• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم   الدر الثمين   سلسلة 10 أحكام مختصرة   فوائد شرح الأربعين   كتب   صوتيات   مواد مترجمة  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في: شهر الله المحرم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في الأضحية (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في 10 ذي الحجة (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    الدعاء لمن أتى بصدقة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: صدقة لم يأكل منها
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: هو لها صدقة، ولنا هدية
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (ترك استعمال آل النبي على الصدقة)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعريف بالخوارج وصفاتهم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (2)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (1)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. حنافي جواد / ملف القيم
علامة باركود

الحرية والقيم

أ. حنافي جواد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/4/2011 ميلادي - 12/5/1432 هجري

الزيارات: 31889

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هل أنت حرٌّ طليق؟

يبدو السؤال بادئَ الأمر تافهًا ساذَجًا، لكنك إنْ تأملتَه وأمعنتَ فيه بالنظر، وأجلت فيه بالفكر، أدركتَ أمورًا كثيرة، ومسائلَ خطيرة.

 

إنك عبدٌ لله اختيارًا أو اضطرارًا، فإذا لم تك عبدَه اختيارًا، فإنك عبده اضطرارًا، كيف ذلك؟


• العبودية الاختيارية: أنت من يختارها ويلتزم بها إيمانًا وعملاً، ويدخل في هذه الخانة المسلمون العاملون بتعاليم الإسلام.

 

• العبودية الاضطرارية[1]: أنت لا تختار أن تكونَ عبدًا، ولكن سنة الله قد جرتْ من قبل على أن تكون خاضعًا لسنة الله في كونه وقوانينِه في أرضه سبحانه وتعالى، فأنت إذًا محكومٌ بضوابطَ إلهية؛ كالفناء، والمرض والقوة، وقوانينِ القضاء والقَدَر، فلاتَ حين مَناص أن يخضعَ لها المؤمنُ والكافر والملحد.

 

سُوءُ فَهمِ كثيرٍ من الخلق لمصطلح الحرية جرَّ علينا ويلاتٍ كثيرةً، ومصائبَ جليلة، فهل تعني الحرية تدميرَ الكون؟ وهل تعني التلاعبَ والاستخفاف بعقول وأذواق المستهلكين؟ وهل تعني تحرير المرأة من التزاماتِها الطبيعية، وإعفاء الرجل من مسؤولياتِه؟ وهل تعني إباحة زواجِ الرجل بالرجل، والمرأة بالمرأة، باسم الحداثة والحرية الشخصية؟

 

إذا كانت الحريةُ تعني ذلك، فتلك هي الطامَّة الكبرى، والمصيبة العظمى؛ إذ كيف يستقيم هذا الأمر في أذهان من يدَّعون العقلَ والبصيرة والتزام أساليب الحداثة؟

 

لن أحكم على مثل هذه العقول إلا بالضَّلالة والجهالة، فلو حكَّموا علمَ المستقبليات[2] لبلغت عقولهم الحقائق، لن نطالبَهم بالعودة إلى الدِّين؛ لئلا ننعتُ بالرَّجعية والأصولية، ونطالبهم بقراءة الواقع الحاضر قراءةً واعية؛ لاستخلاص العِبَر والمواعظ واستشراف المستقبل، إنهم ضحايا التربية الفاسدة، والمناهج البائرة؛ لهذا يجب أن نشفقَ عليهم من هذه الناحية.

 

لو أنّك قارنت عبوديةَ الإنسان للإنسان كما عُرِفَتْ قديمًا بالعبودية الجديدة (الاقتصادية والاجتماعية والفكرية)، لأدركتَ أنَّ هذه الجديدة لا تقِلُّ خطورةً عن العبودية القديمة.

 

يقولون: إنَّ زمن الرِّقِّ قد ولَّى، ونقول لهم: إنَّ الجملة غيرُ تامة، وتمامُها: إنَّ زمن الرِّق قد ولَّى وعاد في حُلَّةٍ جديدة.


أليست الأموالُ المكدسة في أيدٍ قليلةٍ دليلاً على وجود عبودية اقتصادية؟ وواقعنا المعاصر يعجُّ بالأمثلة؛ فلا داعيَ للإطالة.

 

يخفي مصطلحُ الحرية من وراء ظهره ويلاتٍ كثيرةً، ومآسيَ وآلامًا ومعاناة، فكم حرماتٍ انتهكت باسم الحرية! وكم بيوت هدمت باسم الحرية والتحرر! وكم وكم!

 

ينادون بالحرية؛ ليبنوا بها المدينةَ الفاضلة، ولما انكشف الستارُ، أدركنا أنها تستعمل مِعول هدمٍ لا بناء، فتألمنا وحَزِنَّا، وأحسسنا أننا غُبِنَّا وظُلِمْنَا، فانتظرنا منهم الاعتذار، فقالوا لنا: أنتم أحرار، وعدْنا من حيث بدأنا، فتلكم هي قصةُ الحرية!

 

هل الإنسان ضحية؟

لا تعجبْ من نظريتي أيها الإنسان، إنَّ إنسانيتك تقتضي ذلك، تقتضي أنك ضحيةٌ! أنت عنصر من عناصر البيئة تخضع لنظامِها ونَسَقها رغمًا عن أنفك (العبودية الاضطرارية).

 

تذكَّر أنَّ المحيط الذي تحيط بك أسوارُه، وتحتضنك جدرانُه - قد سبقك إلى الوجود، فلما فتحت عينيك وجدته موجودًا، فسيطر عليك وروَّضك ترويضًا، ولم ينفلت من قبضته سوى عناصر قليلة، وقليلة جدًّا، والمنفلتون لا يختلفون اختلافًا جوهريًّا عن إخوتهم.

 

إذا عدتَ أيها الإنسان المفكِّر إلى أغلب الذين ظننتَهم قد انفلتوا من سلطة المجتمع[3] والبيئة، وجدتَهم - إذا أنت تأملتهم - لا يختلفون عن السَّواد الأعظم إلا اختلافًا شكليًّا.

 

كنتَ من كنت أيها الإنسان فإنك ضحيةٌ؛ ضحيةُ مجتمع، ضحية إعلام، ضحية أبيك وأمك وأسرتك وجيرانك، وضحية البيئة - البيئة الاجتماعية والجغرافية - التي ترعرعت فيها، وترعرع فيها أجدادك، وإنسانيتك أيها الإنسان تقتضي ذلك.

 

 

قد لا تكون ضحيةً لمنهج قوي تمتلكه، أو فكر مستقيم يوجِّهك، فهذا وارد، لكنه قليل أو منعدم.


 

أنت مسيَّر- بالمعنى الاجتماعي للكلمة - خصوصًا في زمننا هذا، فالقوى المحيطة بك - وما أكثرَها - أقوى من قواك وفوق طاقتك، بل إنك نتيجةٌ مباشرة وغيرُ مباشرة لمجتمعك وبيئتك والمحيط المحيط بك، والذي لا تستطيع أن تتخلصَ منه ومن قيوده.



مثلاً: تجدُ الملتزم بشريعة الإسلام مضايقًا محاصَرًا - خصوصًا في البلاد غير المسلمة - وقد تضطره القوةُ الخارجية - بشكل غير مباشر/ ضمني - إلى التنازل عن بعض مبادئه الإسلامية؛ لأنَّ العادات البيئية مستحكمة وقاهرة، ولا أتحدث هنا عن البلاد التي تصرح بمنع المسلم من مزاولة الشعائرِ الدينية، فهذا موضوعٌ آخرُ.

 

ومن أشرِّ السلط - الداخلية -  المواجِهَةِ للإنسان هواهُ، وهو من السلط الداخلية المضمرة المستترة التي تَبنى عليها القوى الخارجية خططَها[4].

 

 

الإنسانُ مطالَبٌ بالاجتهاد للوصول إلى الحقيقة، يجاهد السلطَ الداخلية والخارجية بما أُوتي من قوى ظاهرة وباطنة، إنه اجتهادٌ صعب يحتاج إلى مراس وقوة، ووحدة وتماسك.

 

وهل الإنسان عاقل؟

الإنسان عاقل؛ لأنَّه يربط المحيطَ الخارجيَّ بالبيئة الداخلية، إذًا العقل يستهلك ثقافةَ المحيط: يدمجها وَفقًا لبنياتِه، ووفقًا للضوابط الخارجية المتوافرة في ساحة المجتمع المحلي والدولي.

 

أما الإنسان المستقلُّ، فلا أتصور وجودَه، وقد يزعم كثيرٌ من الناس الاستقلال، فإذا تأملتهم عرفتَ أنهم ليسوا مستقلين، بل تابعين متأثرين - منفعلين، وما يرونه من استقلال وهمٌ وانغلاقٌ.

 

• • • •

قد تحكمون عليَّ من خلال مقالي هذا بأني ماديٌّ إلى النخاع؛ لأني صبغت العقلَ بالصبغة المادية، وجعلت منه علبة تُحْتَوى، تُسوَّد وتُبيَّض حسب المحيط، وحسب الثقافة والموروث، والعادات والتقاليد، والأحداث والمستجدات، ولا يضرني ذلك ما دمت أبحث عن الحقيقة مزيلاً للنقاب عن جَوْهر العقل البشري المستهلك - الأول - للثقافة.

 

 

إذا عُدت إلى نفسِك وجدتك خليطًا مندمجًا وغيرَ مندمج من مكونات الثقافة والعادات والموروث والأحداث والمستجدات، أعرف أنك نسخةٌ جديدة لكنها غيرُ مستقلة، فلتعترف بذلك.

 

عقلك لا ينتج إلا بقدر ما يستهلِك بقدر ما تزوِّده به، وطبيعةُ المادة المقدَّمة لآلة العقل هي المحدِّدة لنوعية وطبيعة المنتج.

 

وآلة العقل هذه إذا أنت أجلت فيها النظرَ، وأطلت فيها بالفكر، وجدتَها تنتج حسب طبيعة وخصائص الآلة، فالآلة العقلية تؤدي وظيفتَها حسب الإيديولوجية التي تنتمي إليها.

 

ولا أتصوَّر وجود خطابٍ خالٍ من الخلفية الإيديولوجية/ الفكرية، ومن زعم ذلك فقد أخطأ.

 


مسألة التغيير من حالة المفعول به/ الضحية إلى حالة الفاعل/ حالة الحرية والإرادة - واردةٌ، لكنها فعلٌ جماعي يحتاج إلى قوةٍ داخلية وخارجية، إنها ثورة جماعية متكاملة مندمجة، أساسها فعل وجداني وقبول قلبي، فيمكن للقلب القويِّ أن ينتج الحرية وينعتق من العادات والتقاليد والسلوكات الموروثة وأشكالِ التصحر الفكري، إذا عاد إلى ذاته عودةً صريحة، يستحضر فيها أنموذجًا من الأنموذجات القوية.

 

الملام ورفعه عن الإنسان:

وهل الإنسان ملامٌ، أم مرفوع عنه الملام؛ لأنه ضحية تربية ومنهج قديم ورثه عبر الثقافة التي ارتضع لبانها وهو في المهد صبيًّا؟

 

سَيُلاَم المرء إذا أخطأ أو أفسد أو تعدَّى الحدودَ؛ لاعتبارات:

• لأنه إنسانٌ مكلَّف بالإصلاح.

 

• لأنه مُلزم باتباع شرع يهديه إلى سواء السبيل إن ضل عنه.

 

• لأنَّ خلايا الخير والفِطرة السويَّة سُرعانَ ما تنطق بالحق، هذه الخلايا مبثوثة في كلِّ إنسان، وتومِضُ في أوقاتٍ ترشدُه إلى سواء السبيل.

 


لا أظن عاقلاً يقول أو يدعي:

• أنَّ قتل النفس بغير حقٍّ فعل جميل.

• أنَّ السرقة فعل خير.

• أنَّ الحروب سلوك مطلوب لذاته.

• أنَّ الغيبة والنميمة سلوكان مطلوبان.

• أنَّ الجشع والطمع أفعال خيِّرة.

 

فهذه أمور أخلاقية كبيرة تعتقدها جلُّ العقول السويَّة[5]، وقد يحدث اختلافٌ في الأمور الجزئية الدقيقة والتفاصيل والتفريعات، ويرجع في ذلك الاختلاف إلى اختلاف زوايا النظر، يمكن أن تقاسَ إلى أصولِها وتُردَّ لجذورها، والاختلاف قائم رغمَ ذلك.

 

ولا أنفي وقوع بعضِ العناد والنُّكران من أطراف غلبتْ أنانيتُها المرضية خيرَها المبثوث – بثًّا - قديمًا في خلاياها.

 

وطبيعة هذا النُّكران والعناد إنما هو ظاهري غير باطني، ومعنى ذلك: أنَّ الناكر لا ينكر لحجج قائمة في ذهنه، بل لَجَجًا وعنادًا وأنانية وحبًّا للتجاهل، يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم.

 

لا أعتقدُ أنَّ قولي: إن الإنسان ضحية تربية، ينفي أنه كائن متطوِّر متحول متجدد، فهو دائمُ التجدد والتحول وفقًا لنظام ونسق ذاتي ينبني على عناصر التركيبة السابقة، نحو تجددٍ يتناغم مع المادة الأولية القديمة المركَّزة فيه وفي أجداده.

 

 

يمكنُ للإنسانِ أنْ يتميَّز عن النَّمط الثقافي السائد في مجتمعه، يمكنُه أن ينفرد عن غيرِه، ولكن انفراده في الأخير، إذا تأملتَه لن تجده انفرادًا وتميزًا كليًّا، بل حالة قابلة للتفسير في ظلِّ الثقافة الموروثة، إنَّ الثقافة تسكننا على نحو عجيب لا ندركه، فنزعم أننا متميزون ومنفردون.

 

 

 

قل لمن يدعي الانفراد والتميز:

إنَّ انفرادك جزء - لا يتجزأ - من ثقافتك الموروثة، عقلك الذي يُوهمك بالتميز مليءٌ عن آخره بالثقافة (تسبح في مياه الثقافة أفكارك وخواطرك وهواجسك...) التي استهلكتها وهو يعلم أو لا يعلم، يشعر أو لا يشعر.

 

دعني أوضِّح لكم نقطةً أظنها غير واضحة، وهي مسألة الانفراد المزعوم:

فمكونات الثقافة تصنع قوالبَ تفرغ فيها الأفكار والمواقف والاتجاهات، فيظنها الإنسان من بنات فكرِه ووجدانه، فإذا هي من نتاج المجتمع الذي ترعرع فيه ونشأ.

 

ومن الأمثلة التي أقدمها شاهدًا على أنَّ التميز مزعومٌ ووهمٌ لا يستند إلى حجج:

• ثيابك التي ترتدي على ظهرك، فهي ليست من صنعِك.

• لغتك التي تتكلم بها وتتواصل بها مع أبناء جلدتك، فقد ورثتَها.

• الإعلام الذي تشاهده ويسكنك على نحو عجيب، لا تدركه.

• لا تختلف عن غيرك إلا اختلافًا شكليًّا.

 


اعترفْ، فإنَّك ضحية الثقافة التي تنتمي إليها، وعقلك ينتج بقدر ما تستهلك، فالعقل لا يتعدَّى أنْ يكون آلةً من الآلات، تدخل إليها المادة الأولية ليركب منها منتوجات، فلا تنتظرْ أن تقدِّم لك الآلةُ خلافَ ما أدخلتَ إليها، فهذا غير معقول وغير متصوَّر، فلا تعتقد أن يستطيع امرؤٌ التكلمَ بلغة لم يدرس حروفَها وقواعدها وبنيتها، فإنْ طالبتَه بذلك فإنك تطالبه بالمستحيل.


[1] قال اسبينوزا: "إن الناس يخطئون إذ يظنون أنفسَهم أحرارًا، وهو ظن لا يرتكز إلا على أن لديهم وعيًا بأفعالهم، على أنهم يجهلون الأسباب التي تحكمت في هذه الأفعال، وإذًا فقوام فكرتهم عن الحرية هو أنهم لا يعرفون أي سبب لأفعالهم؛ وذلك لأنهم حين يقولون إنَّ الأفعال الإنسانية تتوقف على الإرادة، فهم إنما يتفوَّهون بألفاظ ليست لديهم أية فكرة عنها، والواقع أن الكل يجهلون ما هي الإرادة؟ وكيف يمكنها تحريك الجسم؟" الأخلاق  Ethiesالباب الثاني - الملحوظة القضية 35.

يتحدث الكاتب عن حريةٍ نوعية خاصة، حرية بالمعنى الفلسفي، وهي حرية الإرادة، في علاقة الإنسان بذاتِه وتصرفاته، ويرى أنَّ الحريةَ مزعومة غير صحيحة، وهي نابعة من الجهل بالأسباب والدَّواعي، فلو عرفها الإنسانُ لعلم أنه ليس حرًّا، ويصف الكاتب القائلين بحرية الإرادة البشرية بالجهل بماهية الإرادة وآليات تحريكها للجسد.

فإذا تأملت فكرة الكاتب وجدتَها تحصر الحرية في حرية الإرادة في علاقتها بالجسم/ الذات، ولا يتناول الحريةَ بمعناها الواسع، علاقة الذات بالمحيط الاجتماعي والسياسي والفكري، فكلام اسبينوزا لا يشمل المسجونين والعبيد (الجدد) والذين صُودرت أقلامُهم وأفكارُهم.

[2] الدراسات المستقبلية/ أو علم المستقبليات: ليست رجمًا بالغيب ولا تخميناتٍ عامة، بل جهدٌ علميٌّ مُنـظَّم ينبني على معطيات الواقع الحاضر، وتَجارِب الماضي؛ لاستشراف المستقبل؛ بناءً على رؤية افتراضية توقعية، ومن أهدافه تحديدُ احتمالاتٍ وخياراتٍ مختلفةٍ مشروطةٍ لمستقبلِ قضيةٍ/ ظاهرة، أو عددٍ من القضايا/ الظواهر، خلالَ مدةٍ مستقبلةٍ محددة، بأساليبَ متنوعة؛ اعتمادًا على دراساتٍ عن الحاضرِ والماضي أو خارجهما (البناء على أفكار جديدة لا تنتمي إلى الحاضر والماضي/ أفكار مستقلة).

وقد ظهرت الدراسات المستقبلية في منتصف القرن العشرين الميلادي في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم في أوروبا، وأذكتها عوامل الدفاع العسكري.

وقريب مصطلح "الدراسات المستقبلية" من المصطلح الأصولي مراعاة المآلات.

[3] يشير مصطلح "المجتمع" إلى جماعة من الناس يعيشون معًا في منطقة محددة، وتجمعهم ثقافة مشتركة تختلف عن غيرها من الثقافات - إنِ اختلافًا كليًّا أو جزئيًّا - وينظرون إلى أنفسهم كيانًا واحدًا متميزًا، يتكون من مكونات ومن وظائف متصلة بعضها ببعض، تحقق رغبة الجماعة ومتطلباتها المختلفة، ويتضمن المجتمع بعض النظم الاجتماعية الأساسية الضرورية، كالنظام الاقتصادي والسياسي والتربوي والديني لمواجهة الحاجات البشرية الأساسية؛ تحقيقًا للنظام والتوازن الاجتماعي.

الأنساق التي تكون المجتمع:

- النسق الديني: فالتدين ضرورة بشرية.

- النسق التواصلي: نسق الاتصال والتفاعل بين الأفراد.

- النسق الاقتصادي: نسق الاقتصاد الخاص بأمور الإنتاج والتوزيع.

- النسق الاجتماعي: أجهزة التنشئة الاجتماعية، كالأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام.

- النسق السياسي: نسق السلطة والتدبير الخاص بالجماعة - قوانين عادات.

[4] مخططون يستهدفونك بخططهم ومشاريعهم الاقتصادية والفكرية وغيرِها.

[5] إلا على سبيل التأويل الفاسد، وما فسد العالم إلا بالتأويلات الفاسدة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • محركات البشر
  • أزمتنا أزمة أخلاق وقيم
  • القيم والسعادة
  • العقل والقيم
  • القيم والعنف
  • القيم في الفكر الغربي المعاصر والإسلامي
  • تعارض الحرية مع العبودية
  • ربانية المنبع القيمي
  • تآكل القيم

مختارات من الشبكة

  • الحرية الشخصية وحدودها في الشريعة الإسلامية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الحرية الاقتصادية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • خطبة المسجد الحرام 2/11/1432 هـ - مفهوم الحرية في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب (الحقوق)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الحرية في الكتابة ومدى التجديد فيها(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من كلمات الشيخ ابن عثيمين حول حرية الإنسان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ميراث المبعض(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • الحرية الحقيقية في التمسك بالقيم الدينية(مقالة - ملفات خاصة)
  • الإسلام يدعو إلى تحرير العبيد من الرق وكفل للإنسان حق الحرية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هامش الحرية للمترجمين في الترجمة(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
1- مداخلة
عبدالناصرالتام - اليمن 15-10-2012 10:50 AM

إن الإنسان لا يستطيع أن يجازي الله لو تعبد لله ملايين السنين على نعمة الأسرة والمجتمع ومن فضل الله علينا أن جعلنا مخلوقات اجتماعية ليس فيها إطلاقا أي إكراه أو أي قيود تخل بحياة الإنسان فلو أمعنا قليلا لنظرنا إلى نعمة الله العظمى في إطلاق الحرة وليس هذا فحسب وإنما الحرية المطلقة فمن يرى الأمور من جونب ضيقة فقد أخفق القول ..وقد يقول قائل لوكان لنا الحرية لتجاوزنا حدود الله ولغيرنا آبائنا وأمهاتنا .فردي لمثل من يفكرون بهذا التفكير .إذا فلنشرب السم ما دمنا أحرارا بدلا عن الماء ولنأكل التراب ما دمنا أحرارا بدل عن الطعام فكذالك هو الحال مع من يبدل نعمة الله أو من يفكر في أن نعمة الله على الخلق هي حرية مقيدة وجب علينا بدلا من التفكير هذا أن نعلم أن وجود الله نعمه كبراء وأن خلقنا عبيد له نعمة وأي نعمة أنسينا قول الملائكة يوم القيامة وهم يخلقون ساجدين إلى قيام الساعة ويقولون يوم لقاء الله ما عبدناك حق عبادتك أي كلام عن الحرية هذا ولا أريد الإطالة واعترض على بعض ما قاله الأستاذ حنافي شديد الاعتراض مع احترامي الشديد له وكلنا يخطئ والمقصود من كلامي هذا أن الله قد فضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا وجعلنا أحرار بطاعته وأذله بمعصيته مهما غرتنا أنفسنا والإنسان مخلوق فطري وليس مقيد في بعض شئون حياته فلا نسيى التفكير.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب