• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم   الدر الثمين   سلسلة 10 أحكام مختصرة   فوائد شرح الأربعين   كتب   صوتيات   مواد مترجمة  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في: شهر الله المحرم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في الأضحية (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في 10 ذي الحجة (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    الدعاء لمن أتى بصدقة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: صدقة لم يأكل منها
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: هو لها صدقة، ولنا هدية
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (ترك استعمال آل النبي على الصدقة)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعريف بالخوارج وصفاتهم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (2)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (1)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. علي بن عبدالعزيز الشبل / مقالات
علامة باركود

شرح العقيدة الواسطية (11)

شرح العقيدة الواسطية (11)
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/10/2015 ميلادي - 10/1/1437 هجري

الزيارات: 9058

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شرح العقيدة الواسطية (11)


إثبات المكر، والكيد، والاستهزاء، والسُّخرية، والمُخادَعة على ما يليق بالله:

وقوله: ﴿ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ﴾ [الرعد: 13]، وقوله: ﴿ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 54]، وقوله: ﴿ وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [النمل: 50]، وقوله: ﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا ﴾ [الطارق: 15، 16]:

في هذه الآيات إثبات أنَّ الله يَمكُر بالماكرين، والمَكْر والمِحال بمعنًى واحدٍ متقارب، فالله تعالى شديد المكر، وشديد المِحال، وهذه الصفات فيمَن يستحقُّها، فمَن مكَر مَكرَ الله به، وكذلك مَن كاد كادَ اللهُ به.

 

في هذه الأدلة إثبات المكر، والكيد، والاستهزاء، والسخرية، والمُخادَعة، والنِّسيان، والملل؛ كما جاء في الصحيحين: ((خُذُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ؛ فَإِنَّ اللهَ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا))[1]، هذه الصفات جاءت فيمَن يستحقُّها فهي صفات، لا تقع على كل أحد، وإنما لمن يستحقها، فمَن مكَر مكَرَ الله به، ومن كادَ كاد الله به، ومَن استَهزأ اسْتهزأ الله به، ومَن سخِرَ سخرَ الله منه، ومن خَادع المؤمنين خادَعه الله - جل جلاله.

 

كذلك النسيان: ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾ [التوبة: 67]، مَن ملَّ وسئم من العبادة فإن الله يقابله بالملل، ومَللُه ومخادعتُه ومكرُه وكيده واستهزاؤه سبحانه وتعالى - ليس كاستهزاء ومكر ومخادَعة ونسيان وملل المخلوق، نسيان المخلوق من جهل ومن ضعف، وأما نسيان الله تعالى فليس من جهل؛ لأنه أحاط بكل شيء علمًا، ولذلك فإن هذه الصفة تأتي إلى أصحابها على جِهة المقابلة لهم لما يَستحقُّون مِن جنْس عملهم.

 

• إثبات العفو لله عز وجل:

وَقَوْلِهِ: ﴿ إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ﴾ [النساء: 149].


هذه الآية فيها أن الله يعفو، ولهذا فمِن أسمائه العفو، ومن صفاته أنه ذو عَفْو، فيَعفو الله عن عباده، فلا يؤاخذهم بسيئاتهم، بل يتجاوز عنها، ويعفوها ما لم تكن شركًا بالله؛ لأنه وعَد وتوعَّد، توعَّد بأن المشرك به لا يعفو الله عنه؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]، فالله يعفو؛ أي: إنه يتجاوز، ويتسامح ويَغفر، ولهذا جاء في الطبراني وغيره: ((إنَّ الله ينشر يوم القيامة ثلاثة دواوين؛ فديوانٌ لا يَغفره الله وهو الشِّرك به، وديوان لا يعبأ الله به وهو كل ذنبٍ ما سوى الشرك به مما يتعلَّق بحقه سبحانه وتعالى، وديوانٌ لا يَترك الله منه شيئًا وهو حقوق العباد بعضهم مع بعض))[2]، فلا يترك الله منه شيئًا حتى يستوفيَه، ويُعطي للمظلوم حقَّه من الظالم، إلا أن يعفو.

 

ومِن صفاته العفو، ومِن صفاته أنه قدير، ومن صفاته الرحمة والمغفرة؛ لأنَّ مِن أسمائه العفو، ولهذا في حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيح تقول: يا رسول اللهِ، ماذا أقول إِن أنا وافَقْتُ ليلة القدر؟ فقال: ((قُولِي: اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العفو فاعف عني))[3].

وهو العفوُّ فعَفْوُه وسعَ الورى ♦♦♦ لولاه غار الأرض بالسكانِ


• إثبات المَغفِرة لله عز وجل:

وَقَوْلِهِ: ﴿ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 22].


ومِن صفاته: المَغفرة؛ لأنَّ مِن أسماء الله الغفور، ومن صفاته سبحانه الرحمة؛ لأنَّ من أسمائه الرحيم، ومن صفاته القدرة؛ لأن من أسمائه القدير، الذي يقدر على كل شيء، ولا يُعجِزه شيء، ولهذا في باب الدعاء يُناسب أن يدعو الله فيتوسَّل إليه بما يناسب الدعاء من صفاته، فإن كان المقام مقام دعاء وعفو توسل إلى الله بأسمائه: العفو، والرحيم، والقدير، والحكيم، والستِّير، وإن كان المقام مقام إنزال عذاب ومَكْر وسخط على المُعتدين الظالمين، فيتوسَّل إلى الله بأسمائه المناسبة لذلك؛ كالقوي، والجبار، والمتكبِّر، والعزيز، والذي لا يخفى عليه شيء، والمكر فيمَن يستحقه.

 

ومعنى المغفرة: الستر، وغفران الذنوب:

وهو الغَفُور فلو أتى بقُرابها
مِن غَيرِ شِركٍ بل مِن العِصيانِ
لأتاه بالغُفرانِ ملء قُرابِها
سبحانه هو واسِعُ الغُفرانِ

 

• إثبات العزة لله عز وجل:

وقوله: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [المنافقون: 8].


مِن صفات الله تعالى أنَّ له العزة، والاسم المناسب لهذه الصفة هو العزيز؛ أي: إنه ذو العزة، وهي القهر، والمنَعة، والقوة.

وهو العزيز فلن يُرامَ جنابُه
أنى يُرام جنابُ ذي السُّلطان
وهو العزيز بقوَّةٍ هي وصفُه
فالعزُّ حينئذ ثلاثُ مَعانِ
وهيَ التي كمُلَتْ له سُبحانه
مِن كلِّ وجْه عادمِ النُّقصانِ

 

وَقَوْلِهِ - عَنْ إِبْلِيسَ -: ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [ص: 82].


فقد حلف بعزَّة الله؛ لأنه يعلم أن لله عزَّة، وقوة ومنَعة، فأقسم لله بها فقال: ﴿ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [ص: 82].

 

يقول قائل: هذا القول قول إبليس؟! فنقول: نعم قول إبليس، حكاه الله مقرِّرًا له غير مُنكِر عليه، أما ما فيه الإنكار عليه أنكره سبحانه وتعالى عليه كإبائه عن السجود، وإبائه عن السجود إكرامًا لأبينا آدم على إبليس وعلى غيره من خَلقِ الله؛ بأنه سبحانه خلقه بيديه.

 

هذه مِن صفات الله أنَّ له العزة، ومن معانيها: القهر، والمنَعة، والقُوَّة التي لا تُغلب، ومِن أسمائه: العزيز.

 

لا يؤخذ من الصفات أسماء:

وقد مرَّ علينا أنَّ كل اسم يؤخذ منه صفة، لكن لا يؤخذ من الصفة اسم في الاطِّراد الأغلب، وإنما أحيانًا إذا دلَّ عليها الاسم يؤخذ منها الاسم، ولهذا لا يؤخذ من أسماء الله أنه ساخِر، وماكر، ومُستهزئ، ومخادع، وناسٍ، مع أنها جاءت فيها صفات.

 

فلا يؤخذ من أسماء الله أنه زارع، وأنه مُنشئ؛ ﴿ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ ﴾ [الواقعة: 72]، لا يؤخذ من هذا الفعل صفة، وهذا من القواعد المقرَّرة في هذا الباب - باب الأسماء والصفات - أنَّ الأسماء تؤخذ من الاسم، وأنه يؤخذ من الأسماء صفات، ولا عكس، فلا يؤخذ من الصفات أسماء.

 

الاسم هل هو المسمى، أو غيره؟

وَقَوْلِهِ: ﴿ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 78].

 

الله له اسم ومِن المَسائل المُبتدعة عند المتكلمين: هل الاسم هو المُسمى أو غير المسمى؟

 

لَمَّا خاض فيها المبتدعة، فصَّل فيها العلماء:

1- فأحيانًا يأتي الاسم ويُراد به المُسمَّى.

 

2- وأحيانًا يأتي الاسم ويُراد به ذات الاسم ولا يُراد به المسمَّى؛ ﴿ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 78]، فيُراد بالاسم المسمَّى هنا؛ كقوله تعالى: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، فالاسم هو المسمى.

 

أما ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [الأعراف: 180]، فالاسم غير المُسمى بحسب سياق كلٍّ مِن الآيات.

 

فوصَف نفسه بأنه ذو جلال وذو إكرام: ﴿ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 78]، ولهذا - لعِظَم هذين الوصفَين - جاء الحث مِن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بالإكثار مِن هذَين الوصفَين بالدعاء والإلحاح على الله بهما في قوله: ((ألظُّوا بِياذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ))[4]؛ أي: أكثروا مِن الدُّعاء بهذَين الوصفين، وتقرَّبوا إلى الله بهما، واسألوا بهما، وأكثروا من ذلك.

 

النفي المُجمَل:

وَقَوْلِهِ: ﴿ فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 65]:

في هذه الآيات إثبات أنَّ الله له اسم، لكنْ ليس له نَظير في اسمِه، ولا يُساميه أحدٌ مِن المَخلوقين، ولا يَبلغ اسم المخلوق اسم الخالق مهما عَظُم المَخلوق؛ لقوله تعالى: ﴿ فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 65].

 

كما أنه لا أحدَ يُكافئه؛ فقال: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 4]؛ أي: إنه لا أحد يكافئه أو يُشابهه أو يُماثله أو يُساميه أو يُناظِره.

 

وَقَوْلِهِ: ﴿ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 22]:

الأنداد المثلاء المُماثلين له، فالله لا يُماثله أحد، مع أنَّ الآية جاءت في سياق التعبُّد والنهي عن الشرك؛ لأنَّ هذا الذي أشرك معه غيره - ولو كان في عبادة واحدة - كأنه جعَل هذا الغير ندًّا لله في هذه العبادة، ومثالها مَن دعا غير الله، فقال: يا حسين، مددًا، يا سِيدِي عبدالقادر هب لي ولدًا، يا بدويُّ فرِّج همِّي، يا زينب، يا نفيسة... ونحو ذلك؛ ففي هذه الدعوة لَمَّا دعا غير الله كأنه جعل هذا الغير - مهما كانت رُتبته - مماثلاً لله في هذا الأمر بالدعاء، وإن كان هذا الداعي يَعلم أن هذا المدعوَّ مهما بلغ فلن يبلغ مقام العبودية، ويعلم أنه عبد، لكن لما صرف له حق الله الذي لا يجوز إلا له صار هذا متخِذًا غير الله ممن قصده، ورغب إليه متخِذًا له ندًّا، ولو كانت مرة واحدة، أو في عبادة واحدة؛ لأن الند هو المثيل وإن كان ليس مماثلاً لله من كل وجه.

 

وبالتتبع في المشركين لا تجد أحدًا اعتقد في غير الله أنه مساوٍ لله مِن كل وجه، ولو تأمَّلنا في أهل الشرك، وفي أهل الكفر على اختلاف مِلَلهم، ودركات كُفرِهم ونياتهم، لم نجد أنَّ أحدًا منهم مماثل لله من كل وجه أبدًا، حتى الثنوية من المجوس الذين اعتقدوا خالِقَيْنِ اثنين: النور، والظلمة، لم يعتقدوا أنَّ النور والظُّلمة مُتساويان في كل وجه.

 

وَقَوْلِهِ: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 165]:

أندادًا: عبادًا شفعاء شركاء، وفي هذا أن الندَّ والمثيل والسَّمِيَّ بمعنى مُتقارب، وما سبق من قوله: ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 65]، ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 4]، ﴿ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا ﴾ [البقرة: 22] مثال على النفي المُجمَل عن أنَّ شيئًا يُساوي الله أو يُماثله، وأما النفْي المفصَّل فقد قال:

وَقَوْلِهِ: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾ [الإسراء: 111].


وهذا مِن النفْي المَمدوح، وهو أحد نوعَي النفْي، فالله لا ولد له لكَمال فرديته، ولم يكن له شريك في الملك لكمال وحدانيته في ربوبيته، ولم يكن له وليٌّ من الذلِّ، فالوليُّ هو المُعين، والذلُّ هو الافتِقار والحاجة، والْمَلِك أو السلطان في الدنيا يَحتاج إلى أعوان، وزراء، ومستشارين، وعساكر... ونحوهم؛ لأنه محتاجٌ ومفتقر إليهم، ولا يتأتى ملكه وسلطانه إلا بهم، والله تعالى ليس له هؤلاء الوزراء ولا الوسطاء من الذلِّ، فلم يكن له وليٌّ مِن الذلِّ، ولهذا ختمها بقوله: ﴿ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾ [الإسراء: 111]؛ أي: عَظِّمْهُ، ونَزِّهْهُ عن كل نقص تعظيمًا وتنزيهًا.

 

فلله أولياء، وقد اتخذ الله أولياء، لكن من غير حاجة منه إليهم، المؤمنون والموحِّدون أولياء الله، وليست ولاية الله لهم من حاجته إليهم؛ بل مِن غناه واستغنائه عنهم، ومع ذلك يتفضل، ويتكرَّم، ويتحنَّن سبحانه وتعالى فيتَّخذهم أولياء له؛ تفضُّلاً منه عليهم، لا حاجة وافتقارًا منه إليهم، بل هم المُفتقرون المحتاجون إليه، ولهذا ما أبلغه من وصفٍ إذا وصف الله عبدًا بأنه وليه، وأنه له عبدٌ! وهذا كرامة لهذا المؤمن.

 

شروط ولاية الله عز وجل:

ولهذا فالولاية يطلبها أهل الإيمان ليتعالوا ويتساموا في درجاتها ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62]، وهم: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾ [يونس: 63، 64].

 

وولاية الله على مراتب بحسب هذين الشرطين والوصفين: بحسب الإيمان، وبحسب التقوى، فلا وليَّ لله إلا المؤمن التقي، فكل مؤمن تقي فهو لله عز وجل وليٌّ، ولهذا جاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، في الحديث القدسي: ((مَنْ عادى لِي وَليًّا))[5]؛ أي: هذا الذي اتخذه الله وليًّا مِن تفضُّله عليه، لا مِن حاجته وافتقاره إليه؛ لأنه سُبحانه ليس له ولي من الذلِّ - وهي الحاجة والافتقار - كما أن المخلوقين - وإن عظموا في رئاستهم، وملكهم وسلطانهم - يتَّخِذون الأعوان والأولياء؛ من ذلهم وافتقارهم إليهم، وحاجتهم إليهم.



[1] رواه البخاري ( 1970 )، ومسلم ( 782 )، من حديث عائشة رضي الله عنها.

[2] رواه أحمد ( 6/ 240 )، والحاكم في المستدرك ( 4/ 575، 576 )، عن عائشة رضي الله عنها، وصححه الحاكم.

[3] رواه أحمد ( 6/ 258 )، والترمذي ( 3531 )، وصححه الألباني.

[4] رواه الترمذي ( 3524، 3525 )، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وصححه الألباني.

[5] رواه البخاري ( 6902 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • شرح العقيدة الواسطية (6)
  • شرح العقيدة الواسطية (7)
  • شرح العقيدة الواسطية (8)
  • شرح العقيدة الواسطية (9)
  • شرح العقيدة الواسطية (10)
  • شرح العقيدة الواسطية (12)
  • شرح العقيدة الواسطية (13)
  • شرح العقيدة الواسطية (14)
  • شرح العقيدة الواسطية (15)
  • شرح العقيدة الواسطية (16)
  • شرح العقيدة الواسطية (17)

مختارات من الشبكة

  • كتب تنصح اللجنة الدائمة بقراءتها في مجال العقيدة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عناية العلماء بالعقيدة الواسطية(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • فوائد من شرح العقيدة الواسطية للشيخ سعد بن ناصر الشثري(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح العقيدة الواسطية(محاضرة - موقع د. زياد بن حمد العامر)
  • شرح العقيدة الواسطية (39)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح العقيدة الواسطية (38)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح العقيدة الواسطية (37)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح العقيدة الواسطية (36)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح العقيدة الواسطية (35)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح العقيدة الواسطية (34)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب