• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / طب وعلوم ومعلوماتية
علامة باركود

الغازات السامة وقتل الصبر المعاصر

الغازات السامة وقتل الصبر المعاصر
د. غنية عبدالرحمن النحلاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/5/2017 ميلادي - 11/8/1438 هجري

الزيارات: 9882

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الغازات السامة وقتل الصبر المعاصر

 

رغم التشريع البشري بتحريمه[1]، فإنَّ سلاح الموادِّ الكيماوية - وعلى رأسها الغازاتُ السامة - لا يزال وسيلةَ قتل جماعيٍّ للمدنيِّين والعسكريين على حدٍّ سواء، بأيدي المستهترين بما يُسمى النظام العالَمي!

 

وفوق كل تشريع وكل قاتل وساكتٍ عن القتل يُهيمنُ التشريعُ الربانيُّ الذي في كتاب الله تعالى، ولا ينجو مخترقُه مِن العقوبة، ولو زالت السماوات والأرض، وملخَّصه تحريمُ قَتْل النفس البشرية إلا بالحق، وأنَّ مَن قَتَلَها فكأنما قتَل الناس جميعًا! فما بالك بقتل المئات والألوف بالغازات السامة؟! ويتم رغم أنفِ أدعياء حقوق الإنسان، وتحت سمع وبصر العالَم أجمع، يستمطرون غضبَ الرحمن من حيث يدرون أو لا يدرون!

 

قتل الصبر المعاصر كيف؟ ولماذا؟

إن القتل الجماعي بالسلاح الكيميائي والبيولوجي في السلم والحرب هو أحدُ أشكال "قتل الصبر"، وقتلُ الصبر أن يُحجَز الإنسانُ حتى يُقتَل بأي سلاح، وهو لا يملك أن يدافعَ عن نفسه، وليس من البشر مَن يُغِيثه، والبَشِعُ أنَّ مكان الحجز بالنسبة لهذا السلاح الفتَّاك قد يكون قرى بأكملِها ومناطق سكنية مكتظَّة وواسعة بكل ما فيها ومَن فيها! لينطبق عليهم قتل الصبر بقسوةٍ أكبر، من خلال بيان آخر له، وهو: أن "قتل الصبر أن يُمسكَ من ذوات الروح بشيء حيًّا ثم يُرمَى بشيء حتى يموت، وكل مَن قتل في غير معركة ولا حرب ولا خطأ، فإنه مقتول صبرًا"؛ (إسلام ويب).

 

وها هم يُحاصَرون ويُرمَون بالأسلحة الكيميائية حتى يموتوا، وعلاوة على كون السلاح الكيميائي يحصُدُ أعدادًا هائلة من البشر وكل ذي روح، فإنه سلاح غدرٍ يصيب خلسة قبل أن يُدرِك الضحيةُ - وهو غالبًا طفل أو امرأة - أنه يتنفَّس أداةَ قتله! نراهم عبر الشاشات، نشعر بأنفاسهم تتلاشى، يرمقوننا وهم يُقتَلون، والكاميرات تُصوِّرهم، وما من مغيث! يعرفون أنهم رُموا بغاز سامٍّ وغرغروا واختنقوا، ولو حاول بعضهم الهربَ ما استطاعوا، فالغاز السام ينتشر ويلاحقهم كأنه ينشب بخناقهم! ومَن كانت إصابة رئته خفيفةً لم تُسعِفه أعصابه وعضلاته شبهُ المشلولة.

 

وفي عجالةٍ نُبيِّن ما هي تلك الغازات؟ وكيف نستدل على القصف بها؟ وما ينبغي القيام به لدى التعرض لها؟ وهل يمكن إسعاف المصابين الذين قصفوا بالغاز الفتَّاك؟

بين تاريخ وحاضر سيصبح تاريخًا:

يرجع استعمالُ المواد الكيماوية غيرِ المُهلِكة في الحروب لِما قبل الميلاد، وقامت على إحداثِ تغيير في الحالة العقلية للعدو، وجعل قواته عاجزةً عن القتال؛ منها:

• محاولة أسقف موينستر في عام 1672 للميلاد استعمالَ قنابل يدوية تحتوي على البلَّادونَّا - (عشبة ست الحسن) - ثم أضيف هدف القتل مع تطوير المزيد منها.

 

• وفي ربيع عام 1915 أطلقتِ الوحداتُ الألمانية ما يُقارب 150 طنًّا من غاز الكلور من 6000 أسطوانة بالقرب من إبرس في بلجيكا، وعلى الرغم مِن أن هذا الهجوم لم يتسبَّب في موت أكثر من 800 شخص، فقد أثر تأثيرًا نفسيًّا ساحقًا على قوات الحلفاء البالغ عددها 15,000 جندي، والذين همُّوا بالتراجع فورًا، ثم توسَّعت الترسانة الكيماوية عالَميًّا[2]، مما اقتضى بعد نهاية الحرب العالَمية الأولى فرضَ الحظر المبدئي لاستخدام تلك العوامل في جنيف 1925، ولكنه لم يطبق عمليًّا، ورُصدت أحداثٌ؛ منها:

• أن إسبانيا استخدمتْ قذائف وقنابل الخردل ضد قبائل الرف؛ (أي: الريف) في المغرب.

• وأن الاتحاد السوفيتي استخدمَ - خلال العقد التالي - موادَّ مُهيِّجة للرئتين ضد القبائل الكردستانية.

• وسمح موسيليني بإطلاق غازِ الخردل بكميات كبيرةٍ في الجو ضد القبائل الحبشية.

• ويُزعَم أن اليابان استخدمت الأسلحة الكيماوية ضد الصين قبل اندلاع الحرب العالَمية الثانية مباشرةً، وخلال الفترة الأولى من الحرب!

 

• وفي أواخر الثلاثينيات وأثناء البحث عن مبيدات حشرية أكثر فعاليةً، اصطنع الكيميائي الصناعي الألماني الدكتور غيرهارد شريدر مركَّبَ "التابون GA"، وهو سامٌّ للغاية، وبعد عامين اصطنع السارين GB، وهو مركَّبٌ مماثل أكثر سُميَّة، ثم صنعت ألمانيا النازيةُ من هذه المركبات الفوسفاتية العضوية الفعَّالة آلافَ الأطنان، والتي أُطلق عليها فيما بعدُ عوامل الأعصاب، وتم تطويرها كسلاحٍ قبل الحرب، وقامت ألمانيا بخَزْنها كذخيرة، بَيْدَ أن ألمانيا لم تستخدمها في الحرب العالمية الثانية؛ لدواعٍ لم تتَّضِح.

 

وفي نهاية الحرب اكتشفت الولايات المتحدة وحُلفاؤها هذه المخزونات، وبدورها لجأت الدول المنتصرةُ لتطوير وتصنيع ذخيرتها من عوامل الأعصاب، والتي ما لبثت أن تحوَّلت إلى سلاح متاح لمعظم دول العالم[3]!

وتجدَّد الحظر العالَميُّ باتفاقيةِ مؤتمر نزع السلاح الكيميائي والبيولوجي (عام 1984)، التي تبنَّتها الأمم المتحدة (1992)، وتتابعت الخروق لها! وإذا كان التسميم الجماعي للطعام والشراب من أعظم الشرور في تاريخ الإنسانية، فما بالك بتسميم الجوِّ الذي يعيش فيه البشر، والهواء الذي لا يملكون إلا أن يتنفَّسوه؛ بهدف الإيذاء والقتل؟!

 

اعرفْ عدوك:

1) ما هي مركبات الفوسفور العضوية؟

هي في الأصل مجرَّد مبيدات حشرات تحوي الفوسفور، وبعضها سامٌّ جدًّا للإنسان، واشتُقَّت منها "غازات الأعصاب" التي يقال: إنها أكثر المواد التي صنعها البشر سُمِّيَّةً حتى الآن، وتعرف الزمرة الأهم من عوامل الأعصاب المنتمية لهذه المركبات بالرمز "ج G"، وتكون في حالتها السائلة في الظروف المعتدلة وأفرادها أكثر تطايرًا من بقية العوامل السامة للأعصاب؛ مثل (عامل VX)، وينتمي لها التابون "GA"، والسومان GD، والسارين GB، والأخير هو أكثرها تبخرًا، وإن كان أبطأ تبخرًا من الماء.

 

2) درجة السُّمِّية واستمرار التلوث بالسلاح الكيميائي:

تُشكِّل عوامل الأعصاب في حالتها السائلة والغازية خطرًا لدرجة الموت في غضون دقائق من التعرض لها، وبعض العوامل الكيماوية - مثل: سيانيد الهيدروجين والكلور - تكون غالبًا غازات خلال الشهور الدافئة من السنة عند مستوى سطح البحر، ويوجد الخردل وعوامل "ج G" كالسارين بالشكل السائل في ظل هذه الظروف، بَيْدَ أنها تتطاير أو تتبخَّر كتطاير الماء والبنزين، وعلميًّا فإن مستوى أذيَّة تلك العوامل عمومًا يعتمد على: (ميلها للتبخر والمتعلق بتركيبها الكيماوي - الظرف البيئي؛ مثل سرعة واتجاه الرياح، درجة الحرارة، الضغط الجوي - وخصائص السطح الذي تقع تلك الموادُّ عليه - والسطح الذي من خلاله ينفُذُ العامل السامُّ للدم عبر الجلد والعين والأنف - والأهم الكميَّة المقذوفة والأداة الحربية المستخدَمة لنشرها - والكثافة البشرية المستهدفة).

 

3) أهمية الميل للتبخُّر:

مثلما يكون تبخُّر الماء أقل سرعة من البنزين - ولكنه يتبخر أسرع من وقود المحرِّكات في درجة حرارة معينة - فإن الخردل الخالص أقل تطايرًا من عامل الأعصاب السارين، ولكنه أسرع تطايرًا من عامل الأعصاب VX[4]، وعلى أي حالٍ تتبخر كل هذه العوامل بسهولة أكثر حينما ترتفع درجة الحرارة، وحينما تهبُّ ريح قوية أو حينما تستقر على الزجاج أسرع من تبخرها لو استقرت على قماش مسامي مثلًا، وإن شدة تطاير العامل الكيماوي السائل سيفٌ ذو حدَّين؛ فهو فورَ القصف الموجه يُمثِّل خطرَ الموت السريع بتنفُّسه ودخوله الرئتين، بينما بعد توقف قصف الإبادة، فإن التطاير والتلاشي في طبقات الجو العليا وعلى مساحات واسعة يُخفِّف التلوث بالعامل السام، وكلما كانت المادة أكثر تطايرًا تبخرت بسرعة، ويختفي الغاز شديد التطاير "غير المستمر" خلال أقل من 24 ساعة من القصف به، (والسارين يختفي بين نصف ساعة إلى ست ساعات)، ولتبخرها السريع واختفائها عن الأسطح ينجو القَتَلة من التجريم لدى التحقيق المتأخِّر عادةً، إذا كان ثمة تحقيق!

 

في المقابل فالعامل "المستمر" اصطلاحًا هو بطيء التطاير، فتبقى كمِّيات منه بالحالة السائلة كسائل سام يلوث الأسطح والمعدَّات، ولمدة ملائمةٍ لحرمان الطرف المستهدَف من الأرض والمعدِّات العسكرية، وكافية لخطوات أخرى (24 ساعة أو أكثر)، وهذا يُعلل حالات التسمم والقتل المتأخر!

 

4) غاز السارين:

هذا المركَّب - الذي لا لون له أو رائحة - هو غاز أعصاب شديدُ السمية، ويماثل بعض مبيدات الحشرات؛ حسب المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، ويؤدي التعرُّض له إلى غشاوة في البصر، وصعوبة في التنفُّس، واختلاج العضلات، والتعرق، والقيء، والإسهال، والغيبوبة، وتوقف الرئة، ومِن ثَم الموت.

 

وتظهر هذه الأعراض بعد ثوانٍ معدودة من التعرض للسارين في صورة بخار (بالاستنشاق)، وخلال مدة تتراوح ما بين دقائق إلى 18 ساعة بعد التعرُّض له في صورته السائلة (عبر الجلد)، وبدون أن يدركه الضحايا إلا متأخِّرين! كما يمكن أن يؤدي اختراقُ الشظية أو الملابس الملوثة بشكله السائل إلى إصابةٍ داخل العضلة أو داخل الوريد وأذية شديدة، وبما أن السارين يمتزج بالماء بسهولة فيمكن استخدامه لتسميم المياه، ولأن غازه أثقل مِن الهواء فهو يستقر في المناطق المنخفضة.

 

دور العامل النفسي (الرعب):

نظرًا لإمكانية إطلاق عوامل الأعصاب القاتلة بواسطة الصواريخ والقنابل والقذائف (مثل قذائف المدافع)، وبواسطة دبابات الرش والألغام الأرضية، وأنواع أخرى من الذخيرة الكبيرة - فهي تُصنَّف عواملَ تهديد عسكرية رئيسية، والواقع أنها فوق ذلك وسائلُ للرعب والقتل الوحشي للمدنيين، وبالذات الأطفال والمسنِّين؛ فهي لا تنتقي مَن يستنشقها، وتُمثِّل "العوامل المستمرة" منها - مثل الخردل، وVX - خطرًا سائلًا طويلَ الأمد نسبيًّا، يلوِّث الأسطح مهددًا المدنيين الموجودين بنفوذِه عبر العين والجلد للدم، محدثًا حالات التسمم والقتل المتأخر المرعبة!

 

في حين تُستَخدم العوامل غيرُ المستمرة - مثل السارين GB والسيانيد - في الهجوم الخاطف المباشر لتقتل المئات والألوف، وتحدث صدمة الرعب الفوري[5].

وتبقى هذه العوامل بنوعيها (الأقل والأكثر تطايرًا) مصدرَ ذُعرٍ للمدنيين والعسكريين، وخطرًا سائلًا وغازيًّا على حدٍّ سواء؛ ولأن الإنسان عدوُّ ما يجهل، فهي تُستَغل لأثرها النفسي هذا؛ كالمثال أعلاه عن إطلاق الوحدات الألمانية ألوف أسطوانات غاز الكلور مما ترك ضررًا نفسيًّا ساحقًا على قوات الحلفاء (بلجيكا نيسان 1915)!

 

وليومنا هذا يستمر التلويح بفزَّاعة الغازات السامة، واستغلال الرعب الذي تُمثِّله للشعوب، وكأنه يُمارس عليها التحكم عن بُعدٍ من خلال سلاحٍ أُريد له أن يبدو غامضًا فظيعًا، (مع ادعاء حظرِه وبقاء شبحه جاهزًا للانقضاض)!

 

آلية العمل:

تقوم عوامل الأعصاب بكبح الإنزيم (الخميرة) المعطَّل لمادة "الأستيل كولين"، وهي وسيطٌ كيميائي يعمل على الارتفاقات العصبية في كافة أجهزة الجسم، ويجب ألا يتجاوَز مستوى محددًا في الجسم السويِّ، لذلك فإن منع الإنزيم المسؤول[6]مِن تنظيم مستوى هذا الوسيط الكيميائي يجعَلُه يفيض ويتراكم على الارتفاقات العصبية في جميع نسج الجسم دون استثناء، مُحدِثًا الأضرار القاتلة مثل الاختلاج والاختناق.

 

ورغم التحريم الدولي فالعوامل الكيمياوية التي يُرجَّحُ استخدامها في ساحة الحرب الحديثة - هي عوامل الأعصاب والخردل، وتستخدم في منطقتنا إضافةً لها[7]أنواعٌ قديمة؛ كالكلور ومركبات الكبريت، وهناك أنواع يندُرُ التعرُّض لها؛ مثل: السموم المسماة "عوامل الإضعاف والتعجيز"، وعلى رأسها" (ب زد: B Z)، والتي تكون صلبةً أو سائلة أو غازية.

 

متى نشُكُّ في قصف كيميائي؟ وماذا نفعل؟

إن عوامل الحرب الكيمياوية معظمها بلا رائحة بالأساس، ولكن قد تُلاحَظ خلال وبعد القصف روائحُ غريبة؛ (رائحة لوز مر، قش أو عشب أخضر حديث الجز).

 

ومن الدلائل الأخرى:

الشعور بالضعف المفاجئ - ملاحظة وجود أبخرة - ملاحظة نُفُوق الحيوانات أو الحشرات في المحيط - وجود قطرات أو بُقَع زيتية على السطوح - رؤية جنود يستخدمون أقنعةً أو ارتداء عناصر الأمن لملابس وأقنعة واقية - أن يعاني الضحايا من الدموع والشعور بالحكَّة والغثيان، وصعوبة في التنفُّس، والتشوُّش الذهني أو فقدان حس المكان والزمان، والاختلاج، بعضها أو كلها؛ وهذه بعض تفاصيلها:

الأعراض والعلامات:

قد يكون سيلانُ الأنف المؤشِّرَ الأولَ للتعرُّض لبخار عامل الأعصاب، وتعتمد شدَّته على جرعة عامل الأعصاب لدرجة ظهور إفرازات غزيرة جدًّا من الأنف والفم، مع الغثيان والقيء، ويحدُثُ ضعفٌ وتشوش البصر وألم قد يكون شديدًا أو كليلًا داخل العين، أو حول مُقلة العين.

 

الأذية التنفسية والعصبية:

تبدأ الأعراض في غضون دقيقة عَقِب التعرُّض لكمية كبيرة من بخار العامل السام، وقد يسبِقها مدة لا عرضية تتراوح من دقيقة إلى ثلاثين دقيقة إذا كانت الإصابة بالمادة السائلة عبر الجلد، فيَلْهَث المصاب أثناء التنفس، وقد ينتفض جسده، وحسب شدة التسمُّم فهو يشعر بقليلٍ مِن الضيق في الصدر عقِب التعرض لكمية صغيرة، وقد يعاني من ضائقة شديدة، لدرجة انقطاع التنفس في غضون دقائق لدى التعرض لكمية كبيرة من عامل الأعصاب، وهنا قد تكون نوبةُ الصرع وانقطاع النَّفَس وفَقْد الوعي المفاجئ من العلامات الحادَّة.

 

وبالفحص يُعتبر تَقَبُّضُ الحدقة علامةً مميزة للتعرُّض لبخار الأعصاب السام، ويصاب الشخص الذي لا يملك قناعًا باحتقان الملتحمة وبتقَبُّض الحدقتين، بَيْدَ أنَّ الذي يرتدي القناع قد يُصاب في عينٍ واحدة لدى وُجود خلَلٍ في القناع.

