• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم   الدر الثمين   سلسلة 10 أحكام مختصرة   فوائد شرح الأربعين   كتب   صوتيات   مواد مترجمة  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في: شهر الله المحرم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في الأضحية (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في 10 ذي الحجة (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    الدعاء لمن أتى بصدقة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: صدقة لم يأكل منها
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: هو لها صدقة، ولنا هدية
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (ترك استعمال آل النبي على الصدقة)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعريف بالخوارج وصفاتهم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (2)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (1)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري / تفسير القرآن العظيم
علامة باركود

تفسير سورة الفاتحة (2)

الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/11/2010 ميلادي - 26/11/1431 هجري

الزيارات: 18241

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير سورة الفاتحة (2)

 

حب الله ورسوله:

السابع والعشرون: كمال العبودية ولبابها أن يكون الله ورسوله أحب إلى العبد مما سواهما، فلا يفضل على طاعة الله وابتغاء مرضاته أولاداً ولا أباً ولا أماً ولا إخواناً ولا أزواجاً ولا عشيرةً ولا موطناً ولا مالاً ولا عقاراً ولا ضيعة، فتفضيل شيء من ذلك على مرضاة الله ومحبته والجهاد في سبيله مخل بالعبودية وسالب الإيمان أو مضعف له بحبه.

 

وذلك أن الحب يحرك إرادة القلب، فكلما قويت المحبة في القلب قوي انطلاقه لمرضاة محبوبه، فإذا كانت المحبة لله تامة استلزمت إرادة جازمة في بذل الوسع لتحصيل محبوب الحق تبارك وتعالى، ودفع ما يكرهه والزهد والمعاداة لما يصده عن ذلك، فإذا ترك العبد ما يقدر عليه من الجهاد، كان دليلاً على ضعف محبته لله ورسوله في قلبه وإيثاره ما سواهما، مما تقدم، فالحب خير حاجز للقلب، وخير حارس له، إذا احتل قلباً وشغله ومنعه من أن يغزوه، أو يكون كالغصن تميله الأهوية فيكون لعبة للعابثين، وعبدا للأطماع والشهوات؛ لأنه لابد للمرء أن يستعبده شيء من المحبوبات من شهوة حيوانية أو مال أو رئاسة أو عصبية أو مذهب من مبتكرات أهل هذا الزمان، وذلك إذا شغر قلبه من حب الله، قال الشيخ ابن تيمية: ((إن المحبوبات لا تنال غالباً إلا باحتمال المكروهات، سواء كانت محبة صالحة أو فاسدة، فالمحبون للمال والرئاسة والصور لا ينالون مطالبهم إلا بضرر يلحقهم في الدنيا مع ما يصيبهم من الضرر في الآخرة، فالمحب لله ورسوله إذا لم يتحمل ما يتحمله المحبون لغير الله في حصول مطلوبهم، دل ذلك على ضعف محبة الله، إذا كان ما يسلكه أولئك هو الطريق الذي يشير به العقل، ومن المعلوم أن المؤمن أشد حبا لله..)).

 

ومن أضل ممن أشقى نفسه وأفناها في حب غير الله فجعلها عرضة للعقوبات في الدنيا والآخرة، وخسر العزة والثواب؟ ومحبة الله لا تكون إلا بمحبة ما أحب وتحقيقه، وكراهة ما كرهه من متلبس بكفر أو فسوق أو عصيان، ومعاداته والسعي لإزالته، ولا يكتفي فيها بأصل الحب، بل لابد أن يفضل على غيره، ولو حقق المسلمون هذه القاعدة، لما ذلوا بل كانت لهم السيادة وتحققت لهم القيادة.

 

الثامن والعشرون: ليس بين الحق والباطل طرف ثالث مقبول لله. فقد حصر الله الضلال فيما سوى الحق بقوله: ﴿ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ﴾ [يونس: 32] فالمعرض عن الله لابد أن ينصرف قلبه إلى غيره، وفاقد الحب الصحيح لابد له من الحب الفاسد المفسد لقلبه المخرب لضميره، المتلف لمهجته، الضار بأسرته وأمته، كما هو مشاهد محسوس، فإن المعرض عن عبادة الله يستعبده ما سواه من مطامع الدنيا وشهواتها، ويفني عمره في اتباع الأذواق والمواجيد المتلونة التي لا يستقر لها قرار، ولا يتحقق فيها أمن ولا راحة، فبخروج الناس من عبودية إله واحد فرد صمد، وقعوا تحت استرقاق آلهة كثيرة، وفرضت عليهم أهواؤهم الإلحادية تضحيات وخسائر لا يكلفهم بها الرحمن الرحيم، فعاشوا ويعيشون في جحيم من الاضطرابات والتخليط، بل في جحيم من الأنانية المستمرة التي تحملوا أهوالها من همزات الرؤساء الماديين وقلاقلهم، مهما حصروا إيمانهم في رئيس أو جماعة أو أمة أو دولة أو مذهب فاشي أو سواه من الفلسفات المؤدية إلى الولاء الجماعي لطاغية يتحكم في الشعوب وباسم الشعوب. فيعرضها للويلات، ويسوقها للمجازر، فقد أثبت الواقع أن الولاء الجماعي كلف الناس مثلما كلفهم الهوى الفردي من شطط، فما أعظم خسارة العالم بانحطاط المسلمين وابتعاد العرب خاصة عن حمل رسالة رب العالمين.

 

التاسع والعشرون: من أجل ذلك كانت عبودية الله المرتكزة على وحيه وهداه تستلزم الكفر بالطاغوت، فنص الله نصًا قاطعا على الكفر به، فقال: ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ﴾ [البقرة: 256]، ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾  [النحل: 36][1].

 

والطاغوت اسم جنس يعم كل ما يُطغي البشر عن الحق من أي مبدأ كان وأي طريقة وأي شخص يرتكز نفسه بفلسفات أو شعارات مناقضة لملة إبراهيم، ومخالفة لحكم الله ورسوله في أي نوع من الأنواع، وسُمي طاغوتاً لإطغائه البشر عن طريق العبودية الصحيحة لله، وتعلقهم بشخصيته هو، وإخضاعهم لإرادته دون هدى الله قهرا، أو دجلًا وتضليلًا كما هو المشاهد في هذا الزمان الذي تفنن فيه تلاميذ الإفرنج ببلورة الأفكار والجناية على العقول، والطغيان في اللغة: مجاوزة الحد، فكل من جاوز حده في المعصية والضلال فهو طاغٍ، يقال: ((طغى السيل وطغى الماء)) فالرجل الذي يطغي الناس عن هدي رب العالمين بما يلقيه عليهم من فتنة الشبهات والشهوات، باسم جنس أو وطن أو مبدأ أو تقدم أو حضارة أو تحرر وما إلى ذلك من الأسماء الفاتنة الخلابة، فهو طاغوت، وإنما قرن الكفر بالطاغوت مع الإيمان بالله، لأن الطاغية بمكره وعظيم دجله يسترق القلب الذي هو الملك في الإنسان، فيجعله مستعبداً متيماً لغير الله، بخلاف الظالم الغشوم الذي يسترق البدن ولا يؤثر في القلب إلا بالامتعاض الجالب للأنقاض، فعبودية القلب وأسره هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب، ولا نجاة اليوم من همزات شياطين الإنس وطواغيتهم إلا بتحقيق ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ بجميع معانيها ومبانيها، لاسيما في هذا العصر، عصر التهريج والتلبيس والمغالطات التي تحملها أمواج الأثير في الإذاعات وتبثها دور الطبع والنشر من كل حدب وصوب، ممن غايتهم العلو في الأرض واللعب بمقدرات الشعوب تحت ستار الأوهام والأباطيل، إذ مهمة الطاغوت في كل زمان ومكان الجناية على عقولهم حتى يسخرهم لأغراضه، وقد وصفه الله بأبشع وصف وأخبثه على جهة العموم، فقال: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ﴾ [البقرة: 257].

 

فالطاغوت بجميع أنواعه إذا رأى أتباعه ومقلديه قد لاح لهم شعاع من نور الحق يفهمهم فساد ما هم عليه، بادر إلى صرفهم عنه بما يلقيه دونهم من حجب الشبهات وزخارف الأقاويل، التي يلبس بها الحق بالباطل، ويرمي ورثة الأنبياء والدعاة إلى الله بدائه، هو من عمالة الاستعمار ومهادنة الصهاينة مثلاً، وبالرجعية والانتهازية وأصحاب المؤامرات وما إلى ذلك من الألقاب التي تنفر عنهم العوام والمضبوعين إيغالاً بالصد عن سبيل الله بفلسفته الزائفة، فهنا تُشَان طواغيت الأرض في كل زمان ومكان، فقد حكى الله عن فرعون أنه قال لمن آمن بموسى من السحرة: ﴿ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا ﴾ [الأعراف:123] فسمى انقيادهم للحق مؤامرة على البلاد، وانطلت هذه الفرية على أتباعه ومقلديه مع بعدها عن الواقع بعداً عظيماً، وما ذاك إلا لاسترقاق الطاغية قلوب الناس وتخنيثه أدمغتهم، وهاهو التاريخ يعيد نفسه، ولشدة تأثير الطاغية على العقول، نص الله في كتابه على أن الفتنة أشد من القتل وأكبر.

 

الثلاثون والحادي والثلاثون: بتحقيق عبودية الله يهون على الإنسان نفسه وماله في سبيل الله، فينجو من الجبن والبخل اللذين استعاذ منهما رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهما مصدر الذل والانحطاط الذي وقع فيه المسلمون اليوم لما تلبسوا بهاتين الخلصتين الذميمتين، فلم يحققوا العبودية كما أمرهم الله، إذ بتحقيقها يرتفعون عن البخل والجبن فيقدرون على الوفاء بمبايعة الله الذي اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، فيتحقق عزهم ويشمل حكمهم بالله جميع الأرض، وما أروع تصوير نبينا صلى الله عليه وسلم لهاتين الخصلتين الممقوتتين بقوله: (( شر ما أوتي العبد شح هالع أو جبن خالع))[2]. فالشح يزرع الهلع والنهمة في القلب بحيث يزداد بخله عند زيادة خيره وغناه ويزداد جزعه بأدنى مصيبة، والجبن يزرع فيه الذلة والاستكانة لأي شيء، ويخلع منه العزة والطموح إلى المعالي، وقد أثبتت جميع الوقائع التاريخية أن المقاتل ديناً طلباً للجنة لايهزمه أحد، فلا يصد عن وجه طلبه كما هو موقف المسلمين أمام الفرس والروم الذين كانوا يهزءون من عددهم وعدتهم؛ لأن المحقق لـ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾، لا يغلبه أحد بإذن الله، إذ يقاتل وفاء بعهد الله يبغي جنته ورضوانه، ناجياً من الشح والجبن وسواه، غير مدفوع بأجرة أو عصبية - فالفرق عظيم -أما الذي يجتمع فيه الشح والجبن معاً فليس محققاً عبودية الله، وكيف يحققها من بخل بماله ولم يُجد بنفسه، إذ من لم ترخص عليه نفسه في مرضاة محبوبه، لابد أن يرخص عليه ماله، فلم يتأخر المسلمون ولم يغلبهم عدوهم إلا باجتماع هاتين الخصلتين اللتين لا ينجي منهما إلا تحقيق العبودية.

 

الثاني والثلاثون: عبودية الله توجب على صاحبها القيام بجميع أنواع الصلاح والإصلاح، في كافة المرافق والشئون الفردية والجماعية دون أنانية أو محاباة أو مداهنة، مراعياً حدود الله في التطوير والتنظيم بدون إفراط ولا تفريط، بحيث لا يخرجه ذلك عن اتباع ما أُنزل إليه من ربه إلى إلى اتباع الملاحدة المتحللين أو الطغاة الماكرين.

 

الثالث والثلاثون: عبودية الله توجب على صاحبها الصدق في القول والعمل بحيث لا يخالف الناس إلى ما ينهاهم عنه أو يأمرهم بما هو منسلخ منه، فيكون أضحوكة ومثلاً سيئاً لعدوه وصديقه.

 

الرابع والثلاثون: عبودية الله الحقة تخلق وعياً جماهيرياً صادقاً لجميع أمم الأرض، تعي به واجبها نحو خالقها وبارئها ومصورها، المنعم عليها بكل شيء، المسخر لها كل شيء، المنمي إحساسها إلى كل شي، فبهذا الوعي الصحيح تتكاثف قواها، ويجتمع شملها على تقوى من الله ورضوان، فيعيشون في إخاء ورخاء لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد، بل يؤثر أحدهم أخاه على نفسه ويتألم لألمه فينصره ولو مع بعد داره؛ لأن عباد الله المؤمنين حقاً في مشارق الأرض ومغاربها كالجسد الواحد، خلاف ما هم عليه الآن من تفكك لا تقبله عبودية رب العالمين.

 

الخامس والثلاثون: عبودية الله الحقة توجب العمل على بناء مجتمع إنساني على أساس دين الله ونظمه وفق الدستور الذي شرعه في سورة (الحجرات) خاصة وغيرها مما أوحاه إلى نبيه عامة ليكفل للإنسانية حقوقها، ولا يلعب بمقدراتها وعقولها، إذ من لم يعمل للإنسانية على أساس ما أُنزل إليه من ربه فهو مفترٍ يلعب عليها حتى يسخرها كأنعام أو يمزق وحدتها ويغريها على التناحر كما هو شأن طواغيت الأرض في هذا الزمان: من هدم الأخلاق، والقضاء على الفضيلة وكبت الحريات وشل حركة التجارة والتحجير على الأعمال باسم بناء الوطن والاشتراكية وما إلى ذلك من تسخير الإنسانية والجناية على عقولها.

 

السادس والثلاثون: القيام بحق العبودية يوجب العمل المتواصل بكل جد ونشاط على تحقيق الوحدة الإنسانية جمعاء تحت إطار الدين وفق قوله تعالى: ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 92] إذ بتحقيق العبودية لا تنشأ العصبيات والقوميات المفرقة بين الأجناس والأقاليم، ولا الحدود المصطنعة، لأن كلمة التوحيد المستكملة لمعانيها يجب أن تشمل جميع الأرض ولا يعلوها أحد ولا تعترف بحدود ولا تجزئة، فلا تحقق أمة القرآن معنى: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ حتى يعملوا العمل المتواصل لتكون كلمة الله هي العليا في سائر المعمورة، لا يحول بينها حدود ولا سدود، فأهل القرآن هم المسئولون عن التقصير في ذلك، إذ لو ألهبوا حماس الشعوب بواجبهم الديني ودفعوهم إلى الاستعداد بكل قوة وتسخير كل شيء فيها؛ لما استطاع أن يصدهم عن ذلك شيء.

 

السابع والثلاثون: على كل من أراد تحقيق ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ أن يعتبر الحرية حقاً من حقوق الله لا يجوز له التفريط فيها، فضلا عن التخلي عنها أو السماح لأحد باستلابها منه؛ لأنه بفقد حريته لا يستطيع عبادة الله على الوجه الأكمل، فكان مفرطاً في جنب الله، ومن هنا وجب عليه أن يكون قوياً آخذاً بجميع وسائل القوة مستعداً للجهاد ومكافحة الأشرار، فإن لم تساعده البيئة على ذلك وجب عليه الهجرة إلى بلد يتمتع فيها بالحرية التي يستطيع معها القيام بحق الله، كما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من أشرف البقاع وأحبها إليه بأمر ربه إلى البلد التي استطاع فيها تحقيق دينه وإظهاره حسبما تقتضيه هذه الآية، ومن لم يتأس بنبيه صلى الله عليه وسلم لم يصدق انتماؤه إليه حقيقة، كالذين ارتبطوا بعجلة أعداء الله، وتقبلوا أفكارهم، واستحسنوا نظمهم، فقعدوا عن واجبهم وهو:

الثامن والثلاثون: الذي هو القيادة العالمية التي هيأتها البعثة المحمدية ونقلتها من بني إسرائيل إلى أمة محمد، فمن تقاعس عن حمل أعبائها وعن السعي الحثيث لنيلها فهو مقصر في عبودية رب العالمين، فجميع الأمة مسئولة عن تفريطها بتلك القيادة التي خسر العالم كله بفقدانها العدل والإحسان، وتورط في جحيم المبادئ والنظريات الكافرة، وتخبط في ظلمات الدجل والتضليل التي يبثها طواغيت الأمم من إذاعاتهم وصحفهم وكان له أكبر نصيب من السوء والفرقة والتجزئة.

 

التاسع والثلاثون: عبودية الله - تعالى- لا تسمح أبداً لأي مسلم أن يغير شيئاً عن أنظمة الفطرة التي فطر الله الخلق عليها في سائر الميادين، ولا يقر أحداً على ذلك، فضلاً من أن يستحسن اتجاهه، ذلك أن الإنسانية من أقدم العصور إلى أحدثها تتقلب بين نظامين تعتبرهما أساساً للحياة:

أولها: نظام الفترة النابض بحيوية الحق والخير،وهو الذي تؤيده التشريعات السماوية، وتقبله العقول المستقيمة التي لم تتبلور بالأوهام والأضاليل من العبادات القلبية والبدنية والمالية المقومة لروح المجتمع والجالبة له رضا الله، ومن الأخلاق الحسنة الفردية والعمومية الجالبة للصلاح والفلاح، ومن الروابط الأدبية والاجتماعية الماحقة للأثرة والأنانية، ومن حسن المعاملة والتعاون على البر والتقوى في المنازل والأسواق والأندية والمصانع وسائر الميادين، وتشكيل المحاكم والأحكام ونظم السلم والحرب، وفق ما شرعه الله، مما يلائم تلك الفطرة، ولا يجلب ضرراً ولا ضراراً بأحد في سائر التشريعات الاجتماعية والاقتصادية.

 

ثانيها: ما يعارض هذه الأنظمة من نظم الجاهلية أو مبتكرات أهل هذا الزمان التي هي شر منها بكثير من التفسخ والانحلال الخلقي باسم التقدم والتخنث، والميوعة باسم الحضارة، وكبت الحريات بدعوى صالح الدولة، أو الثورة وتقديس الأشخاص والتماثيل باسم الفكرة أو المبدأ المنتحل، وتعطيل ما أباحه الله من الاكتساب ومحاربة الأغنياء، وتأميم أعمالهم بدعوى محاربة الاستغلال، وتربية الناس على الإيمان بالمادة واستحلال ما لذ وطاب، فهؤلاء كالأنعام بل هم أضل سبيلاً، فمن استحسن هذا النظام الحيواني المرتكز على المادة بجميع أنواعها فهو مجانب لعبودية الله وعابد لشيطانه وهواه، ومن حمل الأمة على ذلك ودعا إليه فهو محاد لله ورسوله يجب على عباد الله بغضه ومنابذته؛ لأنه يريد أن يركس الناس في جاهلية أفظع من الجاهلية الأولى.

 

الأربعون: عبودية الله توجب على صاحبها الاستجابة لجميع نداءات الله في كتابه العزيز، على اختلاف أنواعها وأساليبها دون إهمال شي منها أو التراخي فيه، وهي تقرب من مائة وثلاثة وعشرين نداءً، بعضها بـ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ﴾، وبعضها ﴿ يَا بَنِي آدَمَ ﴾ وبعضها ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ فمن لم يستجب لكل نداء يناديه به ربه فليس محققاً للعبودية المطلوبة في هذه الآية، وكيف يكون عابداً لله من لا يستجيب له وهو يدعوه لما يحييه حياة طيبة في الدنيا، وينجيه في الآخرة من العذاب، لاشك أن من لم يستجب لنداءات ربه عاص له مناقض في سيرته لجميع مدلول سورة الفاتحة من: حبه، وتعظيم أسمائه، والتعلق به، والقيام بشكره وحمده، والإيمان ببعثه وحسابه، ورجاء رحمته، والخوف من عذابه، والقيام بأوامره، واجتناب نواهيه، فأصبح غير محقق لعبوديته المطلوبة فيها، وهذه أكبر بلية المسلمين ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ﴾ [الحشر: 19] فانصاعوا لنداء من يهلكهم كالشاء تنصاع للجزار.

 

الحادي والثاني والأربعون: عبودية الله توجب على العابد أن يجعل لقلبه هجرتين:

هجرة إلى الله: بهجر جميع ما نهى الله عنه، والإقدام على ما أمر الله به، رغبة في وعده، ورهبة من وعيده، وتعظيماً لشأنه، وحباً للقائه بإخلاص وصدق غير مشوبين بحاجة صدر أو تحرج أو توجع، وأن يتمسك بكتابه عملاً كاملاً وتبليغاً؛ لأن من لم يعمل بالكتاب لا يكون مقدراً لرسل الكتاب، وأن يغضب لانتهاك محارمه أزيد مما يغضب لنفسه لو أهينت كرامته؛ فيستعد بكل مقدوره لنصرة ربه جل وعلا، والله لا يخذله.

 

والهجرة الأخرى: إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بالتأسي به في كل شي وتقديم سنته على كل شيء، وتحكيمها في كل شيء، وعدم الحكم عليها من أي شيء، فيدور مع قول الله ورسوله نفياً وإثباتاً، ولا يقدم على أمر من الأمور دون التقيد بها، ولا يرضى عن أي نحلة ورائدها أو عقيدة وواضعها، أو مبادئ ومؤسسها، حتى ينظر إلى موافقتها ملة إبراهيم عليه السلام المأمور باتباعها في القرآن، ومطابقتها حكم الإسلام أصلاً وفرعاً، فينبذ ما خالف الملة الإبراهيمية، والشريعة المحمدية، وينابذ من تصدى لمخالفتها من أرباب تلك المبادئ والعقائد العصرية، ويعتبر الداعية إليها والمناصر لها طاغوتاً، لتجاوزه أمر الله وحدوده، لاسيما إذا صد عن سبيل الله بإلقاء الشبهات والأضاليل، أو أخرس الدعاة إلى الله بأي وجه من وجوه، فيكفر به الكفر الذي تستلزمه عبودية رب العالمين، ويتبرأ منه ومن أحبابه ومناصريه، ليكون مهاجراً إلى ربه،متمسكا بالعروة الوثقى، فالهجرة القلبية إلى الله ورسوله بالإخلاص والمتابعة فرض عين على كل شخص وفي كل زمان ومكان، وهي روح الدين وحقيقة الإيمان.

 

أما الهجرة البدنية: فهي:

الثالث والأربعون: وهذه قد تجب مطلقاً، وقد تجب على شخص دون شخص، وفي وقت دون وقت، وفي مكان دون مكان، بحسب ما يترتب على الانتقال من الفائدة وعلى عدمه من الفتنة، وفي وجوبها على التحتيم ثلاث حالات:

أحدها: أن يكون المسلم في مكان يفتتن فيه عن دينه، أو لا يتمكن فيه من إقامته، كما يعتقد، فيجب عليه الهجرة إلى البلد الذي يعلم أنه يكون فيه أقوم بحق الله وأدوم على عبادته، ويكون حراً في تصرفه وإقامة دينه؛لأن عدم الهجرة يترتب عليها ما لا يحصى من المعاصي، بحيث يكون غير محقق لـ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾.

 

ثانيها: احتياج المسلم إلى معرفة الدين والفقه فيه، حيث عدم المرشد في مكانه، فيجب عليه الهجرة ليتلقى ويتعلم ما جهله.

 

ثالثها: إذا كان هناك جماعة أو دولة للمسلمين ضعيفة يخشى عليها من الانصهار في الكتل والمبادئ المخالفة لما أنزل الله، والانجراف في تيار الفسوق والإلحاد، وجب على عموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يساعدوها مادياً وأدبياً ومعنوياً، ويشدوا أزرها بكل وسيلة، فإذا توقفت نصرتها على الهجرة وجبت الهجرة إليها حتى على البعيد عنها وجوباً قطعياً لا هوادة فيه، وإلا كان راضياً بضعفها، ومعينًا لأعداء الإسلام على إبطال دعوته، وخفض كلمة الله، لأنه يجب على مجموع المسلمين السعي بكل مجهود لتكوين جماعة أو دولة قوية تنشر دعوة الإسلام، وتقيم أحكامه وحدوده وتحفظ بيضته، وتكون مأوى لأهله ودعاته، يجتمعون بها من البغي والظلم.

 

فمناصرتها والتهافت إليها بالهجرة من أوجب واجبات الدين؛ لأنها بصدق عزيمتهم وقوة إيمانهم تكون لهم مركزاً ونقطة انطلاق إلى العز والسؤدد وإعلاء كلمة الله، وبدونها يذوبون وينصهرون في المجتمعات الفاسدة، ويكون أولادهم عوناً لأعدائهم عليهم، لما يتلقونه في المدارس من الثقافة الاستعمارية.

 

الرابع والأربعون: العابد لله لا يقدم على أي عمل يُنَحّى به الإسلام عن واقع الحياة، معتقداً أنه عائق للحضارة والتقدم كما يسميه تلامذة الإفرنج من أولاد المسلمين؛ لأن في ذلك استدراكا على الله ورسوله واعتقاداً بعدم كفاية النصين، وتنديداً بحكمة الله وانتقاداً لشريعته، ولا يجوز له - أيضاً - إقرار أحد من الملاحدة العصريين على ذلك، ممن شاقوا الله ورسوله باطراح وحيه وهداه، واتباع أساتذتهم من ملاحدة الشرق والغرب، فكانوا ورثة لمن قال الله فيهم: ﴿ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا ﴾ [النساء:51] بل يبذل غاية جهده لصدهم وتحطيم آرائهم وتطهير أدمغة الناشئة من سمومهم.

 

الخامس والأربعون: عبودية الله تحتم على أهلها إسلامية الحكم لا قوميته وفق قوله تعالى: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ﴾ [يوسف: 40]، ﴿ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا ﴾ [الأنعام: 114]، ﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [المائدة: 50] فالعابد حقاً تهديه بصيرته المستنيرة بالله إلى أن انتحال القوميات فكرة استعمارية كافرة، ركزها الطواغيت والمخدوعون بهم لفصل الدين عن الدولة وإبعاد الإسلام عن ميادين التشريع والتنفيذ ودفعه إلى الوراء لينزوي في مسجد يُقّلُ داخله، ويسمي أهله (ذوو[3] الأفكار المتخلفة) ويقصر تذكاره قراءة كتابه على المآتم، كما عملوا ذلك وساعدهم المتكلمون باسم الإسلام، وهم عبدة المادة والشيطان وليسوا من عبادة الرحمن في شيء.

 

إن من يريد أو يعمل على إقصاء الإسلام وعزل القرآن عن الحكم ليس عابدا لله ولا مستعيناً به وفق هذه الآية، بل هو معين على نفسه أعداء الإسلام الذين هم أعداؤه، فيكون خادماً لأغراضهم المضادة للوحي من حيث يشعر أو لا يشعر، وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ﴾ [البقرة: 130]، ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾ [التوبة: 67] والعجب أن تلاميذ الإفرنج من أولاد المسلمين أصحاب هذه النزعة لا يبصرون نشاطاً لدول المسيحية التي أغرتهم بإبعاد دينهم عن الحياة في نشر دينها، بل لا يبصرون احتضانها (لإسرائيل) التي هي دين ودولة، ولكنهم لما نسوا الله أنساهم أنفسهم فلا يُعتبرون.

 

السادس والأربعون: عبودية الله تقضي على العابد ألا يقف بغير معرفة أحاديث المفترين، ولا يخضع لما سطروا في المذكرات أو في التاريخ فيبني عليه حكماً على فرد أو جماعة أو أسرة من الناس؛ لأن التاريخ في كل الأزمان والعصور يسيطر عليه ذوو السلطان والجاه والنفوذ، فيسخرون الأقلام لما يناسبهم، ويشترون الضمائر المقفرة من تقوى الله لصب الشتائم والقذف بكل تهمة على من يعادونه، ولو كان صحابياً، ويسبغون المدح لسيدهم ومحبوبهم مهما كان، فالعابد لله لا يأخذ ما يسمعه أو يجده كقضية مسلمة،بل يمنعه دينه وعقله من قبول الأخبار عن أي شخص من عدوه، فيسلط عليها الأضواء من كل ناحية، ويكون منها في شك مريب، ولا يضفي ثوب القدسية على أحد خوفاً أو طمعاً، بل يحقق عبودية الله فلا يخاف في الله لومة لائم.

 

السابع والأربعون: العابد لله حقاً يكون معظماً لشعائر دينه، مقدساً لنظمه وتعاليمه، لا يصرفه عنها أو ينفره منها عبث العابثين من حكماء وعلماء يتلاعبون بالنصوص أو يتهاونون في تطبيقها، فيحمل الدين آثامهم، والدين موتور بهم كما وترت بهم شعوب الأرض.

 

الثامن والأربعون: عبودية الله لا تسمح للعابد بموالاة أي عدو لله، ولو كان أقرب قريب، فضلاً عن موالاة المحادين لله ورسوله، من دول الكفر أو معتنقي المبادئ الإلحادية باسم التقدم في الحضارة أو الاقتصاد، فكل من يلقي إليهم بالمودة أو يتفق معهم في ثقافتهم أو تشريعاتهم فهو خارج من عبودية الله إلى عبودية الطاغوت.

 

التاسع والأربعون: العابد لله لا يعمل على إذابة شخصية الأمة ومحوها بسبب مشيه في ركاب من أغروه أو غرروا به في دعاياتهم ودجلهم بالشغف بهم وتركيز محبتهم وتحبيب خططهم وأفعالهم دون عرضها على ما جاء من عند الله، فيكون عابداً للمادة وشياطين الإنس الذين ألسنتهم أحلى من السكر وقلوبهم قلوب الذئاب.

 

الخمسون: عبودية الله تقضي على أهلها ببغض الذين شرعوا ما لم يأذن به الله في سائر النواحي، ممن يترسم خطط الملاحدة والمستعمرين ولا يتلفت إلى هدي الله ورسوله، وكذلك بغض من يعتقد أو يدعو لحصر الدين في نفوس المؤمنين كأفراد دون تدخله في مشاكل الحياة من حرب وسلم وتحرر واستعمار، فبغض هؤلاء من لوازم عبودية رب العالمين، ومنابذتهم وهتك أستارهم وكشف حقيقتهم للناس من الجهاد في سبيل الله، أما موالاتهم وتحبيذ أفعالهم فهي محادة لله ورسوله، صاحبها متجرد من ولاء الله ورسوله، غير محقق للأمر.

 

الحادي والخمسون: الذي هو أن يجعل العابد غايته لله، وأمره كله لله أولا وآخراً، كما أنه من الله وإلى الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ﴾ [الانشقاق: 6]. فمن لم يكرس جميع أوقاته في عبودية الله بشتي أنواعها فهو معاكس لقوله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56] ولقوله: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ﴾ [المؤمنون: 115 ]. وهو إذا لم يقدر الله حق قدره فكيف إذا انضم إلى تفريطه اعتقاد شيء من المبادئ العصرية السالفة الذكر، أو اعتقاد عدم جدوى الشريعة في حل المشاكل، ونحو ذلك من الكلمات التي يطلقها تلامذة الإفرنج في وصية دين الله - تعالى -، فإنه خارج عن عبودية ربه إلى عبودية من انصاع إليه وتقبل أفكاره؛ لأن أول فرض على عباد الله كفر بالطاغوت الذي يطغيهم عن أي نوع من أنواع العبادة، ومن هنا استلزمت عبادة الله أموراً كثيرة سبق ذكر بعضها، ونذكر باقيها - إن شاء الله - بإجمال واختصار، فمنها:

الثاني والخمسون: وهو أن عبودية الله لا تسمح لأحد ما بإيمان عقائدي جديد مما ينادي به قوم من أبناء جلدتنا، تربوا في أحضان الاستعمار، وتتلمذوا على طغاته وملاحدته، فانطبعوا بثقافته، وشغفوا بمدنيته، وتنكروا لدينهم وكتاب ربهم، الذي أنزله ذكراً لهم وشرفاً أيما شرف، فعموا وصموا عن ذكرهم وشرفهم وهداهم، وأخذوا يطالبون الأمة بإلحاح أن تسير سير الأوربين، وتسلك طريقهم في الحضارة، خيرها وشرها، دون استثناء لما يكره منها أو يعاب، وأن تهجر إلى غير رجعة شعائر دينها وإيمانها بالغيب، فلا تؤمن إلا بالمادة والعلم التجريبي الذي فضحه مهرة أهله باعترافهم بعجزه عن كشف كثير من الأسرار المحجوبة، وتفاهم الخلاف بين أهله في الماديات، بحيث اعترف بعض أساطينهم أن بعض ما قرروه أصولاً غداً افتراضاً واتفاقاً أو خيالاً، ونادى منهم عدد غير قليل بإيجاب الإيمان بالغيب، والمضبوعون من أبنائنا لا يزالون في طغيانهم يعمهون، وكل مناداة بإيمان بأي فكرة مادية أو عقائدية مخالفة لوحي الله، فهي غي وضلال وظلم وظلمة، لا يسلكها عباد الله الذين يرجون لقاءه.

 

الثالث والخمسون: إن عباد الله لا يتبعون ما تتلوه شياطين الإنس وطواغيتهم من الولوع بالماديات، وقصر النظر عليها وتجنيد القوى في سبيلها وإشباع الرغبات من نيل الملذات الدنيوية كالأنعام، مما يبعد الإنسان عن رسالته الحقيقية في الحياة، ويجعله في أخس حالة، ويعرضه للاضطرابات وويلات الحروب، لانحطاط أخلاقه بالتسفل إلى المادة، وخراب ضميره بإضاعة ما لله من واجب العبادة.

 

الرابع والخمسون: عبودية الله توجب على أهلها في مشارق الأرض ومغاربها محاربة المكذبين لله، ومقاطعتهم بكل ما أمكن، والتفريق بينهم وبين الصالح من أهليهم والمسلم من أزواجهم، وأعظم أنواع المكذبين ممن يصرح بأن القرآن كتاب بالٍ رجعي لا يتمشى مع حال العصر، أو أن التمسك به مدعاة للتأخر والرجوع إلى الوراء، أو أنه من تلفيق محمد، كما يقوله الموسومون بالألقاب العظيمة في هذا الزمان، وكذلك القائلون بأن الإسلام دين طائفي لا يجوز بناء الحكم عليه، أو سن الدستور والنظم على أساسه، ونحو ذلك مما يعتقده تلاميذ الإفرنج الذين تبوءوا المناصب وهم من أولاد المسلمين، فجروا على الإسلام وأهله وبالاً لم يذوقوه من الاستعمار، ووصمات فاجرة لم يجرؤ طغاة الاستعمار على التفوه بها، فعبودية الله توجب على أهلها بغض هؤلاء ومعاملتهم بما تقدم ذكره، باعتبارهم محادين لله ورسوله، ومن يحبهم وينشرح صدره لما يصدر منهم أو يمشي في ركابهم ويخدم أغراضهم، فهو خارج من عبودية الرحمن إلى عبودية الطاغوت، منسلخ من ولاية الله إلى ولايته؛ لأن الله وصف كتابه ودينه بالهدى والنور والشفاء والحق والرحمة والعصمة من الضلال والشقاء، وأنه يهدي للتي هي أقوم، وأن ليس بعده إلا الضلال،فأي محادة لله ورسوله أعظم من عكس هذه الأوصاف الجليلة، والانحراف عن دين الله ونبذ كتابه، والتصريح بعدم صلاحيتهما، بل بضررهما في الحكم والسياسة، كما يتبجح به المثقفون بثقافة استعمارية، فالإسلام وأهله منكوبون بهم نكبة لم يشهدها التاريخ من قبل أبداً، فمن لم يتبرأ منهم ويسعَ لقمعهم وكشف حقائقهم فليس من عبودية الله في شيء فكيف من يركن إليهم ويتقبل ما يصدر عنهم.

 

الخامس والخمسون: عبودية الله وفق شرعه لا تسمح لأي فرد أو هيئة أو حكومة ما، أن تعمل عملاً مخالفاً لشريعة الله، يبهرج فيه على الناس باسم وطن أو شعب أو قومية أو كيان، أو محاربة استغلال وما إلى ذلك، سواء في التطوير الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي ممايخرج فيه عن حدود الله التي حدها لعباده، فالمعتدي على الله بشيء من ذلك نابذ لهذه الآية وغيرها، وراء ظهره، متأسٍ باليهود والنصارى، الذين هم رؤساء هذه المذاهب، والتصاقه بالعروبة مع مخالفته ما جاء به النبي العربي جناية على العروبة ونزول بها إلى مكان سحيق.

 

السادس والخمسون: بتحقيق عبودية الله تتحقق المساواة الصحيحة بين أفراد الإنسانية، فيحصل التمييز بين الخبيث والطيب، والمفسد والمصلح، والأمين والخائن، بحيث لا يرقى هذا إلى درجة هذا، ولا ينزل بهذا إلى ذاك، بل يسوي بين الأمين والأمين، وبين الخائن والخائن وبين المصلح والمصلح وبين المفسد والمفسد،وبين المجرم والمجرم،كلٌّ على حسب ما اقترفه وجناه من خير وشر، ومساواة لا تمنع أن يكون فيها صغير وكبير أو فاضل ومفضول في سيرته وعمله، وإنما تمنع انقلاب أوضاع الناس بأن يكون هذا سيداً وهذا عبداً، أو هذا رباً وهذا مربوباً، أو أن تسخر الفوارق المادية لمسخ الطبيعة والقيم الإنسانية، تلك الفوارق التي نقلت الأوغاد أمجاداً، وتهزأ بذوي السؤدد، وتملأ الأرض فسادًا بارتقاء المفسد إلى درجة المصلح والمجرم إلى درجة المحسن، والخبيث إلى رتبة الطيب، كما هي حال من لم يحققوا عبودية الله في هذا الزمان.

 

السابع والخمسون: بتحقيق عبودية الله يتيسر تحقيق الضمان الاجتماعي والعدالة الاجتماعية في جميع الأحوال والميادين، ويعين على ذلك جريان الأمور على وفق ما ذكرناه سابقاً من المساواة التي لا تتحقق إلا بتقوى الله وانعدام الأنانية والمحسوبية اللتين تفاقم شرهما في هذا الزمان، بحيث لا تحصر الانتخابات للمشورة في أهل الثراء، ولا يفسح المجال في الوظائف والدواوين لأبنائهم من دون أبناء الفقراء، ولا تقتل معلومات قوم ومواهبهم على حساب قوم آخرين، بل تقدر الوجاهات والمناصب بحسب الأعمال والمواهب، ويقمع الجشع وتمحى الأنانية، فتتساوى أقدام الأمة في الأعمال والواجبات، وتتهيأ جميع الوسائل والمعونات لاحتراف العاطلين في طلب الرزق من الأمة فيما بينهما بدافع ديني ابتغاء وجه الله، دون الارتكان على الولاة الذين لو صلحوا لما استطاعوا على الإحاطة بكل شيء والاضطلاع بكل واجب، فالشعور بالمسئولية أمام الله يجب أن يشمل كل أحد تجاه الآخر؛ ليتحقق الضمان الاجتماعي ويكونوا عباد الله إخواناً.

 

الثامن والخمسون: عبودية الله توجب على أهلها ألا يعيشوا بإيمان أعزل أمام إلحاد مسلح، بل يسعون غاية السعي بكل مجهود؛ ليكونوا أقوياء مسلحين بجميع أنواع الأسلحة الأدبية والمادية والمعنوية؛ ذوي خبرة بفنون الحرب الباردة والكاوية؛ ليدفعوا الإلحاد في أي ثوب ظهر، ويقمعوا أهله باللسان والسنان، ويكسروا أسلحتهم ويفضحوا فريقهم، وإذا برد سلاحهم لسبب من الأسباب وجب ألا تبرد ألسنتهم ولا تجف أقلامهم، وإلا لم يحققوا عبودية الله المنجية لهم من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وسقطوا وانهزموا أمام كل مبطل.

 

التاسع والخمسون: عبودية الله توجب على أهلها ألا يتخلفوا عن خوض معركة الدين ضد المنادين بانتهاء عصره، والراغبين في حصره داخل إطار ضيق منعزل عن الحياة، وجعله روحانياً صورياً كما فعله أهل الحل والعقد في بعض الدول التي أغفلت في دستورها التنصيص على دينها الرسمي، والذين تخلفوا عن خوض المعركة معهم وتخاذلوا عن مواجهتهم والاستعداد لقهرهم، لم يحققوا عبودية الله كما أمر،لفساد ضمائرهم بالمادة وركونهم إلى الحياة الدنيا واستحبابهم لها على الآخرة، وتلاشي يقينهم بالله بحيث تركوا الاستعانة به والتوكل عليه المشجعين على العمل، والاستعداد بكل قوة للجهاد في سبيله، ومراغمة أعدائه القائلين ما قالوا، والله - جل وعلا- شرع قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلاة ليعملوا بمدلولها، فيحققوا ابتهالهم إليه. ومخاطبتهم له بـ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ ولو حققوا ذلك لما نبت هذا الإلحاد، فضلاً عن انتصاره، فجهل العامة بمدلولها، واستكانة علمائهم إلى الدعة ولذة العيش عن نيل وعد الله في الآخرة، هو الذي أنبت في الدنيا كل إلحاد ومكر ورذيلة، فيا ويل من وقف أمام الله كل يوم عشرات الركعات يردد فيها هذه الآية الكريمة دون عمل بمدلولها؛ لأنه بعيد عن الصدق مع الله، ومن لم يصدق مع مولاه فلا خير فيه وكان عرضة للغضب وكل عقوبة. ومن هنا يدرك القارئ السر في سوء حظ المسلمين الذين يقولون ما لا يفعلون بعدم تنفيذهم لقول الله تعالى: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ﴾ [يوسف: 40]، ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 10]، ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ﴾ [النساء: 59] أليس تخلفهم وتخاذلهم أمام تلاميذ الإفرنج الذين عزلوا الإسلام عن الحكم دليلاً على ضعف إيمانهم بالله واليوم الآخر؟ إلا أن المؤمن الذي يرجو لقاء ربه لا يرضى بإقصاء دينه وتحكيم غيره، بل يثور على كل نحلة فاجرة حتى يحيا سعيداً ويموت شهيداً، ولا يترك تلاميذ الإفرنج يستوردون قوانين الدخلاء ويبثون عاداتهم وتقاليدهم، فيرتفع رصيدهم على حساب دين الله، هذا شيء لا يقبله من أسلم وجهه لله وأخلص دينه لله ولم يخش أحدا إلا الله، وإنما يقبل ضعيف الإيمان، عديم الإخلاص، من يخشى الناس من دون الله، ويتزلف إلى طواغيتهم الذين شرعوا لهم ما لم يأذن به الله، وهذا غير محقق لـ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ بل هو مناقض لقوله، ومسلم وجهه لمن تزلف إليه من الحكام، وانشرح صدره لتشريعاته، ولذا خذل الله المنتسبين للإسلام من ذلك الصنف وجعلهم يوصمون بالرجعية وكل منقصة ممن عبدوه وأسلموا وجوههم إليه، ولم يشفع لهم خدماتهم لسياسته وإفتاؤهم العوام ببذل زكاتهم لنصرته تمشياً لرغباته، فها هي الأقلام تجري والإذاعات تعوي من أولئك النابذين للدين بسبب المنتسبين إليه مع مهادنتهم إياهم والمشي في ركابهم؛ لأنهم فرطوا في جنب الله فأذلهم، ولو عبدوه حقاً ونصروه لحقق لهم وعده الذي كتبه على نفسه بقوله: ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7]، ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم: 47]، ولكنهم ركنوا إلى الذين ظلموا بتبديلهم قولاً غير الذي قيل لهم، أو جبنوا فانخذلوا أمامهم خشية لهم من دون الله، فسلطهم الله عليهم فزادوهم رهقاً واتخذوهم سخرياً.

 


[1] بسطنا الكلام على أنواع الطاغوت في تفسير هذه الآية أكثر مما هنا؛ لأن لكل مقام مقالاً.

[2] أخرجه أبو داود (2511)، وأحمد (2/302) والبيهقي في سننه (9/170)، وابن حبان في صحيحه(8/42) رقم (3250) كلهم من طرق عن عبد العزيز بن مروان عن أبي هريرة مرفوعاً به.

[3] مبني على الحكاية في محل نصب مفعول به ثانٍ ليسمى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • باب الاستعاذة
  • تفسير سورة الفاتحة (1)
  • تفسير سورة الفاتحة (3)
  • تفسير سورة الفاتحة (4)
  • تفسير سورة الفاتحة (5)
  • تفسير سورة الفاتحة (6)
  • تفسير سورة الفاتحة (7)
  • تفسير سورة الفاتحة (8)
  • تفسير سورة الفاتحة (10)
  • تفسير سورة الفاتحة (11)
  • تفسير سورة الفاتحة (13)
  • نظرات في فاتحة الكتاب
  • تفسير سورة الفاتحة (14)
  • تفسير سورة الفاتحة (15)
  • تفسير سورة الفاتحة (18)
  • تفسير سورة الفاتحة (19)
  • تفسير سورة الفاتحة (20)
  • الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم)
  • تفسير سورة الفاتحة (21)
  • تفسير سورة الفاتحة (22)
  • تفسير سورة الفاتحة (23)
  • تفسير سورة البقرة .. الآيات ( 17 : 24 )
  • التبيان من تفسير كلام الرحمن - الفاتحة
  • تفسير سورة الفاتحة

مختارات من الشبكة

  • تفسير سور المفصَّل ( 10 ) تفسير الآيتين من سورة الفاتحة ﴿ مالك يوم الدين - إياك نعبد وإياك نستعين ﴾(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • تفسير سور المفصَّل ( 9 ) تفسير الآيتين من سورة الفاتحة ﴿ الحمد لله رب العالمين - الرحمن الرحيم ﴾(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • من مائدة التفسير: (تفسير سورة الفاتحة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • البيان في تفسير القرآن - تفسير سورة الفاتحة للأطفال(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • الفتوحات الربانية في تفسير الآيات القرآنية: تفسير سورة الفاتحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (135 - 152) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (102 - 134) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (65 - 101) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (1 - 40) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (40 - 64) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- رأي لايقدم ولايؤخر
د فلاح الدهمشي - المملكة العربية السعودية 08-11-2010 11:47 PM

هو سوال للعلماء الأمة في هذا الزمان الذي أصبح الإسلام يقرأ في جميع اللغات وليس حكرا على المسلمين هل تعتقدون أنه يجب تجديد تفسير القرآن من جديد لأن الإسلام دين معاصر وليس له زمن محدد وأعتقد من وجهة نظري سواء كانت صحيحة أو خاطئه أن تفسير ابن كثير يحتاج إلى تجديد لأن العلماء في ذلك الزمن لم يتخيلو هذا التطور لكان القرآن متقدم إلى يقيام الساعة وقول يجب أن يتم تفسير القران الكريم لكي يستوعبه المسلمين وغير المسلمين فزمن الدعوة في هذا الزمان أصبح صعب بسبب مانراه من الإرهاب فيجب أن نوصل الإسلام الي بيوتهم بيديهم عندما يقرأون تفسير القرآن .
والله يجعلنا من الذين نموت ونحن ساجدين له.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب