عرض كتاب: أئمة المسجد الحرام ومؤذنوه في العهد السعودي

عرض كتاب: أئمة المسجد الحرام ومؤذنوه في العهد السعودي

• اسم الكتاب: أئمة المسجد الحرام ومؤذنوه في العهد السعودي.

• المؤلف: عبدالله بن سعيد الزهراني.

• سنة النشر: 1426هـ / 2005م.

• دار النشر: دار الطرفين.

• الطبعة: الرابعة (مزيدة ومنقحة).

• صفحات الكتاب: 166.

حبا الله مكةَ ببيتها الحرام، وجعله قبلةً للناس يفدون إليه من كل مكان، وحرمًا آمنًا لا تُسفك فيه دماء اللاجئ إليه، واللائذ به؛ قال الله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ﴾ [العنكبوت: 67]، يقول الأستاذ "سيد قطب" في "ظلاله": "... من فضائل هذا البيت أن مَن دخله كان آمنًا، فهو مثابة الأمن لكل خائف، وليس هذا لمكان آخَرَ في الأرض، وقد بقي هكذا مذْ بناه إبراهيم وإسماعيل، وحتى في جاهلية العرب، وفي الفترة التي انحرفوا فيها عن دين إبراهيم، وعن التوحيد الخالص الذي يمثِّله هذا الدين، حتى في هذه الفترة بقيت حرمةُ هذا البيت ساريةً، كما قال "الحسن البصري" وغيره: "كان الرجل يَقتل فيضع في عنقه صوفة، ويدخل الحرم، فيلقاه ابن المقتول، فلا يهيجه حتى يخرج"، وكان هذا من تكريم الله سبحانه لبَيته هذا، حتى والناس من حوله في جاهلية!"؛ "في ظلال القرآن" (1: 402).

يضع الكاتب "عبدالله سعيد الزهراني" في كتابه "أئمة المسجد الحرام ومؤذنوه في العهد السعودي" "بليوجرافيا" إحصائيةً، وحصْرًا إجماليًّا لمجموعة من تَراجم أبرز أئمة المسجد الحرام ومؤذِّنيه في العصر السعودي؛ حيث يرى الكاتب أنه قد كَثرت الحاجة لذلك في الوقت الحاضر؛ لعدم وجود أي كتاب يختصُّ بذكر الإمامة والأذان في المسجد الحرام على وجه الخصوص، عوضًا عن ذِكر تراجم هؤلاء الأئمة والمؤذِّنين، وقد بذَل الكاتب جهده لاستخراج معلومات موثَّقة من مصادرها، سواء كانت سجلاتٍ أو وثائقَ أو فوائدَ متناثرةً في بطون الكتب والصحف، وكذلك شهادات أبرز المعاصرين من أئمة وخطباء ورافعي الأذان بالمسجد الحرام، رغم قلَّتها وندرتها!

وقد نوَّه الكاتب في مقدمة كتابه أن هذا الكتاب "هو استمرار لجهد الأقدمين - رحمهم الله - في تراجم الأعلام"، وأن مصنَّفه ما هو إلا استكمال لجهد مَن سبقه ممن كتَب في هذا الشأن.

وهذه النسخة هي الطبعة الرابعة من الكتاب؛ وصدرت طبعته الأولى عام 1998م، وطبعته الثانية عام 2002م، أما الطبعة الثالثة فكانت عام 2003م، وقد لاقى الكتاب رواجًا طيبًا، وصدرت هذه الطبعة بزيادات جديدة من الكاتب على النسخ السابقة.

ومؤلف الكتاب هو "عبدالله سعيد سفر الزهراني" من مواليد بلاد زهران بمنطقة الباحة بالمملكة العربية السعودية، تخرج من جامعة "Stirling" بأسكتلندا عام 1406هـ كمدرس للغة الإنجليزية، والتحق بالعمل الصحفي في جريدة "عكاظ" عام 1409هـ، وتدرج في الأقسام حتى وصل إلى منصب المشرف على القسم الاقتصادي بالجريدة حاليًّا، ويعمل مستشارًا إعلاميًّا لعدد من الجهات الحكومية والأهلية، وله عدد من الدراسات الاقتصادية والبيئية؛ إلى جانب كتاب "سعوديون فوق العادة" وكتاب "دع الحزن وابدأ الحياة".

وصف الكتاب:

وضع الكاتب كتابه في أربعة أبواب مختصَرة، تناول فيها تاريخ الإمامة والأذان داخل المسجد الحرام، هذا إلى جانب تراجمَ مختصرةٍ لأئمة ومؤذِّني المسجد الحرام خلال الحقبة السعودية، وقد زود الكاتب صفحاتِ كتابه بصور توضيحية للأماكن والمواقع التي تناولها بالذكر خلال شرحه، وختم الكاتب كتابه بشكر لكل من ساعده وأمدَّه - خلال رحلة تصنيفه كتابه - بالمعلومات والفوائد والإيضاحات حول مادة الكتاب، كما وضع بنهاية الكتاب فهرسًا بأهم المراجع والمصادر التي عاد إليها في توثيق معلومات الكتاب.

وجاءت عناوين أبواب الكتاب على النحو التالي:

الباب الأول: تراجم أئمة المسجد الحرام في العهد السعودي.

الباب الثاني: المؤذنون في المسجد الحرام في العهد السعودي.

الباب الثالث: تاريخ الإمامة والصلاة والمقامات في الإسلام والمسجد الحرام.

الباب الرابع: تاريخ الأذان والمنابر في الإسلام والمسجد الحرام.

وقد تطرَّق الكاتب خلال مقدِّمته لتاريخ موجز للكعبة المشرفة، ومكانتها، وذكر بنائها، وتاريخ عمارة المسجد الحرام بإيجاز؛ كمدخل لأبواب الكتاب.

عرض الكتاب:

أورد الكاتب خلال تمهيده لأبواب الكتاب حصرًا إجماليًّا لأهم أعمال الترميمات والإصلاحات التي تمَّت لأجزاء الكعبة المشرفة؛ حيث وردت رواياتٌ عديدة في تاريخ بناء الكعبة قبل الإسلام، وعدد مرات بنائها، أما بعد الإسلام، فكانت أولى الإصلاحات وعمليات البناء بها عمارة عبدالله بن الزبير - رضي الله عنهما - وبعدها تم ترميم أحد جدران الكعبة على يد الحجَّاج الثقفي، ثم توالت عمليات البناء والزيادة خلال العصور الإسلامية المختلفة، وامتدت الترميماتُ والزيادات حتى العهد السعودي؛ حيث تمت عملية ترميم للكعبة المشرفة من الداخل والخارج بسبب تصدُّع في السقف في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود، وذلك عام 1377هـ، ثم كانت هناك عملية ترميم أخرى شاملة للكعبة المشرفة عام 1417هـ، وذلك في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود.

تناول الكاتب خلال الباب الأول حصرًا لأئمة المسجد الحرام في العصر السعودي بين أعوام (1343 - 1419هـ/1922 - 1998م)، مع ترجمة مختصرة لهؤلاء الأعلام، وسنَةِ تولِّيهم الإمامة بالمسجد الحرام، ومما يلاحظ في تراجم هؤلاء الأئمة أن كثيرًا من البيوت المشهورة بالعلم توارَث فضلَ هذه الإمامة على مدى أجيال، وكان من أبرزهم: آل الشيخ، وآل السبيل، كما أن العديد من العلماء المصريِّين - وعلى الأخص روَّاد جماعة "أنصار السنة المحمدية" - قد نالوا شرف إمامة المسجد الحرام، وذلك بفضل تشجيع الرعيل الأول من ملوك الدولة السعودية - وعلى رأسهم الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - للعلماء المصريِّين وحُسنِ وفادتهم لهم.

والذين تولوا الإمامة في المسجد الحرام جاء ذكرهم على النحو التالي:

1- عبدالله بن حسن آل الشيخ: عيِّن إمامًا وخطيبًا بالمسجد الحرام عام 1344هـ.

2- عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ.

3- عبدالظاهر أبو السمح المصري.

4- محمد بن عبدالرزاق بن حمزة المصري.

5- عبدالله بن عبدالغني خياط: عيِّن إمامًا وخطيبًا بالمسجد الحرام عام 1373هـ.

6- عبدالمهيمن بن محمد أبو السمح المصري: عيِّن إمامًا وخطيبًا بالمسجد الحرام عام 1369هـ.

7- عبدالله بن محمد الخليفي: عيِّن إمامًا وخطيبًا بالمسجد الحرام عام 1373هـ.

8- محمد بن عبدالله الشعلان.

9- محمد بن عبدالله السبيل: عيِّن إمامًا وخطيبًا بالمسجد الحرام عام 1385هـ.

10- صالح بن عبدالله بن محمد بن حميد: عين إمامًا وخطيبًا بالمسجد الحرام عام 1404هـ.

11- علي بن عبدالله جابر: عين إمامًا وخطيبًا بالمسجد الحرام عام 1405هـ.

12- عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس: عين إمامًا وخطيبًا بالمسجد الحرام عام 1404هـ.

13- سعود بن إبراهيم آل شريم: عين إمامًا وخطيبًا بالمسجد الحرام عام 1412هـ.

14- عمر بن محمد السبيل: عين إمامًا وخطيبًا بالمسجد الحرام عام 1413هـ.

15- أسامة عبدالله خياط: عين إمامًا وخطيبًا بالمسجد الحرام عام 1418هـ.

16- صالح بن محمد آل طالب: عين إمامًا وخطيبًا بالمسجد الحرام عام 1423هـ.

وتناول الباب الثاني ذكر أهم المؤذِّنين الذين تولوا رفْع الأذان من المسجد الحرام في الفترة من (1343-1419هـ/ 1922-1998م)، ويلاحظ مِن تتبُّع تراجم هؤلاء الأعلام أن مجموعة من العوائل المشهورة تقاسمت الأذان في المسجد الحرام؛ وكانوا مسؤولين عن توقيت الصلوات فيه عبر أجيال عديدة، ومن أشهرهم: عائلة المؤذِّن، وعائلة الريس، وعائلة خوج، وعائلة البصنوي، وعائلة مله، وعائلة بدر، وعائلة شاكر، وعائلة جودة، كما أن أغلبهم لديهم وظائف رسمية غير مهمِّة الأذان أو متفرِّغون، وينالون مكافآت متقطعة على تلك المهمة، وممن بقي منهم على قيد الحياة حتى وقت طبع الكتاب:

1- عبدالملك بن عبدالرحمن مله.

2- عبدالله أسعد ريس.

3- محمد علي شاكر.

4- إبراهيم محمد حسن عباس.

5- علي عمر معمر.

6- عبدالعزيز أسعد ريس.

7- محمد يوسف مؤذن.

8- علي أحمد مله.

9- محمد خليل رمل.

10- محمد سراج معروف.

11- حسن أحمد شحات.

12- عبدالله عبدالقادر سباك.

13- حسن رشاد زبيدي.

14- فاروق عبدالرحمن حضراوي.

15- نائف صالح فيده.

16- أحمد عبدالله بصنوي.

17- توفيق عبدالحفيظ خوج.

أما من انتقلوا إلى رحمة الله، فنذكر منهم: عمر حسين بندقجي، سالم محمد بصمجي مؤذن، عبدالله بصنوي، عبداللطيف مله، محمد عبدالسلام ريس، إدريس عبدالله كنو، خليل رمل، يعقوب شاكر، محمد خطاب شاكر، أسعد ريس، حسن لبني، محمد حسن عباس.

أما الباب الثالث، فتناول تاريخ الإمامة والصلاة في المسجد الحرام، وصِفَة خطبة وصلاة الجمعة وصلاة العيدين في المسجد الحرام في العصور المختلفة؛ كعهد الدولة العباسية والدولة الأيوبية والدولة العثمانية، ومدى بذخ المراسيم والهيئات للخطباء في ذلك العهد، أما في عصر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، فقد كانت حالة الخطيب وهيئته والمراسيم في غاية البساطة وبدون كثير طقوس كما العهود السابقة، وهذه هي القاعدة التي كانت في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه الراشدين.

وذكر الكاتب في هذا الفصل بعض الأحداث المشهورة التي تتعلق بأئمة المسجد الحرام، كحادثة الشيخ "القلعي" الذي تعرض للتعزير من والي جدة، وغَضِب بقية الأئمة لهذا، وتهديدهم بالإعفاء من الإمامة جماعةً أو ردِّ الاعتبار، وهو ما حدث وردَّ اعتبار الشيخ القلعي وذلك عام 1097هـ، وكذلك حادثة إمام المسجد الحرام محبِّ الدين الطبري مع السلطان قايتباي وإكرام السلطان له، وكذلك حادثة لعن الرافضة على منبر المسجد الحرام في عهد محمد بن عبدالله عام 1145هـ، وكذلك ادعاء رجل من فارس أنه المهدي ومهاجمته لخطيب المسجد الحرام عام 1081هـ وتمكُّن الحُجَّاج منه؛ حيث أوسعوه ضربًا.

وأما أبرز ما جاء به العهد السعودي، فهو إلغاء تعدُّد الصلوات والأئمة في المسجد الحرام؛ والذي كان شائعًا في العصور السابقة؛ حيث جرت العادة أن تقام صلاة الجماعة الأولى ويؤم الناسَ فيها إمامُ الشافعية، ثم تقام جماعة ثانية لنفس الغرض يؤم الناسَ فيها إمامُ الحنفية، ثم المالكي، ثم الحنبلي، كل فرقة وأتباع مذهب يقيمون صلاة جماعة خاصة بهم، فاجتمع العلماء في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وقرَّروا توحيد صلاة الجماعة، واتخذوا من كل مذهب ثلاثة أئمة يَتناوبون الصلوات الخمس، ووافق جلالة الملك عبدالعزيز على هذا الترتيب، وجرى العمل بموجبه منذ ذلك الحين.

وأيضًا مما يحسب للملك عبدالعزيز أنه جعل للمسجد الحرام إدارةً خاصة، وجعل رئيسها نائب الحرم، وسميت (مجلس إدارة الحرم).

أما الباب الرابع، فتناول تاريخَ الأذان والمنابر في الإسلام والمسجد الحرام بالتفصيل؛ حيث كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي بدون أذان منذ أن فرضت الصلاة بمكة إلى أن هاجر للمدينة؛ وذلك تخفيًا من المشركين ودرءًا لأذاهم، وقد شُرع الأذان في السنة الأولى من الهجرة، وقيل: في الثانية، وكان يؤذِّن للنبي - صلى الله عليه وسلم - كلٌّ من بلال بن رباح وعبدالله بن أم مكتوم وسعد القرظ مولى عمار بن ياسر وأبي محذورة بمكة - رضي الله عنهم جميعًا.

وكان المسلمون يؤذِّنون على أسطحة المساجد صيفًا وشتاءً في جميع المساجد، إلى أن أحدثت المآذن والمنارات، وكان أول من أحدثها والي مصر "مسلمة بن مخلد" في جامع "عمرو بن العاص"، أما أول من عمل ظلَّة للمؤذِّنين على سطح المسجد الحرام يؤذِّن فيها المؤذِّنون، فهو "عبدالله بن محمد بن عمران الطلحي" أمير مكة في خلافة "هارون الرشيد".

وما يذكره الكاتب أن المسجد الحرام كان يَعِجُّ ببدع المؤذنين؛ مثل التغني بالمدائح النبوية فوق المآذن، والاحتفال بليالي النصف من شعبان، وختم القرآن، ولكن عام 817 هـ في عهد "الشريف حسين" أُلغيتْ كل هذه البدع، ومُنعتْ إلى حين بشكوى علماء الحرم وقتذاك.

ويذكر الكاتب حالة الأذان والمؤذنين في المسجد الحرام في الوقت الحالي؛ حيث صار هناك نظام صوتي متقدِّم لنقل الصلوات والأذان بأفضل السبل، ويوجد حوالي 17 مؤذنًا يعملون تحت إشراف الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وكلهم مُتعاونون؛ أي: يعملون بنظام المكافآت المقطوعة؛ حيث لديهم وظائف أخرى، ويتمُّ تعيين المؤذنين بعد إجراء اختبار من قِبَل لجنة خاصة بعد سماع أشرطة صوتية للمؤذن، وتهتمُّ اللجنة بمخارج الحروف للمؤذن وحسْن الصوت، ويَمكُث المؤذن عادةً من 4 - 5 أشهر في التدريب، بعدها يعمل مؤذنًا في المسجد الحرام، ويبدأ بأذان صلاة الفجر الأول، ثم يتدرَّج حتى يَصِل لأذان الجمعة والرواتب.

ومن أشهر الأصوات في الأذان من حيث جمالُها وأقواها، والتي يذكرها الكاتب: الشيخ حسن لبني، والشيخ عبدالرحمن بصمجي، والشيخ أحمد توفيق، والشيخ علي الملا.

أما عن تاريخ المنابر، فذكر الكاتب بدايات استخدام المنبر في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أما أول منبر وُضع في المسجد الحرام، فكان في عهد أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان، وكان قَبله الخلفاء والولاة يخطبون يوم الجمعة قيامًا على الأرض في وجه الكعبة وفي الحجر.

وكان من أهم المنابر التي وُضعت في المسجد الحرام منبرُ السلطان "سليمان خان" ابن السلطان "سليم خان" من سلاطين آل عثمان، وذلك سنة 966هـ، وكان عدد درجاته 14 درجة، وكان مصنوعًا من حجر الرخام الأبيض، وكان مقدار ارتفاعه 12 مترًا، وكان لهذا المنبر مزية خاصة، وهي أن الشمس لا تصل إلى موضع الخطيب صيفًا أو شتاءً على اختلاف الفصول، واستمر استخدامه إلى عام 1400هـ؛ حيث صدر الأمر بحفظه في متحف الحرم الشريف بمكة، أما المنبر الموجود الآن، فهو من الخشب بارتفاع 2.95م.