 

السير الوخيم:

تُسبِّب الكميات القاتلة من البخار أو السائل سلسلةً من الحوادث السريعة، تبلغ ذروتها خلال دقيقة أو دقيقتين بفقدان الوعي والاختلاج الصرعي، يعقُبُه انقطاع النَّفَس وشلل العضلات ربما خلال دقائق، ويغلب أن يظهر الزُّرْقة وبُطءُ القلب مباشرة قَبل حدوث الوفاة.

 

الوقاية (ماذا نفعل؟):

تكون الوقاية مسبقة أو فورية خلال وبعد القصف، وتتضمن الوقاية المسبقة:

1) الاحتفاظ بقمصان ذات أكمام طويلة، وسراويل طويلة، ومعاطف ضد المطر، وأحذية مطاطية طويلة، وقُفَّازات مطاطية، وأقنعة، ويوجد المرشح بالقناع (فلتر)، ويتكون من حبيبات مسحوق الفحم النباتي النَّشِط، وله قدرةٌ على امتصاص هذه الغازات من الهواء المستنشق، ولكل مرشح تاريخُ صلاحية، ولا بد أن يكون القناع مُحكمًا ويجب التمرين على ارتدائه.

 

2) الاحتفاظ بإمدادات من المياه والأغذية غيرِ القابلة للتلَف في حاويات بلاستيكية أو زجاجية مُحكَمة الإغلاق.

أما الوقاية المثالية الفَوريَّة مِن الغازات فتتمُّ بارتداء القناع والملابس الواقية، وإذا كان إطلاق الغاز في الهواء الطلق فينبغي الابتعاد عن المنطقة، ومحاولة التحرك سريعًا بعيدًا عن اتجاه الرياح من مصدر القصف، أو بعيدًا عن أي سحابة من الغاز أو الدُّخَان، ومحاولة اللجوء لأعلى مكان ممكن، وليس الأقبية، فالسارين وعموم الغازات السامة أثقلُ مِن الهواء وتستقرُّ في المناطق المنخفضة، وإذا تم إطلاق الغاز في مكان مغلقٍ يجب الخروج من المبنى، ولدى الانتقال لمبنى مرتفع ينبغي إطفاءُ المراوح والمكيفات، وإغلاق الأبواب والنوافذ وفتحات التهوية، وينبغي طرحُ ملابس الضحايا وغسل الجسم كله بسرعةٍ بالماء والصابون ريثما يتلقَّون الرعاية الطبية في أسرع وقت ممكن، مع محاولة مسح السوائل والزيوت قبل تحوُّلها للحالة الغازية بأية وسيلة متاحة.

 

نقاط عملية في العلاج الإسعافي:

فيما يلي أهم المصادر الإسعافية:

1) نُكرِّر أهمية السرعة في التصرف، ولكن قد لا تتاح في الظروف الكارثية، وهنا تضيف المراجع العالمية: "أن أفضل ما يمكن فعله هو تجنُّب التعرض"، وتشعر أن العبارة بالمعنى العام ومقارنةً مع الواقع تثيرُ سخرية! ولكن بالمعنى الخاص أي: "مغادرة المنطقة التي تم إطلاق السارين فيها إلى منطقة ذات هواء نقي بسرعة"، هي نصيحةٌ مفيدة لمَن هو ليس مختنقًا ولا مشلولًا! فيستطيع المغادرة بنفسه وسحب بعض المصابين، وأن يختار موقعًا فوق الأرض على أعلى مستوى ممكن، أو اللجوء للغُرَف الداخلية، مع سد كافة الثقوب والتصدعات بالقطن أو القماش المبلَّل والشريط اللاصق، مع عدم تشغيل المكيفات، وصحيحٌ أن الكلام ليس كالعيان إلا أن العبد المستضعف يحتاج إلى الصبر والتثبيت والتواصي بالصبر، واستحضار معيَّة الله تعالى وسكينته الرحمانية، ولعلنا بنعمة التوكل على الله تعالى، ولأننا نتَّخِذ الأسباب ما استطعنا ولكن لا نتعبدها، لدرجة تصنيع الأقنعة الواقية من مواد بسيطة جدًّا، لعلنا نحاول نبذَ الشعور بالعجز والخوف وتقوية يقيننا بأنه لا يعلم جنودَ ربِّك إلا هو، وأن لكل أجلٍ كتابًا، وأنه تعالى على نصرنا لقدير، فلا نعجِز عن التصرف!

ومتابعة للتوصيات: فإن تنبيه الناس في المحيطِ للتحرك بسرعة إلى منطقة الهواء النقيِّ عظيمُ الفعالية في الحد من خطر الموت، على أن يليَه استخدام الترياق النوعي فورًا للسارين، فالسرعة هامة ليكون العلاج به فعالًا!

 

2) في هذه العجالة نؤكد على أهميةِ غسل الجلد والعيون بالماء، والتي تغسل لمدة 10 إلى 15 دقيقة، لا سيما في وجود إحساس بحرقة في العين أو تشوش في الرؤية إثر التعرض للغاز، وتغسل العين برذاذ الماء من جهة الأنف في اتجاه الخد، ويمكن استعمال قطنة طبِّية مشبعة بالرذاذ المائي، ورغم وجود مستحضرات مخصَّصة لتطهير السطوح والأجسام الملوثة بالغاز السام - يبقى أحسن مزيلٍ للتلوث في الظروف العامة هو الماء الغزير، أو الماء والصابون (مثلًا جزء من مبيض الغسيل مقابل تسع أجزاء من الماء) لغسل الجلد وغمر الأدوات بها، وهذا يزيل أو يخفف كميات هامة من العامل السام، ويفيد الكشط بعود خشبي - كخافض اللسان أو حتى عود الحلوى - لإزالة تلوُّث الملابس الخارجية قبل نزعِها عن المصاب والتخلص منها بسرعة، والثياب التي تلبس عن طريق فتحة للرأس (قبة) ينبغي قصها وسحبها من الجسم لا تمريرها عبر فتحة الرأس، والتي عليها السارين السائل، يجب التخلص منها ووضعها في كيس بلاستيك، ثم وضع كيس البلاستيك الأول في كيس آخر إذا كان ممكنًا، ويجب ألا تُلمَس تلك الأكياس باليد العارية، ويُبلَّغ موظَّفو الطوارئ عند وصولهم عنها.

 

3) إن التَّهوية وفتح طريق التنفُّس بالمعدات المتيسرة هي الأساس لإنقاذ الحياة؛ لأن المجرى الهوائي للمصاب يكون شديدَ المقاومة بسبب كلٍّ مِن: تشنُّج القصبات، والمفرزات الغزيرة، وكأن المصاب يغرق بها، وتقل المقاومة عَقِب إعطاء المصاب عقار الأتروبين، وتصبح عملية التهوية بعدها أكثر سهولة، وحتى لا تُعرقِل الإفرازات الغزيرة التي قد يعمل الأتروبين على تثخينها جهودَ التهوية، يتطلَّب الأمر سحبًا مستمرًّا للمفرزات من الأنف والفم، وهي عملية قد تطول، وفي حالات شديدة للتسمم بعامل أعصاب تتطلَّب عملية التهوية زمنًا يتراوح من نصف ساعة إلى 3 ساعات.

 

الآثار البعيدة لعوامل الأعصاب:

1) عَقِب التعرُّض لكميات قليلة (تسمم خفيف) تختلف الآثار على الجهاز العصبي المركزي، وتكون غيرَ واضحة المعالِم في حالات التسمم الخفيفة، وقد تشمل النسيان، وعدم القدرة على التركيز، والأرَق، والأحلام المزعجة، وحِدَّة الطبع، وضعف التمييز، والكآبة، وتتضمن الصداع ونقص الإدراك، ويمكن أن تحدث هذه الأعراض في غياب العلامات أو الأعراض الأخرى المشار لها سابقًا.

 

2) بعد التسمم الشديد بعامل الأعصاب، قد تظهر أعراض عصبية مُزمِنة للذين نجَوا من الموت، وشُفُوا من أعراض التسمم الشديدة الفورية.

وفي كلتا الحالتين قد تدوم هذه الأعراض لمدة تزيد عن ستة أسابيع، ويُفضَّل أن يتابعها مختصون.

 

ختامًا:

لم تَعُدْ مآسي الحرب الكيميائية اليوم تمرُّ بصمت؛ فوسائل الإعلام والتواصل الحديثة ترصُدُ كل شيء، لا سيما وجوه الضحايا من الأطفال التي تُبكِي الحجر! ولكن حتى هذا لا يُجدي، فهل تراجعت إنسانية الإنسان، فلا ترقى ردود فعله لحجم المأساة؟ بل يغلب السكوت عن الظلم، وتشتد قسوة القلوب، وكأن مأساة ورعب وجروح أطفالنا لم تَعُدْ تؤلم مَن قال فيه المتنبي:

............. ♦♦♦ ما لجرحٍ بميِّت إيلامُ!

 

حقًّا لا شيء يعوَّل عليه في غياب خشية الله تعالى، وكثرة القلوب التي هي ﴿ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ﴾ [البقرة: 74]! ومقارنة مع الحال منذ عقود، ورغم تعثر التوثيق، وتواضع وسائل الإعلام والتواصل وقتها - يُرْوَى أن صورة طفلة فيتنامية كانت سببًا رئيسًا لوقف الحرب الأمريكية على فيتنام[8]، ونشرت صورتها في اليوم التالي لالتقاطها وهي تجري مذعورةً مع أطفال آخرين، مجرَّدة من ملابسها التي احترقت بالنابلم وأجزاء من جسمها؛ كما تروي في كتاب "الفتاة التي في الصورة The Girl in the Picture"! ومئات الصور والأفلام التفاعلية التي تبث فورًا لأطفالنا لم تُوقِف حربًا، ولم تَمنَع من الاستمرار في إلقاء قنابل الـ"نابلم" المحرمة دوليًّا على العزَّل، علاوة على السارين والكبريت والكلور، وما ذكرنا من أسلحة محرَّمة!

 

وعَوْدٌ على بَدْءٍ، فإن أحدث اتفاقيةٍ لحظر السلاح الكيميائي والبيولوجي أقرَّتها الأمم المتحدة: "تبنَّتها كل دول العالم تقريبًا عدا ثمان دول لم تعترف بالاتفاقية؛ وهي: (أنجولا، جنوب السودان، كوريا الشمالية، الصومال، مصر، سوريا، ميانمار وإسرائيل)"[9].

﴿ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 21].



[1] نظرًا لخطورة واتِّساع مدى تأثيرها؛ بدأت الجهود الدولية للحدِّ من الأسلحة الكيماوية منذ أواخر القرن الماضي، بقراراتِ لاهاي لمنع قنابل الغازات الخانقة (1899 - 1907)، ثم أقرَّت عصبة الأمم اتفاقيةَ جنيف عام 1925 لتحريم استخدام العوامل الكيماوية في الحروب، وتضمنت الاتفاقية التي صادقتْ عليها جميعُ القوى الكبرى - باستثناء الولايات المتحدة واليابان - حَظْرَ الاستخدام الأوَّلِي للأسلحة البيولوجية (الإحيائية) والكيمياوية، ولكن لم تتضمَّن مَنْعَ حيازتها.

وفي اتفاقية مؤتمر نزع السلاح الكيميائي والبيولوجي (عام 1984) - التي تبنتها الأمم المتحدة (1992) - أقرَّ منعَ إنتاج واستعمال الأسلحة الكيميائية، وتدمير كل الأسلحة الكيميائية الموجودة، وتدمير وسائل إنتاجها، وتبنَّتها كل دول العالم تقريبًا، والتي انضمَّت لمؤتمر الحد مِن الأسلحة الكيميائية، عدا ثمان دولٍ لم تعترفْ بالاتفاقية: (أنجولا، جنوب السودان، كوريا الشمالية، الصومال، مصر، سوريا، ميانمار، وإسرائيل)؛ من الويكيبيديا الموسوعة الحرة.

[2] دليل الإدارة الطبية للإصابات الكيماوية، صادر عن معهد البحوث الطبية للدفاع الكيماوي التابع للجيش الأمريكي، الطبعة الثالثة، (تموز: 2000)، وفي بدايته ملحوظة: "هذا الدليل لا يعتبر جزءًا رسميًّا من منشورات الجيش، ولا يُعد تعليمًا رسميًّا".

[3] وهي الحقيقة التي أشار إليها يوثانت - السكرتير العام السابق للأمم المتحدة - في مقدِّمة كتاب "الأسلحة الكيماوية والبيولوجية"، الذي صدر عن الأمم المتحدة في العام 1962 بقوله: "كل الدول تقريبًا - بما فيها الدول النامية والبلدان الصغيرة - بإمكانِها الحصول على الأسلحة الكيماوية والبيولوجية؛ نظرًا لسهولة تحضير بعضها بمصاريف زهيدة، وسرعة فائقة، في مختبرات ومعامل بسيطة"، فمثلًا ترجح أن مصر استخدمت قنابل الخردل لمساندة اليمن الجنوبية ضد القوات المؤيدة للحكم في اليمن الشمالية خلال حرب اليمن من عام 1963 إلى عام 1967؛ من "الويكيبيديا الموسوعة الحرة".

[4] دليل الإدارة الطبية للإصابات الكيماوية، مرجع سابق.

[5] المرجع السابق، وهي فعلًا أسلحةٌ تُثير الرعبَ بين المدنيين قبل العسكريين، مع أنها في الحقيقة ليستْ أسوأ مِن براميل الذخيرة التي تُلقَى على مساكن وأحياء العُزل، ولا من القنابل الفوسفورية أو العنقودية، وهي حتمًا - على فظاعتها - أقل شرًّا من الذبح بالسكاكين والسواطير! ولكن يكفي رعبًا مجردُ فكرةِ أنك محتجَزٌ، ولو كنت في بيتك لتُقتَل في أي لحظةٍ باستنشاق الهواء المسمَّم حتى الموت، والفوضى وقلة المتاح من وسائلَ ومسعفين وأطباء - فهم أهداف دائمة للقتل - هي وراء ازدياد عدد الضحايا، والمزيد من الرعب، وإلا فإنها إصابات قابلة للشفاء بنسبة عالية، وكلنا خبر إنقاذ حالات خطرة منها نجمتْ عن سوء استخدام المبيدات الحشرية ذات التركيب المطابق.

[6] واسمه إنزيم الأستيل كولين استيراز: "Acetylcholinesterase"، وإنَّ الإفراط الناتج بتركيز مادة: Acetylcholine يُسبِّب الأذية التي تحدثها هذه العوامل في الأنسجة.

[7] في 21 آب 2013 استُخدِم غاز الأعصاب في سوريا في هجومٍ كيماوي على غوطة دمشق، طال مدن زملكا، وكفربطنا، والمعضمية، وجوبر، وعربين، وسقبا، وحمورية، وحرستا، وعين ترما؛ مما أدَّى إلى وفاة ما لا يقل عن 1300 من المدنيين - (وفي مصادر أخرى 1800) - بينهم نساء وأطفال، وأكثر من 6000 مصاب؛ حسب إحصاءات المشافي والنقاط الطبية في المنطقة؛ منقول عن الموسوعة الحرة: "حرب كيماوية".

وفي 7 - 7 - 2013 (وكالات) ﺍستُخدِم حمض ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ في هجوم كيماوي آخر، ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺭﺫﺍﺫ ﺑﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺸﺤﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔﺠﺮﺓ، ﻭﻳﺴﺒﺐ صعوبةً في التنفس ووذمة رئة، وﺣﺮﻭﻗًﺎ ﻟﻠﺠﻠﺪ ﻣﺘﻔﺤﻤﺔ ﺍﻟﻠﻮﻥ وﻣﺆﻟﻤﺔ ﺟﺪﺍً، ﻭﻟﻸﺳﻒ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺳﻼﺣﺎ ﻛﻴﻤﺎﻭﻳًّﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ! كما وثقت حالات القصف المتكرر بالكلور وبقنابل الفوسفور والنابلم، وأحدثها مأساة السارين الجديدة في خان شيخون 4 / 4 / 2017.

[8] تلك الطفلة الفيتنامية هرَبت مِن معبد قُصِف بالنابلم المحرم دَوليًّا في مدينة جنوبية احتلها الشماليون، قصفته الطائرات الجنوبية بالتنسيق مع الأمريكية (1972)، وصُوِّرت الطفلة الراكضة وهي تقول - في كتاب الفتاة التي في الصورة "The Girl in the Picture" -: (لم أستَفِقْ من صدمتي إلا عندما وجدتُ النيران تأكل ذراعي الأيسر، وكانت بالفعل قد قضتْ على ملابسي، عرَفتُ حينها أنني قد أُصبت بقنبلة النابلم، وجدتُ نفسي أَعْدُو من الألم بسرعةٍ لم أعهدها في نفسي، عارية خائفة، لا أعرف وجهتي، أصابتني القنبلة في عنقي وظهري وذراعي اليسرى)، والنابلم سائل هلامي عبارة عن مخلوط من المواد الكيميائية الحارقة، يلتصق بالجلد مسببًا حروقًا من الدرجة الرابعة والخامسة، بدأت سمعته السيئة عندما استُخدِم في حرب فيتنام المذكورة، ورغم التحريم يقصف اليوم في منطقتنا!

[9] من الويكيبيديا الموسوعة الحرة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حكم وأقوال عن الصبر
  • بكاء الصبر (قصيدة)
  • فضل الصبر
  • الصبر وقود الإحسان
  • المعونة في الصبر
  • رمز الصبر
  • الغاز الصخري

مختارات من الشبكة

  • جورجيا: شركة غاز طبيعي تتبرع بالغاز لجميع مساجد جورجيا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • التحذير من السآمة من النعم والتسبب بتبدلها بأضدادها(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • حديث: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • تفريج الهموم بأخبار الغزاة من أرض الروم: صور وأحداث (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الإخلاص في الرباط وتجهيز الغزاة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رحل عنا المحدث الشيخ ساعد غازي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • وقفات مع سيرة شيخنا ساعد عمر غازي رحمه الله(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الهند: الشرطة تضرب المتظاهرين المسلمين وتطلق عليهم قنابل الغاز(مقالة - المسلمون في العالم)
  • غزاة حبيب بن مسلمة.. يوم فتح المسلمون أرمينية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الهند: مفتش الشرطة يحرق جثة مسلم في غازي آباد(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/11/1446هـ - الساعة: 13:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب