إعلانات المنظمات الخيرية

إعلانات المنظمات الخيرية

في ظلِّ زيادة أعداد المنظَّمات الخيرية، وبالتالي زيادة المنافسة فيما بينها على استقطاب المتبرِّعين والمتطوعين والمستفيدين، وزيادة القدرات والخدمات - تأتي الإعلانات الخيريَّة كأداة تسويقيَّة لا مفرَّ منها، وبعيدًا عن ذلك فإن هناك بعضَ القضايا المُلحَّة قد تكون بحاجةٍ لتكاتفٍ وتكافلٍ مجتمعيٍّ، ولا يجدي معها إلا ضرورة خلقِ تأثير يضمن صناعةَ رأيٍ عامٍّ للعمل على حلِّها.

ما ضرورة الإعلان بالنسبة للمنظمة الخيريَّة؟

1- تساعد الإعلانات في لَفْت الانتباه، ومن ثَمَّ توجيه الرأي العام، وتسويق القضايا الإنسانيَّة والاجتماعية التي تتبناها المنظَّمة.

2- تعتبر الإعلانات واحدةً من أهم طرق تشكيل الوعي المناسبِ ونشر ثقافة وقيم ومبادئ العمل الخيري، وبثِّ المعلومات اللازمة التي يحتاجها الجمهور المهتمُّ.

3- تساعد الإعلانات الجماهيرَ في التعرُّف على بعض المشكلات الفنية والتمويليَّة والإدارية التي تواجهها المنظمة، وغيرها من المشكلات.

4- تصنع الإعلانات تأثيرًا عامًّا، وسُمعة طيبة للمنظمة، لا سيما إذا كانت مصنوعة ببساطة، وبشكل احترافيٍّ ومؤثِّر، وتعلن عن إنجازات قد تحقَّقت.

5- تساعد الإعلانات في التعرُّف على مجموعة الحلول التي تتبنَّاها لمعالجة القضايا والمشكلات الإنسانية والاجتماعية التي تعمل عليها.

6- تساعد الإعلانات في زيادة موارد المنظَّمة (زيادة حجم التبرعات - زيادة أعداد المتبرعين) وزيادة الإنفاق على المستفيدين، إضافةً إلى زيادة أعدادهم، وتقليص حجم المشكلات العامة.

7- يمكن من خلال الإعلان نشرُ العناوين الخاصة بالمنظمة وأفرعها، وأرقام حساباتها وموقعها الإلكتروني، وطرق التواصل مع إداراتها، وغيرها من المعلومات الضروريَّة.

8- تساعد الإعلانات في زيادة أعداد المتبرِّعين الفعليِّين والمتبرعين المحتمَلين في المستقبل.

9- تؤدي الإعلانات إلى استغلال مواسمِ الطاعات والعمل الخيري بأفضل ما يكون، واستثمارها للمتبرِّع والمتطوِّع استثمارًا ينعكس عليه في الدنيا والآخرة.

الفوائد التي حقَّقتها الإعلانات الخيرية للمنظمات:

• الشهرة والانتشار:

المنظَّمات والجمعيات الخيريَّة التي تعلن عن نفسِها أكثر شهرة وجماهيرية وتحقيقًا لأهدافها عن غير المعلنة.

• التفاعل الإيجابي:

الإعلانات الناجحة حقَّقت تغييرًا شاملًا لنظرة الجماهير لدور منظمات العمل الخيري وجمعياته عمومًا (حوَّلتها في غالب الأحيان من نظرة سلبيَّة متربصة، إلى نظرة إيجابيَّة فاعلة وداعمة).

• زيادة المنافسة:

نجاحُ الإعلانات لبعض المنظَّمات ساعد بالفعل في تحقُّق أغراضِها، وكان إشارة لتشجيع باقي المنظَّمات على خوض تجربة الترويجِ لنفسها، وهو أحدُ الأسباب التي زادت من حدَّة المنافسة بين هذه المنظَّمات، وبما لذلك من آثار إيجابية على المجتمع وأعداد المستفيدين (بعد ظهور أول إعلان تجرَّأت العديد من المنظمات على عملية الترويج لنفسها).

• تحقيق قفزة في الموارد:

فالمنظمات المُعلنة تحقِّق زيادة فِعلية في كافة الموارد الفورية (المالية - العينية - البشرية) عند الاستجابة، مع احتماليَّة تحقيق نتائج أفضل في المستقبل، وبالتالي زيادة أعداد المستفيدين.

• توسيع الأدوار وزيادة المهام الخيرية:

نجاح تسويق الأهداف والقضايا مع وجود الدعم الماديِّ والمعنويِّ اللازم يزيد من قدرة المنظَّمة على التعامل مع قضايا المشكلات الاجتماعية والإنسانية الجديدة، ويؤدي أيضًا لتوسيع الرُّقعة الجغرافيَّة للمنظمة، مع زيادة تدشين وافتتاح فروع جديدة في أماكن مختلفة.

• تحقيق مجموعة من المكاسب المعنويَّة، منها:

• استقطاب عدد كبير من المهتمِّين بقضايا المنظمة، وزيادة أعداد المتطوعين.

• زيادة المصداقية؛ فالإعلان الذي يحتوي على معلومات صحيحة، وأرقام دقيقة أكثر تأثيرًا وتثبيتًا لمصداقية المنظمة.

• زيادة إيجابيَّة ومرونة الموظفين، مع شعورهم بالفخر للانتماء لمنظمة تستطيع تسويق أهدافها بنجاح.

أنواع الإعلانات، وطرق نشرها:

1- الإعلانات التلفزيونية:

• الإعلانات التلفزيونيَّة واحدة من أكثر أدواتِ التأثير العام، ومن خلالها تحوَّلت الأفكار الجامدة لصروحٍ خيريَّة تُقدِّم خدماتها لمئات الآلافِ من البشر سنويًّا.

• الإعلان التلفزيوني مادة قصيرة قد لا تتجاوزُ نصفَ دقيقة، ولكنها تستطيع أن تحقِّق أفضل النتائج للمنظمة والمستفيدين منها إذا تمَّ ترويجها في أوقات ذروة انتباه الجماهير.

• أعظم النتائج التي حقَّقتها الجمعيات والمنظمات الخيرية في بعض الدول في السنوات الأخيرة كانت من خلال تفاعلِ الجماهير مع الرسائل التي بثَّتْها المنظمات الخيرية من خلال الإعلانات التلفزيونيَّة.

2- الإعلانات المسموعة:

وهي التي تُبثُّ من خلال محطات الراديو، ويجب أن تحتويَ على التأثير اللَّافت للانتباه، غير المخالف للشرعِ، أو للأعراف والتقاليد.

3- التقارير الصحفيَّة:

التقارير الصحفيَّة قد تكون مرئيَّةً، وقد تكون مسموعة، وقد تكون مقروءة، وتتضمن التقارير الصحفية أخبار المنظَّمة، أو بعض المعلومات عنها بشكلٍ لافتٍ وجاذب ومُؤثِّر، ويحقق الغرض.

4- المؤتمرات والندوات والفاعليات:

وكلها من صور تفاعل ممثِّلين عن المنظمة الخيريَّة مع المجتمع المحيط بها، ويمكن من خلالها تسويقُ أهداف المنظَّمة ومشروعاتها وإنجازاتها وغيرها بطريقة مباشرةٍ وسهلة مع ميزة تقديم الردود على الاستفسارات، وقياس درجات التفاعل، واستجابة الجمهور مع ما يتمُّ تداولُه من بيانات ومعلومات ترويجيَّة.

5- مواقع التواصل الاجتماعي:

تعتبر مواقعُ التواصل الاجتماعي واحدةً من أهم وسائل بثِّ الإعلانات الخيريَّة، والأقل تكلفةً، والأكثر تأثيرًا؛ نظرًا لاستقطابها فئاتٍ متعلِّمة، وأكثر وعيًا وتأثُّرًا بقضايا العمل الخيري.

6- المنشورات:

وهي أوراق مطبوعة توزِّعها المنظمات والجمعيات في الأماكن العامة؛ للتعريف بأهدافها، ونتائج أعمالها، وطرق التعاون معها.

7- المُلصَقات:

وهي أوراق مطبوعةٌ مصنَّعة من مادة قوية، وهي كبيرة الحجم بالنسبة للمنشورات، وتكون ملصقة في أماكن عامة، ويراعى عند إعدادها جودة الخط الألوان والصورة اللافتة للانتباه.

8- اللوحات الإعلانية:

وهي لافتاتٌ خارجية كبيرةٌ أو متوسطة الحجم، تُوضع في أماكن حيويَّة؛ كالتجمُّعات السكانيَّة، والمحاور، والطرق، والجسور، وتقدم مادة إعلاميَّة وصورًا تحمل شعار المنظمة، واللوحات الإعلانية هي أقلُّ صور الإعلانات التي تعتمد عليها المنظمات الخيرية.

ضوابط صناعة الإعلان الخيري:

1- ضرورة الابتعاد عن الصورة المُؤلمةِ؛ لأنها لن تحقِّقَ الغرض من الإعلان؛ وهو الوصول للجمهور، فأغلب الناس لا يحبُّون الصور المؤلمة، ويُحجِمون عن مشاهدتها.

2- عدم استخدامِ معلومات مُضلِّلة؛ لأنها قد تُحدِثُ نتائج عكسيَّة تضُرُّ المنظمة والقائمين عليها، وغالبًا ستُفقد المنظَّمة مصداقيَّتَها عند الجمهور.

3- تسويق الأمل بإمكانية تحقيقِ نتائج إيجابيَّة حالَ تفاعل الجماهير، وعدم تسويق الأفكار المظلمة؛ لأنها ستؤدِّي للإحباط والإحجام عن الدعم والتفاعلِ، فهناك دراسةٌ نفسية تقول: إن الجمهور يكون أكثرَ استجابة إذا تمكَّن من وجود نتائج إيجابيَّة لجهود المنظَّمة الخيرية.

4- عدم انتهاك خصوصيَّات المستفيدين والمتبرِّعين والمتطوِّعين، مع ضرورة عدمِ نشر معلوماتهم، أو صورهم، أو استغلالِها بأيِّ صورة بدون إذنٍ مكتوب من المستفيد، أو المتبرِّع والمتطوع، ودون إكراهٍ من أيِّ نوع، ولخطورة ذلك القانونية.

5- التقليل من التكلفة الإجمالية لصناعة الإعلان؛ لأن التكاليفَ الكبيرة تُشكِّك الجمهور في دور المنظمة، وفي قدراتها، وفي القائمين على إدارتها.

6- الابتعاد عن استخدام القُصَّر في الإعلان؛ فهناك أبحاث تشير للأثر السلبي الذي يقع على الأطفال عندما يكبرون جرَّاء تسخيرهم في هذا العمل وهم صغارٌ لا حول لهم ولا قوة.

7- عدم الإفراط في استخدام الأشخاص في الإعلان الواحد، أو الفرد الواحد في الإعلانات المتعددة، فيُشترَط في الإعلانات الخيريَّةِ الواقعيَّةُ لإحداث التأثير المطلوب والاستجابة.

نصيحة لقادة المنظَّمات الخيريَّة بخصوص الإعلان عن منظماتهم:

• إذا لم تتقدَّم خطوة للأمام، وتُعرِّف الجماهير بمنظمتِك، فستتقدم منظَّمات أخرى، بينما سترجع أنت للخلف.

• يجب أن تختارَ الوقت المناسب للإعلان عن منظَّمتك (يستحسن مواسم الطاعاتِ؛ كشهر رمضان والأعياد، وأوقات المناسبات الدينية التي تتزايد فيها الروحانيَّات والنَّزعات الدينيَّة).

• الابتعاد عن التكلُّف، واعتماد البساطة يزيد ثقةَ الجمهور في منظمتك وفي قدراتك كقائدٍ.

• يمكنك استخدام وسائل مبتكرَة في صناعة الإعلان، ويمكنك الاعتماد على المتطوِّعين ومواهبهم، فلديهم دائمًا الجديد والقدرات الباهرة.

• عدم تسريبِ معلوماتِ العملاء؛ لأنها من الأسرار التي ائتمنوك عليها، ويمكن أن تشكِّل خطرًا قانونيًّا على المنظمة إذا تمَّ تسريبها للعامة.

• الإعلان التلفزيوني هو الإعلان الأكثر تأثيرًا وتحقيقًا لتطلُّعات المنظمة إذا عُرض في وقت ذروة تفاعل الجماهير مع البث التلفزيوني.