكاملِ يا ربِّ يسِّرْ أمرَهُ وارفقْ به والطفْ بعاجلِ شأنهِ والآجلِ