• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

أزمة الحضارة الغربية المعاصرة

أزمة الحضارة الغربية المعاصرة
د. مصطفى عطية جمعة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/4/2016 ميلادي - 26/6/1437 هجري

الزيارات: 17715

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أزمة الحضارة الغربية المعاصرة


الحضارة الغربية المعاصرة خالفت المسيرة الإنسانية، واعتمدت على ما يُنعَتُ بـ"الفصام النكد" بين الدين والعلم، أو ما يصطلح عليه باسم " العلمانية أو اللادينية "، مما صبغ مجتمعاتها باللاأخلاقية، وظهور "التشكك الأخلاقي" الذي هو ناتج من نواتج العلمانية، فباتوا يفسرون كل تقدم علمي ومجتمعي بأنه ثمرة إقصاء الدين، مما مهَّد السبيل لسيطرة الاعتبارات الدنيوية على الدينية [1]، ووضعوا كل دنيوي في وضع مضاد لما هو مقدس وديني، وهذه الضدية أسهمت في اضمحلال الأخلاق وسيطرة الفلسفات المادية على الحضارة برُمتها.

 

وهو ما سماه البعض "بطلان الحاسة الدينية"، وهي حاسة تضاف لحواس الإنسان الخمس، وتجعل الإنسان في بحث دائم عن الله وقيم الدين في أعماقه، وأيضًا طغيان المادية والمعدة والركض لإشباع الشهوات على حساب المعتقدات، واعتبار هذا هدفًا إنسانيًّا ومجتمعيًّا أساسيًّا [2].

 

لقد شكلت المادية أساسًا محوريًّا للفلسفات الغربية الحديثة، بل هناك فلسفات ذات شمولية في الرؤية والفكر، جعلت المادية منطلقاتها، مثل فلسفة هيجل، وكيف تم البناء عليها من قبل ماركس وإنجلز، وغيرهما، وقد رأى الأخيران في بيانهما المشترك أن الشبهات المثارة على فلسفتهما من قبل الدين أو بعض الفلاسفة لا قيمة لها، وليست جديرة بالتمحيص، فكل خواطر الإنسان وأفكاره وحياته الاجتماعية وعلاقاته، تعود إلى كيانه المادي والعناصر المادية من حوله، وأنها السبيل الوحيد لتفسير الكون والحياة والتاريخ، ومنها ظهر ما يُطلَقُ عليه التفسير المادي للتاريخ [3]، كما أن الأخلاق نابعة مما تعارف عليه المجتمع، فهو منشئ الأخلاق، ما دامت تعبر عن مصالح الطبقة التي تملك زمام الثروة وتسيطر على وسائل الإنتاج، ولا عيب في أي خلق ما دامت وسائل الإنتاج ناجحة ومنتظمة، بمعنى أن ما يتعارف عليه الناس ويتقبلونه هو خلق مشروع [4].

 

كانت هذه الفلسفة شديدة التطرف، وشاء الله أن تنهار المجتمعات التي اتخذتها نهجًا (الاتحاد السوفيتي سابقًا ومعه المنظومة الاشتراكية)، كما تخلت عنها مجتمعات أخرى بعدما رأت الشقاء والفقر مستبدًّا بشعوبها، وتبنت اقتصاديًّا النهج الليبرالي (الصين الآن) [5]، وهذا لا يعني الانحياز إلى الفكر الليبرالي الذي يضع أسسًا وحقوقًا لحريات الأفراد والشعوب، وإنما ذم الفلسفة الماركسية، وتطبيقاتها المختلفة، ودكتاتورية مطبقيها وفسادهم.

 

ولكن تبقى جذور الفلسفة المادية والنفعية مبثوثة ومتجذرة في الفكر الغربي المعاصر، ولا ينفك عنها بأي حال، وقد أشار إلى ذلك كثير من الفلاسفة الغربيين الذين رأوا أن هناك تسوية بين الأخلاق الثابتة (الدينية والإنسانية)، وبين الأخلاق العرفية والاجتماعية، وجعلها كلها نسبية مغالية في ذلك، فكل من كتبوا في الضمير الأخلاقي جعلوه أشبه بالعادة الثابتة التي تجمِّد الإنسان وتعيق تطوره وتقدمه، واليوم يهتم الفيلسوف بتركيب الأشياء وتكوُّنها، فهو يرى أن الضمير لا ينبع من فطرة الإنسان، بل يسهم في تكوينها الداخل والخارج والتفكير الذاتي والتجربة، وكأن القيم (في الضمير) أشبه بالتجربة المعملية تتخذ مكانتها من تفكير الإنسان بها، ثم اختبارها في الحياة[6]، وهو تقريبًا ما تذهب إليه الفلسفات الجديدة؛ حيث لا تزال تعتبر المنفعة أساسًا ومنطلقًا للأخلاق والقيم، حتى في الاعتبارات السياسية والإدارية والتربوية، وكما يقولون: إن المهم ليس هو الهوية الشخصية، بل العلاقة المتشكلة من الترابط السيكولوجي والاستمرارية في الحياة[7].

 

ولعل أبرز ما انتقدته فلسفة ما بعد الحداثة ضد فلسفات الحداثة التي سبقتها، والتي رفعت شعارات التنوير والعقلانية والعلم والموضوعية من قبل، انتقدتها بأنها جعلت المجتمع الغربي الحديث مجتمعًا قمعيًّا متسلطًا؛ لأنه قهر فردانية الإنسان باسم العلم، وباسم الدولة، وجعله ترسًا في آلة ضخمة، لا يشعر بوجوده الذاتي بشكل كاف، فهو مجرد رقم مجتمعي؛ مما أدى إلى انتشار نزعات الشكيَّة والنسباوية (من النسبية) في الأمور، وسقوط القناعات المطلقة، والمذهبيات الفكرية الكبرى؛ مثل: الماركسية، والوجودية، وغيرهما [8]؛ لأنها لم تقدم إجابات عن أسئلة كبرى تعتمل في ذات الإنسان، وتتصل بغاياته في الحياة.

 

لقد تناسوا بساطة أن هناك أخلاقًا إنسانية فطرية، نابعة من الضمير الشخصي للفرد، وهي التي تنظِّم حياته وعلاقاته بمن حوله، واحترامه لذاته، ومبادئه في الحياة، وتناسوا أيضًا - وهذا هو الأهم - البحث في علاقة الإنسان بالوجود وخالقه، ورسالة الفرد على الأرض؛ أي: إنهم تناسوا الدين بوصفه مكونًا محوريًّا للذات الإنسانية.

صحيح أن هناك حركات دينية مسيحية، ودعاة لهم آلاف الأتباع، ولا يزال هناك تداخل بين الديني والسياسي، وتعصب للديانة المسيحية، وخوف على الوجود المسيحي في العالم، ولكنها في المجمل حركات محدودة التأثير، لا تعبر عن رسالة مجتمع، ولا قيم حضارة، ولا ينبغي أن تقوم الحضارات الإنسانية الحقيقية على الأنانية المفرطة، والرغبة في الاستحواذ على مقدرات الشعوب، وترسيخهم أن غاية الإنسان في الحياة تنحصر في تحقيق الرفاهية له، دون أن تسموَ برُوحه، وتهذب خلقه، وتتطلع إلى آخرته.

 

يقال هذا الكلام، ويوجه إلى العلمانيين العرب ومن سار على دربهم، حيث قدَّموا القيم الفلسفية الغربية على أنها الخلاص والسبيل والإنقاذ للشعوب الإسلامية، وقدَّموها كلاًّ واحدًا في خطاب واحد، غير عابئ بتناقضات الفكر الغربي ذاته، ولا بالردود الموجهة لهذا الخطاب، فأرادوا أن يحملونا على نهج واحد، وهو في الحقيقة عشرات النَّهوج، وعلى قيم واحدة، هي في الحقيقة مختلَفٌ عليها، وقدموا الغرب لنا على أنه نموذج فريد أوحد، وهو يزخر بعشرات النماذج، والأهم في كل ذلك أنهم لم يقدموا مأساة الإنسان الغربي، الذي حقق تقدمًا كبيرًا في حياته الاجتماعية والاقتصادية، ولكن انحدر روحيًّا وأخلاقيًّا؛ لأنه بالغ في قيم العمل والعقلانية على حساب قيم الروح، ونرجو ألا يفهم ذلك أنه رفض لكل ما هو غربي، وإنما دعوة لقراءة الغرب بشكل صحيح، بعيدًا عن أحادية الطرح والنقل والترجمة، وأن تكون الاستفادة عملية بناءة، تراعي خصوصية ثقافتنا.

 

وقد فطن كثير من فلاسفة العرب لهذا الأمر، فتقول إحداهم بعدما استعرضت جانبًا من مشكلات الغربية النفسية: "وهذا الدرس الحضاري نهديه - نحن - إلى أولئك المفتونين المنبهرين بالحضارة الغربية من دون حدود، وكأنه لم ينمُ إلى علمهم سجلها الحافل بالجرائم الاستعمارية والإمبريالية، ومص دماء الشعوب أو إبادة السكان الأصليين .. وبالتالي يرى أولئك المفتونون في الحضارة الغربية المثل الأعلى، وإجمالاً لكل آيات الحق والخير والجمال المرومة، ويسلِّمون تسليمًا أعمى بأن طريق الخلاص الواحد والوحيد في أن نحذو حذو الحضارة الغربية "باعًا بباع، وذراعًا بذراع، وشبرًا بشبر، حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلناه وراءهم" [9].

 

لقد تميزت الحضارة الإسلامية في تكوينها الأوَّلي بانبثاقها من الإسلام بوصفه دينًا ونظرة (رؤية) إلى العالم، وكانت اللغة العربية الوسيلة الكونية الشاملة للخطاب الديني والعلوم الدينية، وأيضًا سائر العلوم الدنيوية، وقد ظهرت ملامح الحضارة الإسلامية في الحواضر الكبرى؛ مثل: إسطنبول وأصفهان، وهرات والقاهرة ودلهي..، وهي تمثل نموذجًا قابل للتكرار الذاتي على مر التاريخ[10].

لقد قامت الحضارة الإسلامية باستحضار شبكة جغرافية ثقافية واسعة، فلا يمكن النظر إلى الحضارة الإسلامية، بوصفها حلقة في سلسلة عالمية فطرية أو حتمية ما، فقد كانت لها مكوناتها الثقافية والاجتماعية، التي اتخذت من الدين منطلقًا لها، وأدت - فيما أدت - الكثير من الوظائف في المسيرة الحضارية الإنسانية، ويكفي أنها كانت جسرًا ممتدًّا من الأنظمة الاجتماعية القديمة إلى نظيرتها الحديثة [11].

 

فلا يمكن حصر الحضارة الإسلامية في دور " الجسر "، فهي أولاً وأخيرًا لها تكوينها الخاص الذي يتمايز عن غيرها من الحضارات؛ لأنها تستند على الإسلام الذي يقدم عقيدة وقِيمَا ورؤًى تقدم إجابات شافية عن أسئلة محيرة للأذهان، مريحة للأفئدة، كما تقدم مبادئ تشريعية، تنتصر للحقوق، وتؤسس لعمارة الأرض والعدل والخير، كما أنها تفاعلت مع الثقافات والحضارات السابقة عليها في مختلف البلدان التي امتدت إليها ظلالها، فلم تمارس النفي ولا الإقصاء الثقافي والاجتماعي، ولا القهر الديني، ولا التطهير العرقي، وهو تفاعل كان محمودًا وأسهَم في الحفاظ على علوم الأمم السابقة، وأيضًا الزيادة عليها، وتطويرها، بجانب منظومة العلوم المنبثقة عن الإسلام (علوم القرآن والحديث واللغة والشريعة..)، متجاوزة دور الوسيط / الجسر، ودور التأثُّر والنقل الذي حصرها فيه بعض المستشرقين [12].

 

ومن هنا، فإن هناك واجبات تقع على عاتق الأمم المسلمة جميعها في نهضتها المعاصرة، وهذه الواجبات تبدأ من الأمة نفسها، ثم تتجه إلى شعوب الأرض كلها، وهذا يحتاج إلى فقه الفروض الكفائية في بعده المجتمعي والإنساني، والتي تبدأ بمعرفة المهام التي ينبغي على مجتمع المسلمين القيام بها، أملاً في النهضة الحضارية المعاصرة، ويمكن محورتها في المنطلقات التالية:

1- الاتجاه نحو التعبئة الروحية، وإعادة صياغة الرسالة الإسلامية، عقيدة وشريعة، مفاهيمَ وقيمًا ومبادئ، أصالة وحضارة وتقدمًا، وتقديمها إلى جماهير المسلمين البعيدين عن روح الإسلام، ثم إلى العالم الخارجي، من أجل إنقاذه من المادية المفرطة، والشهوانية الجامحة التي استبدت بالنفوس، وجعلت الشعوب أسرى البطون والمتع، وهذا يستلزم تعديل الخطاب الإسلامي والحضاري والسياسي، والاقتصادي والتنموي؛ ليَسهل فَهْمه، وتكون مفرداته واضحة، فلا معنى أن أقدم صادرات ومخترعات ونهضة، دون أن أسبقها وأصبغها برؤيتي الفكرية والعقدية.


2- إنهاء الصراع النفسي في أعماق المسلم المعاصر[13]، الذي تلقَّى فلسفة النهضة والتنمية برؤية غربية، فيما تضطرم في أعماقه جذوره الإسلامية، وهذا يستتبع تصدي أولو الأمر ومخططو الإستراتيجيات الوطنية، من أجل بناء نظام تعليمي مستمد من نظامنا الإسلامي، وقيمه وتصوراته، وإذا كنا في العقود الماضية افتقدنا العلماء والباحثين والمؤلفين، فلجأنا إلى الغرب، فإننا اليوم لدينا كل هؤلاء، وإن كان تنقصنا الرؤية المكتملة، النابعة من الحاجات الكلية للمجتمع، ورغبة الأمة في النهوض والحضارة، والعطاء الإنساني، الذي يقودها إلى أستاذية العالم، وتحقيق الاستخلاف الإنساني في صورته النهائية بقيادة الناس إلى الخير.

 

3- الاهتمام بالنهضة الصناعية والزراعية والحربية (النهضة الشاملة) التي تجعل المسلمين أنفسهم (العامة والبسطاء وأيضًا النخب المتغربة)، متشرِّبين ومتعلقين وعاملين للمشروع الإسلامي، وحاملين رسالته، وأيضًا يقنع العالم كله بهذا المشروع، فإن الشعوب لن تتقبل رسالة من شعوب ضعيفة تستورد غذاءها وصناعتها وسلاحها، وإنما تتطلع دائمًا للقوي المتقدم، تسمع منه، وتتقبل منه، وقد تسايره، وتتقبل ما يدعوها إليه، وكما يقول أبو الحسن الندوي: "فإذا أراد (العالم الإسلامي) أن يضطلع برسالة الإسلام، ويملك قيادة العالم، فعليه بالمقدرة الفائقة، والاستعداد التام في العلوم والصناعة والتجارة وفن الحرب..، يقوت ويكسو نفسه، ويصنع سلاحه، وينظم شؤون حياته، ويستخرج كنوز أرضه، وينتفع بها، ويدير حكوماته" [14].

 

إن الميزة في الإسلام هي الطاقة الروحية الهائلة التي تجعل المرء منافحًا عن دينه، ساعيًا إلى إرضاء ربه، بعمران الأرض.

 


[1] الحضارة الصناعية: ما لها وما عليها، س. إيريس، ترجمة: محمد ماهر نور، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1966م، ص41، 42، وقد أشار المؤلف إلى هذا الوضع الضدي، فبات كل ما هو "طبيعي" يضاد "ما فوق الطبيعي"، ومِن ثَم ظهرت الفلسفات الطبيعية؛ يقول: "إن الحيرة التي تواجهها المدنية الغربية من جراء الثورة العلمية التكنولوجية في القرون الأخيرة، هي حيرة على الأرجح لا محيص عنها، فإن تقدم العلم والتكنولوجيا يوصفه عملية دنيوية محضة، كان حتمًا على حساب المعتقدات التقليدية (يقصد الدينية)، وطريقة الحياة التي تعد هذه المعتقدات تعبيرًا عنها"؛ ص43.

[2] ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، أبو الحسن الندوي، دار العروبة، القاهرة، ط5، 1384هـ، 1964م، انظر: ص230، 242.

[3] الشيوعية والإنسانية في شريعة الإسلام، عباس محمود العقاد، دار الكتاب العربي، بيروت، د ط، د ت، ص126.

[4] السابق، ص229 وما بعدها.

[5] راجع على سبيل المثال: الفيل التنين ( صعود الهند والصين ودلالة ذلك لنا جميعًا)، روبين ميريديث، ترجمة: شوقي جلال، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، يناير 2009، ص28 – 40. وقد أوردت المؤلفة أن ما بين 30 – 40 مليون صيني لقوا حتفهم خلال السنوات 1959- 1962م بسبب الجوع، في حين كانت مخازن الجيش ممتلئة بالحبوب، وكانوا يصدرون القمح للخارج نتيجة الضرائب المفروضة على المزارعين، وهذا ناتج عن المزارع الجماعية التي ألغت الملكيات الفردية، وجعلت الفلاحين موظفين، متوسط دخلهم السنوي 16 دولار فقط، ولكن من يجرؤ على قول هذه الحقيقة للزعيم "ماو" الذي عكف على تأليف كتابه عن الثورة الثقافية، الذي أوجب تدريسه على الجامعات للدعاية الشيوعية، وحسنًا فعل خلفه "هسياو دنج" بأن فتح المجال للاستثمارات الرأسمالية، وأعاد الملكيات الخاصة للمزارعين؛ مما مهَّد الطريق لانطلاقة الصين الاقتصادية الآن.

[6] اتجاهات الفلسفة المعاصرة، إيميل برسيه، ترجمة: محمود قاسم، سلسلة الألف كتاب، نشر: دار الكشاف للنشر والتوزيع، 1956، ص76، 77.

[7] مستقبل الفلسفة في القرن الواحد والعشرين، تحرير: أوليفر ليمان، ترجمة: مصطفى محمود محمد، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، مارس 2004، انظر: ص93- 95.

[8] راجع تفصيلاً: أسطورة الإطار ( في دفاع عن العلم والعقلانية )، كارل بوبر، تحرير: مارك نوترنو، ترجمة: د. يمنى طريف الخولي، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، 2003، ص91 – 99، يشار إلى أن الكتاب كان دفاعًا عن قيم الحداثة المذكورة، ولكنه أشار إلى أزمة الإنسان المعاصر، التي لم تفلح الفلسفات المختلفة في حلها؛ لأنه أزمة روحية، وإن أفلحت في تشخصيها.

[9] المرجع السابق، من تصدير المترجمة: د. يمنى طريف الخولي، ص9، في معرض استعراضها لفلسفة بوبر، التي تؤكد في محورها على أهمية تنمية العقل الناقد بعيدًا عن الأطر الفكرية المنغلقة، وأن تكون العلاقة بين الحضارات قائمة على الحوار والتلاقح؛ حتى لا تحل روح التسليم الأعمى العقيم بل المدمر؛ إذ اعتبرت إحدى الثقافات العظمى نفسها العليا والأكثر تفوقًا، وكذلك إذ اعتبرها الآخرون هكذا، وأحس فريق بدونيته.

[10] الحضارات في السياسة العالمية ( وجهات نظر جمعية وتعددية )، تحرير: بيتر جي كاتزنشتاين، ترجمة: فاضل جتكر، من فصل بعنوان: الإسلام في أفرو أوراسيا، تأليف: بروس بي لورنس، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، فبراير 2012، ص262، ويؤكد المؤلف أن الدين مربوط بالثقافة، وهو صانع حاسم للحضارة، ويتبنى رأي العالم ( تورنر ) أن الدين ظاهرة حضارية بامتياز، ص254.

[11] انظر المرجع السابق، ص264.

[12] هناك كثير من المستشرقين يحصرون دور الحضارة الإسلامية في النقل من الأمم السابقة، والتعلم من علومها، وأنها قامت بدور ساعي البريد إلى الحضارة الغربية، وهذا ما نفته المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه، في سفرها المتميز: شمس العرب تسطع على الغرب، ترجمة: فاروق بيضون، كمال دسوقي، دار الجيل، ودار الآفاق الجديدة، بيروت، ط8، 1413هـ، 1993م، وهذا ما أكدته المؤلفة في مقدمتها للكتاب، نافية المقولة الأوروبية أن العرب نقلوا كنوز القدامى إلى الغرب، ص12، وجاءت فصول الكتاب الممتدة مؤكدة إسهامات العرب والمسلمين وسائر الأقليات الدينية والشعوب غير العربية في الإضافات العلمية، وابتكار العلوم والفنون ما يحتاج إلى عشرات الأسفار لرصده.

[13] ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، ص276، وقد أشار المؤلف إلى أن هذا الصراع ناتج عن أنظمة التعليم الغربية التي سادت الدول الإسلامية إبان الاحتلال، وأيضًا بعد الاستقلال؛ حيث كان العالم الإسلامي مصابًا بالانحطاط العلمي والشلل الفكري، فأخرجت عقولاً ونفوسًا متعلمة وَفق المنظومة الغربية.

[14] ) السابق، ص272.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الحضارة الغربية بين المقدس والمدنس
  • بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية
  • الانبهار بالحضارة الغربية المادية (1)
  • الحضارة الغربية في رؤية الأستاذ أنور الجندي
  • الجناح المكسور للحضارة الغربية
  • من صور التقدم والحضارة والرقي في شريعتنا الإسلامية
  • بواكير الدعوة الغربية إلى العامية

مختارات من الشبكة

  • الوفاء للشيوخ والعلماء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أزمة قراءة ... أزمة نقد(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أزمة دعوة أم أزمة مجتمع؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ماسبيرو: من أزمة العاملين إلى أزمة العمل(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أزمة موارد أم أزمة ضمائر؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • بين فكر الأزمة وأزمة الفكر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أزمتنا أزمة أخلاق وقيم(مقالة - موقع أ. حنافي جواد)
  • أزمة وسائل أم أزمة أهداف؟!(مقالة - موقع الدكتور عبدالكريم بكار)
  • (أزمة تسليم لا أزمة فهم) حصة آل الشيخ (نموذجًا)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عن ثقافة الأزمة وأزمة الثقافة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب