• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم   الدر الثمين   سلسلة 10 أحكام مختصرة   فوائد شرح الأربعين   كتب   صوتيات   مواد مترجمة  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في: شهر الله المحرم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في الأضحية (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في 10 ذي الحجة (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    الدعاء لمن أتى بصدقة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: صدقة لم يأكل منها
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: هو لها صدقة، ولنا هدية
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (ترك استعمال آل النبي على الصدقة)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعريف بالخوارج وصفاتهم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (2)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (1)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع / خطب منبرية مفرغة
علامة باركود

تحية ووصية من خليل الرحمن إبراهيم إلى الأمة المحمدية

الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/10/2015 ميلادي - 15/1/1437 هجري

الزيارات: 44072

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحية ووصية من خليل الرحمن إبراهيم

إلى الأمة المحمدية


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومَن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

 

أمَّا بعدُ:

فأُوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا، فإنها وصيته سبحانه للأولين والآخرين، فقد قال عز من قائل: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131].

 

أيها الإخوة الكرام، الحديث عن الأنبياء تطيب به النفوس، وترتاح به القلوب؛ اتباعًا لهم، وتصديقًا لما جاؤوا به عن ربهم جل وعلا، وفي هذا اليوم حديثٌ عن سيدين كريمين وإمامين عظيمين من أئمة الأنبياء - عن خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، وعن خليل الرحمن محمد عليه الصلاة والسلام - ويحلو هذا الحديث ويطيب بما يتضمنه من البشائر العظيمة والوصايا الجليلة التي حملها كريم عن كريم، يحدثنا عن هذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إبان رحلته في الملكوت الأعلى ليلة الإسراء: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى..... ﴾ [الإسراء: 1].

 

يوضِّح هذا ما ثبت في جامع الإمام الترمذي رحمه الله عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لقِيت إبراهيم ليلة أُسري بي، فقال: يا محمد، أقْرِئ أُمتك مني السلام - فنقول: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا خليل الرحمن، يا أبانا إبراهيم، وعلى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أيضًا - وأَخْبِرْهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله وأكبر)).

 

الله أكبر، ما أعذب هذا اللقاء! وما أكرم هذا السلام! وما أجَلَّ هذه البِشارة! وما أعظم هذه الوصية!

 

ومن المعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم التقى بالأنبياء في تلك الرحلة الملكوتية في الملأ الأعلى، التقى بإخوانه الأنبياء في السماء، والتقى بهم في الأرض، وأَمَّهم في الصلاة في المسجد الأقصى، وهذه الرحلة آيات ومعجزات، ومن هنا يأتي الجواب عن هذا التصور: كيف لَقِي نبينا عليه الصلاة والسلام إبراهيم على أي حال؟ وفي أي صورة؟ هل هو لقاء الأرواح أم هو لقاء الأجساد؟ أم ماذا؟ إن الأمر على ظاهره؛ لأن هذا الذي حدث في تلك الليلة خارج عن القوانين الطبيعية التي يعرفها الناس، لقد صَعِدَ نبينا صلى الله عليه وسلم إلى السموات العُلى مسافات عظيمة يقيسها علماء الطبيعة اليوم بالسنين الضوئية التي تُقطَع في آلاف السنين، لكن الأمر بالنسبة لنبينا صلى الله عليه وسلم أنه أُسرِي به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرِج به إلى السموات العلى، وعاد إلى فراشه، ولَمَّا يخرج الصبح بعدُ، لا بل إن فراشه لا يزال دافئًا، كأنما غاب عنه لثوانٍ يسيرات، كيف هذا؟ إنما أمره لشيء إذا أراده أن يقول سبحانه: كن، فيكون!

 

ويعبِّر بعض العلماء عما يسمى "نظرية توقُّف الزمن"، وهو أن ينجز الإنسان أعمالًا ويقطع أميالًا، ويحدث أفعالًا، والوقت هو هو، ويقولون: إنها ممكنة نظريًّا مستحيلة فعليًّا، لكن الله جل وعلا هو خالق الزمن، هو خالق المكان، هو خالق كل شيء، فهو على كل شيء قدير جل وعلا، والتقى الأنبياء وكان لقاؤه بهم كما يقول بعض العلماء أن أحياهم الله له، فالتقوا به عليه الصلاة والسلام، وأمَّهم في المسجد الأقصى، والتقى بهم؛ حيث أرواحهم أيضًا في السموات العلى، وكان لقاء نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بإبراهيم في السماء السابعة، قال: ((رأيته مسندًا ظهره إلى البيت المعمور))، وفي بعض الأحاديث قال: ((رأيته حوله أطفال وصِبيَة صغار، فقلت: مَن هؤلاء؟ قيل لي: هؤلاء مَن يموت من صغار أبناء المسلمين، يكونون في حضانة إبراهيم عليه السلام)).

 

ولأن هذه الأمة أمة كريمة بكرامة نبيِّها، فهي محل عناية الأنبياء، وهم يدركون أن هذه الأمة المحمدية هي أفضل الأمم، ولذا بادَر أبونا إبراهيم عليه السلام، فقال لابنه الخليل محمد: أقْرِئ أُمَّتك مني السلام، وحقٌّ على كل مسلم سمِع هذا البلاغ أن يجيب ويقول: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، وشرفٌ له أن يرد هذا السلام.

 

ثم عبَّر خليل الرحمن عن حبه لهذه الأمة، وأنه حريص على أن تكون هذه الأمة بكُليَّتها في جنة النعيم، فبيَّن لهم حقيقة الجنة والنعيم الذي فيها، أخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء، فليحرصوا على هذه الدار، دار أبيهم آدم التي أُخرِج منها، دار النعيم المقيم، ولا يُفرِّطوا فيها؛ فإن النعيم كل النعيم فيها: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ﴾ [الإنسان: 20].


الجنة طيبة التربة، ذلك أن تربتها الزعفران والمسك، ليس كتربة الأرض، لكنها تربة كريمة الطيب والنقاء، وكل معنى جميل، عذبة الماء ليس ماء آسنًا، وليس ماء مالحًا، بل إنه ماء يتدفق منه النعيم مع كل جرعة، وكل نظرة إليه وهو يتدفق بين أنحاء الجنة، ومن تحت قصور أهلها، فالماء كما أنه في الدنيا من مقتضيات التنعُّم بالحياة، فكذلك كان في الآخرة، لكن ماء الآخرة - ماء الجنة - ليس كماء الدنيا، إنما اشتركا في الأسماء، واختلفا في الحقائق والوقائع!

 

أَخْبِرْهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان؛ قال العلماء: "قيعان: جمع قاع، والقاع هو المكان الفسيح الذي لا شجر فيه ولا نبت ولا بناء"، ثم قال: إن هذه القيعان بحاجة للبناء، بحاجة لأن تُزرَع وأن يُغرَسَ فيها، وغراس الجنة ليس كما في الدنيا بالبناء الذي يشتط الناس لأجله، ولكنه بهذه الكلمات الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ما يقول المؤمن من كلمة منها، إلا غُرِس له بها في جنته شجرة، فليَستكثر كل امرئ أو يَستقل.

 

قال بعض العلماء: إن ملائكة موكلين ببناء دُور أهل الجنة يبنونها ويهيِّؤونها، البناء لبنٌ، لكنه ليس من الطين، لبنة ذهب ولبنة فضة، والملاط بينهما المسك، المادة التي تُجعل في الدنيا بين كل طوبة وأخرى في الدنيا، هي إما أن يكون الطين في القديم، أو الأسمنت في الحديث، ولكن في الجنة الطوب ذهب وفضة، والملاط الذي بينهما من مادة الطيب، ملاطها المسك، وهكذا الجنة تُزرع بهذه الأشجار بحسب ما يكون في الدنيا من عمل العبد.

 

إن الملائكة تَبني دُور أهل الجنة بحسب ما يكون من الذكر والعمل الصالح لأهلها في الدنيا، فإذا ذكروا الله نَشِطوا في البناء، وإذا كَلَّ أهلُ العمل توقَّف الملائكة عن البناء، وهذا سرُّ تفاوُتِ أهل الجنة في منازلهم ودُورهم في جنات النعيم، إن بينهم من التفاوت كما يكون من رؤية الناس إلى الكوكب الدري والنجم الغابر في السماء، فيقال: هذا قصر فلان في أعالي الجنة؛ لأن الجنة مقببة، وأعلاها أشرفها وأفضلها، وبين الدرجة والأخرى كما بين السماء والأرض، أو كمسيرة مائة عام، والناس يتفاوتون في جنات النعيم.

 

ولذا فإن أهل الفردوس الأعلى - الذي سقفه عرش الرحمن جل وعلا - هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون، هكذا بشَّر وأخبر نبي الرحمن وخليله إبراهيم، ونقل وبشَّر وحث خليل الرحمن ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام، فليستقل كل امرئ أو ليستكثر، فهذا هو ميدان العمل، وهذا وقت الغراس، فقد أفلح وأنجح من عَرَشَ جنَّته وبناها، وقد خسِر مَن تَرَك هذا العمل؛ ليرجع بالكرَّة الخاسرة عياذًا بالله من ذلك: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴾ [المدثر: 38].

 

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدي النبي الكريم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومَن تَبِعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

أمَّا بعدُ:

إذًا هذا هو حديث وخبر الأنبياء؛ كما روى الإمام الترمذي في جامعه بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقيت إبراهيم ليلة أُسرِي بي، فقال: يا محمد، أقرئ أُمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)).

 

وفي هذا الخبر وهذا الحديث الشريف مسائل بحثها العلماء، تقدَّم ذكرُ بعضها، ومما بحث في هذا المقام أيضًا قول إبراهيم عليه السلام: "أخْبِرْهم أن الجنة قيعان"، وقد تقدَّم أن القيعان جمع قاع، والقاع هو المكان الفسيح الذي لا بناء فيه ولا شجر؛ قال العلماء: إن الأخبار القرآنية والأحاديث النبوية، جاءت مبيِّنة أن الجنة مليئة بالأشجار، وإنما سُمِّيت جنة؛ لأن الأشجار لكثرتها والتفافها صارت مجنة لمن هم بداخلها، يعني: ساترة لهم لكثرة ما فيها من الأشجار، فكيف يكون هذا الخبر أنها قيعان؛ أي: لا بناء فيها ولا شجر؟! قال العلماء: إن هذا يحمل على أن ثمة مواضعَ من الجنة ليس فيها شجر، وليس فيها بناء، وإنما جُعِلت بحسب عمل العاملين، فالله تعالى امتنَّ على الجميع ابتداءً بأن أدخلهم الجنة وأعطاهم ملكًا عظيمًا، ثم يتفاوتون في منازلهم ومقدار ملكهم بحسب تفاوتهم في عملهم في الدنيا، فإن الله جل وعلا بحكمته وعدله، يجعل للعاملين من المنازل ما ليس للمقصرين، وإن دخلوا الجنة، فتكون هذه المواضع الخالية، لأجل أن يَبنِيَها أهلها بحسب أعمالهم، فهم يتفاوتون في ذلك، وأما الأصل فإن الجنة على هذا النحو من الأوصاف في نصوص القرآن والسنة، جنات تجري من تحتها الأنهار، قصور مبنية من فوقها الغرف، وأحوال عظيمة، مما جاء وصفه في نصوص القرآن والسنة، لما يكون من الْمُلك العظيم لأهل جنات النعيم، ولكن هذه القيعان مجال التنافس والتفاوت بين أهل الجنة.

 

وفي هذا الحديث أيضًا ما يجعل المؤمن مطمئنًا مرتاح البال إلى أن هذه الحياة الدنيا مهما انطوت عليه من الكدر وأنواع التعب، فإن العقبى إلى ملك عظيم وجنة عرضها السموات والأرض.

 

وهل سَهُل على أهل التعب في الدنيا تعبهم إلا لَمَّا اطمأنُّوا إلى أن الثمرة التي يَقطِفونها طيبة كريمة، فالطالب يدرس ويتعب ويجتهد ويسهر، لإدراكه أن الشهادة والدرجة التي ينالها، والتأهيل الذي يصل إليه، والعلم الذي يحصله - طيب كريم، فهو حَرِيٌّ بأن يتعب لأجله مهما سهر ومهما ابتعد عن أنواع من المتع والتفرغ الذي يكون فيه كثير من البطالين، وهكذا المسافر يتعب في طريق السفر، لكنه يدرك أن الراحة إذا وصل إلى حيث يريد، وهكذا أمور الدنيا كلها حينما يشاهدها الإنسان يجد أنه يَستسهلها؛ لأنه يلمح الفرج والراحة في نهاية الطريق، هذا في الدنيا، فكيف بالآخرة التي لا نصب ولا تعب ولا كدر لمن وصل إلى جنات النعيم فيها؟ وكل التعب وكل الكدر وكل العذاب لمن وصل إلى النار؛ عياذًا بالله من ذلك!

 

فالمؤمن إذا طلب العمل الصالح، فإنه يستسهل كل تعب يجده في هذه الدنيا؛ لأنه يجد المبشرات، ويجد حسن العاقبة والوعد الكريم من الله جل وعلا: ﴿ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ ﴾ [مريم: 61]، ﴿ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ﴾ [الحجر: 46]، ﴿ وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30].

 

فالمؤمن يستسهل كل تعب حتى ولو وصل إلى فَقْدِ الحياة، إذا كان في ذات الله ولأجل مرضاته، فإنه يفرح بذلك ويتلقاه بنفس طيبة مقبلة؛ لأنه ينتظر الوعد الكريم من الله جل وعلا.

 

وهنا يتفاوت الناس في راحتهم النفسية وطمأنينتهم القلبية، فمن الناس مَن رأى أن الدنيا هي منتهى الأمل، فإذا تَعِب، تَعِب تعبًا عظيمًا، ومِن الناس مَن رأى أن الدنيا دار ممر لا دار مقر، فهو يصبر ويحتسب، حتى يضع أقدامه في جنات النعيم؛ قيل للإمام أحمد رحمه الله: يا أبا عبدالله، متى الراحة؟ قال: إذا وضعت قدميك في الجنة، هكذا المؤمن ينظر إلى هذه الحياة الدنيا، فيصبر على لأْوائِها ومشاقِّها، حتى يصل إلى تلك القيعان التي غرَس فيها وبنَى.

 

نسأل الله تعالى أن يجعلنا ووالدينا جميعًا من أهلها والمسلمين بمنِّه وكرمِه.

 

ألا وصلُّوا وسلِّمُوا على خير خلق الله نبينا محمد، فقد أمرنا الله بذلك، فقال عز من قائل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين.

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان يا رب العالمين.

اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اهدِ قلوبهم للإيمان، اللهم وفِّقهم لخدمة الإسلام والمسلمين، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة، وأبعِد عنهم بطانة السوء يا رب العالمين.

اللهم احقن دماء المسلمين في كل مكان.

اللهم إن بأمة نبيك محمد عليه الصلاة والسلام من اللأواء والشدة، ما لا يَعلمه ولا يقدر على كشفه إلا أنت، اللهم ففرِّج همَّ المهمومين، ونفِّسْ كرب المكروبين يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم أنزل رحمتك وطمأنينتك ويُسرك على إخواننا في سوريا.

اللهم احقن دماءهم، اللهم احمِ أعراضهم، اللهم دافع عنهم يا رب العالمين.

اللهم اكْفِهم كل خوف وشدة.

اللهم جنِّبهم كلَّ فزعٍ، واجعل الدائرة على أعدائك وأعدائهم يا قوي يا عزيز.

اللهم اجمع شمل إخواننا في مصر، اللهم جنِّبهم الفتن.

اللهم احقِن دماءهم، اللهم ولِّ عليهم خيارهم، اللهم اكْفِهم شرارهم.

اللهم جنِّبنا والمسلمين في كل مكان الفتن يا رب العالمين.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وارحمهم كما ربَّوْنا صغارًا.

اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار.

 

سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الصفات التي اتصف بها إبراهيم الخليل -عليه السلام-
  • الخليل إبراهيم في أسفار العهد القديم
  • الخليل إبراهيم وأرض الموعد
  • من صفات نبي الله إبراهيم: متمكن ومطمئن ومتيقن من عبادته لربه
  • حرص إبراهيم الخليل على أن يسلك أهله مسلكه في الطاعة
  • {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم}
  • تفضيل الأمة المحمدية على غيرها
  • فضل الأمة المحمدية (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • سلام ووصية من خليل الرحمن إبراهيم إلى الأمة المحمدية(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • شرح ومعنى: التحيات لله والصلوات والطيبات(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • ستون وصية ووصية للحصول على نوم هنيء ومبارك (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الفرار ووصية إبراهيم بن سعد لأبي الحارث(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حديث: ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • الوصية في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رسالة للحسن بن وهب (255هـ) في الشكر ووصية صاحبه(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تحية ونصيحة لمؤسسي جمعيات وخدمات المتقاعدين ومؤسسي كل المبادرات النافعة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ما هي تحية المسجد الحرام؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • آخر وصايا الرسول (خلاصة خطبة جمعة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب