• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

فرعون اسم أم لقب؟ (1)

فرعون اسم أم لقب؟ (1)
وليد بن عبدالعظيم آل سنو

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/4/2016 ميلادي - 2/7/1437 هجري

الزيارات: 169973

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فرعونُ.. اسمٌ أم لقب؟

(المقال الأول)

 

فرعون!

لفظ مثير للجدل، باعث للريبة، يحمل على التفكير ويدعو لإطالة النظر، حاكم ظلم الناس حيًّا، وأرهق الباحثين ميتًا.. ملك خصه الله تعالى بالذكر دون الآلاف من جبابرة الأرض.. لعنُه يعقب ذكره، أتباعه وأحبَّاؤه عبر الزمان يرثُون له؛ لذلك لا يخلو الأمر من روعة البحث، ومتعة الفكر، ولذة الاختلاف المثمر.. ومن ثمرات هذا الاختلاف تباين العلماء فيه على قولين هامين:

الأول: أنه لقَب.

جرى العُرف والعادة والاصطلاح في العصور الحديثة على إطلاق لقب فرعون على الحاكم في مصر القديمة، وذلك جريًا على العادة في إطلاق الألقاب على ملوك العالم القديم؛ فعلى سبيل المثال يطلق على كلِّ مَن ملَك الفُرس: كسرى، برغم أن من تسمى بذلك هو ملك من ملوكهم، ثم جرت العادة بعد ذلك على تسمية كل ملك فارسي بكسرى، كما تسمى ملوك الروم بقيصر، وملوك الحبشة بالنجاشي، وهكذا وجريًا على العادة فإن الناس في العصور الحديثة اصطلحوا على تلقيب ملوك الأقباط بالفراعنة، وكان الحاكم في مصر القديمة الموحدة يلبس تاج القطرين) تاج أحمر رمز الشمال، وتاج أبيض رمز الجنوب، متحدين في تاج واحد، دلالة على حكم القُطرين وتسلطه عليهما)؛ أي إنه يحكم مصر العليا ومصر السفلى.

 

الأدلة على أن فرعون لقب:

قال القرطبي: {فرعون} قيل: إنه اسم ذلك الملك بعينه.

 

وقيل: إنه اسم لكل ملك من ملوك العمالقة، كما يسمى من ملك الفرس كسرى، ومن ملك الروم قيصر، ومن ملك الحبشة النجاشي.

 

واسم فرعون موسى المذكور: قابوس في قول أهل الكتاب.

 

وقال وهب: اسمه: الوليد بن مصعب بن الريان، ويكنى أبا مرة.. وهو من بني عمليق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوحٍ عليه السلام..

 

قال السهيلي: وكل من ولي القبط ومصر فهو فرعون، وكان فارسيًّا من أهل إصطخر[1].

 

وقال العلامة/ أبو حيان الأندلسي: "وفرعون: علَمٌ لِمن ملك العمالقة، كما قيل: قيصر لمن ملك الروم، وكسرى لمن ملك الفرس، والنجاشي لمن ملك الحبشة، وتُبَّع لمن ملك اليمن، وقال السهيلي: هو اسم لكل من ملك القبط ومصر، وقد اشتق منه: تفرعن الرجل إذا تجبَّرَ وعَتَا"[2].

 

وقال المسعودي: "لا يعرف لفرعون تفسير بالعربية"[3].

 

وقال المؤيد صاحب حماة في تاريخه: ولم أدرِ لأي معنى سمي بذلك، والمذكور في القرآن منهم هو الذي بُعِث موسى عليه السلام في زمانه"[4].

 

وقال ابن زولاق: واختلف فيه، فقيل: كان من العماليق، وقيل: كان من القبط، ويكنى أبا مرة، وهو الوليد بن مصعب، وهو أول من خضب بالسواد لما شاب، دله عليه إبليس، ولعظم شأنه وعتوه ذكَره الله تبارك وتعالى في خمس وعشرين سورة من القرآن"[5].

 

حدثنا أبو عبدالله بن عبدالحكم قال: سمعت الليث بن سعد وابن لهيعة أو أحدهما يقول: "كان فرعون قبطيًّا من قبط مصر، يقال له: طلما.

 

حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثنا عبدالله بن أبي فاطمة عن مشايخه قال: إنه كان من فران بن بلى، واسمه الوليد بن مصعب، وكان قصيرًا أبرش يطأ في لحيته... وعن هانئ بن المنذر: أنه كان من العماليق، وكان يكنى بأبي مرة.

 

وعن جرير عن عبدالملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة عن أبي بكر الصديق قال: كان فرعون أثرم.. ويقال: بل هو رجل من لخم[6].

 

وقال المسعودي في أخبار الزمان: اسمه طلما بن قومس، فهذا الذي تذكر القبط أنه فرعون موسى[7].

 

وقال السيوطي: "أما الكنى فليس في القرآن منها غير أبي لهب.. وأما الألقاب فمنها فرعون، واسمه الوليد بن مصعب، وكنيته أبو العباس، وقيل: أبو الوليد، وقيل: أبو مرة، وقيل: إن فرعون لقب لكل من ملك مصر"[8].

 

ويقول صاحب نهاية الأرب: "فأما فرعون، فهو الوليد بن مصعب بن نسيم، وكان أبوه يرعى البقر لقومه، وكانوا من العمالقة، وكان الوليد يتقن صناعة النجارة، ثم ولع بالقمار فعاتبته أمه، فقال: كفي عني؛ فأنا عون نفسي، فلزمه هذا اللقب، فكان يعرف بعون نفسه، فقامر في بعض الأيام فقمروه؛ أي: غلبوه في قميصه، وبقي في خلق لا يستره، فاستحيا من الناس أن يروه كذلك؛ فهرب حتى صار إلى قرية من قرى مصر، فعرض نفسه على بقال، فخدمه، وكان يضرب المشترين ويؤذيهم حتى نفروا من البقال؛ فطردوه، فعاد إلى مصر، وكانوا يقولون: (فر عون)[9]؛ أي: هرب عون، ويقول الحموي: "فلما هلك (أي) كاتم بن معدان، صار بعده فرعون موسى عليه السلام، وقيل: كان من العرب من بلي، وكان أبرش قصيرًا يطأ في لحيته، ملكها خمسمائة عام، ثم غرقه الله وأهلكه، وهو الوليد بن مصعب، وزعم قوم أنه كان من قبط مصر، ولم يكن من العمالقة، وخلَتْ مصر بعد غرق فرعون من أكابر الرجال، ولم يكن إلا العبيد والإماء، والنساء والذراري"[10].

 

ويقول المسعودي: "وملك دارم بن الريان العملاقي مصر بعد الريان بن الوليد العملاقي، وهو فرعون يوسف، ثم ملك بعده كامس بن معدان العملاقي، ثم ملك بعده الوليد بن مصعب، وهو فرعون موسى، وقد تنوزع فيه: فمن الناس من رأى أنه من العماليق، ومنهم من رأى أنه من لخم من بلاد الشام، ومنهم من رأى أنه من الأقباط من ولد مصر بن بيصر، وكان يعرف بظلما"[11].

 

وذكر العلامة/ المعلمي رحمه الله في حاشيته على الإكمال لابن ماكولا: أنه اشتهر بين كثير من العامة أن فرعون كان من أهل الحجرية راعيًا اسمه (عون)، فشرد من هناك، فقيل: (فر عون)، فصار إلى مصر، فآل أمرُه إلى ما عرف[12].

 

وقيل: "إن أول من تسمى بفرعون غلام الوليد ابن دومع العماليقي، يقال له: فرعون، كان قد هرب من مولاه لما رجع من طلب النيل، وبنى المدينة التي يقال لها: مدينة العقاب، وتحصن بها، فقيل له: فرعون"[13].

 

وذكر المسعودي قصة الوليد بن دومع، وهي طويلة، مع غلام له اسمه عون، وقد ملك مصر بأمر الوليد بن دومع، ولما غاب الوليد ادعى عون أنه الملك، وادعى أنه لم يكن عبدالوليد، وتجبر عون، وظلم أهل مصر، فلما أراد الوليد أن يرجع وعلم عون بذلك، فر هاربًا، فلما دخل الوليد مصر سأل عن عون، فقالوا: فر عنك، وتحصَّن دونك في مدينة بناها لنفسه؛ فسُمِّي فرعون[14]، فهذا لقبه.

 

وقال ابن سيده: وعندي أن فرعون هذا العلم أعجمي؛ ولذلك لم يصرف[15].

 

"وقال الجوهري: فرعون لقب الوليد بن مصعب ملك مصر، وكل عاتٍ متمردٍ فرعون، والعتاة: الفراعنة، وقد تفرعن، وهو ذو فرعنةٍ، أي دهاءٍ ونكرٍ (تكبر).

 

والفرعنة: الكِبْر والتجبُّر، والفرعنة مصدر فرعون، ويقال: فرعون أيضًا"[16].

 

وقال الزمخشري صاحب الكشاف: و{فرعون}: علم لمن ملك العمالقة، كقيصر: لملك الروم، وكسرى: لملك الفرس، ولعتو الفراعنة اشتقوا: تفرعن فلان، إذا عتا وتجبر، وفي مُلَح بعضهم:

قد جاءَه الْمُوسى الكَلُوم فزاد في ♦♦♦ أقصى تَفَرْعُنِه وفَرْط عُرَامه[17]


قال الرازي في قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 104]، في الآية مسائل:

المسألة الأولى: اعلم أنه كان يقال لملوك مصر: الفراعنة، كما يقال لملوك فارس: الأكاسرة[18].

 

قال ابن الأثير في تاريخه الكامل: "وكان فرعون مصر في أيامه قابوس بن مصعب بن معاوية صاحب يوسف الثاني، وكانت امرأته آسية بنت مزاحمٍ بن عبيد بن الريان بن الوليد بن فرعون يوسف الأول، وقيل: كانت من بني إسرائيل، فلما نودي موسى عليه السلام أعلم أن قابوس فرعون مصر قد مات، وقام أخوه الوليد بن مصعب مكانه، وكان عمره طويلًا، وكان أعتى من قابوس وأفجر، وأمر بأن يأتيه هو وهارون بالرسالة.

 

ويقال: إن الوليد تزوج آسية بنت مزاحمٍ بعد أخيه، ثم سار موسى عليه السلام إلى فرعون رسولًا مع هارون...

 

قال ابن الأثير: وكان فرعون موسى أعتاهم - أي: الفراعنة - على الله، وأعظمهم قولًا، وكان سيئ الملكة على بني إسرائيل، يعذبهم ويجعلهم خولًا، ويسومهم سوء العذاب"[19].

 

وقال الإمام/ الطبري في كتابه: تاريخ الأمم والملوك في سياق حديثه عن نسب موسى بن عمران عليه السلام وأخباره: وأما ابن إسحاق فإنه قال فيما حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: قبض الله يوسف، وهلك الملك الذي كان معه الريان بن الوليد، وتوارث الفراعنة من العماليق ملك مصر، فنشر الله بها بني إسرائيل، وقبر يوسف حين قبض كما ذكر لي في صندوق من مرمر في ناحية من النيل في جوف الماء، فلم يزل بنو إسرائيل تحت أيدي الفراعنة وهم على بقايا دينهم مما كان يوسف ويعقوب وإسحاق وإبراهيم شرعوا فيهم من الإسلام، متمسكين به، حتى كان فرعون موسى الذي بعثه الله إليه، ولم يكن منهم فرعون أعتى منه على الله ولا أعظم قولًا ولا أطول عمرًا في ملكه منه.

 

وكان اسمه - فيما ذكروا لي - الوليد بن مصعب، ولم يكن من الفراعنة فرعون أشد غلظة، ولا أقسى قلبًا، ولا أسوأ ملكًا لبني إسرائيل منه، يعذبهم فيجعلهم خدمًا وخولًا، وصنَّفهم في أعماله؛ فصِنف يبنون، وصنف يحرثون، وصنف يزرعون له، فهم في أعماله، ومن لم يكن منهم في صنعة له من عمله فعليه الجزية، فسامَهم كما قال الله: ﴿ سُوءَ الْعَذَابِ ﴾ [البقرة: 49].. وفيهم مع ذلك بقايا من أمر دينهم لا يريدون فراقه، وقد استنكح منهم امرأة يقال لها: آسية بنت مزاحمٍ، من خيار النساء المعدودات، فعمر فيهم وهم تحت يديه عمرًا طويلًا يسومهم سوء العذاب، فلما أراد الله أن يفرج عنهم وبلغ موسى عليه السلام الأشد، أُعطِيَ الرسالة"[20].

 

أما في التوراة: فقد استخلص بعض المحققين بأن اسم فرعون مصر في ذلك الوقت هو رمسيس الثاني؛ لأنه في عهده سخر بني إسرائيل بعمل الطوب، وقاموا ببناء مدينتي (مخازن فيثوم ورمسيس)، كما جاء في الفقرة 11 من الإصحاح الأول من سفر الخروج، وفيه ما يلي: [وما لبث أن قام ملك جديد على مصر لم يكن يعرف يوسف. 9 فقال لشعبه: "ها بنو إسرائيل أكثر منا وأعظم قوةً. 10فلنتآمر عليهم لكيلا يتكاثروا وينضموا إلى أعدائنا إذا نشب قتال ويحاربونا ثم يخرجوا من الأرض". 11فعهدوا بهم إلى مشرفين عتاةٍ ليسخروهم بالأعمال الشاقة. فبنوا مدينتي فيثوم ورعمسيس لتكونا مخازن لفرعون. 12ولكن كلما زادوا من إذلالهم، ازداد تكاثرهم ونموهم، فتخوفوا من بني إسرائيل 13فتفاقم عنف استعباد المصريين لبني إسرائيل.14وأتعسوا حياتهم بالأعمال الشاقة في الطين واللَّبِن كادحين في الحقول. وسخرهم المصريون بعنفٍ في كل أعمالهم الشاقة]، وربطوا ذلك بقصة فرعون حينما قال لوزيره هامان: ﴿ فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [القصص: 38]، فأمر هامان بعمل الآجُرِّ، وهو أول من عمله، وأنهم كانوا لا يرقون الطوب.

 

"ولما كانت بعض أشكال الباء المصرية تنطق - فاء - في اللغات السامية فقد أصبح هذا اللقب في العبرية - فرعا.. أما في العربية فقد استخدمت اللقب في شكل الجمع بإضافة واو ونون في النهاية؛ فأصبح فرعون"[21].

 

والحقيقية أنه لا يعلم يقينًا متى أطلقت لفظة فرعون تاريخيًا؛ لأن التاريخ لا يستقصي تلك الوقائع الجزئية والفروع على وجه الدقة.

 

وجاء في الموسوعة العربية العالمية أن: "فرعون كان لقبًا للملوك المتأخرين لمصر القديمة، لم يلقب المصريون حاكمهم فرعونًا، حتى الأسرة الثانية عشرة (1554 1304ق. م) وحتى ذلك الوقت، لم يكن فرعون واحدًا من أهم ألقاب الملك، وقد استخدم كاتبو السجلات في الأزمنة القديمة كلمة فرعون لقبًا لملك مصر، وتتألف كلمة فرعون في اللغة المصرية القديمة من كلمتين: بير عا وتعنيان المنزل العظيم، وفي البداية كانت هاتان الكلمتان وصفًا للقصر الملكي، وليس للملك"[22].. وقد سمته السريانية "فرعو /پرعو" والواو الأخيرة للمفرد بدل الضمة، كما في توراة الكهنة أي "فرع/ فارع" لا فرعون التي هي تصغير "فرع".. فكل الدلائل العقلية والتراثية والجغرافية تشير إلى أن فرعون موسى كان أحد سكان جبال السراة في عسير[23].

 

وقيل: هي "كلمة مصرية قديمة تعني: المنزل العظيم، وفي الأصل كانت تعني: القصر الملكي، وفي عصر المملكة الجديدة صارت الكلمة تستخدم مرادفًا للملك في مصر، وكان ذلك في المدة من 1539ق.م إلى 1292ق.م، ثم أصبحت تستخدم للتعبير عن الاحترام في المدة 945 - 730 ق.م، ثم تطور المصطلح بعد ذلك ليصبح اسمًا لكل ملوك مصر القديمة، رغم أنه لم يكن في يوم ما اللقب الرسمي للملك"[24].

 

وفي معجم الحضارة المصرية القديمة تحت اسم فرعون جاء ما يلي: "لم يستعمل هذا اللقب الذي يوحي إلينا بشخصية ذات عظمة ومجد من غابر الأزمنة إلا في الألف سنة الأولى قبل الميلاد، ونقلنا كلمة فرعون عن لفظ حقيقي رسمي في التوراة، وهي مشتقة من اللفظ المصري "برعا"؛ أي: البيت العظيم التي بعد استعمالها للقصر استعملت لصاحبه" وبطريقة مشابهة استعمل الباب العالي للدلالة على السلطان العثماني" غير أن لقب فرعون لم يستعمل في أي وقت من التاريخ كلقب حقيقي رسمي للملك"[25].

 

وبعض العاملين في حقل الآثار يقول: "إن فرعون هو أحد الألقاب التي أصبحت تطلق على حكام مصر منذ عهد تحتمس الثالث، الذي أقام الإمبراطورية المصرية خلال القرن الخامس عشر قبل الميلاد"[26]، وهو ما يعرف بالمملكة الحديثة، ولكن هذا التاريخ بات مشكوكًا فيه أيضًا، يقول دونالد ريدفورد: "إلا أن الاختيار الحالي للتواريخ العالية يوفر إطارًا تقليديًّا، وإن كان مؤقتًا لتأريخ المملكة الحديثة، وهو تأريخ قابل للتعديل كلية نتيجة للاكتشافات التي قد يأتي بها المستقبل"[27].

 

ويقول الدكتور/ زاهي حواس عن كلمة فرعون: إن المصريين يستخدمونها في بعض الأحيان دون معرفة معناها، بل ويحاولون أن يشيروا إلى أن كلمة فرعون تعني الطاغي أو الظالم، وذلك من خلال قراءة الكتب السماوية، خاصة القرآن الكريم في قصة موسى عليه السلام، والفرعون الذي طغى قد جعلهم يعتقدون أن كل الفراعنة طغاة، وجعل البعض ينظر إلى الآثار كأنها أصنام؛ لأنها من صنع الطغاة[28].

 

ومن الممكن أن يكون قوله تعالى: ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 4]، المقصود به لقبًا فلم يذكر الله اسم فرعون للدلالة على تماثل جميع الفراعنة في الفجور.

 

ويقول صاحب التحرير: و{فرعون} علم جنس لملك مصر في القديم، أي: قبل أن يملكها اليونان، وهو اسم من لغة القبط، قيل: أصله في القبطية فاراه، ولعل الهاء فيه مبدلة عن العين، فإن رع اسم الشمس، فمعنى فاراه نور الشمس؛ لأنهم كانوا يعبدون الشمس، فجعلوا ملك مصر بمنزلة نور الشمس؛ لأنه يصلح الناس، نقل هذا الاسم عنهم في كتب اليهود، وانتقل عنهم إلى العربية، ولعله مما أدخله الإسلام، وهذا الاسم نظير كسرى لملك ملوك الفرس القدماء، وقيصر لملك الروم، ونمروذ لملك كنعان، والنجاشي لملك الحبشة، وتُبَّع لملك ملوك اليمن، وخان لملك الترك.

 

واسم فرعون الذي أرسل موسى إليه: منفطاح الثاني، أحد ملوك العائلة التاسعة عشرة من العائلات التي ملكت مصر، على ترتيب المؤرخين من الإفرنج، وذلك في سنة 1491 قبل ميلاد المسيح[29].

 

وأما ماريا. بارسونس فتفجر قنبلة علمية دقيقة حين قالت: "ويجب التنويه بأن اللقب الشهير فرعون والذي يطلق على ملوك القبط ليس كلمة قبطية، بمعنى أن القبطيين لم ينادوا ملوكهم بفرعون حتى عهد متقدم من تاريخ القبط، حيث كانوا يشيرون إلى الملك بالبيت الكبير، وتلفظ "بي - ري أو: بي - رعا. " per - aaفحوَّرها غير القبطيين من العبرانيين إلى فرعون... هنا نجد أن لفظ البيت الكبير عند بارسون هو "بي - رع" وليس "بر عو" كما لفظه جيمس هنري"[30].

 

وقولها الهام هنا: إن فرعون لم يطلق على ملوك القبط وليس كلمة قبطية..؛ لأن هناك دراسات علمية قائمة تثبت أن مصر وادي النيل ليست مصر موسى، وتلك قضية خطيرة تظهر مدى تلاعب اليهود بتاريخ المنطقة العربية.

 

والخلاصة: أن كلمة فرعون ربما قد أصبحت تستخدم استخدامًا شائعًا في العصور الحديثة كلقب للحاكم في مصر القديمة لأسباب ترجع إلى الميول العقائدية ومحاولات التفسير التوراتية من زاوية واحدة، على أن التحقيق اللغوي للفظة يظل بعيدًا كل البعد عن حقيقة تلقب الحكام المصريين بهذا اللقب[31].

 

وقفة لا بد منها[32]:

قال المسعودي: "وسألت جماعة من أقباط مصر بالصعيد وغيره من بلاد مصر من أهل الخبرة عن تفسير فرعون فلم يخبروني عن معنى ذلك، ولا تحصل لي في لغتهم، فيمكن - والله أعلم - أن هذا الاسم كان سمة ملوك تلك الأعصار، وأن تلك اللغة تغيَّرت كتغير الفهلوية، وهي الفارسية الأولى إلى الفارسية الثانية، وكاليونانية إلى الرومية، وتغير الحِمْيرية، وغير ذلك من اللغات"[33].

 

وكلام المسعودي هذا كلام خطير للغاية، استدل به قوم على أن مصر وادي النيل ليست مصر موسى، وهو رأي كثير من العلماء والباحثين.. حتى إن المستشرق هوكو ونكلر ألَّف رسالة سماها مصري وملوخا ومعين بين فيها رأيه في أن "مصري" هي أرض عربية شمالية، وأن مصر المذكورة في التوراة هي في بلاد العرب، لا في إفريقيا، وقد أثارت نظرية "ونكلر" هذه جدلًا بين العلماء، وقُوبِلت بنقد شديد؛ لأنها تعارض ظاهر نصوص التوراة[34].

 

وكذلك ورد عند ابن خلدون باب: الخبر عن القبط وأولية ملكهم ودولهم وتصاريف أحوالهم والإلمام بنسبهم.. قال: "هذه الأمة أقدم أمم العالم وأطولهم أمدًا في الملك، واختصوا بملك مصر وما إليها ملوكها من لدن الخليقة إلى أن صبحهم الإسلام بها فانتزعها المسلمون من أيديهم، ولعهدهم كان الفتح، وربما غلب عليهم جميع من عاصرهم من الأمم حين يستفحل أمرهم مثل العمالقة والفرس والروم واليونان فيستولون على مصر من أيديهم ثم يتقلص ظلهم، فراجع القبط ملكهم، هكذا إلى أن انقرضوا في مملكة الإسلام، وكانوا يسمون الفراعنة سمة لملوك مصر في اللغة القديمة، ثم تغيرت اللغة، وبقي هذا الاسم مجهول المعنى، كما تغيرت الحميرية إلى المضرية والسريانية إلى الرومية"[35].


فمن الواضح أن كلا المؤرخين وقع فريسة سهلة المنال لمخطط لم يدركا كنهه، كل في زمنه، والعذر لهما! فبلد رسخت فيها الحضارة وعوائدها مثل مصر كما قال ابن خلدون: "ودام ملكهم في الخليقة ثلاثة آلاف من السنين"[36] أيعقل ألا يتحصل في لغتهم معنًى لفرعون، وأن يظل هذا الاسم مجهول المعنى بسبب تغير اللغة؟! أليس هذا من عجائب تصاريف القدر؟!

 

وقال الحموي: "وزعم قوم أنه كان من قبط مصر، ولم يكن من العمالقة"[37].

 

ويبدو أن الحموي هنا يستنكر إلحاق نسب فرعون إلى القبط وليس العمالقة وهم من القبائل التي سكنت مكة ومحيطها، وهذا يثبت عند من يزعم أن فرعون هو الوليد بن مصعب، وهو اسم حجازي خالص كما ينبغي له أن يكون.

 

والسؤال هنا: "كيف يمكن لشعب مليوني التعداد أن يحكم بلادَ وادي النيل منذ القدم ويسمي ملوكه بالـ: "فراعنة" ثم لا يلبث هذا الشعب أن يضيع معنى هذا الاسم الفراعنة، رغم أنه احتفظ بلفظ الكلمة عينها حتى وصلتنا نحن أبناء القرن الواحد والعشرين بشقيه الشرقي والغربي؟"[38].

 

يتبع...



[1] الجامع لأحكام القرآن، لأبي عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، دار الحديث، ط2/ 1416هـ 1996م: 1/ 390 391.. وانظر: فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، الإمام/ محمد بن علي بن محمد الشوكاني، ط3/ 1426هـ - 2005م، دار الوفاء، تحقيق: د/ عبدالرحمن عميرة: 1/ 188.. وحكاه صاحب نهاية الأرب 13/ 176 عن الثعلبي في كتابه المترجم بيواقيت البيان في قصص القرآن، وقيل: أصله من مدينة بورمان، وقيل: من قرية مجهولة تسمى: نوشخ، ولما قعد على سرير الملك قال: أين عجائز نوشخ؟، وانظر: المفردات للراغب الأصفهاني ص362، والمصباح المنير: ص470.

قلت [أبو شعيب]: أما قوله: "إنه من سلالة بني عمليق" فلا غبار عليه، وأما قوله: "كان فارسيًّا"، فهذا بعيد جدًّا، وفيه نظَر، ولا يقبل، وقد نقله السيوطي في الإتقان، وعزاه إلى ابن أبي حاتم، انظر: الإتقان في علوم القرآن: 2/ 875.

[2] تفسير البحر المحيط، للعلامة/ محمد بن يوسف، الشهير بأبي حيان الأندلسي، تحقيق: الشيخ/ عادل أحمد عبدالموجود، والشيخ/ علي محمد معوض.. وآخرين، دار الكتب العلمية، ط1/ 1413هـ 1993م: 1/ 350.

[3] نقلًا من: الجامع لأحكام القرآن: 1/ 390، وفتح القدير الجامع: 1/ 188.

[4] صبح الأعشى، لأبي العباس أحمد القلقشندي، دار الكتب المصرية، والمطابع الأميرية، ط1/ 1333هـ - 1915م (وكل جزء له سنة طبع)، تحت عنوان: ملوك مصر من بعد الطوفان من القبط، 5/ 482.

[5] فضائل مصر وأخبارها وخواصها، لابن زولاق الحسن بن إبراهيم بن الحسين الليثي، مكتبة الأسرة، ط1/ 1999م، ص22.

[6] فتوح مصر وأخبارها، عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالحكم، ط1/ 2006م، دار ابن رجب، ص37، 38، ونقلها السيوطي في حسن المحاضرة: 1/ 42.

[7] أخبار الزمان ومَن أباده الحدَثان، وعجائب البلدان، والغامر بالماء والعمران، لأبي الحسن علي بن الحسين المسعودي، ط1/ 1357هـ 1938م، مطبعة عبدالحميد أحمد حنفي، ص 242.

[8] الإتقان في علوم القرآن، للإمام الحافظ/ جلال الدين السيوطي،2/ 874، 875، ط/ 1، 1429هـ - 2008م، دار السلام.

[9] نهاية الأرب في فنون الأدب، شهاب الدين أحمد بن عبدالوهاب النويري، دار الكتب العلمية (منشورات محمد علي بيضون) بيروت، تحقيق: د. مفيد قميحة، د. حسن نور الدين وآخرين، ط1/ 2004م - 1424هـ، 13/ 150، 151.

[10] معجم البلدان، لشهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي: ٥/ ١٤٠، دار صادر بيروت، طبعة عام: 1397هـ - 1977م.

[11] مروج الذهب: 1/ 268، تحت عنوان: جملة من ملوك مصر.

[12] الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب، الأمير الحافظ علي بن هبة الله أبي نصر بن ماكولا، اعتنى به الأستاذ/ نايف العباسي، دار الكتاب الإسلامي دون سنة طبع: 3/ 90 91، حاشية رقم (2)، وذكر العلامة/ المعلمي: أن رجلًا من أهل اليمن قال لمصري: حسبكم أن فرعون منكم... فقال المصري: إنما هو منكم جاء إلينا، فقال اليماني: كان لدينا راعيًا ولم نرضَه؛ فطردناه، فجاء إليكم فاتخذتموه ربَّكم الأعلى.

[13] أخبار الزمان ومن أباده الحدثان: ص 148 - 149.

[14] السابق: ص218 - 222، بتصرف، والمنقول ليس بنصه.

[15] تاج العروس من جواهر القاموس، محمد بن محمد بن عبدالرزاق الحسيني، الملقب بمرتضى الزبيدي، ط1/ 1422هـ - 2001م، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، سلسلة التراث العربي: 35/ 507، مادة فرعن.

[16] الجامع لأحكام القرآن، نسخة التركي: 2/ 83 - 84 (وليس فيه كلمة متمرد).. وفتح القدير: 1/ 188.

[17] الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري، تحقيق: عادل أحمد عبدالموجود، وعلي محمد معوض، مكتبة العبيكان، ط1/ 1418هـ - 1998م، 1/ 267، وانظر: الجامع لأحكام القرآن 1/ 390 - 391 (نسخة دار الحديث)، وفتح القدير للشوكاني: 1/ 188، وينظر كل من: المحيط والصحاح في اللغة.

[18] تفسير الفخر الرازي (التفسير الكبير ومفاتيح الغيب)، للإمام/ محمد الرازي فخر الدين بن ضياء الدين عمر، دار الفكر للنشر والتوزيع، ط1/ 1401هـ 1981م: 14/ 198.

[19] الكامل في التاريخ، للعلامة/ عز الدين أبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن عبدالكريم الجزري الشيباني، الشهير بابن الأثير، اعتنى به: أبو صهيب الكرمي، بيت الأفكار الدولية، (دون رقم الطبعة وتاريخها): 1/ 52... والآسية، بوزن فاعلة: ما أسس على بنيانٍ فأحكم، ثم أسس ثم رفع فوقه بناء غير ذلك من ساريةٍ أو نحوها، وإن منزلة فلان عند الملك آسية، أي: لا تزول.

[20] تاريخ الأمم والملوك، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، اعتنى به: أبو صهيب الكرمي، بيت الأفكار الدولية، (دون رقم الطبعة وتاريخها مجلد واحد ضخم)، ص130.

[21] الأصول المصرية في اليهودية والمسيحية: 1/ 37، للصحفي/ أحمد عثمان، وهو كتاب في مجمله غير علمي ولا منهجي؛ فلا يعتمد عليه أكاديميًّا، وفيه مخالفات شرعية كثيرة.

[22] الموسوعة العربية العالمية: 17/ 304، تحت عنوان (فرعون).

[23] انظر هامش (426)، نداء السراة اختطاف جغرافيا الأنبياء، ص397.

[24] الموسوعة في المصطلحات السياسية والبرلمانية، ص: 452، ومعجم المصطلحات والألقاب التاريخية، مصطفى عبدالكريم الخطيب، مؤسسة الرسالة، ط1/ 1416هـ 1996م، 337 338.

[25] معجم الحضارة، جورج بوزنر (وآخرون)، ترجمة: أمين سلامة، ط2/ مكتبة الأسرة، 1996م، ص: 254 - 255، وينظر كذلك قصة الحضارة لديورانت المجلد الأول، الكتاب الأول (الشرق الأدنى): ص107.

[26] معجم الحضارة، ص: 254 - 255.

[27] مصر وكنعان وإسرائيل في العصور القديمة، دونالد ريدفورد، مكتبة الأسرة/ 2014م، ص22.

[28] في جريدة الأخبار القاهرية الصادرة بتاريخ 10 / 12 / 2005م.

وقال الدكتور أيضًا في حواره مع وائل السمري عن كفر الفراعنة: هذا تعميم غير مقبول من المتشددين، الفراعنة بشر عاديون فيهم الصالح وفيهم الطالح، وربنا قال: إن فيه حاكم فرعون واحد ظالم وكافر، لكن غيره من الحكام لم يكونوا كذلك، وكذلك المصريون لم يكونوا كفرة، وفيه إيه لما يكون فيه واحد فقط في شعب كامل ظالم وكافر، ما فيه مسلمون ظلمة وكفرة، دا تلات تربع (3/ 4) المسلمين ظلمة وكفرة، ولا يجب أن ننظر إلى الدين هذه النظرة الضيقة (تأمل).

وقال لفضائية - مودرن تي في -: إن فراعنة مصر كانوا صالحين، ولم يكن فيهم سوى واحد فقط طالح (أي فرعون الذي ذكر في القرآن)؛ انتهى.

قلت [أبو شعيب]:

أ - وكأن الدكتور لا يرى أن تلك الآثار كانت بالفعل أصنامًا تعبد من دون الله.. ثم لماذا يخفي علينا الدكتور تلك الطائفة التي تأتي من أوروبا لتعبد الصنم "أبي الهول" وأنه كان يوجد بالفعل في الدولة القديمة معبد لأبي الهول تقام فيه الشعائر التعبدية الوثنية له؟... ولماذا يخفي علينا أمر طائفة الروزي كروشن الماسونية التي تتعبد داخل الهرم الأكبر؟ وقد تكررت هذه الحفلات الماسونية بالهرم من هذه الطائفة، خاصة خلال العهد البائد زمن فاروق حسني، للمناطق الأثرية لأداء الشعائر الدينية الخاصة بهم، وقد تم توظيف الأهرامات في ممارسة طقوس وثنية؛ حيث يتجمعون أمام هرم خوفو في ساعات متأخرة من الليل، يرتدون عباءات سوداء نقش عليها رسوم من عصر أخناتون، وبهدوء يسبقه الشغف والافتتان يصعد هؤلاء درجات الهرم الحجرية، ومعهم أفكارهم ومعتقداتهم الآتية من زمن سحيق، وتحت أضواء الشموع، وفوق الصمت والسكون الرهيب يجري هؤلاء طقوسًا داخل حجرة دفن الملك خوفو، ومركب الشمس، ويرددون ترانيم خاصة من كتاب الموتى ومن أناشيد أخناتون، ولا يفهمها أحد سواهم.

ويبلغ عدد هذه الجماعة، كما قال الدكتور/ مصطفى محمود في برنامجه العلم والإيمان حلقة الهرم المعجزة [14 مليون فرد على مستوى العالم] (تأمل)، يعبدون الله على سنة أخناتون، منهم: سيازرج نيتون ووليم بتري وبل روبسون، وهؤلاء يعتمرون ويحجون كل عام داخل الهرم.

ويؤمن أعضاء حركة روزي كروشن الماسونية بخطة إعادة بناء الهيكل في أورشليم، وتنصيب أحد نسلهم على عرش القدس ليكون المسيح الدجال الذي سيعبده العالم على أنه المسيح الحقيقي، كما تؤمن هذه الجماعة بعقيدة إسرائيل البريطانية - وحركة إسرائيل البريطانية British Israel حركة تؤمن بأن الجنس الأنجلوسكسوني هو القبيلة اليهودية الثالثة عشرة (أو السبط المفقود!)، وأن المسيح كان ملكًا لإنجلترا!

وقد أشار علي الأصفر - مدير عام آثار منطقة الأهرام - إلى أن الكثير من اللغط يصاحب مثل هذه الزيارات، وأن بعض المجموعات التي تقوم بها قد يكون لهم توجهات عقائدية أو ماسونية، كما حدث العام الماضي يوم 11 - 11 - 2011، وأثير مؤخرًا عن زيارة تقوم بها مجموعة للهرم غدًا.

وأضاف: بعض زوار الهرم قد يكونون من المجانين والمهووسين بالحضارة المصرية، ويأتون بأفعال غير متوقعة، وأي أفعال خارجة عن المألوف لا يتم السكوت عليها.. و"لو مشينا ورا كل واحد يردد الكلام ده يبقي نقفل الهرم أحسن".

كانت أنباء ترددت عن أن مجموعة مكونة من 50 فردًا من أعضاء جماعة "الروزي كروشن" ذات التوجه الماسوني ستزور هرم خوفو غدًا الثلاثاء للصلاة داخله من الساعة 4 - 6 مساء بعد مواعيد العمل.. الاثنين 10 - 9 - 2012م.. صدى البلد.

ب - أما الدولة الحديثة التي يتحدث عنها الدكتور فقد ثبت بعد اكتشاف حجر رشيد أن يوسف عليه السلام عاش في مصر في الفترة التي احتل فيها الهكسوس مصر، وأن هؤلاء لم يكونوا من الفراعنة، وأن حاكمهم كان يطلق عليه لقب الملك، ولم يكن يطلق عليه اسم فرعون.

وقد عرف حكام مصر قبل الدولة الحديثة باسم ملك، وبعد الدولة الحديثة باسم فرعون، وتظهر عظمة القرآن الكريم في قصة سيدنا يوسف؛ حيث لم تذكر القصة كلمة فرعون؛ لأن الحادثة وقعت قبل الدولة الحديثة.. أما قصة سيدنا موسى فقد حدثت عندما كان الملك يطلق علية لقب فرعون، أو أن فرعون (اسم الحاكم) كان هو الحاكم.

[29] التحرير والتنوير: 9/ 35، 11/ 247.

[30] نداء السراة اختطاف جغرافيا الأنبياء، سلسلة: عندما نطق السراة، تأليف: قسم الدراسات والبحوث في جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية مملكة البحرين، دار كيوان للطباعة والنشر والتوزيع، ط1/ 2009م، ص 128.

[31] نقلًا من: الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) تحت اسم: فرعون.

[32] ينظر في هذه المسألة رسالتنا الموسومة بـ: [أكذوبة مصر الواردة في القرآن].

[33] مروج الذهب ومعادن الجوهر، لأبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي، المكتبة العصرية بيروت، ط1/ 1425ه - 2005م، 1/ 274.

[34] المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام: 1/ 557 558.

[35] ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، عبدالرحمن بن محمد بن خلدون، دار الفكر، ضبط المتن: الأستاذ/ خليل شحادة، ومراجعة: د. سهيل زكار، ط1/ 1421هـ 2001م، 2/ 84.

[36] مقدمة ابن خلدون، عبدالرحمن بن محمد بن خلدون، تحقيق: د/ علي عبدالواحد وافي، دار نهضة مصر (ضمن مشروع مكتبة الأسرة)، ط1/ 2006م: 2/ 815.. وهذا التحقيق هو أروع ما قدم للمقدمة على الإطلاق.

[37] معجم البلدان: ٥/ ١٤٠.

[38] نداء السراة اختطاف جغرافيا الأنبياء: ص106.

قلت [أبو شعيب]: وهذا الكتاب هام للغاية؛ لأنه يعالج قضية تخص تزوير جغرافيا الأنبياء، ومتضمن قضية من أهم القضايا التي تدور رحاها في أروقة العلم المختلفة، والذي خلص في بحثه عن شخصية فرعون إلى أنه شخصية حجازية أو نجدية خالصة، وأن مصر وادي النيل ليست مصر موسى.. فراجعه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • قصة موسى مع فرعون
  • فرعون (قصيدة)
  • عاشوراء وهلاك فرعون!!
  • سحرة فرعون

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مهارات الإقناع في القرآن (حوار مؤمن آل فرعون مع فرعون مثال تطبيقي)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • جند فرعون ( مسرحية )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • قصة موسى عليه السلام (11) قارون وطغيان المال(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • خطبة: قصة موسى الرضيع مع فرعون الوضيع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ماشطة ابنة فرعون (2)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • كيف أصبحت الأرض بعد مرور يوم وليلة على هلاك فرعون وهامان وجنودهما أجمعين؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصة موسى مع فرعون وأقسام الناس في يوم عاشوراء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • {وإذ نجيناكم من فرعون..}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صور من صبر الذين كانوا قبلنا: ماشطة بنت فرعون(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب