• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: ...
    بدر شاشا
  •  
    الاستشراق والقرآنيون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

الرسالة العونية في أنساب الأسرة التيمورية

أ. د. عماد عبدالسلام رؤوف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/3/2016 ميلادي - 29/5/1437 هجري

الزيارات: 9595

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الرسالة العَوْنيَّة في أنساب الأسرة التيمورية

تأليف: محمد علي عوني

 

مقدمة:

ولد محمد علي عوني في مدينة سُويرَك من اعمال ديار بكر في كردستان تركيا سنة 1306هـ/ 1897م، وهو ابن الحاج عبد القادر عوني السُّوَيرَكي بن محمد علي آغا المعروف بـ(لاج حني) زعيم عشيرة (زازا الدنبلي)، وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية في مدارس تركيا، كما درس العلوم الدينية في مدارسها هناك، لاسيما وأن والده كان مفتياً في (سويرك). وأتقن اللغات العربية والتركية والفارسية، فضلاً عن الكردية. ثم أنه سافر إلى القاهرة لمواصلة الدراسة الدينية في الجامع الأزهر، وتخرج فيه حاصلاً على (شهادة العالَمية) بعد نحو ست سنوات من التحاقه به، وهي مدة قياسية بالنسبة لأمثاله، مما دل على ذكائه الحاد ودراسته الإسلامية السابقة. وحينما قدر له أن يستقر نهائياً في مصر سارع إلى الالتحاق بكلية الآداب بالجامعة المصرية (جامعة القاهرة الآن)، فتخرج من قسم الجغرافيا والتاريخ فيها سنة 1923، وفي أثناء ذلك تعلم اللغة الفرنسية[1].

 

وعلى الرغم من دراسته المضنية في الأزهر، وكون أكثرها يقوم على الحفظ، فإنه وجد متسعاً من الوقت للالتقاء بزملاء له من الطلبة الكرد، والمطارحة معهم في شؤون القضية الكردية، وزادت لقاءاته سعة مع مثقفين منهم من خارج النطاق الأزهري، منهم آل بدرخان، أمراء بوتان الذين كانوا ينزلون مصر عهد ذاك وينشطون في خدمة قضية شعبهم. وتأثر هو بهذا الجو الثقافي، فشارك في العمل من أجل التعريف بالقضية الكردية. وذكر ابنه[2] في ترجمته له أن نشاطه القومي بلغ سمع السلطات العثمانية، فمنعته من العودة إلى بلاده حين أنهى دراسته بمصر، فلم يجد بداً من الاستقرار في هذا البلد المضياف، ونحن نستغرب هذه الرواية، فعوني كان في مقتبل عمره حين كان مشغولاً في تلقي العلم في الأزهر، ولم يعرف أن نَشَر شيئاً في هذه المدة من عمره الغض، لا في القضية الكردية ولا في غيرها، وليس بعيداً أن يكون قد التقى ببعض الزملاء من الكرد في الأزهر أو في خارجه، وأن تكون ثمة مطارحات قد دارت بينه وبينهم حول هذا الشأن، ولكن ذلك لم يكن من الخطورة بحيث يصل خبره إلى المخابرات العثمانية، فضلاً أن تتخذ مثل ذلك الإجراء القاسي بحقه، ولو كان قد صدر منه ما أزعجها فعلاً فما كان أسهل عليها من أن تدعه يدخل الأراضي العثمانية حيث تلقي القبض عليه.

 

اختار عوني إذن أن يستقر في مصر، وصادف أن أعلن الديوان الملكي في عهد الملك فؤاد الأول حاجته إلى مترجم حاذق للعمل في قلم اللغات الشرقية، وتقدم هو إلى الامتحان، فكان الأول بين المتقدمين إليه، وسرعان ما أظهر حماسة مشهودة في العمل، ونشاطاً جماً في وظيفته الجديدة، فما كان من المسؤولين إلاّ أن أناطوا به مهمة أخرى، هي الاشراف على الأرشيف الخاص بحكومة محمد علي باشا، وهي ترقى إلى أوائل القرن التاسع عشر، وتنظيم ذلك الأرشيف، وترجمة ما هو مهم من وثائقه. وفي الواقع فإنه بذل جهداً كبيراً في هذه المهمة، فالأرشيف نفسه كان يحتل جناحاً خاصاً من قصر عابدين الملكي، حيث تقيم الأسرة المالكة، إلاّ أنه لم يرتب على نظام معين، ولم يسبق أن ترجم شيء من وثائقه إلى العربية، فعمد هو إلى اختيار عدد من المترجمين الكفوئين، لمعاونته في هذا العمل، فكان كل منهم يقوم بترجمة الوثيقة التي يعهد بها إليه، ويرفق الترجمة بالأصل، فيقوم هو بمراجعة الترجمة مراجعة دقيقة، فضلاً عما كان يقوم بترجمته بنفسه. وكان من حسن طالعنا أن أطلعنا بشكل مباشر على عدد كبير من تلك الوثائق المترجمة، في أثناء إقامتنا في أرض الكنانة سنة 1971، فهالتنا جسامة ما اضطلع به ذلك الفريق الصغير من المترجمين، واستقر عندنا أن حجم ما أنجزه محمد علي عوني لا يمكن أن يقدر بحسب ما نشره من كتب مترجمة، على أهميتها، وإنما هو يعرف من خلال عشرات الألوف من البطاقات المترجمة التي تركها في ذلك الأرشيف الزاخر، والذي أصبح المعين الثر للباحثين والمؤرخين من مصر وخارجها حتى اليوم. وتكشف تلك النصوص المترجمة عن تضلعه العجيب في اللغة التركية - العثمانية، وقدرته الفائقة على صياغة العبارات العربية، وفهمه العميق للمصطلحات العثمانية في أوائل القرن التاسع عشر، ومنها مصطلحات عسكرية وإدارية وفنية عديدة[3].

 

ولم يقتصر جهد عوني على ما كان يطلب منه في وظيفته فحسب، وإنما اندفع في مجال الثقافة، يغترف من مصادرها المختلفة، ووجد في موقعه القريب من (السراي) فرصة في التعرف على الكثير من الشخصيات العلمية التي كانت تفد إلى مصر من الباحثين والمستشرقين، فربطت بينه وبينهم صلات تعاون علمي متبادل، وشغف هو بتاريخ أمته الكردية، وقد سبق أن أشرنا إلى نشاطه في خدمة قضيتها وهو النشاط الذي قيل أنه أدى بالسلطات العثمانية إلى منعه من العودة إلى موطنه الأول في (سويرك)، وعلى هذا الأساس أقدم على التعاون مع جمعية (خويبون) الكردية في مصر، ممثلة بمؤسسيها قدري وأكرم وجميل باشا وحسن آغا حاجو وممدوح سليم وغيرهم.

 

وثمة أدلة قوية على أنه شارك في كتابة كتاب (القضية الكردية) تحت اسم مستعار هو (بله ج شيركوه) سنة 1930، وهو الكتاب الذي عُدَّ من أكثر الكتب تأثيراً في الوعي القومي الكردي عهد ذاك[4]. وقادته مشاعره الوطنية، وحبه للثقافة، إلى جمع معلومات جمة عن تاريخ الكرد بنيّة وضع كتاب شامل بهذا الخصوص، وقد وقفنا على العديد من تلك المعلومات في أوراقه غير المنشورة، إلاّ أنه عزف عن مواصلة العمل، بعد أن رأى أن العلامة الكردي العراقي محمد أمين زكي قد سبقه إلى إصدار كتابه (خلاصة تاريخ الكرد وكردستان من أقدم العصور التاريخية حتى الآن) فما كان منه إلاّ أن استأذنه في نقله من لغته الكردية إلى العربية، وطبع بمصر سنة 1939، وفي الواقع فإنه بذل في ترجمته ومراجعة أصوله من الجهد ما لو بذله في التأليف لاستوى له كتاباً قائماً بذاته. ثم أنه ألحقه بترجمة كتاب محمد أمين زكي الآخر، المسمى (تاريخ الدول والإمارات الكردية في العهد الإسلامي) وطبع بمصر سنة 1945. وشجعه هذا العمل على ترجمة أهم كتاب وضعه مؤرخ كردي في العصر الحديث، وهو كتاب (شرفنامه) الذي الفه بالفارسية الأمير شرف الدين البدليسي (ألفه سنة 1005هـ/ 1597م)، وقد بذل جهداً مضاعفاً في هذه الترجمة لأنه لم يكتف بنقله إلى العربية فحسب، وإنما حقق نصوصه الفارسية وعلق عليه بتعليقات مهمة، وقد طبع الكتاب بجزئيه في القاهرة بعد وفاة المؤلف سنة 1958 و1962، ثم أعيد طبعه في دار الزمان سنة 2006. ومن أعماله المهمة أنه ترجم المجلد العاشر من كتاب (سياحتنامه) لأوليا جلبي، من التركية إلى العربية، ولبث مخطوطاً هو أيضاً حتى تولت ابنته درية نشره في دار الكتب والوثائق القومية سنة 2003. وقيل أنه وضع معجماً باللغتين العربية والكردية إلاّ أنه لم يطبع بعد.

 

وكانت وفاة محمد علي عوني في القاهرة سنة 1965 [5].

 

محمد علي عوني

لقد عرف محمد علي عوني بأنه كان المترجم الضليع لكتب مهمة في التاريخ الكردي وغيره، نقلها من الفارسية والتركية والكردية إلى اللغة العربية، إلاّ أنه لم يُعرف بوصفه مؤلفاً، باستثناء إشارة إلى أنه وضع رسالة في تاريخ الأسرة التيمورية في مصر، فهذه الرسالة هي من تأليفه وحده، ومع أن كتبه المترجمة لقيت شهرة وانتشاراً واسعاً في عهده وما بعده، وكانت موضوعات لدراسات عديدة، إلاّ أن رسالته في تاريخ الأسرة المذكورة لم تعرف ولم تشتهر.

 

وكنا نتوق إلى الاطلاع على هذه الرسالة منذ مدة، حتى تفضلت السيدة درية ابنة المرحوم محمد علي عوني علينا بنسخة مصورة منها، مع أوراق ووثائق أخرى، وكان ذلك بمناسبة دعوتها وأخيها الأستاذ عصام، ونخبة من الباحثين والإعلاميين المصريين للمشاركة في الندوة التي عقدتها وزارة الثقافة في إقليم كردستان في 1 - 3 تشرين الثاني (ديسمبر) سنة 2007م. وكان لي شرف المشاركة فيها، وقد أخبرتني السيدة درية في أثناء زيارتي لها في منزلها في حي الزمالك بالقاهرة في شتاء العام التالي أنها ترغب في أن يتولى الباحثون نشر ما لم ينشر من تراث أبيها، وهو ما اعتبرته إذناً بنشر تلك الرسالة موضوعة البحث.

 

ويحكي موضوع الرسالة، كما هو واضح من عنوانها، تاريخ الأسرة التيمورية الشهيرة في مصر، بالعسكرية والإدارة والأدب، ويرجع أصل هذه الأسرة - كما يقول - إلى الكرد، وإن اختلطت دماء أبنائها بدماء شركسية، وربما غيرها، بحكم التصاهر. وتوصل، من خلال ما اطلع عليه من وثائق ومصادر، إلى أنها تنتسب إلى أمير قبيلة الملية الكردية الساكنة في نواحي أورفه[6]، وأن جدها الأول هو تيمور، أو تمر كما تسميه المصادر المعاصرة، الذي تولى حكم أورفا حيناً من الدهر، وأن بعض زعماء القبيلة انحازوا إلى إبراهيم باشا بن محمد علي حين وصل بعملياته العسكرية إلى نواحي الجزيرة، ثم انحدر أحدهم إلى مصر حيث شارك في حروب محمد علي في شبه الجزيرة العربية، وفي إدارة بعض المراكز المدنية فيها، وحينما انتهت تلك الحروب أسس في القاهرة اسرة عرفت بالتيمورية كانت مقربة من أسرة محمد علي، وعاشت هذه الأسرة حياة أرستقراطية مترفة بما نالته من حظوة وما امتلكته من أراض زراعية واسعة، فمكنها ذلك من انصراف رجالها وبعض نسائها إلى الثقافة والأدب، ذكر منهم عوني الأديبة الشاعرة عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا بن محمد تيمور. والملاحظ أنه سكت عن الترجمة لأبرز معاصريه من أعلام هذه الأسرة، منهم العلامة أحمد بن إسماعيل تيمور (1288 - 1348هـ/ 1871 - 1930م) صاحب المؤلفات العديدة في التراث العربي، وعضو المجامع العربية، وصاحب المكتبة التيمورية الشهيرة الغنية بنوادر المخطوطات[7]

 

والأديب الكبير محمود بن أحمد بن إسماعيل باشا تيمور (1311 - 1392هـ/ 1894 - 1972م) رائد القصة والمسرحية العربية، وعضو المجامع العربية[8]،، والأديب القصصي والمؤلف المسرحي محمد بن أحمد بن إسماعيل باشا تيمور(1310 - 1329هـ/ 1892 - 1921م)[9].

 

وتقع الرسالة في 17 ورقة، كتبها مؤلفها بخطه، وبقلم الحبر، وعليها تعديلات وشطب بقلمه. وليس لها مقدمة، وإنما هي تبتدئ رأساً بالترجمة لمحمد الكاشف جد الأسرة التيمورية الذي وفد إلى مصر في عهد واليها الشهير محمد علي، وحتى عنوانها وضعه بعد فراغه من تأليفها كما يبدو، لأنه كتب بالقلم الرصاص، أي بغير ما كتب به متنها. وهذا العنوان يدل على أنه أراد فيها البحث في (نسب) الأسرة والترجمة لأعلامها، وقد حقق ذلك الغرض في الأوراق 1 - 10 من رسالته، وأنهاها مؤرخاً تاريخ فراغه منها في 18/ 14/ 1943 وذيَّل ذلك كله بتوقيعه. لكنه عاد فسجل معلومات موسعة عن الشاعرة عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا تيمور، ابرز أعلام الأسرة من النساء، ونقل تلك المعلومات من مقدمة كتاب لها، ومما كتبه عنها بعض الباحثين المعاصرين لها، فشغلت تلك المعلومات الأوراق السبع التالية.

 

ولعدم وجود مقدمة للرسالة، فإن عوني لم يذكر سبب وضعه لها، ونستطيع القول أنه أراد تقديمها إلى بعض أفرادها ممن ربطت صلة الصداقة به، حيث يفهم مما ذكره أنه كان على معرفة وثيقة بمعاصريه من أبنائها.

 

اعتمد المؤلف في تأليفه هذه الرسالة على ثلاثة مصادر رئيسة هي:

1 - ما نقله من شواهد قبور الأسرة الكائنة في مقبرتها الخاصة في قرافة الإمام الشافعي في القاهرة، وتتضمن هذه الشواهد قطعاً شعرية فيها ذكر لمناقب المتوفين، وشيئاً من معالم حيواتهم، وتواريخ وفياتهم أما رقماً أو من خلال حساب الجُمَّل، وهو أن تحسب القيمة العددية لمجموع حروف شطر بيت التاريخ. وفي الواقع فإن عوني استخرج معلومات مهمة ودقيقة من هذه الشواهد الأثرية.

 

2 - ما اعتمده من معلومات الأسرة نفسها، ويظهر أنه كان يعرض عليها نتائج تدقيقاته مما رآه في شواهد قبورها وما تجمع لديه من معلومات أخرى.

 

3 - ما قرأه في وثائق الأرشيف الخاص بعهد محمد علي، وكان محمد علي عوني مكلفاً بترجمة وثائقه إلى العربية، فمكنه اطلاعه الواسع على مكنوناته من استخراج معلومات مهمة عن أعلام الأسرة الأوائل.

 

4 - ما رجع إليه من المصادر التاريخية، لاسيما في ترجمة الشاعرة عائشة عصمت التيمورية، وقد أثبت نصوص ما أوردته تلك المصادر، بالجزء والصفحة. وناقش بعض ما رآه ناقص الدقة.

 

وأسلوب عوني عربي واضح كما في مترجماته الأخرى، وقد اعتمد في صياغته التاريخية على طريقة التراجم، فترجم لأعلام الأسرة، مبيناً من خلال ذلك صلاتهم الأسرية، وما لهم من ذراري، إلاّ أننا وجدناه في الصفحة الأولى من رسالته يشذ عن هذه الطريقة، فيرسم مشجراً مبسطراً لعمود نسب الأسرة، ودوَّن تحت كل اسم من أعلامها ما وجده عنه من معلومات موثقة.

 

ويمكننا أن نلاحظ أن المؤلف اختار أن يكتب عنوان رسالته على نحو مسجوع، على عادة الكتاب القدامى، وأنه جعل اسمه جزءاً من العنوان، حيث سماها (الرسالة العونية في أنساب الأسرة التيمورية). ويظهر أنه إنما فعل ذلك تأثراً منه بعناوين ما قرأه من الكتب التراثية القديمة.

 

وتقديراً لأهمية الأسرة التيمورية، الكردية الأصل، المتنوعة الثقافة، ودورها في تجديد الأدب العربي في العصر الحديث، وكون هذه الرسالة هي الوحيدة التي كتبت في تاريخها، من لدن كاتب مصري من أصل كردي هو أيضاً، وتلبية لرغبة السيدة درية محمد علي عوني، فقد أقدمنا على تحقيقها ونشرها.

 

وتتمثل خطتنا في هذا العمل في نشر الوثيقة كما هي دونما تغيير في لفظ أو عبارة، والاقتصار في التعليق على إثبات ما كان المؤلف قد شطب عليه لأمر ما، وأبدله بغيره في المتن، وتوضيح بعض ما سكت عنه من معلومات توفرت عن تاريخ الأسرة. والله من وراء القصد.

 

نص الرسالة

كان لمحمود ثلاثة أبناء هم[10]:

1 - تيمور باشا. تولى الرئاسة سنة 1205 [1790م][11] وتعين والياً على الرقة سنة 1215[1800م][12]

2 - إبراهيم بك.

3 - سعدون بك.

 

انجب تيمور باشا ثلاثة أبناء هم:

1 - أيوب بك.

محب مخلص مير ميران دركاه عالي[13] اسكان باشي مللو[14] في صفر 1248[1832م].

 

يقدم تهنئة بمناسبة فتح حلب من قبل الجيوش المصرية ويبين استعداده للخدمة، ودخل محو بك أورفا في ربيع الثاني سنة 1248[1832م]، ولبّى دعوة أيوب في قرصقونلي على مسافة 12 ساعة من أورفا. هجم ايوب بك بعشائره على جهات ديار بكر في 19 ر1 [ربيع الأول] سنة 48 [12]، وأخضعها لحكم المصريين، وجزاءً لعمله أهدى محمد علي له هدية قبضة سيف ذهب وزوجين من الطبنجة الذهبية، وأبقى منصب إسكان باشي العشيرة المللية في عهدته. يقال أن له أخاً من الرضاعة أرسله لمحو بك لمفاوضته في بعض الأمور. في 27 را سنة 49[12] تقاطعا، كل من أيوب بك ومحمود بك، فأرسل إبراهيم باشا من يصلح بينهما.

 

في 23 محرم سنة 1250 [1834م] طلب محو بك ضرب أيوب بك بخيالة الهواري[15] نظراً لميله إلى الاستقلال، والاتصال برشيد باشا[16]، وبعد ذلك حصل سوء تفاهم بين أيوب بك وبين رشيد باشا بخصوص القرى التي وضع يده[17] عليها منذ ثلاثين سنة.

 

طلب إبراهيم باشا في 28 جا [جمادى الأولى] سنة 50[12] أما ضرب أيوب بك وأما فصل محو من منصبه، وإلاّ فالحالة لا تطاق. وفي رمضان سنة 1251[1835م] التجأ أيوب بك من أراضي سورك إلى الأراضي المحمية من قبل المصريين في مقاطعة أورفا.

 

وفي صفر سنة 1252[1836م] أمنه رشيد باشا على نفسه، ثم ألقى القبض عليه وزجه في سجن ماردين، وبعد تدخل كوسه باشا وأطلق سبيله نظير نقد دفعه، وعدل عن إرساله إلى الاستانة أو سيواس. من أوراق حرب سورية والأنضول في عهد محمد علي وإبراهيم باشا من سنة 1248[1832م] لغاية سنة 1256[1841م].

 

2 - بشار بك. انظر الوثيقة 173/ 16[18]

 

3 - محمود بك، وقد أنجب:

أ‌ - تيمور.( تمو، تيماري) سنة 1254[1838] لغاية سنة 1255[1839]. له ذكر في الأوراق المصرية وختمه منقوش فيه ما يأتي (بندهء معبود تيمور بن محمود). يؤخذ منها أنه تعين رئيس العشيرة الملية ولبس الخلعة على يدي شريف باشا والي أورفا. و15 [كلمة غير واضحة] سنة 1258 اختلف تيمور بك مع رجال تركيا وانضم إلى رجال مصر بأورفا حيث اعترف برياسته على عشيرته، وإنه انتقل بجزء من عشيرته من ارا بروك (كذا) إلى خته حيدر بجوار أورفا.

 

ب‌ - محمود بك. نفي إلى ديار بكر ومات سنة 1299[1881م]

ت‌ - إبراهيم باشا. ذهب إلى مصر ثم الاستانة.

 

محمد تيمور الشهير بالكاشف (1179 - 1264هـ/ 1765 - 1848م).

 

كردي وعصامي من جبال الأكراد الكائنة بشمالي الموصل وشرقيها[19]، اسمه (محمد)، تلقب بتيمور (لفظ تركي بمعنى الحديد) لصلابته وشدة مراسه، وفد إلى مصر وهو يحمل شيئاً كثيراً من الثقافة التي كانت سائدة حينئذ في بلاده، فكان يعرف الكردية وهي لغة قومه، والفارسية وهي لغة الأدب والتراسل، والتركية العثمانية وهي اللغة السائدة بدوائر الدولة ومصالحها في أنحاء البلاد العثمانية من كردستان والعراق والشام ومصر..الخ، وكان لهذه الثقافة أثرها في نشأة ابنه إسماعيل رشدي وحفيدته عائشة عصمت نشأة أدبية أدت بهما إلى أن يبرعا في أدب اللغات الشرقية.

 

واتصل بمحمد علي باشا رأس الأسرة المالكة بمصر في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي (1807 تقريباً) [1222]، فخدم - رحمه الله - عاهل مصر العظيم أربعين سنة كاملة متقلباً في مناصب عسكرية ووظائف إدارية كبيرة بمصر والحجاز حيث اشترك في جميع حروب محمد علي وأولاده في البلاد العربية، فأبدى بسالة كبيرة وحنكة إدارية عظيمة في جميع المناصب العسكرية والإدارية التي تولاها، وكان آخر منصب تولاه في الحجاز منصب محافظ المدينة المنورة أثناء ما كان (أحمد شكري باشا يكن) قائداً عاماً في الحجاز (سنة 1253) [1837م]، كما أن آخر منصب إداري شغله في مصر كان كاشف الشرقية أي مديرها، فمن هنا اشتهر باسم (تيمور آغا) الكاشف، ثم (تيمور كاشف). وسنذكر فيما يأتي نص المرثية التركية المنقوشة على قبره بمدفن الأسرة بالإمام الشافعي بضواحي القاهرة، والراجح أنها من قول نجله المرحوم إسماعيل رشدي باشا، وهي تتضمن تاريخ وفاته ومدة حياته (عمره) ومدة خدمته لمصر صراحة وتاريخ ميلاده ضمناً. وكان ختمه منقوشاً عليه أيام توليته الوظائف ما يأتي (رب وفق أمور محمد تيمور) سنة 1253 [1837].

 

هذا ولا شك أن هناك غموضاً في تاريخ حياته قبل وفوده إلى مصر واتصاله بعاهلها العظيم، إذ ليس لدينا وثائق نسترشد بها على جلاء هذا الغموض، وما لنا أن نحاول ذلك فإن أعماله الباهرة بمصر والحجاز مع رجال محمد علي المعدودين لدليل على عبقرية هذا الرجل وعصاميته وتوفيقه في تنشئة نجله وحفيدته نشأة أدبية كاملة. وقد تزوج بمصر بجاريتين شركسيتين، إحداهما (عائشة صديقة) وهي أم إسماعيل رشدي باشا، وزينب هانم شقيقته المتوفاة بكراً سنة 1260[1844م]، والثانية (سياره كادين[20]) المتوفاة سنة 1286[1869م]. لم تعقب أحداً.

 

ونص ما هو منقوش على قبر المرحوم محمد تيمور آغا الكاشف:

ودار مصرك امكدارى قديمدنبري
سني سكسان آلتي يد اير دكده ايتدي انتنقال
حضرت تيمور آغا قرق سنه خدمت ايدوب
استقامتده دوام ايلر ايدي روز وليال
كام الوب كيتدي جهاناندن آه وفرياد وبدل
خير ايله ياد يلسون أحباب وأولاد وعيال
جاريارامداد ايدر تاريخ كوهر دارينه
دار عدنه ايلدى تيمور كاشف ارتحال

50، 20، 410، 380، 400

سنة 1264هـ/ 1848م.

 

وعلى قبر المرحومة زينب هانم كريمة محمد تيمور الكاشف:

دخترنازكتر تيمور آغايه قيدك آه
جامه خواب نازيني ايتدك فلك خاك سياه
نامراد ايتدي جهاندن ارتحال آخرت
دار عدني ذاتنه بيت العروس ايتسون إله
دست اعزاز اوزره توقير ايلنجه حوريان
دادر ومادر، بدر بيهوده ايلرآه وواه
الف أهم عرشه جيقدي رشدي بو تاريخده
كنج ايكن زينب خانم قليلدي بقايي جلوه كاه

73، 81، 69، 691، 154، 123، 70

سنة 1260هـ/ 1844م

 

وللشاعرة المرحومة عائشة عصمت قصيدة تركية في رثاء المرحومة (سيارة هانم) زوجة جدها، منشورة في ديوانها التركي المطبوع بالقاهرة سنة 1315 [1897م]، وهي كما يأتي:

رابعة خوى نافهء بزم صلاح
عطر مأدادن نشيق آلمش مكر
عندليب روحنه كشف اولدي راز
جاي فردوسي كوروب دلكس مقر
آنسزين سياره بانو ارجعي
آرزوقلدي جوارين اول كهر
عصمتا بر لفظ ايله تاريخني
ياز فروغ عصمتي قالدي أثر

سنة 1286

 

1 - إسماعيل رشدي باشا بن محمد تيمور الكاشف ( 7 ذي الحجة 1230 - 25 شوال 1289هـ) [1814 - 1872].

 

خلف المرحوم محمد تيمور الكاشف، ابنه اسماعيل رشدي باشا، وكريمته زينب هانم، من زوجته (عائشة صديقة) المتوفاة المتوفاة سنة 1301هـ [1883م]، فنشأ إسماعيل رشدي نشأة أدبية وعلمية، وكان يتقن[21] العربية والفارسية والكردية والتركية، حيث كان يدرس كتابي الشاهنامه والمثنوي لكريمته (عائشة عصمت) التي تخرجت على يديه في الأدب الإيراني والتركي، الأمر الذي أهله لتولي المناصب الإدارية والعسكرية في عهدي سعيد والخديو إسماعيل[22]، وكان فيها مثال الجد والاستقامة حتى وصل إلى رئاسة دائرة الأمير محمد توفيق ولي العهد سنة 1289[1872م]، فأنعم عليه بهذه المناسبة الكريمة برتبة (ميرميران) التي تعطي لحاملها لقب الباشا[23].

 

وقد توفي إلى رحمة الله فجأة في قصر ولي العهد[24] سنة 1289، فنقل إلى منزله وبكاه أهله وعارفو فضله، ورثته كريمته عائشة عصمت رثاء حاراً بقصائد طنانة باللغتين العربية والتركية، منها قصيدتان تركيتان منقوشتان على قبره في مدفن السرة، وهما تدلان على مقدرتها الفائقة في الأدب التركي. وخلف رحمه الله بنتين كبيرتين وهما عائشة عصمت المتوفاة سنة 1320[1902م] وخديجة عصمت المتوفاة سنة 1282هـ/ 1865م من زوجته الأولى (ماهتاب) المتوفاة سنة 1285[1868م] وطفلاً ولد له سنة 1288[1871م] من زوجته الثانية (مهريار) المتوفاة 29 صفر سنة 1320 [1902م]، هذا هو الشائع والمعروف بين أفراد الأسرة الآن، ولكن يؤخذ من عنوان قصيدة تاريخية وردت في ديوانها العربي المطبوع المسمى بحلية الطراز أن أحمد تيمور شقيقها، ولا أدري هل استعمل لفظ شقيق هنا بمعناه المتعارف الآن أم بمعنى الأخ فقط؟ ويظهر أن جورجي زيدان تبع هذا فقال أنه شقيقها.

 

ومن آثاره الأدبية ما عثرنا عليه من قصيدة تركية رثى بها شقيقته (زينب هانم) وهي منقوشة على قبرها بمدفن الأسرة كما يأتي:[25]

والراجح أن القصيدة المنقوشة على قبر المرحوم والده تيمور كاشف هي أيضاً له، وهي كما يأتي:

داور مصرك امكدارى قديمد نبري (تكررت).

 

وهناك قصيدة تركية أخرى الراجح أنها له أيضاً، وهي منقوشة على قبر المرحومة الست فاطمة التي لا يعرف على وجه الضبط وجه قرابتها أو صلتها بالأسرة التيمورية إذ لا تتضمن القصيدة شيئاً من ذلك ولا يعرف أعضاء الأسرة الحالية عنها شيئاً يحسن السكوت عليه، وهي كما يأتي:

عفت آرا رابعة خصلت عفيفه صالحه
يعني بانوى عفاف وزهد ستي فاطمة
مدت عمرين عبادات خدايه صرف ايدوب
دخمهء غفران حقدن بولدي حسن خاتمة
ايروي كوش ديدي عندليب تاريخنى
خجله كاه بزم فردوس اولدي جاي فاطمة

664، 49، 350، 50، 14، 135

سنة 1267هـ/ 1851م

 

2 - عائشة عصمت بنت المرحوم إسماعيل رشدي باشا بن المرحوم محمد تيمور الشهير بالكاشف (1256 - 1320هـ/ 1840 - 1902م).

 

هي الشاعرة الماهرة والكاتبة النابهة كريمة المرحوم إسماعيل رشدي باشا وكيل الدائرة التوفيقية لولي عهد الخديوية المصرية محمد توفيق باشا، وأخت المرحوم العلامة المحقق أحمد تيمور باشا، لا شقيقته كما ذكره جورجي زيدان في "تاريخ أدبيات اللغة العربية" لأن والدة صاحبة الترجمة هي (ماهتاب هانم) التي رثتها الشاعرة بقصيدة تركية عصماء منقوشة على قبرها. وهي تنص على أن الشاعرة بنت (ماهتاب هانم) المتوفاة سنة 1285هـ/ 1868م في حين أن المغفور له أحمد تيمور باشا الذي نقلته اخته ونشأته تنشئة أدبية وعلمية بعد وفاة أبيها سنة 1289[1872م]، ولد من (مهريار هانم) الزوجة الثانية لإسماعيل رشدي باشا (توفيت سنة 1320هـ/ 1902م) كما هو منقوش على شاهد قبرها..

 

ولدت رحمها الله سنة 1256هـ/ 1840م بمصر القاهرة وتعلمت العلم والأدب بها على أساتذة أفاضل بين أبويها باللغات الفارسية والتركية والعربية وقد ترجمت لنفسها في مؤلفاتها فقالت أنها لما بلغت من العمر سبع سنين بادرت والدتها (ماهتاب هانم) وهي جركسية إلى تعليمها فن التطريز واستحضرت لها آلات التعليم وكانت أفكارها غير متجهة لتلك بل جل مرغوبها في تعلم القراءة والكتابة، وكلما كانت والدتها تجبرها على تعلم التطريز تزداد هي نفورا من طلب والدتها، ولما رأى والدها تلك المحاورات بين الأم وبنتها، تفرس فيها النجابة ومخايل الذكاء فقال لوالدتها: دعيها فإن ميلها إلى القراءة أقرب. فأحضر لها اثنين من الأساتذة أحدهما يدعى إبراهيم أفندي مؤنس كان يعلمها القرآن والخط والفقه، والثاني يدعى خليل رجائي أفندي يعلمها علم الصرف واللغة والفارسية.

 

واستمرت على هذا المنوال إلى أن بلغت من العمر اثني عشرة ربيعاً تاقت نفسها إلى مطالعة الكتب الأدبية ودواوين الشعر باللغات الثلاث فحجبها والدها رحمه الله، وهو من كبار كتاب عصره والبارعين في اللغات الشرقية عن الاختلاط بالرجال وتولي هو بنفسه التدريس لها كل ليلة بعد العشاء زهاء ساعتين، تارة في كتاب (الشاهنامه) للفردوسي، وتارة في (المثنوي) لجلال الدين الرومي، كلاهما من عيون الأدب الفارسي والتصوف الإسلامي، مما يدل على علو كعب والدها إسماعيل رشدي باشا في الأدب الإيراني ومبلغ حرصه على الثقافة التي كانت تسود موطن والده محمد تيمور الكاشف وهو جبال الأكراد بشمالي الموصل، ثم تقول الشاعرة أنها أول ما نطقت بالشعر نطقت باللغة الفارسية، وتذكر مناسبة لطيفة لذلك، وهي أنها كانت ليلة من الليالي القمرية في حديقة قصرها تتألف نور القمر وروعته والأزهار وبهجتها وكانت بيدها باقة من الورد والزهور تنظر إليها نظرة كلها شعر ومعاني فإذا بوالدتها تدعوها إليها فقطع عليها سكون تفكيرها فتذهب إليها ثم تعود إلى مكانها الأول من الحديقة فترى أن باقة ورودها وزهورها مبعثرة مشتبه فلا تجد من تخاطبه لتحمله تبعة ذلك سوى القمر الذي كان حينئذ يتوسط كبد السماء، فنطق لسانها بالشعرالفارسي الآتي[26]:

(أيها القمر الباهر أن باقة وردي تشتت، وقد كنت وكلتها إليك عليها (؟) فمن الذي بعثرها وشتتها؟ وكلما رأيت باقتي مبعثرة هكذا أشعر بحرقة شديدة في نفسي فواحرقتاه!!).

 

وفي أثناء ذلك يدخل عليها والدها - رحمه الله - فيراها مضطربة يعلوها الحزن والأسى، فيسألها عن جلية الأمر، ثم يطمئنها ويبدي لها سروره[27] عندما يستمع إلى باكورة قريحتها الوقادة قائلاً لها: إن التسجيع والتعمق في الأدب لا يتمان ولا يكملان إلاّ بإتقان اللغات الثلاث: العربية والفارسية والتركية، مع أخذ قسط كبير من علم العروض، وبعد سنة إن شاء الله سأدبر لك أستاذة ملمة بهذا العلم تتلقين عليها ما تريدين، غير أن الظروف لم تسمح بذلك، إذ يشاء الله أن تتزوج بمحمد توفيق بك ابن السيد محمود بك الإسلامبولي[28] كاتب ديوان همايون سابقاً، وكان ذلك في سنة 1271هـ/ 1854م، وتنقبض عن المطالعة وإنشاء الأشعار وتحبير المقالات، وتلتفت إلى تدبير المنزل وتربية الأولاد، حيث رزقت من زوجها المذكور بنتين كبراهما (توحيدة)، والصغرى........[29]، وولد يدعى (محمود بك) عاش وكبر إلى أن قام بجمع دواوين والدته وحل بذلك في قلبها محل أخته (توحيدة) إلى أن توفيت إلى رحمة الله في 1294هـ/ 1877م وهي عذراء لا تبلغ من العمر أكثر من ثمانية عشر ربيعاً، فاستولى على شاعرتنا العظيمة الحزن والأسى الشديد، إذ كانت الفقيدة مدبرة منزل والدتها ولا تحوجها لأحد سواها، فتركت الشعر والعروض والعلوم، وجعلت ديوانها الرثاء والعديد[30] مدة سبع سنين حتى أصابها الرمد، فكثر لوامها وعواذلها من أولادها وصويحباتها ونهوها عما هي فيه.

 

هذا وكانت الشاعرة بعد وفاة والدها سنة 1289هـ/ 1872م ثم زوجها في سنة 1292هـ/ 1875م حيث صارت حاكمة نفسها، قد أحضرت لنفسها اثنتين من الأساتذة لهما إلمام بالنحو والعروض تدعى إحداهما (فاطمة الأزهرية) والثانية (ستية الطبلاوية) تأخذ منهما النحو والعروض، حتى برعت فيهما، وأحسنت قرض الشعر، فتضع القصائد الطوال والأزجال والموشحات البديعة. وكان قد تجمع لديها طائفة من الأشعار والقصائد في اللغتين الفارسية والتركية[31] قالتها في أوان صباها وأودعتها إياها لدى كريمتها توحيدة على أمل طبعها فيما بعد، غير أن وفاة حبيبة قلبها (توحيدة) حالت دون ذلك مدة من الزمن إذ أحرقت المترجمة محفظتها الخصوصية المحتوية على أشعارها الفارسية وغيرها[32] حيث كانت ابنتها توحيدة تحتفظ بها[33]، فلم يبق لها من الأشعار سوى التركية والعربية.

 

وأخيراً لما سمعت قول الناصحين، وأخذت شيئاً فشيئاً تقلل من النوح والبكاء حتى شفاها الله من الرمد، اقترح عليها ابنها (محمود بك) جمع أشعارها ونشرها في دواوين مطبوعة والتمس منها أن تقول بعض القصائد والغزل تضمنها معاني بهجة تدل على السرور والإنشراح على خلاف ما قالته في أيام الحزن والأسى، وغرضه من ذلك وأن تنشغل بجمع الأشعار والقصائد وقولها وإعدادها للطبع، وهكذا تم جمع وطبع المؤلفات الآتية على ما أدى إليه البحث حتى الآن:

1 - نتائج الأحوال في الأقوال والأفعال:

كتاب عربي يتضمن قصصاً لتهذيب النفوس بأسلوب إنشائي مسجع حيث كان سائداً وقتئذ طبع سنة 1305هـ/ 1888م محفوظ بدار الكتب المصرية تحت رقم 2745 أدب. ورد في مقدمته شيء من ترجمة المؤلفة بقلمها الفاتن[34].

 

2 - مرآة التأمل في الأمور

رسالة باللغة العربية في 16 صفحة في الأدب طبع قبل سنة 1310هـ/ 1893م. محفوظ بدار الكتب تحت رقم 1178 أدب.

 

3 - حلية الطراز

ديوان لمجموعة أشعارها العربية طبع في القاهرة مراراً آخرها سنة 1327[1909م].

 

4 - شكوفه (ديوان عصمت)[35]

هو ديوان أشعارها بالتركية فقط، إلاّ أنه يشتمل على بعض أبيات فارسية قالتها الشاعرة مع مراثيها التركية في ابنتها (توحيدة)، فمن هنا ذهب بعض الناس إلى أن هذا الديوان هو (ديوان فارسي وتركي) والحقيقة خلاف ذلك إذ أن الشاعرة صرحت في مقدمة ديوانها التركي الذي اطلعت عليه منذ سنوات وليس عندي الآن حتى أدرسه دراسة وافية بأن أشعارها الفارسية وهي التي قالتها في أوان صباها وكانت محفوظة لدى ابنتها (توحيدة) فأحرقتها مع ما أحرقتها من مخلفاتها الخصوصية، فيتبين من هذا أن ليس لها ديوان فارسي مستقل لا مخطوط ولا مطبوع، غير أن علو كعبها في الفارسية وأدبها يظهر من نماذج شعرها الفارسي الموجود في الديوان التركي، وفي شواهد قبور الأسرة بالإمام[36]، ومن الترجمة المسهبة التي كتبتها بقلمها لنفسها في مقدمة الديوان التركي المطبوع بالقاهرة بمطبعة المحروسة لعزيز الياس سنة 1315هـ/ 1898م. وورد في كتاب (الدر المنثور في طبقات ربات الخدور) للسيدة زينب فواز أن الديوان التركي المسمى بـ(شكوفه) تحت الطبع الآن (1312) [1894م] بالآستانة، فلعله طبع مرتين، واحدة في القاهرة، وأخرى في الاستانة مرة أخرى، ويجوز أنه لم يتم طبعه في الاستانة[37]. وهاك نصوص ما ترجمته الشاعرة لنفسها في مؤلفاتها وما كتبه المؤرخون المعاصرون من الكتاب والباحثين، أمثال السيدة زينب فواز، والعلامة جورجي زيدان، وإلياس سركيس[38].

 

قالت في مقدمة ديوانها العربي المسمى بحلية الطراز، المطبوع مراراً في القاهرة في سنة 1303[1885م] وسنة 1310 و1327 [1892و1909م].

 

(أما بعد) فتقول ذات القريحة القريحة والجناح المكسور، عائشة عصمت بنت المرحوم إسماعيل باشا تيمور، عفا الله عنها وعن والديها وأحسن إليهما وإليها:

لا يخفى على النبيه الألمعي واللبيب اللوذعي أن الشعر ديوان العرب، وعنوان الأدب، وبستان الأذهان، وحلية الإنسان، بل ريحانة الألباء، وزهرة أولي الفضل والذكاء، به تتميز القرائح، ويتميز البغاث من الصادح، وإن العدد الوافر من الفضلاء قد عانى الشعر تأدباً لا تكسباً، وتفكهاً لا تطرباً. وقد سبقتني من ذوات القناع من رنح لها في الآداب أثبت أقدم، وأصبحت بحسن مطالعها في دولة الأدباء كالعلم كليلى الأخيلية وبنت المستكفي ولادة، وسميتي عائشة الباعونية ذات الفكرة الوقادة، ومن معاصراتي ربة الأدب الباهر والقدر الشريف السيدة وردة بنت الفاضل البارع الشيخ ناصيف، فما منهن إلاّ من بدأت في الشعر وأعادت وأجادت في مضمار البيان وأفادت، وقد كنت وزهرة الشبيبة غضة، وجيوش الهموم عن فكرتي منفضة، أهصر من فنون الأدب كل فن، وأصرف في نظم القريض على سبيل التأدب برهة من الزمن، فكنت أنظم الشعر باللغة الفارسية والتركية، وآونة في اللغة الشريفة العربية، حتى اجتمعت عندي منه جملة كافية، ولصدر المحب شارحة وافية، وقد أحببت أن أجمع منه ما كان في اللغة العربية حذراً من دخوله بالتشتت في خبر كان، ورغبة في تخليد ذكرٍ استجلب به طلب الرحمة والغفران، عالمة أني مهما بلغت لم أزل قاصرة عن درجة أهل الفضل والإطلاع، وهيهات أن تقاس بأفاضل الرجال القاصرات من ذوات القناع، واثقة بإغضاء من سيقف عليه من أهل الذكاء والعفو عما عسى أن يجدوه من تقصير أو خطأ، فالكريم من عفا وصفح، والسيد من تسامح وسمح، والعفو من ذوي الأدب مأمول، والعذر عند كرام الناس مقبول. وها أنا أشرع في المقصود، معبرة بقالت دون قلت، تفادياً من وصمة التبجح، وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت. (قالت):

بيد العفاف أصون عز حجابي ♦♦♦ وبعصمتي أسمو على أترابي

.........الخ

 

وترجمت الشاعرة نفسها في مقدمة كتابها المسمى (نتائج الأحوال في الأقوال والأفعال) المطبوع أوائل جماد ثان سنة 1305 [1887 م في] مطبعة محمد أفندي مصطفى بالقاهرة، فقالت:

(وبعد) فتقول ذات الجناح المكسور، عائشة عصمت بنت المرحوم إسماعيل باشا تيمور: إني منذ انطوى وساد مهدي، وجال على بساط البسيطة قدي، وأدركت مواطن غوايتي ورشدي، ورعيت حرمة والدي وجدي، أجد طفل قصدي شغف الرضاع أخبار من غبر من الأمم، وكهل جدي مائلاً إلى استقصاء أحاديث من كان في سالف القدم، فكنت أشغف بمسامرة الكبر من النساء لسماع أحسن الخبر، وألتقط من تلك النوادر أعاجيب القدر، وأتأمل بمستطاع جهدي فيما يرد علي من أنواع الجد والهذر[39]. واقتطف ما يسعه وعاء وعي من ثمر ذلك الشجر حيث لا طاقة لي على خلاف ذلك السماع، ولا سبيل لسني إلى التمتع بغير ذلك المتاع. فلما تهيأ العقل للترقي وبلغ الفهم درجة التلقي، تقدمت إليَّ ربة الحنانة والعفاف، وذخيرة المعرفة والإتحاف، والدتي – تغمدها الله بالرحمة والغفران - بأدوات التطريز والنسيج وصارت تجد في تعليمي، وتجتهد في تفطني وتفهيمي، وأنا لا أستطيع التلقي، ولا أقبل في حرفة النساء ترقي، وكنت أفر منها فرار الصيد من الشباك، وأتهافت على حضور محافل الكتاب بدون ارتباك، فأجد صرير القلم في القرطاس أشهى نغمة، وأتحقق أن اللحاق بهذه الطائفة أوفى نعمة. وكنت ألتمس من شوقي قطع القراطيس وصغار الأقلام، وأعتكف منفردة عن الأنام، وأقلد الكتاب في التحرير، لأبتهج بسماع هذا الصرير، فتأتي والدتي وتعنفني بالتكدير والتهديد، فلم أزد إلاّ نفوراً، وعن صنعة التطريز قصوراً، فبادر والدي – تغمد الله بالغفران ثراه، وجعل غُرف الفردوس مأواه - وقال لها: دعي هذه الطفيلة للقرطاس والقلم، ودونك شقيقتها فأدبيها بما شئت من الحكم، ثم أخذ بيدي وخرج بي إلى محفل الكتاب، ورتب لي استاذين أحدهما يعلم اللغة الفارسية، والثاني لتلقين العلوم العربية، وصار يسمع ما أتلقاه من الدروس كل ليلة بنفسه حتى تفطنت شيئاً فشيئاً، فوجدت في نفسي ميلاً إلى نظم الشعر، فكان أول نطقي فيه باللغة الفارسية. ثم اجتهدت في التعليم، فلم اتخلف يوماً ولم أتوقف. ولما تحلى مذاقي بحلاوة تلاوة كلام الله القديم/ وقلت ملتمسة للفتح بفضل بسم الله الرحمن الرحيم، ووفقني الفتاح بفتح خلية ذاك الشهد الصافي، والإرتواء من ذلك النهد الكريم الشافي، فما زلت اقتبس ضياء التفقه من سرج التلاوة، وألتمس عذوبة الهداية من صحاف زبدة هاتيك الحلاوة، حتى فطنت لمطالعة الأساطير، وأدركت من بدائع المعاني الجم الغفير، ولم أكن أهلاً لاقتناء تلك البضاعة، ولا كفؤا لجوهر هذه الصناعة، وإنما قد عود الخالق مخلوقه بالمن والكرم، وعلم الإنسان ما لا يعلم، فطالعت من التواريخ ما قدرت قدرتي أن تدانيه، وما أمكن فكرتي الخامدة أن تصل إلى فهم معانيه، حيث لم يمكن لي دخول محافل العلماء المتفقهين، ولم تسعني مجالس الفضلاء المتبحرين. فكم التهب صدري بنار شوق رياض محافلهم اليوافع، وأدرّ جفني على حرماني من اجتناء ثمرات فوائدهم در المدامع، وقد عاقني عن الفوز بهذا الأمل حجاب خيمة الإزار، وحجبني قفل خدر التأنيث عن سناء تلك الأقمار، وأحلاّني بسجن الجهل حليف أثقال وأوزار، فكانت تلك الحجب لمن لام في هفوات هذا المسطور أكبر أعذاراً، فلا تلوموا معشر الأفاضل خبيّه، ولا تبعثوا بسجينة شجيه، فلو اقتطفت زهر الآداب من رياض العرفان لكانت لشهد التدقيق خير خلية، ورجعت بالعلم والمعرفة راضية مرضيه. ولما تلوت أحاديث من مضى من السلف، ووردت منهل أخبارهم ورود من اغترف ثم اعترف، وعانيت مقادير الخلف، وتأملت في سِيَر سَيْر الأمم، وتحققت أن السعد والنحس منوطان بالقدر من القدم، وقد شاهدت – والله - في نفسي ذات الهالدات[40] صدق هذا الخبر، وكابدت لسوء حظي في كهف العزلة ما هو أدهى وأمر، فدعتني الرأفة بكل مغبون لقي ما لقيت، ودهي بما به دهيت، إلى أن أبدع له أحدوثة تسليه أشجانه عند تراجم الأفكار، وتلهيه عن أحزانه في غربة الوحدة التي هي أشد من غربة الديار، وتجعله في روض من الثمر أنيق، وتمهد له من طرق المسرة أبهج منهج وأقوم طريق، إذ لا سبيل إلى تسلية أفكار الوحيد إلاّ بمثل ذلك، ولا وصول إلى حصول أنس الغريب إلاّ من هذه المسالك، وسميتها (نتائج الأحوال في الأقوال والأفعال)، ورتبتها على خمسة فصول".

 

وهاك أقوال المؤرخين والكتاب الذين كتبوا عن الشاعرة باسهاب، منهم الكاتبة البارعة والمؤرخة الشهيرة، السيدة زينب فواز، مؤلفة (الدر المنثور في طبقات ربات الخدور) المطبوع ببولاق مصر سنة 1312[1894م]، المحفوظ بدار الكتب تحت رقم 1538 تاريخ. قالت في ص 303:

عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا تيمور بن محمد كاشف تيمور:

أديبة فاضلة، حكيمة عاقلة، بارعة باهرة، شاعرة ناثرة، رضعت أفاويق الأدب وهي في مهد الطفولة، وتحلت بحلى لغات العرب قبل تضلعها باللغات التركية، وفاقت على أقرانها فصاحة عند بلوغها سن الرشاد، وصارت ندرة زمانها بين أهل الإنشاد والإنشاء، ولم تدع لولادة مقالاً، ولم تترك للأخيلية مجالاً، وقد أختست الخنساء وأنستها صخراً، وسارت في مضمار أدباء العصر.

 

تعلمت العلم والأدب في مصر القاهرة على اساتذة أفاضل بين أبويها، وكان أكثر ميلها إلى علم النحو والعروض حتى بلغت في الشعر حداً لم يبلغه غيرها من نساء عصرها. ولدت سنة 1256 [1840م] بمدينة القاهرة، ووالدتها جركسية الأصل، معتوقة والدها إسماعيل باشا تيمور. ولما انطوى بساط مهدها، وفرقت بين أبيها وجدها، بادرت والدتها إلى تعليمها فن التطريز، واستحضرت لها آلات التعليم، وكانت أفكارها غير متجهة لتلك، بل جل مرغوبها تعلم القراءة والكتابة، وقد علم منها هذا الميل من ائتلافها مع كتاب والدها. وكلما كانت والدتها تمنعها عن الحضور مع الكتاب وتجبرها على تعلم التطريز، تزداد هي نفوراً من طلب والدتها. ولما رأى والدها تلك المحاورات، تفرس فيها النجابة، وقال لوالدتها: دعيها فإن ميلها إلى القراءة أقرب. وأحضر لها اثنين من الأساتذة، أحدهما يدعى إبراهيم أفندي مؤنس كان يعلمها القرآن والخط والفقه، والثاني يدعى خليل أفندي رجائي، كان يعلمها علم الصرف واللغة الفارسية. وبعدما تعلمت القرآن الشريف تاقت نفسها إلى مطالعة الكتب الأدبية، وأخصها الدواوين الشعرية، حتى تربت عندها ملكة التصورات لمعاني التشبيهات الغزلية وخلافها. ولما صارت قريحتها تجود بمعان مبتكرة لم يسبقها عليها غيرها، رأى والدها أن يستحضر لها أساتذة عروضيين من النساء الأديبات.

 

وقبل إتمام ذلك صار زواجها من السيد الشريف محمود بك الإسلامبولي ابن السيد عبد الله أفندي الإسلامبولي كاتب ديوان همايوني بالاستانة سابقاً، وذلك سنة 1271هـ [1854م]. وهنالك اقتصرت عن المطالعة وإنشاء الأشعار، والتفتت إلى تدبير المنزل، خصوصاً حينما رزقت بالأولاد والبنات، وبقيت على ذلك حتى كبرت لها بنت كان اسمها (توحيدة) فألقت زمام منزلها إليها، وكان في تلك الفترة توفي والدها سنة 1289[1872م] وزوجها في سنة 1292[1875م] وصارت حاكمها نفسها، فأحضرت لها اثنتين لهما إلمام بالنحو والعروض تدعى إحداهما (فاطمة الأزهرية) والثانية (ستية الطبلاوية) تأخذ منهما النحو والعروض حتى برعت فيهما، وأحسنت الشعر، وصارت تضع القصائد المطولة والأزجال والموشحات البديعة، فمن ذلك قد جمعت ثلاثة دواوين بالثلاث لغات: العربية والتركية والفارسية[41]. وقبل أن تشرع في طبعها توفيت كريمتها (توحيدة) وهي في سن الثامنة عشرة من عمرها، فاستولى عليها الحزن والأسف الشديد حيث انها كانت مدبرة منزلها، ولم تحوجها لأحد سواها. وهناك تركت الشعر والعروض والعلوم، وجعلت ديدنها الرثاء والعديد والنوح مدة سبع سنوات حتى أصابها الرمد فكثرت لواحيها وعواذلها من أولادها وصويحباتها ونهوها لتقلع عما هي فيه. وأخيراً سمعت قول الناصحين وقللت شيئاً فشيئاً من البكاء والنواح حتى شفاها الله من الرمد، فجمعت ما وجدته من أشعارها حيث كان ضاع جزء منها مدة حزنها فجاء منه ديوان بالتركية سمته (شكوفه)، وهو تحت الطبع الآن بالاستانة العلية، وديوان عربي سمته (حلية الطراز) وقد طبع ونشر وكان له وقع عظيم في النفوس، وقبول زائد عند أهل الأدب.

 

وبعد ذلك رأت نفسها قادرة على التأليف، فألفت كتاباً سمته (نتائح الأحوال) فجاء غريباً في بابه، وقد طبع ونشر أيضاً. ولما انتشرت مؤلفاتها المذكورة سارت في حديثها الركبان إلى أقصى العمران، فوردت إليها التقاريظ من كل جهبذ أديب ولوذعي أريب. [وجميع ما ورد لها من التقاريظ موجود في مؤلفاتها سالفة الذكر التي منها التقريظ على (حلية الطراز) الآتي من السيدة (وردة اليازجي) التي أبدعت فيه لرقة معانيه. ولها تقريظ آخر على كتاب (نتائج الأحوال).

 

ومن إنشاء المترجمة نثراً ما قالته مرة في إصلاح العائلة، وقد نشر في جريدة الآداب يوم السبت الموافق 9 جمادى الثانية سنة 1306 تحت عنوان عصر المعارف - لا تصلح المعارف إلاّ بتربية البنات][42].

 

ثم ذكرت شيئاً كثيراً من أشعارها العربية.

 

وترجم لها العلامة جورجي زيدان في كتابه (تاريخ آداب اللغة العربية) المطبوع بالقاهرة سنة 1914 في ص248 ج4 فقال:

12 - عائشة التيمورية (توفيت سنة 1330هـ/ 1912م).

 

هي شقيقة أحمد بك تيمور صاحب الخزانة التيمورية، ولدت بمصر سنة 1840 (1256)، ونشأت من صغرها ميالة إلى الأدب، فعني والدها بتعليمها، فتعلمت العربية والفارسية فنالت حظاً وافراً وظهرت قريحتها الشعرية فأخذت بمطالعة كتب الأدب ولا سيما الدواوين. وتزوجت بمحمد توفيق بك بن محمود بك الإسلامبولي سنة 1271هـ/ 1854م فشغلتها مهام الزواج عن المطالعة، فلما شبت ابنتها (توحيدة) عهدت إليها بمهام المنزل، وقد توفي والدها وزوجها فتفرغت للمطالعة. واتقنت النحو والعروض على (فاطمة الأزهرية) و(ستية الطبلاوية)، وأخذت في نظم الأزجال والموشحات والقصائد في اللغات العربية والفارسية وهي تهتم بنشر هذه المنظومات. توفيت ابنتها (توحيدة) نعظم ذلك عليها وشغلت بالحزن والبكاء سبع سنين. ثم عادت إلى نشر آثارها. وهاك ما عثرنا عليه:

1 - شكوفه: هو ديوانها في التركية

2 - حلية الطراز: هو ديوانها في العربية طبع في مصر مراراً.

3 - نتائج الأحوال: باللغة العربية في الأدب. طبع بمصر.

 

ولتكوين فكرة عامة عن أشعار المترجمة في اللغات الثلاث نردف هذه النصوص بنصوص أدبية من شعرها تتضمن الرثاء وتاريخ وفاة أعضاء أسرتها، بعضها منقوشة على شواهدها لقبور في مدفن الأسرة وبعضها منشور في الديوانين التركي والعربي، لأنها جديرة بالدرس ووافية بالمرام لإبداء الرأي في مقدرة الشهرة في الأدب الفارسي والتركي.

 

قبر ماهتاب هانم والدة عائشة عصمت وحرم إسماعيل باشا رشدي:

نيتدك أي جرخ دنى أول روح باكي نيلدك
ماهتابه ايلدك خاك سباهي جامه خواب
سيغ ميز غدر ايله اون ييل خون آلودليلك
شفقته هيج كلمدك ايتدكجه آه واضطراب
بولمدي باكيزه تن خونرين بنجه كون خلاص
حسرت فرقت ايله اولدي جكر كباب
مير اسماعيله محرمدي اويكتاي عدن
مزده دعوتله كلدي ارجعي امري خطاب
يأس حسرتله ديدي تاريخي عصمت دخترى
غرفهء مأدايه رونق ديردي نور ماهتاب

1285

 

قبر خديجة عفت شقيقة الشاعرة عائشة عصمت:

شهيد وضعه كريان اول ايا جشم جهان هربار
عروسك جامه سي اولدى كفن نامنده خلعتلر
نفاسك ارمدن عهدى دوشدى كاخ فردوسي
زفافك حيني كلمزدن جالندى كرسى رحلتلر
شفاعت خواء اولسون اول خديجة مخلص عفت
أتاسى مير إسماعيله كوجدر فرقت دختر
مثنى دختريله دفن اولوب خاك سياه ايجره
اوتشنه لب عروسينك اوله جرعى مي كوثر
كل اي عصمت شقيقنه نه جاره سويله تاريخن
نعيمك عزمنه اي كل ندا كلدى بشارتلر

30، 55، 64، 133

1282

 

قبر (إسماعيل رشدي باشا) نجل محمد تيمور الكاشف:

برتو مصباح تقوى عارف قدر سير
خامهء طرس بلاغت نخبهء أهل نظر
يعنى تيمور زاده اسماعيل باشا رشدى كم
ارجعى أمرى مناجاتيله اول بكتا كهر
دست رضواندن آلوب جام لقايى فجأة
دوحهء بزم نعيمى روحنه قيلدى مقر
عايشه قطرات اشككله كهر تاريخ ياز
كلشن رضوانه زيور ويردى آه نوربدر

350، 850، 17، 20، 52

1289

 


[1] عبد الرحمن الشيخ علاء الدين النقشبندي: محمد علي عوني، الباحث والمحقق، محاضرة ألقيت في الندوة الخاصة بذكرى محمد علي عوني، أربيل 2007، ونشرت في كتاب الندوة، أربيل 2008، ص62 - 67.

[2] نجم الدين عوني: مقدمة الطبعة الثانية من خلاصة تاريخ الكرد وكردستان.

[3] نشر كاتب السطور عدداً من هذه الوثائق مع تقديم وتحقيق في كتاب عنوانه (العراق في وثائق محمد علي) وصدر عن بيت الحكمة في بغداد سنة 1999.

[4] صدر هذا الكتاب بالإنكليزية سنة 1930 ثم طبع بالعربية في مطبعة سعادة بالقاهرة وقد كتب عليه اسم جمعية (خويبون)، ويرى بعض الباحثين أن الكتاب من إعداد هذه الجمعية، وأنها أرسلته إلى محمد علي عوني لصياغته، فقام بالعمل، وأضاف إليه ملحقاً ضم معلومات مهمة عن العشائر الكردية وما تعرضت له من مذابح. ينظر عز الدين رسول: محمد علي عوني، الشخصية البارزة في تاريخ الكورد الحديث، محاضرة ألقيت في الندوة الخاصة بذكرى محمد علي عوني، أربيل 2007، ونشرت في كتاب الندوة، أربيل 2008، ص26.

[5] تنظر ترجمته في نجم الدين عوني: مقدمة الطبعة الثانية من خلاصة تاريخ الكرد وكردستان، وخير الدين الزركلي: الأعلام ج6 ص306.

[6] ذكر محمد علي الصويركي الأردني أن الأسرة التيمورية انحدرت في الأصل من "سلالة كردية كانت تسكن بلدة بقره جولان في كردستان العراق من ولاية الموصل". معجم أعلام الكرد، السليمانية 2006، ص600، بينما تشير الوثائق المصرية التي اعتمدها عوني أنه من قبيلة الملية الساكنة في أورفه.

[7] الزركلي: الأعلام ج1 ص100

[8] الأعلام ج7 ص165

[9] الأعلام ج6 ص22

[10] أدرج المؤلف هذه العلاقات النسبية على شكل مسودة (مشجر)، ونظراً لصعوبة نشره على وضعه هذا فإننا أدرجنا نصه على شكل كلام متصل.

[11] التواريخ الميلادية بين المعقوفات من وضعنا.

[12] عرف تيمور آغا (باشا) باسم (تمر) قبل أن يلي الحكم، وفي سنة 1188هـ/ 1774م قاد حركة قبيلته في حركة واسعة وصفت بالتمرد ضد السلطات العثمانية، فعين السلطان عبد الحميد الأول والي أورفه الوزير محمد باشا للقضاء على حركته، ومع ذلك حقق تمر انتصاراً على والي ديار بكر، حتى أنه فرض الأتاوة على أهلها، وفي سنة 1205هـ/ 1790 عين السلطان سليم الثالث لحربه سليمان باشا الكبير، والي بغداد، ومحمد باشا الجليلي والي الموصل، فتمكنا من تشتيت قواه، وتعيين أخيه إبراهيم باشا أميراً على الملية بدله، وتمكنت قبيلة العبيد العربية بقيادة الحاج سليمان الشاوي من دحر ما تبقى من القوات المنضوية تحت زعامته، فاضطر إلى الهرب إلى جبل سنجار، وقد تخلت عنه قبيلته، في سنة 1208هـ/ 1793م لم يجد بداً من طلب العفو من والي بغداد، فعفى عنه الأخير، واستدعاه إلى بغداد، حيث أقام مكرماً سبع سنين، وأخيراً توسط له لدى الدولة العثمانية، فعين والياً على أورفه، إلا أنه لم يتمكن من دخولها، فعزل، وعاد هو إلى سيرته الأولى في الخروج على السلطة العثمانية، فأصدرت الأخيرة أمرها إلى والي بغداد علي باشا بحربه، فاضطر إلى الهرب إلى نواحي الخابور. وواضح أن مناوأة تيمور باشا وأسرته للعثمانيين هي التي دفعت بهم فيما بعد إلى الانضمام إلى مصر. ينظر ياسين العمري: غاية المرام، بغداد 1969، ص191، وغرائب الأثر، الموصل 1940، ص21 - 25، وعثمان بن سند: مطالع السعود، بتحقيقنا، بيروت 2009، ص203 – 239 ومجهول: روضة الأخبار في ذكر أفراد الأخيار، بتحقيقنا، السليمانية 2010، ص52 - 54 والدر المكنون، مخطوط،

[13] الدركاه العالي: الباب العالي، وهو اسم للحكومة العثمانية، ومير ميران (أمير الأمراء) اسم لرتبة عثمانية.

[14] هو المسؤول عن شؤون توطين القبائل.

[15] الهوارة قبيلة عربية هاجرت من الجزيرة العربية إلى منطقة (البحيرة) في مصرفي سنة 779هـ/ 1377م ثم انتقلت إلى الصعيد سنة 782هـ/ 1380م وقد زجها محمد علي باشا في حروبه فأبلت فيها البلاء الحسن.

[16] هو قائد الجيش العثماني الذي أرسله السلطان محمود الثاني لصد توسع إبراهيم باشا في الأناضول، فتقدم بقواته البالغة نحو 53 ألف مقاتل، واحتل بعض مضايق طوروس، ثم خاض معركة حاسمة في قونية ضد إبراهيم باشا لكنه خسرها ووقع أسيراً في أيدي القوات المصرية.

[17] في الأصل (يدها).

[18] كذا في الأصل، يريد إحدى وثائق أرشيف قصر عابدين التي رجع إليها، ولكنه لم ينشر نصها في بحثه ليتسنى للقارئ النظر إليها.

[19] سبق أن ذكر أن الأسرة تنتسب إلى عشائر الملية في أورفه، وأنها اتصلت بإبراهيم باشا حينما وصلت عملياته إلى منطقة الجزيرة.

[20] كادين، وتكتب بالتركية العثمانية: قادين، بمعنى السيدة.

[21] هنا كتب المؤلف في الأصل: الإيرانية، ويظهر أنها زائدة، لأنه كتب بعدها: والفارسية.

[22] تولى سعيد باشا حكم مصر من 1854 إلى 1863 ثم أعقبه إسماعيل باشا حتى 1879م.

[23] ينظر الصويركي أعلام الكرد ص107

[24] في الأصل (الحضرة الخديوية) وقد أصلحه بأن كتب فوقه بالقلم الرصاص ما أثبتناه.

[25] أثبت هنا ما سبق أن نقله سابقاً، فلم نر ضرورة لهذا التكرار.

[26] أدرج المؤلف هنا بيتين بالفارسية وأجرى على بعض ألفاظهما شطب وتعديل، ثم ضرب عليهما بالحبر، مكتفياً بالترجمة العربية.

[27] في الأصل (سرورها).

[28] في الأصل تتمة لهذا النسب وهي (ابن السيد عبد الله أفندي الإسلامبولي) ولكنه شطب عليها بالحبر.

[29] بياض في الأصل.

[30] كذا في الأصل، ولعله قصد (التعديد) وهو عد مآثر المتوفى، واللفظة على أية حال عامية. وكتب بعدها لفظة (والنوح) ثم شطب عليها بالحبر.

[31] كتب في الأصل (اللغات الثلاث) ثم عاد فشطب عليها وكتب ما أثبتناه.

[32] في الأصل عبارة ضرب عليها بالحبر هي (وجزء يسير من أشعارها الأخرى).

[33] هنا عبارة ضرب عليها بالحبر هي (وكانت حارسة عليها فمن هنا يعلم أن ليس لها ديوان مجموع مستقل باللغة الفارسية ومن المؤكد أن لها ديوانين).

[34] أعادت الهيئة المصرية العامة للكتاب نشره سنة 2004.

[35] شكوفة كلمة فارسية بمعنى: ازهار.

[36] يقصد مقابر الإمام الشافعي.

[37] أنهى المؤلف - رحمه الله - كتابه هنا، حيث كتب عبارة (والله ولي التوفيق وملهم الصواب) وأثبت اسمه ووظيفته (مترجم تركي وفارسي بديوان جلالة الملك)، ثم شطب على هذه العبارات، واستمر في تأليفه الكتاب فكتب في الصفحة التالية عبارة (تابع عائشة عصمت التيمورية) واستأنف الكلام هناك.

[38] نقل المؤلف كلام السيدة فواز وجرجي زيدان فيما سيأتي من هذه الرسالة، بينما لم ينقل ما أورده يوسف إليان سركيس (وليس إلياس سركيس)، وهو يقع في كتابه (معجم المطبوعات العربية والمعربة) ص1256.

[39] في الأصل (الهزر)

[40] كذا في الأصل.

[41] سبق أن توصل المؤلف إلى أنها لم تضع ديواناً بالفارسية، وإنما هي أبيات أوردتها في ديوانها التركي.

[42] ما بين المعقوفين للمؤلف، وهي زيادة على ما نقله من (الدر المنثور).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نسخة التيمورية من "جنى الجناس" للسيوطي ليست بخط الداودي
  • أحمد تيمور باشا

مختارات من الشبكة

  • الأسرة السعيدة بين الواقع والمأمول (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة فقه الأسرة: الخطبة (1) أسس بناء الأسرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دور الأسرة في علاج وتدريب الطفل المعاق(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • فوائد تربوية لمائدة طعام الأسرة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الأسرة ومقومات البيت المسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كلمة (رسالة أو الرسالة) - تأملات(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مشاهد التكريم للأسرة يوم القيامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسرار الأسرة والزواج من ناحية فقهية(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • أسباب الفشل في بناء الأسر(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ‏ آداب وأخلاق يجب مراعاتها في الأسرة(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 14:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب