• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   صوتيات   أخبار   نور البيان   سلسلة الفتح الرباني   سلسلة علم بالقلم   وسائل تعليمية   الأنشطة التعليمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تدريب على التشديد بالكسر مع المد بالياء
    عرب القرآن
  •  
    التشديد بالكسر مع المد بالياء
    عرب القرآن
  •  
    تدريبات على الشدة مع التنوين بالفتح
    عرب القرآن
  •  
    التشديد مع التنوين بالفتح
    عرب القرآن
  •  
    تعليم المد اللازم للأطفال
    عرب القرآن
  •  
    تدريبات على التشديد بالضم مع المد بالواو
    عرب القرآن
  •  
    التشديد بالضم مع المد بالواو
    عرب القرآن
  •  
    تعليم الحرف المشدد مع الفتحة للأطفال
    عرب القرآن
  •  
    الضمة والشدة
    عرب القرآن
  •  
    التشديد مع الكسر
    عرب القرآن
  •  
    تعليم التشديد مع الفتح
    عرب القرآن
  •  
    تعليم السكون للأطفال
    عرب القرآن
  •  
    تعليم التنوين بالضم للأطفال
    عرب القرآن
  •  
    شرح التنوين بالكسر
    عرب القرآن
  •  
    تعليم التنوين للأطفال
    عرب القرآن
  •  
    تعليم المد المتصل للأطفال
    عرب القرآن
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات
علامة باركود

العلاقة الزوجية "الفطرة والعبادة"

أ. د. فؤاد محمد موسى

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/5/2016 ميلادي - 29/7/1437 هجري

الزيارات: 19288

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة تأملات تربوية في بعض آيات القرآن الكريم

العلاقة الزوجية

"الفطرة والعبادة"


﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ * نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ * وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ * لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاؤُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 222 - 227].

 

إن المتأمِّل في هذه الآيات يجد بها أمورًا في غاية الأهمية لبناء الأسرة المسلمة، وبالتالي المجتمع المسلم القوي البنيان، والتي قد يغفل عنها الكثير من الناس، وهذه الغفلة تتسبب في تصدُّع الأسرة والمجتمع.

 

وقد ظهرَت في الآونة الأخيرة كثير من المشاكل الأسريَّة، وكثرة الطلاق، وتشتُّت الأبناء، وخاصَّة أن الكثير من الشباب يستقي معلوماته من أقرانه أو من مواقع النت، أو من الفضائيات التي ينعق فيها كلُّ ناعق، من أصحاب ما يسمى التحرُّر والتقدم والحضارة، بدون علم ولا هدًى ولا كتاب منير.

 

وكان هذا السبب الذي دفعني إلى البحث والتأمُّل في بعض الآيات التي تتعلَّق بهذا الأمر، ولكن قبل الحديث عن بعض التأملات يجب التنويه إلى أنَّ العلاقة الزوجية هي من أقوى العلاقات التي تربط بين اثنين في الحياة، وهي فِطرةٌ فطَر الله عليها الإنسانَ، وهي جزء من تكوينه الأصيل، وهي ضروريَّة لحياته كي تنمو وتطرد، فهي شهوات مستحبة مستلذة، وليست مستقذرة ولا كريهة، فقد قال الله تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ [آل عمران: 14].

 

إنَّ المتأمِّل في الآيات السابقة يجد بها بعض الأوامر أو النَّواهي، ثم التعقيب عليها، وهذه الأمور هي محل التدبُّر والتفكر في هذا المقال، فهيا بنا نفكر.

 

أولًا: لقد نهى الله في الآيات عن إتيان الزوجة في المحيض: ﴿ فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ﴾ [البقرة: 222]؛ أي: في موضع الحيض (الفرج)، والعلَّة في ذلك ﴿ هُوَ أَذًى ﴾ [البقرة: 222]، نعم هناك أذًى مادِّي؛ من التلوث بالدَّم، والرائحة الكريهة، والمكروبات، الذي قد يزول بعد الطَّهارة، ولكن الأهم من ذلك هو الأذى النَّفسي الذي يُصاب به الرجل، ولا يزول في نفسه حتى ولو بعد الطَّهارة؛ مما يجعله قد ينفر من زوجته ويكرَه القربَ منها بعد ذلك، مما يمنعه بعد ذلك من مباشرتها، وهنا تفسد الفِطرة ولا يتحقَّق الهدف من إتيان الزوجة، فيحدث الشِّقاق الزوجي، ولنفس هذا السبب حرَّم الإسلام أن يأتي الزَّوج زوجتَه في الدُّبر؛ كما جاء في الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((ملعون مَن أتى امرأةً في دُبرها))؛ [رواه أحمد وأبو داود].

 

وتجدر الإشارة هنا إلى أنَّ الإسلام لم يحقر من شأن الزَّوجة هنا بنبذها عن مجتمعها في فترة الحيض - كما يفعل اليهود - عن أنس رضي الله عنه: "أنَّ اليهود كانت إذا حاضَت المرأة عندهم لم يؤاكِلوها ولم يشارِبوها ولم يساكِنوها في البيوت، وأخرجوها من البيت، فسأل أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم، فأنزل الله عز وجل: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ﴾ [البقرة: 222] إلى آخر الآية"؛ مسلم.

 

ثانيًا: لقد كان الأمر بالعزل فقط في مكان الحيض (الفرج)، ولكن مع ذلك جعل الإسلام مجالًا للفطرة أن تحقِّق حاجاتها ولا تمنعها ألبتة؛ لذلك رخص الإسلام للرجل التمتُّع بزوجته في وقت الحيض بباقي جسَدها؛ كما جاء في الحديث عندما نزلَت آية: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ﴾ [البقرة: 222]، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((اصنعوا كلَّ شيء إلا النِّكاح))؛ متفق عليه، ويا لها من روعة هذا الدِّين، من أن يجعل للفطرة متنفسًا، ولا يكبتها حتى لا تنحرف عمَّا أحله الله لها!

 

ثالثًا: وبعد هذا كان الأمر بالإتيان بعد التطهُّر، انظر قوله تعالى: ﴿ فَأْتُوهُنَّ ﴾ [البقرة: 222]؛ الفاء تدلُّ على الترتيب بعد الطهارة، والسرعة في الإتيان، وبعدها فِعل أمر الإتيان، ومما يؤكِّد أكثر قوله تعالى: ﴿ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 222]؛ إنَّها أوامر إلهية، هذا الأمر يغفل عنه الكثير، وعدم تنفيذه معصية لله؛ لأنَّ مخالفته تسبب ضررًا بالغًا للزوجة دون أن يدري الزوج، إنها تكون في قمَّة حاجتها لزوجها؛ للرغبة العارمة لديها في ذلك الوقت، والتي جعلها الله بعد الحيض من أجل الإنجاب، إنها الفِطرة التي يَسمو بها الإسلام ولا يكبِتها، وإغفال هذا الأمر يسبِّب مشاكل زوجية عديدة، ولا تبوح الزوجة بذلك، وتكون تصرفاتها غير منضبطة، ولا يعرف أحد السببَ، وتدور المشاكل داخل الأسرة في دائرة مغلقة.

 

رابعًا: وفي الآية الثانية من هذ المقطع الأمر: ﴿ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ [البقرة: 223]؛ حيث يعطي اللهُ الزوجَ مشيئة إتيان زوجته في أي وقت، وبأيِّ كيفية، بمجرد رغبته في الإتيان، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم: ((إذا أراد أحدُكم من امرأته حاجةً، فليأتِها ولو كانت على تنُّورٍ))؛ رواه أحمد، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا الرجل دعا زوجته لحاجته، فلتأتِه وإن كانت على التنُّور))؛ رواه الترمذي.

 

وهنا يجب على الزوجة تحقيق ذلك لزوجها، وإلَّا تأثم على ذلك؛ عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دعا الرجل امرأتَه إلى فِراشه فأبَت فبات غضبان عليها، لعنَتْها الملائكة حتى تصبِح))؛ (البخاري).

 

خامسًا: هنا أمر متعلِّق بالأمر السَّابق الذي أعطى الله فيه الرجلَ حرِّيةَ الإتيان: ﴿ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ ﴾ [البقرة: 223]، والذي قد يغفل عنه الكثيرون، أو لا يعطونه أهميَّة تُذكر، مما يؤدِّي إلى الإضرار بالزوجة نفسيًّا، فيترتَّب عليه الشقاق الأسري، وهذا التقديم يجب أن يقوم به الزَّوج مع زوجته، حتى تكون مستعدة نفسيًّا وجسديًّا لزوجها؛ لتتحقَّق السعادة بينهما معًا.

 

من الملاحظ أنَّ هذا التقديم لم يأمر به الله بعد التطهُّر من الحيض في الآية الأولى من المقطع؛ لأنَّ الزوجة تكون مهيَّأة جسديًّا بالتطهر، وإحساسها الجسدي في أعلى درجاته للرَّغبة في الجِماع، وبالتالي فهي مهيأة نفسيًّا أيضًا.

 

ويتعلَّق بالتقديم أن يُعلِم الرجل المسافر زوجتَه بموعد قدومه حتى تستعدَّ للقائه وتتهيَّأ له؛ فقد نهى صلى الله عليه وسلم المسافرَ عن أن يأتي أهلَه ليلًا أو على حين غفلة منهم؛ وذلك لئلَّا يرى منهم ما لا يسُره، فيؤدي ذلك إلى النفور منهم؛ فعن جابر رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يَكره أن يأتي الرجل أهلَه طروقًا"؛ متفق عليه، وفي رواية مسلم: ((إذا قدم أحدُكم ليلًا، فلا يأتينَّ أهله طروقًا؛ حتى تستعدَّ المغيبة، وتمتشط الشعثة)).

 

سادسًا: لم يحرم الله على الزَّوج عدم إتيان زوجته (الإيلاء) فترةً من الزمن (لا تزيد عن أربعة أشهر) ﴿ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ﴾ [البقرة: 226]؛ فقد تكون هناك حالات نفسية واقعة، تلم بنفوس بعض الأزواج، بسببٍ من الأسباب في أثناء الحياة الزوجية وملابساتها الواقعيَّة الكثيرة، تدفعهم إلى الإيلاء بعدم المباشرة، وقد يكون الإيلاء فرصة للتنفيس عن عارض ضَجر، أو ثورة غضَب، تعود بعده الحياة أنشط وأقوى، أو قد يكون الإيلاء علاجًا نافعًا في بعض الحالات للزَّوجة المستكبرة المختالة بفِتنتها وقدرتها على إغراء الرجل وإذلاله.

 

سابعًا: لم يجعل الله هذا الإيلاء للزَّوجة أكثر من أربعة أشهر؛ لأنَّ في هذا الهجران ما فيه؛ من إيذاءٍ لنفس الزوجة، ومن إضرار بها نفسيًّا وعصبيًا، ومن إهدار لكرامتها كأنثى، ومن تعطيل للحياة الزوجية، ومن جفوةٍ تمزِّق أوصال العِشرة، وتحطِّم بنيان الأسرة حين تطول عن أمَدٍ معقول: ﴿ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 226، 227]؛ لذلك لم يترك الإسلام للرجل مطلَق الإرادة؛ لأنَّه قد يكون باغيًا في بعض الحالات، يريد إعنات المرأة وإذلالها، أو يريد إيذاءها لتبقى معلَّقة، لا تستمتع بحياةٍ زوجية معه، ولا تنطلق من عقالها هذا لتجِد حياةً زوجية أخرى، ومن هنا جعل هنالك حدًّا أقصى للإيلاء، لا يتجاوز أربعةَ أشهر، وإلَّا فرِّق بينهما بالطلاق.

 

ثامنًا: يأمر الله الزوجَ الذي يقسم على عدم إتيان زوجته بأن يكفِّر عن يمينه ويأتي زوجتَه؛ لأن إتيان الزوجة خيرٌ من تنفيذ قسَمه؛ فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((واللهِ لأن يلجَّ أحدكم بيمينه في أهله، آثَمُ له عند الله من أن يعطي كفَّارتَه التي افترض الله عليه))؛ (البخاري)، ﴿ وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 224].

 

تاسعًا: ما أعدَلك يا ألله! لقد أوضح الله لكلٍّ من الزوج والزوجة ما له وما عليه للطرف الآخر، بما يحقِّق السعادة الزوجيَّة، وينشئ أسرة متماسكة، ومن ثمَّ المجتمع المسلم المترابط، فبمراجعة النقاط السابقة نجد التَّوازن الدَّقيق في بيان العلاقة الزوجية، ومعالجة كل ما قد يَخفى علينا في هذه العلاقة.

 

عاشرًا: لقد جاء كلُّ ما سبق ليتماشى مع ملابسات الحياة الواقعية، وملابسات فطرة الإنسان وتكوينه، وملابسات ضروراته الواقعة في حياته هذه على الأرض، فهنا نجد سماحةَ الإسلام، الذي يَقبل الإنسان كما هو - بميوله وضروراته - لا يحاول أن يحطِّم فطرتَه باسم التسامي والتطهُّر، ولا يحاول أن يستقذر ضروراته التي لا يد له فيها، إنما هو مكلف بها في الحقيقة لحساب الحياة وامتدادها ونمائها؛ إنما يحاول فقط أن يقرِّر إنسانيته ويرفعها، ويصِله بالله وهو يلبِّي دوافع الجسد، يحاول أن يخلط دوافع الجسد بمشاعر إنسانيَّة أولًا، وبمشاعر دينية أخيرًا، فيربط بين نزوة الجسد العارضة، وغايات الإنسانية الدائمة، ورفرفة الوجدان الديني اللَّطيف؛ ويمزج بينها جميعًا في لحظة واحدة، وحركة واحدة، واتجاه واحد، ذلك المزج القائم في كيان الإنسان ذاته، المستحق لهذه الخِلافة بما رُكِّب في طبيعته من قوًى، وبما أودع في كيانه من طاقات، وهذا المنهج في معاملة الإنسان هو الذي يلاحظ الفطرة كلها؛ لأنَّه من صُنعِ خالق هذه الفطرة، وكل منهج آخر يخالف عنه في قليل أو كثير يصطدم بالفِطرة فيخفق، ويشقى الإنسان فردًا وجماعة، ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

 

حادي عشر: لقد جعل الله إعلاءَ شأن الفطرة عبادة؛عبادة الله في الزواج، وعبادته في المباشرة والإنسال، وطاعة الله فيها من جِنس طاعته في باقي العبادات كالصلاة، والحياة وحدة، والطاعات فيها جملة، والأمر كله من الله، وهو منهج الله للحياة؛ فقد عبَّر الله عن حبِّه للذين يتَّبعون منهجه ويهجرون ما نهى عنه، ويصفهم بالتوَّابين والمتطهِّرين: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]، فإنَّ في ذلك طهارة للأسرة المسلمة والمجتمع المسلم.

 

كما جعل الله في اتباع منهجه تقوى له، وأنه عزَّ وجل سيحاسبنا يومَ لقائه عن ذلك، ويبشِّرنا بنتيجة تقواه في كل ذلك: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 223].

 

ختامًا: سألتُ نفسي: مَن المسؤول عن تربية أبناء الأمَّة على منهج الله وسنَّة رسوله؟ مَن سيحاسب على انتِشار عدم الوعي بذلك؟

لذلك إن لم يكن هذا يدرس في مناهِجنا التعليميَّة في الوقت المناسب لتدريسه، فيجب أن يجتاز الشباب من الجنسين اختبارًا فيما يخص مثل هذه الأمور، ويتم إعطاء شَهادة تفيد ذلك؛ مثل شهادة الكشف الطبِّي التي يشترط وجودها عند عقد القران؛ وهذا اقتراح، والله الموفق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • غموض العلاقة الزوجية
  • التسامح والعفو في العلاقة الزوجية
  • مفهوم العلاقة الزوجية وأهميتها
  • أسس بناء العلاقة الزوجية في الإسلام
  • جوانب أسرية في العلاقة الزوجية
  • العلاقة الزوجية بين الجهل والتسيب
  • مفارقة بين الفطرة والشهوة
  • عظم العلاقة الزوجية (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • انعكاس العلاقة مع الله على العلاقة مع الناس(استشارة - الاستشارات)
  • تعجيل الهدية بتقوية العلاقة الزوجية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • رياحين العلاقة الزوجية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • رياحين العلاقة الزوجية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • العلاقة الزوجية الشرعية(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • انقطاع العلاقة الزوجية(استشارة - الاستشارات)
  • ضعف الشخصية واضطراب العلاقة الزوجية(استشارة - الاستشارات)
  • العلاقة الزوجية عند كبر السن(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • جوانب جمالية وشخصية في العلاقة الزوجية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حدثنا القرآن عن العلاقة الزوجية(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


تعليقات الزوار
8- (العلافة الزوجية العبادة والفطرة)
كريمة عطية سعد عطية - مصر 08-11-2024 10:18 PM

أن الله تعالى يرتب كافة أمور حياتنا والاهتمام بتفاصيل المرء وتيسير أموره الزوجية وأن الله تعالى خير معلم وأن القرآن الكريم خير دليل للإنسان. أن الله تعالى يرتب كافه أمورنا وترتيب العلاقه وأن المحيض هو أذى فالله تعالى يعلم أن هناك أذى على الإنسان لذلك رتب له عملية الإتيان إلى الزوجة خوفا على كل منهما.

7- بارك الله لكم
Elsayed Rakha - Egypt 06-09-2018 03:33 AM

جزاك الله خيرا دكتور، فتح الله عليكم وزادكم علما وحكمة.

6- بعد الزواج مختلف عن قبل الزواج
يحى عادل العايدي - مصر 25-04-2018 04:45 PM

جزاك الله خيرا" د.فؤاد ولكن لي تساؤل قبل زواجي كانت لي مع زوجتي أهداف عبادية كثيرة منها حفظ كتاب الله والتفقه في الدين إلا أن بعد الزواج تغير الأمر لا أدري كيف ولم وهل هذا فعلا" هو العادة أو الحال بأغلب حالات زواج المسلمين؟ فهل من برنامج عملي لأزواج المسلمين للتفقه في الدين؟ كيف يجتمع الرجل مع امرأته في حفظ كتاب الله أو في قراءة كتاب فقه في الدين ولو قبل النوم يوميا" أو حتى ساعة بالأسبوع؟ أرى أن الأمر يحتاج فعلا" دراسة ميدانية، وإعداد أدوات بحث ومعالجات إحصائية للتوصل إلى حل عملي لرجوع بيوت المسلمين إلى الجادة وإلى أصل الزواج وهو العبادة الصحيحة. فالأمر لا يقتصر على اختبار قلبي الزواج وفقط وإنما كيف الاستدامة بعد الزواج؟(قصة حياة حقيقية لشاب تمنى حفظ كتاب الله مع زوجته قبل الزواج وكان ذلك هدفا" لهما إلا أنه بعد الزواج تغير الأمر لا أدري كيف ولم؟ )

5- العلاقة الزوجية ( الفطرة والعبادة)
دينا خالد عبد العال أبو المكارم - كفر الشيخ _ مصر 19-04-2018 06:18 PM

يقال دائما كل ما خرج من القلب يصل إلي القلب وبدون استئذان
بارك الله فيك د / فؤاد موسى لديك أسلوب راقي في التعامل وأفكار رائعة ومواضيع مميزة، دائما كلماتك ترتدي ثوب التميز والإبداع الثقيلين
أفدتنا بمعلومات قيمة ومفيدة.. جزاك الله كل خير عنا ونفعنا بما قدمت
نحن في انتظار مواضيعك الجميلة والرائعة ????

4- بارك الله فيك يا دكتور
محمد رياض موسى عبد العال - مصر 06-08-2016 03:17 AM

فعلا كلام مهم للعلاقة الزوجية ونافع لكل مسلم يعرف دينه وواجباته تجاه زوجته والعكس بارك الله فيك يا دكتور فؤاد محمد موسى

3- مقالة طيبة
يحيى عادل العايدي - مصر 24-05-2016 05:52 PM

أسأل الله أن يبارك في الدكتور فؤاد اللهم آمين لكن عندي أسأل سؤال: لماذا لا يتفقه الأزواج في هذا الدين العظيم؟ لماذا لا يجلس الزوجان معا" يتناقشان في الدين ويتعلم ويعلم كلا" منهما الآخر هذه الأمانة بدلا" من الشجار والغضب ليل نهار.

2- ما شاء الله
عبدالرزاق أحمد عبدالرزاق السعيد - بريدة - المملكة العربية السعودية 15-05-2016 12:35 AM

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته بسم الله والحمد والصلاة والسلام على رسول ما شاء الله أرى أن هذا الموضوع ذا أهمية كبيرة حيث أنه يعتني بالأسرة المسلمة وهذه دعوة للتفكر في الدين الإسلامي الحنيف كيف اعتنى بالأسرة المسلمة التي على أساسها يبنى المجتمع الإسلامي فالأسرة المسلمة هي النواة لإقامة مجتمع مسلم حياة كلها لله قال تعالى (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)
وهكذا تتحقق الغاية وبارك الله في الدكتور الفاضل في الجهد المبذول جعله الله في ميزان حسناتك وجزاك الله خيرالجزاء
وأقول لنفسي ولغيري اقرأ وتعلم فإن الإنسان عدو ما يجهل وكن عالي الهمة.

1- موضوع هام ، وأفكار طيبة
صلاح عبد السميع - مصر 07-05-2016 07:11 PM
بارك الله في الأستاذ الدكتور فؤاد على تلك المقالة الهامة ، والله نسأل أن يتقبل منه صالح الأعمال اللهم آمين .
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب