• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

عرض رسالة (التحفة العراقية في الأعمال القلبية) لشيخ الإسلام ابن تيمية

عرض رسالة (التحفة العراقية في الأعمال القلبية) لشيخ الإسلام ابن تيمية
حسام جابر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/3/2017 ميلادي - 16/6/1438 هجري

الزيارات: 16018

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عرض رسالة (التحفة العراقية في الأعمال القلبية)

لشيخ الإسلام ابن تيمية[1]

 

أولًا: تمهيد:

أ. تعريف مختصر بشيخ الإسلام ابن تيمية (661 - 728 هـ = 1263 - 1328 م).

ب. لماذا ندرس التُّحفة العِراقية؟

 

ثانيًا: مباحث التحفة العراقية في الأعمال القلبية:

1 - مقدمة:

1. أعمال القلوب[2]: قد تسمى المقامات والأحوال[3]، وهي من أصول الإيمان وقواعد الدين.

بيان لبعضها، ودرجات الناس فيها.

 

2. مَن عمِل بما علِم ورَّثه الله عِلْم ما لم يعلم، ومَن أعرض عن اتِّباع الحق الذي يعلمه متبعًا لهواه، فإن ذلك يُورِثه الجهل والضلال؛ حتى يعمَى قلبه عن الحق الواضح.

ومن الأدلة التي استدلَّ بها شيخ الإسلام على ذلك: قولُه صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يَهدي إلى البر، وإن البرَّ يَهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدُقُ ويتحرَّى الصدق حتى يُكتب عند الله صدِّيقًا، وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يَهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذِبُ ويتحرَّى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا))، فانتقل للحديث عن الصدق.

 

2 - الصدق والإخلاص:

1.الصدق[4] في الحقيقة تحقيق الإيمان، والفارق بين المؤمن والمنافق هو الصدق، فأساس النفاق الذي يُبنى عليه هو الكذب.

 

2. ولَمَّا كان المُظهِرون للإسلام ينقسمون إلى مؤمن ومنافق، ذكر أن الإخلاص[5] هو حقيقة الإسلام؛ إذ (الإسلام) هو الاستسلام لله، لا لغيره[6].


3 - الأعمال القلبية للجميع:

1. الأعمال الباطنة؛ كمحبة الله، والإخلاص له، والتوكل عليه، والرضا عنه، ونحو ذلك - كلُّها مأمور بها في حق الخاصة والعامة، لا يكون تركها محمودًا في حال أحد، وإن ارتقى مقامه.

 

2. الحزن[7] لم يأمر اللهُ به ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، بل قد نهَى عنه في مواضع، وإن تعلق بأمر الدين، وقد يقترن بالحزن ما يثاب صاحبُه عليه ويحمد عليه، فيكون محمودًا من تلك الجهة، لا من جهة الحزن.

 

4 - التوكل:

1. مثَّل شيخ الإسلام ابن تيمية على أن الأعمال القلبية للعامة وللخاصة على حدٍّ سواء، بالرد على مَن زعم أن التوكل[8] هو عبادة للعوامِّ لا الخواص.

 

2.سيناقش شيخ الإسلام ابن تيمية - كعادته - الطوائفَ التي انحرفت في باب الأعمال القلبية، وسيورد شُبهاتهم ويرد عليها.

 

3.وقد فنَّد شبهاتهم في زعمهم أن التوكل هو عبادة للعوامِّ لا الخواص، فأورد أقوالهم وأجاب عليها:

i. قالوا: إن التوكل مناضلة عن النفس في طلب القوت، والخاص لا يناضل عن نفسه.

فأجاب:

أ. التوكل يكون في أمور الدنيا والدين معًا، وجماع الدين في العبادة والتوكل؛ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5].

 

ب. الأمور الدينية التي لا تتم الواجباتُ والمستحبات إلا بها هي من الدين، والزهد[9] فيها زهدٌ فيما يحبه الله ويأمر به ويرضاه.


ج. التوكل محبوب لله مرْضيٌّ مأمور به دائمًا، وما كان محبوبًا لله مرضيًّا مأمورًا به دائمًا - لا يكون من فعل المقتصدين دون المقربين.


ii. وقالوا: المتوكل يطلب بتوكله أمرًا من الأمور، والعارف يشهد الأمر مفروغًا منه، فلا يطلب شيئًا.

وهذا نظير ما قاله بعضهم في الدعاء: إنه لا حاجة إليه؛ لأن المطلوب إن كان مقدَّرًا فلا حاجة إليه، وإن لم يكن مقدرًا لم ينفع الدعاء؛ [شبهة تعارض الأسباب (كالدعاء والتوكل) مع القدر].

 

فأجاب:

أ. هذه الأقوال وما يشبهها يجمعها أصل واحد، وهو أن هؤلاء ظنُّوا أن كون الأمور مقدرةً مقضية يمنع أن تتوقَّف على أسباب مقدرة أيضًا تكون من العبد، ولم يعلموا أن الله سبحانه يُقدِّر الأمور ويقضيها بالأسباب التي جعلها معلَّقةً بها من أفعال العباد وغير أفعالهم؛ ولهذا كان طرد قولهم يُوجِب تعطيل الأعمال بالكلية.

 

ب. الأسباب تكون من الشارع (الأمر القدَري الكوني) أو من المكلَّفين، وينقسم كل مِن [الكلمات - الأمر - الإرادة - الإذن - الكتاب - الحكم - القضاء - التحريم]، ونحو ذلك، إلى: ديني شرعي، وكوني قَدَري.

 

ج. العواقب (كالجنة / النار - السعادة / الشقاوة) ييسر الله الناس لها بسبب الأعمال التي يؤدونها ((اعمَلوا، فكل مُيسَّر لِما خُلق له))، مِن حكمة الله أن جعل الأقدار مرتبطة بأسبابها، والله خلَق المقدر، وخلق أسبابه.

 

د. الثواب والعقاب متعلِّق بموافقة الأمر الشرعي الديني، أما الكونيُّ القدري، فالعبد لا يعلمه، فكيف يتحجج به ويترك الأسباب بدعوى موافقة الأمر القدري؟! لذلك لَما سُئل جعفر الصادق رضي الله عنه: إذا كان الله قد كتب علينا، فلِمَ يحاسبنا؟ فأجاب: "إن الله تعالى أراد بنا أشياء وأراد منا أشياء، فأخفى الذي أراد بنا، وأظهر الذي أراد منا، فاحتجَجنا بما أراد بنا، وتركنا ما أراد منا".

 

هـ. القلوب لها من التأثير أعظم مما للأبدان، لكن إن كانت صالحةً كان تأثيرها صالحًا، وإن كانت فاسدة كان تأثيرها فاسدًا.

و. أعظم الكرامة لزوم الاستقامة، فالكرامة ليست سببًا ولا دليلًا للولاية.

 

ز. خرق العادة وأقسام الناس فيها:

A. قسم ترتفع درجتُهم بخرق العادة إذا استعملوها في طاعة الله؛ كالأنبياء والأولياء، ومنها البركة في عمر الأولياء ومؤلَّفاتهم.

B . وقوم يتعرَّضون بها لعذاب الله إذا استعملوها في معصية الله؛ كبلعام وكثير من الأحبار والرهبان؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 34].

C . وقوم تكون في حقهم بمنزلة المباحات.


ح. مسألة الاستطاعة أو القدرة من المسائل التي وقع فيها الخلاف بين الفِرق الإسلامية تبعًا للخلاف الواقع في القدر.

مذهب أهل السنة والجماعة أن الاستطاعة نوعان: استطاعة قبل الفعل (سابقة للفعل)، واستطاعة مقارنة للفعل (مصاحبة للفعل).

 

ط. أقسام الناس في الاستطاعة التي يتعلق بها الأمر والنهي:

A . قسم يلاحظ الأسباب فقط، ولا يلاحظ التوكل والاستعانة؛ يُحرَم التوفيق.

B . قسم يلاحظ التوكل والاستعانة، ولكنه لا يلاحظ الأسباب؛ التواكل.

C . قسم أعرَض عن عبادة الله واستعانته به، فهؤلاء شر الأقسام؛ تركوا الأسباب والتوكل.

D . القسم المحمود، وهو حال الذين حققوا ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، جمعوا بين الأسباب والتوكل.

 

ك. الالتفات إلى الأسباب شركٌ في التوحيد، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدحٌ في الشرع.

 

5 - الرضا والصبر:

1. كان من الآيات التي استدل بها شيخ الإسلام في التوكل قولُه تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ﴾ [التوبة: 59]، وهو يتضمن الأمر بالرضا والتوكل، فانتَقَل للكلام عن الرضا.

 

2. الرضا[10] والتوكل يكتنفانِ المقدور؛ فالتوكل قبل وقوعه، والرضا بعد وقوعه، وأما ما يكون قبل القضاء، فهو عزم على الرضا، لا حقيقة الرضا.

 

3. الدين كله علم بالحق وعمل به، والعمل به لا بد فيه من اليقين[11] والصبر[12]، بل وطلب علمه يحتاج إلى الصبر، فالعلم النافع هو أصل الهدى، والعمل بالحق هو الرشاد.

 

4. الصبر واجب باتِّفاق المسلمين، أما حكم الرضا، فيكون تبعًا لنوعه:

أ. الرضا بما أمر الله به، فأصله واجب، وهو من الإيمان (الرضا بشرع الله).

ب. الرضا بالمنهيات يحرُم.

وفصَّل البعض، فقال: ترضى من جهة كونها مضافةً إلى الله خلقًا، وتسخط من جهة كونها مضافةً إلى العبد فعلًا وكسبًا.

 

ج. الرضا بالقضاء من المصائب والأحزان، فهو مستحب - على الراجح - وإنما الواجب هو الصبر على القضاء.

 

5. الحمد[13] كمال الرضا.

6.الرضا والحمد على الضراء يوجبه مشهدان: أنه سبحانه مستحق لذلك، وأن اختيار الله للمؤمن خيرٌ مِن اختياره لنفسه.

7. تندفع عقوبات السيئات بعشرة أسباب (موانع العذاب): التوبة - الاستغفار - الحسنات الماحية - دعاء المؤمنين له - ما يهدى إليه من ثواب الأعمال - شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم - البلاء - فتنة القبر وضمته - أهوال يوم القيامة - رحمة الله.

8. الرضا بعد القضاء، والاستخارة قبل القضاء، وهذا أكمل من الضراء والصبر؛ فإذا كان القضاء مع الصبر خيرًا للعبد، فكيف مع الرضا؟

9. الحزن إذا لم يقترن به ما يكرهه الله، فلا يتعارض مع الرضا.

10. البكاء على الميت على وجه الرحمة له حسنٌ مستحب، وذلك لا ينافي الرضا، بخلاف البكاء عليه لفوت حظِّ الحي منه.

 

11. الناس أربعة أقسام في الصبر مع الرحمة:

أ. منهم مَن يكون فيه: صبر بقسوة.

ب. ومنهم مَن يكون فيه: رحمة بجزع.

ج. ومنهم مَن يكون فيه: القسوة والجزع.

د. والمؤمن المحمود الذي يصبر على ما يصيبه ويرحم الناس.

 

12. محبة الله وحمده نوعان: مستحق له بنفسه، وعلى إحسانه إلى عبده.

13. الذوق[14] ثمرة الرضا، والوجد[15] ثمرة المحبة.

 

6 - المحبة:

1. محبة الله أصلُّ كل عمل من أعمال الإيمان والدين، كما أن التصديق أصل كل قول من أقوال الإيمان والدين.

2. إخلاص الدين لله: هو الدين الذي لا يقبل الله سواه، فهو الذي بعث به الأوَّلين والآخرين من الرسل، وأنزل به جميع الكتب.

3. كل ضلال في التوحيد العَمَلي مبنيٌّ على ضلالٍ في التوحيد العِلْمي.

4. اسم المحبة فيه إطلاق وعموم، فإن المؤمن يحب الله ورسله وأنبياءه وعباده المؤمنين، وذلك من محبة الله.

5. محبة الله أصل الدين، وكمالُ الدين بكمالها، ونقصه بنقصها.

6. الجهاد لازم للمحبة.

7. المحب يحب ما يحب محبوبُه، ويُبغض ما يُبغض محبوبه، ويوالي مَن يواليه، ويعادي من يعاديه، ويرضى لرضاه، ويغضب لغضبه، ويأمر بما يأمر به، وينهى عما نهى عنه، فهو موافق في ذلك، وهؤلاء هم الذين يرضى الرب لرضاهم، ويغضب لغضبهم؛ إذ هم إنما يرضَون ما يرضاه، ويغضبون لِما يغضب له، وقد يقال له: اتِّحاد نوعي وصفي.

8. ضلال مَن قال بالحلول والاتحاد من النصارى، والغالية من الرافضة، وجهال النساك.

9. خطأ وضلال ما يقع لبعض المصطلمين من أهل الفناء في المحبة، ومتى يعذر؟

10. المحب التام لا يؤثِّر فيه لومُ اللائم وعذل العاذل، وهؤلاء هم أهل الملام المحمود، وهم الذين لا يخافون مَن يلومهم على ما يحب الله ويرضاه من جهاد أعدائه، فإن اللائم على ذلك كثير، وأما المَلام على فعل ما يكرهه الله، أو ترك ما يحبه الله، فهو لومٌ بحق، وليس من المحمود الصبر على هذا المَلام، بل الرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل.

 

7 - الخوف والرجاء:

1. من لوازم المحبة الخوفُ والرجاء.

2. الرد على شبهة مَن قال: (ما عبدتك شوقًا إلى جنتك، ولا خوفًا من نارك؛ وإنما عبدتك شوقًا إلى رؤيتك).


ظنوا أن: الجنة لا يدخل في مسمَّاها إلا الأكلُ والشرب واللباس والنكاح والسماع، ونحو ذلك مما فيه التمتعُ بالمخلوقات.

ويجاب عليهم: بأن الجنة هي الدار الجامعة لكل نعيم، وأعلى ما فيها النظر إلى وجه الله تعالى، وهو من النعيم الذي ينالونه وهم في الجنة؛ كما أخبرت به النصوص، وكذلك أهل النار فإنهم محجوبون عن ربهم، ويدخلون النار.

 

8 - حقيقة المحبة:

1. محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم والأعمال الصالحة وجبت بمحبة الله.

2. الله محبوب لذاته محبة حقيقية؛ كما نطق بهذا الكتاب والسنة، والذي عليه سلف الأمة وأئمتها وأهل السنة والحديث وجميع مشايخ الدين وأئمة التصوف.

3. الرد على الجهمية في إنكار حقيقة المحبة من الطرفين، زعمًا منهم أن المحبة لا تكون إلا لمناسبة بين المحب والمحبوب، وأنه لا مناسبة بين القديم والمحدَث تُوجِب المحبة.

4. مِن محرِّكات المحبة في القلب: العرفان الإيماني، والسماع القرآني.

5. السماع المحدَث كسماع التغبير وسماع المُكاء والتَّصْدية.

6. السماع القرآني من آثاره: المواجيد[16] العظيمة، والأذواق الكريمة، ومزيد المعارف والأحوال الجسيمة، ما لا يَسَعُه خطاب، ولا يحويه كتاب، كما أن لتدبر القرآن وتفهمه مِن مزيد العلم والإيمان ما لا يُحِيط به بيان.

7. محبة الله توجب اتِّباع الرسول صلى الله عليه وسلم، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم يُوجِب محبة الله للعبد، وهذه محبة امتحن الله بها أهلَ دعوى محبة الله.

8. أصل المحبة: هو معرفة الله، ولها أصلان: محبة العامة لأجل إحسانه إلى العباد، ومحبة الخاصة وهي محبته لِما هو له أهل.

9. مما ينبغي التفطن له أنه لا يجوز أن يظن في باب محبة الله تعالى ما يظن في محبة غيره مما هو من جنس التجنِّي والهجر والقطيعة لغير سبب، ونحو ذلك مما قد يغلط فيه طوائف من الناس؛ حتى يتمثلوا في حبه بجنسِ ما يتمثلون به في حب مَن يصد ويقطع بغير ذنب، أو يبعد من يتقرب إليه، وإن غلط في ذلك من غلط من المصنِّفين في رسائلهم.

 

9 - الاستغفار:

1. العبد دائمًا بين نعمة مِن الله يحتاج فيها إلى شكر، وذنب منه يحتاج فيه إلى الاستغفار، وكل مِن هذين من الأمور اللازمة للعبد دائمًا؛ فإنه لا يزال يتقلب في أنعم الله وآلائه، ولا يزال محتاجًا إلى التوبة والاستغفار.

2. الاستغفار في خواتيم الأعمال.

 

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل



[1] منَّ الله عليَّ - بكرمه وفضله - بشرح هذه الرسالة بمدينة الثغر الإسكندرية - مصر، ووجدتُ من بركة هذا المتن، فأحببتُ أن أضع أفكارَ المتن مرتَّبة ومسلسلة؛ حتى يسهل على طالب العلم قراءتها وفهمها، وقد شرحت الطبعة التي حققها الصديق المستشار/ محمد وفيق زين العابدين.

[2] الغاية من خلق الإنسان هي عبادة الله وحدَه؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وتنقسم العبادات إلى:

أ. من حيث نوع العمل إلى: عبادات بدنية؛ كالصوم والصلاة، وعبادات مالية؛ كالزكاة والوفاء بالنذر، وعبادات بدنية ومالية في نفس الوقت؛ كالحج.

ب. من حيث الجهة التي تقوم بها: عبادات القلوب؛ كالمحبة والخوف والرجاء، وعبادات الأبدان؛ كالصلاة والجهاد.

[3] الحال: معنًى يَرِدُ على القلب من غير تعمد ولا اكتساب، فإذا دام صار مقامًا، الحـال سُمِّي حالًا لتحوله، والمقام سُمِّي مقامًا لثبوته واستقراره، فالأحوال مواهب، والمقامات مكاسب.

[4] قال الراغب الأصفهاني: (الصدق: مطابقة القول الضميرَ والمخبَرَ عنه معًا، ومتى انخرم شرط من ذلك، لم يكن صدقًا تامًّا).

[5] الإخلاص لغة: هو تنقية الشيء وتهذيبه. اصطلاحًا: إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة، وقيل: تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين.

[6] الإسلام له معنى عام ومعنى خاص؛ فالعام: هو الاستسلام لله باتباع رسله في كل حين، والخاص: عَلَمٌ على رسالة النبي الخاتم محمدٍ صلى الله عليه وسلم واتِّباع شريعته، والإخلاص كذلك له معنيان؛ عام: وهو أن ينوي بكل أعماله وجه الله تعالى، والخاص: إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة (العمل المعين).

[7] الحزن لغة: نقيض الفرح، وهو خلاف السرو، اصطلاحًا: الغم الحاصل لوقوع مكروه أو فوات محبوب.

[8] التوكل لغة: الاعتماد على الغير في أمر ما، واصطلاحًا: ثقة القلب واعتماده على الله وحدَه، مع فعل الأسباب بالجوارح دون الاعتماد عليها.

[9] الزهد: ترك ما لا ينفع في الآخرة، والورع: ترك ما تخاف ضرره في الآخرة، قال أبو سليمان الداراني: الورع أول الزهد، كما أن القناعة أول الرضاء.

[10] الرضا في اللغة: ضد السخط، وفي الاصطلاح: الرضا هو طِيب النفس بما يصيبه ويفوته مع عدم التغير، وقال الحارث المحاسبي: سكون القلب تحت مجاري الأحكام، قيل ليحيى بن معاذ: متى يبلغ العبد إلى مقام الرضا؟ فقال: إذا أقام نفسه على أربعة أصول فيما يعامل به ربه، فيقول: إن أعطيتَني قبلتُ، وإن منعتَني رضيتُ، وإن تركتَني عبدتُ، وإن دعوتَني أجبتُ.

[11] اليقين لغة: العلم، وإزاحة الشك، وتحقيق الأمر، واصطلاحًا: اعتقاد الشيء بأنه كذا، مع اعتقاده أنه لا يمكن إلا كذا، مطابقًا للواقع غير ممكن الزوال، قال الجُنَيْد: اليقين هو استقرارُ العِلْم الذي لا ينقلِب ولا يُحوَّل ولا يتغيَّر في القلْب.

[12] الصبر في اللغة: الحبس والكف، اصطلاحًا: الصبر هو حبس النفس عن محارم الله، وحبسها على فرائضه، وحبسها عن التسخط والشكاية لأقداره.

[13] الحمد: الثناء باللسان على الجميل الاختياري نعمةً كانت أو غيرها؛ أما الشكر: فهو الثناء على النعمة الخاصة فقط باللسان والقلب والجوارح، فالحمد أعم متعلقًا وأخص آلة، والشكر أخص متعلقًا وأعم آلة.

[14] قال ابن القيم: "وهذا الذوق هو الذي استدل به هرقل على صحة النبوة؛ حيث قال لأبي سفيان: فهل يرتدُّ أحد منهم سخطة لدينه؟ فقال: لا، قال: وكذلك الإيمان، إذا خالطت حلاوتُه بشاشةَ القلوب، فاستدل بما يحصل لأتباعه من ذوق الإيمان - الذي خالطت بشاشته القلوب، لم يسخطه ذلك القلب أبدًا - على أنه دعوة نبوة ورسالة، لا دعوى ملك ورياسة، والمقصود: أن ذوق حلاوة الإيمان والإحسان أمرٌ يجده القلب، تكون نسبته إليه كنسبة ذوق حلاوة الطعام إلى الفم، فللإيمان طعم وحلاوة يتعلق بهما ذوق ووجد، ولا تزول الشُّبه والشكوك عن القلب إلا إذا وصل العبد إلى هذه الحال، فباشر الإيمان قلبَه حقيقة المباشرة، فيذوق طعمه، ويجد حلاوته، والله الموفِّق".

[15] قال ابن القيم: "وهو ثمرة أعمال القلوب، من الحب في الله والبُغْض فيه، كما جعله النبي صلى الله عليه وسلم ثمرةَ كون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أحبَّ إلى العبد مما سواهما، وثمرة الحب فيه، وكراهة عوده في الكفر كما يكره أن يُقذف في النار، فهذا الوجد ثمرةُ هذه الأعمال القلبية، التي هي الحب في الله والبغض في الله"، وقال: "وقد استشهد صاحب المنازل بقوله تعالى في أهل الكهف: ﴿ وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴾ [الكهف: 14]، وهذا مِن أحسن الاستدلال والاستشهاد، فإن هؤلاء كانوا بين قومِهم الكفار في خدمة ملكهم الكافر، فما هو إلا أن وجدوا حقيقة الإيمان والتوفيق، وذاقوا حلاوته، وباشر قلوبهم؛ فقاموا مِن بين قومهم، وقالوا: ﴿ رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ الآية [الكهف: 14]".

قال ابن القيم: "وقد يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الوَجْد فوق الذوق وأعلى منزلة منه، فإنه قال: ((ثلاث من كن فيه، وجد بهن حلاوة الإيمان))؛ الحديث، وقال في الذوق: ((ذاق طعم الإيمان))، فوَجْدُ حلاوة الشيء المذوقِ: أخصُّ من مجرد ذوقه، ولَمَّا كانت الحلاوة أخَصَّ من الطعم، قرن بها الوجد الذي هو أخص من مجرد الذوق، فقرن الأخص بالأخص، والأعم بالأعم".

[16] قال ابن القيم: "الوجد هو ما يصادف القلب، ويَرِدُ عليه من واردات المحبة والشوق، والإجلال والتعظيم، وتوابع ذلك، والمواجيد عندهم فوق الوجد، فإن الوجد مصادفة، والمواجيد ثمرات الأوراد، وكلما كثرت الأوراد قويت المواجيد".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كلمات ذهبية لشيخ الإسلام ابن تيمية
  • قصة مناظرة ابن عطاء الله السكندري لشيخ الإسلام ابن تيمية
  • شخصية العالم كما تقدمها الرسالة القبرصية لشيخ الإسلام ابن تيمية
  • أريج المنشط في مسائل الإيمان الأوسط لشيخ الإسلام ابن تيمية
  • عرض لرسالة في اختلاسات القراء
  • من سيرة الإمام ابن تيمية
  • خطوط عريضة عن أبرز المحن التي تعرض لها ابن تيمية
  • تقريب فتاوى ورسائل شيخ الإسلام ابن تيمية
  • مختصر غريب القرآن للحفاظ، لابن قتيبة الدينوري
  • بيت آل تيمية
  • درر وفوائد من التحفة العراقية لشيخ الإسلام ابن تيمية
  • حياة شيخ الإسلام ابن تيمية (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة التحفة القلبية في بعض المثلثات اللغوية(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • عرض رسالة: (مشكل القرآن الكريم) للشيخ عبدالله بن حمد المنصور - ماجستير(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • عرض الرسالة التبوكية (زاد المهاجر إلى ربه) للإمام ابن قيم الجوزية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أحكام الجناية على النفس وما دونها عند ابن قيم الجوزية دراسة وموازنة (عرض رسالة)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • تحفة الأطفال: تقطيع عروضي(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • تحقيق رسالة في فسخ الطلاق وإلغائه، لأبي الوفاء العرضي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إنصاف "علم العروض" (رسالتي للنقاد والمهتمين بالشعر)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • رسالة من مسلم إلى الدكتور جورج سموت (عرض تقديمي باللغة الإنجليزية)(كتاب - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • عرض كتاب: رسالة في الطريق إلى ثقافتنا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة شرح الرسالة الأندلسية في علم العروض والأوزان الشعرية(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب