• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم   الدر الثمين   سلسلة 10 أحكام مختصرة   فوائد شرح الأربعين   كتب   صوتيات   مواد مترجمة  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في: شهر الله المحرم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في الأضحية (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في 10 ذي الحجة (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    الدعاء لمن أتى بصدقة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: صدقة لم يأكل منها
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: هو لها صدقة، ولنا هدية
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (ترك استعمال آل النبي على الصدقة)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعريف بالخوارج وصفاتهم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (2)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (1)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمد منير الجنباز / قصص الأطفال
علامة باركود

عقد اللؤلؤ ( قصة )

د. محمد منير الجنباز

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/3/2014 ميلادي - 4/5/1435 هجري

الزيارات: 44446

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عقد اللؤلؤ


اليتم المبكر:

مسعود شابٌّ وسيم، مَمشوق القامة، طيِّب الخلُق، عزيز النفس، كريم الأصل والمَحْتِد، سخي اليد، عفُّ اللسان، قوي الإيمان، صفات نبيلة وهبَها الله تعالى لعبده مسعود، تعويضًا عن فقدِه عطف الأب وحنان الأم.

 

عاش مسعود منذ الصِّغر يتيم الأبوَين، تُوفيت أمه بعد ولادته بشهرين، فما رضَع من حليبها إلا قليلاً، وما تمتع بحبِّها وعطفها إلا نزرًا يسيرًا، فداهمتها الآلام بعد الولادة، فأشغلتها عن إرضاعه ومُداعبته، مثلما تفعل الأمهات السليمات، كانت تنظر إليه بعين الوامق المُحبِّ، وبحنان المُشفِق المُفارق لمن يحب، فدموعها التي تفيض أسًى وحزنًا لا تكاد تُفارقها؛ لأنها تعلم أنه بحاجة إلى دفء صدرها، والارتواء من لبنها، ولكنها لا تستطيع تحقيق ذلك له؛ بسبب ما هي فيه من التوجُّع وفتور العزم وهزال البدن، فهي بحاجة إلى مَن يَرعاها ويُخفِّف من آلامها القاسية؛ لذلك لم تكن تملك له وهي في هذه الحالة إلا الدعاء، وسَيلاً من الدموع التي لا تنقطِع، وكان أبوه كبير السن، رُزق هذا المولود - مسعودًا - بعد أن بلغ من الكبر عتيًّا، فهو يكدُّ ويكدح لتأمين لقمة العيش لأسرته الصغيرة، وليس عنده فضل مال مدَّخر، يُمكِّنه من علاج زوجته، لقد كان يَشعر بما تعاني منه أم مسعود، ولكن ليس باليد حيلة، إنه عاجز عن تقديم ما يُنقذها من مرضها، ولا يملك لها إلا المواساة بالكلمة الطيبة، والدعاء لها من أعماق قلبه بالشفاء العاجل، لقد كان يذرف الدموع سرًّا لأجلها، ويتألم لألمِها، ويتمنى لو يقدِّم لها روحه كي تعيش بها وتقوى على تربية ابنها الصغير؛ لأنه بحاجة إليها وهو في هذه السن أكثر من حاجته لأبيه، لكن هيهات، فالأم في تراجُع صحي واضح، ويبدو أن المنية قد اقتربَت منها، فهي تذوي كل يوم، وتذبل مثل زهرة ندية فُصلت عن ساقها وأغصانها، فانقطع نُسْغها، وتوقَّف وصول الغذاء إليها، فجفَّت عُروقها، ودبَّ إليها الموت مُكشِّرًا عن أنيابه القاطعة، فما لبثَت أن تخشَّبت وفارقت الحياة.

 

وتحمَّل أبو مسعود وحده عبء تربية مولوده، وهو الكبير والغريب عن هذه البلدة، وحار في فلذة كبده، أين يَضعه؟ ولكن لا فرجَ إلا بعد ضيق وشدة، لقد سمع جيران أبي مسعود ذات ليلة بكاء الصغير يشقُّ سكون الليل بلا انقطاع فأقلق راحتهم، كما شدَّ انتباههم إلى وجود طفل يصرح كالمستغيث، إنه متألم وجائع، وهنا تذكر أبو محمود - جار أبي مسعود - الطفل اليتيم الذي فقَد أمه قبل أيام، وقال لامرأته: ما رأيك أن تكسبي الأجر في تربية هذا الطفل الذي فقد أمه، فتُرضعيه مع ابنك محمود؟ فأبوه - كما تعلمين - كبير ومِسكين، لا يُحسن تغذيته ولا يعرف كيف يعتني به، فالطفل في هذه السن يحتاج إلى امرأة خبيرة بشؤونه، وبإرضاعه يُصبِح لك ولدًا بالرضاعة، فلا تدرين أين يكون الخير؟

 

تحرَّكت في أم محمود غريزة الأمومة وروح الشفقة والحنان، فقالت: اذهب إليه وأَحضِره لي، سُرَّ أبو محمود لقَولها، فهبَّ من فوره وانطلق إلى بيت جاره أبي مسعود، فقرَع الباب، فقام أبو مسعود ليفتح الباب وهو يقول: مَن الطارق؟ فقال أبو محمود: أنا جارك أبو محمود، ففتح أبو مسعود الباب وهو في غاية التعب والإعياء، فبادره أبو محمود بإلقاء السلام عليه، ثم أردف قائلاً: ما بال طفلك في هذه الليلة يا أبا مسعود؟ قال أبو مسعود: آه يا جاري العزيز، لقد حملتُ أمانة لا طاقة لي بحملها، كيف يُمكن لهذا الطفل أن يعيش دون أم تُرضعه؟ ولا مال عندي لأحضر له مرضعًا، ولا خبرة لي بتربية الأولاد، أخشى أن يموت بسوء تدبيري وقلة خبرتي، ثم دمعت عيناه، قال أبو محمود: هوِّن عليك أيها الجار الطيب، لقد جاءك الله بالفرج، أتيت لآخذَه إلى زوجتي أم محمود لتُرضعه مع ولدي محمود، وسيكون بخير - إن شاء الله.

 

سرَّ أبو مسعود من هذا العرض الطيب، فمسح دموعه وأسرع إلى مسعود فحمله وأعطاه إلى أبي محمود، ولسانه يلهج بالدعاء له والثناء عليه.

 

ومرت الأيام والطفل يعيش في كنف أم محمود ورعايتها، وأصبح له أخٌ من الرضاعة، فنشأ مع أخيه سليمًا قويًّا، وكان بين الحين والآخر يزوره أبوه ويدفع له ما يستطيع من طعام أو كساء، ولكم كان سروره عظيمًا عندما رآه يَمشي ويركض ويلعب مع أخيه لاهيًا فَرِحًا، فقد عوضته أم محمود عن حنان أمه وغذته بلبانها الأصيل، فنشأ قويًّا، وتمنَّى أبو مسعود أن يمتد به العمر كي يراه شابًّا فتيًّا يُعينه في كبره، إلا أن المنية لم تمهل أبا مسعود لتحقيق هذا الحلم، فسرعان ما أعجزه الهرم وفارق الحياة، تاركًا ابنه مسعودًا وديعة عند جاره أبي محمود.

 

مسعود يتلقى العلم:

أحسَّ أبو محمود بالحمل الملقى على عاتقه بعد وفاة أبي مسعود، لقد أصبح مسعود أمانة في عنقه، وعليه أن يُحسِنَ تربيته تمامًا مثل ابنه محمود؛ لذلك رعاهما معًا بالقسط والعدل، ولم يفرق بينهما في كساء أو طعام، ولما بلَغا السابعة من العمر دفعهما إلى الكُتَّاب لتعلم القراءة والكتابة، واستمرا على ذلك عدة سنوات، أما مسعود، فقد نبَغ في تحصيل العلوم، وأحبَّ العلم وأهله، وتمنى لو يستمر أكثر لينهلَ مزيدًا من العلم، أما محمود، فلم يرُقْ له الاستمرار في تحصيل العلم؛ لأنه ميال إلى صنعة أبيه، فقد كان أبو محمود يعمَل نساجًا ينسج الثياب الفاخرة على نول خاص به، فينتج منها أنواعًا كثيرةً؛ منها الصوفية والقُطنية والحريرية، بحسب فصول السنة وحاجة الناس إليها.

 

وهكذا خرج محمود من المدرسة ولازمَ أباه، واستمر مسعود في دراسته، ثم أتى إلى أبي محمود ووقف أمامه باستحياء، وقال: لقد أحببتُ العلم وأريد أن أتلقى المزيد، وهذا لا يتمُّ إلا بالسفر إلى مدينة البصرة، ففيها حلقات العلم التي يَدرُس فيها كبار العلماء، هكذا ذكَر لي شيخي أبو يوسف وقال: إنني سأَستفيد كثيرًا إذا لازمت أهل العلم هناك، فردَّ أبو محمود قائلاً: ما زلت صغيرًا يا مسعود والسفر صعب عليك، أنت أمانة في عنقي، أخشى أن يُصيبَك مَكروه في سفرك إلى البصرة فأكون قد فرطتُ في نصحك وإرشادك، لكن مسعودًا أصر على السفر وشكَر أبا محمود على كل ما قدمه له من تربية صالحة وحنان مُترَع بالعطف، وطلب منه المُوافقة على السفر والدعاء له بالتوفيق والنجاح، فقبل أبو محمود، وشرط أن يكون سفره مع قافلة مأمونة، وألا يغيب عنه طويلاً في الغربة؛ لكي يطمئن عليه بين حين وآخر، فوعده بذلك، ثم إن أم محمود أعدت له زادًا للطريق، وزوده أبو محمود بعدد من الدراهم، ثم ودعه الجميع مُتمنِّين له سفرًا آمنًا وموفقًا، وهنا تقدم مسعود من والدَيه بالرضاعة فقبَّل يدَيهما، وعانق أخاه محمودًا، وانطلق مع القافلة على بركة الله، ولم تستطع أم محمود أن تتمالك نفسها أمام هذا الموقف المؤثِّر، فترقرقت عيناها بالدموع، وقالت بصوت ممزوج بالحشرجة والحزن: رافقتك السلامة يا بُنيَّ!

 

مسعود في البصرة:

وصل مسعود إلى البصرة بعد رحلة شاقة، قاسى خلالها في الطريق المتاعب والصعاب، ولكنه برهن على صلابة عوده وتحمُّله للمشقة والسفر، لقد كان في القافلة الشابَّ النشيط الذي يقدِّم العون والمساعدة لزملائه في السفر، فما أن تتوقف القافلة في الطريق للاستراحة، حتى يُسارِع إلى حط الأثقال عن الإبل لإراحتها، ثم يملأ الماء في قِربة صغيرة ويدور بها على المُسافرين ليَسقي العطشى، وبعد أن ينتهي من تقديم الماء، يأخذ حبلاً وفأسًا فيحتطب ويوقد النار تحت القدور، ويُساعد في إعداد الطعام، فكان هذا دأبه كل يوم خلال خمسة عشر يومًا أمضتْها القافلة في الطريق، فاستحق من المسافرين الثناء العطر، والدعاء له بالحفظ والبركة والتوفيق، حتى إن أحد التجار في القافلة دعاه ليُقيم معه في منزله بالبصرة؛ لِما رآه من نشاطه وذكائه المتوقِّد وصبره وتقواه، فوفر له هذا العرض الجيد المسكن الملائم الذي يحتاجه الغريب في بلد لا يعرف فيه أحدًا، فخصَّص له هذا التاجر غرفة مع مَرافقِها، وقال له: امكث فيها يا مسعود ما طابَ لك المكث، فهذا أقل شيء أقدمه لشاب نشيط وأمين مثلك.

 

واستقر مسعود بالبصرة، وجال على مساجدِها، وتعرَّف على علمائها، واستمع إلى دروسهم لأيام، ثم اختار من بين علمائها الشيخ ابن دينار، فلازَمَه ورأى عنده الفائدة التي يرجوها، فهو عالم بالفقه والحديث والتفسير، لكن كانت تُواجه مسعودًا مشكلة الإنفاق على نفسه، وتأمين طعامه وشرابه وملبسه، فهو لا يريد أن يكون عالة على أحد؛ لذلك خرَج يتجوَّل في أسواق البصرة باحثًا عن عمل مناسب له، فدخل في سوق وخرج من آخر، وهو متردد في اختيار العمل الذي يناسب مقدرته.

 

رأى سوق الحدادين، فلم يُعجبه ضجيج مطارقهم، ولا سموم دخانهم ولفحة كيرهم، ورأى سوق الخياطين وبائعي الأقمشة، فتوقف مليًّا وتأمل أعمالهم، لقد أعجبه الهدوء عندهم، لكن العمل في الخياطة قد يستغرق كل يومه، فلا يتبقى فضل وقت لملازمة حلقة العلم، فمشى لسوق آخر وهو يجر قدمَيه من التعب، ثم لفت انتباهه أصوات مناداة في سوق آخر قريب، فتوقف وأصاخ السمع فتبين الكلام، وإذا به إعلان عن بيع شيء ما، إنه يسمع ما يُقال الآن، لعله المزاد العلني، فتقدم بضع خطوات باتجاهه؛ ليتَّضح له المشهد عن قرب، فرأى رجلاً يحمل عدة كتب وهو يقول: هي على أبي زيد بستِّين، ثم يمشي خطوات ويقول: على أبي عمر بسبعين، ثم يبيعها، فتلهَّف قلبه للكتب، ثم نظر يتأمل ما حوله فإذا هو بسوق الوراقين، سوق الكتابة وبيع الكتب ومستلزمات الكتابة، فتقدم من أحدهم وبدأ يتأمل ما يَكتُب ويخط، إنه يضع أمامه كتابًا وينسخ مثله، هكذا كانت الكتب كلها تُكتَب بخط اليد، فلم تكن المطابع معروفة في ذلك الوقت، ولكن على الناسخ أن يكون صاحب خطٍّ جميل، مع فطنة وصفاء في الذهن وعدم الشرود؛ لكي ينَسخ الكتاب بلا أخطاء أو تحريف، لقد تحركت أنامل مسعود لهذا المنظَر، وتمنى أن يعمل في نسخ الكتب؛ لأنه عملٌ ملائم له، وسوف يستفيد أيضًا من هذا العمل عِلمًا وثقافة وتحصيل أجر، وبينما هو غارق في تفكيره نظر إليه الرجل ببشاشة وقال: أتعرف الكتابة يا فتى أم تريد أن تتعلَّمها؟ أجاب مسعود: أَعرِفها تمامًا وأكتب بخط النسخ، قال الرجل: عظيم! هاك القلم واكتب هنا "العلم في الصِّغَر، كالنقش على الحجر"، تناول مسعود القلم وكتبها بإتقان، فأُعجب الرجل بخطه ورأى فيه فرصة سانحة لمُساعدته، فقال له: أتساعدني في نسخ الكتب وأعطيك كل يوم درهمًا؟ فرح مسعود لهذا العرض وقَبِلَ العمل بلا تردُّد، لقد هيأ الله له أسباب العيش، فنظم وقته بين تحصيل العلم وتحصيل الكسب للمعيشة، وجرت الأيام، ومسعود يزداد عِلمًا ويتفوق في نسخ الكتب، لكن دخله كان على قدر مصروفه، وإذا زاد معه شيء من الدراهم اقتنى بها كتبًا؛ لأنه طالب علم، وعليه أن ينشئ في بيته مكتبة يرجع إليها للمطالعة والتزود بالمعرفة.

 

لقد أحبَّه شيخه ابن دينار، ورأى على وجهه علامات النبوغ والنجابة، فكان يَخصُّه بنظرات ملؤها الحب والإعجاب، ولم يكن هذا الحب خافيًا على مسعود إذ كان يُلاحِظه، فتغمره فرحة كُبرى تدفعه لمزيد من الاجتهاد والتقرب من الشيخ الجليل، ومرَّت الأيام ومسعود في غاية الرضا والسعادة، فهو مُتفوِّق في تحصيل العلم، كما هو مُتفوِّق في عمله أيضًا، فكسب محبة شيخه ومُعلِّمه، حتى إن معلمه رفع أجرَه إلى درهمَين في اليوم، وصار يسند إليه نسخ الكتب الكبيرة والمهمة لثقته به، فأصبحت له مكانة مرموقة في السوق بين النساخ، أما التاجر صاحب البيت، فقد قرر الرحيل إلى بغداد، فباع متجرَه وداره لرجل تبيَّن فيما بعد أنه جشع طماع لم يقدِّر حالة مسعود، فأتاه ليخبره أنه أصبح مالك البيت وأن عليه أن يدفع عشرة دراهم في الشهر لقاء سكنه في الغرفة، أو يطرده منها، فقبل مسعود مرغمًا؛ ولهذا الحدث الطارئ ازدادت نفقاته، فعمل على الاقتصاد في مصروفه ليستطيع تسديد أجر الغرفة.

 

العقد الثمين:

مرَّ مسعود بظروف صعبة، فالحياة أصبحت باهظة التكاليف، ودخلُه لا يكاد يغطي مصروفه المتواضِع، إنه لا يستطيع أن يرفع دخله بسبب ضيق الوقت الذي يعمل فيه، فعمل النسخ يحتاج إلى تفرُّغ كامل، أما مسعود، فإنه لا يستطيع أن يترك الدروس ويتفرَّغ للنسخ، وإلا فلن يُحقِّق أمله وحلمه الذي جاء إلى البصرة من أجله، إنه يريد أن يُصبِح عالمًا، وهذا يحتاج إلى الجد والمُثابرة وحضور حلقات العلم عند العلماء؛ لذلك لم يكن يهتمُّ لحالته المادية الضيِّقة، وكان يحمد الله على ما أولاه من النعم، صحيح أنه لا يملك نقودًا مدَّخرة، ولكن في الوقت نفسه لم يكن مَدينًا لأحد، فكان مصروفه على قدر دخله، وهو صابر على هذه الحالة، وإن كان يأمل من الله تعالى أن ييسر له طريقًا للرزق، فكان يردِّد قول الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، إنه يَحمد الله على السلامة والعافية، وأن الله عوَّضه الذكاء والفهم وسرعة الحفظ بالمال، وما نفع المال الكثير لو كان جاهلاً أو تعتريه الأمراض والأسقام؟! إن سعيه للعلم لا يُوازيه مال الدنيا، إنه طريق النور والمتعة الحقيقية للنفس، وهو على وشك استكمال ذلك ليُصبِح عالمًا له سارية في المسجد، يلتفُّ حوله الطلاب، وبينما كان مسعود في جولة مع خياله، انتبه من أحلامه ووجد أن الوقت قد حان للذهاب إلى عمله، فنهض مسرعًا وارتدى ملابس العمل وخرَج قاصدًا سوق الوراقين، وفي الطريق وقع بصره على شيءٍ أخضر جميل، فتقدم منه فإذا صندوق صغير قد لُفَّ بحرير أخضر، فحمله بيدَين مُرتعشتَين وعاد به سريعًا إلى البيت، فوضعه أمامه، ثم فكَّ الخيط عن القماش الحريري، فإذا الصندوق من الذهب الخالص، ثم فتح الصندوق فإذا به عقد من اللؤلؤ لم ترَ عيناه مثله من قبل، لآلئه كبيرة صافية نُظمت في سلك من الذهب، تشعُّ نورًا هادئًا كأنما تعكس صفاء البحر الذي أُخرجت منه، فأخذتْه الدهشة، وتملَّكه السرور، فأمسك بالعقد وتأمله مليًّا ثم أعاده إلى مكانه بلطف بالغ، كأنما خشيَ أن يُصيبه مكروه، وبدأت الأفكار تُراوده بشأن هذا العقد، وبدأ يُتمتِم بكلمات كثيرة وهو في غمرة الفرح: يا ألله لمن هذا العقد النادر؟ أهو لابنة ملك أم وزير؟! كم يُساوي ثمنه يا ترى؟ آلاف الدنانير، سأودِّع الفقر! لقد عثرت عليه بقدرة الله ليُفرِّج عني كربتي، ويُخرجني من ضيق الفقر إلى سَعة الغنى، ثم عاد إلى رشده ووعيه وقال: أيوجد عقد وصندوق ذهبي بلا مالك له؟ مِن أين أتى؟ وكيف جاء إلى هذا المكان؟ لا بد له من مالك فقَده، وهو الآن يبحث عنه، وبينما مسعود يسرَح في تخيُّلاته إذا به يسمع صوتًا من بعيد كأنما ينادي على شيء مفقود، وهي عادة أهل ذلك الزمان، فالذي يفقد مالاً أو متاعًا يُخرِج مناديًا ينادي على المفقود، ويُعطي أوصافه كاملة وهو يتجول في شوارع البلدة وحاراتها، فيقف في كل مكان أو مُنعطَف برهةً، ويُنادي بأعلى صوته ذاكرًا الشيء الضائع وصفاته، ويُطيل المناداة والوقوف، خصوصًا في المكان الذي يظنُّ أنه فقده فيه.

 

أصغى مسعود إلى الصوت مليًّا، وكان يَقترِب باتجاهه، فسمعه يقول: يا مسلمون، من وجد صندوقًا ذهبيًّا فيه عقد من اللؤلؤ قد لُفَّ بإبريسم أخضر فليردَّه إلينا، وله خمسمائة دينار مكافأة له، يأخذُها حلالاً من صاحب العقد.

 

سمع مسعود المنادي بشكل واضح وجلي، وقال في نفسه: إذًا لهذا العقد صاحب يَسأل عنه، الحمد لله، سأردُّه إليه، إن هذا العقد وديعة عندي، وهذا امتحان من الله لأمانتي، لقد درستُ وتعلمتُ وحفظت القرآن، وعرَفت الحلال من الحرام، إن هذا العقد ليس لي، وحرام عليَّ أن أُنكِره، ونازعتْه في هذه اللحظات الحاسمة أفكارٌ كثيرة، وظهر له الشيطان مليًّا في فكره وحواسِّه، وهو يوسوس له: خذه أيها الفقير، إنك بحاجة لثمنه، ستكون غنيًّا مدى الدهر، لو لم يكن صاحبه غنيًّا، لَمَا ملك مثل هذا العقد، فأمواله كثيرة، وسهلٌ عليه أن يشتري مثله، أما أنت ففقير معدم بحاجة إلى المال لتشتري به بيتًا وتتابع دراستك، فهؤلاء المُترَفون لا ينبغي للفقراء أمثالك أن يُساعدوهم، فما يُدريك ربما لم يدفع زكاة أمواله للفقراء فابتلاه الله بفقد هذا العقد، وهكذا ظلَّ الصوت الشيطاني يُزيِّن له أخذ العقد، ويوسوس له بصوت خفي: خذه، خذه، لكن مسعودًا انتصر على شيطانه، فانتفض بقوة وهتف: لا.. لا.. ليس هذا من حقِّي؛ فمالكه قرب بيتي مع المنادي الذي يُعلن عن فقد العقد، وإنه يبدو متألمًا لفقده، ولو لم يكن كذلك لما خرَج مع المنادي يبحث عنه، ويعرض مكافأة لمن يُعيده إليه، خمسمائة دينار، إنه مبلَغ كبير، وبهذا المبلغ سأغتني وتحلُّ مُشكلاتي كلها، وهو بالتالي حلال؛ لأنه خرج من صاحبه عن رضًا وسماحة نفس، ثم فتح الباب بسرعة ونادى صاحب العقد، وكان رجلاً شيخًا كبيرًا وقورًا وضاء الوجه رغم سمرته، عليه سيما التدين والصلاح، فقال مسعود: إن العقد الذي تبحث عنه عندي أيها الشيخ، فتعال إلى بيتي وتعرَّف عليه، سُرَّ الشيخ من قول مسعود وكاد يَطير من الفرح، لقد انفرجت أساريره وانزاح عنه همٌّ كئيب، فتقدم من مسعود وقال له: أين هو؟ قل لي بربك أين هو؟ فأخرج مسعود الصندوق من خلف الوسادة وقال: انظر مليًّا لتتعرف عليه، أهذا ما كنت تبحث عنه؟ أخذه الشيخ بلهفة ثم فتحه وقال: إنه هو، إي وربي، يا لك من شاب أمين، أمين! ثم تناول رأس مسعود وانهال عليه لثمًا وتقبيلاً، أنت تستحق المكافأة.. نعم تستحقها، ولو كنت أملك أكثر من ذلك لأعطيتُك، فاعذرني يا ولدي، ثم قدم لمسعود كيسًا فيه خمسمائة دينار، تردد مسعود في أخذ الكيس ونظر إلى الشيخ بعَين الرأفة والعطف، وتساءل في نفسه: لماذا أغرمه هذا المال؟ أين ثواب الله؟ إنه أكبر من الجائزة، وقد يكون فعلاً بحاجة إلى هذا المبلغ، وليس يَملِك غيره، فاضطر لرفع قيمة الجائزة لقاء استرداد العقد، إنها ليست من حقي، فالشيء الضائع يجب أن يُردَّ إلى صاحبه من غير شروط أو مكافأة، هكذا تعلمت في الفقه، ومرَّت لحظة صمت ظن الشيخ خلالها أن المبلغ لم يُعجِب مسعودًا، وحسب أنه ندم على رد العقد، فقال الشيخ: أخبرتُك يا ولدي أنني لا أملك غير هذا المبلغ، وأنا غريب، لقد أتيتُ من بلاد بعيدة لأصلح العقد، وأضع فيه سلسلة من الذهب، ثم ضاع مني، أرجوك اقبل هذا المبلغ، ففيه بركة إن شاء الله، وهنا صحا مسعود من سرَحان خياله بالحلال والحرام، وانتبه لكلام الشيخ فقال: لا أيها الشيخ، فأنا لا أريد منك ثمنًا لمعروفي، لقد رددتُ العقد احتسابًا لله، وأرجو منه الأجر والثواب، خذ عقدك وعُدْ راشدًا إلى بلدك رافقتْك السلامة، لم يُصدِّق الشيخ ما سمعته أذناه، لقد أصابته الدهشة من قول مسعود، شاب فقير مثله يستغني عن الجائزة، ما هذه النفس الأبية والقناعة والزهد فيما عند الآخَرين؟ إن هذا لا يصدر إلا عن شاب مؤمن، ولكن لا بد من مكافأة له، وألح الشيخ على مسعود أن يأخذ الجائزة، لكن مسعودًا أبى وقال: ثواب الله خير، ثم ودَّعه الشيخ وانصرف مسرورًا باسترداد العقد، وكان سروره أكثر أنه وجد شابًّا عفيف اليد قوي الإيمان مثل مسعود، وقال: ما زالت الدنيا بخير، وما زال الدين قويًّا راسخًا في هذه البلاد.

 

النفس المطمئنة:

عاد مسعود إلى مزاولة عمله بقلب نابض ونفس مطمئنة، وكأن شيئًا لم يكن، واعتبر العقد وما حدث بشأنه كالحلم أتى وراح، ولم يكن ليندم على ما فعل، إنَّ تصرَّفه بشأن العقد أملتْه عليه عقيدته، فهو تصرف سليم، لقد خرَج من هذه التجربة قوي الإيمان، واثق النفس، فالعقد كان بمثابة امتحان له، وها هو ذا - بحمد الله - يَنجح في الامتحان.

 

ومرَّت الأيام والسنون، فارتقى عِلم مسعود، وزاد أجرُه على الكتابة، ولكن حدَث في البلدة أن شحَّ منها الورق، وأصبح سوق الوراقة يُعاني من قلة الورق، فضعف التأليف والإقبال على الكتابة، وارتفعت أسعار الورق، فأصبَحَ الكتاب مُكلِّفًا جدًّا، وأمام هذه الأزمة الورقية، قال مُعلِّم مسعود: ما رأيك يا مسعود في رحلة إلى بلاد الصِّين؟ أجاب مسعود: ولماذا يا مُعلِّمي؟ قال: لتتعلم صناعة الورق، وتُحضِر معك ما يلزم لذلك، فنحن أهل حرفة الوراقة لن تَصلُح معيشتُنا إلا على توفُّر الورق، فإذا انقطع أو شحَّ ضاقت حالُنا، فعلينا أن نوفِّره في بلادنا ونصنعه عندنا؛ كي لا نقع في الأزمات الخانقة مرة ثانية، خصوصًا وأن علماء المسلمين مُقبلون على التأليف والتصنيف، فيجب أن يُرافِق هذا الإقبال تقدُّمًا في صناعة الورق وتوفيره؛ لتنشط الحركة العلمية، ونكون قد ساهمنا في انتشار الكتاب العربي، سُرَّ مسعود لهذا العرض، وأبدى موافقته على السفر، ووعد بأن يكون محلَّ ثقة مُعلِّمه، وأن يبذل قصارى جهده ليعود إلى أرض الوطن سريعًا وهو مُتقِن لصناعة الورق الصقيل، كما صمَّم أن يكون سفره إلى تلك البلاد سفر دعوة لنَشر الإسلام بأسلوب حسن مُقنِع؛ ليُنقذ أهلها من ضلال الفكر الذي يَحيون فيه إلى نور الإسلام، فيَنقلهم بذلك نقلة حضارية رائعة يَجمعون فيها إلى جانب العلم خلُقَ المُسلم الرفيع، وقلبه الخافق بذكر الله تعالى.

 

الرحلة:

انطلَق مسعود من ميناء البصرة على متن سفينة شراعية ضخمة، تَحمِل على متنها عشرات المسافرين وكميات من البضائع إلى بلاد الشرق، فكان منهم التاجر والعامل والمعلم والنساء والأطفال، وبعد عدة أيام من الإبحار تجاوزت السفينة خليج العرب، وأصبحت تُبحِر في خليج عُمان، وقبل التقاء هذا البحر بالمحيط الهندي، هبَّت الرياح الموسمية الشديدة، وتبعتها عواصف هَوجاء رهيبة، اهتزَّت لها السفينة بعنف، وكُسرَت بعض أشرعتها، ففقد ربان السفينة السيطرة عليها وأصبحت السفينة كريشة في مهب الريح لا يُعرَف لها اتجاه، واكفهرَّ الجوُّ، وتلبَّدت السماء بالغيوم السوداء، وخيَّمت فوق البحر ظلمات بعضها فوق بعض، فخاف المُسافِرون وضجوا إلى الله بالدعاء والتسبيح والتهليل، وتواصوا فيما بينهم بالحق والصبر، وأصبح مصيرهم مجهولاً، فهو متأرجح ما بين الغرق والنجاة، وربان السفينة ومساعدوه عاجزون عن فعل أي شيء أمام هذا الخطر، إنهم لم يشهَدوا مثل هذه العاصفة من قبل، ثم طلب ربان السفينة من الركاب تخفيف الأحمال وإلقاءها في البحر، ففعلوا وضحوا بأمتعتهم وأموالهم رجاء إنقاذ أرواحِهم، ولكن لم ينفعْهم ذلك شيئًا، فالعواصف في اشتداد، والكارثة وشيكة، لقد خاف جميع مَن في السفينة، وبلغَت القلوب الحناجر، وفترت همة الرجال كأنما أُصيبوا بالشلل، ثم أقبلت موجة عاتية كأنها جبل متحرِّك صدمت السفينة بعنف فحطمتها، ومزقتها شر ممزَّق، فتناثرت أشلاؤها فوق لجة الماء الصاخبة، وتساقط المسافرون في البحر، فكانوا ما بين غريق ضائع أو مكلوم يئن ما لبث أن خفت صوته ثم اختفى، وما بين سابح متشبِّث بخشبة طافية، أو عمود أو سارية، يُحاول أن ينجو بنفسه دون الالتفات لغَيره، فقد شُغل كل واحد بهمِّه ومصيره، أما مسعود، فقد طار في الهواء بفعل العاصفة ثم ارتمى في البحر بعنف، ولحسن حظه أنه سبَّاح ماهر، استطاع أن يطفو بعد أن غاص عميقًا في الماء، ولكن ماذا يفعل السباح أمام هذا الهول وفي وسط البحر الهائج؟ وكم يستطيع أن يسبح وهو في بحر لا ساحل له؟! فكان يعلو مع الموج وينخفِض، يُقاوم الغرق والموت باذلاً كل طاقته للنجاة، وبينما هو يُصارِع الموج العنيف، رأى لوحًا خشبيًّا طافيًا قريبًا منه، فسبح نحوه وتعلق به، ثم علاه وثبَّت نفسه فوقه بكل ما يَملك من قوة، وقال: يا ربِّ لقد أسلمت إليك نفسي وروحي، يا منجي يونس عليه السلام من الغرق، نجِّني يا أرحم الراحمين، وانطلق اللوح الخشبي مع موج البحر ومسعود لا يَدري إلى أين، وحلَّ الظلام واللوح في جرَيان، ثم طلع النهار وساد الهدوء، ولكن قُوى مسعود كادت تخور من طول المدة في مُصارَعة الأمواج، لقد شعر بالتعب البالغ والإرهاق الشديد، إضافة إلى الجوع والعطش، وبدأت قواه تضعف عن الإمساك باللوح الخشبي، فانتبه لنفسه ثم راودته فكرة موفَّقة، لقد تحسَّس رأسه بيده فإذا عمامته التي شدها على رأسه بإحكام - كي تقاوم شدة العاصفة - ما زالت محكمة الشدِّ، فحلَّها ثم لفَّ بها جسمه مع اللوح لفًّا محكمًا، وأتبع ذلك بعقدة قوية فأصبح كأنه مُلتصِق باللوح، وبقيت يداه حرتان فاستخدمهما في التجديف، ثم قال: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ﴾ [هود: 41]، وبعد فترة بلغ حالة من التعب والإعياء، فأخذته سِنة من النوم، ثم راح في غيبوبة طويلة والأمواج تتقاذَفه في البحر وهو لا يدري، ثم فتح عينيه، فإذا هو مُحاط بأناس سمْر الوجوه، ما لبثوا حين رأوه يَفتح عينيه حتى تبسَّموا واستبشروا خيرًا، وقالوا له: ابق كما أنت لا تتحرَّك لكي تتماثل للشفاء التام، وبعد أيام عاد إليه نشاطه وصحا تمامًا من غيبوبته، فسأل عن المكان الذي هو فيه، فقالوا له: أنت في جزيرة القمر، لقد وجدناك على الساحل مشدودًا إلى لوح خشبي وأنت في الرمق الأخير، فحملناك إلى زعيم الجزيرة الذي اعتنى بك على مدى عشرة أيام، إلى أن عاد لك وعيُك كما أنت الآن، وكانوا يُكلِّمونه بلُغة فيها كثير من المُفرَدات العربية؛ لذلك فهمَ بعض كلامهم تقريبًا، وبينما هو كذلك إذ سمع أذانًا فسُرَّ كثيرًا وانفرجت نفسه وزال همُّه وخوفه، وقال: أسمع الأذان، أأنتم مسلمون؟ قالوا: نعم؛ لقد أسلم أجدادنا على أيدي عدد من التجار الذين مروا بهذه الجزيرة، ونحن تابعناهم على الإسلام، ولكننا لا نعرف عن الإسلام إلا القليل، ونحن بحاجة إلى المزيد من التعلم وحفظ القرآن الكريم، فأكثرنا لا يعرف من القرآن إلا قصار السور، فقال: أبشِروا، لقد ساقني الله إليكم، سأُعلِّمكم كل شيء عن الإسلام، ثم أغمض عينيه واستسلم للنوم وهو مُطمئنٌّ، إنه لا يزال يعاني من آثار التعب والإرهاق.

 

شيخ الجزيرة:

أصبح مسعود مقصد سكان الجزيرة للنظر إليه، والتعرف عليه، فهو العربي صاحب النسب الشريف، فالقرآن عربي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم النبيِّ العربي، والعرب هم أصحاب الدعوة الأولى إلى الإسلام، وهم الآن أعز دولة على وجه الأرض، يَحكُمون مشرقَ الأرض ومغربها، وشمالها وجنوبها، ومسعود هو واحد منهم، فإذا ما رأوه فكأنما رأوا أمة العرب قاطبة، وزاد من إقبال الناس على الشيخ مسعود حبُّهم للاستماع إلى حلقات العلم التي أقامها، لقد أصبح مدرسة في علوم الدين الإسلامي؛ فهو مُعلِّم هذه المدرسة الوحيد، كما جعَل المسجد مدرسة يؤمُّها الصغار والكبار، فبعد صلاة الفجر يُقيم دروسًا في حفظ القرآن وترتيله، ثم يُخصِّص ساعة لفقه العبادات؛ لأنهم بحاجة ماسة إليه؛ ففي الحديث: ((مَن يُرِد الله به خيرًا، يُفقِّهه في الدين))، وساعة لتعلم اللغة العربية، وقد ساعده على التفاهم مع الناس وجود أشخاص من أهل البلاد يتكلمون اللغة العربية؛ فقد عرفوها من خلال أسفارهم إلى عدد من بلاد العرب الجنوبية كاليمن وعُمان، وخصَّص الوقت ما بين المغرب والعشاء للحديث النبوي والسيرة النبوية، وغدا مسعود شيخ الجزيرة وعالمَها بلا منازع، لقد تحقَّق حلمه الذي تمناه عندما كان طالبًا، وها هو ذا يُدرِّس ويُفتي، ويَرجع الناس إليه في حلِّ مُشكلاتهم، ولقاء هذا العمل الكبير الذي قام به مسعود، خصص له سكان الجزيرة مبلغًا من المال يدفعونه له كل شهر، ولما امتد به المقام على الجزيرة، عرض عليه زعيم الجزيرة الزواج، وقال له: سأختار لك زوجة صالحة تُناسِبك يا شيخ مسعود، بيد أنها يتيمة توفِّي والدها قبل أن تصل أنت إلى جزيرتنا بأيام، وكان من كبار التجار بالجزيرة، وهي ذات حسب ونسب ودين، فقال مسعود: على بركة الله، ثم حدَّدوا له وقتًا للعرس، زفت إليه عروسه يرافقها بعض أهلها، وجلس مع عروسه ساعة بحضور أهلها مُطرقًا خجلاً، ثم حانت منه التفاتة إلى عروسه فإذا به يرى عقد اللؤلؤ يُطوِّق جيدها، يا ألله! أليس هذا عقد اللؤلؤ الذي رددته على صاحبه؟! مِن أين لها به؟! ربما ليس هو، ثم أعاد النظر ثانية ليتأكد منه، إنه هو، كيف جاء إليها؟ واختلس نظرة ثالثة ورابعة إلى العقد، وهنا انتبه الحاضرون إلى نظراته، لقد كانوا يظنون أول الأمر أنه ينظر إلى عروسه، ولكن اتَّضح لهم أن نظره في كل مرة يقع على العقد، ما قصة هذا الشيخ؟ وانتبه مسعود إلى ما حصَل، وأراد أن يُصحِّح موقفه؛ حتى لا يظنَّ أهل العروس به سوءًا، فقال: لكأني رأيتُ هذا العقد قبل الآن، قالوا: وكيف ذلك وأنت لم تَزُرْ جزيرتنا مِن قبل؟ وزوجتك هذه لم تَخرُج من قصرها بعد وفاة والدها حتى الآن؟ قال: لم أقل: إني رأيتُه هنا، ولكني رأيته في البصرة، لقد فُقد هذا العقد من صاحبه وأنا الذي وجده وردَّه عليه، فمَن يكون هذا الرجل الطيِّب فيكم؟ قالوا: إن الذي تَذكُره الآن هو والد عروسك، لقد سافر إلى البصرة منذ سنين في تجارة، وحمَل معه هذه اللآلئ النادرة ليصنع منها عقدًا لابنته الوحيدة، وفي البصرة - كما تعلم - صنَّاع مهرة يثقبونه ويُحَلُّونه بالذهب كما تراه الآن، نحن في جزيرتنا نستخرج اللؤلؤ من البحر ثم نبيعه، وليس عندنا مَن يصنع منه عقودًا، ثم أردفوا قائلين: لقد قص علينا والدها قصة ضياع العقد وانزعاجه من ذلك، وخشي أن يرجع إلى الجزيرة بدونه، وهو الذي وعد ابنته الوحيدة سارة أن يقدمه لها مُذهَّبًا، فاغتمَّ لذلك، وكادت تطير روحه من بين جنبيه لما فقَده، ثم فرَّج الله كربته عندما وجده مع شاب وسيم من أهل البصرة فأعاده إليه بلا مقابل، ولم يشأ أن يأخذ الجائزة التي رصدها من أجله، فقال وهو يُخبرنا بذلك: لكم تمنيتُ أن يكون هذا الشاب في جزيرتنا لأزوجه ابنتي لأمانته وصلاحه، أأنت إذًا الشاب الذي وجد العقد؟ يا سبحان الله! لقد استجاب الله لرغبة عبدالله، فالقدر ساقك إلى هذه الجزيرة لتتزوَّج من ابنته سارة.

 

سُرَّ الجميع لهذا الخبر المُفرِح، كما سرَّت العروس بذلك أيضًا؛ لأن الله تعالى حقَّق أمنية والدها بالزواج ممَّن أحبه لها، وارتبط مسعود مع أهل الجزيرة بهذا الزواج برابط المُصاهَرة، فعاش عندهم في هناء وعزٍّ وسُؤدُد، وتَمضي الأيام ويُرزَق مسعود من سارة بولدَين كالبدر جمالاً سماهما: عبدالله ويوسف، فعاشا مع والدَيهما في سعادة وحبور، وأخذا عنهما حسن الخلُق والتربية الرفيعة.

 

عودة مسعود إلى البصرة:

حنَّ مسعود إلى بلده برغم ما هو فيه من عزٍّ ونعيم، لقد تخرَّج على يديه مئات الشباب ممَّن تعلموا وتفقهوا في الدين، فأرسل عددًا منهم إلى البصرة للاستزادة من العلم، وإحضار الكتب المتنوِّعة، من فقه وتفسير ولغة عربية وحديث، وبنى مكتبة زوَّدها بهذه المراجِع المُهمَّة، إضافة إلى ما نسَخه هو بخط يده خلال مدة إقامته في الجزيرة، ومع كل هذه الإنجازات، فقد حنَّ إلى بلده وأخذ يتطلَّع إلى يوم العودة، ولكن لم يكن يُصارِح بهذا الحنين أهله، بل كتم كل ذلك في صدره، وكان يَخشى ألا توافق زوجته على الرحيل معه، فيَحدُث بينهما جفوة، وهو لا يريد ذلك؛ لأنه كان يُحبها، ولكن قدر الله سهَّل عليه المُهمَّة، فها هو ذا بركان الرعب يَنشط في الجزيرة من جديد، وباتَ يَقذِف حُممه البركانية وغباره المُحرِق فوق رؤوس الناس، فخاف منه أهل الجزيرة وهُرعوا في كل اتجاه بعيدًا عن وسط الجزيرة، وطلبت أم عبدالله من مسعود الخروج مثل بقية السكان، فأمرها أن تَحملَ ما خفَّ حمله وغلا ثمنه، وحمل كل منهم ما يستطيع من متاع، ثم غادروا المنزل إلى طرف الجزيرة الآمِن قرب الساحل، ولم تنسَ زوجة مسعود أن تحملَ معها عقد اللؤلؤ.

 

جلس مسعود مع زوجته وولدَيه تحت شجرة وارفة الظلال، قريبًا من الشاطئ، يَنتظِرون فرج الله وكشف هذه الغمة، ثم وقع بصر مسعود على سفينة قادمة باتجاه الساحل، ولما اقتربت ظهر فيها تجار من أهل البصرة قدموا لشراء اللؤلؤ والتوابل والأخشاب الثمينة، فتقدم منهم مسعود وسلَّم عليهم، وأخبرهم بحال الجزيرة وتفرُّق أهلها، وطلَب منهم المكث ريثما يُكلِّم معارفه لتأمين ما يَحتاجون إليه بدل أن يعودوا خائبين، وبعد عدة أيام بدأت البضاعة المطلوبة تصل إلى المركب، واقترب موعد مُغادرة السفينة إلى البصرة، وهنا حنَّ مسعود إلى بلده وصارح زوجته بذلك فقال: ما رأيك يا أم عبدالله بالذهاب إلى البصرة لنعيش بقية عمرنا هناك؟ أنا متأكِّد أنك ستسعدين بسكناها، كما سيَسعد ولدانا أيضًا؛ فالبصرة مدينة كبيرة آمنة تعج بالناس، وفيها مجال واسع للدراسة والعمل، أجابت الزوجة: وقصرنا الجميل لمن نتركه؟ وكيف نعيش هناك مِن غيره؟ قال مسعود: لا تخشي سنُسلِّمه لزعيم البلد، وفي البصرة سنجد - إن شاء الله - بيتًا مناسبًا نعيش فيه، لا تقلقي... وبعد نقاش وتقليب للأمور، اقتنعَت الزوجة بالسفر إلى البصرة، فركبوا مع التجار في سفينتِهم وانطلقوا على بركة الله يبحرون لياليَ وأيامًا في بحر هادئ، كأنما ذلَّله الله لهم، فقد كان مسعود خائفًا من سفر البحر فتجربته مع هذا البحر مريرة؛ لذلك لزم الذكر والدعاء طيلة أيام الرحلة إلى أن لاحت له مدينة البصرة فانفرجت أساريره، وقال: يا أم عبدالله، أبشري فهذه هي البصرة، ورسَت السفينة في الميناء، فنزل مسعود وأسرته منها ثم حمل الحمَّالون أمتعتَهم وانطلقوا بهم إلى وسط المدينة، فكان مسعود ينظر طول الطريق إلى ما حوله من المنازل والحوانيت وهو مُستغرِب أشدَّ الاستغراب؛ لقد تغيرت البصرة... تغير كل شيء، لكأني أدخلها لأول مرة، ثم أمر الحمالين بالتوقف وأخذ ينظر في وجوه المارة لعله يتعرَّف على أحد من أصدقاء الأمس، لكن خاب ظنه، لقد غاب عن البصرة عشرين عامًا، فلم يعد يَعرف أو يُعرَف، ثم سأل عن دار يستأجرها فدلوه على دار حسنة، فاستأجرها ونزل فيها ليستريح، وبعد أخذ قسط من الراحة بدأ يستعرض في ذهنه ما ينبغي له أن يفعله ليؤمِّن له ولأسرته حياة سعيدة.

 

عقد اللؤلؤ يظهر من جديد:

فكَّر مسعود أن يعود إلى عمله السابق في نسخ الكتب، ولكنه صمَّم أن يكون معلمًا هذه المرة، فقرَّر أن يشتري محلاًّ في موقع مناسب، ويؤسسه تأثيثًا فاخرًا، ولكنه يَحتاج إلى المال ليؤمن هذه المتطلبات، وبينما هو في غمرة التفكير لاحظته زوجته ورأت أن أمرًا ما يشغله، فقالت: ما لك يا أبا عبدالله؟ فرد مسعود: لا شيء يا أم عبدالله، قالت: لا، هناك شيء ما يشغلك يا عزيزي، أنا زوجتك، صارحني أرجوك، قال مسعود: حسن، إن ما يشغل تفكيري تأمين العمل للكسب، قالت: وما المشكلة؟ وأنت ماهر في النسخ، وهذا عمل رائج في البصرة، قال: هذا صحيح، ولكن ينقصني المال لأشتري به حانوتًا، قالت: لا تقلق لقد أحضرت معي عقد اللؤلؤ، وهو كما تعلم ثمين، وأنا أهبُكَ إياه، فبعه لعلَّ ثمنه يساعدك في شراء الحانوت، قال مسعود: كيف أبيعه وهو أثير عندك، وله ذكرى عزيزة عليك، إنه هدية والدك؟ قالت: كل شيء يهون من أجلكَ يا أبا عبدالله، خذ العقد وتصرَّف به، ثم أخرجته وناولتْه إياه، فأخذه مسعود وانطلَق به إلى السوق وعرَضه للبَيع، فلمَّا رآه تجار اللؤلؤ تهافَتوا عليه، كلٌّ يُريد شراءه؛ لأنه عقد نادر، فباعه مسعود لصاحب الثمن الأعلى، فبلَغ عدة آلاف من الدنانير، فحمَلها إلى البيت مسرورًا وأودَعَها عند زوجته، ثم بدأ يبحَث عن حانوت مُناسِبٍ إلى أن وجده فاشتراه، كما اشترى بيتًا فخمًا، فانتقل إليه مع زوجته وولديه، وبدأ في تجهيز الحانوت بالكراسي والمناضد وأدوات الكتابة، فاستقدم الكُتَّاب للعمل عنده، لقد ابتكر طريقة جديدة للكتابة، فكان يَقف في وسط الحانوت ويُملي على الكتاب من النسخة الأصلية فيكتبون جميعًا ما يُمليه عليهم مسعود ثم يتجوَّل بينهم ويُراقَب ما يَكتُبون، تمامًا مثلما يفعل المعلمون اليوم في حصة الإملاء، وبهذه الطريقة أصبح يُنجز عدة نسَخ من الكتاب الواحد في أيام معدودة، ثم يدفعها إلى التجليد الفاخر، فتُصبِح صالحة للتوزيع، وهكذا وفَّر مسعود في الأسواق الكتب القيمة لطلاب العلم مساهمةً منه في نشر العلم، فلمعَ اسمه واشتهر في الأوساط العِلمية، وعرفه العامة والخاصة، أما أولاده فلازموا العلماء، فبرَع عبدالله في الطب، كما برَع يوسف في التجارة، وعاشت أسرة مسعود في سعادة وهناء.

 

جلس مسعود مرة مع زوجته وولديه، فقال: ألا تعجبون من قصتي يا أبنائي؟ لقد أعجبني العقد لما وجدته وهممتُ أن أحتفظ به؛ لأنه جميل أسَرَ فؤادي، وكنت بحاجة ماسة إليه لفقري وعوزي، لكنني خفت الله فرددته على صاحبه دون أن آخذ منه مالاً لقاء ذلك، وقد تبين فيما بعد أنه والد أمِّكم - أي: جدُّكم - وآثرتُ بعملي أن أرضي ربي وأعصي هوى نفسي، ثم ساقني القدر إلى جزيرة والدتِكم، واقترنت بها دون أن أدري أنها صاحبة العقد، وقد عُدْنا إلى البصرة ولا مال عندنا، فإذا بنا كلنا بحاجة إلى العقد، ثم بِعناه واستفدنا منه جميعًا، وأخذنا ماله حلالاً، لقد ادَّخره الله لنا ليوم الحاجة، يا ألله! ما أجلَّك وما أعظمَك أنت الحكيم العليم!

 

فلا تستعجلوا رزقكم يا أبنائي واصبروا، فسيأتيكم ما كتَب الله لكم حلالاً طيبًا.

 

معاني الكلمات

الكلمة

معناها

المَحتد

الأصْل الكريم

الوامق

المحبُّ بعطف

الفتور

التعب والإرهاق

عتيًّا

كبرَ ووصَلَ إلى حد الهرم

تذوي

تضعُف وتصغُر بعدَ النشاط

نُسْغها

ماؤها المُغذي لها

فلذة

قطعة

غريزة

دافع مخلوق في طبع الإنسان وتصرُّفه

أردفَ

أتبَعَ

المنيَّة

الموت

بالقِسط

بالعدل والسويَّة

الكُتَّاب

المدرسة ودار العِلم

نبَغَ

تفوَّق بذَكاء

فرطت

ضيعت

مُترَع

ملآن

ترقرقت

ظهرت الدمعة سابحةً في العَين

الحشرَجة

صوت يَخرُج مِن الحَلقِ قبل الموت

حطَّ الأثقال

أنزَل الأحمال

المكْث

البقاء والإقامة

عالة

يَحتاج إلى مَن يرعاه

لفحة كيرهم

حرُّ النار من فرن الحدَّادين

أصاخ

أصغى وانتبه

الوراقة

حرفة الكتابة والخط

ينسَخ

يَكتُب

الشرود

عدم حضور الذهن والتفكير

ببشاشة

بابتسامة ومودَّة

اقتنى

امتلك الكتب لتَبقى عنده

النجابة

الذكاء وسرعة الفهم

جشع

طمع

مرغمًا

مُجبرًا

الطارئ

الحادث

باهظة

غالية مكلِّفة

دَخلُه

ما يدخل إليه من المال في اليوم أو في الشهر

مدَّخرة

مخبَّأة ليَومِ الحاجة

سارية

عمود في المَسجِد يَجلِس الشيخ عنده ليُلقي درسه

نظمت

جمعت

كربتي

الشدة والضيق

إبريسم

حرير

وديعة

مخبَّأة على شَكلِ أمانة

أُنكِره

أُخفيه عن صاحبه

أسارير

الأماكن التي تظهر عليها الفرح؛ كالوجه والجبين والوجنتين والشفتين

أغرمه

أخسَره

احتسابًا

ادَّخر أجره عند الله ليحسبها له مع الحسنات

شحَّ

قلَّ

متن

ظهر

مكلوم

مجروح

لجة الماء

أمواجه

الهول

الرعب

تخور

تضعف

تحسس

تلمس

سِنة

نُعاس

قاطبة

كلهم، جميعًا

رصدها

عين مبلغًا من المال للجائزة

خمود

هدوء، بلا نشاط

حُمَم

الأحجار الحامية والمُنصهِرة

الحانوت

الدكان، محل العمل والبيع والشراء

أثير

محبَّب إلى نفسي

اقترنت

تزوَّجت





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • اللؤلؤ والمرجان في منافع رمضان
  • عقود اللؤلؤ والمرجان في وظائف شهر رمضان
  • اللؤلؤ والمرجان في فقه حديث ما ذئبان جائعان
  • اللؤلؤ المنظوم من نثر ابن آجروم

مختارات من الشبكة

  • تكييف عقد المقاولة في الفقه بحسب التزام المقاول(مقالة - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)
  • حكم اشتراط عقد معاوضة في عقد معاوضة(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • حكم اشتراط عقد تبرع في عقد تبرع (صيغة القروض المتبادلة)(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • العقد الباطل والعقد الفاسد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نظر المحكمة في دعوى نص العقد فيها على التحكيم دون موافقة طرفي العقد على نظرها(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • أوصاف عقد الزواج(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه (قصة عقد اللؤلؤ)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تكييف العقد المطبوع مسبقا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عقد التأمين في الفقه الإسلامي والقانون المقارن (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم عقد المقاولة من الباطن(مقالة - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب