• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم   الدر الثمين   سلسلة 10 أحكام مختصرة   فوائد شرح الأربعين   كتب   صوتيات   مواد مترجمة  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في: شهر الله المحرم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في الأضحية (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في 10 ذي الحجة (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    الدعاء لمن أتى بصدقة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: صدقة لم يأكل منها
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: هو لها صدقة، ولنا هدية
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (ترك استعمال آل النبي على الصدقة)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعريف بالخوارج وصفاتهم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (2)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (1)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. إبراهيم بن حماد بن سلطان الريس / خطب منبرية
علامة باركود

إذا سألت فاسأل الله

د. إبراهيم بن حماد بن سلطان الريس


تاريخ الإضافة: 3/1/2008 ميلادي - 24/12/1428 هجري

الزيارات: 165564

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إذا سألت فاسأل الله

 

الحمد لله رب العالمين ...

إخوة الإيمان، أتباع خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم، رجال خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله:

ليس لدى المسلم في إيمانه بدينه شك ولاريبة، وما يعتري شعوره تجاه أسس دينه لبس ولا اضطراب، لا يقبل من عاش الإسلام أن يتلطخ بضراء الجاهلية، ولا يقبل من نشأ على هذا الدين أن يوصف بدين غيره، ولا أن ينسب لملة غيره، لِمَ؟!


ذلك لأنه الدين الحق وهو الهدى والنور وهو النهج الواضح الذي لا يخالطه غموض الديانات الأخرى ولا طلاسم المناهج الضالة في الحياة، وما دام الأمر كذلك فلا بد لهذا الشعور من البناء، ولا بد لهذا الاعتزاز من الإحياء، وحياة ميسورة السبيل وسهلة المسلك، حياته تكون بالإيمان والإيمان يبنى في النفس بأسس ووسائل ميسورة، على رأسها وأساسها التدبر للقرآن والنظر في سنة وسيرة خير ولد عدنان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

فما أحوج النفوس إلى بناء اليقين والتصديق بما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، ما أحوج الأمة إلى أن تعود إلى ربها عوداً صادقاً، لتجد النجاة عنده، والنصر منه، والعزة في دينه.

ما أشد الحاجة لذلك في أيامنا هذه والأمة تمر بمرحلة كيد ومكر، وعداء وغدر، وتخطيط وحبائل، أمة تصبح على ألم وتمسي على أمل، أمة تنهشها كلاب الأعداء، وتنغرس في جسدها أنياب الأصدقاء، وتتغافل عنها أنظار الأحباء.

أمة معها القوة ولكنها تتكاسل عن استخدامها، ومعها الناصر والمعز سبحانه ولكنها تسيء فلا ترجع إليه ولا تنطرح بين يديه، ومعها البرهان ولكنها تتغافل عنه وتنشغل بغيره، ولديها المنهج الكامل للنجاة والنصر والعزة ولكنها مكنت عدوها من قيادها وصعب عليها الرجوع لأصولها فتاهت وضاعت وضعفت واستُذِلت.


عباد الله:

من هذا المنطلق فإن الحديث عن البناء ومراجعة الذات ومحاسبة النفس وتصحيح المسار أمر لا بد منه وبخاصة في المرحلة الحالية من حياتنا وحياة أمتنا، ولهذا فلابد من الحديث عن علاقتنا بالله ربنا، لا بد من الحديث عن مدى صدقنا في التجائنا إلى الله تعالى، إنها وقفة متصلة بوقفة سابقة مع خبر نبوي كريم، كم نحن بحاجة لتذكره في مثل واقعنا اليوم، فهو وصية المحب لأحبابه والصاحب لأصحابه، وصية من نبي الهدى صلى الله عليه وسلم لحبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما وللأمة كلها.

فعن عبدالله بن عباس رضي اللّه عنهما قال: كنتُ خَلْفَ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم يوماً فقال: ((يا غُلامُ! إني أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ: احفظ الله يَحْفَظْكَ، احفظ الله تَجِدْهُ تُجاهَكَ، إذا سألت فاسأل الله، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فاسْتَعِنْ باللَّهِ؛ وَاعْلَمْ أنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ على أنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَإِنِ اجْتَمَعُوا على أنْ يَضُرُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُوكَ إِلا بِشَيءٍ قد كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأقْلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ))؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.


عباد الله:

إن هذا الحديث من أعظم الحكم والوصايا التي وصى النبي صلى الله عليه وسلم بها أمته، إنه حديث جليل عظيم المقدار، فما أسعد من تدبره وتفهمه وعمل به، وما أشقى من أعرض عنه ولم يعمل به، تحدثنا عن حفظ الله للعبد وعن الثقة بالله تعالى وأنه لن يصيب الإنسان إلا ما كتبه الله تعالى، وأن البشرية جمعاء لا تستطيع الضر ولا تقدر على النفع إلا إذا شاء الله تعالى ذلك وقدره، واليوم نتناول جانباً آخر جاء في هذه الوصية النبوية الخالدة.


لقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم في الحديث: ((إذا سألت فاسأل الله، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فاسْتَعِنْ باللَّهِ)) فحول هذا المقال الكريم نقف اليوم وحوله نتحدث: ((إذا سألت فاسأل الله، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فاسْتَعِنْ باللَّهِ)).


إننا بحاجة لإدراك هذه الحقيقة الإيمانية، بحاجة لتحقيق هذا المطلب النبوي الكريم؛ سؤال من بيده تصريف الأمور وتحقيق الطلب، سؤال القادر العظيم والمدبر الحكيم، سؤال من أمره بين الكاف والنون، سؤال الله تعالى. تدبرت في هذا الخبر النبوي فتذكرت قول ذلك الشاعر الحكيم وهو يضع النصيحة موضعها فيقول:

لا تسألن بنيّ آدم حاجة
وسل الذي أبوابه لا تغلق
الله يغضب إن تركت سؤاله
وبني آدم حين يسأل يغضب

 

عبد الله:

((إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله)).

لقد تضمنت هذه الجملة: أنه يجب على العبد أن يسأل الله وحده ولا يسأل غيره وأن يستعين به وحده ولا يستعين بغيره، وسؤال الله دون أحد من خلقه هو المتعين والواجب؛ لأن السؤال فيه إظهار الذل والمسكنة والحاجة والافتقار من السائل، وفيه الاعتراف بقدرة المسؤول على رفع الضر ونيل المطلوب وجلب النفع ودفع المكروه، ولا يصلح الذل والافتقار إلا لله وحده، وأما المخلوق فهو مسكين ضعيف شحيح.


وقد أوضح الله تعالى لنا ذلك غاية الإيضاح، فقال سبحانه مبيناً ومرشداً لجميع الأمة: ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ * يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 13 - 15].

يقول التابعي الجليل طاووس رحمه الله لعطاء بن أبي رباح رحمه الله: (إياك أن تطلب حوائجك ممن أغلق دونك بابه وجعل دونها حجابه، وعليك بمن بابه مفتوح إلى يوم القيامة، أمرك أن تسأله ووعدك أن يجيبك سبحانه وتعالى)).


إن الدعاء هو العبادة، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، والسؤال والطلب دعاء فنسأل الله تعالى من فضله وكرمه، فهو القائل: ﴿ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 32].

في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: ((يَنْزِلُ رَبُّنا كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْل الآخِر فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْألُني فأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُني فَأَغْفِر لَهُ؟)). وفي رواية لمسلم: ((يَنزِلُ اللَّهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى إلى السَّماءِ الدُّنْيا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الأوَّلُ فَيَقُولُ: أنا المَلِكُ أنا المَلِكُ، مَنْ ذَا الَّذي يَدْعُونِي فَأسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذي يَسألُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ لَهُ، فَلا يَزَالُ كَذَلِكَ حتَّى يُضِيءَ الفَجْرُ)).


فضل الله تعالى واسع وكرمه عميم، ومنته على عباده ظاهرة فله الحمد وله المنة سبحانه وتعالى. فلقد امتن علينا بسهام لا تخطئ وبسلاح لا ينثني، وبسيف لا ينثلم متى ما أحسنا استعماله، سلاح عظيم غفل عنه المؤمنون، لن يهلك معه أحد بأذن الله، إنه الدعاء، الالتجاء إلى رب الأرض والسماء: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186].


يقول ابن كثير عليه رحمة الله: كان بقي بن مخلد أحد الصالحين الأخيار عابدًا قانتًا خاشعًا، أتته امرأة صالحة فقالت: يا بقي إن ابني أسره الأعداء في أرض الأندلس وليس لي من مُعين بعد الله إلا ابني هذا، فاسأل الله أن يرد عليَّ ابني وأن يطلقه من أسره. قالت ذلك بقلب صادق موقن خاضع لله تعالى.


فقام بقيٌّ رحمه الله وتوضأ ورفع يديه إلى الحيي الكريم الذي يستحي أن يرد يدي عبده صفرا خائبتين سبحانه وبحمده، دعا الله عز وجل أن يفك أسر ابنها، وأن يجمع شملها بابنها، وأن يفك قيده.

وبعد أيام وإذ بابنها يأتي من أرض الأندلس، فتسأله أمه: ما الذي حدث؟ قال في يوم كذا في ساعة كذا - وهي ساعة دعاء بقيٍّ - سقط قيدي من رجلي فأعادوه فسقط، فألحموه فسقط، فذعروا ودهشوا وخافوا وقالوا: أطلقوه، قالت: فعلمت أن ذلك بدعاء صالح من عبد صالح. ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62].

ها هو صلة ابن أشيم رحمه الله كان في غزوة فمات فرسه، فتلفت يمينًا وشمالاً، ثم قال: اللهم لا تجعل لمخلوق عليَّ منَّة؛ فإني استحي من سؤال غيرك. وعلم الله صدقه في سرائه وضرائه فأحيى الله عز وجل له فرسه، فركبه حتى إذا وصل أهله قال لغلامه: فك السرج فإن الفرس عارية، فنزع السرج فسقط الفرس ميتًا.

وليس ذلك بعجب، فمن توكل على الله ومن التجأ إلى الله أجاب دعائه وحفظه ولو كادته السماوات والأرض جعل الله له من ذلك فرجًا ومخرجًا.

يا من أجبت دعاء نوح فانتَصَر
وحملته في فلكك المشحون
يا من أحال النار حول خليله
روحا وريحانا بقولك كون
يا من أمرت الحوت يلفظ يونسا
وسترته بشجيرة اليقطين
يا رب إنا مثلهم في كربة
فأرحم عبادا كلهم ذي النون


لنتدبر عباد الله هذه الآيات الكريمة: ﴿ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ * أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [النمل: 59 - 64]


عباد الله:

بارك الله لي ولكم....


الخطبة الثانية

الحمد لله ...

عباد الرحمن:

ربنا سبحانه وتعالى الذي بيده خزائن السماوات والأرض، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء أحق من يسأل ويطلب منه قضاء الحوائج، ففي الحديث القدسي: ((يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا غمس في البحر)).

قال بعض السلف: إني لأستحي من الله أن أسأله الدنيا وهو مالكها، فكيف أسأل من لا يملكها؟!

وكان بعض السلف يتواصون في طلب الحوائج إلا من الله. فعلى المؤمن أن يطيل الوقوف أمام باب الله عز وجل فهو حري له أن يفتح:

يامن يرى ما في الضمير ويسمع
أنت المعد لكل ما يتوقع
يا من يرجى في الشدائد كلها
يا من إليه المشتكى والمفزع
يا من خزائن ملكه في قول كن
امنن فان الخير عندك أجمع
مالي سوى فقري إليك وسيلة
وبالافتقار إليك فقرى ادفع
مالي سوى قرعي لبابك حيلة
فلئن طردت فأي باب أقرع
ومن الذي أدعو واهتف باسمِه
إن كان فضلك عن عبيدك يمنع
حاشا لمجدك أن تقنط عاصيا
الفضل أجزل والمواهب أوسع
بالذل قد وافيت بابك عالما
إن التذلل عند بابك ينفع
وجعلت معتمدي عليك توكلا
وبسطت كفي سائلاً أتضرع
فاجعل لنا من كل ضيق مخرجا
والطف بنا يامن إليه المرجع

 

 

إخوة الإيمان:

إن الحق الذي يبنيه الإيمان في القلب هو أن على المسلم أن يترك الأبواب الموصدة ويلجأ إلى الباب المفتوح، يلجأ إلى باب رب العالمين:

لا تخضعن لمخلوق على طمع
فان ذلك نقص منك في الدين
لن يقدر العبد أن يعطيك خردلة
الا باذن الذي سواك من طين
ولا تصاحب غنيا تستعز به
وكن عفيفا وعظم حرمة الدين
واسترزق الله مما في خزائنه
فان رزقك بين الكاف والنون!!




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • تفسير: (قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اسأل.. اسأل (نشيد للأطفال)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • طاقة إيجابية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • المسائل المهمة على أصول السنة: أكثر من 150 مسألة علمية وعقدية مهمة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير: (ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: سألت رافع بن خديج عن كراء الأرض بالذهب والفضة(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • {أنزل من السماء ماء فسالت أودية ...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد من كتاب: سألت أبي الإمام العالم الألباني(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مسلمون يقيمون لقاء توعويا عن فيروس كورونا ببلدية سالت الإسبانية(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
11- خطبة إذا سالت فأسال الله
منصور فاروق الحربي - مصر 27-01-2024 08:30 PM

جزاكم الله خيرا على هذه الخطبة القيمة السلسة سهلة الفهم

10- جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
أبوحامد 11-09-2021 12:47 PM

جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم 

9- جزاكم الله خيرا
ناصر الازهري - مصر 10-11-2020 10:58 AM

جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم ورضي الله عنكم

8- دعاء
محمد نتعي - مصر 03-07-2020 11:06 AM

بارك الله فيمن كتب هذه الخطبة وجزاه الله كل خير وجعل كل من يقرأها في ميزان حسناته

7- شكر
فؤاد البكري - المغرب 21-06-2017 08:22 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا شيخنا والله قرأت خطبتك هذه - بعد أن كتبت رسالة أطلب فيها إمن بعض أصدقائي أن يساعدوني في ضائقة مالية وديو ن أثقلتني فتراجعت عن إرسالها - فأنقذتني فجزاكم الله عني خير الجزاء - فوالله لا أطرق الا باب الرحمن الرحيم الرزاق الوهاب المنان سبحانه وتعالى: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
كما أقدم تحياتي وسلامي وشكري للعاملين والقائمين على شبكة الألوكة حفظهم الله ورعاهم.

6- شكرو دعاء
مولدي درواز - الجزائر 31-05-2014 10:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.بارك الله فيك شيخنا الفاضل و جزاك الله خيرا.وجعل الله اعمالكم كلها خالصة لوجهه الكريم.نرجو من الله أن ننتفع بما يقدمه لنا شيوخنا من خطب و دروس .
5- خطبة اذا سألت فاسأل الله
احمد عطا - مصر 13-09-2013 08:57 AM

جزى الله خيرا عنا علمائنا

4- على خطبة الشيخ
محمد المخلوفي - المغرب 20-01-2013 09:47 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حقيقة كلمات رقراقة ذات تناسق في العبارات والكلام يستحق القراءة بكل صراحة.صراحة عجز لساني على التعبير أقول جزاك الله خيرا والأمة الإسلامية جمعاء إن شاء الله.

3- إضافة شيء
ابن غزة - فلسطين 21-09-2011 06:15 AM

أولا السلام عليكم وبارك الله فيك شيخنا وبارك الله في من نقل تلك الكلمات .............أرجو إضافة المزيد من الخطب وشكرا لكم...............ابن غزة

2- ===
... - UAE 28-10-2010 02:27 AM

جزاكم الله خير الجزاء

1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب