• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم   الدر الثمين   سلسلة 10 أحكام مختصرة   فوائد شرح الأربعين   كتب   صوتيات   مواد مترجمة  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في: شهر الله المحرم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في الأضحية (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في 10 ذي الحجة (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    الدعاء لمن أتى بصدقة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: صدقة لم يأكل منها
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: هو لها صدقة، ولنا هدية
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (ترك استعمال آل النبي على الصدقة)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعريف بالخوارج وصفاتهم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (2)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (1)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل / مقالات
علامة باركود

بناء البيت على التوحيد

الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/11/2012 ميلادي - 18/12/1433 هجري

الزيارات: 13914

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بناء البيت على التوحيد

 

الحج توحيد لله - تعالى - في زمانه ومكانه ومناسكه؛ فزمانه هو الزمان الذي اختاره الله - تعالى - لتكون مناسك الحج فيه؛ كما قال - سبحانه -: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الحَجِّ ﴾ [البقرة 197]، ومناسكه قد جمعت بين الأقوال والأفعال في توحيد الله - تعالى -، وإخلاص الدين له، وخلع ما سواه من الشركاء والأنداد، فقلوب الحجيج متجهة إلى الله - تعالى - تلبي له وتكبره، وتذكره وتشكره، وتستغفره وتسأله، فسبحان من جمع قلوب الحجيج على توحيده - تعالى - وذكره وشكره، وتعظيم شعائره.

 

وأما مكان المناسك فله قصة في تاريخ البشر عظيمة، والبيت العظيم شيدته أسرة نبع منها التوحيد بعد انتشار الشرك في البشر، وأنجبت الأنبياء والرسل - عليهم السلام - عقب فترة من الرسل، وانقطاع الوحي.

 

إنها أسرة خليل الرحمن إبراهيم - عليه السلام -، ممثلة في شخصه الكريم، وابنه إسماعيل الذي أنجبته أُمُنَا الصالحة هاجر - عليهما السلام -، وهي أسرة توحيد وإيمان، أخلصت دينها لله - تعالى -، ونابذت الشرك والأوثان، وتحملت في سبيل ذلك العنت والمشقة، والهجرة والوحدة، فكانت عاقبتها حميدة؛ إذ شرفها الله - تعالى - بعد موجات من الابتلاء والامتحان- بأن تكون بانية البيت الحرام، والمؤذنة بالحج في الناس، وبارك في عقب الخليل إبراهيم، فكان أكثر الأنبياء والرسل من ذريته، منهم أولو العزم الثلاثة: موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.

 

توحيد بُناة البيت - عليهما السلام -:

إبراهيم - عليه السلام - هو إبراهيم، وهل يجهل سيرة إبراهيم من يقرأ القرآن؟!

 

فهو أبو الموحدين بعد آدم ونوح - عليهما السلام -، وهو الإمام الذي جعله الله - تعالى – أمة، وحمل راية التوحيد لوحده، وواجه الشرك والوثنية بمفرده، بالجهاد والمفاصلة، وبالحجاج والمناظرة: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِّلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ المُشْرِكِينَ ﴾ [النحل 120].

 

إنه الخليل إبراهيم - عليه السلام - الذي ناظر النمرود بن كنعان في الربوبية، فثبت أمامه بلا خوف ولا وجل، وبرهن له أنه العبد الحقير، وأن الله - تعالى - هو الرب الكبير: ﴿ ألمْ ترَ إلىَ الذَّي حَاجَّ إبراهيمَ في ربِّه أّن آتَاهُ اللهُ الملْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيت قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ المَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ المَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ واللهُ لا يهْدِي القومَ الظالمينَ ﴾ [البقرة 258].

 

وتنزل في مناظرته مع الصابئة من قومه فحجهم بأفول الكوكب والقمر والشمس، وأعلن توحيده لله - تعالى -، وبراءته من شرك: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِني أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الْلَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ * فَلَمَّآ رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالينَ * فَلَماَّ رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ يقَوْمِ إِني بَرِيءٌ ممَّا تُشْرِكُونَ * إِني وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّوني فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَآءَ رَبي شَيْئاً وَسِعَ رَبي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ * وَكَيْفَ أَخَافُ مَآ أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم باِللَّهِ مَا لَمْ يُنَزلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنعام 74-81].

 

إنه الخليل الذي كسّر الأصنام بيده الشريفة؛ دحراً للشرك وإقامة للتوحيد؛ كما أخبر الله – تعالى - عنه فقال - سبحانه -: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَآ إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُواْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * قَالُواْ أَجِئْتَنَا بِالْحَق أَمْ أَنتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ * قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فطَرَهُنَّ وَأَنَاْ عَلَى ذلِكُمْ منَ الشَّاهِدِينَ* وَتَاللَّهِ لأّكِيدَنَّ أَصْنَـامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّواْ مُدْبِرِينَ * فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴾ [الأنبياء 51-58].

 

وفي مقام آخر قال الله - تعالى -مخبراً عن إبراهيم - عليه السلام -: ﴿ فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ * مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ * فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ * فَأَقْبَلُواْ إِلَيْهِ يَزِفُّونَ * قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الصافات 91-96].

 

فألقاه قومه في النار عقاباً له، بعد أن أقام عليهم الحجة، وأبان لهم المحجة، وأثبت بطلان ما كانوا عليه من الوثنية، ولكن الله - تعالى -نجاه منها: ﴿ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلاَ يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ * قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَانصُرُواْ ءَالِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَـاعِلِينَ * قُلْنَا يانَارُ كُونِى بَرْداً وَسَلَـامَا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَـاهُمُ الاٌّخْسَرِينَ ﴾ [الأنبياء 66-70].

 

فلما لم ير استجابتهم لدعوته للتوحيد، وأيقن بإصرارهم على الشرك، هجرهم في الله - تعالى -، وهاجر من بلادهم ليقيم التوحيد في بلاد أخرى، وحكى الله - تعالى -عنه أنه قال لقومه: ﴿ قَالَ سَلَـامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِى حَفِيّاً * وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّى عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّى شَقِيًّا ﴾ [مريم 48].

 

فرزقه الله - تعالى - ذرية طيبة بإيمانه ودعوته، وصدقه ويقينه، وصبره وإخلاصه، فدعا أن يحفظه ربه جل جلاله وذريته من الشرك فقال - عليه السلام -: ﴿ وَاجْنُبْنِى وَبَنِىَّ أَن نَّعْبُدَ الأٌّصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِى فَإِنَّهُ مِنِّى وَمَنْ عَصَانِى فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [إبراهيم 35-36].

 

تلك هي أجزاء من سيرة باني البيت، وهي سيرة موحد لله - تعالى -، منابذ للشرك والمشركين، وقد تحمل في سبيل ذلك ألواناً من المشقة والأذى، وشاركه في بناء البيت ابنه إسماعيل - عليه السلام -، وهو على التوحيد الذي دعا والده الناس إليه، وقد عده الله - تعالى - من الصابرين الأخيار: ﴿ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنبياء: 85] وفي الآية الأخرى: ﴿ وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَاليَسَعَ وَذَا الكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الأَخْيَارِ ﴾ [ص: 48]، وقد -رضي الله تعالى عنه- بإيمانه وصلاحه فقال - سبحانه -: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ﴾ [مريم: 54-55].

 

وابتلي هو ووالده - عليهما السلام - بأعظم ما يبتلى به ابن وأبوه؛ إذ أمر الله - تعالى - إبراهيم أن ينحر إسماعيل بيده، فبادر إبراهيم واضطجع إسماعيل، بلا تردد ولا تفكير، طائعين لأمر ربهما، مستسلمين له، فأي توحيد وإيمان ويقين قد ملأ قلبيهما، فما طلب إبراهيم أن يخفف الله عنه في هذا البلاء، ولا امتنع إسماعيل عن تنفيذه، بل بادر يحث أباه على الاستسلام لأمر الله - تعالى -: ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ ﴾ [الصَّفات: 102-105].

 

يقين هاجر - عليها السلام -:

أم هذا النبي الكريم الذي شارك في بناء البيت هي هاجر - عليها السلام -، التي ابتليت أعظم البلاء بتوطينها ورضيعها في وادي مكة وهو الوادي المقفر من أسباب الحياة، فسلمت أمرها لله - تعالى -، ورضيت بقضائه وقدره، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: (جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جراباً فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقاً، فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مراراً، وجعل لا يلتفت إليها. فقالت له: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا) وفي رواية (نادته من ورائه: يا إبراهيم، إلى من تتركنا؟ قال: إلى الله، قالت: رضيت بالله) رواه البخاري[1].

 

فتأمل - أخي القارئ-كيف بلغ رضاها بالله - عز وجل -، ويقينها به - سبحانه -، وتوكلها عليه وحده دون سواه، حتى رضيت أن تبقى في ذلك الوادي المهجور المقفر لما كان الأمر أمر الله - تعالى -، وأيقنت أنه - سبحانه - لن يضيعها ورضيعها، فكان ما كان من مدد الله - تعالى -لها بماء زمزم، وقدوم قبيلة جرهم؛ حتى عمرت مكة بعد إقفارها، واستوطنت بعد هجرانها، وأول من استوطنها هي وابنها - عليهما السلام -.

 

لقد علمت أمنا هاجر - عليها السلام - أن حال مكة سيتغير، وستكون مهوى الأفئدة، ومقصد الحجاج؛ وذلك أنها لما كانت تسعى بحثاً عن الماء، وجاء الملك فنبع زمزم؛ ثم قال لها - عليه السلام -: (لا تخافي الضيعة فإن ههنا بيتاً لله - عز وجل - يبنيه هذا الغلام وأبوه وإن الله لا يضيع أهله) رواه البخاري[2].

 

تلك هي الأسرة المباركة التي شرفت باستيطان مكة، وبناء البيت، وهي أسرة توحيد وعلم، وتوكل ويقين، ظهر ذلك من مواقف الابن وأبيه وأمه - عليهم السلام -.

 

بل إن المقصد الأعظم الذي ترك من أجله إبراهيم - عليه السلام - زوجه وولده في مكة إنما كان إقامة الدين لله - تعالى -، ويظهر ذلك بجلاء في دعوة الخليل حين فارقهم متجهاً إلى الشام؛ إذ لهج لله - تعالى – داعياً: ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾ [إبراهيم: 37].

 

رحلة الخليل إلى مكة لبناء البيت:

مرت السنون، وأزهرت مكة بساكنيها، فجاء الأمر الرباني لإبراهيم - عليه السلام - ببناء البيت الحرام، فسافر من الشام إلى مكة لهذه الغاية الجليلة، والتقى الابن بأبيه في مكة بعد طول الفراق، فجرى بينهما ما يجري بين الأب وابنه من المصافحة والعناق، فقال: (يا إسماعيل إن ربك أمرني أن أبني له بيتاً، قال: أطع ربك، قال: إنه قد أمرني أن تعينني عليه، قال: إذن أفعل، فقاما فجعل إبراهيم يبني وإسماعيل يناوله الحجارة ويقولان: ﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127] حتى ارتفع البناء وضعف الشيخ عن نقل الحجارة، فقام على حجر المقام فجعل يناوله الحجارة ويقولان: ﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127] رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما[3].

 

وهذا الدعاء منهما - عليهما السلام - وهما يبنيان البيت من أدل الدلائل على توحيدهما، ورجائهما في الله - تعالى -، وخوفهما ألا يقبل عملهما، وكان وهيب بن الورد يبكى إذا قرأ: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127] ثم يقول: يا خليل الرحمن، ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشفق أن لا يتقبل منك)[4].

 

ومن أبين دلائل بناء إبراهيم - عليه السلام - البيت على التوحيد أنه دعا حال بنائه له ولولده إسماعيل بدين الإسلام، وأن يكون المسلمون من ذريتهما، كما دعا ببعثة إمام الموحدين، فاستجاب الله - تعالى -دعوته، وبعث سيد البشر، وخاتم النبيين من مكة؛ ليقرر التوحيد، ويمحو الشرك، قال إبراهيم - عليه السلام - وهو يرفع القواعد من البيت: ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 128-129]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إني عند الله مكتوب بخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم بأول ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني أنه خرج منها نور أضاءت لها منه قصور الشام) رواه أحمد وصححه ابن حبان[5].

 

وأراد الله - تعالى - أن يكون هذا البيت الذي بناه إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - موضع المناسك، ومكان الطواف، وأمر - سبحانه - بتطهيره من كل ما يعارض التوحيد كما قال الله - تعالى -: ﴿ وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [البقرة: 125].

 

نداء الخليل - عليه السلام - بالحج:

لما اكتمل بناء البيت على التوحيد، وبناه إمام الموحدين في وقته إبراهيم - عليه السلام - أمره الله - تعالى - أن ينادي في الناس بأن يقصدوا هذا البيت؛ لتوحيد الله - تعالى -، وعبادته، وذكره، وشكره؛ كما قال الله - تعالى -: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِير ﴾ {الحج: 26-27}.

 

فأذن إبراهيم - عليه السلام - يدعو الموحدين من البشر في كل زمان ومكان؛ ليثوبوا إلى البيت الحرام، فاستجاب لدعوته أهل التوحيد، ونكل عنها المشركون.

 

قال ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (لمّا فرغ إبراهيم من بناء البيت؛ قيل له: أذّنْ في الناس بالحج، قال: يا ربّ، وما يبلغ صوتي؟! قال: أذّنْ وعليَّ البلاغ. فنادى إبراهيم: أيها الناس! كُتب عليكم الحج إلى البيت العتيق فحُجّوا. قال: فسمعه ما بين السماء والأرض؛ أفلا ترى الناس يجيئون من أقصى الأرض يُلبّون؟!)[6].


وفي لفظ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (قام إبراهيم على الحجر، فقال: يا أيها الناس كتب عليكم الحج فأسمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء، فأجابه من آمن ومن كان سبق في علم الله أنه يحج إلى يوم القيامة: لبيك اللهم لبيك)[7].

 

وتوارث هذا التعظيم لبيت الله - تعالى - الموحدون من ذرية الخليل - عليه السلام -، وأقاموا المناسك، وعظموا الشعائر، ولا زالوا كذلك إلى يومنا هذا، وسيبقى من يقيم ذلك إلى آخر الزمان، وبعد نزول عيسى - عليه السلام - وقتله للدجال سيُهِّل بالحج قاصداً البيت الحرام؛ طاعة لله - تعالى -، وإجابة لدعوة خليل الرحمن، كما روى أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (والذي نفسي بيده ليهلن بن مريم بفج الروحاء حاجاً أو معتمراً أو ليثنينهما) رواه مسلم[8].

 

وأعرض عن الحج أهل الشرك والأوثان؛ ليتخذوا من أوثانهم وقبور سادتهم محجاً لهم عن الحج الشرعي الذي رضيه الله - تعالى -لعباده، فنحمد الله - تعالى - أن جعلنا ممن أجابوا دعوة الخليل - عليه السلام -، ونسأله أن يرزقنا الثبات على الحق إلى الممات، إنه سميع قريب.

 

المنحرفون وشعيرة الحج:

لقد بنى إبراهيم وإسماعيل بيت الله - تعالى - على التوحيد، بأمر الله - تعالى - لهما بذلك، وفي المكان الذي اختاره؛ لإقامة التوحيد، وإخلاص الدين لله - تعالى -، فالموحدون من البشر هم أولى ببيت الله - تعالى -، وبالولاء لبانيه - عليه السلام - من أية أمة أخرى؛ ولما زعمت اليهود والنصارى أن الخليل - عليه السلام - على يهوديتهم ونصرانيتهم، وأنهم هم أتباعه كذبهم الله - تعالى - فيما زعموا، وبين - سبحانه - أن أتباعه هم من كانوا على دينه، وهم من لبوا نداءه بالحج، وهم المسلمون: ﴿ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ * إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ المُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 67-68].

 

وكثير من كتاب اليهود والنصارى في هذا العصر يزعمون أن الحج ومناسكه من شعائر الوثنية التي تسربت إلى الإسلام، ويريدون بهذا الطعن ادعاء تحريف الإسلام بعد أن عجزوا عن التشكيك فيه كرسالة ربانية أنزلها الله - تعالى - لهداية البشر، ويستدلون على إفكهم المبين بما جاء في التاريخ من حج قبائل العرب وهي على الشرك.

 

وقد تلقف عنهم هذه الفرية بعض زنادقة هذا العصر في بلاد المسلمين ممن يسمون أنفسهم بالمفكرين والمثقفين، وهم في واقع الأمر ملاحدة لا يؤمنون برب العالمين، ولا يصدقون بيوم الدين، وبعضهم يتباكى على هذا التسابق إلى الحج والازدحام عليه وهو لا يعدو أن يكون من بقايا الجاهلية حسب قولهم[9].

 

وتالله إنهم لمن أجهل الناس، وأشدهم تكذيباً بالقرآن؛ لأن الحج ومناسكه من الطواف والسعي والوقوف بعرفة، والمبيت بمزدلفة وغير ذلك جاء ذكره في القرآن، فماذا سيقولون؟!

 

ثم إنهم من أجهل الناس بالتاريخ، وبما يسمى بعلوم الاجتماع وتناقل الحضارات؛ وذلك بنسبتهم شعائر الحج للمشركين؛ إذ من الثابت في التاريخ أن المؤذن بالحج إبراهيم - عليه السلام -، ثم انحرف الناس في مكة بعد دعوته ودعوة ابنه إسماعيل، وبقيت بقايا من دينهما يتوارثها الناس، وداخلها شيء كثير من التحريف والشرك، كالاعتقاد في الأصنام، وعبادتها من دون الله - تعالى -، وملء البيت الحرام بها، والتمييز في الحج بين الحمس وغيرهم، والطواف بالبيت عراة وغير ذلك.

 

فبعث الله - تعالى - محمداً - عليه الصلاة والسلام - في المكان الذي أذن فيه إبراهيم - عليه السلام - بالحج؛ ليزيل ما زاده الناس في دينه، وليقضي على أوضار الشرك، ويعيد الناس إلى التوحيد الذي دعاهم إليه إبراهيم - عليه السلام -، وتم ذلك بحمد الله - تعالى -، وحج الناس بعد بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - على وفق التوحيد الذي أذن به إبراهيم - عليه السلام - لما بنى البيت.

 

أفإن كان كذلك يأتي جاهل أخرق، قد اسود قلبه بالحقد، وأعمى الضلال بصيرته ليقرأ صفحات من التاريخ، فيرى أن قريشاً كانوا يحجون في جاهليتهم، فيطير فرحاً بما اكتشف، ويصيح في الناس أن الحج من بقايا الوثنية، وهو من جهله لا يعلم أن عوام المسلمين في طول العالم الإسلامي وعرضه يعلمون أن قريشاً ورثت الحج عن إبراهيم - عليه السلام -، وبقي فيهم شيء من مناسكه وشعائره مع ما داخلها من التحريف والشرك الذي أزاله النبي - صلى الله عليه وسلم - بدعوته إلى الإسلام.

 

وهؤلاء المنحرفون يصدرون في الإعلام الفاسد، ويشار إليهم بالبنان، ويفرضون على الناس صباحاً ومساء، بدعوى أنهم مفكرون وباحثون، وقد بلغ جهلهم بالشريعة والتاريخ والتوارث الحضاري ما قد علمت -أخي القارئ- فإلى الله - تعالى - المشتكى من زمن صدر فيه الأراذل، وأخفيت الحقائق، وتكلم الرويبضة.



[1] رواه مطولاً موقوفاً على ابن عباس - رضي الله عنهما -: البخاري (3184) والنسائي في الكبرى(8379) وعبد الرزاق(9107) والرواية الثانية للبخاري أيضاً(3185).

[2] قطعة من الحديث المخرج آنفاً.

[3] مضى تخريجه في حاشية(1)

[4] رواه ابن أبي حاتم في تفسيره(1240) وعنه ابن كثير(1/176).

[5] رواه من حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه -: أحمد(4/127-128) وصححه ابن حبان(4604) والحاكم(2/453).

ورواه من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه -: الطيالسي(1140) وأحمد(5/262) والروياني(1267) والطبراني في الكبير(8/175).

ورواه من حديث خالد بن معدان - رحمه الله تعالى -عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ابن عساكر في تاريخه(1/170) وصححه الحاكم(2/656).

[6] رواه ابن أبي شيبة(6/329) والطبري في تفسيره(17/144) والضياء في المختارة(10/20)رقم(11) والبيهقي(5/176) وصححه الحاكم(2/421).

[7] هذه الرواية للطبري (17/144) وعزاها الحافظ في الفتح للفاكهي في أخبار مكة وصحهها(6/406).

[8] رواه مسلم(1252) وأحمد(2/240) وابن حبان(6820).

[9] ممن نقل عنهم ذلك حسن حنفي، ونوال السعداوي التي تقول ساخرة من شعائر الإسلام: "الله يرحم رابعة العدوية.. لم تكن تحج أو تصلي وكانت ضد الشعائر.. وكانت تقول: الله هو الحب إنما (مش الله) أروح الكعبة وأبوس الحجر الأسود.. إيه ده.. أنا عقلي لا يسمح أن ألبس الحجاب وأطوف هذه وثنية.. الحج هو بقايا الوثنية"؟!.

يقول د. نصر فريد واصل.. مفتي جمهورية مصر لما سئل عن كلام السعداوي: والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: (أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج فحجوا'.. والحج كما يعلم المسلمون جميعاً منذ فرضه الله من أركان الإسلام الخمسة، ثم تأتي منكرة زمانها لتقول بأنه عبادة وثنية فكيف تطوف حول حجر وتقبل حجراً وترمي حجراً بحجر، ويقيني أن مثلها لا يتذوق حلاوة الإيمان.. فنحن نطوف حول البيت خضوعاً لله وتسليماً وتسبيحاً وتكبيرا.. وتنفيذاً لقوله وأمره 'وليطوفوا بالبيت العتيق' فنحن مع منهج الله في افعل ولا تفعل ونحن نقبل حجرا ًقبله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اقتداء به مع اعتقادنا أنه لا يضر ولا ينفع.. كما نرمي حجرا ًبحجر رمزاً للرفض والتمرد على الشيطان وخروجاً على وساوسه التي يأمرنا بها بالسوء ويعدنا بها الفقر. والله يعدنا فضلاً منه ورحمة.. فهل مثل الدكتورة يتذوق حلاوة هذا الإيمان.

وفي مقابلة مع هذه المنحرفة قال المذيع: وماذا عن إنكارك لفريضة الحج يا دكتورة؟

-قالت: أنا لم أنكره، لقد قلت نصاً إن (الحج) و (تقبيل الحجر الأسود) عادة وثنية.

قال: ولكنه ركن خامس؟

-قالت: أبداً.. هو (اختياري) (لمن استطاع إليه سبيلا)، أبي توفى و لم يحج و هذا لا يعني أن إسلامه ناقص، هناك من يصلي دون أن تنفعه صلاته، و هذا ينطبق على الذي يذهب الحج ليقوم بعمل، أو يقبل الحجر الأسود!! إنني أسأل هل تقبيل الحجر الأسود من الإسلام؟ هذه وثنية!!! الإسلام أتى ليقضي على الوثنية و أنا أحارب عبادة الأوثان.

قال: وهل يمثلها الحج؟

-قالت: بالطريقة التي يقومون بها، نعم. و أنا أيضاً ضد الطريقة التي يصلون بها، لقد ذهب جمع من الصحابة لرسول الله و قالوا له: فلان يصلي الليل و النهار، فقال لهم: و من يعول أسرته، قالوا: كلنا يا رسول الله، فقال: أنتم خير منه. يا أخي رعاية الأولاد صلاة و عبادة، الصدق صلاة وعبادة، التعامل الإنساني صلاة و عبادة، ليس أن يذهب إلى الحج ليسرق، أو يتاجر، أو يصلي، و هو أفسق خلق الله، أنا مع المفهوم الصحيح للإسلام، الصلاة ليست مجرد حركة رياضية كما أصبحت حالاً، الصلاة هي إحياء الضمير، الحج كذلك ليس زيارة لقبر أو تقبيل لحجر؛ لأن الإسلام حارب الوثنية، الحج هو التأمل، اسمع الكلام الجميل لرابعة العدوية التي حاربت مع الصوفية (الطقوسية): " لا أعبد الله لأنني أخاف النار أو أطمع في الجنة فأكون أمة أو جارية، إنما أعبده لأنني أحبه"، انظر إلى هذا الجمال.

قال: وهذا ما يفسر غضبتك حين يقول أحدهم لكي يا " حجة"؟

-قالت: نعم.. لا أحب أن يناديني أحد بهذا اللقب، لأنني لم أحج و لن أحج، بإمكاني أن أحج و أنا في شرفة بيتي، و عملي و كتبي هي صلاتي، تقربي لله هو تقربي للعدل و الحرية، و ليس بالنصوص و التفسيرات، هذه سياسة.

وهذه النماذج المنحرفة هي التي تصدر في الإعلام، ويحتفى بها في دول أهل الإسلام، عاملها الله - تعالى -، ومن كان مثلها، ومن رفع شأنها بما يستحقون، وحسبنا الله - تعالى - عليهم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تطهير البيت
  • معالم إصلاحية في نبأ بناء البيت (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • جوانب بناء الشخصية الإسلامية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تعريف توحيد الربوبية والأدلة عليه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فرنسا: عمدة فريوس يوقف بناء مسجد المدينة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • بناء النفوس أولى من بناء القصور (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضل بناء المساجد: بناء المساجد سبب من أسباب دخول الجنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بناء إنسان.. بناء مجتمع(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ابن البناء وابنه أبو غالب بن البناء(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • بناء الإنسان.. بناء الحضارة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منظمة بناء الإنسان تفتح دار أيتام بناء في كركخان - تركيا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • بناء كوخ بذهن يقظان خير من بناء قصر في الأحلام(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب