• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم   الدر الثمين   سلسلة 10 أحكام مختصرة   فوائد شرح الأربعين   كتب   صوتيات   مواد مترجمة  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في: شهر الله المحرم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في الأضحية (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في 10 ذي الحجة (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    الدعاء لمن أتى بصدقة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: صدقة لم يأكل منها
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: هو لها صدقة، ولنا هدية
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (ترك استعمال آل النبي على الصدقة)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعريف بالخوارج وصفاتهم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (2)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (1)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات
علامة باركود

أسرار معارك سوريا

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

المصدر: نشرت في جريدة المدينة، العدد 1129، في 3/9/1387 هـ.
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/8/2010 ميلادي - 26/8/1431 هجري

الزيارات: 14554

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وهذا كتاب آخر ألفه الأستاذ/ فؤاد القصاص، وطبعته دار الهدف ببيروت، ويقع في حوالي 90 صفحة، وهو من سلسلة كتب عسكرية للمؤلف، ولا شك أن الأمة العربية والإسلامية أحوج ما تكون إلى نشر معلومات صحيحة، وإلى وعي أسباب النكبة، وإلى إدراك مخططات العدو مدعمًا بالأرقام الصحيحة، والإحصائيات الدقيقة.

 

الأمة العربية والإسلامية في حالة من الغليان والأسى بعد هزيمةٍ لم تكن متوقعة لدى الكثيرين، وإن كانت ليست مستغربة لدى الواعين المتتبِّعين لمجرى الأحداث والأوضاع التي كانت سائدة في العالم العربي، والتفرُّق الذي أوجدته تيارات غريبة، وتخبطات فوضوية، وغفلة عن أعمال العدو، بينما الخلافات تمزِّق أوصال الأمة العربية والإسلامية.

 

والكتاب الذي بين يدي الآن من الكتب الرزينة المدعمة بالبيانات، وهو كمثيله "أسرار معارك الأردن"، وإن تكن المعلومات التي احتواها أقل من المعلومات التي حصل عليها في الكتاب السابق، وقد اعتذر المؤلف عن ذلك بأنه لم يُسمَح له بالبقاء بسوريا أكثر من يوم واحد، وأن الغموض يكتنف بعضَ ما وقع تجاه تقهقر القوات السورية، وأن التحقيق يجري حاليًّا للوصول إلى نتيجة، ويقول المؤلف: "وقد خرجتُ بنتيجة واحدة عقب هذه اللقاءات، وهي أن نوعًا من الغموض يحيط بمعارك الجبهة السورية، فالذين يعرفون قليلون جدًّا، والذي يعرفه الذين يعرفون أقلُّ من القليل!"، وهكذا سافر المؤلف إلى سوريا لاكتشاف الحقيقة، يقول:

"وفي صباح التاسع والعشرين من شهر تموز (يوليه 67)، كنت داخل سيارة أجتاز الحدود السورية، وخلال ساعات النهار - وهو الزمن الذي سمح لي بقضائه في سوريا - استطعت أن أحصل على معلومات هامة ومثيرة، كشفت الكثيرَ من الغموض الذي أحاط بالمعارك السورية في 5 حزيران، وإن لم تكشفه كله".

 

إن المؤلف يعترف هنا بأنه لم يكشف كل الحقيقة؛ لأن الغموض يحيط ببعض جوانب الموقف هذه المرة.

 

ويتحدث المؤلف عن مخططات العدو، وتصميمه على ضرب سوريا، محاولاً استغلال الظروف والتفكك، وأمله أن يجابه كل بلد عربي على حدة؛ فلا تقوى البلاد العربية على الصمود أمامه، ومع أن الهدف الظاهري لإسرائيل هو زعمها أنها تهدف إلى وقف نشاط الفدائيين عن طريق ضرب سوريا، التي تدَّعي أنها المحرك لهم، وأنهم يتخذون من الأراضي السورية مواقعَ لانطلاقهم وتدريبهم، فإن الهدف الحقيقي هو رغبتها في التوسع وابتلاع البلدان العربية؛ تنفيذًا للمخططات الصِّهْيَونية، وقد شن الإسرائيليون هجومهم على المواقع السورية بالطائرات والمشاة في شهر نيسان (أبريل 67)، ثم هدد أشكول بالهجوم على دمشق وإسقاط نظام الحكم فيها، ولقد أعدت إسرائيل العدة لمؤامرتها إعدادًا فيه الغدر والمكر.

 

يقول المؤلف مسلسلاً الأحداث:

وفي الأسبوع الأخير من شهر كانون الثاني (يناير67)، توالت التصريحات الإسرائيلية تستصرخ الدول الغربية الكبرى: إنجلترة وأمريكا وفرنسا؛ كي تضاعف من شحنات الأسلحة للدفاع عن إسرائيل ضد الغول العربي المتربص بها من كل جانب، وتباكَى الزعماء الإسرائيليون - كعادتهم - وهم يروُون مزاعمهم عن القوة الضاربة الهائلة التي يملكها العرب، وخاصة سلاحي الطيران والمدرعات، وفي نفس الوقت الذي توالت فيه هذه التصريحات ذات الهدف المكشوف، عقدت عدة اجتماعات على مستوى عالٍ في العاصمة الإسرائيلية: اجتماع لقادة السلاح الثلاثة، اجتماع لقادة الألوية، اجتماع للقادة العسكريين السابقين، اجتماع لخبراء التسليح الأجانب والإسرائيليين، اجتماع لرؤساء أجهزة المخابرات والأمن، وعلى الصعيد المدني توالت الاجتماعات أيضًا: اجتماع اقتصادي برئاسة وزير المالية، اجتماع تمويني برئاسة وزير التموين، اجتماع صناعي برئاسة وزير الصناعة، اجتماع إعلامي برئاسة وزير الإعلام، وقد حضره أشكول رئيس الوزراء، وأعقب كلَّ ذلك اجتماعٌ سريٌّ عقَدتْه لجنة الشؤون الخارجية بالكنيست الإسرائيلي، واجتماع آخر للجنة الشؤون المالية، وقد حضر الاجتماعين الزعماء الإسرائيليون.

 

وفي الاجتماع الأخير اعتمدت المبالغ اللازمة لتمويل الخطة، وبعد هذه الاستعدادات كان هناك نشاط دبلوماسي كبير، ثم صفقات أسلحة مع أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا الغربية، وقد تمت هذه الصفقات في جوٍّ من الكتمان والسرية في أغلب الأحيان، وتسربت عنها أنباء قليلة، وسرعان ما توالى ورود هذه الأسلحة.

 

ويرتب المؤلف تتابع الأحداث على النحو التالي:

1- في الثامن من شباط (فبراير67) طار أبا إيبان إلى واشنطن، حيث عقد صفقة القاذفات من طراز سكاي هوك.

2- في العاشر من شباط (فبراير67) عقد إسحاق رابين مع بريطانيا صفقة الدبابات والمدافع، بينها مائة دبابة من طراز سنتوريون الضخمة.

3- في أوائل شباط (فبراير67) أعلن موشي ديان في سايجون أنه يقوم مع عدد من العسكريين الإسرائيليين بالتدرب على أحدث الأسلحة الأمريكية المستخدمة في الحرب الفيتنامية.

4- في ظلام ليلتي 21، 22 شباط (فبراير67)، هبطت في المطارات العسكرية الإسرائيلية 35 قاذفة قنابل من طراز سكاي هوك، يقودها طيارون أمريكيون.

5- في الخامس والعشرين من شباط (فبراير67) وصلت إلى ميناء حيفا سفينة شحن إسرائيلية، تحمل شحنة من أحدث الدبابات والمدافع البريطانية.

6- في نفس شهر شباط (فبراير67) وفي الأسبوع الثاني منه، كانت جولدا مائير تقوم بزيارة سرِّية لفرنسا وألمانيا الغربية، هدفُها الحصول على الأسلحة والتفوق العسكري؛ تنفيذًا للمؤامرات الإسرائيلية المبيتة ضد البلدان العربية، والتي وضعت خطتها في الأسبوع الأخير من شهر يناير 67.

7- في الثامن والعشرين من شباط (فبراير67) نشرت بعض الصحف الألمانية في بون خبرًا نَسبتْه إلى مصادر مطَّلعة، تفيد أن إسرائيل تعاقدت مع بعض خبراء الأسلحة الألمان ممن لهم دراسة بالقطاع الإلكتروني، وعدد من الضباط الألمان الذين سبق لهم الاشتراك في حرب الصحراء في الحرب العالمية الثانية، وعدد آخر من المهندسين في صناعة الأسلحة وتطويرها".

 

ثم يتحدث المؤلف عن خطة إسرائيل التنفيذية، وهي البدء باشتباكات محدودة ومناوشات، تصاحبها دعاية ضخمة في الخارج ضد البلدان العربية من أجل سماحها للفدائيين الفلسطينيين بالعمل من هذه البلدان، وتهديد إسرائيل بأنها ستنتقم من تلك البلدان ما لم تُوقف نشاط الفدائيين، وهي تهدف إلى تغطية مؤامراتها، وإلى كسب أصدقاء وحماة وعطف من دول عديدة، ثم مرَّت الأحداث مسرعة عنيفة، فقد وقع اشتباك بالمدفعية في بداية نيسان (أبريل) بين المواقع السورية والمواقع الإسرائيلية في المنطقة المنزوعة السلاح، وتوالت الاشتباكات في الأيام الثلاثة التالية وازدادت عنفًا، ثم وقع بين مصر وسوريا اتفاقية الدفاع المشترك، وتنص على أن أي اعتداء يقع على أي من الدولتين يعتبر اعتداءً على الدولة الأخرى، وكان هجوم إسرائيل على سوريا في السابع من نيسان (أبريل67) بقوات كبيرة من المدرعات، تساندها المدفعية الثقيلة، ويدعمها غطاء جوي كثيف - اختبارًا لمدى جدية تنفيذ هذه الاتفاقية من عدم جديتها، وعلى هذا الأساس تضع خططها الجديدة على ضوء هذا التطور العربي، وفي الثاني والعشرين من شهر نيسان أبريل 67 وصلت ميناء حيفا سفينتا شحن - إحداهما إسرائيلية، والأخرى ألمانية - تحملان شحنة من الدبابات الفرنسية طراز ي.م.ل. قدرها مراسل هيئة الإذاعة البريطانية في تل أبيب بمائة وخمسين دبابة.

 

"وهذه الدبابات هي أحدث ما وصل إليه علم المدرعات في القرن العشرين، فالدبابة من هذا الطراز تزن نحو خمسين طنًّا، وهي مزودة بمدفع من عيار 90 مليمتر، وتستطيع السير على جميع الطرق من رملية وصخرية، ومستوية ووعرة، بسرعة 80 كم في الساعة، وتبلغ سرعتها القصوى مائة كم في الساعة، وهي تملك قدرة هائلة في المناورات والضرب في جميع الاتجاهات، وإذا عرف أن أقوى الدبابات الروسية والأمريكية والإنكليزية التي تتزود بها البلاد العربية لا تزيد سرعتها عن ستين كم في الساعة، لاتَّضح أن هذه الدبابة قادرة على ضرب دبابات الخصم والهرب دون أن ينالها أي ضرر".

 

وفي الأسبوع الأخير من شهر نيسان (أبريل67) وصل المطاراتِ الإسرائيليةَ عددٌ يتراوح بين خمسين وسبعين طائرة من أحدث طراز ميراج الفرنسي، وفي نفس الأسبوع وصلت ميناء حيفا شحنةٌ من الصواريخ الأمريكية من طراز هوك التي تنطلق من الأرض للجو، ومع الشحنة عدد من الخبراء الأمريكيين، وفي نفس الوقت الذي وصلت فيه شحنة الصواريخ الأمريكية، كانت إحدى سفن الشحن الإنكليزية تفرغ في ميناء حيفا حمولتَها من الدبابات من طراز سنتوريون المزودة بمدفع من عيار 105 ملم، ويتراوح عددها ما بين مائة دبابة ومائة وثلاثين دبابة، وبينما تجري هذه الاستعدادات سافر أشكول إلى واشنطن؛ لينال تأييد الأمريكيين، وليجلب أسلحة جديدة، ولم يمضِ طويل وقت حتى وصلت طائرات ضخمة غريبة الشكل، يقودها طيارون أمريكيون، عليها شعارات الطيران الإسرائيلي، وهبطت في المطارات الإسرائيلية، كان ذلك في ليلتي 5 و6 أيار ( مايو67 ).

 

وفي العاشر من أيار (مايو67) اعترف قائد جيش إسرائيل بامتلاك إسرائيل لنوع جديد من أحدث الدبابات الفرنسية، وأضاف قائلاً: "وقد تمكن الفنيون والمهندسون الإسرائيليون من إدخال تعديلات هامة على عدد كبير من دبابات السنتوريون، فرفعوا مدفعها الأصلي ووضعوا مكانه مدفعًا ضخمًا من عيار 155 ملم قادرًا على إطلاق قذائف من أنواع متعددة، منها نوع لخرق أقوى الدروع، ونوع آخر يتناثر على الهدف فتقتل شظاياه جنودَ الأعداء، ونوع آخر شديد الانفجار، وهذه المدافع قد صنعت محليًّا، أما في مجال الطيران فنحن نملك الآن أسطولاً من القاذفات والمقاتلات من أحدث ما عرَفه العالم".

 

وهكذا تدفقت الأسلحة على إسرائيل، حتى أصبحت ترسانة للأسلحة، ومستعدة للبدء بالعدوان، وفي الثاني عشر من شهر أيار (مايو67) أعلن أشكول أنه سيضرب سوريا وسيحتل دمشق ويقضي على الحكم الرجعي فيها، وأعلنت إحدى الدول الغربية الكبرى استعدادَها لحماية إسرائيل عسكريًّا، وقد غيَّرت إسرائيل من خططها، فقررت أن تبدأ هجومها على الجمهورية العربية المتحدة؛ حتى تقضي على الطيران فيها أو تشل من قوَّتِه، وتقطع المواصلات والإمدادات عن قوة المشاة فيها؛ لأنها لا تستطيع مواجهة القوات العربية الثلاث في وقت واحد، ففي أحسن الظروف لم تكن لتستطيع تعبئة أكثر من مائة وخمسين ألف رجل، بينهم أكثر من الثلث من فئة الخدمة الذين يخدمون خلف القوات المحاربة، سواء في أسلحة المهمات، أو التموين، أو الحراسة، والباقون يشكلون أقصى طاقة ضاربة تستطيع إسرائيل جمعها، وهي قوة لا تكفي من حيث العدد لمواجهة القوات المصرية وحدها، التي تزيد عن مائة ألف مقاتل، فما بالك بالنجدات الجزائرية والعراقية والسودانية التي كانت قد بدأت تتدفق على الجبهة المصرية، والتي وصل عددها إلى عشرين ألف مقاتل، بالإضافة للقوات الأردنية، وعددها أربعون ألف مقاتل، يساندها خمسة آلاف جندي عراقي؟ وإذا أضيف لذلك قوات الجيش السوري البالغ عددها نحو ثمانين ألف مقاتل، استبان مدى التفوق البشري العربي في المجال العسكري، مما يجعل إسرائيل تختار محاربة الدول العربية واحدة بعد الأخرى، كما وقع فعلاً.

 

ومن ثم فقد حاربت مصر، ثم الأردن، ثم سوريا على التوالي، وهكذا كان الهجوم الإسرائيلي على مصر لتحطيم الطيران المصري أو إضعافه؛ ليكون لها التفوق الجوي؛ لأن الأردن وسوريا - معًا - لا يملكان من الطائرات المقاتلة إلا مائة مقاتلة أو أقل، كما حشدت إسرائيل معظم قواتها في مواجهة القوات المصرية، والقليل منها حيال سوريا والأردن؛ بغرض تثبيت القوات في مواقعها حتى تنتهي من ضربتها لمصر، وقد وضع الإسرائيليون خططًا أخرى في حال فشل خطتهم في القضاء على الطيران المصري، ولم يكونوا يتوقعون أن تكون النتيجة لهجومهم على النحو الذي وقع.

 

وتتابعت الأحداث، فأغلقت مصر خليج العقبة في وجه الملاحة الإسرائيلية، وأنهت بقاء القوات الدولية، وذلك على أثر التهديدات الإسرائيلية باحتلال سوريا، ثم حصل اتفاق الدفاع المشترك بين مصر والأردن، وفي ليلة 19 أيار 67 سحبت القوات الإسرائيلية من حدود سوريا إلى حدود سيناء بأمرٍ سرِّي، ومتى بدأ اشتراك سوريا في حرب 5 حزيران؟ تضطرب الأقوال، فمن قائل: إنه ابتدأ في السابع منه، ومن قائل: إنه من اليوم الأول واللحظة الأولى.

 

واستعدت سوريا في حدود إمكانياتها، إلا أن تفوق إسرائيل في مجال الطيران كان له - ولا شك - أثر كبير في تراجع القوات السورية، واحتلال إسرائيل للمرتفعات المواجهة لإسرائيل، بعد معارك ضارية غير متكافئة، وكان للدبابات السريعة ذات الصنع الفرنسي التي تقدر على التحرك في جميع الطرق مزيةٌ متفوقة؛ فهذا النوع من الدبابات يزحف على سفوح الجبال والمرتفعات الشديدة الانحدار؛ مما يصعب مقاومته، يضاف لذلك تطويق الإسرائيليين لهذه المواقع، حيث دخلوا من منطقة بانياس؛ مما جعل المدافعين بين فكي كماشة إسرائيلية، ومع ذلك قاتلوا حتى استشهد أكثرهم ونفذت ذخيرة الآخرين.

 

ولا بد للحرب من خسائر، فكان نصيب سوريا من هذه الحرب تسعمائة قتيل، وتسعمائة جريح، ومائة وخمسين دبابة ومصفحة، ونحو سبعمائة مدفع مختلفة العيارات، وثلاثين طائرة.

 

أما خسائر العدو في حربه مع سوريا، فكان 39 طائرة، بينها 21 من نوع الميراج، 34 دبابة من طراز م.ل. و20 دبابة من طراز سنتوريون، 11 دبابة من طراز إسرائيلي، 40 ناقلة جنود مصفحة، 90 مدفعًا من مختلف العيارات، 590 قتيلاً بينهم 28 ضابطًا أحدهم برتبة ميجور، 600 جريحٍ نصفُهم جراحهم خطيرة.

 

ومما يُذكر للقوات السورية قيام سرب من الطائرات السورية بقصف المطارات والمنشآت الإسرائيلية في المنطقة الشمالية من الأراضي المحتلة، وإصابتها بتدمير شديد، كما أغار سربان من الطائرات السورية على مدينة صفد، ثم اتَّجها إلى مدينة حيفا، وركَّزا الهجوم على مصفاة البترول بها، فأصاباها إصابةً مباشرة أشعلتْ فيها النيران، وقصفت مدافعُ القوات السورية المستعمراتِ الإسرائيليةَ على شواطئ بحيرة طبرية وفي منطقة سهل الحولة؛ حتى أسكتت المواقع الإسرائيلية، واشتعلت النيران في المواقع والمنشآت والمستعمرات الإسرائيلية، وشتت المدافع السورية تجمعات عسكرية إسرائيلية على شواطئ بحيرة طبرية وسهل الحولة، ودمرت العديد من أسلحتها، وفي الساعة السابعة مساء السادس من حزيران تحركتْ تسعة ألوية من القوات السورية، يحميها غطاء جوي مكوَّن من سربين في عملية هجومية داخل الأرض المحتلة، وتصدَّتْ لها المدفعية والمدرعات الإسرائيلية في محاولة لإيقاف زحفها، وبعد معركة استمرت سبع ساعات، تمكَّنت القوات السورية من القضاء على المقاومة الإسرائيلية، واحتلت أربعَ مستعمرات إستراتيجية، هي: شريا شوف وكاريتون وديشوم والعلمانية من قضاء الجليل.

 

وكانت معركة شريا شوف هي أكثر المعارك ضراوةً في الأرض المحتلة؛ فقد تكبد الإسرائيليون خسائر فادحة، قدِّرت بثلاثين دبابة ومصفحة، وبأكثر من مائتي قتيل وجريح، وخسر السوريون سبع دبابات، وخمسين قتيلاً، وخمسة وعشرين جريحًا، قبل أن يتمكَّنوا من احتلال مستعمرة شريا شوف الواقعة في شمال سهل الحولة.

 

ورغم تعزيز العدو لقواته ضد القوات السورية الزاحفة وضراوة المعارك، فقد تمكَّنت القوات السورية من القضاء على مقاومة العدو، واتجهتْ نحو صفد والناصرة، وبعد ظهر السابع من حزيران تمكنت المدافع السورية على المرتفعات من تدمير مستعمرة تل القصر تمامًا، وأبادت سرية مشاة إسرائيلية بأكملها.

 

وفي مساء الثامن من حزيران تمكنت القوات الإسرائيلية من احتلال المرتفعات السورية، وبعد ظهر التاسع من حزيران بدأت القوات الإسرائيلية تزحف على مدينة القنيطرة، وقدِّرت هذه القوات بأكثر من ستين ألف جندي، ونحو ثلاثمائة دبابة، وأربعمائة من ناقلات الجنود المصفحة، مع مائتي طائرة من مختلف الأنواع، فسدت سماء المعركة تمامًا، وقد استمرت هذه المعركة إحدى عشرة ساعة، ثم شنت هجومًا إسرائيليًّا على مدينة القنيطرة، مهدت له بضرب عنيف مركز من الطيران، استعملت فيه قنابل النابالم الحارقة وقنابل الفسفور، واستمرت المقاومة السورية في شجاعة عظيمة، حتى لقد استعملت السلاح الأبيض في المقاومة، ثم أعلن وقف إطلاق النار.

 

هذا، وأرجو أن أكون قد وفِّقت في استعراض هذا الكتاب القيم، الذي كنت أتمنى لو سلم من بعض الأخطاء النحوية القليلة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سياسة النأي بالنفس والقضية السورية
  • بين يدي ملحمة حماة

مختارات من الشبكة

  • سر من أسرار التكرار في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدعاء للأولاد سر من أسرار النجاح والفلاح(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مخطوطة حل أسرار الأخبار على إعراب إظهار الأسرار(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أسرار الأسرة والزواج من ناحية فقهية(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • سر من أسرار النجاح الإداري(مقالة - موقع موقع الدكتور خالد بن عبدالرحمن بن علي الجريسي)
  • من كتاب أسرار معارك الأردن من 5 إلى 9 حزيران 1967(مقالة - موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض)
  • الأسرة السعيدة بين الواقع والمأمول (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسرار المجالس وأماناتها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التحذير من إفشاء الأسرار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كتمان الأسرار الشخصية(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب