جزء فيه أحاديث شهر رمضان في فضل صيامه وقيامه لعبدالصمد بن عساكر

مِن مصنَّفات الصيام

جزءٌ فيه أحاديث شهر رمضان في فضل صيامه وقيامه

لأبي اليُمن عبدالصمد بن عساكر

جزءٌ حديثيٌّ نادر، في الأحاديث الواردة في فضل شهر رمضان، وقيامه، وهو مِن تصنيف الإمام الحافظ أبي اليُمن عبدالصمد بن عساكر، المتوفى سنة (686 هـ).

ويُطلَق الجزء على مجلس يملي فيه الشيخ على طلابه مجموعةً من الأحاديث، متعلقة بموضوع واحد، وعلى نسَق معيَّن، ويكون في العادة صغيرًا غيرَ كبير الحجم.

وهذا الجزءُ الحديثي يتميز بعدة أسانيد عزيزة ومتون غريبة؛ لذا يمثِّلُ إضافةً في مجموعة المصنَّفات المتعلقة بشهر رمضان وباب الصيام.

أصل الكتاب:

توجد لهذا الكتاب نسخةٌ مِن مصورات مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، ضمن مجموع (822- هـ)، عدة أوراقها ثنتا عشرة ورقة، ومسطرتها 19 × 16 تقريبًا، وخطها نسخي جيد، وناسخ المخطوطة هو عبدالله بن محمد بن محمد النَّشَاوري.

ووردَتْ في نهاية النسخة السماعاتُ عليها، مِن الشيخ أبي اليُمن بن عساكر، وذلك بمكة، مِن خَلْق كثير، وكانت حوالي عام 675 هـ، هذا إلى جملة سماعات أخرى ألحقت بالمخطوطة.

المؤلِّف:

عبدالصمد بن عبدالوهاب بن أبي الحسن محمد بن هبة الله بن عبدالله بن الحسين، أمين الدِّين، أبو اليُمن بن عساكر، الدِّمَشقي، نزيل مكة.

وهو غيرُ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله، ثقة الدين ابن عساكر صاحب تاريخ دمشق الكبير، وتربطه به صلةُ قرابة؛ فهو حفيدُ ابنِ أخي الحافظ المؤرخ ابن عساكر.

حدَّث بالإجازة عن المؤيد الطوسي بـ: "صحيح مسلم"، وعن زينبَ السعدية بالرسالة لأبي القاسم القشيري، ومِن شيوخه بالإجازة أبو روح عبدالمعز الهروي، وعبدالصمد الحرستاني، وعبدالرحمن بن السمعاني.

وسمِع شرحَ السنة للبغوي على أبي المجد محمد بن الحسن القزويني، وعلى جده السن بالسيرة الهشامية بإجازته مِن ابن رفاعة.

وسمِع على الحسين بن الزبيدي "صحيح البخاري"، وحدث به عن هذا سماعًا، وعن فضل الله بن عبدالرحمن المنهبي، وجده أبي البركات الحسن سماعًا عليه، والحسن الزبيدي إجازة منه، ومن المنهبي بسماعهم من أبي الوقت، إلا جده فإجازة.

وكان ذا خيرٍ، وزهد، وفضل، وشعر حسن، جاوَر بمكة نحو أربعين سنة.

قال الصفدي في "الوافي بالوَفَيَات" (18/ 477):

"وله تواليفُ في الحديث تدلُّ على حِفظه ومعرفته بالأسانيد، واعتنائِه بعِلم الآثار".

وتوفِّيَ في جمادى الأولى سنة ست وثمانين وستمائة بالمدينة النبوية، ومولده سنة أربعَ عَشْرة وستِّمائة.

وأخَذ عن الموفَّق بن قدامة، وأجاز له عبدالرحيم بن السمعاني.

كان قويَّ المشاركة في العلوم، له نظمٌ وتصانيفُ، منها: فضائل أم المؤمنين خديجة، وأحاديث عيدِ الفِطر، وأحاديث السفر، وإتحاف الزائر وإطراف المقيم للسائر.

الكتاب:

جاءَتْ هذه الرسالة - على صِغَرها - شاملةً لتسعٍ وعشرين حديثًا مختلفة الأسانيد والمتون، وتنوَّعت ما بين الصحيح، والحسَن، وشديد الضَّعف؛ حيث أورد ابن عساكر بعضَ الرواة الذين تم تناولهم بالجرح والتعديل، وتنوَّع رواتها مِن الصحابة فيما بين:

• أبي هُريرة.

• عائشة.

• عمر بن الخطاب.

• عبدالله بن مسعود.

• عبدالله بن عباس.

• عبدالرحمن بن عوف.

• أنس بن مالك.

• سَلْمان الفارسي.

• علي بن أبي طالب.

• أبي سعيدٍ الخدري.

رضي الله عنهم أجمعين.

وجاء فِهرسُ الأحاديث المذكورة على النحو التالي:

1 - "إذا جاء رمضان، فُتحت أبواب الجنة...".

2 - "إذا كان أول ليلةٍ من شهر رمضان، صُفِّدت الشياطين، ومردةُ الجن..".

3 - "مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا...".

4 - "قد جاءكم شهر رمضان، شهرٌ مباركٌ".

5 - "قد أظلكم شهركم هذا، بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم..".

6 - "إن رمضان افترض الله عز وجل صيامه، وإني سنَنْتُ للمسلمين قيامه..".

7 - "أيها الناس، قد أظلكم شهرٌ عظيمٌ..".

8 - "مَن صام رمضان وقامه إيمانًا واحتسابًا...".

9 - "أُعطِيَتْ أمتي في رمضان خمسَ خصالٍ لم تُعطَهنَّ أمَّةٌ كانت قبلهم...".

10 - "يقول الله عز وجل: الصوم لي، وأنا أجزي به...".

11 - "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته...".

12 - "إن أمتي لن يُخْزَوا أبدًا، ما أقاموا شهر رمضان".

13 - "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان".

14 - "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأوسط من رمضان".

15 - "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان، فجئت، فقُمْت خلفه...".

16 - "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في شهر رمضان بعشرين ركعة".

17 - "مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، خرَج مِن ذنوبه..".

18 - "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجودَ الناس..".

19 - "إن لله حظيرةً فوق السموات السبع، يقال لها: القدس..".

20 - "إذا هلَّ رمضان، هبَّت ريحٌ من تحت العرش".

21 - "مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له...".

22 - "لو أن الله أذِن للسموات والأرض أن تتكلَّما، لبشَّرَتا مَن صام رمضان بالجنة".

23 - "تسحَّروا؛ فإن في السَّحور بركةً".

24 - "مَن صام رمضان، فعرَف حدوده...".

25 - "مَن أفطر يومًا مِن رمضان، لم يقضِ عنه صيامُ الدهر".

26 - "كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُبشِّر أصحابه: قد جاءكم شهر رمضان...".

27 - "التمِسوها في العشر الأواخر".

28 - "التمِسوا ليلة القدر في العَشْر الباقيات مِن رمضان".

29 - "قال ابن مسعودٍ رضي الله عنه: سيدُ الشهور رمضانُ..".

وختَم الكاتبُ هذا الجزء الحديثي ببيتينِ مِن إنشاد الأديب أبي بكرٍ غالب بن عبدالرحمن بن عطية المحاربي لنفسه:

إذا لم يكُنْ في السَّمعِ مني تصاونٌ وفي بصري غضٌّ وفي منطقي صَمْتُ فحظِّي إذًا مِن صوميَ الجوعُ والظَّمَا وإن قلتُ: إني صُمْتُ يومًا فما صُمْتُ

تحقيقات الكتاب:

حقَّق الكتابَ عليُّ بن حسن بن علي بن عبدالحميد الحلبي الأثري، وذلك في طبعة دار ابن عفان للنشر والتوزيع، الطبعة: الأولى، 1418هـ - 1998م.